عـلـى طًـلـلِ الســـــــــــودان ** قصيدة جديدة - محمد المكي إبراهيم

عـلـى طًـلـلِ الســـــــــــودان ** قصيدة جديدة - محمد المكي إبراهيم

خليليَّ هذا َربْعُ عزِّةَ هـذه رســومُ مغانيها وهذي ُطلولها
هنا كانتِ الأنسامُ تسري رخِيّةً تقرِّبُ أغصـانَ المُني إذْ تميلها
وكانت عشيَّاتُ الحِمى ذاتُ بهجة يُدِلُّ بكاساتِ السـرورِ مُديلها
لقد نفذَ المقدورُ فيها فصوَّحـتْ بسـاتينُها وانفضَّ عنها قبِيلُـها
فيا لكَ فيها من قبابٍ كواســفٍ جرى بينها كالجدولِ الضحلٍ نيلُها
ويا لكَ فيها من حبيبٍ دفنتُه برابيةٍ لا ُيســتطَاعُ وصولُـــها
فأصبحَ رســماً دارساً وأضـعتُه بهيـماءَ قَفْرٍ لا يبينُ سـبيلُها
خليلي هذا ربعُ عَزَّةَ أنزِلا نُخفِفُّ عن هذي القلوبِ حمولها
دعوني أُسرِّي الهمَّ عني بعبرةٍ تبرِّدُ أضلاعي وتشفي غليلـها
بلطمٍ ولثمٍ للترابِ وحثْوِهِ على الرأسِ والاعضـاءِ (فُلُّتْ فلولها)
فكيف اصطباري إذ أراها صريعةً ولا قولَ لي في أرْشِها* و ذحولها*
وكيف هلاكي دونَها حيثُ لم يكـن قتالٌ ولم ينهضْ لحربٍ فحـولها
لقد أسلموها هاربين وهرولوا وما همَّهم من عُلْوِها أو سُفولها
سلامٌ عليها شدَّما كنتُ أرتجي لأدوائـها طِباً رؤوماً يزيلها
فتصبحُ روضاً للإخاءِ وبيعةَ يطيبُ لأيفاعِ اليمـامِ نزولها
لحى اللهُ قوماً مزقوها وأبعـدوا شقيقين كانا خُلُّةً وخليلها
على طللِ السودانِ حِلًّ لك البكاء وحِلّ لأنهارِ الدموعِ مسيلها
وما الدمعُ والحزنُ العقيمُ بنافعٍ إذا لم تُعبّى للطّراد خيولها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الارش : الدية - *الذحول: الثأرات و مفردها ذحل

شكراً ول بشري علي النص الرائع!!
هكذا لا زال شاعر الثورة ( محمد المكي) مسكونا بحب عزة يبكي خرابها
في زمن نضب فيه الاحساس في ضمائرنا وجفت دموع الحسرات وهاهو
المسكون بحب عزة يمارس شاعريته وانسانيته في ايقاظ الضمائر الميتة يذكرها بالفجيعة وكيفية النهوض منها
عبر هذا النص الشعرى العميق....له التحية والتقدير

ابن عمى الاشرف-كل سنة وانت طيب-((اخ من البلد -البقت من غير سروال ومركوب اخ والله يجازى الكان السبب))تحياتى

لا طلت ولا غابت
لا ظلت ولا كانت
لا حطَّت على تله
لا وقفت على عِلَّة


شكرا اشرف