مضى نصف الوقت.....!
+3
عوض السيد ابراهيم
Elfadil Abdulraziq Elhaj
علي احمد علي شرف الدين
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مضى نصف الوقت.....!
من طرف علي احمد علي شرف الدين 13th ديسمبر 2010, 10:29
مضى نصف الوقت.....!
قصة قصيرة بتاريخ/يناير/2009
بقلم / علي احمد علي شرف الدي
رزم من الكتب المبعثرة أحاول تجميعها لأضعها في حقيبتي
التي أجتهد لإعدادها للسفرحركات دائبة في سبيل ترتيب أغراض الرحيل إلي مدن العلم حيث الجامعة العريقة التي تم قبولي بها ..!
أمي تروح وتغدو جيئة وذهاباًَ وهي في كل مرة تأتي حاملة شيء أو" صرة " ما ،تأتيني حيث أنا منهمك في الترتيب داخل خلوتي "قطيتي الصغيرة"....لم تترك شيء إلا وجاءت به حتي إني أرى إن ما جاءت به وحده لو أخذ ته معي فلن تجد معه أغراضي الخاصة من موضع فارغ في الحقيبة... "جركانتان" من العسل الجبلي وأخرى مُلأت بالسمن البلدي ومربى محلى مصنوع من مانجو البلد... كنت دائما أنازعها فيما تفعله بقولي
هل تظنيني ذاهب إلي حرب أم إني رحالة كشوف جغرافية )...ولكنها لم تكترث لحديثي وأحيانا ترد علي ببسمة عريضة ثم تزجرني بقولها: (ما تخلي راسك قوي الحاجات دي حتنفعك في الغربة) ...
كأنها كانت محقة ولكني قلت:" أي غربة هذه التي تزعمينها يا أمي فأنا لست ذاهب إلى بلد غريب بل أنا ذاهب إلي عاصمة بلادي الخرطوم"
بقيت ساعة على موعد" البص النيسان"الذي سيقلني إلى الخرطوم .
تجمع الجيران وأهالي القرية فخبر سفري تسرب في القرية كتسرب الماء في الرمل ولأن قريتنا صغيرة لاشيء يخفى خاصة عندما يكون سفر أحد أبنائهم إلي الخرطوم للدراسة في إحدى جامعاتها المعتبرة والتي يحلم كل منهم أن يكون له أبن يدرس في هذه الجامعة أو في أي جامعة أخرى .
تجمهر الجيران لوداعي أمام بوابة منزلنا التي لم تكن لها باب سوى حزمة من شوك (الكداد) توضع عليه خوفاً من البهائم ليلاً.
كانت تتقدم المودعين خالتي "صفية " التي تجاورنا من الناحية الشرقية وخالتي" كلتوم بت التوم " كانتا تزرفان الدموع وكأني ذاهب بلا عودة ... كنت أحاول معانقة الجميع لوداعهم ولكن الوقت لا يسمح ولعل الجمع غفير ولأني خشيت أن ازرف الدموع لغرور في نفسي أو لإدعائي الرجولة والصمود، فالبكاء في عُرف قريتنا من صفات الإناث .
تقدمت نحوي أختي" زينب "الصغيرة وقد طفرت من عينيها قطرات ندي لجينية ..! فجثوت بقدمي أمامها لتوديعها وتوصيتها بالمداومة على الذهاب إلي الروضة .....كان الجميع أنفاسهم متسارعة من الحزن ،حتى سعاد تلك الفتاة الرائعة التي تسكن بقربنا جاءت ومعها سرب من فتيات و زهرات القرية كانت تود أن ينفض الجميع لتحدثني لوحدي فهي الآن في مرحلة الثانوي... ذكية.. طامحة في مستقبل زاهر وأنا كنت أشجعها علي أن تحرص على التفوق لكي تحقق أمنيتها التي كانت كثيراً ما تحكي لي عنها وهي أن تلج الجامعة التي تم قبولي بها .كانت تحاول لقائي ولكني كنت أحاول التهرب عنها حتى لا ينفضح أمري فمهما يكن من شيء فنحن في مجتمع محافظ كانت تطاردني بعينيها وأنا كنت اخفض بصري و وأرمي به تحت قدمي فتزداد نشوة فرحي حينما المح" جزمتي"الايطالية الجديدة التي شريتها لأجل السفر ثم الجامعة بعد...يأتي أبي بصوته الجهوري مناديا:" هيا يا(....) لقد حان موعد البص"
فودعـــت إخوتي وأمــي لأخر مرة وكانت توصيني بصوت تخنقه العبرة
والدموع لا تنسى إن احتجت إلي كذا ستـــجده في الشنطةالصغيرة أما الشنطة الكبيرة ففيها كذا و كذا وفي جيبها الأيمن تجد كذا.حملت
"الشنطة"وكان أبي يحمل الأخري فشعرت بثقل الشنطة كأن دموع المودعين سُكبت بها
وعندما لم تجد" سعاد"من بد في ملاقاتي أبرقت لي بإشارة بيدها التي تحمل فيها منديل فعلمت إنه لي فتسّمرت الخطى كدت أقفز إليها لأخذه. فصاح والدي حان الوقت ثم أخذ مني الشنطة الأخرى وربت علي كتفي مواسيا لي وكان لا يعلم ما أمري وقال هيا يا إبني الوقت مضى فقلت نعم يا أبي حان الوقت فلا سبيل الي التأخر .. ثم إذا بصوت يأتي:"مضى نصف الوقت" .... فصحت بأعلى صوتي : (يا أبي إذن هنالك فرصة للرجوع).......فإذا بشخص يطرق الدرج الذي وجدتة أمامي..... فعدت من شطحة غفوتي وحينما تبينته وجدته مراقب الامتحانات فأمرني بان أحُل الامتحان فقط دون التكلم والهذيان وكلمات أخري تنم عن التهديد والتشدد لم أحفل بها لانشغالي بالأوراق الملقاة بالدرج إذ مكتوب في واحدة الكلية/... القسم/..... العام الدراسي/...... أما الأخرى فمكتوب عليها جامعة الخرطوم- كلية الاقتصاد -امتحان مادة(.....)أخذت القلم وحاولت الإجابة عن الأسئلة ولكن لم أحُل سوى نصف الامتحان لأنه قد مضي نصف الوقت.....
ونلتقي.....
قصة قصيرة بتاريخ/يناير/2009
بقلم / علي احمد علي شرف الدي
رزم من الكتب المبعثرة أحاول تجميعها لأضعها في حقيبتي
التي أجتهد لإعدادها للسفرحركات دائبة في سبيل ترتيب أغراض الرحيل إلي مدن العلم حيث الجامعة العريقة التي تم قبولي بها ..!
أمي تروح وتغدو جيئة وذهاباًَ وهي في كل مرة تأتي حاملة شيء أو" صرة " ما ،تأتيني حيث أنا منهمك في الترتيب داخل خلوتي "قطيتي الصغيرة"....لم تترك شيء إلا وجاءت به حتي إني أرى إن ما جاءت به وحده لو أخذ ته معي فلن تجد معه أغراضي الخاصة من موضع فارغ في الحقيبة... "جركانتان" من العسل الجبلي وأخرى مُلأت بالسمن البلدي ومربى محلى مصنوع من مانجو البلد... كنت دائما أنازعها فيما تفعله بقولي
هل تظنيني ذاهب إلي حرب أم إني رحالة كشوف جغرافية )...ولكنها لم تكترث لحديثي وأحيانا ترد علي ببسمة عريضة ثم تزجرني بقولها: (ما تخلي راسك قوي الحاجات دي حتنفعك في الغربة) ...كأنها كانت محقة ولكني قلت:" أي غربة هذه التي تزعمينها يا أمي فأنا لست ذاهب إلى بلد غريب بل أنا ذاهب إلي عاصمة بلادي الخرطوم"
بقيت ساعة على موعد" البص النيسان"الذي سيقلني إلى الخرطوم .
تجمع الجيران وأهالي القرية فخبر سفري تسرب في القرية كتسرب الماء في الرمل ولأن قريتنا صغيرة لاشيء يخفى خاصة عندما يكون سفر أحد أبنائهم إلي الخرطوم للدراسة في إحدى جامعاتها المعتبرة والتي يحلم كل منهم أن يكون له أبن يدرس في هذه الجامعة أو في أي جامعة أخرى .
تجمهر الجيران لوداعي أمام بوابة منزلنا التي لم تكن لها باب سوى حزمة من شوك (الكداد) توضع عليه خوفاً من البهائم ليلاً.
كانت تتقدم المودعين خالتي "صفية " التي تجاورنا من الناحية الشرقية وخالتي" كلتوم بت التوم " كانتا تزرفان الدموع وكأني ذاهب بلا عودة ... كنت أحاول معانقة الجميع لوداعهم ولكن الوقت لا يسمح ولعل الجمع غفير ولأني خشيت أن ازرف الدموع لغرور في نفسي أو لإدعائي الرجولة والصمود، فالبكاء في عُرف قريتنا من صفات الإناث .
تقدمت نحوي أختي" زينب "الصغيرة وقد طفرت من عينيها قطرات ندي لجينية ..! فجثوت بقدمي أمامها لتوديعها وتوصيتها بالمداومة على الذهاب إلي الروضة .....كان الجميع أنفاسهم متسارعة من الحزن ،حتى سعاد تلك الفتاة الرائعة التي تسكن بقربنا جاءت ومعها سرب من فتيات و زهرات القرية كانت تود أن ينفض الجميع لتحدثني لوحدي فهي الآن في مرحلة الثانوي... ذكية.. طامحة في مستقبل زاهر وأنا كنت أشجعها علي أن تحرص على التفوق لكي تحقق أمنيتها التي كانت كثيراً ما تحكي لي عنها وهي أن تلج الجامعة التي تم قبولي بها .كانت تحاول لقائي ولكني كنت أحاول التهرب عنها حتى لا ينفضح أمري فمهما يكن من شيء فنحن في مجتمع محافظ كانت تطاردني بعينيها وأنا كنت اخفض بصري و وأرمي به تحت قدمي فتزداد نشوة فرحي حينما المح" جزمتي"الايطالية الجديدة التي شريتها لأجل السفر ثم الجامعة بعد...يأتي أبي بصوته الجهوري مناديا:" هيا يا(....) لقد حان موعد البص"
فودعـــت إخوتي وأمــي لأخر مرة وكانت توصيني بصوت تخنقه العبرة
والدموع لا تنسى إن احتجت إلي كذا ستـــجده في الشنطةالصغيرة أما الشنطة الكبيرة ففيها كذا و كذا وفي جيبها الأيمن تجد كذا.حملت
"الشنطة"وكان أبي يحمل الأخري فشعرت بثقل الشنطة كأن دموع المودعين سُكبت بها
وعندما لم تجد" سعاد"من بد في ملاقاتي أبرقت لي بإشارة بيدها التي تحمل فيها منديل فعلمت إنه لي فتسّمرت الخطى كدت أقفز إليها لأخذه. فصاح والدي حان الوقت ثم أخذ مني الشنطة الأخرى وربت علي كتفي مواسيا لي وكان لا يعلم ما أمري وقال هيا يا إبني الوقت مضى فقلت نعم يا أبي حان الوقت فلا سبيل الي التأخر .. ثم إذا بصوت يأتي:"مضى نصف الوقت" .... فصحت بأعلى صوتي : (يا أبي إذن هنالك فرصة للرجوع).......فإذا بشخص يطرق الدرج الذي وجدتة أمامي..... فعدت من شطحة غفوتي وحينما تبينته وجدته مراقب الامتحانات فأمرني بان أحُل الامتحان فقط دون التكلم والهذيان وكلمات أخري تنم عن التهديد والتشدد لم أحفل بها لانشغالي بالأوراق الملقاة بالدرج إذ مكتوب في واحدة الكلية/... القسم/..... العام الدراسي/...... أما الأخرى فمكتوب عليها جامعة الخرطوم- كلية الاقتصاد -امتحان مادة(.....)أخذت القلم وحاولت الإجابة عن الأسئلة ولكن لم أحُل سوى نصف الامتحان لأنه قد مضي نصف الوقت.....
ونلتقي.....
علي احمد علي شرف الدين- نشط مميز
رد: مضى نصف الوقت.....!
من طرف Elfadil Abdulraziq Elhaj 13th ديسمبر 2010, 10:41
قصة جميلة ياعلى ,,
فى انتظار المذيد,,
فى انتظار المذيد,,
Elfadil Abdulraziq Elhaj- نشط مميز
رد: مضى نصف الوقت.....!
من طرف عوض السيد ابراهيم 13th ديسمبر 2010, 10:52
ما شاء الله عليك يا على بس ما تكسر خاطر سعاد.
هكذا الأمهات هن يلححن ونحن نزجر ولكن هاهو قلب الوالده.
موفق بإذن الله
هكذا الأمهات هن يلححن ونحن نزجر ولكن هاهو قلب الوالده.
موفق بإذن الله
عوض السيد ابراهيم- مشرف المنتدى العام
ما يتعلق بشخصيات القصة
من طرف علي احمد علي شرف الدين 13th ديسمبر 2010, 11:22
طبعاً يا عوض السيد (سعاد) دي شخصية من الخيال ...
صحيح أن هذه القصة قريبة للوقع ولكنها لم تكن كذلك إذ أني حبكتها من الخيال بإختيار بعض الشخصيات الوهمية مع توظيف عناصر المكان والزمان وجو القرية بكافة تجلياته حتى ترتبط بوجدان القارئ .
صحيح أن هذه القصة قريبة للوقع ولكنها لم تكن كذلك إذ أني حبكتها من الخيال بإختيار بعض الشخصيات الوهمية مع توظيف عناصر المكان والزمان وجو القرية بكافة تجلياته حتى ترتبط بوجدان القارئ .
علي احمد علي شرف الدين- نشط مميز
رد: مضى نصف الوقت.....!
من طرف عوض السيد ابراهيم 13th ديسمبر 2010, 11:32
لابد للشاعر ان يحترم خياله حتى يستطيع تجويد التجسيد لشد المتلقى وبالتالى لا شك تبدأ مرحلة البحث عن الأرضيه القويه.
كل المنى أن تكون واحد من شعراء بلادى الذين يشار اليهم بالبنان قريبا
كل المنى أن تكون واحد من شعراء بلادى الذين يشار اليهم بالبنان قريبا
عوض السيد ابراهيم- مشرف المنتدى العام
رد: مضى نصف الوقت.....!
من طرف الفاتح محمد التوم 13th ديسمبر 2010, 12:52
ملامح القصه الواقعيه .. للروائي عبدالعزيز بركه ساكن ...وأبناء جيــله... في المفرده و الشخوص و الأمكنـــــــه.....
شكرا علي ودأحمد
شكرا علي ودأحمد
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: مضى نصف الوقت.....!
من طرف nashi 13th ديسمبر 2010, 12:54
ما شاء الله تبارك الله عليك
قصة جميلة والسرد ممتع
دعواتنا بالتوفيق
قصة جميلة والسرد ممتع
دعواتنا بالتوفيق
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
رد: مضى نصف الوقت.....!
من طرف Suhad Abduelgfaar 13th ديسمبر 2010, 22:23
قصه جميله
ربنا يديك العافيه
اخى احمد
وبتمنى ان تواصل
وتبدعنا
تحياتى لك
ربنا يديك العافيه
اخى احمد
وبتمنى ان تواصل
وتبدعنا
تحياتى لك
Suhad Abduelgfaar- مشرف حكاوي المهجر
رد: مضى نصف الوقت.....!
من طرف ابوهريرة عثمان عبدالسلام 13th ديسمبر 2010, 23:08
انه ابداع حقيقى يااخى على والسرد جميل جدا وهذه بداية موفقة جدا ارجو عم الانقطاع .
ابوهريرة عثمان عبدالسلام- مشرف المنتدى الاسلامى
مواضيع مماثلةصفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى