ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

+4
محمد قادم نوية
الفاتح محمد التوم
أزهرى الحاج البشير
خدورة أم بشق
8 مشترك

اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 27th أبريل 2011, 10:07

مقدمة:ـ قبل أن أنزل هذا العمل لصلاح أخمد إبراهيم وددت أن أبدأ بهذه المقدمة والتي أراها ضرورية كمدخل لفهم القصيدة والتي تحوي رمزية يصعب معها على القارئ غير المتتبع للعقد الأخير من حياة صلاح وبخاصة مواقفه السياسية فهم أو فك رموز الرمزية التي خالطت هذا العمل الذي أخذ فيه صلاح أحمد إبراهيم نكهة من الرواية الروعة (موبي ديك) للروائي الأمريكي (هيرمان ملفيل) والتي تذكرني دوماً بأستاذنا ديفيد هندرسون بالفاشر الثانوية في الستينات من القرن السابق.. وهو يقرأ ويناقش معنا هذا العمل الرائع لصراع الإنسان وتصديه لتحديات الحياة... وصلاح يرى أن الحياة تصدي فهي أرجوحة للقلق تارة وللطمأنينة تارة أخرى وهي مابين الشك واليقين وفي النهاية صراع بين الحق والباطل والخير والشر.
سقط الطاغية جعفر النميري في ربيع 1985 في السادس من أبريل تحديداً وعاد صلاح الغائب من السودان منذ 1972 محتضناً تراب وطنه بعد حرب شعرية وسياسية ضروس قادها من باريس ضد النميري ... وترشح لانتخابات 1986 عن دوائر الخريجين ولم يحالفه الحظ فلم يفز ثم رجع إلى مقر عمله بباريس ويومها كتب مقالة بمجلة الدستور شكر فيها كل من صوت أو لم يصوت له فقد قال برئت ذمتي وقال ماكنت خائفاً من أن أرسب في الانتخابات ولكن كنت خائفاً من أن يقال صلاح آثر اللقمة الهينة في الغربة على السودان. غير أن هذا الفشل كان له من الأثر في نفسه فخلده بهذه الرائعة (الغفاري والصبي) والتي كنت أحتفظ بها في قصاصة ورق منذ عام 1986 وضاعت بين أوراقي الكثيرة وحاولت أن أجدها في أي منتدى فلم أر لها أثراً وحتى كتاب نحن والردى لصلاح أتى خالياً من هذه القصيدة ولم أسمع أحداً يتحدث عنها. خفت أن تكون القصيدة ضاعت .. وفي يوم وبينما أبحث عن شيئ في أوراقي الكثيرة والمبعثرة طرتُ فرحاً حين وقعت عيناي على القصاصة التي بها القصيدة . وأنا حينما أنزلها في منتدى أبوجبيهة فهو أول منتدى ينزل هذا العمل لصلاح خشية أن يضيع أثر القصيدة .. ولقد أخذت مني جهداً كبيراً في الطباعة والتشكيل... إكراماً لمن اعتصر دمه ليفرحنا ونحن نستقبل ذكرى وفاته ال 18 في 17 مايو 2011 .
ولفهم القصيدة الرمزية سأعطي فكرة مبسطة عن رواية (موبي ديك)
تحتل رواية ""موبي ديك"" للاميركي هيرمان ملفيل مكانة مرموقة بين كلاسيكيات الادب العالمي، فهي اضافة الى كونها الملحمة الكبرى المكتوبة عن صراع تراجيدي بين حوت وانسان تتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود كما تحوله الى كيان رمزي معقد عن كيفية العيش وعن المشروع الاميركي الذي وجد في عمل ملفيل شكلا من اشكال التعبير عن نفسه في منتصف القرن التاسع عشر أي حين كانت اميركا تكتشف ذاتها كقوة كونية وامبراطورية امبريالية بالقوة والامكان. فكانت رواية موبي ديك وروايات ملفيل الاخرى بمثابة نبوءة لما ستصير اليه هذه القوة الكبيرة
والقصة عن عن سفينة اسمها الباقوطة بحارتها من أديان مختلفة وقبطانها اسمه آهب . هذا القبطان فقد رجله أثناء محاولته اصطياد حوت أبيض اسمه موبي ديك.. هذا القبطان أبحر في سفينة يمتلكها أناس المدينة كلهم من أجل اصطياد الحيتان الغنية بالزيت ويباع هذا الزيت ويوزع ثمنه على المساهمين.. لكن هذا القبطان جاء إلى السفينة بقضية خاصة به.. وضع في رأسه أن ينتقم من موبي ديك الذي قضم رجله متجاهلا مصالح الناس.. فجاب المحيطات لمدة ثلاث سنوات باحثا عن هذا الحوت الأسطوري ومعارضا ضباطه وملاحيه الذين يطلبون منه نسيان الأمر والإهتمام بصيد الحيتان الأخرى لتعبئة السفينة ببراميل زيت حوت العنبر.. ربما يكون عرق الإنسان في هذا العصر هو الزيت.. والحوت الأبيض هو الجوهرة التي في قلبه والتي يبحث عنها الأشرار بكل طرقهم لسلبها منه.. والحوت الأبيض عندما بتر رجل القبطان كان يدافع عن نفسه وعن أرضه.
وقد أنتجت كفيلم شاهدته سينمائيا إلا أن النص المرئي سيظل قاصرا على منح كل ما تحتوي الرواية من إبداع.. فهناك جمل وكلمات في الرواية من المستحيل تصويرها أو تدوير الآلات على حروفها.
الغِفَارِيُّ والصَّبي شعر : صَلاح أَحمد إبراهيم

أَتَنْكُر: أَعْرِفُ عِنْدَ الغَسَقْ
وَمَا فَتَحَ الطَّيْرُ مِنْقَارَه
لِيُوقِظَ لِلرِّزْقِ أَوْكَارَه
تُحَدِّقُ ـ كَالنَّجْمِ ، في الظُّلُمَاتِ ـ انْبَثَقْ
بِجَفْنَيْكَ مِثْلَ الْعَرَقْ
كَمَا يَتَنَدَّى بِطَلِّ الصَّبَاحِ الْوَرَقْ
فَتَبْكِي وَتَبْكِي وَتَبْكِي ، أَتَنْكُر ..؟
تَحْسَبُ أَنْ لّيْسَ حَوْلَكَ رَائي
تَطُوفُ عَلَى النَّائمِينَ
لَهِيفَ الْخُطَى حَافِيَ الْقَدَمَيْن
فَتَطْبَعَ فِي كُلِّ وَجْهٍ ـ يُقَزِّزُ نَاظِرَه ـ
قُبْلَةَ حِنْوٍ عَلَى الْجَبينْ
وَتَتْرُكُ في كُلِّ مَأوَى ... وَبيْتٍ حَزِينْ
جُذَاذَةَ َقَلْبٍ ، وَلمَسةَ كَفٍّ .. وَوَقْفَةَ عَينْ
وَأَعْرَفُ أَنَّكَ أَنْتَ فِدَائي...وأَنِّي أكْتُمُ أَسْرَارَه
وَأَعْرَفُ أَيْنَ يُخَبِّئُ السِّلاَح ..وَكَيْفَ يُفَجِّرُ أَشْعَارَه
أَصَابِعَ مِنْ "دِينَامَيت"
وَأَعْرَفُ وَحْشَتَهُ وَالْحَنِينْ
تَارِكَاً دَارَهُ ... شَاخِصَاً في الْعَرَاءِ ..
بِغَيْرِ وِقَاءِ
لِوَاذَاً مِنْ الْمُجْرِمِينْ
وَأَعْرَفُ تَقْلِيبَ وَجْهِكَ نَحْوَ السَّمَاءِ
وَخَوْفَكَ مَا بَيْنَ حِينٍ وَحِين !!
يَدُبُّ عَلَى جِلْدِ جِسْمِكَ نَمْلاً فَتَسْحَقَهُ فِي ازْدِرَاءِ
وأَنَّكَ وَالْمَوْتَ فِي مُبَارَزَةٍ لاَ تَكُفَّ وَحَرْبْ
بِثَأرٍ كَثَأر ( آحَبْ)***1
فَتَخْسَرَ أَنْتَ أَكِيدٌ أَكِيدْ
وَبَعْدَ انْدِحَارِكَ تَكْسَبْ
حَدِيدُ يُلاَقِي حَدِيدْ
فَيَحْنِيَ لَكَ الْمَوْتُ هَامَتَهُ ، عِنْدَ قَبْرِكَ وَاقِفْ
تُرَفْرِفُ رَايتُهُ وَهُوَ يَعْجَبْ
لِهَذَا الْجَسُورِ الْمُنَاكِفْ
مُنْطَرِحاً رِمَّةً تَحْتَهُ ، نَازِفْ
فَأَنْتَ بَصَقْتَ عَلَى وَجْهِهِ ، وَتطَاوَلْتَ فِي كِبْرِياءِ
كَذِي النُّونِ دُونَ اقْتِدَارٍ ..ودُونَ رجاءِ
وَتْدرِكُ مُنْذُ البِدَايَةِ وَلَكِنْ حَرُورَةُ قَلْبْ
أَتَنْكُر ..؟ قل لي: أَتَنْكُر ..؟ ردَّ عليَّ أتنكر؟؟
لاَ ـ فَالصَّبِي صَدَقْ
وَأَهْمِسُ فِي حَيْرَةٍ وَانْكِسَارِ
وَكَيْفَ عَرَفْتَ؟ يُجِيبُ بِزَهْوٍ : لأنِّي كَبِيرْ
بَلْ أَكْبَرُ مِنْكَ وَإِنْ قُلْتَ عنَّي ـ انْخِدَاعَاً صَغِيرْ ـ
وَأعْرِفُ قَبْلَكَ مَعْنَى الأَرَقْ
وكَوْنَ الْحَيَاةُ تَصَدِّي .. وأُرْجُوحَةٌ لِلْقَلَقْ
وَنَاعُورَةٌ لِلْهَزِيمَةِ والانْتِصَارِ
وَطَيَّارَتي ؟؟
قُلْتُ : "قُلْنَا غَدَاً"..لاَ تَنْسَى.. فِي الانْتِظَارِ
غَدَاً يَوْمُ عِيدْ
سَنُطْلِقُهَا فِي السَّمَاءِ بَعِيدْ
وَنَعْدُو مَعاً نَتْبَعُهَا ضَاحِكَيْنْ
مِنْ الصُّبْحِ حَتَّى الْمَسَاءِ
بِغَيْرِ انْتِهَاءِ .. بِغَيْرِ انْتِهَاءِ .. بِغَيْرِ انْتِهَاءِ
كِلاَنَا سَعِيدٌ .. سَعِيدٌ .. سَعِيدْ
بَلْ أسْعَدَ مَا فِي الْوُجُودْ
يُصَفِّقُ بِالْجَانِبَيْنِ لَنَا الْعُشْبُ
وَالدَّوْحُ والْبُلْبُلُ المُسْتَهامُ
فَإنَّ غَدَاً يَاهُمَامُ
لَنَا مَوْعِدٌ سَيَكُونُ الأَخِيرْ
يَصِيرُ بِحَقٍّ لَنَا شَهِيْر
وَيَكثُرُ عَنَّا الكَلاَمُ
يَقُولُونَ عَنِّي وَعَنَّكَ ثُنَائِي الْقِمَمْ
أَيُعْجِبُكَ الاسْمْ ؟؟ اسْمٌ غِنَائِي
اسْمٌ مُثِيرْ!!
بِسَمْتٍ أَجْمَشٍ وَجَنَتُهُ كَالْمُذَنّبْ
كَمْ تَسْتَفِزُّ خَيَالَكَ كَمْ ... يَاصَغِيرِي
وَلَكِنَّهُ فِي امْتِعَاضٍ بَسَمْ
يَهُزُّ لِيَ الرَّأْسَ فِي أَسَفٍ لِغَبَائِي
سَتَفْهَمُ فِي وَقْتِهِ الْمُنَاسِبْ
مَغْزَىَ اقْتِرَاحِي الْخَطِيرْ !!
تَوَسَّلْتُ : نِمْ .. رَدَّ مَا أَعْجَلَكْ !!
سَأَنَامُ وَجبْ..
وَأَنْتَ أَمَا آنَ لَكْ ؟
شَبِعْتَ تَعَبْ !!
تُغَالِطُ جِسْمَكَ وَالرُّوحُ مُسْتَبْسِلَةْ
تَثَاءَبَ أغْمَضَ عَيْنَيهِ .. عَدَّ إِلَى الأَرْبَعِينَ .. وَنَاَمْ
كَمَا دُمْيَةٌ لِلْبَرَاءةِ فَوْقَ سَرِيرِ .. بِأهْدَابِهِ المُسْبَلَةْ
مُحَيَّاهُ تَرْنِيمَةٌ فِي الْحَرِيرِ
تُضَوِّئَهُ هَالَةٌ كَالْمَلِكْ !!
جَذَبْتُ عَلَيْهِ حَوَاشِيَ الْغِطَاءِ
وقَبَّلْتُ جَبْهَتَهُ فِي انْحِنَاءِ ...
وأطْفَأْتُ مِصْبَاحَهُ
وَتَرَكْتُ لَهُ الْقَلْبَ فِي كَفَّهِ المُقْفَلَةْ
وَرَائِي
وَسِرْتُ خَفِيفَاً ، أُغَادِرُ ـ فِي جَذْلٍ ـ مَنْزِلَهْ
وَلَكِنَّهُم فِي ضُحَىَ غَدٍ كَفَّنُوهُ
بِثَوْبٍ مِن الدَّبَلاَنِ جَدِيدْ
وَفِي حُفْرَةٍ طِفْلَةٍ دَفَنُوه
صَبِيحَةَ عِيدْ
بِلاَ مَأتَمٍ كَالشَّهِيدْ
تَفَرَّقَ كَالطَّيْرِ فِي عَجَلٍ دافِنُوه
وَرَاغُوا مَعَ السَّابِلَةْ
وَلَكِنَّهُم طَمَرُوا أَمَلِي وَهَنَائِي
وَقِيلَ لَنَا كَانَ مَوْتاً فُجَائِي
كَمَا انْقَطَفَتْ سُنْبُلَةْ
فِي اغْتِلاَمِ النَّمَاءِ
كَمَا انْفَجَرَتْ قُنْبُلَةْ
بالْفِدَائِي
كَمَا يَخْتَفِي الْقَمَرُ الاسْتِوَائِي
وَرَاءَ الغَمَامْ
كَمَا تَبْتُرُ العُنُقَ الْمِقْصَلَةْ
وَفِي كَفِّهِ انغَلَقَتْ تُوتَةٌ رَشَحَتْ بِالدِّمَاءِ
وَفِي شَفَتَيْهِ طُيُوفُ ابْتِسَامْ
الصَّبِيُّ الّذِي كَانَ فِيهِ عَزَائِي
فِي رَخَائِي وبَرْحَائِي
خَلَّفني وَحِيداً لِشِدَّتِي وَشَقَائِي
شِهَابَاً أَضَاءَ بِبَاصِرَتِي وَاحْتَرَقْ
تَارِكَاً مِنْهُ فِي الْعَيْنِ لَمْحَ ألَقْ
وَفِي الرُّوحِ نَفْحُ عَبَقْ
يَرَاعَاتُ لَيْلٍ ، وَوَرْدٌ نَضِيدْ
فَذَاكِرَتِي مِنْهُ: نُورٌ وَنَارْ
كَمَا انْبَهَرَ الْجُلُّنَارْ
تَسَرَّقَهُ الْمَوتُ فِيمَا سَرَقْ
صَبِيحَةَ عِيدْ
وفي غُرْفَتي لا تَزَالُ هُنَالِكَ طَيَّارَةٌ مِنْ وَرَقْ
عَلاَهَا الْغُبَارْ
وَصُورَةُ طِفْلٍ يُرَاقِبُنِي وَلَهُ مُقلَتَانْ
تَدُورَاَن حَيْثُ اتَّجَهْتُ .. وَقَدْ تَطْرِفانْ
إِذَا الْتَقَتِ النَّظْرتَانْ
وَقَدْ تَبْسُمَانْ
تَقُولاَن مَا لاَ يَقُولُ لِسَانْ
حينَ أبكِي بُكاَئي النَّزِقْ
أقطِّعُ منْدِيلَ قَلْبي مِزَقْ
فيطمسُ مِدْرَارُ دَمْعِي السَّخِينْ
شَطْرَ بيْتٍ حَزينْ
وقَافِيَةً مِنْ رِثَائِي
الزَّمَانُ يَتَأتَّىَ عَلَى البَشَرِيَّةِ طِفْلاً وَشَيْخَاً هَرِمْ
قُرُونَاً .. تَجُرُّ قُرُونَاً .. تَجُرُّ قُرُونْ
سَلاسِلَ حَوْلَ رِقَابِ الرِّمَمْ
وَيَفْنَىَ بَشَرْ
وَيَأتِي بَشَرْ
بِخَيْرٍ وَشَرْ
ثُمَّ يَنْصَرِفُونْ
فَيُخْلُونَ قَاعَاتِهَا لِبَشَرْ ...
سِوَاهُمُ لَهَا مَالِئوُنْ
جِرَارَاً بِسَاقِيةٍ .. بَعْضُهَا قَوِيُّ وَبَعْضٌ يَخِرْ
وَهُمْ لاَ يَزَالُونَ ... هُمْ
فِي الْمَتَاهَةِ ... عُمْيٌ وبُكْمٌ وصُمْ...
وَلاَ يَعْقِلُونَ .. سِوَىَ مَنْ عُصِمْ ...
والْقُدَامَى قَادِمُونْ
عَظَايَا ***2 ... لَهَا زَحْفَةٌ بِالْبُطُونْ
أَنَانِيَّةٌ....وَهِيَ تَعْرَقُ دَمْ
وَثَعَابِينُ بَذَّتْ بِجِلْدٍ وَسِيمٍ وَغُدَّةُ سُمْ
وَلِسَانٍ يُنَضْنِضُ كَالْبَرْقْ .. كَالسَّوْطِ ينْشُرُ ذُعْرَا
وَفِي كُلِّ مَوْسِمْ
تَبِيضُ العَظَايَا ... عَظَايَا كَأسْلاَفِهَا
وَتَبِيضُ الثَّعَابِينُ أُخْرَى
تُخَلِّدُهَا باسْمِ عَهْدٍ جَدِيدْ
بِجِلْدٍ وَسِيمٍ جَدِيدْ
وَسُمٍّ قَدِيمٍ جَدِيدْ
وَقَدْ سَمِنَتْ وَاطْمَأَنَّتْ ، تُؤآلفُِهَا وتُخَالِفُهَا
تَتَقَمَّصُ لَوْنَاً .. وتَنْبِذُ لَوْنْ
تُشِيرُ وتُفْتِي .. تُغَنِّي وتَرْقُصْ
حِرْبَاءُ ... نَاطِقَةٌ تَتَرَبْصْ
فُرْصَتَهَا بِدَهَاءَ وحِرْصْ
وَغَمْضِ عُيُونْ
لَهَا فِي الْمَقَاصِيرِ حُظْوَتُهَا بِسَدَانَةِ قُدْسِ الْفُنُونْ
وَالْحُمَارُ الْحَرُونْ
تَوَغَّلَ بالْهَيكَلِ الْمُتَفَحِّمِ فِي الصَّحْرَاءِ
وهَذَا رِثَائي
لِذَاكَ الصَّبِي ـ صَدِيقِي الْوَحِيدْ
الّذِي فِي صَبِيحَةِ عِيدْ
انْتَهَىَ
أوَُزِّعُهُ صَدَقَاتٍ فِي سَخَاءِ
حُبِّي لَهُ .. ووفَائي

***1 هو بطل رواية موبي ديك ربان السفينة
***2 جمع عظية وهي نوع ضخم من أنواع السحالي وغالباً ما تكون سامة كسحلية الكومودو في إندونيسيا


عدل سابقا من قبل خدورة أم بشق في 1st مايو 2011, 18:47 عدل 4 مرات

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty رد: الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 27th أبريل 2011, 12:43

الحمد لله على توثيق هذه الرائعة التى ولدت من جديد .. الخوف من أن كثير من شعر صلاح قد ضاع .. لم يف الباحثون في السودان حق صلاح .

شكرا أستاذ فضل


عدل سابقا من قبل أزهرى الحاج البشير في 28th أبريل 2011, 20:19 عدل 1 مرات
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty شكراً استاذنا للتوثسق ........

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 27th أبريل 2011, 13:29

نعم استاذي ...صلاح يرى أن الحياة ( والحياة السودانية بالذات ) تصدي فهي أرجوحة للقلق تارة وللطمأنينة تارة أخرى وهي مابين الشك واليقين وفي النهاية صراع بين الحق والباطل والخير والشر....
عَظَايَا ***2 ... لَهَا زَحْفَةٌ بِالْبُطُونْ
أَنَانِيَّةٌ....وَهِيَ تَعْرَقُ دَمْ
وَثَعَابِينُ بَذَّتْ بِجِلْدٍ وَسِيمٍ وَغُدَّةُ سُمْ
وَلِسَانٍ يُنَضْنِضُ كَالْبَرْقْ .. كَالسَّوْطِ ينْشُرُ ذُعْرَا
وَفِي كُلِّ مَوْسِمْ
تَبِيضُ العَظَايَا ... عَظَايَا كَأسْلاَفِهَا
وَتَبِيضُ الثَّعَابِينُ أُخْرَى
تُخَلِّدُهَا باسْمِ عَهْدٍ جَدِيدْ
بِجِلْدٍ وَسِيمٍ جَدِيدْ
وَسُمٍّ قَدِيمٍ جَدِيدْ
وَقَدْ سَمِنَتْ وَاطْمَأَنَّتْ ، تُؤآلفُِهَا وتُخَالِفُهَا
تَتَقَمَّصُ لَوْنَاً .. وتَنْبِذُ لَوْنْ
تُشِيرُ وتُفْتِي .. تُغَنِّي وتَرْقُصْ
حِرْبَاءُ ... نَاطِقَةٌ تَتَرَبْصْ
فُرْصَتَهَا بِدَهَاءَ وحِرْصْ
وَغَمْضِ عُيُونْ
لَهَا فِي الْمَقَاصِيرِ حُظْوَتُهَا بِسَدَانَةِ قُدْسِ الْفُنُونْ
وَالْحُمَارُ الْحَرُونْ
تَوَغَّلَ بالْهَيكَلِ الْمُتَفَحِّمِ فِي الصَّحْرَاءِ
وهَذَا رِثَائي
لِذَاكَ الصَّبِي ـ صَدِيقِي الْوَحِيدْ
الّذِي فِي صَبِيحَةِ عِيدْ
انْتَهَىَ
أوَُزِّعُهُ صَدَقَاتٍ فِي سَخَاءِ
حُبِّي لَهُ .. ووفَائي

*************
أما (مريا) عشق شبابه وملهمة مقطوعته الباذخة التي سميت باسمها فقد حولها بشعره إلى أسطورة في أقاصيص العشاق.

وفي إحدى مقاطعها التي تنضح عشقاً يقول:
يا مرية
ما لعشرينين باتت في سعير تتقلب
ترتدي ثوب عزوف وهي في الخفية ترغب
وبصدرينا ((بروميثيوس)) في الصخرة مشدوداً يعذب
فبجسم ألف نار وبجسم ألف عقرب
أنتِ يا هيلينُ
يا من عبرت تلقاءها بحر عروقي ألفُ مركبْ
يا عيوناً كالينابيعِ صفاءْ.. ونداوة
وشفاهاً كالعناقيدِ امتلاءْ.. وحلاوة
وخُدوداً مثل أحلامي ضِياءْ.. وجمالا
وقواماً يتثنّى كبرياءْ.. واخْتيِالا
ودَماً ضجَّتْ به كلُّ الشرايينِ اشتهاءْ.. يا صبيّة
تَصْطلي منهُ صباحاً ومساءْ.. غجريَّة

.... مات وحيداً ... بكل هذا العشق الآدمي و الإنساني المتفرد..
رحمه الله رحمة وآسعة كان سودانياً أصيلاً عشق السودان وجرى في دمه رغم ثقافته العالية ... عربية وافريقية وانجليزية ... وباريسية ....لكنه سيظل سوداني عاش وقضى خصيصاً للسودان..
***** شكراً استاذي *** شكراً كثيراً

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty رد: الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف محمد قادم نوية 27th أبريل 2011, 13:42

شكراً عم خدورة علي الكلمات الطيبات في قصائد الشاعر الكبير صلاح أحمد إبراهيم ؛طيب الله ثراه وهو من الشعراء الأفذاذ الذين كتبوا أجمل الكلمات وأرقها؛وهو من أسرة عريقة بالسودان؛وشقيقته الأستاذة (فاطمةأحمد إبراهيم)أول إمرأة برلمانية بأفريقيا والوطن العربي ومن مؤسسي إتحاد المرأة بالسودان؛ولها أيضاً السبق في عدد من الإصدارات الإعلامية
تحياتي ؛؛؛؛؛؛؛
محمد قادم نوية
محمد قادم نوية
مشرف منتدى الصوتيات
مشرف منتدى الصوتيات


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty رد: الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف فيصل خليل حتيلة 28th أبريل 2011, 12:26


وَلَكِنَّهُم طَمَرُوا أَمَلِي وَهَنَائِي
وَقِيلَ لَنَا كَانَ مَوْتاً فُجَائِي

استاذنا الجليل فضل لك التحية و الاحترام.

جهد كبير و مضنى تستحق عليه الاشادة و الثناء يا فضل و المنتدى سعيد بهذا السبق.

صلاح قامة و كفى

تحياتى
فيصل خليل حتيلة
فيصل خليل حتيلة
مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
مشرف إجتماعيات أبوجبيهة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty رد: الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف زهيرحسن السيد 28th أبريل 2011, 13:24

لك الشكر عمنا فضل علي هذه الاضافة التي لنا الفخر بأن تكون نشرة لاول مره في منتدانا هذا
صلاح احمد ابراهيم واحد من قامات بلادي التي لاتتكرر في هذا الزمن الاغبر

السودانوية:لصلاح أحمد ابراهيم


وقبل أن تنكرنى أسمع قصة الجنوب والشمال

حكاية العداء اوالاخاء من قدم

العربى حامل السوط المشل للجمال

شكال كل قارح

ملاعب السيوف والحراب

حلَّ على بادية السودان

كالخريف .. بالسنة والكتاب

خرَّب " سوبا " وأقام فى أنقاضها " سنار "

والأخرى سوارها " تيراب "

يحمل فى رحاله طموحه ولوحه

وتمرتين فى جراب

وشجر الأنساب

لاقيته فى تقلى , فى الترعة الخضراء

فى كاكا وتيجان الأقار والعلياب

تفتحت حقيقة سمراء

فى أحشاء كل أم ولدٍ منهن

من بنات جدك الأكبر

مما بذرته نطف الأعراب

فكان منها الفور والفونج

وكل سحنة فاحمة

وشفة غليظة

وشعر مفلفل ذر على اهاب

حقيقة كبيرة عارية كالفيل كالتمساح

كالمنيف فوق كسلا, سليطة الجواب

كذاب الذى يقول فى السودان اننى الصريح

اننى النقى العرق

اننى المحض.. أجل كذاب

ملوال صوت " رابح " يقول بلسانى

رابح زينة جانقيك

وفهد جورك الأباة .. شبل نمنمك

" عبدالفضيل " تمساح جزائر النيل

وقلب وطنى الجامد

يا ملوال .. ابن عمك

و " ثابت " الثابت حينما تحسس الردى ضلوعه

فى طرف الخرطوم

ربما كانت له قرابة بأمك

وابن كبرياء هذا الشعب ..عينه ..لسانه ..ضميره ويده

" على " العظيم

فلذة من قومك

تحطم البيان

غير أن نغمات منه لاتزال تفعم الأثير

لاتزال تفعم الأثير

أسمعها باذن " وولت ويتمن " تقول :

عيشوا إخوة .. برغم كل شئ إخوة

وعمروا بالحب هذا البيت .. هذا الوطن الكبير

أصداؤها تضج فى دمى :

يا روضة أزهارها شتى

أشم فيك عبق المستقبل الجميل

حينما الجميع يلتقون

فى التقاء الأبيض الحليم بأخيه الأزرق المثير

أنظر يوم يقبلون

عرباً وبجة ونوبة

وفجلو وباريا وبرتة

وبنقو وزغاوة وامبررو

وانقسنا ودينكا وتبوسا

وأشولى ونوير ومساليت

وأنواك ولاتوكا وغيرهم غيرهم

للبوش كل منهم يهدى

ولكن باعتزاز

شيئه الصغير

ويوم أن يسود فى السودان

صوت العقل .. صوت العدل

صوت العلم واحترام الآخرين

فكر معى ملوال

أى مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل

أى مجد لو صفت نياتنا الاثنين

يتيه فى مروجنا الخضراء مثل " آبيس "

الاله يملأ العين

يسر القلب

يهمز السماء بالقرنين

فكر معى ملوال

قبل أن تنتابنا قطيعة رعناء

باسم عزة جوفاء

أو باسم سداد دين

يوغرها الأعداء بالذى مرَّ به الآباء

فنقل براء .. نحن منها

ننفض اليدين

تفتحى يا أمنيات الشعب

عن مستقبل نحن معانيه معاً

وعن هناء الشمال والجنوب

عن نضارة الاخاء فى هذين

يوم لاتقوم بيننا السدود والحدود

يوم لا يعذب الجدود فى قبورهم حاضرنا

لا الدين ..

لا الأصل ..

ولاسعاية الغريب

لا جناية الغبى .. لا وشاية الواشى تدب

كالصلصال فى القلبين

فكر معى ملوال

زهيرحسن السيد
زهيرحسن السيد
مبدع مميز
مبدع مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty رد: الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 28th أبريل 2011, 18:21

شكراً لكل المداخلات الجميلة وتحية خاصة للابن الكريم ابن الكريم زهير للقصيدة الفريدة التي زينت بها جيد المنتدى فحُسنُ العقد من حُسْنِ الفرائد ...شكراً


عدل سابقا من قبل خدورة أم بشق في 1st مايو 2011, 16:41 عدل 1 مرات

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty رد: الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف Suhad Abduelgfaar 29th أبريل 2011, 14:08

والله اول ما ادخل المنتدى
تجدنى اركض نحو منتدى الشعر والخواطر
لكى
افوز بما كتبه خالى واستاذى فضل (خدوره)
ولكن الظاهر انى تاخرت
واليوم
لم
تسعنى الفرحه
وانا اجد ما ليست موجود
لشاعرنا العظيم صلاح احمد ابراهيم(له الرحمه والمغفره).
الوقوف والاحترام لك استاذى فضل .
والتحيه لك استاذنا الفاتح
وانت تضيف (مريه) ويقال انه
كتبها فى اعلى قمة فى اليونان تسمى (الليكافتوس) وان اسمه منحوت فى احدى صخورها .

ما لعشرينين باتت في سعير تتقلب
ترتدي ثوب عزوف وهي في الخفية ترغب
وبصدرينا ((بروميثيوس)) في الصخرة مشدوداً يعذب
فبجسم ألف نار وبجسم ألف عقرب.

*بروميثيوس* هواله النار كما تروى الاساطير اليونانيه.
احترامى
Suhad Abduelgfaar
Suhad Abduelgfaar
مشرف حكاوي المهجر
مشرف حكاوي المهجر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty رد: الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 29th أبريل 2011, 23:08

احترامي لك أختي سهاد..... يامرية دونت كلماتها أيام الثانوي كعادتنا في ذلك الزمن الجميل من جريده أو مجلة لا أذكر (مع قلة الجرايد و المجلات حين ذاك )... وجدت بالأمس وأنا اتصفح ذات الدفتر (( كراس أبو 64_ المطبعة الحكومية ))وجدت خط أسفل يا مرية وهذه الكلمات مكتوبة لا أدري هي ضمن نتاج صلاح أحمد ابراهيم ( عليه رحمة الله ) الشعري ..أم لا ...

**عجز الخيــــال**
عينــاك فوق تخيلي
فوق انطلاق يراعتي
فوق انفعال براعتي
عينــاك فوق تأملي
ومضيت ماخوذا وكنت قد اختفيت
من أنت؟!! مااسمك يا جميل؟!!
وكنت من أي الكواكب قد أتيت وقد اختفيت!
ومضيت ليلا كالشهور فلا ظهرت ولا أتيت
وأنا السائل عنك في الليل القمر
وأنا أفتش في ابتسامات الرضا..لك عن أثر
في كل ركن سعادة لك عن أثر
في كل نجم خافق
في كل عطر عابق
في كل نور دافق
لك عن أثر
********

دعينا نقول
للغالي استاذ فضل ... منتظرين !!

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty رد: الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 2nd مايو 2011, 04:45

قصة بروميثيوس في الميثولوجي الأغريقية:-
تعد قصة بروميثيوس واحدة من أهم القصص في الميثولوجيا الغربية إن لم تكن أهمها على الإطلاق ، وهذه القصة ترمز لمضامين ودلالات هائلة في الفكر و التاريخ الغربي ...

اعتقد اليونانيون قديما بوجود عائلتين من الآلهة هما عائلة الآلهة الأوليمبية التي كان كبيرها هو زيوس ، والعائلة التي كانت قبلها وهي عائلة الجبابرة Titans ...

كان التيتان جميعا محكومين من قبل زيوس وعائلته بعد حرب انتصر فيها زيوس وأقاربه على التيتان ...

كلف زيوس اثنين من التيتان هما بروميثيوس و أخوه ابيمثيوس Prometheus and Epimetheus بخلق البشر وتزويدهم وجميع حيوانات الأرض بمتطلبات الحياة التي تمكنهم من البقاء ...


وقام ابيميثيوس بناءعلى هذا بتزويد الحيوانات بالقوة والشجاعة والسرعة والتحمل ، وزودها بالريش والفرو والصوف وغيرها من وسائل الحماية ...


ولكن عندما وصل إلى خلق الإنسان تنبه إلى أنه و بسبب تهوره قد استنفد جميع موارده ولم يعد لديه ما يمكن أن يقدمه ... ومن هنا جاء اسمه الذي يعني : "الفكرة التالية" ...

فاضطر ابيميثيوس إلى طلب المساعدة من أخيه برميثيوس "الفكرة المقدمة" الذي أخذ على عاتقه خلق الإنسان..

والذي حصل أن بروميثيوس قد بالغ جدا في الإنعام على الإنسان وتكريمه ، فأعطاه القدرة على المشي منتصبا على رجلين كالآلهة ... وهو ما لم يحصل عليه حيوان آخر من قبل ...

ثم قام بروميثيوس بعمل في منتهى الجرأة ، حيث قام بسرقة النار ، التي تعني النور والمعرفة والدفء ، قام بسرقتها من الآلهة وإعطائها للبشر ... مما زاد في سخط زيوس عليه أكثر ...


وأخيرا قام بروميثيوس بخداع زيوس ، حيث أحضر ثورا وذبحه ، ووضع لحمه وجميع ما يؤكل منه في كومة غطاها بالأحشاء والمصارين ...

ووضع العظام في كومة أخرى وغطاها بالدهن ....

ثم خير بروميثيوس زيوس بين الكومتين ، فاختار زيوس الثانية ، و اشتد سخطه حينما علم أن كومته تحوي العظم ...

ومن يومها صارت سنة أن القرابين للآلهة تحوي العظم والدهن ، بينما اللحم هو للبشر ليأكلوه ...

وجزاء لبروميثيوس وتجاوزاته ، عاقبه زيوس بأن قيده بالسلاسل إلى صخرة كبيرة في القوقاز ... وسلط عليه نسرا جارحا ينهش كبده كل يوم ... ثم ينمو الكبد مجددا في الليل إلى ان أتى هيراكليس وخلصه من هذا العذاب المستمر



خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty رد: الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف صباح حسن عبد الرحيم 2nd مايو 2011, 15:45

واعرف قبلك معني الارق
وكون الحياة تصدي... وارجوحة للقلق
وناعورة للهزيمة والانتصار.....
راااااااااااااااااااائعة
تسلم عمو فضل
وانت دائما تاتين بالنادر والجميل
تحياتي

صباح حسن عبد الرحيم
مبدع مميز
مبدع مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم Empty رد: الغفاري والصبي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 3rd مايو 2011, 08:24

شكراً ابنتي صباح ... نعم هي الحياة .. بشقيها ... حزن وفرح هزيمة وانتصار... غنىً وفقر ... حرية وقهر .....

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى