الأقاشي ...

حينما تسمع كلمة الأقاشي ... سرعان ما يخطر ببالك العم : محمد ثاني ( الله يرحمه ) والد صديقنا هاشم والذي كنا نصادقه عشان الأقاشي ... وكنا نتعمد الذهاب معه لمنزلهم بالستيبة وبعد اليوم الدراسي ... وكان يعتذر لنا ويقول أن الأقاشي لا تصنع إلا بالعصر .... ونعود أدراجنا بخفي حنين ....

لقد إرتبط بالعقل الباطن ... طشت أقاشي العم محمد ثاني ... السفوفة ..... واللمبة الزجاج ... وعبارة لذيـــــــــــذ .... وهو يجلس في زاوية زريبة العيش الجنوبية الغربية بالقرب من الجزارة .... مقابلاً له بائع (النيفة ) الكوارع ..... غرب الجزارة مباشرةً .....
وحينما يغلق السوق الكبير أبوابه يضع العم : محمد ثاني الطشت على رأسه في وقاية صغيرة من القماش محطوطة على الرأس ... وفي طريقه لحلة الأنجل ... نااااس المرح الجميل والليالي الساهرة ...تحس بعد الساعة التاسعة م بسكون عام وهدوء تام .... لا تسمع شئ حتي الكلاب لا مؤاخذة تعودت على هذا الهدوء وأصبحت تلتزم الصمت مسايرةً للوضع ... ويشق هذا الصمت صوت العم محمد ثاني وهو يحمل مصباحه ( الفانوس ) ويقول بصوت مملوء بالثـــقة : لذيـــــــــــــــــــــــــــذ ......
والزبائن يعرفون طريقه وكيفية مناداته ... ويجلس يبيع الأقاشي بين الإنس والجو الهادئ المفعم بالمرح ... القلوب طيبة ... والسرائر نظيفة ...لا توجد مشاكل ولا جرائم ولا إقتيالات ....وكنا لا نعرف طريق نقطة البوليس لمثل هذه المشاكل ... تحياتي ،،،

يا فيصل خليل خرفان الضحية ديل عايزات جلسة أقاشيه... إن شاء الله العيد جوه السودان مع الخرفان الحمرية والكباشية

جاء هاشم يحمل الطست ذات عصر جميل في أبو جبيهة ماراً بمنزلنا. أوقفته وكانت عندي عشرة قروش. قلت له: هات 10 أقاشي. ضحك. قلت له: عم محمد كان ببيع لنا العود بقرش إنت عودك بقى بكم؟
هاشم كرم يمشي على رجلين. كان معي أكثر من 3 أشخاص أكلنا أقاشي لمن شبعنا ورفض ياخد مننا قروش. قلت له: تاني ما تجي بهنا. يا نموت نحن من الشطة ولا إنت حتفلس بطريقتك دي. له التحية من على البعد. وهؤلاء هم سكان أبو جبيهة البنعرفهم. ولا مش كدا يا خدورة أمبشق. تحياتي.