تعليق بث خدمة بي بي سي العربية في شمال السودان

أعلنت وزارة الإعلام السودانية أنه سيجري منذ الاثنين تعليق العمل بالترخيص الممنوح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لبث خدمتها باللغة العربية على ترددات محلية شمالي السودان، وذلك "بسبب مخالفات ارتكبتها المؤسسة كتهريب معدات بث إلى داخل السودان".
وقالت الحكومة إن بي بي سي حاولت إدخال معدات بث عن طريق حقيبة دبلوماسية، والعمل في جنوب السودان دون إذن مسبق من قبل السلطات المركزية، وقيام الذراع الخيري لـ بي بي سي بالعمل في البلاد دون ترخيص سليم.
مدن رئيسية
وجاء في البيان الذي أصدرته الوزارة المذكورة بهذا الشأن ونقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) الأحد: "إن الحكومة السودانية توقف عمل خدمة بي بي سي إف إم في كل من الخرطوم وبورتسودان ومداني والأبيَّض".
وسيعني القرار الجديد عمليا الإيقاف الفعلي لبث خدمة بي بي سي العربية في المناطق الأربع المذكورة، وهي المدن الرئيسية في شمال السودان.
وأضاف البيان قائلا إن القرار الحكومي يقضي أيضا بتعليق الاتفاقية الموقعة بين الهيئة السودانية للاذاعة وبين بي بي سي، وذلك ابتداءً منذ التاسع من شهر أغسطس/آب الجاري.
ويقضى الاتفاق المذكور بتقديم إخطار مسبق في حال قرار إيقاف خدمة هيئة الإذاعة البريطانية على موجات إف أم.
تفادي أزمة
وأكد وزير الاعلام السوداني كمال عبيد في اتصال مع "بي بي سي" أنه "ليس لدى الحكومة السودانية أي ملاحظات على مضمون الاداء الاعلامي" لـ"بي بي سي"، وإنما على ما اعتبره "خرقاً لاتفاقية انتظرنا اكثر من سنتين لاصلاحه"، وقال ان نقل سفيرة بريطانيا معدات بث فضائي لمصلحة هيئة الاذاعة البريطانية في حقيبتها "أمر لا يمكن تبريره"، وإن أقر بأن "لا اتفاقية خطية موقعة بين بريطانيا والسودان في هذا الإطار.
وطالب عبيد "بي بي سي" بإصلاح هذا الخطأ سريعاً"، مشدداً على أنه "كاد يتسبب في أزمة دبلوماسية مع بريطانيا".
تاريخ طويل
ويعتمد الكثير من السودانيين، وخاصة لاجئي دارفور المقيمين في مخيمات غربي البلاد التي تمزقها الحروب، على خدمة بي بي سي باللغة العربية ذات التاريخ الطويل في السودان.
وكثيرا ما شنَّ السودان حملات على وسائل الإعلام المحلية، لكنه لا يفرض بشكل عام رقابة على وسائل الإعلام الاجنبية.
ويشكو الصحفيون الزائرون في السودان من صعوبة الحصول على تأشيرات سودانية وتراخيص سفر تتيح لهم الذهاب إلى مناطق الصراع في البلاد.
ويخضع الأجانب المقيمون في السودان لقيود سفر صارمة، إذ يتعيَّن عليهم الحصول على إذن مسبق لزيارة مناطق كثيرة بالسودان.
محادثات من جهتها، كانت بي بي سي قد أعلنت في وقت سابق أنها تجري محادثات مع الحكومة السودانية بهدف تأمين استمرار البث في البلاد.
فقد جاء في بيان سابق أرسلته المؤسسة إلى وكالة رويترز للأنباء: "سوف نُصاب بخيبة أمل كبيرة للغاية في حال لم يعد بإمكان الناس في شمال السودان بالحصول على الأنباء غير المتحيِّزة وقضايا شؤون الساعة التي تقدمها الخدمة العربية عبر موجة إف إم (FM) الإذاعية".
وقال البيان إنه، وعلى الرغم من تعليق الحكومة السودانية لخدمتها عبر موجات إف إم الإذاعية، إلاَّ أن خدمات المحطة ستكون متاحة على الموجة القصيرة وعبر الأقمار الصناعية، أو من خلال موقع بي بي سي على شبكة الإنترنت.
يُذكر أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير كان قد حذَّر في وقت سابق المنظمات الأجنبية، بما فيها وكالات وهيئات الإغاثة، أنها قد تتعرض للطرد في حال إخفاقها في احترام سلطة الحكومة السودانية.

نقلا عن موقع بي بي سي العربية
تعليق بث خدمة بي بي سي العربية في شمال السودان BBC_Arabic