ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محاضره للدكتور حسن مكى

اذهب الى الأسفل

محاضره للدكتور حسن مكى Empty محاضره للدكتور حسن مكى

مُساهمة من طرف غريق كمبال 13th مارس 2010, 12:43

بسم الله الرحمن الرحيم


د. حسن مكي:
لماذا لا نجعل من مكاسب "بن لادن" مكاسب للأمة؟

عبد الرحيم علي
اسلام أونلاين
:::::::::::::::::::::
في حوارنا معه كنا نتلمس طريق تجربة إسلامية هامة طبقت وما
زالت في السودان، مشاكلها وأخطائها وعلاقاتها الداخلية، ولكن
كان همّنا الأساسي معرفة كيف يفكر واحد من الذين صنعوا فكر
ومسيرة هذه التجربة منذ عام 1966، لذلك كان لا بد أن نسير
معه بهدوء، بدءًا من موقفه من أحداث الحادي عشر من سبتمبر،
ومرورًا بكيفية مواجهة هذه التبعات التي أنتجتها الأحداث، وانتهاءً
بمشروع الحل الذي يراه، وهو كان واضحًا معنا إلى الحد الذي
أنتج أمامنا رؤية مختلفة عن رؤى باقي المفكرين الذين تحدثنا
معهم.. رؤية تنبع من فهم خاص للواقع.. فهو يرى أن تجربة
الحركات الإسلامية في مصر والمشرق العربي متقدمة عنها
في تركيا، وأن بناء الروح هو الأهم، وأننا نستطيع بقليل من
التنظيم أن نشارك في صنع الحضارة العالمية، وذلك باعتبار
الفجوة الحضارية بيننا وبين الغرب في تناقص مستمر، وأخيرًا
هو يرى أن الخروج من المأزق يكمن في توحيد كافة الطاقات،
طاقة الحكومات والتيارات السياسية والشعبية..
الجميع معًا في وجه كل ما يهدد وجود هذه الأمة، ولكن على أي
أساس تقوم هذه الجبهة؟ هو يرى الأساس في "ميثاق سياسي"
يحقق الحد الأدنى من الحريات، والاعتراف بالتعددية، ويحمي
لُحمة الأمة من الانقسام، والأغرب أنه يرى عدم ضرورة مواجهة
الفكر الإرهابي أو المتطرف بل الاستفادة من معركته مع الغرب،
ربما -برأيه- يتعب الغرب، ويرى ضرورة المصالحة مع شعوبنا،
الحوار يبرز نوعا من التفكير، ورؤية لا تمثل شخصها بقدر ما تمثل
جانبا من جوانب رؤية إسلامية عريضة رأينا أهمية التعرف على
كافة جوانبها.

إنه حوار ممتع مع المفكر الدكتور حسن مكي رئيس الجامعة
الإفريقية بالسودان وأحد كوادر ومفكري الحركة الإسلامية
في إفريقيا، حول:
 تداعيات أحداث سبتمبر على الفكر الإسلامي
 مراجعة المفاهيم
 مع الحركة الإسلامية
 تجربة السودان
:::::::::::::::::::

تداعيات أحداث سبتمبر على الفكر والحركة الإسلامية

* د. مكي.. أحداث 11 سبتمبر فرضت مجموعة من التداعيات
كيف يمكن للفكر الإسلامي مواجهتها؟
- الخروج من المأزق الذي نحن بصدده لا يتم إلا بالتوجه إلى الله
سبحانه وتعالى أولاً ثم بالوعي والتحليل الدقيق وقراءة الأحداث
بقصد فهم دلالتها، فأحداث الحادي عشر من سبتمبر قد قلبت
هرم العولمة، فقد كانت العولمة كفكرة تبدأ بالمال والاقتصاد،
ثم التحكم في الإعلام ووسائل الاتصال، ويأتي بعد ذلك السياسة
والأمن، لكن هذه الأحداث قلبت المعادلة تمامًا وأصبح الأمن
الآن في الصدارة، وأصبحت المسألة الأمنية والعسكرية هي
أساس العولمة الآن وبعد ذلك يأتي ترتيب القضايا الأخرى، لذا
فأنا أرى أن مجابهة هذا النمط من العولمة يأتي عبر التنسيق
ما بين الحركات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وبين الدولة،
فنحن نرى أن الدولة -أي دولة- مهما كانت لن تستطيع أن تقف
بمفردها في وجه هذا النمط من العولمة، ودليلنا على ذلك ما حدث
في أفغانستان، فقد انهار نظام طالبان في 24 ساعة لأنه كان نظامًا
معزولاً، لذلك فإن الخطوة الأولى تتمثل في الانفتاح على كل القوى
الشعبية، دون تقليل من شأن أي قوى سياسية وطنية، للوقوف
والالتحام في جبهة وطنية واحدة تتجاوز الخطوط الأيديولوجية
والحدود الفكرية والروحية بحيث يستعصي على أي تدخل خارجي
أن يكسرها، هذه واحدة، الثانية على النظم الإسلامية -خاصة
حالتي إيران والسودان- أن تستفيد مما حدث لطالبان وأن تنفتح على
الشارع السياسي العريض بمختلف تلاوينه السياسية وأطيافه
الفكرية حتى يصبح كل إيراني وكل سوداني لديه مصلحة في
حماية هذا النظام والدفاع عنه، وذلك لن يتم إلا بإعادة هيكلة
تقسيم السلطة والثروة، بحيث يصبح للجميع الحق في الحكم
والتملك، وتكف الدولة عن أن تكون نخبوية إسلامية معزولة عن
التيار الوطني بمكوناته المختلفة سواء السياسية أو القبائلية أو
الطائفية، ثم تأتي مسألة أخيرة هامة تتعلق بتحديد موقفنا من
أمريكا، وهي مسألة تحتاج إلى قراءة واعية وتحليل دقيق يشارك
فيه الجميع على محيط واسع، فلا أحد يمتلك وصفة جاهزة، لذا
لا بد من إعمال الشورى في هذا الموضوع بشكل موسع، والرأي
الذي يتوصل إليه الناس يكون هو الحل فإذا وصلوا إلى أن المجابهة
هي الحل تصبح هي الحل، وإذا توصلوا إلى أن المصالحة هي الحل
تصبح هي الحل، المهم أن يأتي هذا بعد دراسة معمقة.

* أي جبهة في العالم لا بد أن تتفق على برنامج حد أدنى مرحلي
مع احتفاظ كافة أطرافها ببرنامجها الإستراتيجي الخاص..
فما هو البرنامج المرحلي لهذه المقترحات؟
وكيف يمكن ضمان استجابة الحكومات لقضية الديمقراطية بعد
نجاح هذا البرنامج المرحلي؟
- أعترف بداية بأن المسألة معقدة ومركبة إلى أقصى حد، ولكن يجب
علينا ألا نخلط الأوراق؛ فالمسألة ليست مجابهة بين الشعوب والحكومات،
فما نجابهه معركة حقيقية تحتاج إلى تلاحم سبيكي ما بين الحكومات
والشعوب لامتصاص الهجمة الأمريكية علينا، فهذه الهجمة ليست
موجهة ضد الحركات الإسلامية وحسب، وإنما موجهة أيضا إلى النظم
والحكومات العربية والإسلامية، لذلك فإن تلك النظم لديها مصلحة
في مد يدها إلى الشعوب والاحتماء بها، لذلك فأنا أعتقد أن الشعوب
عن طريق تنظيماتها الشعبية يمكنها أن تسلك طريقين:

الأول:
تقوم بأشياء لا تستطيع الحكومات أن تقوم بها مثل المقاطعة
الاقتصادية للمنتجات الغربية والأمريكية وهذه رسالة هامة جدا.

الثاني:
الوقوف خلف هذه الأنظمة ومحاولة حمايتها من السقوط لأن
معناه تدمير شامل. والحالة الصومالية مثل واضح على ذلك.
أما الأمر الخاص بالضمانات الحكومية فنحن لا نتحدث عن مصالحة
عمياء بين الشعوب والأنظمة وإنما نتحدث عن مصالحة مبصرة
في إطار اتفاق حول ميثاق سياسي يحمل حدا أدنى من الحريات.

* وكيف يمكن تطوير مفهومنا عنه لتجنب الصدام الدائم معه؟
- هذا يتم بالتجربة والممارسة والخبرة، ولكن الصراع يظل ولن ينتهي،
فالمدافعة أصل من أصول الاجتماع البشري، وليس مطلوب إلغاء
هذه المدافعة ولكن المطلوب إبعاد مفهوم الإقصاء، لا نريد أن يكون
في المجتمع مواطنين درجة ثانية، نريد اعتماد المواطنة كأصل
تقوم عليه كافة الحقوق، وتنبع من خلاله كافة الواجبات، ويقوم
عليها العقل السياسي في الدولة، وهذا حتى لا نسمح بنسف
الدولة الإسلامية من الداخل كما حدث مع الدولة العثمانية عندما
تم نسفها من داخلها.

* هذا فيما يخص المواطن العربي -غير المسلم- الذي يعيش في
الدولة الإسلامية ولكنني أتحدث عن الآخر- الغربي- فنحن دائما
نستقبل أي احتكاك معه باعتباره هجوما صليبيا علينا نحن
المسلمين!
- نحن ما زال لدينا مشكلة أساسية مع المشروع الأمريكي، تتمثل
بشكل أساسي في دعمه للمشروع الصهيوني، وتوظيف الأخير
لصالح المشروع الأمريكي، والآن هناك 13 مليون مسلم في أمريكا،
ونفس هذا العدد في أوروبا، وهذا العدد يفوق عدد اليهود في العالم
كله، ولكننا لا نعرف كيف نستفيد من وجودهم، لذا يجب إعادة
تنظيم المهاجرين حتى نستطيع أن نُكوّن طليعة متقدمة أو بداية
لحركة داخل المجتمعات الغربية، خاصة أن فرصة الحوار قائمة،
وقد رأينا ذلك في المؤتمرات وأثناء زيارتنا لمؤسسات أوربية عديدة،
إذن هناك أمل إذا توافر الحد الأدنى من التنظيم والفاعلية.

مراجعة المفاهيم

* ماذا عن مفاهيم عدد من الحركات الإسلامية حول الجهاد
والنصرة ومحاولة تطبيق الشريعة بالقوة عن طريق الانقلاب
على نظم الحكم الموجودة؟!
- أنا شخصيا لي رؤية خاصة في هذا الموضوع تنطلق من عدم صنع
قوالب فكرية محددة تضع قيودا على حركة وأسلوب عمل أي حركة
إسلامية أو شعبية أ وسياسية؛ لذلك فأنا أدعو إلى انفتاح المجتمع
على قاعدة التعددية.

* ولكن أنا أقصد مفهوم "بن لادن" وتنظيم القاعدة والجهاد حول هذه
المفاهيم وكيف يمكن التصدي لهذه الأفكار ومحاولة تصحيحها؟!
- أنا أرى أنه ليس من المطلوب الآن مواجهة هذه المفاهيم؛ لأنها
ببساطة كانت تمثل وما زالت "ردة فعل" لفعل ظالم آخر وتوجهات
نظر متطرفة.

* وجهات نظر متطرفة لمن؟
- للصهيونية والأمريكان وغيرهم، ونحن لا يهمنا هنا الدفاع عن الأمريكان،
ولكن الدفاع عن مصالح شعبنا وتنبيهه إلى أن هناك قوى وطنية جامعة،
وإذا رأينا أن الحركات الأصولية -بن لادن وخلافه- تحقق مكاسب، نتقدم
ونجعل هذه المكاسب مكاسب للأمة، بنفس الطريقة التي نتعامل معها
مع شبكة الإنترنت باعتبارها إنتاجا ومكسبا غربيا، ونحن نستخدم
ونستفيد منه.

*ولكن هذا الوضع مختلف، والقياس في غير محله، وهذه الجماعات
تسببت في مشاكل أعظم وأكبر مما تحقق من نجاحات.. إن كانت
هناك نجاحات!
- وما أدراك ربما يأتي موقف ويتعب العالم الغربي من هذه المواجهات
مع الحركات الأصولية والجهاد ضده، ويسعى لمصالحة مع الشعوب
الإسلامية، أو يسعى لإزالة الاحتقان وحل المشاكل المعلقة.

* تقصد أن نستغل ما يفعلونه دون تبني مواقفهم؟
- نحن لا نهتم بحربهم مع الغرب.. فالنبي وقّع صلح الحديبية وكان هناك
مسلمون يحاربون الكفار من خارج المعاهدات والصياغات العامة
للمجتمع الإسلامي، أقصد بهذا أننا لسنا مشغولين بهذه المسألة،
هم المشغولون بها في معركتهم، أما نحن فمشروعنا يدور حول كيفية
انتشال مجتمعاتنا من قضايا كبيرة بالحوار والتوعية، فأنا لا أريد أن
تتحول القضية إلى مجابهة داخلية بيننا وبين الحركات الجهادية، هذا
ليس من أولوياتنا، نحن نحصر مجابهتنا في العدو الذي يريد افتراس
مستقبلنا، ولكن طريقة مجابهتنا له مختلفة عن الجهاديين.

* ولكن طريقة مجابهتهم تلك للغرب تؤثر على حركتك كقوى
اعتدال ووسطية.. بمعنى عندما قام "بن لادن" بضرب أمريكا..
هذا أتى بنا إلى ما يحدث الآن في العراق وفي المنطقة ككل
بما في ذلك مسار القضية الفلسطينية وملاحقة ما تسميه
أمريكا بـ"الإرهاب".
- هم كانوا سيضربون العراق سواء بن لادن ضربهم أم لا.. لماذا؟
لأنهم استخدموا هذا النظام حتى آخر نقطة دم، والآن يريدون نظاما
آخر يوفر لهم سبل الهيمنة على النفط.. ونحن نرى أن المسألة معقدة
ومتشابكة وغير مفهومه.. خذ بن لادن على سبيل المثال، كان متحالفا
مع أمريكا فماذا حدث؟ وكذلك كان صدام.. نحن لا نريد الخوض في هذه
القضايا، هذه مشكلتهم هم أما نحن فلا نريد مواجهة مع المتطرفين أو
الجهاديين، هذه متروكة للحكومات وللغرب، أما نحن فلنا مهمة محددة
هي إنقاذ الأمة، بجمع كلمتها وتوحيد قواها السياسية الحية والفاعلة
دون استبعاد لأحد .. إلى أن يفتح الله بيننا وبينهم.

مع الحركات الإسلامية

* د. حسن.. بإيجاز.. لماذا لا نستفيد من تجارب إسلامية ناجحة
مثل تركيا والمغرب؟
- والله ليس من المطلوب تعميم هذه النماذج؛ فلكل مجتمع خصائصه،
بمعنى أنا أرى أن الحركة الإسلامية في مصر بما في ذلك مؤسسات
الدعوة والجمعيات الشرعية ومؤسسات المجتمع المدني ذات
المرجعية الإسلامية متقدمة جدا في تجربتها عن تركيا، والعكس هو
المطلوب -من وجهة نظري- وهو أن تستفيد تركيا من النموذج المصري ..
ففي مصر لا توجد مشكلة تدخل الجيش في الحياة المدنية والسياسية ..
لا يوجد قانون يمنع ارتداء الحجاب، أو يمنع المدارس الدينية التي تدرس
العلوم الشرعية.. العمل الإسلامي في مصر أصبحت تحدياته مختلفة
كيف يمكن أسلمة الاقتصاد .. أسلمة الدولة؟ كيف يصنع برنامجا
سياسيا يجابه به النظام العالمي الجديد؟... وهكذا.. تلك المجتمعات
لم تصل إلى هذه الدرجة من نمو العمل الإسلامي والتجربة الإسلامية؛
فهي بالتالي تحتاج لجربتنا.

* وهل تعتقدون أن ما ذكرتمونه يعد نجاحا للحركة الإسلامية
في مصر أو في المشرق العربي؟
- أعتقد أنها نجاحات كبيرة أيضا؛ لأن هذه هي روحانية الديانة، والدين بلا
روحانية لا يعيش في النفوس ولا يتوغل .. انظر إلى مصر قبل عشرين
عاما وانظر لها الآن، أنا قمت بعمل استطلاع بنفسي وأنا أسير في
شوارع العاصمة -أم الدنيا- وجدت 80% من النساء محجبات.

* ولكني أعتقد أن الحجاب لا يعد دليلا على "التقدم بالإسلام"..
صحيح أنه عودة إلى جذور الإسلام ولكن بالمنطق الشكلي..
نحن نريد أن نتقدم بالإسلام.. نتقدم بقيم هذا الدين العظيم "العدل،
والحكمة، والحرية، واحترام الآخر، والتعاون على البر والبناء والتقوى"..
نريد أن نكون خلفاء لله على الأرض بشكل حقيقي وليس مزيفا!
- أعترف معك بأن الإسلام حالة عقلية، وأن ما قلته هو حلم المسلمين،
ولكن التوجه إلى الله سبحانه وتعالى هو الخط الأول لكل ما تقوله..
فأنت من الممكن أن تكون في بيئة محكوم عليها بالفقر بحكم إمكانياتها
الطبيعية.. لا يوجد بها تنمية اقتصادية أو اجتماعية... إلخ، ولكن هل
يسقط مع هذا حق الله أو حق الإسلام عليك؟! فحقوق الإسلام لا
تسقط عن الأعمى أو الأصم أو الأبكم.. معنى كلامي أن البداية هي
تهذيب الروح وبعدها يمكن البناء على هذا الأساس؛ لأن ذلك هو
أساس الدين "التعرف على الله سبحانه وتعالى" ثم تأتي المسائل
الأخرى وهي كيف نوظف الدين في تحسين البيئة من حولنا؟
وكيف نجعله حافزا لنا للتقدم؟

* معنى كلامك أن الحركات الإسلامية في مصر والسودان والبلدان
العربية تستطيع تقديم نموذج معاصر يفوق النموذج التركي؟
- نعم تستطيع، ولكن يجب أن تفهم أن هناك مشاكل متراكمة منذ ألف
عام لا يمكن حلها في عام أو اثنين.. أوربا بدأت عصر النهضة والتنوير
منذ أواسط القرن الثالث عشر، ومع هذا فأنا أعتقد أن الفرق بين
الكفاءة المصرية والفرنسية على سبيل المثال في القرن الحادي
والعشرين ضيق إذا ما قورن بما كان موجودا إبان احتلال نابليون
لمصر عندما كتب الجبرتي عن "العجائب والأسرار"، ولا يمكن تخيل
أن الأمريكان بكل ما توصلوا إليه من تقدم حضاري يستطيعون أن
يجعلونا نتحدث عنهم كما تحدث الجبرتي عن الفرنسية؛ لذلك
فبشيء من التنظيم والجهد يمكننا أن نشارك في صنع الحضارة
العالمية.

تجربة السودان

* ننتقل معا إلى تجربة الحركة الإسلامية في السودان.. كان لك
تجربة مع جبهة الدكتور الترابي نريد تقييمك لتلك التجربة.
- التجربة كانت بمثابة "سنة أولى سياسة" كنا نمشي بين الأشواك
وكانت هناك أخطاء عديدة .. اصطدمنا خلالها بحقائق الواقع المر، ولكن
الحمد لله التجربة ما زالت ناجحة؛ لأننا رأينا صحابة رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقتل بعضهم بعضا في تجربة مماثلة... ولكن الحركة
الإسلامية استطاعت أن تجتاز التحدي الأول، وأن تبعد أمينها العام
بطريقة سلمية، وتحدث تداولا سلميا للسلطة بشكل أولي لتنقل
التجربة إلى الأجيال الجديدة.
بالطبع يوجد سلبيات أهمها أن الصف الإسلامي في السودان منقسم،
خاصة في الجامعات التي تعتبر الرافد الأساسي للحركة الإسلامية.
هناك أيضا الحكومة التي تسعى لإرضاء حكومات الغرب.
وهناك الرئيس الذي يريد أن يدخل نادي الرؤساء. وكل هذه المتطلبات
لها شروطها.

*نحن نريد أن تحدد لنا أهم الأخطاء بموضوعية وصدق؟
- أهم أخطائنا كان فتح أبواب السودان لكافة الحركات الإسلامية من
مختلف البلدان، خاصة تلك التي تعاني من مطاردات في بلدانها وصدامات
مع حكوماتها، هذا بالإضافة إلى تبني برامج غير مناسبة لنا في السودان
ومحاولة القيام بتطبيقها، هذا ترتب عليه إيقاع السودان في الشرك الذي
رسم له -كما أوقعوا العراق من قبل بتشجيعه على غزو الكويت-
القضية الأخرى المهمة والتي تمثل خطأ قاتلا وقعنا فيه هي عدم
انتباهنا لقضية الحريات، وبطء الانتقال من المشروعية الثورية إلى
المشروعية الدستورية، وهذا أدى إلى انعزال النظام . ولكن كما قلت لك
كنا في سنة أولى سياسة، والآن تعلمنا، ونحاول أن نتجاوز تلك
غريق كمبال
غريق كمبال
مشرف المنتدى الاقتصادى
مشرف المنتدى الاقتصادى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى