قفي أميمَ القلب لعبدالله بن الدميني الخثعمي

"هو عبد الله بن عبيد الله الخثعمي ، والدُّمينة أُمّه الدمينة بنت حذيفة من بني سلول ، وقد نُسب إليها، وينتمي إلى قبيلة خُثْعُم اليمانية، ويعد من أرق الشعراء في العصر الأموي و أحد أشهر شعراء الغزل العفيف. وهو شاعر فارس شجاع كان جميل الخلقة وسيماً فصيح اللسان. حتى تغنت وتغزلت فيه محبوبته أميمة فقالت
أيا حسن العينين أنت قتلتني ويا فارس الخيلين أنت شفائيا
قال عبدُاللَّهِ بن الدُّمَيْنَة الْخُثعُمِي
قِفِي يَا أُمَيْمَ القَلْبِ نَقْضِي لُبَانةً..ونَشْكُ الهَوَى، ثَم افْعَلِي مَـابَـدالَـكِ
سَلِي السِّدْرَةَ الغَنّاءَ بالأَبْطُحِ الّذِي..بهِ الْمَاءُ هَلْ حَيَّيْتُ أطْلالَ دَارَكِ
وَهَلْ قُمْتُ بَعْدَ الرَّائِحِينَ عَشِيَّةً.. مَقَامَ أَخِي البَغْضَاءِ واخْتَرتُ ذَلِكِ
وهَـلْ هَـمَـلَـتْ عَـيْنايَ في الدَّارِ دَمْعَاً..فُرَادَى كَنظْمِ اللؤْلؤِ الْمُتَهَالِكِ
فَيَابـَانَةَ الـوَادِي أَليْسَ مُصِـيبَةً ..مِنْ اللَّهِ أَنْ تُحْمَى عـَليَّ ظِلالـكِ
ويا بـَانَةَ الـوَادِي أَثِيبِي مُتيَّماً ..... أخَا سُقْمٍ أنْشَبْتِهِ في حِبَالِكِ
وكَلَّفَتْنِي مَنْ لاَ أطِيقُ كَلاَمَهُ....... نَهَارَاً وَلاَ لَيْلاً وَلاَ بَيْنَ ذَلِكِ
هَويْتِ ولَم تَهْوِي وكُنْتِ ضَعِيفةً.....فَهَذَا بَلاَءٌ قَدْ بُلِيتِ بِذَلِكِ
وأَذْهَبُ غَضْبَاناً وأَرْجَعُ رَاضِياً.... وأُقْسِمُ مَا أَرْضَيْتنِي بَيْنَ ذَلِكِ
يَقُولُونَ ذَرْهَا واعْتَزِلْهَا وَإنَّمَا. يُسَاوِي ذَهَابَ النَّفْسِ عِنْدِي اعْتِزَالُكِ
عَدِمْتُكِ مِنْ نَفْسٍ وَأَنْتِ سَقَيْتِنِي..كُؤُوسَ الرَّدَى فِي حُبِّ مَنْ لَم يُبَالِكِ
ومَنَّيْتِنِي لُقْيانَ مَنْ لَسْتُ لَاقِياً * * نَهارِيَ وَلَا لَيْلِيَ وَلَا بَيْنَ ذَلِكِ
فَمَا بِكَ مِنْ صَبْرٍ وَلَامِنْ جَلَادَةٍ.. وَلَامِنْ عَزَاءٍ فاَهْلَكِي فِي الْهَوَالِكِ
لِيَهْنَكِ إِمْسَاكِي بِكَفِّي عَلَى الْحَشَا. ..وَإِذْرَاءُ عَيْنِي دَمْعَهَا فِي زِيَالِكِ
وَلَوْ قُلْتِ طَأْ فِي النَّارِ أَعْلَمُ أَنَّهُ..هُدَىً مِنْكِ أَوْ مُدْنٍ لَناَ مِنْ وِصَالِكِ
لَقَدَّمْتُ رِجْلِي نَحْوَهَا فَوَطِئْتُهَا....هَوَىً مِنْكِ لِي أَوْ غَيَّةً مِنْ ضَلَالِكِ
ويُسْقَىَ مُحِبٌ مِنْ شَرَابِكِ شَرْبَةً.....يَعِيشُ بِهَا إذَا حِيلَ دُونَ حَلَالِكِ
أَرَىَ النَّاسَ يَرْجُونَ الرَّبِيعَ و إِنَّماَ..رَجَائِي الّذِي أَرْجُو جَدَاً مِنْ نَوَالِكِ
أَرَىَ النَّاسَ يَخـْشَـوْنَ السِّنينَ وَإِنـَّمَا.. سِنِـيَّ الّتي أَخْشَى صُـرُوفَ احْتمَالِكِ
تَعَالَلْتِ كَيْ أشْجَى،وَما بِكِ عِلَّةٌ .. تُرِيدِينَ قَـتْلِي، قـَدْ ظَفِرْتِ بـِذَلِكِ
وقَـوْلـكِ للعُوَّادِ: كَيْفَ ترَوْنهُ؟ .. فَقَـالوا: قَتِيلاً، قُلتِ: أَهْوَنُ هـَالِكِ
أَبِينِي! فَدَيْتُكِ أَفِي يُمْنَى يَدَيْكِ جَعلْتِنِي؟ . .فَأَفْرَحُ أَمْ جَعَلْتِنِي فِي شِمَالِكِ؟
لَئِنْ سَاءَنِي أَنْ نِلْتِنِي بِمَسَاءَةٍ.........فَقَدْ سَرَّنِي أَنِّي خَطَرْتُ بِبَالِكِ