يلم شتاتهم وطنٌ وعاءُ

يلِّمُ شتَاتهَم وطَنٌ وعَاءُ

د. عبدالوهاب إبراهيم الزين
]الرياض 25/7/2010
عندما دالت دولة الأندلس وفي ليلة سقوط غرناطة وبكى عليها مليكها قالت أمه أتبكي كالنساء على عرش لم تصنه كما فعل الرجال....
____________________________

أتبْكي مثلَما بَكتْ الِنسَاءُ أتبْكي حينَ لايجْدي البُكَاءُ
وتذْرفُ أدْمُعاً حرَى عليْهَا أتصْدِيةٌ بُكَـاؤكَ أمْ مُكَــاءُ

لًقدْ دَالتْ دُوًيلتُكم سِراعاً وَلَمْ يَبْقَ لِعْودتِها رجَـــــاءُ
وولَّى صُبْحُ ماجِدِها هبَاءً وغطّى نجْمَ طالعِـها هبَاءُ
وتنْدُبُ عرْشَكَ المسْلُوبَ هوناً وتُرِثيهِ وقدْ عزًالرَثَاءُ
فمَا لبِدايةٍ إنْ لمْ تصُـنها بعزْمِ رِجَالِـها إلاَّ اْنقِضَـــاءُ
*********
ولِي وطَنٌ يُنَازعُ جَانبيهِ منْ الأهْـوَاءِ شــــدٌ وارْتخَاءُ
فإمَّا نازِعُونَ لشـدِّ بعْضٍ ليَعْلُو منْ نوازعِــهم لِـــوَاءُ
وإمَّا قَاسِطُونَ بْلا رجاءٍ ويَحْبِط منْ رجائهمُ الرجَـــاءُ
********
بني وطَني شَهِدنا أنَّ منكُمْ دُعاةَ الأمْنٍ حاضِرهُمْ دُعاءُ
يرومونَ التعَايشَ في وعـــاءٍ يلمُّ شتَاتَهُمْ وطـنٌ وعـاءُ
طبولُ السلم تجْمعهمْ إليهَا وطبْلُ الحـربِ مُنفَتقٌ خَواءُ
مدَاسُ الظُلمِ تحتهمُ مُداسٌ وثوبُ العـــــدْلِ فوقهمُ رِداءُ
ورايَةُ وُحْدةٍ كُتبَتْ علَيْهَا حـدَاءُ الوُحْـــــدَةِ الكُبرَى حدَاءُ
عَشقْنا مثْلَهمْ وطَناً ســـــــَعيداً تُزيّنـُه المًحَبّـَةُ والإخَــــاءُ
ويعْلُو فوقَ هَامتِه سَـــــــلامٌ تُبَارِكُه علَى الْوُدِّ السَـمَاءُ
*********

بني وَطًني وبعْضُ النَّاسِ منكُمْ يُحَاصِرهمْ غُلُّو وإزْدِراءُ
وَعِنْدهمُ السَّـلامةُ انْفصـــــــَالٌ ووَحْدَتُهمْ بــــــلاءٌ وابْتلاءُ
يَرونَ الغَابَةَ العًـذْراءَ كهْفاً تصــــــُولُ بهاوحُوشٌ أشْقياءُ
تنَاُسوا أنَّ في الغَاباتِ قوْماً لَهُـمْ قِيـــــَمٌ يُجمِّــــلُها الوَفاءُ
وأنَّ لَهُمْ منْ الأنْوارِ سِمْتاً يُنّســقُ سِمْتَها قَمَــــــرٌ مُضَاءُ
وبالغَابَاتِ أقْدَاسٌ ووحيٌ وقِدِيسُو السَّــــــــــــلامِ وأنْبِيَاءُ
*********
يظُن الْمُرجِفــونَ بأنَّ شَعْباً يُشَتِتُ شَمْـلهُ قَدَرُ قَضَـــــــاءُ
يُفَرِقُ بًيْنَهُمْ عِرْقٌ وَدِينٌ فَكَيفَ يضُمُــهـمْ وَطُنٌ ســــــوَاءُ
وزَادُوا مــنْ مَظنَّتهمْ كثيراً وقالُوا بيْنَهمْ جكمت دِمَــــاءُ
وسَاقُوامنْ هَواجِــسهِمْ ظُنُوناً تُوَاكِبُهَاىالضَغائِنُ والعَدَاءُ
شمَالِيُّونْ منْ عَرَبٍ غِلاَظٍ ونَخّاسُـــــــونَ ليْسَ لَهُمْ وفَاءُ
تمَادُوا فِي تَكبُرِهِمْ سِنِيناً وما نَفَعَ البِــــــلادَ الكِبْرَيَـــــاءُ
وقد استعبدوا شعباً نقياً بعـــزة روحــه شمخ النقــــــاء
بنُوا سدَّاً منْ الأحْقْادِ حتَي تَسَامى السَــدُّ وارْتَفَع الْبِنَاءُ
***********
وجَاءَ المُغْرِضُونَ بنَارِ حِقْدٍ موَاقِدُها تلَظَّتْ حين جاءوا
بجَيْشٍ منْ كَتَائِب اعتِدَاءٍ يُدَمًرُ جَانِبَ الوَطَــــنِ اعْتِدَاءُ
وجَيْشٍ منْ كَنَائِس ادْعَاءٍ يفضُّ بَكَارَةَ الغَابِ ادِعَـــــاءُ
أهَابُوا بالزُّنُوجِ وحرّضُوهُمْ علَى حَـــربٍ مَغبَتُها الفَنَـاءُ
ومَالُوا فِي الشَمًالِ إلى وُلاةٍ وظَنَّ المَـــائِلُينَ لَهُـمْ ولَاءُ
وقَالُوا أنْتُم أسْيَاد أرْضٍ لَكُمْ خَـــــــــدَمٌ بِهَـا ولَكُمْ إمَـاءُ
جنُوبيُّون قدْ سـِيقُوا رقيقَاً وبِيعُوا كَالسَـــوامِ بِهمْ سوَاءُ
ولْمَّا أُطْلِقُوا منْ بَعْدِ لَأيٍّ ذَ كَرتُمْ أنَّهُـمُ هَمَـــــــجٌ رِعَـاءُ
وقُلْتُمْ "آبقُـــــونَ بغَيْرِ قَيْدٍ وإنَّ القَيْدَ للعَــــــبْدِ الـْدَوَاءُ"
نحتمْ منْ زنُودِهمُ عِصيـَّاً تُمَزِق مَنْ بـدَا مِنْه اسْــــــتِيِاءُ
وصِغْتُمْ منْ جُلودِهمُ نِعَــــــالاً لهَا فِي وجْـهِ آبِقـهِ اْنْكِفَاءُ
ولَكِنْ كُلّ مَا زَعمُـــــــوهُ مَيْنٌ ومَا كَالُــــوهُ زَيْفٌ وْافْتِرَاءُ
ويَدْركُ إخْوَةُ الْتارِيخِ عِلْمَــــــاَ بأنَّ حدِيثَ كَائِدِهْمْ هُرَاءُ
وأنَّ الانْتِمَاءَ لِمَجْدِ أرْضٍ سَـــنَاءُ الأرْضِ والْمَجْدَ انْتِمَاءُ
فلاَ يَبْقَى الجَنُوبُ بِلا شمَالٍ ولا كَانَ الشّمَـــــالُ لهُ بَقًاءُ
جنَاحا طَائِرٍ يرجُو ارتقـاءً فإنْ بُتِرً الجنَاحُ فلا اْرتِقَــــاءُ
سَـألْتُ اللهَ يَحفَظَ وجْنَتيهِ أليْسَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يشَـــــــاءُ

شكراً دكتور ... على الروائع..
بني وطَني شَهِدنا أنَّ منكُمْ دُعاةَ الأمْنٍ حاضِرهُمْ دُعاءُ
يرومونَ التعَايشَ في وعـــاءٍ يلمُّ شتَاتَهُمْ وطـنٌ وعـاءُ
طبولُ السلم تجْمعهمْ إليهَا وطبْلُ الحـربِ مُنفَتقٌ خَواءُ
مدَاسُ الظُلمِ تحتهمُ مُداسٌ وثوبُ العـــــدْلِ فوقهمُ رِداءُ
ورايَةُ وُحْدةٍ كُتبَتْ علَيْهَا حـدَاءُ الوُحْـــــدَةِ الكُبرَى حدَاءُ
عَشقْنا مثْلَهمْ وطَناً ســـــــَعيداً تُزيّنـُه المًحَبّـَةُ والإخَــــاءُ
ويعْلُو فوقَ هَامتِه سَـــــــلامٌ تُبَارِكُه علَى الْوُدِّ السَـمَاءُ

كلنــا يروم ذلك ولكن كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فلاَ يَبْقَى الجَنُوبُ بِلا شمَالٍ ولا كَانَ الشّمَـــــالُ لهُ بَقًاءُ
جنَاحا طَائِرٍ يرجُو ارتقـاءً فإنْ بُتِرً الجنَاحُ فلا اْرتِقَــــاءُ
سَـألْتُ اللهَ يَحفَظَ وجْنَتيهِ أليْسَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يشَـــــــاءُ

ونعمة بالله ..
شكرا دكتور

الحمد لله الذي ساقك إلينا دكتور عبدالوهاب ... لي عودة للنص

تحياتي

الأستاذ الفاتح لك التحية والتجلة على مروركم الكريم على النص والذي اعتبره تشريفاً من قلم رائع يعطر بأريج مدااده هذا المنتدى ولا شك أن قلمك كما أراه من خلال مساهمتك الثرة فلم أصيل ملم بناصية التراث والتاريخ ،، فلك مني كل الود والتقدير

الشكر الجزيل للأخ الفاضل على تفضله بالمرور على النص مع خالص تحياتي وأملي أن أطلع على مساهماته في هذا المنتدى

من طرف **nashi** 26th ديسمبر 2010, 02:48

ولِي وطَنٌ يُنَازعُ جَانبيهِ منْ الأهْـوَاءِ شــــدٌ وارْتخَاءُ
فإمَّا نازِعُونَ لشـدِّ بعْضٍ ليَعْلُو منْ نوازعِــهم لِـــوَاءُ
وإمَّا قَاسِطُونَ بْلا رجاءٍ ويَحْبِط منْ رجائهمُ الرجَـــاءُ
**************
يا سلام عليك اخي الاستاذ الشاعر/عبدالوهاب الزين
والله قصيدتك معبره وكلامك"زين"
ونسأل الله ان يلطف بسوداننا الحبيب
تتسارع ضربات القلب هذه الايام خوفاً عليه وعلي ما ينتظرنا بعد التاسع من يناير ومن سخريات القدر ان الاول من يناير ذكري (استقلالنا) نخشي ان تتحول " القاف" الي غين!.
لك مني التجلة وانت تعطر منتدانا ببديع الكلمات.

لك التحية ...د/ عبد الوهاب علي هذا الإبداع...إجتمعت في حروفك خصلتان ..سمو الكلمه وعذوبتها؛فكنت فاروقاً في الشعر نمراً في إصطياد المعاني
في إنتظار المزيد من طوفانك

يقيني أن معظم من يحملون اسم أزهري غالباً أدباء سوامق وكتاب مرموقون

,,, الأخ العزيز الأديب الأريحي أزهري الحاج

لك التحية والشكر على المرور

فكم كنت كريما حين نقلتني من مرفأ بعيد إلى شاطئ هذا المنتدى

ومثلما التقينا في ساحات منتدى الاذاعة يسعدني لقاؤكم في هذه الساحة الوارفة بأقلامها السخية المعطرة لكم جميعاً تحياتي

محمد نوية كتب:
لك التحية ...د/ عبد الوهاب علي هذا الإبداع...إجتمعت في حروفك خصلتان ..سمو الكلمه وعذوبتها؛فكنت فاروقاً في الشعر نمراً في إصطياد المعاني
في إنتظار المزيد من طوفانك

أشكرك استاذ محمد على كريم مروركم على النص والتعليق عليه والذي يدل على سمو ذاتكم ومجاملتكم التي اعتز بها لك تحياتي

يلم شتاتهم وطنٌ وعاءُ

يلم شتاتهم وطنٌ وعاءُ

رد: يلم شتاتهم وطنٌ وعاءُ

رد: يلم شتاتهم وطنٌ وعاءُ

رد: يلم شتاتهم وطنٌ وعاءُ

الشكر للكاتب المؤرخ الفاتح

رد: يلم شتاتهم وطنٌ وعاءُ

رد: يلم شتاتهم وطنٌ وعاءُ

رد: يلم شتاتهم وطنٌ وعاءُ

كم كنت كريما حين نقلتني من مرفأ بعيد إلى شاطئ هذا المنتدى

رد: يلم شتاتهم وطنٌ وعاءُ