الأديب الضائع التيجاني يوسف بشير الكتيابي

ويا ويح الأديبُ يومَ ضياعِه

عبقري من نفحة الخلد مأتاه ومن مهبط الهوى وبقاعه
في الينابيع مايزال غريقاً سابحاً في هدوئه واندفاعه
يستمد القريض حراً ويستلهم سحر الجمال من أوضاعه
مطلق الفكر قد تحرر من غلٍ ومرخي العنان في ابداعه
لمس المزهر الحزين بكفيه وغني بشجوه والتياعه
قال فيما أسر لي من حديث ممتع للنفوس في استرجاعه
أنا إن مت فالتمسني في شعري تجدني مدثراً برقاعه
في يميني يراع نابغة الفصحي وكل امرئ رهين يراعه
وعلي مضجعي نثار في السوسن غضّ مقدس في بقاعه
شرته في صباي من وضح الفجر ومن بهرج الضحي وخداعه
وعلي هامتي أكاليل سحبان وفي شرتي أداة مصاعه
ند من عبقر وطاف بماء النيل واصطاف مؤذناً بارتباعه
في قصيّ من السنين وعهد بدؤه في الوجود بدء رضاعه
درج المدرج المجيد لدن شب لدينا قسيم شر ابتياعه
رحمة للأديب أركه اليأس وهام الاديب بين قلاعه
ما عسي ينفع البيان وماذا كان يجني الاديب من أوجاعه
يا اديباً مضيعاً من بني الدنيا بحسب الأديب محض انتجاعه
أنت يا رائد القريض وما أنت بسقط الوري ولا من رعاعه
أنت قيثارة الجديد بك أستظهر من في الوجود سر متاعه
أدب ملؤه الحياة وشعر مفعم بالسمو في أوضاعه
ضاع ويح الذي يغار علي الشعر وويح الاديب يوم ضياعه