بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
بشري الفاضل يحزن علي / علي المك سأبيت الليلة السوداء مصلوباً على سور الزمان النائح فغناء الناس مبقور الحشا يهتك الطاعون أنغام المغنين ويستبقي لنا عنوة صوت مغن نابح يا علي طاش سهم فرمى الأطيار من سقف السماء ورواها بالدماء فزوت مذعورة بين الحصى تبكي عليك طاش سهم أصاب القلب أضحت مدن الأشواق قبحى من تراب أناديك.. أتصحو؟ فأبصر الآن شرودي واغترابي يا علي كسر الريح مصابيحي وبابي شحب الطير أمسى ريشه من سخام الحجر نغم من برعي مدده مات بالسكتة فوق الوتر لا قميص بغيتي شكراً بني يعقوب لكن ولماذا بصري؟ يوسف المغدور مدفون بعيداً عن مدى عيني تحت الشجر. كان زهراً غاب عنه الماء فاستبقى الأريج كان لوناً انظروا من بعده الأثواب لا لون لها والثريات بها لون الحريق يا علي صاعداً من جبل الفوضى إلى هم الوطن فتلقاك الكفن ساخراً من كل فن هل ترى نرثيك والشعر ركيك والزمن مترع من كل فج بالشجن يا علي صحبك الآن جلوس في الحديقة كابروا الأجرام قالوا لا ولن أنكروا هول الحقيقة سوف يأتي.. سوف يأتي سوف يأتي صادحاً في الثامنة مازحاً في صوته المسحور والمفتاح يرقص في يديه والحضور السمح والتبغ المعتق غيمة في منكبيه وإذا طال الغياب ساءلوا الأنواء والبرق المجنح عنه والسفن الغريقة يمضغ الحزن الصحاب تهرب البركة من أسماكها والليل في الليل تمطى جاء من عمق الزمان صوت داؤود تأسى في (انتزاع الكهرمان) مركب الكتاب في اليم فأين القبطان؟ وجع منا وأمطار عليك أي حسن صادر عن مقلتيك؟ حين تلقانا بأركان الصباحات وسيماً في ابتسام مخفياً آلامك الكبرى بجوف الأرق جامعاً أحزاننا كالورق وألاقيك بشوشاً في الزحام نافراًً من رهق الدنيا لأم درمان (للبكري) وحيداً في الترام بغتة تجمهر الدنيا فسوق الناس غاب حملوا قلباً مذاباً في عذاب قيل يرتاح قليلاً يا علي ذبحوا القلب فمن للذابح؟ كلما قام نبي في بلادي صورا أحلامه هرطقة سوروا أحلامه بالخطر ما تفيأ دوحة إلا أتاها حاطب يسعى بفأس مثل رأس الأفعوان يا علي شاعر أنت الندى والأقحوان قاصص حبر نشيد صولجان (شعب بوان ) على ترجمان يا علي هل رأيت المهرجان؟ جاء لوركا سعفة تهتز في حمى الدريس وكرومة يشعل الليل غناء ومعزة والخليل ينظم الأنغام بدرا يزدهي في عرس عزة و(البيان) العذب والمريخ والنثر وتاريخ الموسيقى والضريح يسكب الفضة في البهو الفسيح هي أم درمان صلصال التواصل طينة البؤس الشفيف شكاية الأسف الكتيمة والعنا واليتم والشعر الجريح هاهم الأحباب جاءوا عسجدي صحفي ميكانيكي عجوز سيبويه وعرائس الأحلام يحجلن إليه وصديقات على كل اللغات والهنود الحمر وشتى القفشات عبروا الجسر كدغل هارب من تصاريف الرعونة الجفاف الجفاف؟ تحته النهر فهل يقوى عليه؟ سوف ينأى ذات يوم يا علي خائفاً من ضفتيه يقفز الشاعر بين الموج والناس ترى قبة كالمشترى يهرع الدغل إلى (البكري) ويهدي للثرى غيمة من درر أيها الدغل الذي من بشر أين مني ضحكة موءودة ظل صداها بالمدائن والقرى! ضحكة كانت ترى ضحكة كالنظر ضحكة نادرة لا تشترى. |
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
أكثر ما أعجبني ..... طريقة إلقاءه الشعري ...وكأنه يقص علينا قصه .... بكلمات بسيطه من العربيه المخلوطه ببعض الأمثال ... المحليه مروراً بالفصحى وحتى الإنجليزيه و الفرنسيه..يصوغها صياغة بتأني وانسجام .... يمضغها بمعسول النضم وعذب الكلام ..يبتلع ويهضم ويحتوي الحضور ... دون كثير عناء.... بصوته الجهوري الرنان وبلهحه الشفاف ..( رحم الله الفقيد البرفيسور على المك ..وأسكنه فسيح جناته)....
وجدته في ......مرثية ...بقلم د.أحمدالحسين
(( برقية عزاء لأم درمان ))
وكان مثل شجرة النخيل
لاتشتكى .........
توزع الثمار للغريب والقصير والطويل
وجذعها مغبر وأغبش نحيل
وكان عاليا (على) ....
وكان شامخا ........
شموخ النيل حينما يرتاح عنده الأصيل
وصوته المديد .. والوئيد .. والظليل
يضمخ المكان بالشذى ..
ويغرق الزمان فى الرضى ..
يذيب كل ممكن وكل مستحيل
يرش نكهة التراب خارج المدى ..
يعبىء العروق بالندى ..
ويلبس الحروف من هواء (ام درمان )...
بردة .. وذيل
ويغزل الكلام فرحة ومتكأ
أواه ..! (أم درمان ) قومى أندبى على ...
وأترعى الفضاء بالنواح والعويل
ولونى حيطانك الغبراء بالسواد ..
وأدهنى النهار ليل
أواه ..! (أم درمان)
قومى أثكلى (على)
(وأردحى) .. وأخلعى وقارك الجليل
واعلمى على (على)
لابأس ان تمزق الجيوب لوعة ...
تعفر الروؤس بالتراب ..
وتحلق االاشجار شعرها ويحزن النخيل
وتعلن الحداد كل وردة .. وزهرة .. وكل جيل
وترفع النساء صوتها ..
وتكشف الشموس حزنها ...
وينكفى القمر
*************
أواه ..! (أم درمان)
قومى أندبى مصابك النبيل
وودعى خليلك الوليد
وعانقى نساء الحى
( ولولى )
وعددى مآثر الفقيد
قد كان عام المنثور من كلامنا ..
وكان عاشق القصيد
وكنت فى إنتظاره سنين ..
(دائراك يا على تكبر تشيل حملى )
فصرت فى أشعاره حنين
(أحى يا على الفارس البقود تسعين)
فمات ناضجا .. جنين
سلامنا له ..
غفرانه ..امين
استاذي أزهري .... لك الود دومــاً ... غير منقطع...وجدته في ......مرثية ...بقلم د.أحمدالحسين
(( برقية عزاء لأم درمان ))
وكان مثل شجرة النخيل
لاتشتكى .........
توزع الثمار للغريب والقصير والطويل
وجذعها مغبر وأغبش نحيل
وكان عاليا (على) ....
وكان شامخا ........
شموخ النيل حينما يرتاح عنده الأصيل
وصوته المديد .. والوئيد .. والظليل
يضمخ المكان بالشذى ..
ويغرق الزمان فى الرضى ..
يذيب كل ممكن وكل مستحيل
يرش نكهة التراب خارج المدى ..
يعبىء العروق بالندى ..
ويلبس الحروف من هواء (ام درمان )...
بردة .. وذيل
ويغزل الكلام فرحة ومتكأ
أواه ..! (أم درمان ) قومى أندبى على ...
وأترعى الفضاء بالنواح والعويل
ولونى حيطانك الغبراء بالسواد ..
وأدهنى النهار ليل
أواه ..! (أم درمان)
قومى أثكلى (على)
(وأردحى) .. وأخلعى وقارك الجليل
واعلمى على (على)
لابأس ان تمزق الجيوب لوعة ...
تعفر الروؤس بالتراب ..
وتحلق االاشجار شعرها ويحزن النخيل
وتعلن الحداد كل وردة .. وزهرة .. وكل جيل
وترفع النساء صوتها ..
وتكشف الشموس حزنها ...
وينكفى القمر
*************
أواه ..! (أم درمان)
قومى أندبى مصابك النبيل
وودعى خليلك الوليد
وعانقى نساء الحى
( ولولى )
وعددى مآثر الفقيد
قد كان عام المنثور من كلامنا ..
وكان عاشق القصيد
وكنت فى إنتظاره سنين ..
(دائراك يا على تكبر تشيل حملى )
فصرت فى أشعاره حنين
(أحى يا على الفارس البقود تسعين)
فمات ناضجا .. جنين
سلامنا له ..
غفرانه ..امين
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
واجب علينا الحزن كلنا
على صاحب القلمين
القلم الاول عند كتابته باللغه العربيه
قصصه (البرجوازيه الصغيره_فى قريه والصعود الى اسفل المدينه و.....و...)
القلم الثانى باللغة الانجليزيه
عندما ترجم كتاب العملاق
البروفسير عبدالله الطيب له الرحمه والمغفره
(نافذة القطار)
لك الرحمه والمغفره استاذنا
وشاعرنا على المك
ولك الشكر والتحايا
استاذنا ازهرى
ولك الشكر استاذنا الفاتح
وانتم توثقون لنا
عن العمالقه
على صاحب القلمين
القلم الاول عند كتابته باللغه العربيه
قصصه (البرجوازيه الصغيره_فى قريه والصعود الى اسفل المدينه و.....و...)
القلم الثانى باللغة الانجليزيه
عندما ترجم كتاب العملاق
البروفسير عبدالله الطيب له الرحمه والمغفره
(نافذة القطار)
لك الرحمه والمغفره استاذنا
وشاعرنا على المك
ولك الشكر والتحايا
استاذنا ازهرى
ولك الشكر استاذنا الفاتح
وانتم توثقون لنا
عن العمالقه
Suhad Abduelgfaar- مشرف حكاوي المهجر
رد: بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
شكرا للمرور والبهاء .. وشكرا يا فاتح حامل المسك .. لا يعدم الطيب زائرك أو ملتقيك
وشكرا دائما دكتورة سهاد
وشكرا دائما دكتورة سهاد
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
الاديب الاريب
شكرا ابوالزهور على هذه الاضاءة على الشاعر و القاص بشرى الفاضل
التقيته و بعض الاخوة السودانيين الناشطين فى العمل الاجتماعى بالرياض صحبة الاديب ازهرى الحاج و كان الاجتماع بخصوص طبع
النسخة الاولى من فجر المشارق و كانت تبدو عليه علامات العبقرى العارف
قلت لنفسى الزول ابو عيون غبش دا بكون مصيبة و قد كان بعدها بحوالى الشهر كان قد اصدر روايته الشهيرة زرقاء اليمامة
لكم التحية
قراءة في
نصوص الدكتور بشرى الفاضل
بقلم: د. لمياء شمت
لم يذهب د. بشرى الفاضل بعيداً في رحيله إلى جنة الجراد، فاستخدام العوالم
الموازية لكائنات أخرى غير البشر هو شكل قديم من أشكال التعبير الفني
والإفراغ الإبداعي الذى يهدف إلى إنشاء علاقات جديدة مع الواقع. وفي الذهن
مؤانسات الجاحظ وإبن حزم وأبي حيّان وإبن المقفع وغيرهم، مما قد لا يتّسع
المجال لذكرهم، مروراً بمؤسسة الشعر التى لم تخل من التوسّل بعوالم الحيوان
وفي الذهن أيضاً أشعار عنترة التى إستطاعت أن تقدّم مثالاً للإنسانية
العميقة التى ترتفع بالحيوان من درك المطايا إلى درجة الصحبة والمؤاخاة
النبيلة. فينظم عنترة أبيات في فرسه الأدهم تخلّده وتسبغ عليه آيات الشموخ
الروحي.
ولا ننسى بليك «Blake» الذي إستقطر رحيق سعته الإنسانية وسخائه الإبداعي
ومفرداته الأدبية في مجموعته «أغاني البراءة» فكانت أهم قصائد تلك المجموعة
هي قصيدة «الحمل والنمر»، وتتمدد ذات الفكرة في كلّ الأدب الإنساني في كلّ
زمان ومكان فنجدها في «ملحمة الطيور» في الأدب الإغريقي الاستروفاني
كواحدة من أعظم ما أنتج المسرح الديونيسي في أثينا. حيث تبني الطيور
مدينتها في السماء وتُحكم من فوقها قبضتها علي العالم.
وهكذا فإنّ الاستخدام الإبداعي لتلك العوالم الموازية لم يفقد قط وعبر
الأزمان فعاليته الإدهاشية وقدرته التعبيرية سواء استند في ذلك إلى
الأسطورة أو إلتحم بالواقع. ولعلّ ذلك هو السبب الأقوى في استخدام ذلك
الأسلوب بإتّصال مستمر في قصص الأطفال، ليلعب من ثم دوراً مقدّراً في إرساء
مدرسة أسلوبية قادرة على شحذ خيال الأطفال وتوجيههم توجيهاً قيمياً غير
مباشر. ونعود إلى الأدب الروائي لنجد أنّه أيضاً قد إعتمد غير قليل على
توظيف تلك المعاني لينسج بذلك أمشاج الخيالي والواقعي بأبعاد رؤيوية في
لُقيا إنسانية وكونية جامعة استطاعت ان تكون هي الأقدر على توصيل الأفكار
الكبيرة بكل محمولاتها الرمزية والقيمية والعاطفية.
ومن هنا إمتدت يد د. بشرى الفاضل الإبداعية الطويلة لتدق برفق على ذلك
الوصيد، لتُفتح لنا الأبواب على مشهدٍ فني آخر في بنائية قصصية مشفوعة بروح
السحر الفانتازي والبراءة الروحية والخصب التأملي والتثوير اللغوي المجنح
الذى يحرر اللغة بعفوية من كل سلطة وسقف. ليؤكد د. بشرى الفاضل مجدداً في
دفقه الإبداعي أنّ الشحذ المتواصل لنصله اللغوي لا يبليه بل يرهفه ويمضيه
في كلّ مرة.
وبسردٍ لا يخلو من الجدّة والطرافة يتخلّق أمامنا عالم حي ويتراكب معماره
مع تتابع القص بيسرٍ وتلقائية مدهشة.
وفي إحاطة بارعة بتفاصيل عالم الجراد يقدّم الكاتب مفهوماً وصفياً مختلفاً
للمرئيات والمسموعات. ويحلّق بنا مثلاً على جناح جرادة في عالم الأفق في
مسحٍ طبوغرافي عجيب وواقع بصري فريد تنقله لنا أعين جرادة ترى ما لا نراه.
بل ونحسّ كذلك بالتفصيل الفيزيائي الدقيق لعملية الطيران والاستجابات
التبادلية الوظيفية مع الترجرحات والتيارات الهوائية والإنعكاسات الضوئية.
ونجد أنفسنا نرهف السمع لأصوات الجراد الجزلي وشعرها الخاص بوزنته السمعية
وإحداثياته النغمية المختلفة. ويمتد الكاتب بنا إلى قاموس الجراد ليُرينا
بعض مفرداته الخاصة. فالجاغة هي ساعة الجراد بقياسات الساعة الفيزيائية
الجرادية الخاصة. وعبر كل تلك المجاميع التصويرية والسمعية تتداعى الحواجز
بين الموجودات وتتماهي العوالم لنرى الشخوص الجرادية وهي تتدافع بأرواح
حسّاسه قادرة لتنتزع فرصتها في الحياة والبقاء والحُب من براثن الحظ الضنين
والكون الذى يتنازعه الأقوياء.
وبقصيدة إبداعية عميقة تذهب بنا في رحلة كشف في صميم الوجود الإنساني
وتحديق عميق ملئ في جزيئات الواقع واستقراء لطبائع الأشياء بإدراك لا
يراها كمسلمات باردة، بلغة كثيفة تمتلك أكثر من مستوى واحد للدلالة.
وبطاقة مرهفة قادرة على تقطير التجربة الانسانية والقبض على جوهرها
وإختزال وتلخيص خبراتها وتجاربها بطواعية مدهشة تحيل إلى متعة ذهنية رائقة
وراقية.
وقد وجدت نفسي أقف طويلاً عند حديث المبدع الياباني هوراشيو كويروجا
المشهور بقصص الحيوان والعوالم الموازية وهو يؤكد على أن تلك القصص تأخذنا
بإقتدار في تطواف ذهني موحي. ولم أدرك ان «سيمفونية الجراد» تعدني بذاك
العروج الذهني، حتّى جاءني صوت شقيقي من أقاصي إسكندنافية وهو يهتف بحماسة
غريبة. قال متلمّظاً ما معناه أنّ أقوام الجراد قد توحّدت بالفعل أمام كلّ
العوائق لتوجّه صفعة مطرقة لوجه الإنسان السادر في غيّه.. وأين؟؟ في واحدة
من أكثر مدن العالم إزدحاماً بالسكّان» القاهرة» وضحكت ملء روحي من حماسته
حين أدركت كُنه إشاراته الضاحكة.
وللعجب وجدّت نفسي أنسرب من فوري وبلا استئذان لأندس في عوالم الجراد، بل
وأقفز بروحٍ واجفة لأتابع عبر كلّ الفضائيات تلك الغضبة الجرادية الجاسرة
في وجه الإنسان الباطش بكلّ المنظومات الحياتية من حوله.
وإنتفشت روحي وخطرات خيالي تخبرني بأن الجراد قد طار بلا هوادة عبر الأطوال
والأميال والصحاري بصبر نارد وبوصلة بيولوجية مدهشة لا تخذله أبداً ليحطّ
حيث أراد ساعة أراد. وذلك ليردّ عن نفسه التهمة الجائرة التى تجعله لا شئ
في درك الآفات المسفلّة. ليحقّق إرادته رغم عصف العناقيد الكيميائية
المبيدة والأبخرة السامّة.
فشكراً عميقاً لصدق كلمات هوراشيو الذى استمطر عبر روائعه تفاصيل العلاقات
بين الكائنات، ووحدة المخلوقات وحقّها في الحياة في كون واحدٍ جامع.
وإنحناءة لكل ألمعيّ رهيف يستطيع ان يلقى «ببشرى» إبداعية ومنجز فنّي
«فاضل» في وجه نعاسنا الثقافي الوخيم عبر نصٍ حي ممتلك لصفة التسامي
الكيميائي الأدبي الذى يتحول فيه النص من حالة المسطور الكتابي إلى حالة
الملامسة الحياتية مع جلد الواقع دون المرورر بأي مراحل وسيطة، لتستفيق
الأقلام ولو إلى حين
khalil eisa |
عرض الملف الشخصي العام |
إرسال رسالة خاصة إلى khalil eisa |
البحث عن كافة المشاركات بواسطة khalil eisa |
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="6" width="100%"> <tr> <td nowrap="nowrap"> </td> <td width="100%"> </td> <td valign="top" nowrap="nowrap"> </td></tr></table> |
. د بشرى الفاضل قاص حاذق عُرف بمساهمته الابداعية الفذة، وأشواقه الجمالية الضاجة وانثياله الوجداني الدفيئ ومنجزه الابداعي الذي ما فتئ يدغم ذاته في نسيج الحياة اليومية بمجمل مشاهدها ومواقفها وشخوصها عبر لغة مشحونة بطاقة إكسيرية لا تلهث ولا تفني وتلك هي عصاه التي استطالت فأزدردت ما حولها. فلا يكاد أحد يتناول انتاج د. بشرى الابداعي دون ان يقف مأخوذاً مبهور الانفاس أمام الالمعية اللغوية والفرادة التي إستوت على سوقها لتعطيه طابعه اللغوي الثوري الذي لا يدخر وسع اللغة الاستيلادي ولا سعتها الدلالية عبر انساق عدة منها الاجتراحات اللغوية التي بلغت عنده شأن ان تكون في حد ذاتها ممارسة ثقافية بالغة الاهمية وتجريب جمالي يشاكس اللغة في إبتكارية تلقائية وطواعية ابداعية واعية بعيدة عن التكلف والصنعة والعسف الحداثي، فهو صاحب التعابير الماهرة التي خرجت لشرعية التداول اليومي من بطون مجموعاته القصصية امثال مجموعة «أزرق اليمامة» ومجموعة «البنت التي طارت عصافيرها» و«سيمفونية الجراد» ومن تلك المفردات مثلاً مفردة «طفبوع» التي اختزل فيها الكاتب كل المعاني القميئة التي تحيل الانسان الى كائن مدمّر ومصاص دماء يفتك بسلام الآخرين ويغدر بهم في غفلة الطمأنينة. ولعل رهان د. بشرى الفاضل المضمر في نصوصه يتمثل في انه يضع القارئ ازاء لغة بسيطة وفي ذات الوقت مزدحمة بالدلالات ومحتشدة بالمعاني إلى حد الامتلاء، فنص «الرحيل الى جنة الجراد» على سبيل المثال مكتنز بالافصاح الابداعي القائم على متانة هيكل اللغة بكل قوة إنفعالها وعاطفيتها وطاقتها الشعرية وذلك عبر حيل عدة منها تقليب اللغة على كافة اوجهها لتؤدي دوراً مركزياً في دفع ثقل دلالات النص عبر مسامها الرهيفة. أو بأن لا يأنف د. بشرى من ان يلعب مع القارئ لعبة ذكاء صغيرة أو يقوم بمناورة لغوية يقتنص فيها مفردة ويعيد تركيبها وتوجيهها بمرح طفولي عابث، أو حتى بأن يقوم بمغامرة فنية تشاكس اللغة بروح نزاعة للسخرية والطرافة الذكية. ولعل ما يعطي د. بشرى تلك النكهة الاسلوبية الخاصة كذلك إهتمامه الجم بالتوثيق للصوت البيئى المحض ودقة معالجته الصوتية ومحاكاته بوزنته السمعية وتوظيفه ومن ثم كركيزة اخرى من ركائزه التعبيرية لارتياد مستويات حكائية جديدة تكاد تسمع فيها صدى الكلمات بل وتلمس حوافها. فمن قراء مجموعة «أزرق اليمامة» لم يخالج سمعه سعال حاجة السرة العجوز الخرفة وهي تكح كحة مضمومة «أُه أُه» ومن لم يتسلل إليه صوت الجراد وهو يغني عذاباته بشعر آسر فينطلق شجياً بلا حنين واللوعة «تكم تك تك» في «سيمفونية الجراد». وجرثومة د. بشرى الابداعية حاضرة كذلك في طاقة نصوصه الدلالية اللافتة من حيث كثافة الاحالات وترميز الالفاظ بل وإزاحة معانيها إلى دلالات خفية ومعاني خاصة تنفذ حتى إلى اسماء الشخوص التي غالباً يكون لها من مثلوجية الاسم نصيب بكل درجات الالماح والاشارة وذلك ملحوظ مثلاً في اسماء الجراد المرتبطة إرتباطاً اشتقاقياً وثيقاً بحروف مفردة جراد من جهة امثال جريرة وجارد وجبورة أو بكدحها وأقدرها من جهة اخرى. ومما يستحق كذلك الوقوف عنده انتباهة د. بشرى الفاضل السديدة للغة العامية وتوظيفها كمورد طبيعي غنى وكخامة تعبيرية اصيلة تسهم بقوة في تماسك البناء الداخلي للنص، فهو لا يستخدم العامية كخصم للفصحى وإنما كرديف مكمل يظهر اللغة ككيان ابداعي مرن يتسع لثنائية الفصحى والعامية معاً لتعملا بتساوق رائع يتحقق معه مقتضى القص دون قداسة متوهمة لكيان الفصحى أو تنكر ثقافي ساذج للعامية كلغة محكية. كما أن الحضور الحكائي الانيق لدكتور بشرى الفاضل يظهر في مقدرته على تعرية منطق الاشياء الداخلي وفتح النوافذ للقارئ ليرقب خلفيات المشهد الانساني المركبة، مما يجعل منجزات الكاتب القصصية تميل لكونها قصص استبطان وتفلسف أكثر منها قصص حدث ووقائع، فالسرد يدلف بالقارئ بانسيابية قصوى وباناءة محكمة إلى كشوفات النص الداخلية عبر لغة مكتنزة ومفتوحة كلياً على فضاءات التأويل وموائد الامتاع. فالنصوص بمشهديتها الدسمة وحواراتها المسترسلة باتساع مستمر، مثقلة باللا وعي الملبد بالمرموزات والموروثات والطقوسيات في نزوع وجداني ملح لاستبطانات المخيلة الشعبية عبر اشارات وتناصات عميقة المضمون وشديدة الاضاءة والانتماء وحيث الواقعي والخيالي وجها حادثة واحدة. وكما ان امل دنقل قد استعار شخصيات حرب البسوس للتعبير عن الاحوال المعاصرة وتبعه ادونيس فقام كذلك باستلاف اقنعة تاريخية كمهيار الديلمي، فان د. بشرى لا يتردد في ان يسبر خياله ليخط مساراً آخر لافتاً باتجاه عوالم اخرى موازية فيقدم شخوصاً روائية قد تكون من الجراد عبر انسنة غامضة نرى فيها الجراد العادي والمثقف والنحيل الاعجف والسمين القميئ الراتع في الخضرة المعدلة وراثياً لنرى عبره انفسنا بكل مفارقات حيواتنا وما فيها من تناسل للمتناقضات والاكراهات والانكسارات، حيث الغزو المدني المتكلف والانسحاب القيمي والتدليس الاجتماعي هنا يقول د. بشرى عن الجرادة جريرة «خرجت جريرة في صيف امتد فيه الرماد من نشاف بلاعيم البشر الى إنطواء السجلات الخضراء عن الجداول والقنوات والمروج والمهج». كذلك مما يجدر بنا الاشارة إليه قوة حضور المكان في نصوص د. بشرى الفاضل حيث يحكم القاص قبضته الروائية على بُعد المكان الاثنوغرافي بكل علاقاته المتراكبة وشروطه الانسانية المعقدة، مطلقاً باليد الاخرى بعد الزمان لتنفلت النصوص من عقال الساعة الفيزيائية وتطير بعيداً عن التحقيب والأطر الزمانية فتحفظ بذلك بمعانيها طازجة بكل ما تنطوي عليه من تبصرات عميقة قد تأتي على شكل عبارات قصيرة ساخرة قارصة احياناً ومتظارفة متهكمة متضاحكة احياناً اخرى. ولعل مجمل ما وقفنا عنده في هذه القراءة السريعة لا يمثل سوى بعض قطرات من نصوص القاص السوداني د. بشرى الفاضل المائجة بالافكار والاسرار والاسئلة والمبذولة للتأويل بلا شروط. __________________ |
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
صهيل ذكريات ام درمان ...... أحد الذين احزنني رحيلهم
إن قلت أني من سكان أم درمان فهذا شرف لا أدعيــــــــه ... ام درمان التي رأت النور حين احتشدت بها جموع اهل السودان في فترة المهدية , ولكني كنت أزاور احفاد أجدادي الذين سكنوها في تلك الحقبة وقبروا بها ,,, وظلّ أحفادهم في حي العباسية ام درمان ,, محطتي كانت (طلمبة عابدين شرف) التي اتجه منها لمنزل جدنا آدم العاتي والد المرحوم التوم العاتي لاعب الموردة الشهير ...صراحة يا أستاذ أزهري أحببت ذاك الحي الذي يشبه كل حواري أم درمان " القديمة " بأريحية أهله وسرعة تآلفهم بمجرد معرفتهم "جاي لأولاد منو ؟"؟؟ وسرعان مايصبح القادم جزء من النسيج الاجتماعي الودود الجميل الذي كان يشبه معظم مجتمعات سواداننا الحبيب في الزمن الجميل ,,,الشاهد في حكايتي هذه بأنّ هذا السلوك مرجعيته المدنية و الحضارة والثقافة العالية واحترافية التعامل مع الآخر والتي لم تأتي من فراغ ,, ولكن لمن لا يعلم أقول بأنّ معظم المكوّن البشري لتلك الأحياء في زمن المهدية هم ممن وفدوا من ممالك وارث اجتماعي راسخ... نعم هم من أماكن متفرقة لكنهم ليسو شتات ثقافي , يحملون لونا ثقافيا واحد ... فتلك الممالك لها كافة مقوماتها من الدواوين ( الوزارات حاليا) وكانت وزارة الدفاع ( اسمها اليوم ) تعج بخبراء عســـكريين هزموا جيش هكس في شيكان وفي معارك اخرى مثل قدير...وحيث كانت الأنصارية عقيدتهم ,, وفدوا بمد ثقافي عقدي متشابه وجذور متوازية ليس فيها تضاد أو تعاكس,,, تلك الأحياء و الحواري كحي ود نوباوي. حي ود أرو. حي ود البنا. حي الهجرة. حي الأمراء. حي أبوكدوك. حي العرضة. حي أبو عنجة. حي الموردة وغيرها من أحياء المدينة القديمة، حي العباسية، وحي الضباط و ابوكدوك . وبمرور الزمن كونوا مايسمى مجازاً حقيقياً أبنـــاء أم در مان ، وتزايد أثر التساكن والجيرة على علاقاتهم الاجتماعية.. انتجت أفذاذاً منهم السياسي الدبلوماسي المخضرم منصــور خالد وأذكر والدته الحاجة زهـــــراء تلك الحنون الرؤوم ( يرحمها الله ) والاستاذ الشاعر والفنان و الملحن عمر الشاعر هذا مثال للشعراء فقط , ومنهم الرياضيون , والمثقفون , ومجموعة التجار والفنانون و العازفون والمشجعون الفكاهيون ,, وألوان من هذا البريق الثقافي ينتشرون في كل أحيــاء ام درمان (القديمة)...
حيث أتاحت لي يا أستاذ أزهري فترات قدومي المتكرر إلى أم درمان معرفة الأصدقاء الذين درست معهم التقوية في مدرسة الضو حجوج الثانوية ببانت وكان مديرها عمنا الاستاذ المرحوم عبدالله أبو آلاء زوج الأستاذة القديرة رائدة وصاحبة برنامج الأطفال ماما عاشـــة ســـالم (( حينها كانت دكتورة ايناس طفلة في التقديم )) وبالمناسبة يا استاذ ازهري كانت القديرة استاذة الفنون الجميلة عاشة سالم تعمل في مكتب متابعة كردفان الذي كنّا نرتاده ايام الجامعة لأخذ شيكات المبتعثين للدراسة (إعانة لطلاب الاقليم )).. بين كل هذا الالق نشأ في حي الملازمين ,, القدير الأستاذ على المك ذاك الانسان المثقف الحقيقي الودود الموصول بالمجتمع صباح مساء .. ،كيف لا وهو من سكان حي الملازمين أحد أحياء ام در التي تتشابه في موروثها الثقافي وفي نسيجها الاجتماعي المتلاحم حين ذاك ,,,, وقد كتب البعض نقلا عن سرادق عزاءه .. ، ان أصحاب المهن البسيطة من العتالة والباعة المتجولون في أسواق امدرمان جاءوا يحملون " كشف المواجبه " ففوجئوا في العزاء بقيادات الدولة والوزراء ونجوم المجتمع .. ، فقالوا لم نكن نعرف انه استاذ في الجامعة وشخصية كبيرة ..............
في واحدة من أروع قصائده لصفيه وصديقة بعد رحيلة " 11 أكتوبر 1992" يقول الشاعروالكاتب الكبيرالراحل* صلاح أحمد ابراهيم في آخر قصائده التي وعده فيها باللحاق به ، وقد كان .. يقول فيها :
.. ألا وكل أمريء أجل
ثابت وكتاب
فإما حياة مهذبة تستحق
سمت وأمتلت كالسحاب
وأما طماعية ومدافعة
حلقة كلهاث الدواب
فما أسهل الاختيار
وما أصعب الاختيار
فنم هانئا يا أخا ثقتي
فزت في الاختيار
والسلام عليك أخا رحلتي
السلام عليك وراء الحجاب
وشهيتي في المنية
سيفي يهفو إلي ضجعة
في القراب
السلام عليك فما لي غير عصا
وعليها جراب
السلام عليك علي
السلام علي صديق الجميع
السلام علي حبيب الجميع
السلام علي أثير الجميع
السلام عليك علي .
وللمقال بقية ........ مع ام درمان أيام الجامعة( زملاء وزميلات الجامعة ) و سنوات العمـــل (زميلات وزملاء العمل )....
سلام عليك شيخنا الأزهــــــــــــــــــري ..... بقيت تظهر زي براق مربط العجيل " وج وج ومن بعيييييد " ان شاء الله المانع خير !!!!
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
محجوب شريف يرثي علي المك
****
يوم داك الصباح البكري هاج وماج
مدنا من تراب قد جينا فوق أمواج
يا مك الحديث الكلام دراج
الحبر ما مهماج
ود باب السنط والدكة والنفاج
والحوش الوسيع للساكنين أفواج
الشاي باللبن برادو لابس تاج
صينيتو الدهن
ترقش كبابي زجاج
والسكسك المنضوم حول الجبينة نجوم
والفنجرية تقوم
تقهوج الحجاج
طق طرق يابن
القهوة كيف ومزاج
****
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
شهادة البروفيسور عبدالله الطيب:
على المك دقيق الإحساس عميق الشعور- في السادس عشر من أكتوبر 1992م، سمعت وفاة علي المك، وكل وفاة مفاجئة تقع في نفس الإنسان موقع صدمة، وفي حالة وفاة الأستاذ علي المك كانت الصدمة شديدة بالنسبة لي أنا خاصة. وهو لما كان طالبا، من خيرة الطلبة، ثم أني بعد ذلك عرفته زميلا، وأخا وصديقا كامل التهذيب في شخصه، دقيق الإحساس رقيق الشعور، جيد الذوق لأصناف الإنتاج الأدبي، عامر القلب بالعواطف الطيبة والحب، كنت أبتهج للقائه وأرتاح لزيارته، وكان يزورني من حين لآخر، ويعجبني فهمه للأدب؛ ومن القلة الذين أنشدهم شعري، وأعلم أنهم يتذوقونه بمحبة وصدق.
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
اخترت لكم ســـــادتي ....
من معجم البابطين لشـــــعراء العربية في القرنين التاسع عشر و العشرين
سيرة الشاعر:
علي محمد المك.
ولد في مدينة أم درمان (السودان)، وتوفي في نيو مكسيكو (الولايات المتحدة الأمريكية) أثناء زيارة لها.
أمضى حياته في السودان والولايات المتحدة الأمريكية.
تلقى تعليمه قبل الجامعي بمدارس أم درمان، ثم التحق بجامعة الخرطوم وتخرج فيها، ثم بعث إلى جامعة أنديانا في الولايات المتحدة وحصل على الماجستير، وتخصص في أدب الزنوج والهنود الحمر.
اشتغل بالتدريس في جامعة الخرطوم قبل بعثته إلى الولايات المتحدة
الأمريكية، ثم عمل مديرًا لدار النشر الجامعية، فمعيدًا في شعبة الترجمة.
كان رئيسًا لاتحاد الكتاب السودانيين.
كان متعدد المواهب، فهو قاص وروائي، وقد مثل هذان الفنان جل إنتاجه الإبداعي، وكان رائدًا فيهما لكثير من المبدعين، له دراسات نقدية مهمة، وكان موسيقيًا، كما كان شاعرًا.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «مدينة من تراب».
الأعمال الأخرى:
- له العديد من المجموعات القصصية ومنها: «البرجوازية الصغيرة»، و«في القرية»، و«القمر الجالس في فناء داره»، و«وهل أبصر أعمى المعرة»، و«الصعود إلى أسفل المدينة»، و«حمى الدريس»، وله دراسات نقدية منها: «ديوان البنا» و«ديوان خليل فرح»، وترجم نماذج من الأدب الزنجي الأمريكي منها كتاب: الأرض الآثمة.
كتب الشعر المرسل، وجعله شاهدًا على طبائع ووقائع الحياة اليومية في مدينته، إذ يصور ملامح الناس فيها: أعمارهم القصار، أحلامهم المجهضة، آلام الجوع والقهر والمرض. شعره ينزع إلى السرد، من ثم يأتي الإشباع الجمالي عبر تداخل المعاني بين القصائد المختلفة، حتى يبدو الديوان أقرب إلى تجربة واحدة متماسكة تعالج عالمًا واحدًا عبر زوايا مختلفة، وتمر عبر حالات من الشعور الإنساني والإحساس بنبض الحياة في الطرقات والبيوت ودور العبادة، لغته مكثفة موحية في دلالتها.
مصادر الدراسة:
1 - محمد خير رمضان يوسف: تتمة أعلام الزركلي - دار ابن حزم - بيروت 1998.
2 - نزار أباظة ومحمد رياض المالح: إتمام الأعلام، ذيل لكتاب الأعلام لخير الدين الزركلي - دار صادر - بيروت 1999.
عناوين القصائد:
طوب
الصباح رباح
واق الواق
بلدي
حورية
من معجم البابطين لشـــــعراء العربية في القرنين التاسع عشر و العشرين
علي المك
( 1356 - 1413 هـ)
( 1937 - 1992 م)
( 1937 - 1992 م)
سيرة الشاعر:
علي محمد المك.
ولد في مدينة أم درمان (السودان)، وتوفي في نيو مكسيكو (الولايات المتحدة الأمريكية) أثناء زيارة لها.
أمضى حياته في السودان والولايات المتحدة الأمريكية.
تلقى تعليمه قبل الجامعي بمدارس أم درمان، ثم التحق بجامعة الخرطوم وتخرج فيها، ثم بعث إلى جامعة أنديانا في الولايات المتحدة وحصل على الماجستير، وتخصص في أدب الزنوج والهنود الحمر.
اشتغل بالتدريس في جامعة الخرطوم قبل بعثته إلى الولايات المتحدة
الأمريكية، ثم عمل مديرًا لدار النشر الجامعية، فمعيدًا في شعبة الترجمة.
كان رئيسًا لاتحاد الكتاب السودانيين.
كان متعدد المواهب، فهو قاص وروائي، وقد مثل هذان الفنان جل إنتاجه الإبداعي، وكان رائدًا فيهما لكثير من المبدعين، له دراسات نقدية مهمة، وكان موسيقيًا، كما كان شاعرًا.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «مدينة من تراب».
الأعمال الأخرى:
- له العديد من المجموعات القصصية ومنها: «البرجوازية الصغيرة»، و«في القرية»، و«القمر الجالس في فناء داره»، و«وهل أبصر أعمى المعرة»، و«الصعود إلى أسفل المدينة»، و«حمى الدريس»، وله دراسات نقدية منها: «ديوان البنا» و«ديوان خليل فرح»، وترجم نماذج من الأدب الزنجي الأمريكي منها كتاب: الأرض الآثمة.
كتب الشعر المرسل، وجعله شاهدًا على طبائع ووقائع الحياة اليومية في مدينته، إذ يصور ملامح الناس فيها: أعمارهم القصار، أحلامهم المجهضة، آلام الجوع والقهر والمرض. شعره ينزع إلى السرد، من ثم يأتي الإشباع الجمالي عبر تداخل المعاني بين القصائد المختلفة، حتى يبدو الديوان أقرب إلى تجربة واحدة متماسكة تعالج عالمًا واحدًا عبر زوايا مختلفة، وتمر عبر حالات من الشعور الإنساني والإحساس بنبض الحياة في الطرقات والبيوت ودور العبادة، لغته مكثفة موحية في دلالتها.
مصادر الدراسة:
1 - محمد خير رمضان يوسف: تتمة أعلام الزركلي - دار ابن حزم - بيروت 1998.
2 - نزار أباظة ومحمد رياض المالح: إتمام الأعلام، ذيل لكتاب الأعلام لخير الدين الزركلي - دار صادر - بيروت 1999.
عناوين القصائد:
طوب
الصباح رباح
واق الواق
بلدي
حورية
طوب
قصدتُ دار طوب الأرض في مدينة التراب
أردت أن أشكو لطوب الأرض سوء حالتي
وحينما وصلت
سألت أهل الدار: أين طوبُ الأرض؟
قالوا: ذهب يشكو سوء حاله لطوب السما
الصباح رباح
الصباح رباح
«صباحات الله بي خيرن»
سمعتها تقول
العزيزة جارتنا
جارتنا الصابرة
الفقيرة جارتنا
كانت تحدث ابنها الصغير
الجالس على حجرها
يبكي جائعا
وقد اشتمَّ في هواء الحي رائحة شواء
ورائحة لحم تعذبه النيران
فغاصت بطنه في ظهره من جوع
ومن الجوع ما يؤلم حقا
إصبرْ
الصباح رباح
«صباحات الله بي خيرن»
ولم يبدِ اقتناعًا
صفعته وقد يسكت المرء حين يصفع
وقد يدير خدّه الأيسر
وبكى حتى شبع دمعًا
ونام
الصباح رباح
الصباح رباح
الصباح رباح
واق الواق
يزوركم غدًا مليكُ واق الواق
يجوس في أسواقكم
يدخل بيت الخليفة وجامع الخليفة
يخرج للصيد في صحرائكم
فاستقبلوه
وافرحوا لِـمَقْدَمِه
ثم أكرموه فهو ضيفكم
وحينما يغادر البلاد
انزعوا لافتات الترحيب من على الجدران
واصنعوا منها مآزر وسراويل وأكفانا
واستعدّوا
بعد غدٍ يأتي إليكم مليكُ دولةٍ جديدْ
هاتوا مآزركم وسراويلكم وأكفانكم
واكتبوا عليها: حللت أهلاً
ونزلت سهلاً
وافرحوا لِـمَقْدَمِه
فهو لن يأخذ شيئًا منكمُ
سوى ريشِ نعامٍ ذكرٍ حُرٍّ بالغٍ
وبعضَ ألسنة العصافير
وغصنَ أبنوس
وسبعةَ أرطالٍ من ضوء الشمس
يُنشئ بها مزرعةً للدفء والضياء في بلاده الجدباء
واعلموا أن الحياة رائعه
أليس جميلاً أن تُدخلوا السعادةَ في قلوب ملوك الأرض؟
بلدي
سألتَني أن أحدِّثَكَ عن بلدي
لوني شحَب
كأنك سألتني أن أتحدَّثَ عن نفسي
ليس في سيرتي ما يُخجل
ولا في سيرة بلدي
الحقُّ أنها أسيانةٌ
وإنها لمجهَده
النسوان بها في الحيشان حبيسات: بلدي
وبيوتُها القصيرةُ أقزامُ بيوت
وأهلُها: البيوتُ والبلدُ يبحثون عن شيءٍ ما
في الطرقات يهيمون
يصلّون الفجر حاضرًا
وينطقون بالشهادتين
ويحجّون البيتَ إن استطاعوا وإن لم يستطيعوا
ويزكّون
يصومون رمضان - قلقًا - ويلعبون في نهاره الورق
ومنهم من يغشى حلقات الأذكار
ومنهم من ينشل في مولد النبي
يكرمون الضيفَ
ويبولون قائمين
مثلُ هذه العمائر ليست من سِماتِ بلدي
ولا ساكنيها: العمائرِ
حقًا إن هذا الشحاذ يشبه أحد سَراة القوم في بلدي
وعيناك تشبهان في خضرتهما ورق الأشجار في بلدي
النيم، والجمّيز، والدليب
فيهما من الأوراق دمعة الندى
وفيهما خوف وفيهما الأسى:
أن يأتيَ الجفافُ بغتة
حورية
وكان في حارتنا فتاةٌ حلوةٌ
كأنها حوريةٌ
واسمها سعاد
كنت أظن أنها تحبني
تخصّني بعطفها
زُفَّت إلى ابن عمها
واسمه حسين
ولم نكن في ذلك الزمان ندري ما هو الحب
وما الغرام
ولكنها لم تكن تصرخ ليلة زفافها
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
تتمة :
المؤتمرات:
1- مؤتمر الشعر العالمى العاشر فى مدينة استروقا بيوغسلافيا عام 1971
2- مهرجان السنما الدولى السابع فى مدينة موسكو 1971
3- مهرجان تكريم الادباء السعوديين حمد الجاسر أحمد السباعى عبد الله بن خميس مدينة الرياض عام 1983
4- سمنار الكتاب العالمى ‘جامعة كامبردج بانجلترا 1990
الاقطار التى زارها:
مصر -الدنمارك-فرنسا -المانيا -هولندا -الاردن -السعودية - السويد -المملكة المتحدة الولايات المتحدة - روسيا - يوغوسلافيا
الجان والمجالس :
1- عضو المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون 1974-1974 ورئيس لجنتى السنما والقصةو الروية
2-رئيس المجلس الوطنى للموسيقى بالسودان أحد روافد اليونسكو 1974-1985
3- عضو مجلس أساتذة جامعة الخرطوم {اعلى هيئات الجامعة الاكاديمية}1983 وحتى وفاته
4- عضو مجلس معهد جامعة الدول العربية للترجمة بالجزائر
5-رئيس تحرير مجلة آداب وهى المجلة العلمية التى تصدرها كلية الآداب فى جامعة الخرطوم
6- رئيس اللجنة الفنية للعلوم الانسانية لقسم النثر بكلية الدراسات العليا فى جامعة الخرطوم
7-رئيس اتحاد الكتاب السودانيين 1986 - وحتى وفاته
8- عضو مجلس كلية الآداب وعضو مجلس أبحاث كلية الآداب
9-عضو مجلس الابحاث المركزية بجامعة الخرطوم
المؤلفات
1- البرجوازية الصغيرة قصص قصيرة مع صلاح احمد ابراهيم عام 1958
2-فى القرية قصص قصيرة
3-القمر جالس فى فناء داره قصص قصيرة 1973
4- وهل ابصر أعمى المعرة مقالات 1974
5- مختارات من الادب السودانى 1974/1982/1990
6-مدينة من تراب نثر شعرى 1974
7-ديوان الشاعر عبدالله البنا {تحقيق} 1976
8-ديوان الشاعر خليل فرح {تحقيق} 1978
9- الصعود الى أسفل المدينة قصص قصيرة 1988
10- مقالات كثيرة متنوعة نشرت فى مجلات الدوحة وروزاليوسف وصباح الخير والفيصل والصحف السودانية
11- حمى الدريس قصص قصيرة 1989
12-برامج اذاعية وتليفزيونية كثيرة
المنشورات باللغة الانجليزية
1-مدينة من تراب ترجمة الفاتح محجوب
2-{القضية}قصة قصيرة نشرت بالعدد رقم 49 من مجلة القصة العالمية التى تنشر بامريكا
3-{احد واربعون مئذنة} قصة قصيرة نشرت بالعدد رقم 62 من مجلة القصة القصيرة التى تنشر فى أمريكا
4-{كرسى القماش} قصة قصيرة نشرت بالعدد 88 من مجلة القصة العالمية التى تنشر فى امريكا
ترجمات الى اللغة العربية
1- نماذج من الادب الذنجى الامريكى 1971
2-{الارض الاثمة } لباترك فان رنزبرج ترجمة بالاشتراك مع صلاح احمد ابراهيم 1972
3-{المختارات من أساطير الهنود الامركيين وحكاياتهم } ظهرت اجزاء منه فى الصحف
الفيلم
كتب وسجل التعليق على فيلم {طرائق الايمان } وهو الفيلم السادس من حلقات المسلسل التليفزيونى [العرب]الذى ظهر فى القناة
الرابعة بالتليفزيون البريطانى 1983 و ماذال يعرض وقد عرضته قناة الكيبل الخاصة بجامعة مدينة نيو يورك عام 1988-1989
الاعمال المترجمة
أ- نماذج من الادب الزنجى :
قصص اشعار ومقالات مع مقدمة تعريفية وافية تشمل المختارات
اعمالا ادبية بداية بعام 1890 وحتى 1960
ب-قصص قصيرة
1- طريق الخلاص الطويل من تأليف ف-سكوت فيتز جرالد...نشرت بالعدد 94 من مجلة الفيصل يناير 1985
2-{أسطورة} لروبرت فوكس
3-{ الجلوس } ه فرانسيس
4- {استبيان الى رودلف غوردون }جاك ماثيوز
5- { الربوة الصخرية } شارلس باكستر
6- {من حكايات ألصين القديمة} خمس حكم فى حمس قصص قصيرات جدا
7- {من حكايات الصين القديمة} حكاية البقرة والخنزير والديك الرومى
8- {زينب السكر الاحمر } جمال محمد احمد
ج/ الشعر
1- خمس قصائد لقارثيا لوركا
2-اسطر من الشعر المقدونى
3-من اساطير الهنود الامريكيين
4-الجدرى هدية الرجل الابيض
5- كيف جاء الموت الى العالم
6-بين الجاموس والانسان اسطورة
7- عبور البحر
8-ربة الارض
9- ام لكل الناس
10-برج بابل
11- الثعلب
12-قوم الارض الصفراء
13-الصخرة الملتهبة
14-اسطورتان عن خلق العالم
15-وجبة عشاءغريبة
16-ملكة القبيلة
17-كيوتى واكتومى والجبل
18-كيوتى والتاجر الابيض
19-الجاموس فى عالمنا
20 -كيف وجد الباعوض فى عالمنا
21- أنثى السنجاب
22-واسطورة ثالثة من قبيلة التيوا
المؤتمرات:
1- مؤتمر الشعر العالمى العاشر فى مدينة استروقا بيوغسلافيا عام 1971
2- مهرجان السنما الدولى السابع فى مدينة موسكو 1971
3- مهرجان تكريم الادباء السعوديين حمد الجاسر أحمد السباعى عبد الله بن خميس مدينة الرياض عام 1983
4- سمنار الكتاب العالمى ‘جامعة كامبردج بانجلترا 1990
الاقطار التى زارها:
مصر -الدنمارك-فرنسا -المانيا -هولندا -الاردن -السعودية - السويد -المملكة المتحدة الولايات المتحدة - روسيا - يوغوسلافيا
الجان والمجالس :
1- عضو المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون 1974-1974 ورئيس لجنتى السنما والقصةو الروية
2-رئيس المجلس الوطنى للموسيقى بالسودان أحد روافد اليونسكو 1974-1985
3- عضو مجلس أساتذة جامعة الخرطوم {اعلى هيئات الجامعة الاكاديمية}1983 وحتى وفاته
4- عضو مجلس معهد جامعة الدول العربية للترجمة بالجزائر
5-رئيس تحرير مجلة آداب وهى المجلة العلمية التى تصدرها كلية الآداب فى جامعة الخرطوم
6- رئيس اللجنة الفنية للعلوم الانسانية لقسم النثر بكلية الدراسات العليا فى جامعة الخرطوم
7-رئيس اتحاد الكتاب السودانيين 1986 - وحتى وفاته
8- عضو مجلس كلية الآداب وعضو مجلس أبحاث كلية الآداب
9-عضو مجلس الابحاث المركزية بجامعة الخرطوم
المؤلفات
1- البرجوازية الصغيرة قصص قصيرة مع صلاح احمد ابراهيم عام 1958
2-فى القرية قصص قصيرة
3-القمر جالس فى فناء داره قصص قصيرة 1973
4- وهل ابصر أعمى المعرة مقالات 1974
5- مختارات من الادب السودانى 1974/1982/1990
6-مدينة من تراب نثر شعرى 1974
7-ديوان الشاعر عبدالله البنا {تحقيق} 1976
8-ديوان الشاعر خليل فرح {تحقيق} 1978
9- الصعود الى أسفل المدينة قصص قصيرة 1988
10- مقالات كثيرة متنوعة نشرت فى مجلات الدوحة وروزاليوسف وصباح الخير والفيصل والصحف السودانية
11- حمى الدريس قصص قصيرة 1989
12-برامج اذاعية وتليفزيونية كثيرة
المنشورات باللغة الانجليزية
1-مدينة من تراب ترجمة الفاتح محجوب
2-{القضية}قصة قصيرة نشرت بالعدد رقم 49 من مجلة القصة العالمية التى تنشر بامريكا
3-{احد واربعون مئذنة} قصة قصيرة نشرت بالعدد رقم 62 من مجلة القصة القصيرة التى تنشر فى أمريكا
4-{كرسى القماش} قصة قصيرة نشرت بالعدد 88 من مجلة القصة العالمية التى تنشر فى امريكا
ترجمات الى اللغة العربية
1- نماذج من الادب الذنجى الامريكى 1971
2-{الارض الاثمة } لباترك فان رنزبرج ترجمة بالاشتراك مع صلاح احمد ابراهيم 1972
3-{المختارات من أساطير الهنود الامركيين وحكاياتهم } ظهرت اجزاء منه فى الصحف
الفيلم
كتب وسجل التعليق على فيلم {طرائق الايمان } وهو الفيلم السادس من حلقات المسلسل التليفزيونى [العرب]الذى ظهر فى القناة
الرابعة بالتليفزيون البريطانى 1983 و ماذال يعرض وقد عرضته قناة الكيبل الخاصة بجامعة مدينة نيو يورك عام 1988-1989
الاعمال المترجمة
أ- نماذج من الادب الزنجى :
قصص اشعار ومقالات مع مقدمة تعريفية وافية تشمل المختارات
اعمالا ادبية بداية بعام 1890 وحتى 1960
ب-قصص قصيرة
1- طريق الخلاص الطويل من تأليف ف-سكوت فيتز جرالد...نشرت بالعدد 94 من مجلة الفيصل يناير 1985
2-{أسطورة} لروبرت فوكس
3-{ الجلوس } ه فرانسيس
4- {استبيان الى رودلف غوردون }جاك ماثيوز
5- { الربوة الصخرية } شارلس باكستر
6- {من حكايات ألصين القديمة} خمس حكم فى حمس قصص قصيرات جدا
7- {من حكايات الصين القديمة} حكاية البقرة والخنزير والديك الرومى
8- {زينب السكر الاحمر } جمال محمد احمد
ج/ الشعر
1- خمس قصائد لقارثيا لوركا
2-اسطر من الشعر المقدونى
3-من اساطير الهنود الامريكيين
4-الجدرى هدية الرجل الابيض
5- كيف جاء الموت الى العالم
6-بين الجاموس والانسان اسطورة
7- عبور البحر
8-ربة الارض
9- ام لكل الناس
10-برج بابل
11- الثعلب
12-قوم الارض الصفراء
13-الصخرة الملتهبة
14-اسطورتان عن خلق العالم
15-وجبة عشاءغريبة
16-ملكة القبيلة
17-كيوتى واكتومى والجبل
18-كيوتى والتاجر الابيض
19-الجاموس فى عالمنا
20 -كيف وجد الباعوض فى عالمنا
21- أنثى السنجاب
22-واسطورة ثالثة من قبيلة التيوا
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رسالة الى جيني آن
رسالة إلى جيني آن
قصة قصيرة بقلم الأديب السوداني الراحل علي المك
كتبتُ لك هذا الخطاب في ذهني مرات، مسحته، أعدتُ كتابته، مسحته ثم أعدتُ كتابته وألحَّ عليّ، صرت أنطقه لنفسي نطقاً، وأهمسه لنفسي همساً، وقد كنت أظن قبل اليوم أن آثار الجرح القديم قد انمحت، وأن بقايا الأوصاب قد عفا عليها الزمن، وأني أخذت نفسي بشدة لم تعتد عليها نفسي، كل هذا لأني أريد أن أجعل نفسي عائشاً في الواقع وليس من حوله.
تلقيتُ رسالتك، أحسستُ أنها – الرسالة – لفرط ما سافرتْ في الجو، عبر الأقطار والأنهار والبحار: منهكةٌ، وأنها متعبةٌ وأنها تنتظر ملهوفة أن أفضها فتحكي لي رسالتها، وتتمزق بين أصابعي شهيدة. وأخذتها باهتمام، فأنا دائماً أحافظ على رسائلك، ولا أقرؤها إلا في البيت حين أكون وحدي، أنا والرسالة والسماء والأرض التي من موضعي عليها أرى السماء وما عليها.
في ذلك اليوم كان في السماء غبار كثيف، بدأ بلون ترابي، وصار إلى ستة الوان حين بلغ أشدَّه.. وقرأت ثم قرأت.. ولم يكن هناك شيء كثير فيقرأ: بطاقة دعوة لزواجك! ولأول مرة أعرف أن اسمك الكامل هو (جيني آن)، إننا نتعلم كل يوم شيئاً جديداً، ولهذا وحده يمكن لنا أن نستمر في الحياة.
عزيزتي جيني آن..
أذكرها، الليلة الممطرة، كان المطر عنيفاً، وكان ماؤه بارداً، وكنت ارتجف منهما: البرد والليل. فأنا لا أحب الليل كثيراً، لأنه من صلب الخوف والحزن، وقد يخيل إلىّ أحياناً أن ظلامه لن يرتفع عن السماء والأرض، وأن الدنيا كلها تموت وتفنى وأن وأن..
نعم إني أذكرها الليلة الممطرة... والماء السماوي البارد يغسل كل شيء، وأنا أسير تحت رحمته بارداً وساخناً، بارداً بأثر مياهه وساخناً بالأمل في أن ألقاك، وهذا الاحساس البارد والساخن هو الذي مكنني أن أسير وأسير، وأن أصعد السلم بدرجاته وأنا ألهث.. شبحٌ أسود في مطر غزير، والناس احتمت ببيوتها، وأنا كما تعلمين أكره المطر – أقول لك الحق: أنا أكره الفصول جميعاً! في مثل هذا الجو تمتزج ألوان الناس، يمسي الأسود بلا سواد، والأبيض بلا بياض، ويبقى الانسان الحقيقة، العظم لا لون له والجلد لا لون له. اللون الاحساس والعاطفة والحب والبغض والانفعال. سرنا تحت المظلة – أنت وأنا – روح تحتمي بروح، والماء المتساقط يسقط علينا لسعة برودته تؤثر فيك وفيَّ بذات القدر. قلت لك إني أكره المطر؟ كاذب أنا، فاللحظة أعشق المطر أحبه.
وما جدوى أن نسير معاً، ونركض معاً، ونلهث معاً، ونهرول ونخاف معاً، ونحب ذات الأشياء: فريق (بوسطن) لكرة السلة وفريق (الدودجرز) للبيسبول وسير (لورانس أوليفييه) و(إيللافيتزجرالد) وكونشيرتو البيانو الرابع والعشرين لموتسارت، وموتسارت كله، جميعه، كل ما كتب وابدع وخلق.
لماذا هذه الأشياء بالتحديد؟ الآن أعرف لماذا؟ فريق بوسطن لم يهزم، ولورانس أوليفييه على عرش العروش في القمة، وإيللافيتزجرالد صوت الملائكة في صلوات السماء، وصوت المحزونين في مزارع القطن، وآهات المستجيرين من العذاب في سجن (سنقس سنق) و(سان كونتين). لماذ موتسارت؟ لأنه انتصر برغم أنه مات في الخامسة والثلاثين، وأبدع في الفن الموسيقي آيات رائعات.
ونحن ما نحن؟ - أنت وأنا – هُزمنا قبل أن نبدأ، أجل هُزمنا قبل ان نبدأ. هُزمنا يوم اعترفنا أن المجتمع هناك يكره أن يرى فتاة بيضاء وفتى أسود، وخضعنا له، كيف خضعنا له؟ خضعنا له لأننا لم نتحداه. تقولين "في الجنوب الأمريكي نضرب ونعذب وقبلها بسنين ليست بعيدة تشنق أنت على شجرة.. ولكن الغرب منافق يبتسم بالرغم عنه، يدعي أنه يبارك العلاقة، وهو في الواقع يلعنها ويكره لها أن تستمر.. أترى الفرق الآن؟"
وإني لا أرى فرقاً بين الغرب والجنوب، فالنهاية واحدة كما ترين، فالحب يحيا بالحرية، يتنفس بالحرية، ينمو بالحرية، ولكنه ههنا في الغرب أم هناك في الجنوب يموت باللعنات والنظرات والمشانق. لا يهم مطلقاً أبداً لا يهم. فالذي يموت هو الحب، باللعنات يموت، كما يقضي بالمشانق.
الآن عرفت، عرفت، عرفت، لماذا انهزمنا، وحملت أنا حقائبي وسرت إلى أبعد مما تتصورين، نزلت بلدي في أفريقيا، فالليل المظلم من حولي الليلة، نهار ساطع الشمس في كاليفورنيا.. وعلى الشاطئ الرملي في (سانتامونيكا) والقهوة والشاي في (القولدن كراون). وألف الف شيء.
حملتُ حقائبي أنا ثم رحلت، أنت تعلمين أن القمر جميل جداً على الشاطئ الرملي في سانتامونيكا، ولكنه الليلة في بلدي غير بازغ، فأي تعاسة هذه! وأي حظ ذاك الذي جعل بيننا ألوف الأميال من الصحارى والجبال والوديان والبحار!
مبروك جيني آن.. عزيزتي: جميل جداً أن تختاري زوجاً من أهلك، جميل أن تصلي لقرار في موضوع ما. لأول مرة أكتب لك خطاباً قصيراً وأقطع علاقتي بك.
وصبرت صبرت صبرت، ولكني تذكرتك اللحظة، الآن، الليلة، لماذا! ألأني استمتعت إلى كونشيرتو البيانو الرابع والعشرين لموتسارت! أم لأني شعرت أن الهزيمة كانت أكبر مني ومنك.... ربما ولكني قررت أن أكتب إليك. إنسان يكتب لإنسان.
الطوابع على المظروف سوداء، إذن فلون الهزيمة لم ينهزم بعد، ولهذا أيضاً مزقت كتابي إليك وأعدت كتابته في ذهني مرات، قرأته لنفسي وسيكون مسرحه الذهن ولن يسافر إليك فيشقى بغربته وتشقين به والسلام.
*************************************************************************************************************
الترجمة
قصة قصيرة بقلم الأديب السوداني الراحل علي المك
كتبتُ لك هذا الخطاب في ذهني مرات، مسحته، أعدتُ كتابته، مسحته ثم أعدتُ كتابته وألحَّ عليّ، صرت أنطقه لنفسي نطقاً، وأهمسه لنفسي همساً، وقد كنت أظن قبل اليوم أن آثار الجرح القديم قد انمحت، وأن بقايا الأوصاب قد عفا عليها الزمن، وأني أخذت نفسي بشدة لم تعتد عليها نفسي، كل هذا لأني أريد أن أجعل نفسي عائشاً في الواقع وليس من حوله.
تلقيتُ رسالتك، أحسستُ أنها – الرسالة – لفرط ما سافرتْ في الجو، عبر الأقطار والأنهار والبحار: منهكةٌ، وأنها متعبةٌ وأنها تنتظر ملهوفة أن أفضها فتحكي لي رسالتها، وتتمزق بين أصابعي شهيدة. وأخذتها باهتمام، فأنا دائماً أحافظ على رسائلك، ولا أقرؤها إلا في البيت حين أكون وحدي، أنا والرسالة والسماء والأرض التي من موضعي عليها أرى السماء وما عليها.
في ذلك اليوم كان في السماء غبار كثيف، بدأ بلون ترابي، وصار إلى ستة الوان حين بلغ أشدَّه.. وقرأت ثم قرأت.. ولم يكن هناك شيء كثير فيقرأ: بطاقة دعوة لزواجك! ولأول مرة أعرف أن اسمك الكامل هو (جيني آن)، إننا نتعلم كل يوم شيئاً جديداً، ولهذا وحده يمكن لنا أن نستمر في الحياة.
عزيزتي جيني آن..
أذكرها، الليلة الممطرة، كان المطر عنيفاً، وكان ماؤه بارداً، وكنت ارتجف منهما: البرد والليل. فأنا لا أحب الليل كثيراً، لأنه من صلب الخوف والحزن، وقد يخيل إلىّ أحياناً أن ظلامه لن يرتفع عن السماء والأرض، وأن الدنيا كلها تموت وتفنى وأن وأن..
نعم إني أذكرها الليلة الممطرة... والماء السماوي البارد يغسل كل شيء، وأنا أسير تحت رحمته بارداً وساخناً، بارداً بأثر مياهه وساخناً بالأمل في أن ألقاك، وهذا الاحساس البارد والساخن هو الذي مكنني أن أسير وأسير، وأن أصعد السلم بدرجاته وأنا ألهث.. شبحٌ أسود في مطر غزير، والناس احتمت ببيوتها، وأنا كما تعلمين أكره المطر – أقول لك الحق: أنا أكره الفصول جميعاً! في مثل هذا الجو تمتزج ألوان الناس، يمسي الأسود بلا سواد، والأبيض بلا بياض، ويبقى الانسان الحقيقة، العظم لا لون له والجلد لا لون له. اللون الاحساس والعاطفة والحب والبغض والانفعال. سرنا تحت المظلة – أنت وأنا – روح تحتمي بروح، والماء المتساقط يسقط علينا لسعة برودته تؤثر فيك وفيَّ بذات القدر. قلت لك إني أكره المطر؟ كاذب أنا، فاللحظة أعشق المطر أحبه.
وما جدوى أن نسير معاً، ونركض معاً، ونلهث معاً، ونهرول ونخاف معاً، ونحب ذات الأشياء: فريق (بوسطن) لكرة السلة وفريق (الدودجرز) للبيسبول وسير (لورانس أوليفييه) و(إيللافيتزجرالد) وكونشيرتو البيانو الرابع والعشرين لموتسارت، وموتسارت كله، جميعه، كل ما كتب وابدع وخلق.
لماذا هذه الأشياء بالتحديد؟ الآن أعرف لماذا؟ فريق بوسطن لم يهزم، ولورانس أوليفييه على عرش العروش في القمة، وإيللافيتزجرالد صوت الملائكة في صلوات السماء، وصوت المحزونين في مزارع القطن، وآهات المستجيرين من العذاب في سجن (سنقس سنق) و(سان كونتين). لماذ موتسارت؟ لأنه انتصر برغم أنه مات في الخامسة والثلاثين، وأبدع في الفن الموسيقي آيات رائعات.
ونحن ما نحن؟ - أنت وأنا – هُزمنا قبل أن نبدأ، أجل هُزمنا قبل ان نبدأ. هُزمنا يوم اعترفنا أن المجتمع هناك يكره أن يرى فتاة بيضاء وفتى أسود، وخضعنا له، كيف خضعنا له؟ خضعنا له لأننا لم نتحداه. تقولين "في الجنوب الأمريكي نضرب ونعذب وقبلها بسنين ليست بعيدة تشنق أنت على شجرة.. ولكن الغرب منافق يبتسم بالرغم عنه، يدعي أنه يبارك العلاقة، وهو في الواقع يلعنها ويكره لها أن تستمر.. أترى الفرق الآن؟"
وإني لا أرى فرقاً بين الغرب والجنوب، فالنهاية واحدة كما ترين، فالحب يحيا بالحرية، يتنفس بالحرية، ينمو بالحرية، ولكنه ههنا في الغرب أم هناك في الجنوب يموت باللعنات والنظرات والمشانق. لا يهم مطلقاً أبداً لا يهم. فالذي يموت هو الحب، باللعنات يموت، كما يقضي بالمشانق.
الآن عرفت، عرفت، عرفت، لماذا انهزمنا، وحملت أنا حقائبي وسرت إلى أبعد مما تتصورين، نزلت بلدي في أفريقيا، فالليل المظلم من حولي الليلة، نهار ساطع الشمس في كاليفورنيا.. وعلى الشاطئ الرملي في (سانتامونيكا) والقهوة والشاي في (القولدن كراون). وألف الف شيء.
حملتُ حقائبي أنا ثم رحلت، أنت تعلمين أن القمر جميل جداً على الشاطئ الرملي في سانتامونيكا، ولكنه الليلة في بلدي غير بازغ، فأي تعاسة هذه! وأي حظ ذاك الذي جعل بيننا ألوف الأميال من الصحارى والجبال والوديان والبحار!
مبروك جيني آن.. عزيزتي: جميل جداً أن تختاري زوجاً من أهلك، جميل أن تصلي لقرار في موضوع ما. لأول مرة أكتب لك خطاباً قصيراً وأقطع علاقتي بك.
وصبرت صبرت صبرت، ولكني تذكرتك اللحظة، الآن، الليلة، لماذا! ألأني استمتعت إلى كونشيرتو البيانو الرابع والعشرين لموتسارت! أم لأني شعرت أن الهزيمة كانت أكبر مني ومنك.... ربما ولكني قررت أن أكتب إليك. إنسان يكتب لإنسان.
الطوابع على المظروف سوداء، إذن فلون الهزيمة لم ينهزم بعد، ولهذا أيضاً مزقت كتابي إليك وأعدت كتابته في ذهني مرات، قرأته لنفسي وسيكون مسرحه الذهن ولن يسافر إليك فيشقى بغربته وتشقين به والسلام.
*************************************************************************************************************
الترجمة
A letter to Jennie Anne
By: Ali El Makk
Translated by: Adil Babikir
I spent considerable time today writing you this letter. Having written it time and
again in my mind, I now have a final version saved in my memory and cannot resist the temptation of reciting it to myself, loudly and in whisper. Before this day, though, I thought my old wound had healed, and that time had been the best cure for the most stubborn of scars. I thought I had managed to bring myself to terms with reality.
I received your letter. It occurred to me that – after traversing through airs, seas, and rivers- the letter must be extremely exhausted, desperately eager to unload its delivery onto my fingers. I picked it up with great care. I always keep your letters in good care, and would only read them when I am alone at home, with no witness but the earth beneath and the sky above.
That night the sky was engulfed in thick dust. I read and read. There was not much
to read, though: a postcard invitation to your wedding! It was the first time to know that your full name was Jennie Anne. We learn new things every day and this is at least one good reason why we should forge ahead with life.
Dear Jennie Anne,
I remember that rainy night: the sky was shelling the earth with a chilling downpour, and I was shivering with cold and fear. I hate night time because it is always a son of fear and grief. Sometimes, when the earth and the sky are shrouded in darkness, it seems as if that cloak is permanent, and the entire universe is suffocating and dying.
Yes, I do remember that rainy night. The cold, heavenly water was cleaning
everything on earth. I was quivering with cold, yet my eagerness to meet you warmed up my soul and energized my steps as I breathlessly climbed the stairs; a black ghost caught up in heavy rain when everyone else was taking refuge in the warmth of their homes. You know how much I hate rain- to tell you the truth, I hate all seasons! In such weather, blacks are no longer blacks, whites are no longer whites, colours fade away, and the distinction between people is no longer based on colour but rather on passion and emotion, love and hate.
We walked under the umbrella; you and I, two souls seeking refuge one in the other, evenly sharing everything, even the chilling effect of the downpour. Did I tell you that I hate rain? I was lying! At that particular moment, I actually adored it!
What is the point of walking, running or jogging together; getting scared of the same things? Of sharing passion for the same things: the Boston basketball team, the Dodgers, Sir Laurence Olivier, Ella Fitzgerald, Mozart’s Piano Concerto No. 24, and all Mozart’s works?
Why these things in particular? Now I can see why! The Boston team is an all-time winner. Lawrence Olivier is a crowned king. Ella Fitzgerald is an angel’s voice accompanying the Mass, the voice of the grieved in cotton fields, and of the tormented in “Sing Sing” and “San Quentin” prisons. Mozart? Well, despite his premature death at the age of 35, he contributed masterpieces and musical marvels.
But look at us, you and me! We were defeated even before we could start! Yes, we were defeated the moment we admitted that society would hate to see a white girl in the company of a black boy. We took that for granted and failed to stand up against it. “Were we in the American south,” you once said, “we would have been beaten and tortured. A few years ago, you indeed could have been hanged from a tree! As for the West, it is hypocrite; smiling at us pretending to bless our relationship while secretly cursing it. Do you see the difference now?”
But I can hardly see any difference between the South and the West. It all translates into the same thing. Love would only survive, grow and blossom in an atmosphere of freedom. But here in the West or down there in the South, it stands little chance of survival. It is destined to die, and it really makes little difference whether it is cursed to death or sent to the gallows.
Now I know why we were defeated. So I picked up my bags and left, heading further than you would have expected. I landed in my homeland deep there in Africa. At this particular moment, when the entire place around me is shrouded in darkness, it is bright daylight in California, on the sandy beach of Saint Monica, tea and coffee at the “Golden Crown”, and a thousand other things!
Congratulations! Dear Jennie Anne. It’s great you picked a husband from your own folk, one who has the same complexion as you. It’s great you made up your mind about something. This is the first time I write you a short letter, ending our affair.
I tried hard to get you out of my mind. But tonight it all came back to me. Was it because of Mozart’s Piano Concerto No. 24 I listened to? Could it be that the defeat was too bitter and hard to swallow? Whatever the explanation, I decided to write you, a human being writing to another human being.
The stamps on the envelope are black - the colour of defeat is still holding! Inadvertently, I tore up my letter but almost momentarily started rewriting it in my mind countless times. I will keep reciting it to myself and will keep it to my mind. I will never let it reach you lest it bring suffering on you and on itself.
Good Bye!
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
نحن فخورون به.................We are proud of him
El-Fatih
El-Fatih
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: بشري الفاضل يحزن علي / علي المك
قبل أيام سمعت له مقالا في الواتساب حقيبة فأدهشني بصوته الشجي وهو يأخذك بعيدا لعوالم شعر الحقيبة الرصين
وكيف ينتقل في سلاسة بين الأغنيات سابرا أغوارها وسابحا في بحارها
رحمك الله علي المك وتجاوز عنك
وكيف ينتقل في سلاسة بين الأغنيات سابرا أغوارها وسابحا في بحارها
رحمك الله علي المك وتجاوز عنك
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى