ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إستراتيجية إسرائيل تجاه السودان

اذهب الى الأسفل

 إستراتيجية إسرائيل تجاه السودان Empty إستراتيجية إسرائيل تجاه السودان

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 8th سبتمبر 2010, 09:48


إستراتيجية إسرائيل تجاه السودان

استهل آفي ديختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الحديث عن البعض في اسرائيل ممكن يتساءل: لماذا نهتم بالسودان ونعطيه هذا القدر من
الأهمية؟ ولماذا التدخل في شؤونه الداخلية في الجنوب سابقاً وفي الغرب دارفور حالياً طالما أن السودان لا يجاورنا جغرافياً وطالما أن مشاركته في اسرائيل معدومة أو هامشية وارتباطه بقضية فلسطين حتى الثمانينات ارتباطاً واهياً هشا) وحتى لا نطيل في الإجابة يتعين أن نسجل عدة نقاط محورية تكفي لتقديم إجابات على التساؤلات التي تُطرح من قبل ساسة واعلاميين سواء في وسائل الإعلام أو وأحياناً في الكنيست .)

* اسرائبل حين بلورت محددات سياستها واستراتيجيتها حيال العالم العربي انطلق من علملية استجلاء واستشراف للمستقبل وابعاده وتقييمات تتجاوز المدى الحالي والمنظور.
* السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه كان من الممكن أن يصبح دولة اقليمية قوية منافسة لدول عربية رئيسة مثل مصر والعراق والسعودية لكن السودان ونتيجة لأزمات داخلية بنيوية، صراعات وحروب أهلية في الجنوب استغرقت ثلاثة عقود ثم الصراع الحالي في دارفور ناهيك عن الصراعات حتى داخل المركز الخرطوم تحولت الى أزمات مزمن. هذه الأزمات فوتت الفرصة على تحوله الى قوة اقليمية مؤثرة تؤثر في البنية الأفريقية والعربية.
كانت هناك تقديرات اسرائيلية حتى مع بداية استقلال السودان في منتصف عقد الخمسينات أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عنا أن يصبح قوة مضافة الى قوة العالم العربي لأن موارده إن استثمرت في ظل أوضاع مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها ألف حساب وفي ضوء هذه التقديرات كان على اسرائيل أو الجهات ذات العلاقة أو الإختصاص أن تتجه الى هذه الساحة وتعمل على مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة يصعب معالجتها فيما بعد.

* كون السودان يشكل عمق استراتيجي لمصر. هذا المعطى تجسد بعد حرب الأيام الستة 1967م عندما تحول السودان الى قواعد تدريب وايواء لسلاح الجو المصري وللقوات البرية هو وليبيا. ويتعين أيضاً أن نذكر بأن السودان أرسل قوات الى منطقة القناة اثناء حرب الإستنزاف التي شنتها مصر 1968- 1970م .كان لا بد أن نعمل على اضعاف السودان وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة رغم انها تعج بالتعددية الاثنية والطائفية- لأن هذا من المنظور الاستراتيجي الاسرائيلي ضرورة من ضرورات دعم وتعظيم الأمن القومي الاسرائيلي.

وقد عبرت عن هذا المنظور رئيسة الوزراء الراحلة (جولدا مئير) عندما كانت تتولى وزارة الخارجية وكذلك ملف افريقيا في العام 1967م عندما قالت إن إضعاف الدول العربية الرئيسية واستنزاف طاقاتها وقدراتها واجب وضرورة من أجل تعظيم قوتنا واعلاء عناصر المنعة لدينا في إطار المواجهة مع أعداءنا. وهذا يحتم علينا استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى.)

وكشفت عن أن اسرائيل وعلى خلفية بعدها الجغرافي عن العراق والسودان مضطرة لإستخدام وسائل اخرى لتقويض أوضاعهما من الداخل لوجود الفجوات والثقرات في البنية الاجتماعية والسكانية فيها. ولم يطل دختر به المقام حتى راح يورد المعطيات غن وقائع الدور الإسرائيلي في اشعال الصراع في جنوب السودان انطلاقاً من مرتكزات قد اقيمت في اثيوبيا وفي اوغندا وكينيا والزائير سابقاً( الكنقو الديمقراطية) حالياً. جميع رؤساء الحكومات في اسرائيل من بن قوريون وليفي اشكول وجولدا مائير واسحاق رابين ومناحيم بيغن ثم شامير وشارون واولمرت تبنو الخط الاستراتيجي في التعاطي مع السودان الذي
يرتكز ( على تفجير بؤر وأزمات مزمنة ومستعصية في الجنوب وفي اعقاب ذلك في دارفور).
هذا الخط الاستراتيجي كانت له نتائج ولا تزال أعاقت واحبطت الجهود لإقامة دولة سودانية متجانسة قوية عسكرياً واقتصادياً قادرة على تبؤ موقع صدارة في البيئتين العربية والافريقية.
في البؤرة الجديدة في دارفور تداخلنا في انتاجها وتصعيدها كان ذلك حتمياً وضرورياً حتى لا يجد السودان المناخ والوقت لتركز جهودها باتجاه تعظيم قدراته. ما اقدمنا عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود يجب أن لا يتوقف لأن تلك الجهود هي بمثابة مداخلات ومقدمات التي أرست منطلقاتنا الإستراتيجية التي تضع نصب عينها أن سودان ضعيف ومجزأ وهش أفضل من سودان قوي وموحد وفاعل .
في البؤرة الجديدة في دارفور تداخلنا في انتاجها وتصعيدها كان ذلك حتمياً وضرورياً حتى لا يجد السودان المناخ والوقت لتركز جهودها باتجاه تعظيم قدراته. ما اقدمنا عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود يجب أن لا يتوقف لأن تلك الجهود هي بمثابة مداخلات ومقدمات التي أرست منطلقاتنا الإستراتيجية التي تضع نصب عينها أن سودان ضعيف ومجزأ وهش أفضل من سودان قوي وموحد وفاعل نحن بالاضافة الى ذلك نضع في اعتبارنا وفي صميم اهتمامنا حق سكان الجنوب في السودان في تقرير المصير والانعتاق من السيطرة. من واجبنا الأدبي والأخلاقي أن ندعم تطلعات سكان الجنوب ودارفور حركتنا في دارفور لم تعد قاصرة على الجانب الرسمي وعلى نشاط اجهزة معينة. المجتمع الإسرائيلي بمنظماته المدنية وقواه وحركاته وامتداداتها في الخارج تقوم بواجبها لصالح سكان دارفور.
الموقف الذي أعبر عنه بصفتي وزيرا إزاء ما يدور في دارفور من فظائع وعمليات إبادة ومذابح جماعية هو موقف شخصي وشعبي ورسمي. من هنا نحن متواجدين في دارفور لوقف الفظائع وفي ذات الوقت لتأكيد خطنا الإستراتيجي من أن دارفور كجنوب السودان من حقه أن يتمتع بالاستقلال وإدارة شؤونه بنفسه ووضع حد لنظام السيطرة المفروض عنوة من قبل حكومة الخرطوم.
لحسن الطالع أن العالم يتفق معنا من أنه لا بد من التدخل في دارفور سياسياً واجتماعيا وعسكرياً. الدور الأمريكي في دارفور دور مؤثر وفعال ومن الطبيعي أن يسهم أيضاً في تفعيل الدور الإسرائيلي وإسناده كنا سنواجه مصاعب في الوصول الى دارفور لنمارس دورنا المتعدد الأوجه بمفردنا وبمنأى عن الدعم الامريكي والأوربي.
صانعوا القرار في البلاد كانو من أوائل المبادرين الى وضع خطة التدخل الإسرائيلي في دارفور 2003م. والفضل يغود الى رئيس الوزراء السابق اريائيل شارون. اثبت النظرة الثاقبة لشارون والمستمدة من فهمه لمعطيات الوضع السوداني خصوصاً والوضع في غرب افريقيا
صوابيتها. هذه النظرة وجدت تغيرا لها في كلمة قاطعة ألقاها رئيس الوزراء السابق خلال اجتماع الحكومة في عام 2003م. ( حان الوقت للتدخل في غرب السودان وبنفس الآلية والوسائل وبنفس أهداف تدخلنا في جنوب السودان).
لا بد هنا من التذكير مرة أخرى بأن قدر هام وكبير من أهدافنا في السودان قد تحقق على الأقل في الجنوب وهذه الأهداف تكسب الآن فرص التحقيق في غرب السودان في دارفور. وأريد أن انهي تناولي للمحور السوداني في هذه المحاضرة تأكيد أن استراتيجيتنا التي ترجمت على الأرض في جنوب السودان سابقاً وفي غربه حالياً استطاعت ان تغير مجرى الأوضاع في السودان نحو التأزم والتدهور والانقسام. اصبح يتعذر الآن الحديث عن تحول السودان الى دولة إقليمية كبرى وقوة داعمة للدول العربية التي نطلق عليها دول المواجهة مع اسرائيل. السودان في ظل أوضاعه المتردية والصراعات المحتدمة في جنوبه وغربه وحتى في شرقه غير فادرة على التاثير بعمق في بيئته العربية والأفريقية لأنه متورط ومشتبك في صراعات ستنتهي إن عاجلاً أو آجلاً بتقسيمة الى عدة كيانات ودول مثل يوغسلافيا التي انقسمت الى عدة دول البوسنة والهرسك وكرواتيا وكوسوفو ومقدونيا وصربيا. ويبقى السؤال عالقاً متى؟
بالنسبة لجنوب السودان الدلائل كلها تؤكد أن جنوب السودان في طريقه الى الإنفصال لأن هذا هو خياره الوحيد هو بحاجة الى كسب الوقت لإقامة مرتكزات دولة الجنوب. وقد يتحقق ذلك في موعد إجراء الإستفتاء عام 2011م إلا إذا طرأت تغييرات داخلية وإقليمية إما أن تسهم في تسريع تحقيق هذا الخيار أو في تأخيره

أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى