ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور Empty من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 28th مايو 2012, 08:59


هناك مراثي كثيرة وشهيرة لشعراء فحول وعلى مر العصور ولكن تظل ثلاث مراثي هن من عيون الشعر العربي الفصيح
مرثية الزير سالم في اخيه كليب
مرثية الخنساء في أخيها صخر
مرثية جرير في زوجته أم حرزة
الملاحظ ان هذه المراثي تنتهي بحرف الراء وقبلها حرف الألف
فهل لحرف راء سر أم هي مصادفة ؟
مرثية الزير سالم في أخيه كليب


أَهَـاجَ قَـذَاءَ عَيْنِـي الإِذِّكَـارُ
هُـدُوّاً فَالدُّمُـوعُ لَهَـا انْحِـدَارُ
وَصَارَ اللَّيْـلُ مُشْتَمِـلاً عَلَيْنَـا
كـأنَّ الليـلَ ليـسَ لـهُ نهـارُ
وَبِتُّ أُرَاقِـبُ الْجَـوْزَاءَ حَتَّـى
تقـاربَ مـنْ أوائلهـا انحـدارُ
أُصَرِّفُ مُقْلَتِي فِـي إِثْـرِ قَـوْمٍ
تَبَايَنَـتِ الْبِـلاَدُ بِهِـمْ فَغَـارُوا
وَ أبكـي وَ النجـومُ مطلـعـاتٌ
كأنْ لمْ تحوهـا عنـي البحـارُ
عَلَى مَنْ لَوْ نُعيـت وَكَـانَ حَيّـاً
لَقَـادَ الخَيْـلَ يَحْجُبُهَـا الغُبَـارُ
دَعَوْتُكَ يَا كُلَيْـبُ فَلَـمْ تُجِبْنِـي
وَ كيفَ يجيبنـي البلـدُ القفـارُ
أجبنـي يـا كليـبُ خـلاكَ ذمٌّ
ضنيناتُ النفـوسِ لهـا مـزارُ
أجبنـي يـا كليـبُ خـلاكَ ذمُّ
لقـدْ فجعـتْ بفارسهـا نـزارُ
سقاكَ الغيثُ إنـكَ كنـت غيثـاً
وَيُسْـراً حِيـنَ يُلْتَمَـسُ الْيَسَـارُ
أَبَـتْ عَيْنَـايَ بَعْـدَكَ أَنْ تَكُفَّـا
كَأَنَّ غَضَـا الْقَتَـادِ لَهَـا شِفَـارُ
وَ إنكَ كنتَ تحلـمُ عـنْ رجـالٍ
وَ تعفـو عنهـمُ وَ لـكَ اقتـدارُ
وَ تمنـعُ أنْ يمسـهـمُ لـسـانٌ
مخافة َ منْ يجيـرُ وَ لاَ يجـارُ
وَكُنْتُ أَعُدُّ قُرْبِـي مِنْـكَ رِبْحـاً
إِذَا مَـا عَـدَّتِ الرِّبْـحَ التِّجَـارُ
فلاَ تبعـدْ فكـلٌّ سـوفَ يلقـى
شَعُوبـاً يَسْتَدِيـرُ بِهَـا الْمَـدَارُ
يَعِيشُ المَـرْءُ عِنْـدَ بَنِـي أَبِيـهِ
وَ يوشكُ أنْ يصيرَ بحيثُ صاروا
أرى طولَ الحياة ِ وّ قـدْ تولـى
كَمَا قَدْ يُسْلَـبُ الشَّـيْءُ المُعَـارُ
كَأَنِّـي إذْ نَعَـى النَّاعِـي كُلَيْبـاً
تطايـرَ بيـنَ جنبـيَّ الشـرارُ
سألـتُ الحـيَّ أيـنَ دفنتـمـوهُ
فَقَالُـوا لِـي بِسَفْـحِ الْحَـيِّ دَارُ
فسرتُ إليهِ مـنْ بلـدي حثيثـاً
وَطَـارَ النَّـوْمُ وَامْتَنَـعَ القَـرَارُ
وَحَادَتْ نَاقَتِي عَـنْ ظِـلِّ قَبْـرٍ
ثَـوَى فِيـهِ المَكَـارِمُ وَالْفَخَـارُ
لدى أوطـانِ أروعَ لـمْ يشنـهُ
وَلَمْ يَحْدُثْ لَهُ فِي النَّـاسِ عَـارُ
أَتَغْدُوا يَا كُلَيْـبُ مَعِـي إِذَا مَـا
جبـانُ القـومِ أنجـاهُ الـفـرارُ
أتغدُوا يا كليـب معـي إذا مـا
خلوق القـوم يشحذُهـا الشفـار
أقـولُ لتغلـبٍ وَ العـزُّ فيـهـا
أثيروهـا لذلـكـمُ انتـصـارُ
تتابعَ إخوتـي وَ مضـوا لأمـرٍ
عليـهِ تتابـعَ القـومُ الحـسـارُ
خذِ العهدَ الأكيـدَ علـيَّ عمـري
بتركي كلَّ مـا حـوتِ الديـارُ
وَهَجْرِي الْغَانِيَاتِ وَشُرْبَ كَـأْسٍ
وَلُبْسِـي جُـبَّـة ً لاَتُسْتَـعَـارُ
وَ لستُ بخالعٍ درعـي وَ سيفـي
إلـى أنْ يخلـعَ الليـلَ النهـارُ
وإلاَّ أَنْ تَبِيـدَ سَــرَاة ُ بَـكْـرٍ
فَـلاَ يَبْقَـى لَهَـا أَبَـداً آثــارُ
مرثية جرير في زوجته
من روائع الشعر العربي
لولا الحياء لهاجنـي استعبـارُ
ولزرت قبركِ والحبيبُ يـزارُ
ولقد نظرتُ وما تمتـعُ نظـرةٌ
في اللحدِ حيث تمكـنُ المحفـارُ
فجزاكِ ربكِ في عشيركِ نظرةٌ
وسقى صداك مجلجـل مـدرارُ
ولَّهتِ قلبـي إذ علتنـي عبـرةٌ
وذوو التمائم من بنيك صغـارُ
أرعى النجومَ وقد مضتْ غوريةٌ
عصبُ النجومِ كأنهـنَ صـوارُ
نعم القرينُ وكنتِ علق مضنـةٍ
وارى بنعف بليـة ،الأحجـارُ
عمرت مكرمةَ المساكِ وفارقتْ
ما مسهـا صلـفٌ ولا إقتـارُ
فسقى صدى جدث ببرقة ضاحكٍ
هزم أجـش ، وديمـةُ مـدرارُ
متراكبٌ زجلٌ يضيء وميضـهُ
كالبلق تحت بطونهـا الأمهـارُ
كانت مكرمةَ العشيرِ ولم يكـنْ
يَخشى غوائلَ أم حـزرةَ جـارُ
ولقد أراكِ كسيتِ أجملَ منظـرٍ
ومعَ الجمـالِِ سكينـةٌ و وقـار
والريـح طيبـةٌ إذا استقبلتِهـا
والعرضُ لا دنـسٌ ولا خـوارُ
وإذا سريتُ رأيتُ ناركِ نورتْ
وجهاً أغرَ ، يزينـهُ الإسفـارُ
صلَّى الملائكة الذيـنَ تخيـروا
والصالحونَ عليـكِ والأبـرارُ
وعليكِ من صلواتِ ربك كلمـا
نصبَ الحجيجُ ملبدين وغـاروا
يا نظرةً لك يوم هاجتْ عبـرةٌ
منْ أم حزرةَ ، بالنميـرةِ ، دارُ
تحييِ الروامسَ ربعهـا فتجـدهُ
بعدَ البلى ، وتميتـهُ الأمطـارُ
وكأنَ منزلـةً لهـا بجُلاجـلٍ ،
وحيُ الزبـورِ تجـدهُ الأحبـارُ
لا تكثرنَ إذا جعلـت تلومنـي
لا يذهبـنَّ بحِلمـكَ الإكـثـارُ
كان الخليطُ هم الخليطَ فأصبحوا
متبدليـنَ ، وبالديـار ديــارُ
لا يلبـثُ القرنـاءُ أن يتفرقـوا
ليـلٌ يكـرُ عليهـمُ ونـهـارُ
أفأمَّ حرزةَ ، يا فـرزدقُ عبتـمِ
غَضِبَ المليكُ عليكـم القهـارُ
كانت إذا هجرَ الحليلُ فراشُهـا
خُزِنَ الحديثُ وعفًّتِ الأسـرارُ

مرثية الخنساء في أخيها صخر
قـذى بعينـكِ امْ بالعيـنِ عــوَّارُ
امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ مـنْ اهلهَـا الـدَّارُ
كـأنّ عينـي لذكـراهُ إذا خَطَـرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَـى الخدَّيـنِ مـدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهـتْ
وَدونهُ مـنْ جديـدِ التُّـربِ استـارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَـا عمـرتْ
لهـا علَيْـهِ رَنيـنٌ وهـيَ مِفْتـارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحـقَّ لهَـا
اذْ رابهَا الدَّهـرُ انَّ الدَّهـرَ ضـرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَـا عبـرٌ
وَالدَّهرُ في صرفهِ حـولٌ وَاطـوارُ
قدْ كانَ فيكمْ ابـو عمـرٍو يسودكـمُ
نِعْـمَ المُعَمَّـمُ للدّاعـيـنَ نَـصّـارُ
صلبُ النَّحيـزة ِ وَهَّـابٌ اذَا منعُـوا
وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُ
يا صَخْـرُ وَرّادَ مـاءٍ قـد تَنـاذرَهُ
أهلُ الموارِدِ مـا فـي وِرْدِهِ عـارُ
مشَى السّبَنْتى إلى هيجـاءَ مُعْضِلَـة
ٍ لـهُ سلاحـانِ: أنيـابٌ وأظـفـارُ
وما عَجُولٌ علـى بَـوٍّ تُطيـفُ بِـهِ
لهـا حَنينـانِ: إعْـلانٌ وإسْــرارُ
تَرْتَـعُ مـا رَتَـعَـتْ، حـتـى إذا
ادّكرَتْ فانَّما هـيَ اقبـالٌ وَادبـارُ
لاَ تسمـنُ الدَّهـرَ فـي ارضٍ وَانْ
رتعتْ فانَّما هـيَ تحنـانٌ وَتسجـارُ
يوْماً بأوْجَـدَ منّـي يـوْمَ فارَقنـي
صخـرٌ وَللدَّهـرِ احـلاءٌ وَامـرارُ
وإنّ صَخـراً لَوالِيـنـا وسيّـدُنـا
وإنّ صَخْـراً إذا نَشْـتـو لَنَـحّـارُ
وإنّ صَخْـراً لمِقْـدامٌ إذا رَكِـبـوا
وإنّ صَخْـراً إذا جاعـوا لَعَـقّـارُ
وإنّ صَخـراً لَتَأتَـمّ الهُـداة ُ بِــهِ
كَأنّـهُ عَلَـمٌ فـي رأسِــهِ نــارُ
جلـدٌ جميـلُ المحيَّـا كامـلٌ ورعٌ
وَللحروبِ غـداة ََ الـرَّوعِ مسعـارُ
حَمّـالُ ألوِيَـة ٍ هَـبّـاطُ أودِيَــة ٍ
شَهّـادُ أنْدِيَـة ٍ للجَـيـشِ جَــرّارُ
نَحّـارُ راغِيَـةٍ مِلجـاءُ طاغِـيَـةٍ
فَكّـاكُ عانِيَـةٍ لِلعَـظـمِ جَـبّـارُ
فقلتُ لما رأيـتُ الدّهـرَ ليـسَ لَـهُ
معاتـبٌ وحـدهُ يسـدي وَنـيَّـارُ
لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لـي اخـاَ ثقـة ٍ
كانـتْ ترجَّـمُ عنـهُ قبـلُ اخبـارُ
فبـتُّ ساهـرة ً للنَّـجـمِ ارقـبـهُ
حتى أتى دونَ غَورِ النّجـمِ أستـارُ
لم تَـرَهُ جـارَة ٌ يَمشـي بساحَتِهـا
لريبة ٍ حيـنَ يخلِـي بيتـهُ الجـارُ
ولا تراهُ ومـا فـي البيـتِ يأكلـهُ
لكنَّـهُ بـارزٌ بالصَّحـنِ مهـمـارُ
ومُطْعِمُ القَوْمِ شَحمـاً عنـدَ مَسغبهـم
وفي الجُدوبِ كريـمُ الجَـدّ ميسـارُ
قدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسـبٍ
فقدْ اصيـبَ فمـا للعيـشِ اوطـارُ
مثـلَ الرُّدينـيِّ لـمْ تنفـدْ شبيبتـهُ
كَأنّـهُ تحـتَ طَـيّ البُـرْدِ أُسْـوَارُ
جَهْمُ المُحَيّا تُضِيءُ اللّيـلَ صورَتُـهُ
آباؤهُ من طِـوالِ السَّمْـكِ أحـرارُ
مُـوَرَّثُ المَجْـدِ مَيْمُـونٌ نَقيبَـتُـهُ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ في العَـزّاءِ مِغـوَارُ
فرعٌ لفـرعٍ كريـمٍ غيـرِ مؤتشـبٍ
جلدُ المريرة ِ عنـدَ الجمـعِ فخَّـارُ
في جوْفِ لحْـدٍ مُقيـمٌ قـد تَضَمّنَـهُ
فـي رمسـهِ مقمطـرَّاتٌ وَاحجـارُ
طَلْقُ اليَدينِ لفِعْـلِ الخَيـرِ ذو فَجَـرٍ
ضَخْمُ الدّسيعَـة ِ بالخَيـراتِ أمّـارُ
ليَبْكِـهِ مُقْـتِـرٌ أفْـنـى حريبَـتَـهُ
دَهْـرٌ وحالَفَـهُ بــؤسٌ وإقْـتـارُ
ورفقـة ٌ حـارَ حاديهـمْ بمهلكـة ٍ
كأنّ ظُلْمَتَهـا فـي الطِّخْيَـة ِ القـارُ
لا يَمْنَـعُ القَـوْمَ إنْ سالُـوهُ خُلْعَتَـهُ
وَلاَ يـجـاوزهُ باللَّـيـلِ مــرَّارُ

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور Empty رد: من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 28th مايو 2012, 10:05




بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يجدي
( ابن الرومي )



بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يجدي

فجودا فقد أودى نظيركمُا عندي

بُنَيَّ الذي أهدتهُ كفَّاي للثَّرَى

فيا عزَّة َ المهدى ويا حسرة المهدي

ألا قاتل اللَّهُ المنايا ورميها

من القومِ حَبّات القلوب على عَمدِ

توخَّى حِمَامُ الموت أوسطَ صبيتي

فلله كيف اختار واسطة َ العقدِ

على حين شمتُ الخيرَ من لَمَحاتِهِ

وآنستُ من أفعاله آية َ الرُّشدِ

طواهُ الرَّدى عنِّي فأضحى مَزَارهُ

بعيداً على قُرب قريباً على بُعدِ

لقد أنجزتْ فيه المنايا وعيدَها

وأخلفَتِ الآمالُ ماكان من وعدِ

لقد قلَّ بين المهد واللَّحد لبثُهُ

فلم ينسَ عهد المهد إذ ضمَّ في اللَّحدِ

تنغَّصَ قَبلَ الرَّيِّ ماءُ حَياتهِ

وفُجِّعَ منه بالعذوبة والبردِ

ألحَّ عليه النَّزفُ حتى أحالهُ

إلى صُفرة الجاديِّ عن حمرة الوردِ

وظلَّ على الأيدي تساقط نَفْسْه

ويذوِي كما يذوي القضيبُ من الرَّنْدِ

فَيالكِ من نفس تساقط أنفساً

تساقط درٍّ من نِظَام بلا عقدِ

عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطرْ لهُ

ولو أنَّهُ أقسى من الحجر الصَّلدِ

بودِّي أني كنتُ قُدمْتُ قبلهُ

وأن المنايا دُونهُ صَمَدَتْ صَمدِي

ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي

وللرَّبِّ إمضاءُ المشيئة ِ لا العبدِ

وما سرني أن بعتُهُ بثوابه

ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّة ِ الخُلدِ

ولا بعتُهُ طَوعاً ولكن غُصِبته

وليس على ظُلمِ الحوداث من معدِي

وإنّي وإن مُتِّعتُ بابنيَّ بعده

لَذاكرُه ما حنَّتِ النِّيبُ في نجدِ

وأولادنا مثلُ الجَوارح أيُّها

فقدناه كان الفاجع البَيِّنَ الفقدِ

لكلٍّ مكانٌ لا يسُدُّ اختلالهُ

مكانُ أخيه في جَزُوعٍ ولا جلدِ

هلِ العينُ بعدَ السَّمع تكفي مكانهُ

أم السَّمعُ بعد العينِ يهدي كما تهدي

لَعمريلقد حالتْ بيَ الحالُ بعدهُ

فيا ليتَ شِعري كيف حالتْ به بعدِي

ثَكلتُ سُرُوري كُلُّه إذْ ثَكلتُهُ

وأصبحتُ في لذَّاتِ عيشي أَخا زُهدِ

أرَيحانة َ العَينينِ والأنفِ والحشا

ألا ليتَ شعري هلْ تغيَّرتَ عن عهدي

سأسقيكَ ماءَ العين ما أسعدتْ به

وإن كانت السُّقيا من الدَّمعِ لا تُجدي

أعينيَّجودا لي فقد جُدتُ للثَّرى

بأنفس ممَّا تُسأَلانِ من الرِّفدِ

أعينيَّإنْ لا تُسعداني أَلُمْكُما

وإن تُسعداني اليوم تَستوجبا حَمدي

عذرتُكما لو تُشغلانِ عن البكا

بنومٍوما نومُ الشَّجيِّ أخي الجَهدِ

أقرَّة َ عينيقدْ أطلت بُكاءها

وغادرتها أقْذَى من الأعْيُنِ الرُّمدِ

أقرة عينيلو فَدى الحَيُّ ميِّتاً

فديتُك بالحوبَاء أوَّلَ من يفدِي

كأني ما استَمْتَعتُ منك بنظرة

ولا قُبلة ٍ أحلى مذَاقاً من الشَّهدِ

كأني ما استمتعتُ منك بضمّة ٍ

ولا شمَّة ٍ في ملعبٍ لك أو مهدِ

ألامُ لما أُبدي عليك من الأسى

وإني لأخفي منه أضعافَ ما أبدي

محمَّدُما شيءٌ تُوهِّم سلوة ً

لقلبي إلاَّ زاد قلبي من الوجدِ

أرى أخويكَ الباقِيينِ فإنما

يكونان للأحزَانِ أورى من الزَّندِ

إذا لعِبا في ملعب لك لذَّعا

فؤادي بمثل النار عن غير ما قَصدِ

فما فيهما لي سَلوة ٌ بلْ حَزَازة ٌ

يَهيجانِها دُوني وأَشقى بها وحدي

وأنتَ وإن أُفردْتَ في دار وحْشة ٍ

فإني بدار الأنسِ في وحشة الفردِ

أودُّ إذا ما الموتُ أوفدَ مَعشَراً

إلى عَسكر الأمواتِ أنِّي من الوفْدِ

ومن كانَ يَستهدي حَبِيباً هَديَّة ً

فطيفُ خيالٍ منك في النوم أستهدي

عليك سلامُ الله مني تحيَّة ً

ومنْ كل غيثٍ صادقِ البرْقِ والرَّعدِ

أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور Empty رد: من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 28th مايو 2012, 10:29


قصيده للشاعر الكبير......
ابو الطيب المتنبي......
في رثاء الأم...........

أبكيك لو نقع الغليل بكائي .....وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي
وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً ... لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي
طوراً تكاثرني الدموع وتارة ....آوي الى اكرومتي وحيائي
كم عبرة موهتها باناملي ....... وسترتها متجملاً بردائي
ابدي التجلد للعدو ولو درى..... بتَمَلْمُلي لَقَدِ اشتَفَى أعدائي
ما كنت اذخر في فداك رغيبة .... لو كان يرجع ميت بفداءِ
فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمّلي .... ونسيت فيك تعززي وإبائي
وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ .... مما عراني من جوى البرحاءِ
كم زفرة ضعفت فصارت انة ..... تَمّمْتُهَا بِتَنَفّسِ الصُّعَداءِ
لَهفَانَ أنْزُو في حَبَائِلِ كُرْبَةٍ .... مَلَكَتْ عَليّ جَلادَتي وَغَنَائي
وجرى الزمان على عوائد كيده ... في قلب آمالي وعكس رجائي
قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكِ الفِدا ..... مِمّا ألَمّ، فكُنتِ أنْتِ فِدائي
وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّة .... صعب فكيف تفرق القرباءِ
في كل مظلم ازمة أو ضيقة ..... يَبْدُو لهَا أثَرُ اليَدِ البَيْضَاءِ
ذَخَرَتْ لَنا الذّكرَ الجَميلَ إذا انقضَى .... ما يذخر الآباء للابناءِ
قَدْ كُنْتُ آمُلُ أنْ يَكُونَ أمامَها ... يومي وتشفق ان تكون ورائي
آوي الى برد الظلال كأنني ..... لِتَحَرّقي آوِي إلى الرّمضَاءِ


وجب التنوية بأنّ البعض ينطق كلمة ...المرثية» بفَتْحِ الميمِ، وسُكونِ الرَّاءِ، وكسرِ الثَّاءِ، وتشديد الياء المفتوحة، وعلَّق عليها، قالَ: «أرادَ بها قصيدة كعب في رثاء أخيه..» اﻫ.
والصَّواب: هو الْمَرْثِيَة» بتخفيفِ الياءِ، وهي مصدرٌ ميميٌّ علَى «مَفْعِلَة»، قصد بها قصيدة الرِّثاءِ.





الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور Empty رد: من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور

مُساهمة من طرف محمد قادم نوية 28th مايو 2012, 14:06

التحية لكم جميعاً علي هذا الطوفان الشعري الجميل!!
نقف "سندة" كده مع مرثيّة الزير سالم لأخيه كليب ؛في رأي هي من أصدق ماقيل من رثاء في الشعر العربي لما حوته من شجن وحسرة ولوعة صدرت من أعماق قلب مكلوم بفقد أخيه
محمد قادم نوية
محمد قادم نوية
مشرف منتدى الصوتيات
مشرف منتدى الصوتيات


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور Empty رد: من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور

مُساهمة من طرف نور 28th مايو 2012, 14:49

القصيدة :
في بدايتها نستمع إلى أم مكلومة تبكي ولدها عمرو..الذي كفنته وحثت التراب على وجهه!

.
ياعمرو مابي عنك من صبر
ياعمرو يا أسفا على عمرو
لله ماعمروٌ وأي فتى
كفَّنتُ ثم وضعت في القبر؟
أحثو التراب على مفارقه
وعلى غرارة وجهه النضر

ثم تبدا في وصف ابنها عمرو حيث وصل إلى مرحلة الشباب وبدأ يشتد عوده ..وتامل الجميع به خيرا.. ثم اختطفه الموت!

حين أستوى وعلا الشباب به
وبدا منير الوجه كالبدر
وأقام منطقه فأحكمه
وروى وجالس كل ذي حجر
ورجا أقاربه منافعه
ورأوا شمائل ماجدِ غمرِ
وأهمّه همي فساوره
وغدا مع الغادين في السفر
تعدو به شقّاء سلهبة
مرطى الجراء شديدة الأسر
تثب الخبار به ويقدمها
فلج يقلب مقلتي صقر

ثم تعود لتبكيه ..وتعود بنا معها لابنها وهو صغير..وتربيتها له وحرصها وخوفها عليه. ولم تعلم أن الموت كان يطاردهم أينما ذهبوا يريد أخذه منها!

كيف التعزّي عنك ياعمرو
أم كيف لي ياعمرو بالصبر؟
ربيته عصرا أفنِّقه
في اليسر أغذوه وفي العسر
حتى إذا التأميل أمكنني
فيه قبيل تلاحق الثغر
أدبته تأديب والده
سعدٍ أبيه أبي أبي نصر
وجعلت من شفقي أنقله
في الأرض بين نتائفٍ غبر
أدع المزارع والحصون به
وأحلّه في المهمه القفر
أبني الرواق على أريكته
ليقيل دون الشمس في ستر
مازلت أصعده وأُحدره
من قتر موماة إلى قتر
هربا به والموت يطلبه
حيث انتويتُ به ولا أدري

ثم هاهي هنا تقترب بنا من الفاجعة..لتروي لنا تفاصيل تلك الليلة.. ثم تروي لنا في أبيات قليلة فنراه ينام بجانبها وترعاه ثم يداهمها النعاس فتغفو قليلا ثم تستيقظ فزعة لتراه ينازع الموت

..
حتى دفعتُ به لمضجعه
سوق العتير يساق للعتر
ماكان إلا أن حللت به
ودنا فأغفى مطلع الفجر
ورمى الكرى رأسي فمال به
وسنُ يساور منه كالسكر
والقوم صرعى بين أرجلهم
لكأنما ثملوا من الخمر
إذ راعني صوتُ نبهت له
وذُعرتُ منه أيما ذعر
فإذا منيته تساوره
قد كدّحت في الوجه والنحر
وإذا له عَلَزٌ وحشرجة
مما يجيش به من الصدر
والموت يقبضه ويبسطه
كالثوب عند الطيّ والنشر
فدعا لأنصره وكنتُ له
من قبل ذلك حاضر النصر
فعجزت عنه وهي راكبة
بين الوريد ومدفع السحر

ومضى..وتركها تبكيه.. لتنشد في حزن وجزع!

فمضى, وأيّ فتى فجعت به
جلّت مصيبته عن القدر؟
لو قيل تفديه بذلتُ له
نفسي وماجمّعتُ من وفر
أو كنت مقتدرا على عمري
آثرته بالشطر من عمري
أحنى عليه الدهر كلكله
من ذا يقوم لكلكل الدهر؟
قد كنتَ لي عضدا إلى عضدي
ويداً وظهراً لي إلى ظهري
قد كنتَ لي ذخراً أُسرُّ به
فأرى الزمان عدا على ذخري
قد كنتُ ذا فقرٍ إليك فعزّني
ربي عليك وقد رأى فقري
لو شاء ربّي كان متعني
بابني وشدّ بأزره أزري

لكن مافائدة الجزع والتسخط.. أظن أن الله أنزل سكينته عليها..فبدت في الأبيات الأخيرة هادئة متأملة في حال الموت و الناس..

بُنيت عليك بنّي أحوج ما
كنا إليك صفائح الصخر
لا يبعدنك الله ياعمرو
إمّا مضيت فنحن بالإثر
هذي سبيل الناس كلهم
لابد سالكها على صغر
أولا تراهم في ديارهم
يتوقعون وهم على ذعر؟
والموت يوردهم موارده
قسرا فقد ذلّوا على القسر
نور
نور
نشط ثلاثة نجوم
نشط ثلاثة نجوم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور Empty رد: من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 28th مايو 2012, 20:51

قصيدة مالك بن الريب يرثي فيها نفسه




مالك بن الريب المازني التميمي , شاعر كان قاطعا للطريق حتى طلب منه أمير خراسان (حفيد الصحابي عثمان بن عفان أن يتوب ويستصحبه ، فأطاعه وحسنت سيرته حتى كان في الطريق الى غزوه و في أثناء الراحه و في القيلوله لسعته افعى و جرى السم في جسمه فأحس بالموت فرثى نفسه) وقد قال قبل موته يرثي نفسه :
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً * بوادي الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه * وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى * مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا
ألم ترَني بِعتُ الضلالةَ بالهدى * وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيا
وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بعد ما * أرانيَ عن أرض الآعاديّ قاصِيا
دعاني الهوى من أهل أُودَ وصُحبتي * بذي (الطِّبَّسَيْنِ) فالتفتُّ ورائيا
أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ * تقنَّعتُ منها أن أُلامَ ردائيا
أقول وقد حالتْ قُرى الكُردِ بيننا * جزى اللهُ عمراً خيرَ ما كان جازيا
إنِ اللهُ يُرجعني من الغزو لا أُرى * وإن قلَّ مالي طالِباً ما ورائيا
تقول ابنتيْ لمّا رأت طولَ رحلتي * سِفارُكَ هذا تاركي لا أبا ليا
لعمريْ لئن غالتْ خراسانُ هامتي * لقد كنتُ عن بابَي خراسان نائيا
فإن أنجُ من بابَي خراسان لا أعدْ * إليها وإن منَّيتُموني الأمانيا
فللهِ دّرِّي يوم أتركُ طائعاً * بَنيّ بأعلى الرَّقمتَينِ وماليا
ودرُّ الظبَّاء السانحات عشيةً * يُخَبّرنَ أنّي هالك مَنْ ورائيا
ودرُّ كبيريَّ اللذين كلاهما * عَليَّ شفيقٌ ناصح لو نَهانيا
ودرّ الرجال الشاهدين تَفتُُّكي * بأمريَ ألاّ يَقْصُروا من وَثاقِيا
ودرّ الهوى من حيث يدعو صحابتي * ودّرُّ لجاجاتي ودرّ انتِهائيا
تذكّرتُ مَنْ يبكي عليَّ فلم أجدْ * سوى السيفِ والرمح الرُّدينيِّ باكيا
وأشقرَ محبوكاً يجرُّ عِنانه * إلى الماء لم يترك له الموتُ ساقيا
ولكنْ بأطرف (السُّمَيْنَةِ) نسوةٌ * عزيزٌ عليهنَّ العشيةَ ما بيا
صريعٌ على أيدي الرجال بقفزة * يُسّوُّون لحدي حيث حُمَّ قضائيا
ولمّا تراءتْ عند مَروٍ منيتي * وخلَّ بها جسمي، وحانتْ وفاتيا
أقول لأصحابي ارفعوني فإنّه * يَقَرُّ بعينيْ أنْ (سُهَيْلٌ) بَدا لِيا
فيا صاحبَيْ رحلي دنا الموتُ فانزِلا * برابيةٍ إنّي مقيمٌ لياليا
أقيما عليَّ اليوم أو بعضَ ليلةٍ * ولا تُعجلاني قد تَبيَّن شانِيا
وقوما إذا ما استلَّ روحي فهيِّئا * لِيَ السِّدْرَ والأكفانَ عند فَنائيا
وخُطَّا بأطراف الأسنّة مضجَعي * ورُدّا على عينيَّ فَضْلَ رِدائيا
ولا تحسداني باركَ اللهُ فيكما * من الأرض ذات العرض أن تُوسِعا ليا
خذاني فجرّاني بثوبي إليكما * فقد كنتُ قبل اليوم صَعْباً قِياديا
وقد كنتُ عطَّافاً إذا الخيل أدبَرتْ * سريعاً لدى الهيجا إلى مَنْ دعانيا
وقد كنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى * وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجارِ وانيا
فَطَوْراً تَراني في ظِلالٍ ونَعْمَةٍ * وطوْراً تراني والعِتاقُ رِكابيا
ويوما تراني في رحاً مُستديرةٍ * تُخرِّقُ أطرافُ الرِّماح ثيابيا
وقوماً على بئر السُّمَينة أسمِعا * بها الغُرَّ والبيضَ الحِسان الرَّوانيا
بأنّكما خلفتُماني بقَفْرةٍ * تَهِيلُ عليّ الريحُ فيها السّوافيا
ولا تَنْسَيا عهدي خليليَّ بعد ما * تَقَطَّعُ أوصالي وتَبلى عِظاميا
ولن يَعدَمَ الوالُونَ بَثَّا يُصيبهم * ولن يَعدم الميراثُ مِنّي المواليا
يقولون: لا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنونني * وأينَ مكانُ البُعدِ إلا مَكانيا
غداةَ غدٍ يا لهْفَ نفسي على غدٍ * إذا أدْلجُوا عنّي وأصبحتُ ثاويا
وأصبح مالي من طَريفٍ وتالدٍ * لغيري، وكان المالُ بالأمس ماليا
فيا ليتَ شِعري هل تغيَّرتِ الرَّحا * رحا المِثْلِ أو أمستْ بَفَلْوجٍ كما هيا
إذا الحيُّ حَلوها جميعاً وأنزلوا * بها بَقراً حُمّ العيون سواجيا
رَعَينَ وقد كادَ الظلام يُجِنُّها * يَسُفْنَ الخُزامى مَرةً والأقاحيا
وهل أترُكُ العِيسَ العَواليَ بالضُّحى * بِرُكبانِها تعلو المِتان الفيافيا
إذا عُصَبُ الرُكبانِ بينَ (عُنَيْزَةٍ) * و(بَوَلانَ) عاجوا المُبقياتِ النَّواجِيا
فيا ليتَ شعري هل بكتْ أمُّ مالكٍ * كما كنتُ لو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا
إذا مُتُّ فاعتادي القبورَ وسلِّمي * على الرمسِ أُسقيتِ السحابَ الغَواديا
على جَدَثٍ قد جرّتِ الريحُ فوقه * تُراباً كسَحْق المَرْنَبانيَّ هابيا
رَهينة أحجارٍ وتُرْبٍ تَضَمَّنتْ * قرارتُها منّي العِظامَ البَواليا
فيا صاحبا إما عرضتَ فبلِغاً * بني مازن والرَّيب أن لا تلاقيا
وعرِّ قَلوصي في الرِّكاب فإنها * سَتَفلِقُ أكباداً وتُبكي بواكيا
وأبصرتُ نارَ (المازنياتِ) مَوْهِناً * بعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرف رانيا
بِعودٍ أَلنْجوجٍ أضاءَ وَقُودُها * مَهاً في ظِلالِ السِّدر حُوراً جَوازيا
غريبٌ بعيدُ الدار ثاوٍ بقفزةٍ * يَدَ الدهر معروفاً بأنْ لا تدانيا
اقلبُ طرفي حول رحلي فلا أرى * به من عيون المُؤنساتِ مُراعيا
وبالرمل منّا نسوة لو شَهِدْنَني * بَكينَ وفَدَّين الطبيبَ المُداويا
فمنهنّ أمي وابنتايَ وخالتي * وباكيةٌ أخرى تَهيجُ البواكيا
وما كان عهدُ الرمل عندي وأهلِهِ * ذميماً ولا ودّعتُ بالرمل قالِيا
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور Empty رد: من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 29th مايو 2012, 07:25

كان لي صديق عزيز من أبناء مكة نعمل سوياً في الشركة العربية للإلياف الصناعية (ابن رشد) وهي من إحدى شركات سابك واسمه حسن الهذلي من هذيل القبيلة العربية العريقة بالحجاز .. ومن أجمل ما سمعت من قصائد الرثاء قصيدة أطلعني عليها حسن وعي لشاعر مخضرم (جاهلي-إسلامي) يسمى أبوذؤيب الهذلي وقد قالها في أولاده الخمسة الذين ماتوا دفعة واحدة دراكاً واحد إثر واحد وهذه القصيدة تحمل بيت الشعر العربي المعروف والذي صار مثلاً:

وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفعُ

وأترككم مع أبي ذؤيب كيف كان نائما فرأى في المنام رؤىً مزعجة من ضمنها موت الرسول عليه الصلاة والسلام:

ذكر محمد بن إسحاق بن يسار قال‏:‏ حدثني أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه أن أبا ذؤيب الشاعر حدثه قال‏:‏ «بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل فاستشعرت حزناً وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها فظللت أقاسي طولها حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف وهو يقول‏:‏ خطب أجل أناخ بالإسلام بين النخيل ومعقد الآطام قال أبو ذؤيب‏:‏ فوثبت من نومي فزعاً فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحاً يقع في العرب، وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض وهو ميت من علته فركبت ناقتي وسرت، فلما أصبحت طلبت شيئاً أزجر به فعن شيهم يعني القنفذ وقد قبض على صل يعني الحية فهي تلتوي عليه والشيهم يقضمها حتى أكلها فزجرت ذلك فقلت الشيهم شيء مهم والتواء الصل التواء الناس عن الحق على القائم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أولت أكل الشيهم إياها غلبه القائم بعده على الأمر فحثثت ناقتي حتى إذا كنت بالغاية فزجرت الطائر فأخبرني بوفاته ونعب غراب سانح فنطق بمثل ذلك فتعوذت بالله من شر ما عن لي في طريقي وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحاج إذا أهلوا بالإحرام»‏.‏
فقلت‏:«‏ مه‏. قالوا‏:‏ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت إلى المسجد فوجدته خاليا فأتيت بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبت بابه مرتجا وقيل هو مسجى وقد خلا به أهله فقلت‏:‏ أين الناس فقيل‏:‏ في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار‏».
وأكمل قائلا: «فجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسالما جماعة من قريش ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة بن دليم وفيهم شعراء وهم‏:‏ حسان بن ثابت وكعب بن مالك وملأ منهم فآويت إلى قريش وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب وأكثروا الصواب وتكلم أبو بكر فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ويعلم مواضع فصل الخصام والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه‏، ثم تكلم عمر بعده بدون كلامه ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أبو بكر ورجعت معه».‏
قال أبو ذؤيب‏:‏ «فشهدت الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وشهدت دفنه صلى الله عليه وسلم ثم أنشد أبو ذؤيب يبكي النبي صلى الله عليه وسلم‏»:‏
رأيت الناس في عسلاتهم| ما بين ملحود له ومضرح
متبادرين لشرجع بأكفهم| نص الرقاب لفقد أبيض أروح
فهناك صرت إلى الهموم ومن| يبت جار الهموم يبيت غير مروح
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها| وتزعزعت آطام بطن الأبطح
وتزعزعت أجبال يثرب كلها| ونخيلها لحلول خطب مفدح
|ولقد زجرت الطير قبل وفاته| بمصابه وزجرت سعد الأذبح
وزجرت أن نعب المشحج سانحا| متفائلاً فيه بفأل الأقبح
قال‏:‏ «ثم انصرف أبو ذؤيب إلى باديته فأقام بها
أمـن المنـون وريبهـا تتـوجـع
والدهر ليس بمعتب مـن يجـزع
قالت أميمة مـا لجسمـك شاحبـا
منذ ابتذلـت ومثـل مالـك ينفـع
أم ما لجنبـك لا يلائـم مضجعـا
إلا أقـض عليـك ذاك المضجـع
فأجبتهـا أن مـا لجسمـي أنــه
أودى بني مـن البـلاد وودعـوا
أودى بنـي وأعقبونـي حـسـرة
بعـد الرقـاد وعبـرة لا تقـلـع
ولقـد أرى أن البكـاء سفـاهـة
ولسوف يولع بالبكـا مـن يفجـع
سبقـوا هـوى وأعنقـوا لهواهـم
فتخرموا ولكـل جنـب مصـرع
فغبـرت بعدهـم بعيـش ناصـب
وإخـال أنـي لاحـق مستتـبـع
ولقد حرصت بـأن أدافـع عنهـم
فـإذا المنيـة أقبلـت لا تـدفـع
وإذا المنيـة أنشبـت أظفـارهـا
ألفيـت كـل تميـمـة لا تنـفـع
فالعيـن بعدهـم كـأن حداقـهـا
سملت بشوك فهـي عـور تدمـع
حتـى كأنـي للحـوادث مـروة
بصفا المشرق كـل يـوم تقـرع
وتجـلـدي للشامتـيـن أريـهـمأ
ني لريـب الدهـر لا أتضعضـع
والنفـس راغـبـة إذا رغبتـهـا
فـإذا تـرد إلـى قليـل تقـنـع
والدهـر لا يبقـى علـى حدثانـه
جون السـراة لـه جدائـد أربـع
صخب الشوارب لا يـزال كأنـه
عبـد لآل أبـي ربيعـة مسـبـع
بقـرار قيعـان سقـاهـا وابــل
واه فأثـجـم بـرهـة لا يقـلـع
والدهـر لا يبقـى علـى حدثانـه
شبـب أفزتـه الكـلاب مـروع
شعف الكلاب الضاريـات فـؤاده
فإذا يرى الصبح المصـدق يفـزع
ويعـوذ بالأرطـى إذا مـا شفـه
قطـر وراحتـه بليـل زعــزع
يرمي بعينيـه الغيـوب وطرفـه
مغض يصدق طرفـه مـا يسمـع
فغـدا يشـرق متنـه فبـدا لــه
أولـى سوابقهـا قريبـا تــوزع
فنحـا لـهـا بمذلقـيـن كأنـمـا
بهما من النضـح المجـدح أيـدع
ففرمى لينقـذ فرهـا فهـوى لـه
سهـم فأنفـذ طرتيـه المـنـزع
فكبـا كمـا يكبـو فنيـق تــارز
بالخبـت إلا أنـه هـو أبــرع
والدهـر لا يبقـى علـى حدثانـه
مستشعـر حلـق الحديـد مقنـع
حميت عليه الدرع حتـى وجهـه
من حرها يـوم الكريهـة أسفـع
تعدو به خوصاء يفصـم جريهـا
حلق الرحالة فهي رخـو تمـزع
قصر الصبوح لها فشرج لحمهـا
بالني فهي تثـوخ فيهـا الإصبـع
تأبى بدرتهـا إذا مـا استكرهـت
إلا الحمـيـم فـإنـه يتـبـضـع
متفلـق أنساؤهـا عــن قـانـئ
كالقرط صـاو غبـره لا يرضـع
بيننـا تعانقـه الكمـاة وروغــه
يومـا أتيـح لـه جـريء سلفـع
فتنـازلا وتواقـفـت خيلاهـمـا
وكلاهمـا بطـل اللقـاء مخـدع
يتناهبـان المجـد كــل واثــق
بلائـه واليـوم يــوم أشـنـع
وكلاهمـا متـوشـح ذا رونــق
عضبا إذا مـس الضريبـة يقطـع
وكلاهمـا فـي كـفـه يزنـيـة
فيهـا سنـان كالمنـارة أصـلـع
وعليهمـا ماذيـتـان قضاهـمـا
داود أو صنـع السـوابـغ تـبـع
فتخالـسـا نفسيهـمـا بنـوافـذ
كنوافـذ العبـط التـي لا ترقـع
وكلاهما قد عـاش عيشـة ماجـد
وجنى العلاء لـو ان شيئـا ينفـع

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور Empty رد: من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 29th مايو 2012, 10:32

شعر نزار قباني : في رثاء جمال عبدالناصر ..



زمانُك بُسْتَانٌ وَعْصُرُكَ أَخْضَرُ***وَذِكْرَاكَ عُصْفُورٌ مِنَ الْقَلْبِ يَنْقُرُ

ملأنا لك الأقداح يا من بحبه سكرنا ***كما الصوفي بالله يسكر
دَخَلْتَ على تاريخـنا ذاتَ ليْلةٍ***فرَائِحَةُ التَّاريـخِ مِسْكٌ وَعَـنْبَرُ
وكُنتَ فكانت في الحقولِ سنابلٌ*** وكانت عصـافيرٌ وكان صَنَوْبَرُ
لَمَسْتَ أمانينا فصارتْ جدَاوِلاً*** وأمْطَرْتَنا حُبّـا ولا زلت تُمْطـِرُ
تأخَّرْت عَنْ نقْعِ الوَغَي يَاحبيبنا*** وما كُنتَ عن نقعِ الوَغَي تتأَخَّرُ
سَهِدْنا وفكَّرنا وشَاختْ دُمُوعُنا*** وشَابتْ ليَالِيـنا وما كُنتَ تحْضُرُ
تُعاوِدُني ذِكْرَاك كلَّ عشِـيَّةٍ*** ويُورِقُ فِكْـري حينَ فِيـكَ أُفَكـِّرُ
وتأبَى جِرَاحي أن تَضُمَّ شِفاهها*** كأنَّ جِـراحَ الحُـبِّ لا تَتَخـَثَّرُ
تأخَّرْتَ يا أغلى الرِّجالِ فَلَيْلُنا*** طويلٌ وأضْـواءُ القنـادِيلِ تسْهَرُ
تأخَّرْتَ فالسَّاعـاتُ تأكُلُ نفْسَها*** وأيَّامُنـا في بَعْضِـهَا تَتَعـَثَّرُ
أتسألُ عَن أعْمَارِنا أنت عُمْرُنا*** وأنتَ لنـا الآمَـالُ أنتَ المُحَرِّرُ
وأنت أبُو العُمرانِ أنت وقُودُها ***وأنتَ انبِعَـاثُ الدِّينِ أنت التَّغَيُّرُ
تأخَّرت عنَّا فالجيـادُ حزينةٌ*** وسَيْفُك من أشْوَاقـِهِ كادَ يُنْحَـرُ
حِصَانُكَ في سيْنَاءَ يَشْـرَبُ دمْعَهُ*** ويا لِعـذَابِ الخَيْلِ إذْ تَتَـذكَّرُ
وراياتُك الخضْراءُ تَمْضُغُ دَرْبَهَا ***وعِندَكَ آمَـالُ الثُّغـورِ تُقَصَّرُ
نِسَـاءُ فلسطينٍ تَكَحَّلْنَ بالأسَى*** وفي بيتِ لحْمٍ قاصِراتٌ وقُصَّرُ
وليْمُونُ يَافا يَابِسٌ في حُقُولِهِ ***وهلْ شَجَرٌ في قبْضَةِ الظُّلْمِ يُزْهِرُ؟
رفيقَ صلاح الدين هلْ لك عوْدةٌ*** فإن جيوشَ الرُّومِ تنْهى وتأْمُرُ
رفاقُكَ في الأغْوَارِ شَدُّوا سُرُوجَهُم ***وجُندُك في حِطِّينَ صَلُّوا وكَبَّرُوا
تُغَنِّي بك الدنيـا كأنَّك طـارقٌ*** على بركاتِ الله يَرْسُـو ويُبْحِرُ
تُناديك من شوْقٍ مـآذنُ مكَّةٍ*** وتبْكيـكَ بَدْرٌ "يا حَبيبي" وخيْبَرُ
وَيَبْكِيكَ صَفْصَافُ الشَّآمِ وَوَرْدُها*** ويَبْكِيكَ زهْرُ الغُوطَتَينْ وتدْمُرُ
تعالى إليْنا فالمُروءاتُ أطْرَقَتْ*** ومَوْطِنُ آبائي زُجَـاجٌ مُكسـرُ
هُزِمْنا وما زِلْنا شَتَاتَ قبائِلٍ*** تَعِيـشُ على الحِقْدِ الدَّفيـن وتَزْأَرُ
يُحَاصِرُنا كالموتِ بِلْيُونُ كَافِرٍ*** ففي الشَّرْقِ هُولاكُو وفي الغرب قيصرُ
أيا فارسًا أشْكُو إليهِ موَاجِعي*** ومِثْلي لَهُ عُـذرٌ وَمِثـلُكَ يَعْـذُرُ
أنا شَجَرُ الأَحْزَانِ أنْزِفُ دائِمًا*** وفي الثَّلْـجِ والأنْوَارِ أُعْطِي وأُثْمِرُ
وأصْرُخُ يا أرْضَ المُرُوءَاتِ إحْبَلِي*** لعلَّ صلاحًا ثانيًا سَوْف يَظْهَرُ
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور Empty رد: من روايع مرثيات الشعر العربي على مر العصور

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 29th مايو 2012, 21:01

رثاء المتنبئ لأم سيف الدولة الحمداني

نُعِدّ المَشرَفيّةَ والعَوالي وتَقْتُلُنا المَنُونُ بِلا قِتالِ
ونَرْتَبِطُ السّوابِقَ مُقرَباتٍ وما يُنْجينَ مِنْ خبَبِ اللّيالي
ومَنْ لم يَعشَقِ الدّنيا قَديماً ولكِنْ لا سَبيلَ إلى الوِصالِ
نَصيبُكَ في حَياتِكَ من حَبيبٍ نَصيبُكَ في مَنامِكَ من خيَالِ
رَماني الدّهرُ بالأرزاءِ حتى فُؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ
فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ
وهانَ فَما أُبالي بالرّزايا لأنّي ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي
وهَذا أوّلُ النّاعينَ طُرّاً لأوّلِ مَيْتَةٍ في ذا الجَلالِ
كأنّ المَوْتَ لم يَفْجَعْ بنَفْسٍ ولم يَخْطُرْ لمَخلُوقٍ بِبالِ
صَلاةُ الله خالِقِنا حَنُوطٌ على الوَجْهِ المُكَفَّنِ بالجَمَالِ
على المَدْفونِ قَبلَ التُّرْبِ صَوْناً وقَبلَ اللّحدِ في كَرَمِ الخِلالِ
فإنّ لهُ ببَطْنِ الأرْضِ شَخْصاً جَديداً ذِكْرُناهُ وهْوَ بَالِ
أطابَ النّفسَ أنّكِ مُتِّ مَوْتاً تَمَنّتْهُ البَوَاقي والخَوَالي
وزُلْتِ ولم تَرَيْ يَوْماً كَريهاً تُسَرّ النّفسُ فيهِ بالزّوالِ
رِواقُ العِزّ فَوْقَكِ مُسْبَطِرٌّ ومُلْكُ عَليٍّ ابنِكِ في كمَالِ
سَقَى مَثْواكِ غادٍ في الغَوادي نَظيرُ نَوَالِ كَفّكِ في النّوالِ
لِساحبهِ على الأجداثِ حَفْشٌ كأيدي الخَيلِ أبصَرتِ المَخالي
أُسائِلُ عَنكِ بعدَكِ كلّ مَجدٍ وما عَهدي بمَجدٍ عَنكِ خالِ
يَمُرّ بقَبرِكِ العافي فيَبكي ويَشغَلُهُ البُكاءُ عَنِ السّؤالِ
وما أهداكِ لِلْجَدْوَى عَلَيْهِ لَوَ انّكِ تَقدِرينَ على فَعَالِ
بعَيشِكِ هلْ سَلَوْتِ فإنّ قَلبي وإنْ جانَبْتُ أرْضَكِ غيرُ سالِ
نَزَلْتِ على الكَراهَةِ في مَكانٍ بَعُدْتِ عنِ النُّعامى والشَّمالِ
تُحَجّبُ عنكِ رائحَةُ الخُزامَى وتُمْنَعُ منكِ أنْداءُ الطِّلالِ
بدارٍ كلّ ساكِنِها غَريبٌ بَعيدُ الدّارِ مُنْبَتُّ الحِبالِ
حَصانٌ مثلُ ماءِ المُزْنِ فيهِ كَتُومُ السّرّ صادِقَةُ المَقالِ
يُعَلّلُها نِطاسِيُّ الشّكايَا وواحِدُها نِطاسِيُّ المَعَالي
إذا وَصَفُوا لهُ داءً بثَغْرٍ سَقاهُ أسِنّةَ الأسَلِ الطِّوالِ
ولَيسَتْ كالإناثِ ولا اللّواتي تُعَدّ لها القُبورُ منَ الحِجالِ
ولا مَنْ في جَنازَتِها تِجارٌ يكونُ وَداعُها نَفضَ النّعالِ
مَشَى الأمَراءُ حَوْلَيها حُفاةً كأنّ المَرْوَ من زِفِّ الرّئَالِ
وأبْرَزَتِ الخُدورُ مُخَبّآتٍ يَضَعْنَ النِّقْسَ أمكِنَةَ الغَوالي
أتَتْهُنّ المُصيبَةُ غافِلاتٍ فدَمْعُ الحُزْنِ في دَمعِ الدّلالِ
ولوْ كانَ النّساءُ كمَنْ فَقَدْنا لفُضّلَتِ النّساءُ على الرّجالِ
وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عَيبٌ ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ
وأفجَعُ مَنْ فَقَدْنا مَن وَجَدْنا قُبَيلَ الفَقْدِ مَفْقُودَ المِثالِ
يُدَفِّنُ بَعْضُنا بَعضاً وتَمْشِي أواخِرُنا على هامِ الأوالي
وكَمْ عَيْنٍ مُقَبّلَةِ النّواحي كَحيلٌ بالجَنادِلِ والرّمالِ
ومُغْضٍ كانَ لا يُغْضِي لخَطبٍ وبالٍ كانَ يَفكُرُ في الهُزالِ
أسَيْفَ الدّوْلَةِ اسْتَنجِدْ بصَبرٍ وكيفَ بمِثْلِ صَبرِكَ للجِبالِ
وأنتَ تُعَلّمُ النّاسَ التّعَزّي وخوْضَ الموْتِ في الحرْبِ السِّجالِ
وحالاتُ الزّمانِ عَلَيكَ شتى وحالُكَ واحدٌ في كلّ حالِ
فلا غِيضَتْ بحارُكَ يا جَمُوماً على عَلَلِ الغَرائبِ والدِّخالِ
رأيتُكَ في الّذينَ أرَى مُلُوكاً كأنّكَ مُسْتَقيمٌ في مُحالِ
فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنْتَ مِنهُمْ فإنّ المسكَ بَعضُ دَمِ الغزالِ

أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى