ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

استقلال الجنوب وشارع عبدالله جماع

اذهب الى الأسفل

استقلال الجنوب وشارع عبدالله جماع Empty استقلال الجنوب وشارع عبدالله جماع

مُساهمة من طرف دكتور عبدالوهاب الزين 8th يناير 2011, 17:54

استقلال جنوب السودان ليس شيئاً مستغربا وليس مفاجأة لكل من يقرأ تاريخ السودان برؤية حيادية ،، ولعلنا نطرح سؤالاَ (لو كنت من أبناء جنوب السودان هل تصوت مع استقلاله أم مع وحدته مع الشمال؟ وهل كنت ترى نفسك في ظل الأوضاع الحالية - دع عنك سابقات السنين- هل ترى نفسك جنوبيا من الدرجة الأولى في الشمال؟ إذا أجبنا على هذا السؤال بعيدا عن مؤثرات الإعلام بوضع ميزانين أو معيارين لقياس مآثر الوحدة ومغباتها وبالمثل مآثر الانفصال ومغباته عندئذٍ ستصوت لصالح استقلال الجنوب إذا كنت جنوبيا أما إذا كنت شمالياً فليس لك خيار سوى الثرثرة على ضفاف خيارات الجنوبيين وتقرير مصيرهم الذي يمكن أن يحدده جنوبي واحد بينما قد تسقط خيارات الآخرين بفارق صوت واحد،، نعم كنا نعلق كل شيء مخزٍ على شماعة الاستعمار مع علمنا من قراءة التاريخ أن الاستعمار الانجليزي كان أرحم منا على الجنوبيين فأصدر لهم صكوك الحرية:
شماليون من عرب غلاظ ونخاسون ليس لهم وفاء
تمادوا في تكبرهم سنينا وما نفع البلاد الكبرياء
بنوا سداً من الأحقاد حني تسامى السد وارتفع البناء
تناسوا أن في الغابات قوماً لهم قيم يزينها الوفــــــاء
وفي الغابات أقداس ووحي وقديسو السلام وأنبياء
هكذا شاءت الاتفاقيات المبرمة بين حزب سياسي واحد في الشمال وحركة تمرد في الجنوب.. أن تعطي للجنوبيين فرصة تاريخية تعبر عن مكامن الرواسب التاريخية النفسية .
الخطورة في استقلال الجنوب قد لا تأتي من دولة الجنوب ولا لأن الإسرائيليين سيقيمون علاقات مع الدولة الوليدة فهم موجودون في الجوار الشمالي ولسنا أكثر عروبة وإسلاما من الجوار الشمالي ، وإلى الشرق منا يوجد الإسرائيليون.
ولا تكمن الخطورة في الوجود الأمريكي -والأمريكيون -دينهم مصالحهم - في هذه الدولة ولم يعد هناك وجود لكوبا كاسترو ولا الجيش الأحمر لمد الألوية الحمراء كما كانت في الستينيات.
مغبة استقلال ج. السودان ستنعكس على الشماليين بصورة قد لا تخطر على بال كثير من المراقبين يمكن تلخيصها على الوجه التالي:
1- على مستوى السلطة والتسلط :
سيقول البعض إن وحدة السودان كانت جزءً لا يتجزأ من الوطنية السودانية وأن مجرد التفكير في منح حق تقرير المصير للجنوبيين خيانة وطنية (متناسين اتفاقية اسمرا 1995) وأن هذا الحزب قد فرط في فرض وطني إذاَ تلك فرصة لأحزاب المعارضة لمد ألسنتها علهم يتمكنون من إسقاط النظام والوصول إلى كراسي السلطة واقتسام خيراتها- حتي لو كان ذلك - مثل ما هو متوقع عبر انقلاب عسكري- عندما فشلوا في الوصول إلى السلطة عن طريق الانتخابات الحرة تارة بالانسحاب وتارة بوصمها بالتزوير. إذا انفصال الجنوب في عرف المعارضة مطية للوصول إلى السلطة ووسيلة إستراتيجية لحلم السلطة في الوقت الذي يتحدث فيه بعض من زعمائه عن خيانة السلطة بهذا الصدد فيما هم أنفسهم كانوا سيفعلون ذلك لو كان ذلك يضمن لهم بريق السلطة التي يهرولون إليه. وفي المقابل سيعلن السلطان الحاكم أن الثورة ستبدأ باستقلال الجنوب (خطاب البشير في الحلفايا) .
2- على مستوى إدارة التعدديات والتنوع: وهذا هو التحدي الأكبر لمستقبل السودان. لقد ظلت هذه المسألة ئؤرق الشأن السوداني منذ خروج الاستعمار وظلت نظرية الأغلبية والأقلية تمارس على أرض الواقع السوداني بطريقة مخزية للتجاوز ذلك إلى التهميش والغبن الجهوي والرؤية الأحادية للوافدين العرب والاستعلاء العرقي والديني والاثني لتؤثر حتى على حقوق المواطنة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية واحتكار القلة لثروات البلاد والانتفاع بها ،، هذه النظرية ليست جديدة وجدت تربيتها في عهد السلطان الراهن ولكن كما ذكرنا منذ انتكاسة ثورة على عبد اللطيف التي كانت تمثل السودانوية وبظهور السيدين على مسرح الأحداث السودانية مسنودين بطاقة اقتصادية وشبه عبودية من السخرة التي تم تجيلها لخدمة السادة ليجمع السادة في أيديهم مقومات الافتصاد والسياسة والزعامة الدينية وتم بأيديهم وأد تطلعات الخريجين التي كانت مأمولة فيها أن تكون حاملة للواء السودان الجامع على أرضية المواطنة لا على أرضية الخرافات الطائفية..
3- على مستوى التوجه العروبي: يرى البعض أن استقلال الجنوب فرصة تاريخية لعودة السلطنة الزرقاء (رغم بعد هذه السلطنة عن المنابع الحقيقة للعروبة والإسلام) باعتبار هذه السلطنة تعويضا عن ضياع الأندلس،، وكأنهم يرون في ظهور الدولة العربية الإسلامية تعويضا عن الانتكاسات العربية في هذا العصر.. (ولعل إطلاق اسم عبد الله جماع على شارع ) تذكير بالتحالفات العروبية في السودان وهزيمة الدولة النوبية العريقة التي قضى عليها تحالفات العرب وتجميعهم لكسر هذه الحضارة المحلية بتجميع فلول الوافدين..فهل من تداعيات استقلال الجنوب وكرد فعل للمغرضين الفاشلين في إدارة التنوع ظهور دولة النوبة ودولة الفور والمسبعات ودولة البجا؟ وبذلك يسهلون تمرير الأجندة السرية لوثائق المخابرات الإسرائيلية والأمريكية لخلق فضاءات جديدة في أفريقيا والشرق الأوسط من شمال السودان وليس من دولة الجنوب التي يشيعون قدوم الإسرائيليين والأمريكيين إليها.



دكتور عبدالوهاب الزين
دكتور عبدالوهاب الزين
عضو نشط
عضو نشط


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى