ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

+4
د.الجنيد احمد سليمان
غريق كمبال
nashi
أزهرى الحاج البشير
8 مشترك

اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 22nd مارس 2009, 15:21

خالنا الرائع الراحل محمد سعد دياب شاعرا مرهفا رقيقا يطوع الحرف فى سلاسة وتناغم بديعيين، ورغبت أن أعطر صفحات منتداكم بإحدى فرائده.

و أنت لا تزال تحبها

أَكلَّما رأَيتَ مقلتينِ شعَّ منهما السَّنا المذابُ
واستراحَ فيهما الضُّحَى
أَكلَّما رأَيتَ مثلَ جيدِها النقىِّ
مثل شَعْرِها المسافرِ العبيرِ جدولاً من السَّماحِ
والخيالِ رفَّ هائماً مُجَنِّحا
نَزَفْتَ أَيْقَظَتْ جراحُكَ الجراحَ كلَّها
عَرَفْتَ أَن شوقَك القديمَ قد صَحَا
وأَنَّ عنفوانَه برغم رحلةِ الزمانِ ما استراح لحظةً
ولا انمحَى
***
أواهُ حينما يطلُّ من عيونِ من رأَيتَ ذلكَ الزمانْ
أَواه حينما تعود لحظة’’ هى ائتلافُ العمرِ روعةُ الثوانْ
يضىءُ كلُّ موعدٍ وكلُّ همسةٍ نديَّةِ الصِبَا
ويورقُ المكانْ
أَراكَ كلما رأيتَ طيفَها يلوحُ فى عيونِ من رأَيتْ
سَكَبْتَ دمعةً ودمعتينْ
فلم يَكُنْ هواكَ بَيْنَ بينْ
وأنما اللَّظَى ووقدةُ الحشاشةِ التى تَمَزَّقتْ صَبابةً
ولوعةُ الحنينْ
أراكَ أَحْرَقَ الجَّوَى الدنان والأسى
تماوجتْ ظلالُهُ أَناخَ وَشْمَهُ على الجَّبينْ
أَوَّاهُ حينما تستافُ فى عيونِ من رأَيتَ نفسَ عطرِها
تعودُ مثلَ خطفةِ البروقِ نُضْرةُ الوصالْ
تعودُ مترفاتُ تلكم الليالْ
يجىءُ صوتُها يَنِشُّ فى الدِّماءِ رعشةً طَرِيَّةً
فيُعْشِبُ المِدَارُ والصَّدَى
تعودُ خفقة’’ دفيئةُ الخُطَى
فَيُمْرِعُ الزَّمانُ ثانياً
وتحلمُ المدائنُ البعيدةُ الضِّفافِ تُولَدُ الحروفُ
يُشرفُ المَدَى
هذا الذى احتواكَ صَبْوَةً
وأشعلَ الضَّياعَ فى طريقكِ الطويلِ لم يَعُدْ
هشيمَ ذكرياتْ
فلا المرافىءُ البِعادُ مستطيعة’’ بمحوِهِ
ولا بنثرهِ شَتَاتْ
***
هى المَهَا التى رأيتْ
شبيهةُ المَهَا تَرِقُّ مثلَ طائرِ الهَزَارِ
أَوْقَدَتْ لكَ الشُّجونَ كلَّهَا وأَوقدَتْكَ ذَاتْ
أَخافُ لو مشتْ بهِ نجيمة’’
أَخافُ من رِياحِ الليلِ والرُّوَاةْ

ولى عودة

محبكم

أزهرى
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف nashi 30th مارس 2010, 03:09

عليك رحمة الله جدي الشاعر محمد سعد دياب

وتشكر عمو ابوالزهور علي ايراد رائعته واتمني ايراد المزيد من قصائده فشاعرنا المجيد عاش مظلوما من إعلامنا ومات مظلوما له الرحمه والمغفرة فهل انصفته؟!
nashi
nashi
مشرف المنتدى الرياضى
مشرف المنتدى الرياضى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 30th مارس 2010, 11:21

شكرا بنيتي وأنت تزيلين الغيار عن رائعة أبو معتز
تجدين أيضا بعضا من روائعة على هذا المنتدى وأوعدك بالمزيد
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف غريق كمبال 30th مارس 2010, 11:26

شكرا ابو الزهور (متقول كده انتو وارسين فن عدييييل )
غريق كمبال
غريق كمبال
مشرف المنتدى الاقتصادى
مشرف المنتدى الاقتصادى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف د.الجنيد احمد سليمان 30th مارس 2010, 12:50

(أَكلَّما رأَيتَ مقلتينِ شعَّ منهما السَّنا المذابُ
واستراحَ فيهما الضُّحَى
أَكلَّما رأَيتَ مثلَ جيدِها النقىِّ
مثل شَعْرِها المسافرِ العبيرِ جدولاً من السَّماحِ
والخيالِ رفَّ هائماً مُجَنِّحا
نَزَفْتَ أَيْقَظَتْ جراحُكَ الجراحَ كلَّها
عَرَفْتَ أَن شوقَك القديمَ قد صَحَا
وأَنَّ عنفوانَه برغم رحلةِ الزمانِ ما استراح لحظةً
ولا انمحَى)

الله الله
ما هذا الجمال
والله انى لاشهد ان هذا الشاعر مات وروحه تعشق الصبا والجمال..يزمجر فى حناياه رعد الحب والشوق واللوعة...حبا (زمكانى)يصحى فيه كلما لمح شيئا جميلا...خالكم هذا كان (من شعره)انيقا...شفيفا ..حساسا..جميل المظهر..يحب الهدوء .والطبيعة.والاطفال.. ولا اظنى اخطى اذا قلت ان شريكة حياته كانت من حوارى زمانها
ارجوكم ابو الزهور:حدثونى عنه وقيموا رؤيتى اعلاه فيه
لكم الود

د.الجنيد احمد سليمان
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 30th مارس 2010, 18:24

هذا الهامة ..... لأنه كان معلماً ومتجول كحال المعلمين في السودان ,,, لم يأخذ حقه مثلما الآخرين
--------------------------------------------------------------------------------
(انت الذي سكن الجوارح )
سيان عندى أن تبوح صبابة.. او لا تبوح..
هي رنة المأساة تسحق أحرفي نبضاً.. وروح..
قد اجدب العمر الوريق وما بقين سوى جروح
يبس القصيد نجيمة تهفو .. ونسرينا يفوح
كم كنت شوقاً وارفاً.. وحشاشة لا تستريح
الوجد شفك مقلة.. في كل شريان يصيح
كانت مواعيد الخزامى عمرنا.. القا صدوح
أنت الذي سكن الجوارح.. طيف أنسام صبيح
جحدت عيونك قصة.. حملت رؤاها ألف ريح
دعني أسائل مقلتيك.. هو الأسى ابداً يلوح
قل ..اين مرفأنا القديم.. ضفافه غيم طموح
لا الصوت صوتك.. لا العشيات الوِضَاءُ بها تلوح
كلا ولا عبق على كف القرنفل عاد براق الصبوح
كل الشواطىء أظلمت قمراً يسافر أو يروح
جف السؤال.. ومات في الشريان تغريد جموح
شربت جراحي علقماً ينهال نزاف القروح
ما عاد إلا الشجو يحصدنى.. وقيثار ينوح


شكراً أزهري

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف nashi 31st مارس 2010, 01:22

له قصيدة جميلة بعنوان "هاتف" ضاعت مني ارجو من من يحفظها منكم اويحتفظ بها انزالها وهي قصيدة جميلة عفو الخاطر
لكم جزيل شكري
nashi
nashi
مشرف المنتدى الرياضى
مشرف المنتدى الرياضى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 31st مارس 2010, 12:26

شكرا يا أحباب شكرا يا فاتح ولك د. إحسان لنغر ذلك الجرح ... أما أنت يا جتيد فلقد قلت بالفعل الحقيقة لقد رحل الخال الشفيف مشهوقا بالجمال .. آخر عهدي عندما لبى دعوتنا لحفل تأبين الراحل مصطفى سيد أحمد بالرياض .. خف إلينا من ينبع ليشاركنا الوفاء ... له ديوانان .. حبيبتي والمساء .. وعيناك والجرح القديم ..غنى له النور الجيلاتي .. مادلينا .. الأم سليلة أمهرا والوالد من قلب أثينا.. ألم تقل أنه مسكون بالجمال؟ نعم سيدي
كان أنيق الحرف مترف العبارة.. ومعلما للغة الإنجليزية ويختم درسه بقصيدة .. ولك مني وعد بسيل من شعره الذي ينضح بالشياب ويضج بالألق.
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty محمد سعد دياب – شاعر حزين غارق في وحل الصعيد

مُساهمة من طرف اشرف بشرى إدريس 31st مارس 2010, 13:07

لك تحياتي الخال أزهري .... المقال أدناه لربما أضاف بعض الإضاءات لسيرة الراحل محمد سعد دياب



محمد سعد دياب – شاعر حزين غارق في وحل الصعيد



محمد سعد دياب - بقلم /أحمد حماد إدريس منقول -sudaneseonline -

ما برحت اتمشى فى وادى عبقر واتغشى بحور الادب وجزائره وانشد مبدعى مدينة سنجة بلد الانسان الاول فى السودان – انسان سنجة- من ديار محجوب برير صاحب خربشات على درب الزملن ..الى فرقان الدكتور الزين عباس عمارة شاعر "ادينى كلمة" لعثمان حسين وغيرها من الدرر النطاسى البارع فى علم النفس واسرارها..قد رانى الصبح فى مرافىء ابراهيم دقش ..وقد ادركنى المساء فى ساحات الاغبش عبد الله بن رجب..ولم انس المرور كالدعاش والعفرت لاريث ولا عجل على مضارب عمنا حسن نجيلة صاحب الاسفار والذكريات داخل وخارج السودان..وها نحن اخيرا وفى الختام نحط الرحال فى وديان الشاعر المرهف محمد سعد دياب....
كان الصعيد ونتمنى ان يظل حنينا مضيافا يعمه الخير والخصب والغمام الموحى للشعراء بالكثير والمثيرالدندر صعيد كعب البزمو ..لالوبا كثير نبقا تخمو ..كاعكولا كبير ينسى الجاهل امو..فقد انسى الصعيد محمد سعد ام درمانه وصباباته وذكرياته السابقات وبدا وكانه ولد من جديد فاحب الناس واحبوه واصبح واحدا من اهل سنجة ونثر بينهم احلى الدرر من الشعر والنثر فطاب له المقام واقام ما شاء الله ان يقيم..
عند وصوله لاول محطة فى اغترابه الاخير اتصلت به جزعا مستفسرا كيف هان عليه الرحيل وانا اعرف حب الرجل لثرى وطنه وكان يسمى المغتربين الهاربين-فاجابنى شعرا ..ترك لنا اللص ملحوظة فوق الحصير..جاء فيها لعن الله الامير لم يدع لنا شىء نسرقه الا الشخير..ولم ازد وتاكد لى ان الكارثة قادمة لا محالة..
ولد محمد سعد دياب بمدينة امدرمان عام 1945م ويوم كان للمعلمين معهدا التحق به محمد وتخرج منه متخصصا فى اللغة الانجليزية وكان مجيدا لها تحدثا وكتابة وقراءة وملما بادابها..كان محمد اصغر مبتعث سودانى الى جامعة ليدز للدراسة وتحصل على دبلوم تدريس اللغة الانجليزية لما وراء البحار ومكنته دراسته فى انجلترا من تعميق رؤيته للادب الانجليزى واستيعابه..عمل محمد سعد مدرسا للغة الانجليزية فى كل من حنتوب ونيالا والجنينة واخيرا استقر المقام به فى مدينة سنجة ..
كان محمد سعد الرجل الموهبة الشاملة فقدم العديد من البرنامج الادبية والثقافية من الاذاعة والتلفزيون ونشر العديد من القصائد والمقالات بالمجلات السودانية والسعودية والخليجية فى منفاه الاختيارى ..اول ديوان نشر له عام 1971م باسم حبيبتى والمساء ..اما ديوانه الثانى فهو عيناك والجرح القديم والذى صدر عام 1986م..شغله المرض عن طباعة ديوانه الاخير وهو بعنوان –ونكتب فى زمن الحزن..
فى مسابقة جريدة الشرق الاوسط التى نظمتها بالتعاون مع منظمة الغذاء العالمى والتى تنادى لها الشعراء من ربوع السودان ومن كل الربوع العربية من الخليج والى المحيط كانت القصيدة الفائزة بلا منافس هى قصيدة شاعرنا محمد سعد دياب –الجوع فى العالم..
مات محمد سعد دياب اخيرا ..مات بعد ان غرق فى سباته العميق سنينا طويلة لم يره خلالها احد ولم يقف احد على المرض الذى اقعده عن الحياة كما عن الشعر..لذلك فقد حسبناه قد مات منذ زمن وانفضضننا عنه الى مشاغلنا وهمومنا الشخصية متناسين ذلك الرجل الذى كان يقطر الشعر من روحه كما يقطر الشهد من تلقائه فى البرارى القصية..لقد ظلم محمد سعد مرات ثلاث مرة فى حياته ومرة فى موته ومرة فى شعره..ففى حياته كان الشخص الكريم والخفر الذى يبادل الغدر بالوفاء والجفاء بالمودة واللؤم بالاحسان وفى موته كان الرجل الذى آثر أن يغيب والجمهورية فى بداية حرب ضروس وفى كل الاتجاهات لايعبا معها الناس بالموت العادى ولايجدون انفسهم معنيين بالسير وراء الجنازات..وفى شعره تجاهل الكثيرون تلك التجربة الرائدة التى لم تقع فى التبشير السياسى والخطابة الحماسية رغم سطوة الايديلوجيا بل راحت تبحث وراء البساتين والوديان والجبال عن مساحات مناسبة للتبحر فى جمال العالم وروعة كائناته..
لا اعرف لماذا عزفنا نحن الجيل الذى تلاه عن الاهتمام بذلك الشاعر اللماح والمكتظ بالشغف والشديد الرهافة فى اصغائه الى الطبيعة والانوثة ..اكثر ما يلفت فى شعر محمد سعد دياب الخشن نعومة ملمسه ..كان شعره فى طباق حقيقى مع اسمه شعر السعد واليمن والتفاؤل ..فيه ذلك الانسياب الهادى الذى يجعله مائى الحضورذلك الالتفاف المشبوب الى الانوثة والحياة الذى يتبدى فى قصائد (مادلينا) و(الشايل التلفون) –ونكتب فى زمن الحزن فيه التجانس اللافت بين الشكل والمعنى بين الروحى والجسدى بين الايقاع وخلجات النفس وهو يتصادى مع التنغيم الجمالى الراقص لشعر صاحب الغابة –غابة الابنوس- ومع منمنمات نزار قبانى واحتفائه بالمراة والحب مع فارق نزوع شعر محمد سعد دياب للبراءة والتى يبدو ان منشاها دينى على الارجح..
ينحدر شعر محمد سعد من مصادر ريفية الهوى والمنشا علما بان طفولته الاولى ام درمانية وظلت روائح التراب الاول عالقة فى اهدابه ومسامات روحه ..هكذا بدات الريفية فى شعره غير متصلة بالمكان فحسب بل بالزمان ايضا حيث تحولت الى بؤرة دائمة من الاشعاع المنبعث من جهة الماضى ..وهكذا يتكرر بحث الشاعر عن عوالم السعادة التى غربت وعن الدفء الاصلى الذى يجد فى الطفولة حاضنه الوحيد..هذا الحنين الى الماضى عنده ليس استقالة نهائية من العالم بل رغبة فى ايقاظه من جديد..
وكما هو شاعر الطبيعة فهو شاعر الغزل ايضا غير انه يرى الى المراة بوصفها حالة من احوال الطبيعة وبقى محمد سعد دياب فى منطقة وسطى بين جسدية نزار قبانى واثيرية شعراء الحقيبة حيث تظل المراة حضورا مترنحا بين الضوء والظل او بين الحضور والغياب..
على اهمية ما كتبه محمد سعد دياب من شعر الا ان مجموعتهعيناك والحزن القديم- تظل ذروة مسيرته وخلاصتها المصفاة..فهنا يتجه الشعر من البساطة الى التكثيف ومن الحوار مع الطبيعة الى الاتحاد بها ..مازجا بين الفكرى والوجدانى وبين الغناء ولغة الداخل فى ما يمكن تسميته بغنائية التصوف..الشاعر لايصل للتوحيد عبر مفهومه المذهبى الصرف عبر سبر عناصر الكون والاندماج فيه من خلال استقراء عميق لحقيقة الوجود التى لا تكف عن العودة الى بدايتها كلما شاخت مستفيدا الى ابعد الحدود من اشراقات ابن عربى وتجليات جلال الدين الرومى والعطار وسلطان العاشقين الصوفى العابد ابن الفارض وصولا الى العوالم الخصبة لنوفاليس الذى يرى بان كل شعور مطلق هو شعور دينى..
لابد من الاشارة اخيرا الى تجربة محمد سعد تقع فى قلب الحداثة وفنها لا عند اطرافها وهوامشها..لكنه لم يفهم الحداثة ركضا وراء الاشكال والتراكيب المفتعلة ولا غرقا متعمدا فى ضباب التهويمات بل محاولة جديدة لاكتناه لغز الوجود والوقوف على اسراره وخفاياه من خلال لغة مخاتلة تفصح عن نفسها حينا وتختفى حينا اخر وراء ستار شفاف من الرموز والاشارات ..
عندما بدا الصومال فى انشاء جامعة له ...وقع اختيار عبد الرشيد شارماركى رئيس وزراء الصومال على درتين من درر السودان المدرسين يومئذ بحنتوب الثانوية وكانا محمد سعد دياب وتاج السر محجوب ورفض محمد سعد الاغتراب ووقع الاختيار على تاج السر الذى انشا جامعة مقديشو ..وعبد الرشيد يعتبر ازهرى الصومال وقد سحقته دبابات الجنرال محمد زياد برى اخر ستينيات القرن الماضى..
كان محمد سعد دياب يعتقد ان الشاعر الحقيقى بالنسبة اليه هو بمثابة –ادم الجديد-الذى لن يرتاح حتى يعرف ما التفاحة ..كان محمد سعد صوفيا زاهدا وكانت امنيته ان يجاور وقضى ايامه الاخيرة فى المدينة المنورة ومات ودفن فيها ..رحم الله محمد سعد دياب فقد مات فردانيا ومتفردا وكان يرد دائما من منا لايكون وحدانيا عند الحب وعند الموت.....
اشرف بشرى إدريس
اشرف بشرى إدريس
مبدع مميز
مبدع مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف د.الجنيد احمد سليمان 31st مارس 2010, 14:10

شكرا اشرف
كفيت ووفيت وارويت ظمئى

د.الجنيد احمد سليمان
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف اسماعيل محمد هجانة 7th أبريل 2010, 13:13

محمد سعد دياب شاعر لم تلهه الدنيا بمباهجها واحزانها عن هم القصيدة ! فهو قصيدة تتنفس وقصيدته انسان انفعالي ! والمتتبع لتجربته الشعرية سيجدها في نمو متوازن ! لم تتعكز على الاعلام لكي يسطع من خلاله ولم يستثمر صداقاته مع النقاد والاكاديميين لكي يكون نجم لاينافسه نجم في عمره ! يكتب الشعر بعبارات أليفة وصور مشحونة دون ان تهبط بكل ذلك ولن يكون قولي من باب الاعجاب مع انني احب شعره ولكن علمتني الحياة ان الصدق هو الوسيلة الحقيقية الى قلب الحقيقة ! ومن يحول ان يتهيأ لتحليل الشعر مثلي عليه ان ينسى حبه ان احبت يكبت كراهيته ان كرهت وهكذا سادخل على عالم محمد سعد الشعري من خلال نص احلله ونص اجعله مرجعية فلا تكتمل بهجتي المطلقة ودهشتي المسجيى في نعيم محمد دياب وستوثق بعشق لما كتب وما لم يكتبه بعد وظل حبيس نفسه وحزمه ولم يتحفنا به ويا لخسارتنا ونحن لم نزل نتعشم خرخافة واسطورة النص الاستثنائي الذي سيجئ مع الايام يحمل توقيعه

شكرا جزيلا لك يا ازهري وانت تتحفنا بهذا النص ارائع المشحون حد التعب بالمعاني المفردات الجزلة

اسماعيل محمد هجانة
عضو نشط
عضو نشط


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 8th أبريل 2010, 12:38

المرهف الأستاذ الشاعر ( حيّ الشعور ) إسماعيل

سعادتي بك كبيرة منذ أن لمحت إسمك في أروقة المنتدي ..وكان حري بي أن أرحب بك منذ تلك اللحظة
ولكني كنت في زحمة أحداث متلاحقة شغلتني فمعذرة ..شكرا على المداخلة وارجو أن ترسل لي لو أمكن تلفون الأخ علي
علي محمد هجانة

لك صادق الود
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty رد: رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب

مُساهمة من طرف الحاج عبدالرازق الحاج الب 8th أبريل 2010, 21:39

شكرا" عمي لهذه النافذة البهية .. هناك جزء كبير مفقود من حياة الشاعر محمد سعد دياب لم يسجل ولم يدون وفعلا" كما قال الفاتح لم يأخذ حقه مثلما الآخرين ...
هذه واحدة من روائعه ..


وأسألُ عنكِ
لا هدأتْ جراحُ العُمْرِ
لا فى رحلةِ السنواتِ ماتتْ
جذوةُ الشَّوقِ العنيدْ
وأسألُ عنكِ
عن كلِّ اللحيظات العُجَالَى
كم سقيناها جوارحَنا
سرقناها من الزَّمَنِ العَصِىِّ .. ونحن عشناها..
كأَشْهَى ما نُريدْ
أكادُ أَراكِ فى نبضِ الحروفِ
وفى تَنَهُّدِ كلِّ داليةٍ
وفى وَهَجِ الثَّوانى المبحراتِ
من الوريدِ الى الوريدْ
يُخاليُلنى رؤاكِ
وحينَ يجىءُ طيفُكِ عبرَ ذاكرتى
أَرى الأشياء حينَ يفيضُ ريَّاها
عصافيراً ملوَّنةً .. وجدولَ ماءْ
أكادُ أراكِ فى كلِّ الدِّنانِ
أُصافحُ صوتَكِ الآتى
كأنْ لا عاشق’’ إلاىَ ذابَ حُشاشةً
كأَنْ ما امتدَّ فى الأرجاءِ غيرُ حًنانى
أيا حلماً نَقِيَّاً
أنبتَ النجماتِ فى مَسْرَى شرايينى
وضوَّأَ بالبريقِ زمانى
وأَسالُ عنكِ
تسأَلنى المواعيدُ الحَيارَى
وَبَوْحُ الغُشْبِ والليلُ الجريحُ
وأَهجِسُ بالأَماسى .. كنَّ عمراَ
وفى كَفَىَّ وَعْدُكِ يستريحُ
وأَسالُ عنكِ
وكالغيمِ المولَّهِ صبوةً
أُسافرُ والمرائى فى عَيانى
الى حيثُ الزمانُ بنا لقاءْ
ولما تلتقى الأنفاسُ بالأَنفاسْ
ونَفْنَى طائرَىْ وَجْدٍ
نحسُّ بأَنَ أَحداقَ النجومِ هناكَ
فاضَ بها الرُّوَاءْ
وكيف .. وكلُّنا بحرُ انتشاءْ
وماذا قد تَبَقَّى فى المآقى
سوى الأَحزانِ تورقُ
والعشيَّاتِ العطاشَى ما لهنَّ من ارتواءْ
فَلَيْتَكِ تدركينَ الشَّوقَ فى كَبِدِى
وَلَيْتَكِ تعرفينَ مدى احتراقاتى
فمأساتى...
بانّكِ أَنتِ كنتِ العُمْرَ
أَنْ أَنساهُ ..فوقَ المستحيلِ
فَوَيْحَ مأساتى ...
الحاج عبدالرازق الحاج الب
الحاج عبدالرازق الحاج الب
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رائعة من روائع الراحل محمد سعد دياب Empty قراءة’’ متأَنية’’ فى دفترِ الشَّجَن...... الأستاذ / محمد سعد ديــاب

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 23rd يوليو 2013, 23:49

 
هذا الذى يجتاحُ أَعراسَ العيونِ
ويستقرُّ على الحَدَقْ
هذا الذى صبَّ النجيعَ المُرَّ فى كلِّ العروقِ
وشلَّ ناصيةَ اللسانِ كأنما ما انداحَ يوماً بالصَّهيلِ العذبِ
أَو يوماَ بلألاءِ الأَغاريدِ الشواردِ قد نطقْ
ماذا أُسمِّى .. والمَدَى..
جزر’’ من الأَحزانِ..سَيَّجت النُّبوءاتِ التى رفَّت كلمحِ الومضِ حيناَ..
ما بقينَ .. ولا ارتوينَ من الرَّحيقِ غداةَ أظلمتِ الطُّرُقْ
الأُمنياتُ على شفاهِ الطلِّ يبكى الياسمينُ ببابها..
ذُبِحَتْ بكارةُ عشبِها.. وانزاحَ عن وجهِ الضُّحى الطَلْعُ المُرَجَّى..
أقفرَ المَنْحًى .. فلا إيماءة’’ بكر’’ تشِعُّ.. ولا شراع’’ ينطلقْ
تتقاطرُ الأوصابُ فى ليلِ الرَّزايا
والحشاشاتُ النوازفُ آهةً ..زفراتُها مَوَّارة’’ .. لاحبلُها انقطعت خواصِرُه
ولا نهرُ السَّديم أَصابه بعضُ الرَّهقْ
أشتاقُ أنْ أُحاصرَ م تَسِفُّ الريحُ
أحتلبُ الأمانى الزَّهراتِ ..فلا أَرى إلاَّ السَّرابَ بها اندفقْ
باتت عروشُ الشمس ِ نعشاً
والسهوبُ الشاسعاتُ.. على المدارِ تسيلُ آمالاً منكَّسةً.. وأفئدةً تَغصُّ نياطُها
كُرَبَاً .. وتنكأُ فى السَّرائرِ دمعةً حَرَّاءَ..تغتالُ الصَّفاءاتِ العَبَقْ
عبثاً أُنقِّبُ فى خباءِ الذاكراتِ
لعلنى ألْقَى النَّوازلَ أوقدتْ خيطاً يُدِرُّ النَّفحَ ..أُبصرُ شمعةً حُبْلَى
تًرِفُّ على فمِ الشُّرفاتِ برقاً قد ترقرقَ زاكياً..عذبَ النَّسَقْ
يا حينَ تطرقُنى الطُّيوفُ
يدورُ عمرى كله.. أَتجرعُ الأَشلاءَ .. تسحقنى المحارقُ..
عاثَ فى عظمى اللظى والتفَّ .. ما خَلَّى على مجرى السنينِ هناك جنباً
قد نأَت عنه الحُرَقْ
غدتِ الوجوهُ.. وَكُنَّ حسناً قد توضأَ بالصَّباحاتِ البتولِ..متاهَ أشلاءٍ
هوت حَيْرَى غلالاتُ الحريرِ الى مِزَقْ
هو خنجر’’ قد غاص فى عصب ِ الوتينِ..يصبُّ قسوةَ مايشظِّيه الجحيمُ
يجوسُ..يطفىءُ لحظةً قد خُصِّبت فرحاً..
وباكرها من الرَّيْحانِ غصن’’ قد تأوَّد بالغناءِ العذبِ
طار يرشُّ بالزَّهرِ الموشَّى بالهناءاتِ الأُفقْ
سَرَتِ النَّواظر فى فجاجِ التيهِ..يشتعلُ السؤالُ
متى يحطُّ الجمرُ رحلاً راعفاً.. ياتى لخاتمةِ المطافاتِ انكسارُ القلبِ
يهجعُ ساحل’’ ما انفكّ فى قيعانهِ المدُّ المدفّى يصطفقْ
هذا النسيجُ المستجيشُ الصَّهْْدً يكتبُ سيرةَ الخسرانِ
يحفرُ فى الخوافقِ وحشةَ المنفى..
ويُسْكِتُ خاطراً تزكو الشَّواهدُ عنده
وتصوغُ إحساساً ربيعىَّ الحواشى ..كم خَفَقْ
أغفو لأرسمَ فى الغدائرِ هالةَ القمرِ المُفَضًّضِ
أمنحُ الأكوابَ دندنةَ الذُوًاباتِ الرَّواحلِ والأزاهيرِ النّشاوًى
أُلبسُ الأرجاءَ ألف غلالةٍ تنسابُ إيحاءً يَرِقْ
تنشقُّ فى قلبى الجدوالُ حسرةً..
الليلُ كان ظِلالةً أعطتْ حقولَ المسكِ
والتفاح رونَقَها المموسق بالصِّبا..
كأن الزَّمانُ هو الزَّمانُ أَراه فى كفِّى يزوالُ طيفَه.
ويغيبُ..ينطفىءُ الرَّمَقْ
يا ها هناكَ المزنُ عرَّشَ فوقنا
تتعانق الأشواقُ فى أهدابنا .. ويرنُّ فوح’’ جال َ نعناعاً يَحِنُّ
ومهرجاناً للشروقِ فيولدُ المعنى .. يجيشُ الحرفُ
يرحلُ عن أماسينا الغَسَقْ
ولّى الأوانُ المانحُ الصّحوَ الجميلَ عُجالةً
سَلَتِ الطُّيوب الفِيحُ أيكتَها
وأمحلتِ البيادرُ..قد جَفَتْها رشةُ المطر المُعَنَّبِ..
وائتلاقاتُ العاصفيرِ العذارى رنَّقت فوق السَّنابلِ بهجةً..
وَخَبا حوارُ الرملِ.. وانطفأ الأَلقْ
إستُشْهِد الدُّرُّ الذى وَشَمَ استدارته على ورقِ البنفسجِ
كان توَّاقاً لهمسِ المستحيلِ.. تُحلِّقُ الرُّؤيا على كَتفيهِ...
ينزفُ نبضُه طرباً.. يسامرُ فى الدُّجَى وتراً صَدَقْ
كل المصابيح انكفأنَ.. فلا الدَّياجى أَزهقَ النُّوَّارُ حِلكَتَها
ولا لمح’’ يُناغِى .. ينثنى نَدَّاً .. وعِقْدَاً من شَفَقْ
لاى شىءَ من سَرْوِ الحروفِ الوارفاتِ يلوبُ فى هامِ القصيدِ
ولا الأَراجيحُ الدوافقُ فتنةً حًوْراءَ أًضحت من أَياديها الزنايقُ تًنْبًثِقْ
هلَّا رويدكَ...
ما استفاقَ الدَّهرُ من سَفَرٍ خرافيَّ المَدَى
لا يَسْتَبِينُ سوى الغياهبِ أَمطرتْ مِحَناً تَكُرُّ مع الرَّواحِ
تدقُّ ميسمها .. وما فَتئت يدُ السندانِ .. طاحنةً ..تَدُقْ

*******************************

من ديوان الشاعر/ محمد سعد دياب
 عيناك والجرح القديم

صدر عام 1986م
 كلماته ذات طابع خاص
 فقد زين الأحزان برغم سوادها بشجو الكلمة وهمسها الرنان
عليه الرحمة والمغفرة

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى