بنفسجةالغياب للدكتور حسن طلب

" بنفسجة الغياب "

مهداة الى الشاعر الراحل : فوزى العنتيل و قد وصلنى خطابه الاخير فى اللحظة ذاتها التى قرات فيها خبر نعيه

أبكيك ؟؟
ام أبكي الوطن ؟؟
أبكيك ؟؟
ام أدع البكاء للنيل
حتى يسترد فضيلة الحزن القديم
و يتزن؟

أبكيك ام أبكي الوطن؟؟
أبكيك .. ام أشكوك ؟؟
ام أهجوك ام أرجوك ؟؟
قد آليت لا أرثيك
الا ان تقرّ
بأن سترثيني غداً
فدع القصائد تتّشي بالدمع
دع شعري و شعرك يبكيان دمآ
و دع شعري و شعرك يذهبان سدىً
و ضع كل - العروض - معآ
و قل
لله درك يا بنفسجة الشجن

وصل الخطاب
و وصلت انت
فيالوقت فر من وقت
و يالكما ذهابآ في اياب
قل لي بربك
كيف كنت
و قد أتى الآتى إليك - عليك ؟؟؟
كيف نضا الإهاب ؟؟
عن حرّ وجهك
دون ان ترمى بسهم الشعر طلعته؟
لماذا لم تدع لي فرصة
حتى أردَّ عليك كيد الشعر
أو أدع الدواة ترى خيالك فى الكتاب؟

أو لم يكن ما بيننا يكفي
لكى يتقهقر الآتي الغريب
و ينتحي ؟
أو لم يكن هذا الرسول ليستحي ؟
أو لم يكن هذا الغياب؟

إنَّ القصيدة حرضتني ضد موتك
القصيدة أوغرت صدري عليك
فلم أجرب فيك ماء الحزن
لا و أبيك لم أبك
القصيد خاصمتني فيك
ويحك
لا تظن بى الظنون
فما بكيتك..إنما
وتر الرباب
هو ما يئن الآن
تحت مناسبات الدمع
او يتلو عليك بقية الرد
الذى لم تنتظره
و يقتضيك صدى الجواب
و لا جواب

إنَّ القصيدة راودتني منك عنك
..فما بكيتك
بل ضحكت .. ضحكت
حتى كبلتني الروح
ثم شربت حتى أطلقتني
لا تظن بى الظنون
فليس ما في الكأس خمرآ
إنه شعر مذابْ
فاشربْ
إلى أنْ يستتبَ لكَ الزَّمانُ
و يستضيئَ بك الترابْ

و قل : التحية للصَّدى النائي
الوداع لصورة المرئي فى الرائي
و قل
لا درّ درّك يا بنفسجة الغياب
لا درّ درّك يا بنفسجة الغياب

شكرا لك أستاذ فضل لتعريفك لنا بشاعر بطول هذه القامة.

متعك الله بالصحة والعافيا يا ابو الفضل
قصيدة تسيل حزنا باكيا يقطع نياط القلوب قالو ان اصدق انواع الشعر هو الرثاء
حرينا بنا ان نعزك فيه
فكم الصبر وله الرحمة والمغفرة