ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من هو بدوي الجبل

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

من هو بدوي الجبل Empty من هو بدوي الجبل

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 19th يونيو 2011, 09:15

[right]بدوي الجبل هو الشاعر السوري الكبير محمد سليمان الأحمد ابن العلامة الشيخ سليمان الأحمد (عضواً مجمع اللغة العربية في دمشق و شارح ديوان المكزون)جده الأكبر(المكزون السنجاري) وهو واحدٌ من أعلام الشعر العربي في القرن العشرين. ولد سنة 1900 في قرية ديفة في محافظة اللاذقية بسوريا، و"بدوي الجبل" لقب أطلقه عليه المرحوم (يوسف العيسى) صاحب جريدة "ألف باء" الدمشقية في العشرينات. إنغمس بدوي الجبل في حقل السياسة فأنتخب نائباً في مجلس الشعب السوري 1937 وأعيد انتخابه عدة مرات ثم تولى عدة وزارات منها الصحة 1954 والدعاية والأنباء. غادر سوريا 1956 متنقلاً بين لبنان وتركيا وتونس قبل أن يستقر في سويسرا. عاد إلى سوريا 1962 حتى توفي يوم 19 أغسطس سنة 1981. كان من أنصار الرئيس القوتلي، مدح الفرنسيين ثم ذمهم، هاجم حزب لبعث أثناء هزيمة حزيران كما أشاد بأبطالل سوريين مثل ابراهيم هنانو و يوسفالعظمة وقد سطر أروع وابدع القصائد.
شعره
يمثل شعر بدوي الجبل السقف الأعلى في الشعر الكلاسيكي من حيث حقق التوازن بين الخيال والفكرة، من الناحية الروحية تأثر شعرياً بجده المكزون حيث إنعكست بعض الإشارات الصوفية في ثنايا شعره، شعره السياسي المقاوم للإستعمار الفرنسي يصلح اليوم لمقاومة الإستعمار الغربي، تغنى في شعره بحضارة الأمويين معتزاً بعروبتهم
شعره الجميل دليل على أن الشعر العربي مطبوع وليس مصنوعاً إلاّ لدى الشعراءالمتكلفين، وبدوي الجبل علم في عالم الشعر العربي قصائده الجميلة فذة تفيضبالمعاني وجمال الكلمات.يعتبر بدوي الجبل والأخطل الصغير وعمر أبو ريشة والجواهري وعبدالله الطيب والبردوني والعباسي رموز الشعر الكلاسيكي العربي، ورغم كثرة الدراسات عن شعره حتى الآن لم ينصف بشكل مناسب فهو مدرسة من مدارس الشعر العربي.مع أنه ينتمي إلى الطائفة الإسلامية العلوية وربيب بيت ديني عريق في تدينه
إلا أنه تجاوز حدود الطائفة وحلق في سماء الدين الإسلامي الرحب فقال:
مسلمٌ كلما سجدت لربي..................فاح من سجدتي الهدى والعبير
وكان يعتز بعروبته حيث قال:
عربيٌ فلا حماي مباحٌ................عند حقدي ولا دمي مهدور
قصيدة من شعره

حنين الغريب
( بدوي الجبل )

وفاء كمزن الغوطتين كريم
و حبّ كنعماء الشام قديم
و شعر كآفاق السماء تبرّجت
شموس على أنغامه و نجوم
يلمّ (شفيق) كوكبا بعد كوكب
و نسّق منها العقد فهو نظيم
معان بألوان الجمال غنيّة
كما زفّ ألوان الطيوب نسيم
و وشي كأحلام الشباب يصوغه
أنيق بأسرار البيان عليم
سقاني سلاف الشعر حتّى ترنّحت
دموع و غنّت لوعة و كلوم
ففي كلّ بيت ريقة أو سلافة
و ريحانة شاميّة و نديم
***
تطوّحني الأسفار شرقا و مغربا
و لكنّ قلبي بالشام مقيم
و أسمع نجواها على غير رؤية
كأنّي على طور الجلال (كليم)
و ما نال من إيماني السّمع أنّني
أصلّي لها في غربتي و أصوم
و لا نال من قدري اغتراب و عسرة
يصان و يغلي الدرّ و هو يتيم
و للمجد أعباء و لكنّها منى
و للمكرمات الغاليات هموم
و خاصمني من كنت أرجو وفاءه
و للشّمس بين النيّرات خصوم
يلاقي العظيم الحقد في كلّ أمّة
فلم ينج من حقد الطّغام عظيم
و يقذى بنور العبقريّة حاسد
و يخزى بمجد العبقريّ لئيم
و تشقى على الحقد النّفوس كما انطوت
قلوب على جمر الغضا و حلوم
و لم يدر نعماء الكرى جفن حاقد
و هل قرّ عينا بالرّقاد سليم
و يزعم أنّ الحقد يبدع نعمة
و هيهات من نعمى البنين عقيم
و ما بنيت إلاّ على الحبّ أمّة
و لا عزّ إلاّ بالحنان زعيم
و لا فوق نعماء المحبّة جنّة
و لا فوق أحقاد النّفوس جحيم
هو الحبّ حتّى يكرم العدم موسر
و يأسى لأحزان الغنيّ عديم
و حتّى يريح الذّنب من حمل وزره
حنان بغفران الذّنوب زعيم
و يا ربّ قلبي ما علمت . محبّة
و عطر و وهج من سناك صميم
و آمنت حتّى لا أروم لبانة
تخالف ما تختاره و تروم
جلا نورك الدنيا لعيني وسيمة
فلم يبق حتّى في الهموم دميم
و سلّمت أمري لا من اليأس بل هوى
أصيل و إرث طاهر و أروم
فررت إلى قلبي من العقل خائفا
كما فرّ من عدوي المريض سليم
تألّه عقل أنت يا ربّ صغته
و كاد يردّ الميت و هو رميم
و ضاقت به الدنيا ففي كلّ مهجة
هواجس من كفرانه و غموم
و أبدعت هذا العقل نعمى قطافها
فنون كأطياب الهوى و علوم
ترفّ حضارات عليه وضيئة
و خير كإغداق السماء عميم
و غرّد في عدن لحورك شاعر
و غازل أسرار السماء حكيم
فما بال هذا العقل جنّ جنونه
فردّ ملاك الطّهر و هو أثيم
و زلزل منه البرّ و البحر كافر
بنعماك مرهوب الحتوف غشوم
و في كأسه عند الصّباح سلافة
و في كأسه عند المساء سموم
و يعطي المنى ما تشتهي فهو محسن
و ينهب ما أعطاه فهو غريم
تحدّاك حتّى كاد يزعم أنّه
شريك لجبّار السّماء قسيم
و حاول غزو النّيرين فردّه
عن الذروة العصماء و هو رجيم
و كفّ عنان العقل قسرا فربّما
أثير بإلحاح السّفين حليم
جلت هذه الدّنيا لعيني كنوزها
لوامع يغري برقها فأشيم
أفانين من حسن وجاه و نعمة
معادن نور كلّهنّ كريم
و وشي به الألوان حيرى كأنّها
سماء فتصحو لمحة و تغيم
و لم أتردّد و انتقيت .. و حبّها
و أحلامها ما اخترت حين تسوم
قد اختصرت دنيا بقلبي و عالم
كما اختصر العلم الشتيت رقيم
و توجز في قارورة العطر روضة
و توجز في كأس الرّحيق كروم
و أعرض إعراض الخليّ من الهوى
و بي من هواها مقعد و مقيم
و ما حيلتي إن نمّ عن نفسه الهوى
هو العطر و العطر الزكي ّ نموم
تشابهت السّمراء و الدّهر شيمة
كلا القادرين القاهرين ظلوم
و أكرمها عن كلّ لوم وأنثني
أعاتب قلبي وحده و ألوم
و لو أنّ شعري دلّل الرّيم نافرا
تلفّت يجزيني الصبابة ريم
***
تبادهني عند البحيرة دمّر
و روض على أفيائها و شميم
و ورق على شطّ البحيرة حوّم
و ورق على قلب الغريب تحوم
خيال جلا لي الشام حتّى إذا انطوى
تنازع قلبي عبرة و وجوم
و قرّبها ما شئت حتّى احتضنتها
و غابت بحار بيننا و تخوم
و حيّت من الرّوح الشاميّ نفحة
ولوع بأشتات الطّيوب لموم
و لاح صغاري كالفراخ و أمّهم
حنون كورقاء الغصون رؤوم
فراخ و إن طاروا و للريح ضجّة
و للرعد زأر في الدّجى و هزيم
فطرنا على حبّ البنين ، سجيّة
تلاقى عليها عاذر و مليم
يشبّ الفتى منهم و يبقى لرحمتي
كما كان في عينيّ و هو فطيم
و هان بنعماء الطفولة ما درى
أهادنَ دهرٌ أم ألحَّ خصيمُ
غرير يبيّن القول بل لايبينه
طفور كأطلاء الظّباء بغوم
نزعت سهام القلب لمّا خلعته
عليه و نزع المصميات أليم
و جرت على قلبي فأخفيت أنّه
مدمّى بأنواع السّهام كليم
و لولاهم ماروّضتني شكيمة
و لا لان منّي في الصّعاب شكيم
***
و هيهات منّي في البحيرة دمّر
و سجع بوادي الرّبوتين رخيم
إذا لاح لي وجه البحيرة قاتما
ألحّ عليه عاصف و غيوم
فوجه أديم الشام طلق منوّر
و وجه بحيرات السماء قسيم
تعلّلت لا أشكو سقاما و لا أذى
بلى كلّ ناء عن هواه سقيم
و يحزنني دوح البحيرة عاريا
و أوراقه الخضراء و هي هشيم
و أبسط كفّي أقطف الماء عابثا
كأنّ المويجات الصّغار جميم
و تلك الظلال الحاليات عواطل
على كلّ أيك وحشة و سهوم
تعرّت من الغيد الملاح و طالما
تغطّى بأسراب الملاح أديم
رسوم هوى ما استوقفت خطو عابر
كما استوقفت ركب الفلاة رسوم
و لا لثم الحصباء فيها متيّم
يشمّ الهوى من عطرها فيهيم
يجلّلها اللّيل البهيم و مثله
ضحى كالدّجى غمر السواد بهيم
و شمس الضحى خود كعاب يضمّها
لغيران من صيد الملوك حريم
يردّ و يجلى عن كوى الغيم وجهها
كما رُدَّ عن باب البخيل يتيمُ
و يشكو الضحى من هجرها متوجّعا
و يوحشه هجرانها و يضيم
تأبّت على جهد الضحى فكأنّها
من الغيد مكسالُ الدلال نؤومُ
و ضمّ الظلام السكب ظلاّ لجاره
كأنّ الظلال المغفيات جسوم
***
يطارحني دوح البحيرة شجوه
كلانا معنّى بالزّمان هضيم
و أشكو له البلوى و يشكو كأنّنا
حميم يساقيه العزاء حميم
أتشكو و لكن عندك الريح و الدجى
و للجنّ من شتّى الظلال نجوم
و عندك آلاف الطّيوف حوائم
روان لأسرار البحيرة هيم
تلملم أسرار البحيرة شرّدا
و يفتنها سكب الشذا فتريم
هنا كلّ أسرار البحيرة و الرؤى
طوافر في دنيا الخفاء تهيم
هنا عرس الأطياف يفترش الدّجى
و يقعد في أحضانه و يقوم
خفاء يضجّ الصمت فيه و بلبل
تحدّى ضجيج الصمت فهو نغوم
و لفّ الخفاء الحسن حتّى شكى الهوى
و غار حرير مترف و رقوم
فدع لومه إن لم يلح لك سحره
خيالك لا سحر الخفاء ملوم
هنا ألف الأطيار و الناس رحمة
فللطير أنس فيهم و لزوم
إذا انبسطت راح فللطير فوقها
حنين إلى سمح القرى و جثوم
فيا خجلة الصحراء لم ينج جؤذر
و لا قرّ عينا بالأمان ظليم
و لم تهن بالعشّ البعيد حمامة
فصيّادها صعب المراس عزوم
شكا الطّير من ظلم الأناسيّ و اشتكت
ظباء و عشب في الفلاة نجيم
فبا ربّ لا أقوى من الطّير عشّه
و لا راع أسراب الظباء غريم
و لا أوحشت رمل الفلاة جاذر
و ورد يندّي حرّها و فغوم
و كلّ غمام مرّ في الرّمل ديمة
و كلّ كنّاس للظباء مديم
رمال كبرد عاطل الوشي حاكه
صناع معنّى بالبرود سؤوم
فزوّقه بالوشي غاد ورائح
و عدو جياد ضمّر و رسيم
و يا ربّ في الإنسان و الطير احتمى
بغيرك مقصوص الجناح ظليم
و صن كلّ زرع أن ينازع خصبه
هجير و ريح – لا ترقّ – حطوم
سنابل وفّت للطيور زكاتها
فحنّت إليها جنّة و نعيم
و يا ربّ تدري الشام أنّي أحبّها
و أفنى و حبّي للشام يدوم
و لي في ثراها من لداتي أعزّة
حماة إذا استخذى الشجاع قروم
تهاووا تباعا واحدا بعد واحد
عليه انفراط العقد و هو نظيم
تساقوا مناياهم ضحى العمر و انطوى
شبابهم الريّان و هو تميم
و أسرف في الذكرى لأنزح نبعها
و لكنّ نبع الذكريات جموم
إذا قلت غاضت بعد لأيّ تدفّقت
و للموج فيها كرّة و هجوم
و تسدل أحيانا شفيف لثامها
كما لثم الفجر الضحوك سديم
و في كلّ أيك لي على الشام منسك
و في كلّ دوح زمزم وحطيم
و كلّ مقام فيك حتى على الأذى
حميد و كلّ النأي عنك ذميم
حوالي الصبا إن لم تدرك عواطل
و ريح الصّبا ما لم تزرك سموم
و يا ربّ إن سبّحت و الشام قبلتي
فأنت غفور للذنوب رحيم
تهلّل عفو الله للذنب عندما
أطلّ عليه الذنب و هو وسيم

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من هو بدوي الجبل Empty رد: من هو بدوي الجبل

مُساهمة من طرف Suhad Abduelgfaar 19th يونيو 2011, 11:37

تطوّحني الأسفار شرقا و مغربا
و لكنّ قلبي بالشام مقيم.........
لك الشكر استاذى فضل على الجمال
واكثر ما لفت نظرى ان شاعرنا
يتضرع الى ربه
ويناجى ربه كثيرا.يا له من جمال.

ولا ادرى انى حسيت بانى اقرأ الى شوقى
فهل هناك تلاقى ما بينهما؟
خالص شكرى وتحياتى
Suhad Abduelgfaar
Suhad Abduelgfaar
مشرف حكاوي المهجر
مشرف حكاوي المهجر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من هو بدوي الجبل Empty رد: من هو بدوي الجبل

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 19th يونيو 2011, 18:00

ابنتي الغالية بنت الغالي والغالية سهاد بدوي الجبل شعره قريب جدا من شعر اميؤ الشعراء شوقي لان ظروفهما متشابهة خاصة ظروف المنفى لكليهما وشوقي حينما نفي للأندلس قال بيته الشهير
وطني لو شغلتُ بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من هو بدوي الجبل Empty رد: من هو بدوي الجبل

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 20th يونيو 2011, 03:23

دكتور عائض القرني له (انشودة الطفولة) اطلعت عليها في " الرسالة " حوالي 2007 ويبدو القرني تأثربـ (البلبل الغريب) ...بدوي الجبل والقصيدتان عن الطفولة ....وقد نوه أحد النقاد في نفس الصحيفة بان القرني قد عارض بدوي الجبل ..... صراحة لم أكن أعرف أن شاعراً يسمى بدوي الجبل لحدي ما نزلت البوست يا استاذي .... فضحكت على نفسي قبل ساعات وانا أقرأ في النت " البلبل الغريب " وتذكرت على اثرها الموضوع ..إذ كنت أعتقد أن " بدوي الجبل " صفة أطلقها الكاتب الناقد السعودي هكذا ... مما جعلني أجافي الموضوع منطقاً ...ولم أفهمه جيداً....
البلبل الغريب
( بدوي الجبل )... ومطلعهــا
سلي الجمر هل غالى وجنّ و عذّبا..
عنوان بوست البداية التوثيقية للشاعر..." استاذ: أزهري الحاج"


********_*******
واليــكم
" انشودة الطفولة " للشيخ عائض القرني...
عققتُ الهوى إن لـم أَنُـحْ فيه مُعربـــا = وجُـنّ جنـونـي كـلـمـا عن لـي الصّبـا
هَبِي لـي مـن تـحـنـان جـفـنـكِ دمـعـةً = أبــلُّ بـهـا قـلـبــــاً عـلـيـكِ تـلـهـّـبـــــا
خذي من فؤادي قصةَ الحب وانسجي = بأعصابِ جثماني ضريحـــاً مطـنـّـبـــا
أمــوتُ وأحـيـــا والمســـراتُ جـمـةٌ = وأنتِ التـي سـددتِ سـهـمـــاً مصوّبــا
بقلبي قـامتْ كعبـةُ الحـسـن مثـلـمـــا = يطوف غـرامـي حـولـهـا مـتـعـجـّـبــا
ألا رحـــم الله المحـبـيــــن لـيــتـنـي = تلوتُ عليـهم سـورةَ الصبــر مسـهـبـا
يهيّجهم في ســـاعة البــيــن بــــارقٌ = وكم شاركوا نوحـاً حمــامــاً مـطـرّبـا
خشوعاً كرهـبــان المـعــرّة أيـقـنــوا = بأن سهـام اللحظ أمضى مـن الظـّـُـبــا
ألـذُّ الهــوى مــا لوّع القـلـب هـجـره = ليهمي سحـاب الحب بالوصل صيـّـبـا
وعينــاكِ تـروي لي روايــةَ عــاشـقٍ = وكم قلتِ لـي ما لـي أراك مصـوّبـا ؟
وآمـنــتُ أن الحـب أعـمـى فـزادنـي = يقـيـنــاً بـــــأن أبـقـى محبــاً مـعـذّبـــا
أتيـت زمـانـي مـثـخـنَ الجـسـم دامياً = أجـــاهـدُ قـلـبـــاً كـلـمـا صنـتُــه أبــى
وأسـتـحـلـفُ الأيـــامَ وهـي كـواذب = ووعــداً ختـــولاً ما أغـــشَّ وأكـذبـــا
وأبصر في المـرآة شـيـخــاً مـعـمـمـاً = وكــــان صبـيــاً كــالـفـرنــد مذهـّبـــا
يسـاومـُه عـن فـاحم الشـعـر أبـيـض = ملح كوجه الصبح في الـعـيـن أشـْـيـَبا
بريئـاً كوجهِ الطفـل سـمـحـاً كـقـلـبـهِ = تــمــرّس فـــي أهــوالــه وتــقـلـبــــا
***

ســلام عــلى عــهــد الـطـفــولــة إنه = أشـــد ســرور القلـب طـفـلٌ إذا حـبــا
ويــــا بـسـمـةَ الأطـفـال أي قـصـيــدة = تـوفِّـي جــلال الطهر ورداً ومشـربــا
فيـا رب بـارك بسـمة الطفل كي نرى = عـلـى وجـهـه الرّيــان أهـلاً ومرحـبـاً
ويـــــا رب كـفـكـف دمعـه بـرعـايــة = ولطـفـك بالجسـم الصـغـيــر إذا كـبـــا
وحبـّـبـــه للأجيـــال تحضــن طـهـرَه = وتـقـبــس مـنـه الـطهـر عطراً مطيـبــا
ويــا رب في بـيـتـي عصـافيـر دوحة = فـقـلبـي مـن خـوف الـفـراق تـشـعـبــا
أخــاف عـلـى عـش الـطـفـولـة جائراً = يـرون بـه فـظّـــاً ووجـهـــاً مـقطـِّبــــا
وكـنـت أداري عنـهـم الضيـم جـاهـداً = وأستـقــبـل الأحــداث نابـــاً ومخـلـبــا
تـجـرعت غـيـظـاً دونـهـم وأمضـّـنـي = زمــــان فــألــقيــت الــمقــادة مجـنبــا
ولـولاهـم ما سـامـنـي الـدهـر خـطــة = وشابهت في دفع الظّـُلامــة مـصـعـبــا
وأستمـهـل الـمـوت الـلـحوح مـخـافـة = على صبيتي أن يرعوا الروض مجدبا
وكـم لـيــلـة أضنــى أنـيــن بكــائــهـم = فؤادي أراعـي الليـل نجمــاً وكــوكبــا
ولـي مـن تـواقيـــع الـغـرام شـواهــد = غــدت قبـلاً لو لاقـت الجـدب أعشـبــا
***

ســلام لأعــدائي لــحســن صنــيــعهم = وما تركوا في الجسم للسيف مضربـا
ولـكــن تـضميــد الفـؤاد على الأســى = أعف وأعلى أن أخـــاصم مـغـضـبـــا
فما عرف السـلوان مـن بــات نــاقمـا = وما فـــاز بالرضوان من ظل مشغبــا
ومــــا سـعــة العمر القصيـر لغضبـة = سيــلقى به سيفــاً من الموت أعضبــا
غفـرت لـهـم كـل الذنـوب ولـو غـدوا = حواليّ مــن غيــض أسوداً وأذؤبــــا
إذا قـطـعــوا حبــل الوفـــاء وصـلـتـه = ولو ركبــوا في الغي سبعين مركبـــا
إذا مرضــت نفسـي مـن القـهـر عدتهم = ومــا حيلتي إذ قلـب خصمي أجدبــــا
ويـــــا رب لا تــأخــذ بـزلــة مذنـــب = وجنّبه عــن نــــار الضلالــة مذهبـــا
ووشِّحه مــن سربـــال عـفــوك حلـّــة = فأنــت جعلت الصفح والجود أرحبــا
ويــا رب عــن أهـل الذنـوب تـجـاوزاً = ولــو عظـم الذنـب الشنيـع وأغضـبـا
كـتـــابـك فـوق العرش نـنـشـد وعــده = وأنــت الـذي بالعـفـو للذنــب أوجبــا
يـشـيــعـنـي قـلــب تــعـــاظـم خـوفــه = وخــدٌّ غــدا بــالدمـع فيـك مخضـبـــا
***

غـــداً ستـرى الأيــام أعـلامَ عــزِّنــــا = وتحملـنـــا الجــوزاء مغنـى وملعـبـــا
يــقـوم لنـــا التــــاريخ فخـراً وهيــبـةً = وكنـــا لــه فــي كــل نـــــازلـة أبـــــا
على وهـج مـن لاهـب الشـوق مـقـلـق = وفــي وارف مـــن جنـــة قــد تــهدّبـا
أعــاتب في الركـن الحطيــــم مدامعي = وفي الغار ألوي ثوب مجدي مسحّبــا
وفـي أحــدٍ ذكـراي يــورق عودُهـــــا = ولي زفــرات فـي العـقـيـق وفـي قبـا
ديـــــار رسول الله أعشق روضــهـــا = عـلـى سـفحـهــا جبريل سار وصوّبـا
إذا مـــا نثرت الرمــل فــــــاح أريجه = بـأزكى مـن المسـك الـعتـيـق وأجـذبـا
بــه ذائـع مـن نـفحـة القـدس ثـــــائــر = دم سـال فـي أرض الـبـطولـة طيـّـبــا
أنا قصتي في الغار صيغت فصولـــها = وفـي خيــبــر قدمــت للنــار مرحبـــا
غـداً سيــرانـــا كـالنـجوم تـتـــــابـعـت = إلـى صـهـوة العليـــاء مــرداً وشيّـبــا
لنــا زجـل بـالـذكـر كـالطيـر جنـدنـــا = ملائكةـٌ طـهـر وتـنـصرنــــا الصّـَـبَــا
يـعـود لـنـا الـفـتـح الـمـبـيـن متـوجـــاً = ونـفـتــح بـالإيـمـــان بــابـــاً مضبّـبـــا
كــأن أذان الفجـر فـي مسمـع الـدنـــا = مزاميــــر داود إذا نـــــاح أطـربــــــا
وصوت بـلال يـعـلـن الـعــدل مــاثـلاً = على هـــامة الأكوان أعلـى وأعذبـــــا
وكانت زهور الروض عطشى ولم يعد = هَـزارُ الرُّبــى يشـدو وقد كــان معتبــا
فـأشرقت البشرى من الغـار وانطـوى = ديـــاجيــر جهـل مـــا أضـل وأخيــبــا
فمن بـردة المختــــار أنـسج مطـرفـي = ومـن همــة الصدّيـق أقطـع سـبـسـبـــا
وفـي درة الفـــــاروق قـصـة عـــادل = فصـول مـن الإلهـام قـد صرن مضربا
فيــــا لـفؤادي كـلـمــــا عَــنَّ ذكــرهم = خشيــت عـلى أحشــائـــه أن تــلهبــــا
أظـل أراعـي النـجم والطـرف سـاهر = حنـــانـيــك مـن ليـــل أطـــال وعذّبـــا
فيــــــا أيـهـا الإنـسـان هـاك صـداقـة = أبـّــــر مــــن الأم الرءوم وأحدبـــــــا
تـعــال نـعيـد الـوصــل عهـداً مباركاً = وخـذنـي أخــاً إذ كــان آدم لــي أبـــــا
إذا كنــت قــــابـيــل العداوة والـرّدى = فــإني أنــــا هابيــل رأيــــا ومــذهبـــا
************///////****************


الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من هو بدوي الجبل Empty رد: من هو بدوي الجبل

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 20th يونيو 2011, 12:19

الشيخ عائض أديب ذرب أخاذ بناصية الكلام والقصيدة أبدت تعارضاً قوياً والمعروف أن أي قصيدة معارضة إن لم تكن بجودة القصيدة المُعَارضة سيكون حظها من الاشتهار كحظ أحمد بن الحسين في إحدى إمارات الإخشيدي...
شكراً الفاتح

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى