حب صلاح للسودان

في حياتي لم أقرأ عن إنسان أحب السودان بقدر ما أحبه صلاح الإنسان. نعم نعلم أن كل إنسان يحب وطنه وشعبه كلٌّ بدرجة ما ولكن وجدت حب صلاح غير محبة الآخرين لأوطانهم. وقبيل وفاته حيث كان داء السكر اللعين تزداد عليه وطأته زاره شقيقه مرتضى أحمد إبراهيم في باريس وترجاه بالعودة للسودان نهائياً، فرد عليه صلاح باقي لي حاجة بسيطة أخلصها وبلحقك فرد عليه مرتضى يا صلاح في واحد في الدنيا دي خلص كل الأشياء اللي عايز يعملها!!!
إنني أحب صلاحاً وشعره بأكثر من حبه هو للسودان وكلما تمر ذكرى رحيله تطل علي خاطرتي أبيات شعر كتبها قبل وفاته(17مايو 1993) :

بالله يا نجوم كيف حال اخوتي؟
وكيف حال رفقتي، وكيف حال شعبي العظيم؟
شعبي الذي احببته حب الذي عشقا
كيف تراه الآن، هل تراه بات جفنه مؤرقا؟
وهل تراه بات حبل شمله ممزقا؟
وهل تراه بات في السجن حبيسا مرهقا؟
وهل تراه واجه النيران مثل كرري فاحترقا

كما ترن في خاطري كلماته في قصيدة نحن والردى:
في غد يعرف عنا القادمون
أي حب قد حملناه لهم
في غد يحسب فيهم حاسبون
كم أياد أسلفت منا لهم
في غد يحكون عن اناتنا
وعن الآلام في ابياتنا
وعن الجرح الذي غنى لهم
كل جرح في حنايانا يهون حين يغدو ملهما يوحي لهم
جرحنا دام ونحن الصامتون حزننا جم ونحن الصابرون
فابطشي ماشئت فينا يا منون
كم فتى في مكة يشبه حمزة؟

رحم الله صلاحاً ما برق بالعشي بارق أو هتن غيث بالضحى
غداً سأكتب إن شاء الله بعض من أشعاره العامية مقتطف من ( مسدار النسيب) ومحاكمة الشاعر للسلطان الجاير. كما سأبحث عن قصيدة من قصائده الجميلةافتقدتهااسمها(الغفاري والصبي)

إن تكن شمس اليوم قد ولت إن غدا لناظره قريب
لك ودى ..ابوالزهور

احبنناه من خلالك يا عمو فضل ..احببنا صلاح وشعره وكذلك احبننا حبه للسودان..
وفي انتظار ما وعدتنا به من شعره العامي ونسال الله ان تعثر علي الرائعة التي افتقدت وتمتعنا بها...متعك الله بالصحة والعافية

قصيدة جميلة للمبدع صلاح احمدابراهيم

--------------------------------------------------------------------------------

ورميت راسى فى يدى

ما تنفع الشكوى,وشعرك جف بالشعر الخيال

وكان راسى فى يدى

روحى مشققة بها عطش شديد للجمال

وعلى الشفاه الملح

واللعنات والالم المحنط بالهزال

وكان راسى فى يدى

ساقاى ترتجفان

من جوع ومن عطش ومن فرط الكلال

وانا افتش عن ينابيع الجمال

وحدى بصحراء المحال

بسموم صحراء المحال

انا والتعاسة والملال

وكان راسى فى يدى

والمركبات تهزنى ذات اليمين او الشمال

والمركبات تغص بالنسوان واللغط الشديدوبالرجال

وكان راسى فى يدى

ما زال يقذفنى اللعين كانه الغربال

من اقصى اليمين الى الشمال

وبقلبى الامل المهشم والحنين الى الجمال

والوحشة الغراء والنور المكفن بالطلال

وخلو ايامى وراسى فى يدى

ورفعت راسى من جحور كابتى

وكنت انت قبالتى

عيناك نحوى تنظران

عيناك....واخضر المكان

وتسمرت عيناى فى عينيك ما عاد المكان او الزمان

عيناك بس

ومسكت قوس كمانتى

عيناك اذ تتالقان

عيناك من عسل المفاتن جرتان

عيناك من سور المحاسن ايتان

عيناك مثل صبيتين

عيناك اروع ماستين

هذا قليل

عيناك اصدق كلمتين

عيناك اسعد لحظتين

هذ اقل

عيناك انضر روضتين

عيناك اجمل واحتين

ما قلت شئ

عيناك اطهر بركتين من البراءة

نزل الضياء ليستحم بها فالقى عند ضفتها رداءه

الفتنة العسلية السمراءوالعسل المصفى والهناءة

وهناك اغرق نفسه عجز الخيال

عيناك فوق تخيلى

فوق انطلاق يراعتى

فوق انفعال براعتى

عيناك فوق تاملى

ومضيت ماخوذا وكنت قد اختفيت

من انت؟؟؟ما اسمك يا جميل؟؟؟

وكنت من اى الكواكب قد اتيت؟؟

وقد اختفيت.....

وقد اختفيت.....