ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التخلف الإجتماعي _ مدخل الي سيكلوجية الإنسان المقهور

اذهب الى الأسفل

التخلف الإجتماعي _ مدخل الي سيكلوجية الإنسان المقهور Empty التخلف الإجتماعي _ مدخل الي سيكلوجية الإنسان المقهور

مُساهمة من طرف الحاج عبدالرازق الحاج الب 8th مارس 2010, 21:46

مقتطفات من كتاب
د . مصطفي حجازي


السيطره الخرافيه علي المصير :

لا يستطيع الانسان المقهور ان يتحمل وضعية القهر والعجز ببساطه وان يتقبلها بواقعيتها الماديه الخام لا بد له في كل الحالات من حل ما يستوعب مأساته ويقيض له شيئاً من السيطره عليها والا اصبحت الحياه مستحيله فاذا لم تتيسر له الحلول الناجحه التي تمكنه من التحكم الفعلي بالواقع علي مستوي ما لجأ الي الحلول الخرافيه والسحريه ، يحاول المرء توسل الاوهام يعلل بها النفس ويحّمل بها الواقع ، ويستعين بتصوراتها علي تحمل اعبائه بذلك يصل الي شي من التوازن النفسي الضروري لاستمراره ، لا يتقبل الانسان الكارثه أو الهزيمه او الفشل كامر واقع ولا يستطيع الاعتراف بسؤليته المباشره في ما حل به انه اما ان يهرب من الواقع او يلقي اللوم علي الاخرين او يستجيب للعدوان او يوهم نفسه بان الامر عابر

السيطره الخرافيه علي الواقع والتحكم السحري بالمصير هما اخر ما يتوسلهما حينما يعجز عن التصدي والمجابهه قبل ان ينهار ويستكين وتشكل هذه السيطره خطوط الدفاع الاخيره
ويتناسب انتشار الخرافه والتفكير السحري في وسط ما مع شده القهر والحرمان وفي عصور الانحطاط وما يصاحبها من تفشي الجهل والعوز وطمس ارادة القتال من اجل الحياه وصد الفكر النقدي والتحليل العلمي للظواهر واستفقحال التسلط وهكذا تتنشر ممارسات سحريه وخرافيه تتلاعب بامل الانسان

يتحالف المشعوزون مع التجار واصحاب السلطان لتحقيق ماربهم المشتركه لقاء ما يعللون به نفسه من اوهام الخلاص و دراء الشر او الخطر وتغير المصير ويشجع الحكام في المجتمعات المتخلفه هذه الممارسات بوسائل مختلفه ابرزها رعاية المقامات وذو الكرامات ورعاية الطرق التي تتلبس لباسااً دينياً حتي يعم الجهل وتتاصل الاستكانه وتشيع الخرافه بشكل يطمس الواقع كلياً ويصرف الناس عن التصدي الفعال والموضوعي له وهو ما يحفظ لهولا الحكام مكانتهم ويحول الانظار عنهم كمسؤولين اساسين عما يصيب المجتمع من تخلف وانحطاط او ما يتم به من كوارث

من خلال هذا التحالف وذاك التشجيع تتاصل السيطره الخرافيه علي المصير في نفسيه الانسان المتخلف كي تبلغ مرتبة الايمان الذي لا يتزعزع والعقيدة التي لاتمس ويساعد علي هذا الامر ما تحاط بهذه الممارسات علي اختلافها من طابع ديني يجعلها تدخل في فئة المقدس الذي يجب الايمان به دون مناقشه والذي يتحول التساؤل حوله الي تشكيك في الايمان ومساس بالمقدسات

وهناك دئماً ما نري طوال هذا الفصل محاولة الباس الممارسات السحريه والمعتقدات الخرافيه لباساً دنياً يجعلها تصل مباشره الي قلب الانسان المقهور ويربطها بإيمانه الديني مما يزيد سطوتها عليه ويدفعه الي التمسك بها وتصل الخرافه الي مرتبة تعطيل الفكر النقدي والتحليل الموضوعي للواقع واصناع السببيه الماديه في التصدي له مشكله عقبه فعليه امام التغير وعاملا قوياً في استفحال
التخلف تقوم اساليب السيطره الخرافيه علي المصير علي اسس نفسيه نكوصيه . يتقهقر الانسان المتخلف الذي يومن بها من العقلانيه التي يجب ان تميز حياة الراشدين الي مرحلة التفكير الخرافي

اولاً السيطره علي الحاضر :

يتوسل الانسان المقهور اساليب عده للسيطره الخرافيه علي الحاضر وادخال شي من الطمانينه الي نفسه والتوازن الي حياته انه ياعلق ببعض رموز الخير ويتقرب منها بطرق محدده ويخشي بعض رموز الشر والتهديد الوجودي ويلتمس سبيلاً الي تجنبه اذاها بممارسات محدده ايضاًاما رموز الخير فهم الاولياء وكراماتهم واضرحتهم واما رموز الشر فهي الجن والعفاريت والشيطان اما التقرب من الاولي فيتم من خلال الادعيه والنزور والقرابين اما تجنب الثانيه فيتم من خلال السحر والكتابه والتعاويز والرقي

نحنا هنا امام ظاهرة انتشطار نفسي للوجود الي نقيضين مطلقين هما الخير والشر فيركز الخير كله والرجاء كله والبحث عن الملاذ في الاولياء يسقط عليهم الصور المثاليه الطيبه التي تكمن في لاوعيه فالولي بمقامه وكراماته ليس سوي اسقاط لصوره المثاليه الطيبه للام الحنون والاب الحامي الرحيم والصور التي تغرس جزورها في لاوعي طفولتنا وتشكل نموذج كل خير ومحبه وامل ورجاء وملجا وملاذ فيما بعد كي تمكننا من صروف الدهر وخطوب الحياه

وهكذا يضع الانسان المقهور امله في الصور الخيره ورموزها الخرافيه كما يسقط مخاوفه وعجزه ومشاعر ذنبه الناتجه عن فشله الوجودي علي اعداء خرافين بدورهم ومن خلال تجنب هولا والتقرب من اؤلائك تم له السيطره الخرافيه علي حاضره ويشعر بشي من التحكم بالقوي التي تحرك مصيره

الاولياء مقاماتهم وكراماتهمم :

تنتشر ظاهرة التعلق بالاولياء واللجوء اليهم لاستجلاب الخير ودرء الشر بكثره في القطاعات المقهوره من السكان وتتفشي خصوصاً حيث يعم الجهل والعجز وقلة الحيله وحيث يتعرض الانسان لاقصي درجات الاعتباط من الطبيعه ياتيه كتهديد لقوته ولصحته وولده ومن الانسان يصيبه كقمع وتسلط واستغلال الانسان المقهور بحاجه الي ولي لشدة شعوره بعجزه وقصور امكانياته علي التصدي والمجابهه والتاثير ويحتاج الي حمايه لشده احساسه بالعزله والوحده في مجدابهة مصيره المحفوف بالمخاطر حين تلم به النوائب او يصاب في فسه وذويه او امنه فالولي ملاذ ومحام يتقرب اليه ويتخذه حليفاً ونصيراً كي يتوسطه لدي العنايه الالهيه وتسقط علي الولي علامات خارقه لها علامات هي الكرامات التي تميزه عن سائر البشر

تعترف الجماهير اجمالاً بحدوث ظواهر خارقه علي ايادي هؤلا الاولياء
تدل علي ما يتمتعون به من امتياز عن سائر الناس ومن قوة فائقه نظراً لقربهم من الاله فالانبياء تقع علي يدهم المعجزات اما الاولياء فتظهر علي يدهم كرامات وخوارق هي المرتبه الثانيه بعد المعجزات والكرامات قد تكون اجابة دعوه (تحقيق امنيه او رجاء ) او اظهار للطعاماوان الفاقه او تفجير ماء زمن العطش او تخليصاً من عدو وكلها بالطبع تدل علي قوه هي النقيض تماماً من عجز الانسانالمقهور وقصوره كما تدل علي ارتفاع مكانة وحظوة الاولياء هي ايضاً علي النقيض تماماً من وضعة الانسان المقهور ومهانته

اما الشيطان فهو افصح مثالاً علي المعانه الذاتيه والتنصل من المسوليه المصيريه خصوصاً بمل يكتسبه هذا الرمز من تعزيز ديني يجعله بمناي عن الشك ولهذا فهو كرمز يصلح تماماً لاسقاط المساؤي الذاتيه واوجه القصور الشخصيه وتبرير انعدام تحمل المسؤليه والواقع ان الدارس النفسي لا يستطيع ان يتمالك نفسه من التشابه الكبير بين خصائص الشيطان كرمز للشر وبين خصائص اللاوعي الانساني وما يقبع فيه من رغبات ونزوات طبيعيه عدوانيه او جنسيه وهي لا اخلاقيه في الحالتين

ان الشيطان رمز الغوايه والتمرد علي الاوامر الالهيه وهو لذلك مغضوب عليه محكوم بالطرد من الجنه ولكنه لقاء هذا الطرد سيظل ابدياً وسيشكل مصدر اغراء وغوايه دائمين للانسان . وهو الي ذلك مصدر اغراء بالتمرد والثوره علي القيود الدنيه والخلقيه لكل من هذه الخصائص ما يقابلها في اللاوعي الانساني المكبوت (النزوات المرفوضه لتعارضها مع المعايير )

العلاقات العدائيه الحسد والسحر :

نلمسها هنا شكلا اخر من اشكال التاويل الخرافي لاحداث الحياه ونوابها ويعتمد علي تفجير العلاقات الاضطهاديه التي تتغذي من العدوانيه الكامنه عند الانسان المقهور تلك العدوانيه عندما تتراكم تصرف الي الخارج بسقاطها الي الغير الذي تتهمه بانه سبب المصيبه وعندما يحدد مصدر العله ووسيلتها يمكن السيطره علي الشر والاحتياط من الاذي الاتي من الخارج بوسائل دفاعيه ملائمه تبطل تاثيره وتكف فعاليته تلك هي علاقه الحسد والسلاح الذي تحارب به من تعاويذ وكتابات سحريه

يجسد المحسود في الحسد تفسيراً لظواهر فجائيه من نوع النكبات تلم تلم به او بذويه او ممتلكاته وتصيب بالضرر او تذهب بما يكون قد حظي به من خير او جاه او امتياز علي الاخرين وهو تفسير ينال الرضي عند المحسودين اذا يسمح لعداونيته ان تتفجر دون رادع متخذه طابع الدفاع عن النفس من شر الحاسد الذي حسد والتفسير بالحسد يرضي المحسود لانه يشعر بالامتياز عن الاخرين (اذا كان محسوداً فلا بد ان يكون ذا تفوق او فضل من جاه او ولد ) وبالتالي تشعره وهمياً يارتفاع مكانته بينما تسقط المهانه الذاتيه علي الحاسد

وقد يكون من الضروري الاشاره الي الدور الاساسي للعين في مجتمع القهر والحاجه فالانسان المحروم والمقهور والذي لا يستطيع التمرد علي حرمانه ولا التعبير عن حقده ورغبته , يدفع الي موقع الاكتفاء بالمشاركه الحاسده المشتهيه والمتمنيه من خلال النظر ويتحول التفرج الي عمليه نشطه الي امتلاك هوامي لما لا يمكنه امتلاكه او الي حرمان الاخر من حظه بالقضاء عليه العين الحاسده الحاقده التي تتمني ابادة ما يشعر بغبنها وحرمانها وتدميره لدرجه قد يتحول معها الواحد من هولا الي مجرد عيون تلاحظ وتراقب وةتتابع واذان تتقصي ولسان ينال بالنميمه والشتيمه وتلكم هي وضيعه الانسان الذي ؤقيده القهر وحال بينه وبين السعي لنيل قسط من الخيرات وبقية مظاهر الرخاء والرفاه

ثانيا السيطره علي المستقبل :

لا يفوق معناة الحاضر لا يفوق معناة الحاضر عند الانسان المقهور سوي القليل قلق المستقبل فبمقدار عجزه عن مجابهة حاضره يفلت منه مصيره . الاعتباط الذي يتحكم بواقعه لايسد افاق المستقبل فحسب يل انه يضرب حولها طوقاً من الغموض والابهام وهكذا يجعل امله مجرد تمن لا ثقه له بتحقيقه ولا قدره له علي تنفيذه ووضيعه من هذا النوع تفجر القلق المصيري بالطبع ويتضم هذا القلق حتي ليكاد يقترب من القلق المرضي . يعيش الانسان المقهور في حاله انعدام الطمانينه علي صحته ورزقه وذويه ومكانته . وضعيه من هذا النوع غير ممكنة الاحتمال علي المدي الطويل لما تحدثه من اختلال في التوازن الوجودي

لابد اذن من وسائل للسيطره علي المصير والاحتياط للمستقبل وهي وسائل خرافيه بالضروره طالما ان الضمانات مفقوده والتخطيط منعدم والتوقعات المبنيه علي الجهد العام فنتيجه لطول عهو العهر الذي رزح تحته وما يصاحبه من حرمان واحباط

القدريه :

ياخذ الغربيون علي الانسان العربي والشرقي عموماً قدريته واستسلامه للظروف دون ان يحاول التاثير فبها كما يلومنه علي تخاذله وسلبيته اللذان يعتبرونها عيباً خلقياً حضارياً ولم ينتبه هؤلا الي ان هذا الانسان لم يتراجع الي هذه المواقع القدريه الاستسلاميه الابعد عصور طويله من القهر الداخلي والخارجي وبعد استفحال الحرمان واتصال الماسي فالقدريه هنا هي محاوله الدفاع الاخيره التي توسلها هذا الانسان كي يتمكن من الاستمرار في الحياه عندما يستفحل القهر ويستشري الحرمان والجهل ويفلت المصير كلياً من السيطره الذاتيه كي يرتهن بقوه خارجيه يستجيب الانسان بالقدريه . القدريه هي قانون الاعتباط اعتباط الطبيعه التي تقسو او تعطي دون ان يدري الانسان متي توقف وكيف ولماذا واعتباط المتسلط الذي يحيط بوجود الانسان المقهور تبرر هذا الاعتباط تعطيه تفسيراً ما يدفع المرء الي قبوله كامر واقع كمظهر من مظاهر قانون الكون والاشياء .والقدريه كدفاع تبرز حين يصل عجز الانسان مداه وتنعدم قدرته علي توجيه الاحداث والتاثير في الظروف وهي تضمن محاوله ذاتيه للسيطره علي المصير من خلال القول ان هذه هي طبيعة الامور والقدريه قانون ينظم الاعتباط من خلال ربطه بحكمه خفيفه تريد للانسان ان يشقي وان يعاني هذه الحكمه تجاوز فهمه وتفوقه واستيعابه..
الحاج عبدالرازق الحاج الب
الحاج عبدالرازق الحاج الب
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى