ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ادريس جماع

اذهب الى الأسفل

ادريس  جماع  Empty ادريس جماع

مُساهمة من طرف الحازمي 16th نوفمبر 2013, 13:19

قوم يا ملاك


قوم يا ملاك والدنيا ليل
نتناجى في الشاطي الجميل
والليل نهار للعاشقين

تتجلى صورتك في السحب
بين الكواكب والقمر
معكوسه في سطح النهر
نتبادل الحب النضر
وحديثنا بي لغه العيون

بهوى الزهور في تبسمه
وبهوى الطيور في ترنمه
بهوى الطبيعه الحالمه
فيكي ابتسامات الزهور
ومن الطيور صوت الحنون

نتبادل الحب العظيم
في عفت الملك الكريم
ارواحنا تصبح في نعيم
عالمنا فوق دنيا البشر
وحياتنا روضه من الجنان

نتناجى لي ماضي العهود
اه العهود لو كان تعود
اتلاشى فيك وانسى الوجود
انسى الالم وانسى الكلام
في لحظه من عمر الزمان
.

من شعر ادريس جماع 
رسالة الحياة 

ان الذي بمماته 
هجر الحياة وسحرها 
وحياته يالحب قد 
كانت تمازج غيرها 
يولي المحبه قومه 
منحوه أو بخلوا بها 
وبلاده قد عاش حتي 
مات ينشد خيرها 
وينشب نار جهادها 
دهرا ويرفع قدرها 
يكفيه نبلا انه 
أدي الرساله وانتها



إني لأعجب 

عجباً أتحتمل الحياة برغم أشتات الصور 
ورحابها تبدي الجمال جمال نفس أو بصر 
والفكر والإبداع والفن الخصيب المبتكر 
والحب والأحلام نشوى والأعاني والسمر 
وبها النضارة والندى والنهر يبدو والزهر 
من ليس في جنبيه إنسانية بين البشر 
حقد على الإنسان في جنبيه عشش وانتشر
ويعيش محسوباً عليه ... إنها إحد الكبر 
ولقد يتيه بعيشه بين المزالق والحفر 
* * * * * * 
نبع الحياة يفيض سمحا بالشعور وبالفكر 
وعلى شواطئه الطبيعة وهي فتنه من نظر 
لا يتركون له الصفاء إذا تسلسل وانحدر 
هم يعكسون نفوسهم فيه وهم فيه كدر 
إن عاش بعض الناس يحلم بالسعادة للبشر 
يحيا لحب الناس يشملهم بعاطفة وبر 
هوت النفوس بهم إلى قاع رهيب المنحدر 
كرهوا بني الإنسان بل كرهوا الحياة بغير شر 
إن الحياة هي الشعور فكيف يحيا من غدر 
من ليس يسعد بالضمير ففي جوانبه سقر 
أمة المجد 

أمة للمجد والمجد لها وثبت تنشد مستقبلها 
رو نفسي من حديث خالد كلما غنت به أثملها 
من هوى السودان من آماله من كفاح ناره أشعلها 
أيها الحادي انطلق وأصعد بنا وتخير في الذرى أطولها 
نحن قوم ليس يرضى همهم أن ينالوا في العلا أسهلها 
و قريبا يسفر الأفق لنا عن أمان لم نعش إلا لها 
إنه الفجر الذي يصبو له كل ملهوف تمنى نيلها 
* * * * * * 
لكاني بالعذارى نهضت وبناء الجيل أمسى شغلها 
بهوي السودان غنت لحنها وأدارت بإسمه مغزلها 
نهضة نادت فتاة حرة وفتى كي يحملا مشعلها 


قلوب في جوانبها ضرام يفوق النار وقدا وإندلاعا
يظن السيف يورثنا انصياعا فلا والله لن يجد انصياعا 
ولا يوهن عزائمنا ولكن يزيد عزيمة الحر اندفاعا 
سنأخذ حقنا مهما تعالوا وإن نصبوا المدافع والقلاعا 
وإن هم كتموه فليس يخفى وإن ضيعوه فلن يضاعا 
طغى فأعد للأحرار سجنا وصير أرضنا سجنا مشاعا 
هما سجنان يتفقان معنى ويختلفان ضيقا واتساعا 


الطفوله 


فرح الأطفال لا يضني الجيوب في دمي في عبث غير مشوب 
وإمتزاج في الأساطير حبيب وصباح و إندفاع ووثوب 
مضت الأيام بي حافلة وأنا الأن على شط المشيب 
أنفق الدخل وابغي غيره وحياتي محض بؤس وكروب 
وقد يحسبني الطفل بها في ابتهاج وحظوظ لا تغيب 
و لقد يجعل مني غدوة عندما تمضي به شتى الدروب 
وإذا ما كبر الطفل رأى في طريق العمر الوان الخطوب 
يا حياة خلقت ساحرة شوه الإنسان مرآها القشيب 



نغمات الطبيعة 
في مرقد طافت به الأحلام مشرقة الصور 
للنوم قد أسلمت رأسك مطمئناً للقدر 
سال الشعاع من الغصون على جبينك وانحدر 
وغرقت في نسيم تعود حمل أنفاس الزهر 
أغنامك المرحات تقفز في الروابي والحفر 
كم وقعت أقدامها في الأرض أنغام المطر 
هي كل همك في الحياة وجل مالك من فكر 
وإذا صحوت عمدت للهو البسيط وللسمر 
مزمارك المسحور ينفث ما بنفسك من أثر 
وهناك موسيقى الخرير ترف خالدة النبر 
فاسمع لأنغام الطبيعة مازجت لحن البشر 
والزهرة العذراء تنظر للتدفق في خفر 
هو عالم من حسنه يوحي الجمال المبتكر 


نضال لا ينتهي 
بعد موج لا يحيه السنى أدرك الزورق شطآن المنى 
ومن الشطآن هبت نسمة و إلى حرية أفضت بنا 
طرب طاغ وحس مفعم و أناشيد ندوى كلنا 
و بدا بين عيون ثرة ورياض زاهيات غدنا 
نحن في عالم شعب طامح ومضى عام على فرحتنا 
وتولى نصف قرن قلبه ما جنينا منه إلا بؤسنا 
بدماء وكفاح برزت من قتام الأمس حريتنا 
وهي ليست حلية نلبسها بل حياة لبنى أمتنا 
أمل الأجداد في أجداثهم لو بدوا في ساحة العيد هنا 
والألى قد صرعوا في كرري و أياديهم إلى صم القنا 
والألى قد أطلقوا بركانهم وجحيم الظلم يعوي بيننا 
غرسوا النخوة في تاريخنا بدماهم وجنينا غرسنا 
نشوتي من سكر قومي وعلت كل ما يرهق حسي من ضنا 
نحن قوم ما تراءى بيننا حسن إلا نشدنا ألأحسنا 
بدت الغاية فلننشئ لها مثلا قومية تدفعنا 
فاجعلوا التقدير منصبا على مثل تحرس مستقبلنا 
إنها جند إلى أجنادنا وسلاح لحمى نهضتنا 




في مهب الريح 
قبلنا كان وكنا ويكون سامر يؤنس إيحاس الوجود 
ضجة تعلو وسكر و شجون ثم نمضي بعد هذا في هجود 
* * * * * 
سيغني بعد مسراى الشداة وكأن لم يكن شىء يا ضفاف 
و سينساب مع الفجر اللرعاة ويعود السرح من بعد المطاف 
و ستخضر مع المرج الربا و بها يسمر أصحاب لطاف 
كل حسن يا أخي كنا نراه ستراه أنت في غير انصراف 
و سيجري صاخبا نهر الحياة غير مجرى واحد فيه جفاف 
* * * * * 
بين جنبي حياة الأولين وسأحيا في حياة الآخر 
وسأطوي مع من بعد السنين رغم مسراي كطيف عابر 
وسأمضي عن صديقي بعد حين و يراني في الزمان الدائر 



عالم الخلود 
كم قصور قد كن سحر المآلقى ورياض مخضلة الأوراق 
و ملوك كانوا على الأرض جبارين و الجالسون في إطراق 
و جيوش تلاحمت والتقى الأبطال بين الإرعاد و الإبراق 
و كؤوس قد أترعت بسلاف في لقاء العشاق بالعشاق 
ألهمت كل هذه شاعر الأمس فغنى كالزاخر الدفاق 
أين سحر القصور والجيش والجبار أين الندمان أين الساقي 
قد محا كل هذا موكب الأزمان حتى الصخر المشيد الراقي 
سحق الدهر كل ما ألهم الماضين شعرا وها هو الشعر باقي 
خالد الشعر ما توثق بالنفس ومد الجذور في الأعماق 
وهو ابن الحياة والحس لم يمنح خلودا لصنعة و طباق




من دمي 
شاركتني هذه الأكوان أفراحي وحزني
في هنائي يحتسي العالم من نشوة دنى 
أرمق الدنيا فألقي بسمتي في كل غصن 
و إذا أظلم إحساسي و نال الحزن مني 
شاع من نفسي شحوب و سرى في كل لون 
* * * * * * 
مثلما تمتد للكون هناءاتي و بؤسي 
يفرح الروض فتحيا فرحة منه بنفسي 
و يغني فتغني بين أفراح و عرس 
وحنان العش دفء في دمي يغمر حسي 
و إذا هدم شاعت وحشة منه بنفسي 



صوت وراء القضبان 
على الخطب المريع طويت صدري وبحت فلم يفد صمتي وذكري 
وفي لجج الأثير يذوب صوتي كساكب قطرة في لج بحر
دجى ليلي و أيامي فصول يؤلف نظمها مأساة عمري 
أشاهد مصرعي حينا و حينا تخايلني بها أشباح قبري 
و في الكون الفسيح رهين سجن يلوح به الردى في كل شبر 
و أحلام الخلاص تشع آنا و يطويها الردى في كل ستر 
حياة لا حياة بها و لكن بقية جذوة و حطام عمر 
خطوب لو جهرت بها لضاقت بها صور البيان وضاق شعري 
جهرت ببعضها فأضاف بثي بها ألماً إلى آلام غيري 
كأني أسمع الأجيال بعدي و في حنق تردد هول أمري 
* * * * *
يقلبني الفراش على عذاب يهز أساه كل ضمير حر 
تطالعني العيون و لا تراني فشخصي غيرته سنين أسر
يصم صليل هذا القيد سمعي و في الأغلال وجداني وفكري 
وأين الأمن مني من حياتي فقد فنيت و ما خطبي بسر 
و تسلبني الكرى إلا لماما يد من حيث لا أدري و أدري 
و في جنبي إنسان و روح و حب الناس في جنبي يسري 
وقاك الله شرا يا بلادي سرت نيرانه لحصاد عمري 
ينازعني الحياة و في ضلوعي هوى ضجت به خفقات صدري 
* * * * * 
و أيامي تساقط من حياتي كأوراق ذوت والريح تذري 
تطامن دوحها وهوى مكبا و أجفل عنه تيار بنهر 
و هدم مؤنس الأعشاش فيه فلم تهزج له أنغام طير 
و لست ترى حواليه رواء و لكن و حشة و ذبول زهر 
يغالب محنتي أمل مشع و تحيا في دمي عزمات حر.




من شعر ارديس جماع 
طريق الحياه
نمشي علي الدرب الطويل ولايطيب لنا مدي 
ان الحياة بسحرها نغم ونحن لها صدي 
من مات فيه جمالها فمقامه فيها سدي 
كم عاشق لسعادة ضل الطريق وما اهتدي 
نزعوا الي الحيوان يلتمسون منه سني الهدي 
هي فيك وهي رضاك عنك ففيم تبحث أبعدا




من شعر ادريس جماع 
رسالة الحياة 

ان الذي بمماته 
هجر الحياة وسحرها 
وحياته يالحب قد 
كانت تمازج غيرها 
يولي المحبه قومه 
منحوه أو بخلوا بها 
وبلاده قد عاش حتي 
مات ينشد خيرها 
وينشب نار جهادها 
دهرا ويرفع قدرها 
يكفيه نبلا انه 
أدي الرساله وانتها


ينابيع الشعر
إن تلمست وجودي ,,,, في لظى مضطرم 
وتراءى بين عيني ,,,, سراب العدم 
ودعتني الروح أن ,,,, أسمو فوق ألالم
عأدني الشعر فكانت,,, منه عليا النغم



الهلال
برز الهلال متوجاً بالأنجم ,,,,,, كالمأس في نظم بظاهر معصم 
هل أنت حسنأ جرى بعروقها ,,, ماء الوسامة والوضاءة كالدم
لم أنت مخلوق ومالخيالنا ,,,,,,, إدراكه يا إبن السماء تكلم 
تبدى إبن السماء علي السماء,,, وسيما في قميص من ضياء 
تبدى كانه دنق يقاسي ,,,,,,,,, جوى آلامه فوق الشقاء 
ويجتذب العيون إليه حتى ,,,,,, كان ألارض شدت بالسماء



هذه الابيات للشاعر المرهف الذى قال يوما:
السيف فى غمده لا تخشى بواتره وسيف لحظك فى الحالين بتار 
ولها مناسبة طريفة جدا ستوافى لكم لاحقا 

(بخت الرضا)
للشاعر ادريس جماع 

ماذا اري ابدت ديارك ام بدى امل النفوس على ذراك مشيدا ؟
تم اللقاء ونلت ما اصبو له وغدوت افرح ما اكون واسعدا 
اما الديار فقد ملكن مشاعري ورايت فيهن الجلال مشيدا 
لله اياما كان عهـودها زهر تمدد فى جوانبه الندى 
ابقت لنا ذكرى نشاهدها رؤى فى موكب الماضي ونسمعها صدى 
ايام كنت اعيش فى ربوعها حر الفؤاد ولا اعيش مقيدا 
يا قبلة الوطن العزيز ومعهدى هل كنت الا للهداية معهدا 
بالمجد فزت وانت فى شرخ الصبا بشراك بالمستفبل الزاهى غدا 
بالفخر والشرف الذي احرزته قام الجميع مهنئا وممجدا 
يا مرحبا بالمهرجان فانه يوم سيبقي فى النفوس مخلدا 
سارت به الركبان فى طرقاتها وانساب لحنا فى الشفاه مرددا
مستلهما همم الرجال وعزمهم حتى اقام الوافدين واقعدا 
يا معهدا علم الجهاد بكفه اليمنى وباليسرى مصابيح الهدى 
كنز البلاد هنا هنا ابناؤها والعاملون غدا اذا حق الغدا 
اكبادها تمشي على وجه الثرى جائت اليك بهم لترجعهم غدا 
خفت اليك وفوضت اليك امرهم لما رات فيك الحكيم المرشدا 
ابناؤك الغر الكرام شهرتهم فى وجه عادية الزمان مهندا 
جائت تحييك الوفود فحيهم مدت اليك يدا فمد لها يدا 
جائتك من طول البلاد وعرضها وسعت لارضك عندما روى الندى 
فانظر لعيدك كيف قرب بيننا عدنا اليك وعاد فيك المنتدى 
لسنا جنودك وحدنا كل الذى شد الرحال اليك صار مجندا 


من اجمل قصائد ادريس جماع قصيدة ( نومة الراعي ) حيث يقول

في مرقد طافت به الاحلام مشرقة الصور
للنوم قد اسلمت رأسك مطمئناً للقدر
سال الشعاع من الغصون علي جبينك وانحدر
وغرقت في نسيم تعوّد حمل أنفاس الزهر
اغنامك المرحات تقفز في الروابي والحفر
كم وقعت اقدامها في الارض انغام المطر
هو عالم من حسنه يوحي الجمال المبتكر



من الومضات الاولي الشاعرية لادريس جماع

أعلي الجمال تغار منا ماذا عليك إذانظرنا
هي نظرة تنسي الوقار وتسعد الروح المعني
دنياي انت وفرحتيومني الفؤاد إذا تمني
أنت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا
آنست فيك قداسة ولمست إشراقاً وفنا
ونظرت في عينيك آفاقاً وأسراراًومعني
وسمعت سحرياً يذوب صداه في الأسماع لحنا
نلت السعادة في الهوي ورشفتها دنا فدنّا


وفي قصيدة (إني لاعجب) يقول

عجباً أتحتمل الحياة برغم أشتات الصور
ورحابهاتبدي الجمال جمال نفس أو بصر
والفكر والإبداع والفن الخصيب المبتكر
والحب والأحلام نشوي والأغاني والسمر
وبها النضارة والندي والنهر يهدر والزهر
من ليس في جنبي ه إنسانية بين البشر
حقد علي الإنسان في جنبيه عشش وانتشر
ويعيش محسوباً عليه إنها إحدي الكبر
ولقد يتيه بعيشه بين المزالق والحفر




( ضمير له حدود) 


أنا ما زلت ساخراً
من ضمير له حدود
تارة كله اشتعال
وحينا به جمود
هذه علة الوجود
فهل يشفى الوجود

وفي قصيدة نحو القمه يقول 

إلي السماء بعيداً تمضي الذري الشامخات
فيها صقيع وصخر أنيابه مرهفات
وفي الصخور تراءت مزالقوعرات
تكاد للعبد لا ترتقي لها الامنيات
لكن روحاً جسوراً سمت به النزعات
يبغي الصعود وإن لاح في الصعود الممات
لم تثنه عن مناه مخاطرأشتات
والصخر يدمي جسوماً تقودها العزمات

ومن اشهر قصائد إدريس جماع قصيدة انا حظي كدقيق والتي قول في مطلعها 


إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمــعوه
صعب الأمر عليهم قال قـــوم اتركوه
أن من أشقاه ربي كيف انتم تسعدوه


خلقت طينة الاسي وغشتها نار وجد فأصبحت صلصالا
ثم صاح القضاء كوني فكانت طينة البؤس شاعراً مثالا
يتغني مع الرياح إذا غنّت فيشجي خميله والتلالا
صاغ من كل ربوة منبرا يسكب فيسمعه الشجون الطوالا
هو طفل شاد الرمال قصورا هي آ ماله ودك الرمالا
هو كالعود ينفح العطر للناس ويفني تحرقاً واشتعالا

هذا ويبقى إدريس جماع علامة فارقه في تاريخ الشعر السوداني بل هو التاريخ الذي تقف عنده الأجيال عندما تحين ساعة الشعر
الحازمي
الحازمي
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ادريس  جماع  Empty رد: ادريس جماع

مُساهمة من طرف الحازمي 16th نوفمبر 2013, 13:29

ديوان لحظات باقية

قصائد لم تنشر من قبل



شعر

إدريس محمد جماع

من ديوان: لحظات باقية

دار الفكر الخرطوم ط 3 – 1984




من دمي

مِنْ دَمِي أَسْكُبُ في الأَلحْانِ رُوحَاً عَطِرَةْ
وَرُؤَى النَّفْـــسِ وَأَنْدَاءَ الأمَانِـــي النَّضِـــرَةْ
وَشُجُـــونيِ وَحَيَــــاةً باِلأَسَــــى مُسْتَعِـــــرَةْ
خَلَــــقَ الزَّهْـــرَةَ تَفْنَـــى لِتَعِيـــــشَ الثَّمَـــــرَةْ




تَذْهَـبُ السَّــاعَاتُ مِنْ عُمْــرِيَ قُرْبَانَاً لِفَنِّــي
أُتْبِــعُ المَوْجَــةَ طَرْفِــي وَلَهــا أُرْهِــفُ أُذْنِــــي
وَانْطِبَاعُ الزَّهْرِ في الغُدْرَانِ يَسْتَوْقِفُ جَفْنِي
وَانْتِفَاضَاتُ جَنَاحَيْنِ عَلَى أَوْرَاقِ غُصْـــنِ
وَلَقَدْ أَسْبَــحُ فِــي النَّغْمَــةِ مِنْ كَــوْنٍ لِكَــوْنِ
هِبَــةٌ لِلْفَــــنِّ دُنْيَــــاىَ وَرُوحِـــي غَيْــرَ أَنِّي

هَــلْ سَــأَلتَ الزَّنْبَــقَ الفَوَّاحَ عن سِـرِّ العَبِيـــرِ
مِثْلَـــهُ أُرْسِــلُ شِعْرِي إِنَّهُ فَيْــــضُ شُعُــــورِي
إِنَّـهُ آهَــــاتُ أَحْـزَانِــــي وَأَنْغَـــــــامُ سُــــرُورِي
إِنَّهُ أَنْفَــاسُ رُوحِــي وَاخْتِلاجَاتُ ضَمِيـــرِي
وُجِدَ الشِّعْرُ مَعَ الإِحْسَاسِ في أُولَى العُصُورِ
هُـــوَ فِـي الدُّنيَـــا مُدَامٌ عُتِّقَـــتْ مُنـذُ دُهُـورِ
سَبّـــَحَ الأّوَّلُ فِــي َنشْـــوَتِهَا مِثْـــــلَ الأَخِيـــرِ

صُـــوَرٌ أَحْيَـــا بِهَــا فِي عَالمَـــيِ رَغْمَ قُيُودِي
لحَظَـــاتٌ مِن حَيَـــاتِي أُودِعَـــتْ سِـرَّ الخُلُودِ
وَلَقَــــدْ تَعْبُـــرُ أَعْمَـــارَاً إِلَى غَيْــــرِ حُـــدُودِ
أَنَــا مِن نَفْسِـــي إلَِى غَيْــرِيَ يَمْتَدُّ وُجُودِي

عِنْدَمَا تَصْحُــو الحَيَـــاةُ فِي دِمَائِــي فَأُغَنِّـــي
يَنْفُخُ الإِحْسَاسُ مِزْمَارِي وََيسْرِي بَيْنَ لحَنْيِ
نَغَـمٌ مِنْ كُلِّ مَا أَشْتَـارُ مِنْ أَطْيَــافِ حُسْــنِ
تَلْتَقِـــي النَّشْــوَةُ وَالفَرْحَــــةُ فِيـــهِ وَالتَّمَنِّــــي

وَإِذَا مَا زَحَمَــتْ نفَسْـيِ شُجُـونٌ طَاغِيَـــةْ
وَتَرَامــَتْ كَالسُّيُـــولِ انْفَلَتَــــتْ مِن رَابِيَـــــةْ
وَالْتَقَـــتْ عَارِمَـــةً جَيَّاشَـــةً فِي هَاوِيَــــــةْ
فَعَزِيفِـــي هُوَ أَصْـــدَاءُ شُجُـــونٍ عَاتِيَــــــةْ

إِنْ تَلَمَّسْتُ وُجُودِي فِي لَظَـــىً مُضْطَـــرِمِ
وَتَرَاءَى بَيْــــــنَ عَيْنَـــىَّ سَـــرَابُ العَــــــدَمِ
وَدَعَتْنِـــي الرُّوحُ أَنْ أَسْمُـــوَ فَــــوْقَ الأَلَــــمِ
عَـــادَنيِ الشِّعْرُ وَكَانَتْ مِنْهُ عُلْيَـــا النَّغَـــمِ

عِنْدَمَا تَصْدَأُ نَفْسِي أَجْتَلِي وَجْهَ الطَّبِيعَةْ
أَقْبـِسُ الفَــنَّ وَأَبْغِــي نَشْــوَةً مِنْهَا رَفِيعَــــةْ
لَحْنُهَـا لحَنْــيِ مِنَ الفَجْرِ وَأَحْضَانٍ مُرِيعَـةْ
وَأَهَازِيــجِ رِيَــــاحٍ عَاصِفَــاتٍ وَوَدِيعَــــــةْ

شَارَكَتْنِي هَذِهِ الأَكْوَانُ أَفْرَاحِي وَحُزْنِـــي
فِي هَنَائِي يَحْتَسِي العَالمَ ُمِنْ نَشْوَةِ دَنِّــــي
أَرْمُقُ الدُّنْيَا فَأَلقَْى بَسْمَتِي فِي كًلِّ غُصْنِ
وَإِذَا أَظْلَمَ إِحْسَاسِي وَنَالَ الحُزْنُ مِنِّـــي
شَاعَ مِنْ نَفْسِي شُحُوبٌ وَسَرَى فِي كُلِّ كَوْنِ

مِثْلَمَا تَمْتَـــدُّ لِلرَّوْضِ هَنَـاءَاتِــي وَبُؤْسِــــــي
يَفْرَحُ الرَّوْضُ فَتَحْيَا فَرْحَةٌ مِنْـــهُ بِنَفْسِـــــي
وَيُغَنّــــِي فَتُغَنِّـــــي بيَـــنْ َأَمْـــــوَاهٍ وَغَـــــرْسِ
وَحَنَانُ العُشِّ دِفْءٌ فِي دَمِيِ يَغْمُرُ حِسِّي
وَإِذَا هُدِّمَ شَاعَتْ وَحْشَةٌ مِنْهُ بِنَفْسِـــي










لبيك أوطاني



هُنَا صَوْتٌ يُنَادِينِي نَعَمْ لَبَّيْكِ أَوْطَانِي
دَمِي عَزْمِي وَصَدْرِي كُلُّهُ أَضْوَاءُ إِيْمَانِي
سَأَرْفَعُ رَايَةَ المَجْدِ وَأَبْنِي خَيْرَ بُنْيَانِ
هُنَا صَوْتٌ يُنَادِينِي تَقَدَّمْ أَنْتَ سُودَانِي



سَأَمْشِي رَافِعَاً رَأْسِي بِأَرْضِ النُّبْلِ وَالطُّهْرِ
وَمِنْ تَقْدِيسِ أَوْطَانِي وَحُبٍّ فِي دَمِي يَجْرِي
وَمِنْ ذِكْرَى كِفَاحِ الأَمْــــــسِ مِنْ أَيَّامِهِ الغُرِّ
سأجعل للعلا زادي وأقضي رحلة العمر
هنا صوت يناديني تقدم أنت سوداني



فيا وطني سلمت غدا نحقق مشرق الأمل
سنجعل أرضنا خلدا بهيجا وارف الظل
فباسمك يعمل الصانع والفلاح في الحقل
وإن تبذل جهود فتى فخيرك غاية البذل
هنا صوت يناديني تقدم أنت سوداني



مضى عهد مضى ليل وشق الصبح أستارا
فلا ذل ولا قيد يكبلنا ولا عارا
نصون لأرضنا استقلالها ونعيش أحرارا
هنا صوت يناديني تقدم أنت سوداني






هذه الموجة

تنساح دائماً موجة التحرر إلى مدى أبعد




هذه الموجة من هذا الخضم فيضان زاخر بين الأمم
ومن الموجة فاضت لجة تكسح الذل وتجتاح الرمم
بين صيحات تعالت مثلما يقذف البركان أشلاء الحمم
والتقى التيار وانساح كما تحضن العالم أمواه الخضم
من دجا العسف بدا مولدها كانبعاث الفجر من كهف الظلم
شهد التاريخ كم من فاتح لطخ الأرض وعادى وانتقم
من جنون العسف يمشي ثملاً فاجر الإحساس تياه القدم
يغرس الشر ويسقي غرسه يظلم الحق ويدني من ظلم
ما الذي يجنيه من بركة دم غيـر بغض الشعب ما دام عزم
قد بدا من ثغره فيض السنى وطغت لجته ثم التطم
فمضى ثم مضت آثاره وكما ينهزم الليل انهزم
ومشى المحكوم نشوان الخطى يملأ الأرض حياة بالنغم
وتخطت أرضه أفراحه لشعوب ظامئات وأمم
نسمة لو مس بيداً نفحها نضر النبت ثراها وابتسم
ستظل الأرض ما دامت لها جنة الفكر ومرقاة الهمم
وإذا عانق روحا عطرها عاش للخير وتقديس القيم
أنت مني أنت إنسان إذا غمرتنا وكلانا محترم
حسب هذا العصر روح زحمت رحبة النفس وآفاق القلم
كلما امتدت فحيت أمة هتف الفتيان لبيك نعم
إنها حرية دافقة تنشر الأقطار من لحد العدم
صعدت تخشع في الدنيا لها نفس حر قدست هذا الحرم
طرب الشرق وغنى عرب وشدا الجالس في ظل الهرم
إنه حر وحريته نعمة من فيضها كل النعم
وتغنى حر أوربا بها وشعوب من بعيد وأمم
ثم دوى الطبل في إفريقيا فشجا حرا بأمريكا النغم
نغمات صعدت وامتزجت فهى لحن واحد فيه ضرم
عزف السودان لحنا خالدا من صدى الفرحة في رفع العلم
وأفقنا في سنى الصبح على طرب العيد وتجسيد الحلم
ومشى الشعب طليقا داخلا رحبة التاريخ فالقيد انحطم
بعثت فيه حياة حرة وسمت فيه وقالت لا تنم
هذه النفحة مهما حبست فهى تسري مع أنفاس النسم






إن الذي بمماته هجر الحياة وسحرها
وحياته بالحب قد كانت تمازج غيرها
يولي المحبة قومه منحوه أو بخلوا بها
ببلاده قد عاش حتى مات ينشد خيرها
ويشب نار جهادها دهراً ويرفع قدرها
يكفيه نبلاً أنه أدى الرسالة وانتهى






ألقيت في حفلة أقيمت لتكريم المجاهدين الذين سجنهم الإنجليز بالسودان في أيام اشتعال الحركة الوطنية لتحرير البلاد.

قلوب في جوانبها ضرام يفوق النار وقداً واندلاعا
يظن العسف يورثنا انصياعا فلا والله لن يجد انصياعا
ولا يوهي عزائمنا ولكن يزيد عزيمة الحر اندفاعا
سنأخذ حقنا مهما تعالوا وإن نصبوا المدافع والقلاعا
وإن هم كتموه فليس يخفى وإن هم ضيعوه فلن يضاعا
طغى فأعد للأحرار سجنا وصير أرضنا سجنا مشاعا
هما سجنان يتفقان معنى ويختلفان ضيقا واتساعاً
الحازمي
الحازمي
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ادريس  جماع  Empty رد: ادريس جماع

مُساهمة من طرف الحازمي 16th نوفمبر 2013, 13:32

أصوات ترعد مدوية في نفير الجهاد

أشعلوها فلن نهون وليكن بعد ما يكون
صيحة الحر صيحة تتداعى لها السجون
في قلوب الشباب نـــــــ ـار وفي عزمه أتون
فالجهاد الجهاد ما دام في السرح غاصبون
رب يوم تظل تشـ ـدو بأصدائه القرون
كلنا عزمة فأما الأماني أو المنون










نسمة الحرية

برلمان البلاد يصرخ في وجه الاحتلال

شعب يغني يوم عيد فخاره بأجل لحن رن في قيثاره
لحن يفيض حماسة فكأنما تتناثر النيران من أوتاره
غنى به الحادي فكان نشيده وشدا به العزاف في مزماره
واليوم آمال البلاد تجمعت وتوحدت في البرلمان وداره
هتفت تطالب بالجلاء وعزمها متدافع كالسيل في تياره
لترد للوطن العزيز كرامة ديست وتمسح عنه وصمة عاره
لاحت تباشير الخلاص وأشرقت وضاءة كالفجر في أنواره
ورؤى الغد المأمول تطرب أمة عانت من المحتل واستعماره
فاليوم يطرب كل حر في الثرى رغم الفروق ورغم بعد دياره
هو عيدنا المأمول عيد كفاحنا وبداية المرجو من أثماره
هو عيدنا بل كل شعب عيده فك المصفد من قيود أساره





وداع المحتل

كلما اليوم طاح في دماء الشفق
عند تلك البطاح وتبدى الغسق
أثخنتني جراح عند ذكرى الأول
من صريع السلاح في سفوح الجبل
دمنا قد جرى وازدهى الفاتحون
جثموا في الثرى سادة يحكمون
يسلبون الورى خير ما يملكون
وقفوا مسدلين في الصباح الظلام
هدهدوا النائمين ليطيلوا المنام
أرض تلك الفلاة والربوع الفساح
تركوها موات لسوافي الرياح
أين منها النبات ونضير الوشاح
تركوا بيننا ذكرا كالقتام
وجلوا من هنا بعد طول المقام
خطوهم في التراب موشك أن يزول
أنكرته الرحاب لفظته العقول




نشيد العلم السوداني


أنت حر فامش حراً تحت خفق العلم
كالمنى أنت طليق كانبعاث النغم
أنت حر فامش حرا صاعدا في القمم
ثائرا قيدك أشلاء طليق القدم
أنت حر فامش حرا تحت خفق العلم
بالفداء بالدماء بالإخاء بيننا
قد صمدنا في النضال ننشد استقلالنا
أقبل الصبح المفدى بالحياة والمنى
أنت حر فامش حرا تحت خفق العلم
ظلمت أرضك والخلد تراءى في ثراها
راية تشمخ في الآفاق رفافا سناها
خفقها رجع قلوب نسجتها من مناها
وانتفاضات شباب يتسامى في حماها
أنت حر فامش حرا تحت خفق العلم
رفرفت فوق ضفاف كل ما فيها يروع
وربوع سال فيها صاخب الموج دفوع
ذروة للطير إن مر حواليها خشوع
صورت وثبة شعب فيه للفجر نزوع
أنت حر فامش حرا تحت خفق العلم




نضال لا ينتهي

من وحي الذكرى الأولى لعيد الحرية

ومن الشطآن هبت نسمة وإلى حرية أفضت بنا
طرب طاغ وحس مفعم وأناشيد تدوي كلنا
وبدا بين عيون ثرة ورياض زاهيات غدنا
نحن في العالم شعب طامح ومضى عام على فرحتنا
وتولى نصف قرن قبله ما جنينا منه إلا بؤسنا
بدماء وكفاح برزت من قتام الأمس حريتنا
وهى ليست حلية نلبسها بل حياة لبني أمتنا
والذي سال دم من أجله إنه أقدس قدس عندنا
أفسحوا الطرق لحريتكم تجدوا الجنة في ساحتنا
أمل الأجداد في أجداثهم لو بدا في ساحة العيد هنا
والألى قد صرعوا في كرري وأياديهم إلى صم القنا
والألى قد أطلقوا بركانهم وجحيم الظلم يعوي بيننا
غرسوا النخوة في تاريخنا بدماهم وجنينا غرسنا
جئت يا عيد بألوان الجنى والنضارات إلى سرحتنا
وتدفقت حياة فأضف هذه الكأس إلى نشوتنا
إنها الكأس التي ما ذاقها طالب النشوة إلا أدمنا
نشوتي من سكر قومي وعلت كل ما يرهق حسي من ضنى
رفرفت في كل قلب بهجة تشبه الخفاق في ذروتنا
لك نرجو كل يوم ظفرا في حياة الناس يا رايتنا
نحن قوم ما تراءى بيننا حسن إلا نشدنا الأحسنا
بدت الغابة فلننشيء لها مثلا قومية تدفعنا
كل معيار لدينا معلم للذي يضمره الغيب لنا
فاجعلوا التقدير منصبا على مثل تحرس مستقبلنا
إنها جند إلى أجنادنا وسلاح لحمى نهضتنا
إصدحي يا نفس في فيض السنى وانسجي سحر المرائي حولنا
نحشد اليوم لذكرى ظفر كم دم سال له من حشدنا
وسيجني كل بيت ثمرا مثلما ضحى له في أمسنا
أمس صوت القوم دوى ههنا ليدوي الطرق في مصنعنا
ولكى يجري بماء دافق ونضير النبت في أربعنا
ولديننا يمحي الخوف بها ولعلم ولمجد يبتنى
يرجع الغازي بسخط ودم ولقد عدنا بما يسعدنا
وسلاح الحق أمضى هكذا قال ما دوت به جارتنا
يومنا ذكرى كفاح ومنى تحشد البهجة في حاضرنا
وسنمضي وسنمضي قدما وسننفي كل ما يثقلنا
عد إلينا أيها العيد غدا بالذي ننشده في غدنا









جنوب الحرب

قد كان مسقط رأسها بالغاب في أولى السنين
وترعرعت لما تغذت من دماء الأولين
والآن تكلؤها وترعاها علوم المحدثين
تبدو بوجه تقشعر له جسوم الناظرين
عكست ملامحه الخرائب والضحايا الهامدين
وجه يبث من الكآبة كا إحساس دفين
صدمت دمامته وقسوته نفوس الآمنين
أخذت على الناس الطريق فقابلوها محنقين
من كل أهل الأرض من كل الشعوب وكل دين
ولسوف تصرعهم إذا لم يصرعوها مسرعين
برز الخطيب منفخا أوداجه مستكبرا
قال اعلموا يا قوم أنا خير من وطيء الثرى
خوضوا المعارك فاتحين ودوخوا من أنكرا
بثوا المخافة وارفعوا بالسيف هذا العنصرا
إنا نعد لكل من يرتاب موتا أحمرا
إنا خلقنا قاهرين وغيرنا مستغفرا
وانساب موج الجيش والتقت الجحافل بالجحافل
حتى إذا انحسر الوغى عاد الجنود بغير طائل
ما خلفوا غير الضحايا واليتامى والأرامل
غير المشوه والحزين وغير أطلال المنازل
وإذا نظرت نظرت للمرأى الكئيب وأنت ذاهل
نظر المظفر للدماء وللخرائب وهو ساكر
قال ارجعوا يا قوم بالأمجاد إن النصر باهر
ولقد ملكتم غيركم بين البطولة والمفاخر
شتان شتان الألى صاروا لقومهم فداء
ليخلصوا أوطانهم من كل ذل أو شقاء
للعيش في حرية وليرفعوها للسماء
والخائضين الحرب من أجل المطامع والدماء
ليس الخراب بطولة إن البطولة في البناء




نشيد لجامعة الخرطوم



أغمري الوهاد والنجاد والمهاد بالسنى
يا منار العلم والعلم حياة شعبنا
في هدى الفكر ادفعي الجيل لنبني غدنا
أنت للشرق وللدنيا كما أنت لنا
إن في الأعماق صوتا صاح يا حر تقدم
أنا حر ودمائي من حماس يتضرم
وسأبني مجد قومي هاهو القيد تحطم
يا حمى الفكر وفي الفكر حياة وخلود
رمز إنسانية لم تدر ما معنى الحدود
حرري الأجيال من أغلال جهل وجمود
وارفدي من فيضنا مجمع أنهار الوجود
خرجي في كل فن وابعثيهم رسلا
وانشدي للوطن الباقي ازدهارا وعلا
جمعت آماله فيك فصارت أملا
غمرتنا هذه الدار إخاء وسلاما
ألفت بين عقول تمنح الفكر احتراما
وروت من خلق العلم نفوسا تتسامى
تكبر البحث وتمشي في هدى العلم دواما
ولدت كالفجر في مولد سودان جديد
وستحيا وسيحيا هو حرا في صعود
فاسعدي يا موطن العلم ويا أرض الجدود







رحلة النيل

النيل الخالد في رحلته نحو المصب عبر المدن والمغاني والعصور



النيل من نشوة الصهباء سلسله وساكنو النيل سمار وندمان
وخفقة الموج أشجان تجاوبها من القلوب التفاتات وأشجان
كل الحياة ربيع مشرق نضر في جانبيه وكل العمر ريعان
تمشي الأصائل في واديه حالمة يحفها موكب بالعطر ريان
وللخمائل شدو في جوانبه له صدى في رحاب النفس رنان
إذا العنادل حيا الليل صادحها والليل ساج فصمت الليل آذان
حتى إذا ابتسم الفجر النضير لها وباكرته أهازيج وألحان
تحدر النور من آفاقه طربا واستقبلته الروابي وهو نشوان
تدافع النيل من علياء ربوته يحدو ركاب الليالي وهو عجلان
ما مل طول السرى يوما وقد دفنت على المدارج أزمان وأزمان
ينساب من ربوة عذراء ضاحكة في كل مغنى بها للسحر إيوان
حيث الطبيعة في شرخ الصباولها من المفاتن أتراب وأقران
وشاحها الشفق الزاهي وملعبها سهل نضير وآكام وقيعان
ورب واد كساه النور ليس له غير الأوابد سمار وجيران
ورب سهل من الماء استقر به من وافد الطير أسراب ووحدان
ترى الكواكب في زرقاء صفحته ليلا إذا انطبقت للزهر أجفان
وفي حمى جبل الرجاف مختلب للناظرين وللأهوال ميدان
إذا صحا الجبل المرهوب ريع له قلب الثرى وبدت للذعر ألوان
فالوحش ما بين مذهول يصفده يأس وآخر يعدو وهو حيران
ماذا دهى جبل الرجاف فاصطرعت في جوفه حرق وارتج صوان
هل ثار حين رأى قيدا يكبله على الثرى فتمشت فيه نيران
والنيل مندفع كاللحن أرسله من المزامير إحساس ووجدان
حتى إذا أبصر الخرطوم مونقة وخالجته اهتزازات وأشجان
وردد الموج في الشطين أغنية فيها اصطفاق وآهات وحرمان
وعربد الأزرق الدفاق وامتزجا روحا كما مزج الصهباء نشوان
وظل يضرب في الصحراء منسربا وحوله من سكون الرمل طوفان
سار على البيد لم يأبه لوحشتها وقد ثوت تحت ستر الليل أكوان
والغيم مد على الآفاق أجنحة ونام في الشط أحقاف وغدران
والليل في وحشة الصحراء صومعة مهيبة وتلال البيد رهبان
إذا الجنادل قامت دون مسربه أرغى وأزبد فيها وهو غضبان
ونشر الهول في الآفاق محتدما جم الهياج كأن الماء بركان
وحول الصخر ذرا في مساربه فبات وهو على الشطين كثبان
عزيمة النيل تفني الصخر فورتها فكيف إن مسه بالضيم إنسان
وانساب يحلم في واد يظلله نخل تهدل في الشطين فينان
بادي المهابة شماخ بمفرقه كأنما هو للعلياء عنوان







وفد البيان

ألقيت في تكريم وفد الصحافة السوداني ببيت السودان بالمبتديان بالقاهرة في أيام استعار الحركة الوطنية.

ياوفد حياك الربيع وطالما أسر المشاعر زاهياً مترنما
ملأ الخمائل والشواطيء والربى شعرا وأطرب بالنشيد وألهما
ما هز أعواد المنابر قائل أو مس أوتار الشعور وهوما
إلا حكى لحن الربيع وسحره أو كان عن سحر الربيع مترجما
أنا ما نظمت الشعر يوم لقائكم لكنما طربي طغى فتكلما
حيتك يا وفد البيان خواطر نشوى تطوف حول ركبك حوما
يهفو لمقدمك الشباب مرددا لحنا بقيثار النفوس منغما
وهج الجهاد يشع من أقلامكم فيزيد من عزم الشباب تضرما
وإذا الحوادث أرعدت وتلبدت سحبا وأغطش ليلها وتجهما
إني لأبصر في ضياء وجوهكم فجرا ينير لنا الطريق المعتما
باغ يظن قواه توهن عزمكم ساءت مآربه وساء توهما
كم وقفة ميمونة كانت لكم دوى صداها بين أرجاء الحمى
وطنية سنعد من نيرانها للمعتدين على الحقوق جهنما







السودان

ثابت الأقدام يمشي في وثوق للحياة للحياة
الجلال الحق والعزة تمشي في خطاه في خطاه
صارم العزم أبي صوته صوت الإله الإله
صيحة الحر صداه
والحياة والخلود ملك من يمضي فداه للحياة للحياة
قف تأمل هاهو الظافر يجتاز السدود
رددت أنغامه الدنيا وحياه الوجود
تنثر العلياء في أقدامه أبهى الورود
صيحة الحر صداه والحياة والخلود ملك من يمضي فداه للحياة للحياة
موكب الآمال يحدوه إلى جيل سعيد
وابتسامات الغد المشرق تبدو من بعيد
إنه السودان يخطو في سنى العهد الجديد
صيحة الحر صداه
والحياة والخلود ملك من يمضي فداه للحياة للحياة




أنت إنسان

أنت إنسان بحق وأنا بين قلبينا من الحب سنى
كل يوم صور عبر الطريق تزحم النفس بها ثم تفيق
ليس ما هزك حسا عابرا إنه في الصدر إحساس عميق
هو إنسانية قد وصلت كل نفس بك في ربط وثيق
إن رأيت الشيخ يرعاه السقم أترى في النفس شدوا من نغم
أم إلى صدرك يمتد الألم أنت إنسان بحق وأنا
وإذا ما اندفع الطفل اللعوب لعنق الأم من بعد وثوب
أولا يغمرك الحس الطروب أنت إنسان بحق وأنا
هذه النفحة تسمو في نفوس الأنبياء
وهى في المصلح تنساب حياة في الدماء
وهى للخير طريق وهى للحب نداء
وإذا ما سقط الطير الجريح وهو مخضوب على الأرض طريح
يضرب الأرض بريش ويصيح حوله زغب من الطير تنوح
وتلمست بجنبيك الجروح فبحق أنت إنسان وروح

فجر من الصداقة

أنت إنسان وهذا نسبي وسنحيا في إخاء دائم
بدمائي أشرقت حريتي وبعون من شعوب العالم
وهى ليست لى وحدي إنها لحمى العدل ودفع الظالم
إن أصن حريتي في وطني صنت غيري من طماح الداهم
قد توحدنا معا في حلم يغمر الأرض بفجر باسم
في مدى أرقى وسلم راسخ تلتقي آمال كون حالم
وطريق المجد في أن نبتني ليس في تحطيم صرح قائم
بسمة الفجر اسفري عن عالم تتآخى فيه آمال الشعوب
عالم يبغض أطماع القوى والدم المسفوح في ساح الحروب
يصل الناس بحب شامل ويبث الأمن في كل القلوب
همه دفع القوى لا هدمها كلما استجمع شعب للوثوب
إنه ليس بدنيا شاعر طاف في واد من الوهم رحيب
إنه الآمال قرت في الثرى لنراها وقعا غير مشوب
حيت الأرض تباشير له تبعث البهجة في الحسن الطروب
لحياة يشرق البشر بها ولدنيا تمحي فيها الكروب
عالم يشهد فيه المعتدي غضبة تسري إلى كل مكان
والذي ينشده من مغنم كله يمضي ويطويه الزمان
ساد رأي الناس فيه إنه في حياة الناس ظل للأمان
عادل إن خضع الكون له رفرف السلم عليه كل آن
ما يريد الكون من تجربة ترجع الإنسان دهرا للوراء
فالذي يبذله من طاقة مستحيل لدمار ودماء
وصداقاتي وإنسانيتي تتوارى في خراب وعداء
نظرة للأمس تبدي صورا تثقل الحس بسفك الأبرياء
حسبنا تلك المآسي ولنكن عالما متجها نحو النماء
من ضمير الناس دوت صيحة أمم العالم عيشي في رخا
الحازمي
الحازمي
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى