أبلَسَة الآخَــــر ..!

هناك فرق

أبلَسَة الآخَــــر ..!
منى أبو زيد

المفكر اللبناني الدكتور (علي حرب) له ما يمكن أن يؤخذ من الرؤى .. كما و إن له ما يمكن أن يردّ من الأفكار .. ومما (أُخذتُ) به من فكره .. مصطلح (أبلسة الآخر) الذي أورده في سياق محاولته وضع تفسير موضوعي لأحداث وأزمات العنف السياسي وصراعات السلطة التي يضج بها العالم اليوم ..! فـفي معرض تحليله لجنوح بعض الدول اليوم نحو التمزق الداخلي الذي تقوده دعوات الانفصال وحركات التمرد .. يقول (علي حرب) إن السبب هو تلك (الأبلسة) التي نمارسها على الآخر ـ أو تلك الصورة النمطية التي يضعها كل منا للآخر بناءاً على مخزون الذاكرة الجريحة (كما هو الحال في علاقة غرب السودان بشماله ووسطه) .. وتاريخ العلاقة الحافل بالصراع (كما هو الحال في علاقة شمال السودان بجنوبه) .. الأمر الذي يجعل كل منا بحسب تاريخ الآخر (شيطاناً ليه قرون) ..! وعليه فـالحل الجذري لمشكلة تأثير تاريخ الصراعات السياسية والدينية والعرقية الداخلية - كتاريخ صراع الجنوب والشمال .. وتاريخ موجبات قضية دارفور - يكمن في إعادة بناء إشكالية (الأنا) و(الآخر) .. في ضوء المتغيرات الفكرية والسياسية الخطرة ليس على مسرحنا المحلي فقط .. بل على المسرح الكوني بأسره .. ! فالعالم كله مرتبط ببعضه مصالحاً ومطامعَ وسياسات خارجية وإسقاطات داخلية لتلك السياسات..! خروج الشعوب من مآزقها السياسية وخلافاتها الداخلية لا يتحقق – بحسب علي حرب - إلا من خلال إستراتيجية (العقل التداولي) المتمثلة في الاعتراف المتبادل بالخطأ .. وإتقان لغة التسوية .. ونضج عقلية الشراكة السياسية .. وتعدد الرؤى و الأبعاد .. وترسيخ ثقافة «التهجين» ..! ما نقص السودان فعلاً هو إستراتيجية فكرية جديدة في سياساته الداخلية قبل الخارجية .. سياسة تتبنى ملامح نظرية (العقل التداولي) تلك .. وتنتهج الإخلاص في إعادة بناء إشكالية الأنا والآخرعرقياً .. وثقافياً .. ودينياً ..! اختراق خصوصية الدول عن طريق العبث بصراعاتها الداخلية هو أزمة العصر .. وعندما فشل شركي نيفاشا في توحيد التوجهات السياسة الخارجية لشراكة حكمهما .. تعمقت الأزمة السياسية .. فتفاقمت الشقة الشعبية .. إنما سواء أكانت الوحدة هي مآلنا أم الجوار .. ستظل الوحدة الإقليمية التي تفرضها وحدة المصالح هي مصيرنا العاقل/العادل .. وستبقى سلامة هذا المصير رهينة بتطبيق فكرة العقل التداولي ..! مفكرونا الذين يبذّون الدكتور علي حرب في فلسفة الإشكالات واقتراح الحلول الأكثر محلية والأقرب مطابقة لواقعنا السياسي – شديد الخصوصية - كُثُرٌ .. لكن انصراف معظمهم إلى المشاركة في لعبة الصراع على السلطة هو ما أوقعنا في هُوَّة التخبط ..! فأصبحنا بسبب ذلك (الهروع ) الجمعي الكبير نحو دخول معترك ساس يسوس .. (من أجل تحقيق منجزات شخصية لا وطنية) – أصبحنا – لا نستورد التشخيص الفكري فحسب .. بل نصدِّر المناشدات .. ونهاجر إلى الحلول ..!

التيار

هذا المقال يحمل فى طيّاته قراءه حقيقيه لواقع الأحداث التى تجرى فى السودان من صراعات وانفعالات سياسيه ليس لها تفسير سوى أنها الركض وراء السلطه وتأمين الذات ومن هنا تأتى أبلسة الاخر لدرجة التضعيف والتكريه.
وهل اذا أتى هؤلاء سيعملون لذاتهم ولغيرهم ام أنها مجرد شعارات لتخدير عقول الشعوب

شكرا دكتورة ... على هذا الطرح المهم
وفى إعتقادي أن الأفارقة عموما عندما يعتلون كرسي الحكم يتعاملون مع بلادهم كضيعة يملكونها ......
وهل اذا أتى هؤلاء سيعملون لذاتهم ولغيرهم ام أنها مجرد شعارات لتخدير عقول الشعوب ؟
عوض السيد
أرجوا أن تسنبط إجابة لهذا السؤال من تجربة الحركة الشعبية .... بل حتى حركات التحرر في الستينات وكيف تمرد ثوار هذه الحركات على رفقاء دربهم وشعوبهم ....

نعم الاجابه واضحه يا ابو الزهور ولكنهم يأتون بالشعارات التى تحمل أشواق وهموم الشعوب فيتدافعون على أمل...... ولكن!!!!!!!!

شكرا علي المرور عمو ابوالزهور وابوالسيد

شكراً يادكتورة على هذا السرد التحليلي والحقيقة فإن هذا هو حالنا نحن الشعوب الأفريقية كما ذكر(أزهري وعوض السيد)فالأفريقي يتحدث عن الحقوق والعدالة وسياسة الإعتراف بالأخطاء وبمجرد أن يعتلي منصباً سياسياً يتناسى كل ماكان ينشده ويتذكر فقط عناوين البنوك وأفضل ماركات السيارات
وللأسف الشديد فإن أكثر شيء يؤدي للشتات هو بروز الروح القبلية وهذا مايحدث في السودان
لك التحية يادكتورة

((بناءاً على مخزون الذاكرة الجريحة))
هذا التحليل مشرط للآم الواقع المعاش يادكتورة بكل كدماته وإحتقاناته..ولكن ليس هناك جراح ماهر صادق رغم المريض الجريح ((الشعب))الذى طال ألمه مستسلم حتى للبتر ((الإنفصال))
ما ان يدخل غرفة التخدير ويصحى من البنج..إلا يجد الورم كبر والالم زاد..واخذ الجراح الرسوم وهرب..واودع حساباته فى ماليزيا..
ذكر المهندس محمد هاشم حقيقة ان القبلية والجهوية فهى قاصمة ظهر الوطن والوطنية..وحقيقة ايضا استاذنا ازهرى عن قادة افريقيا..وحلم الحكم الراشد فى افريقيا..واخى عوض السيد حقائق مرة ..اصبنا بالغثيان فى بلعها..
كما اسلفت فى مقالة ابيي ظهور مجموعة المصالح فى الجنوب والشمال من عهد نميرى ..هم لوبى السودان الحاكم والذى سيحكم ..طالما التنازلات على حساب الوطن والمواطن..
نسأل الله الستر والزهد فى ((البناية ام قش))وهذا رأى غالبية شعبنا البسيط المؤمن ..فاستغللنا من فاقدى الضمير والوطنيةوسالت الدماء بلا ثمن..[b]((

مشكورين يا اخوانا محمد هاشم تلميذي النجيب واستاذ الاجيال عثمان موسي ادم
لكم التحية

لكم التحيه جميعا على هذا الطرح الهادى والتناول العميق لهذه القضيه 00هى مشاكل العالم الثالث المشكله فى القاده وتشبسهم بالحكم والبيحكم عاوز يحكم للأبد وهنا المصيبه

الاخ غريق مشكور علي المرور وربنا يهدينا جميعا لما فيه خير الامة والبلد

لك التحيه يا دكتوره وأقول ليك نحن داخل النظام وشايفين الكثير الماعاجبنا وقاعدين نصرخ ونوصل صوتنا لكن فى معظم الاحيان لانجد من يستمع إلينا والمصيبه كلها فى الحكام عاوزين يستمروا فى الحكم للابد وبأى ثمن حتى لو كان ذلك تجزأة الوطن 000والله يستر

والله نحيك طالما ما قاعد تسكت وربنا يحفظك ويطلعك سالم ما يأذوك كمان!

شكرا يادكتوره على هذا الشعور النبيل 00مودتى

]الدكتورة المثابرة احسان الله يغطى عليك..ويحفظك اخى غريق والله لسنا ضد من يحكم السودان ولكن مع من ينصف السودان ولا للإسفاف والتهميش والتغفيل ]

لا شكر اخي غريق
الاخ عثمان اللهم آمين وان شاء الله جمعا يارب