أين أنت يا زهير

طال غيابك أيها الابن العزيز زهير أبن الأخ العزيز الأستاذ الجليل حسن السيد البشير

كادقليات وكدا .... قالوا تقلية كادقلي معتقة باليخني  ... ولا شنو !!!؟؟

 إبن العزيز الغالي ... إبن أستاذي الذي علمني ... الله يغفر له ويرحمه ... 

 لازم يا زهير تمر على سوق كادقلي وتلبس أصفر ...   عشان تظهر ....

 أخي فضل شعورك رائع ....            إحترامي ،،،

لك غلاوة عندنا يازهير ...
فى كل حصة يبدأها ابيك الله يرحمه  ببيت شعرا مكتوبا على السبورة ويكتب اعرب يقوم من طرف واحيانا يستهلها بابيات شعرا  وقصتها ويكررها حتى تحفظ منها..مسابقة شعرية بين جرير والفرزدق  والاخطل عند عبد الملك ابن مروان فرق زمانهم((الموردة والمريخ والهلال))  الثلاثى الخطير..
احدهم  الفرزدق قال :
 انا القطران والشعراء جربى** والقطران للجربى شفاء**
الثانى الاخطل :
إن تك زق زاملة **فإنى انا الطاعون ليس له جواب
وقال ثالثهم جرير
 انا الموت الذى آتيكم **وليس لفار منه نجاء**  
ففاز جرير بالعطية ...لهم مجاراة وطرائف..
وهذا ما يماثل قول اهلنا البقارة..فى التنبر
..انا مخ الضنب..انا بخ البايته..انا الشافو خلو..انا العشر القام له شوك..
واهلنا الجمالة:
انا عشى البايتات اسمى ..كان ودرت قول قسم الله..ماهمى العدو كان كتر كان قل..سمعت ابوى قال العين كسرها مذلة والروح فى المثل من غير يومها ما تنسل..
  جميعا لن ننسى فضل والدك علينا  ان  حبب الينا الادب كنت اصغى إليه بشغف يرحمه الله ابقى طل علينا اعمامك واخوانك

أما زلت غائباً يا زهير لك العتبى حتى ترضى يا ابن أحد الأوفياء الذين لا أنساهم حتى الممات من ذكريات ودعاء له بارحمة والمغفرة سائلا الله أن يجمعنا سويا في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى آمين يارب العالمين

اللهم ارحمه واغفر له بكل حرف علمه للاجيال كم اخلص هذا الرجل المثابر الصابر..كان له لكل موقفا شعرا ولكل تلميذ كنية كان يلقب اخونا دانكول بابى الاسود الدؤلى ..ومن بيننا ثنائى مرغنى المأمون واحمد حسن جمعة..وكان تيمى يلقبه بتيماء فيردف بابيات مجنون ليلى عن تيماء التى كانت منزلا لليلى..كان يأدبنا وهو يبتسم...رجل انيق منظم مهندم..
نقف فى صف ويسأل كل واحدا منا كم لديك يا اخى العرب فى جعبتك كنا نضحك فيقول لا شارحا لنا معناها بالتفصيل ..ثلاثة او عشرا او..لانه يضع علامات (أ) تعنى عشرة جلدةهذه للاخطاء القاتلة ..علامة xكانت ثلاثة ويا ويلك إن كذبت يقول كذاب اشر..يكون فى صف اخر..كان يعلمنا ان نصدق ولو على اسنة الرماح ...
كان له سوط يسمى الغراب ((وبصتونة))تسمى الحميراء لانه ملونها بلون احمر ولا يأتى حاملها حتى لا نروع إلا نهاية الحصة يرسل احدنا فيقول له هات الغراب ((الغراب)) سير لونه اسود..
حتى قلم الحبر الاحمر كان سائلا مميزا..حتى توقيعه مميزا..كم اثر فينا هذا الرجل يرحمه الله وفى كل الاجيال الذين درسهم..
كان موسوعة كان شاعرا واديب اذكر مرة قرأ علينا شعره عن سيسبان قريته على ما اذن..اثابك الله استاذ فضل ان احييت ذكراه فهذه دعوه منى لطلابه ان نذكر محاسنه  ذكراه العطرة لتأطر والتعطر منتدانا بلونية الوفاء ويكون هذا البوست بمثابة تأبين..

نعم يا عثمان كان وسيماً في طلعته المشرقة أنيقاً في هندامه واختياره له... صبوحاً بشوشاً كريماً كريح مرسلة .. عالماً فذاً في الأدب والشعر وملماً بكل ضروب الشعر .. بدأ حياته التدريسية بمدينة جوبا ... وعندما نقل لأبي جبيهة كنت أنا بالمرحلة المتوسطة والفرق بين أعمارنا ليس كبيراً .. كان يجمعنا بيته العامر بأهله والواسع بترحابه وكرمه عند المدرسة الابتدائية الشمالية ... كان هيناً متسامحاً .. كان يعلم أنني أحب الأدب والشعر .. كان يصحح أخطاء حفظي للشعر بأريحية وأدب .. قلما يغضب ..هيناً متسامحاً ..لماحاً فطناً ... الأستاذ حسن مدرسة لحالها لو تكلمت حتى الفجر لن أوفه معشار خلقه وجمال نفسه وغزير أدبه.... كان والده رحمه عمنا السيد البشير صديقاً لوالدي وكان حافظاً للقرآن الكريم وما حب الأستاذ حسن للغة العربية وأدبها إلا من نفحات والده له... عليهم جميعاً رضوان الله ورحمته الواسعة.

هدوء جميل وتواضع الكبار .. رحم الله أبا زهير .. كان سمح النفس  حلو المعشر.