ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بالصور: أول شهادة الأساس شمال دارفور: زينب خميس: أمنيتي دراسة الطب

اذهب الى الأسفل

بالصور: أول شهادة الأساس شمال دارفور: زينب خميس: أمنيتي دراسة الطب Empty بالصور: أول شهادة الأساس شمال دارفور: زينب خميس: أمنيتي دراسة الطب

مُساهمة من طرف محمود منصور محمد علي 18th يونيو 2014, 09:01

بالصور: أول شهادة الأساس شمال دارفور: زينب خميس: أمنيتي دراسة الطب

تسكن عشوائي، وتُذاكر بالشمعة ولمبة الزيت وأحرزت الدرجة الكاملة
06-18-2014 01:45 AM
ببسمةٍ لمْ تُفارق وجهها، عرّفتْ زينب نفسها، قائلةً بأنّها من مواليد محلية “كرنوي”، والتي درستْ بها الروضة، لكن ظروف الحرب التي طالت مدينتها، والهجمات التي تعرضت لها، اضطرتْ أسرتها وأهل قريتها للجوء الى معسكرٍ “أردمي”، بدولة تشاد، التي التحقتْ بالمدرسة هناك، ثم عادتْ مرة أخرى، الى الفاشر. وتضيف زينب بأنّهم لمْ يعودوا يملكون بيتاً، ولم تكن من طريقة للسكن بمعسكرات النزوح التي فاضت بالنازحين. حينها قررتْ أسرتها – اضطراراً - السكن بحي الوحدة، الذي أخذ إسم العشوائي. في إشارة الى عدم وصول التخطيط له بعد. وتواصل زينب: عندما أتيتْ الى العشوائي كنتُ أدرس بالصف الثالث، حيث التحقتْ بمدرسة حاج الطاهر الخاصة، والتي واصلتُ بها حتى جلوسي لإمتحان شهادة الأساس، وإحرازي الدرجة الكاملة، والمرتبة الأولى على الولاية.
[كنتُ فرحانة شديد، وما بقدر أصف ليكم الإحساس كيف؟]، بهذه الكلمات الموجزة، أجابت زينب عن سؤالنا لشرح إحساسها عقب سماعها نيلها المركز الأول، وإحرازها الدرجة الكاملة. وواصلت شارحة طريقة وصولهم خبر تفوقها، قائلةً: وصلنا الخبر قبل إنعقاد المؤتمر الصحفي بساعتين، عبر إتصال من وزارة التربية والتعليم بالولاية، بمدير المدرسة، والذي قام بدوره بالإتصال بنا. وأشار علينا بضرورة حضور المؤتمر الصحفي بقاعة مجذوب الخليفة.
لمبة زيتْ
روتْ لنا زينب رجب، كيف أنّها ظلت تذاكر دروسها عبر الاعتماد على لمبة الزيت التقليدية، أو على ضوء الشموع. مشيرةً أنّهم يسكنون في حي عشوائي تنعدم فيه أبسط مقومات الحياة الطبيعية من ماء وكهرباء وخلافه. باعتبارهم نازحين، ولا يملكون منزلاً، واصفة ذلك بالتحدي الكبير بالنسبة لهم. لكن تقطع زينب بأنّها عرفت واقعها وعملت لأجل النجاح والتفوق وفق هذه الظروف المعقدة، باعتبار أنّ التعليم هو الطريق للتغيير. وأضافتْ بأنّها كانت قدر التحدي الذي واجهت به نفسها، وهو ما صبّرها على المذاكرة بلمبة الزيت، وقطع مسافة يومية قدرها ستة كليومترات ذهاباً وإياباً من المدرسة.
إهداء الى أهل العطاء
ولمْ تنس زينب رجب أنْ تُقدّم التهنئة لكل الناجحين في إمتحان شهادة الأساس، بولاية الفاشر، وبعموم السودان. مخصصةً التهنئة لزميلتها: أسماء محجوب حسن، التي أحرزت المرتبة الثانية. متمنية لها التفوق في مسيرتها الدراسية. كما قدّمتْ التهنئة لأسرة مدرستها، مدرسة حاج الطاهر الأساسية. التي قدّمتْ لها الكثير من الجهد، وساهمتْ معها مساهمة حقيقية أوصلتها مرحلة التفوق. كما لمْ تنس أنْ تقدم الشكر والعرفان لأسرتها، التي تخص منهم والدتها السيدة مريم إبراهيم، ووالدها خميس رجب، الذي ما يزال الى الآن بمعسكر اللاجئين بدولة تشاد. داعية الله سبحانه وتعالى أنْ يجمع شملهم من جديد.
وختمتْ بإهداء النجاح إلى كل هؤلاء، وإلى أسرتها بمحلية كرنوي، والى خالها عميد (م) شرطة، يحيى علي محمد إبراهيم.

لا للسلاح!!
وعبّرت زينب أولى الشهادة، عن استيائها الشديد من توتُّر الأوضاع في البلاد التي لم تعرف لها حلاً حتى الآن، وقالت: بأنّ مستقبل عدد كبير وضخم من الطلاب ضاع بسبب هذه الحرب، التي تواصلت لأحد عشر عاماً، وما تزال. مشيرةً الى أنّ هناك عدداً من الطلاب الموهوبين بمعسكرات النازحين، الذين لم يجدوا أيّة فرصة لمواصلة دراستهم، مرسلةً رسالة إلى جميع الحركات المسلحة، والحكومة، بضرورة تحكيم صوت العقل، وأنْ يضعوا السلاح، الذي لا يُعمّر، بل يُهدّم ويُخرّب. داعية الجميع الى الجلوس للحوار الموضوعي، حتى يعم الأمن والاستقرار بدارفور.
فخور بأختي
يونس رجب، شقيق النابغة زينب، الذي يدرس بكلية الموارد بجامعة الفاشر، والذي كان حاضراً ونحن نُدير الحوار. قال بأنّ الكلمات كلها لنْ تكفي في وصف شقيقته واجتهادها، وحبها للتعليم، وذكائها الوقّاد. مشيراً أنّهم ثمانية أشقاء، ستة أبناء، وبنتان.
وواصل: زينب مجتهدة في البيت، وفي دراستها. فهي من يجلب لنا الماء يومياً، ويطهو الطعام لأهل المنزل، بل وتعمل على تنظيم وترتيب البيتْ قبل ذهابها المدرسة، وعقب عودتها كذلك. أما هم الأبناء، فهم يسعون لتوفير لقمة العيش للبيت، ولمواجهة ما تبقى من ظروف الحياة التي وصفها بالقاسية. واصفاً شقيقته زينب بالنشيطة، حيث تنهض يومياً من الخامسة صباحاً، تصلي الفجر، ثم تعد شاي الصباح، وتكنس المنزل، ثم تستعد للذهاب للمدرسة، التي تبعد ستة كيلومترات عن المنزل سيراً على قدميها. وأضاف يونس بأنّ أكثر ما كان يُحز في نفسه أنّ زينب تُصر على المذاكرة بلمبة الزيت، حتى أثّر ذلك على عينيها.

لا موية ولا نور
من جانبه قال يوسف محمود الطيب، عضو مجلس تشريعي الولاية، ونائب دائرة الحي “العشوائي” بأنّ هذه النتيجة أفرحتهم جداً، واصفاً نجاحها وفق ظروف أسرتها التي يعلمها بالإنجاز الكبير، والنجاح المستحق. مشيراً أنّ حي العشوائي ليس به أبسط مقومات الحياة، حيث “لا موية، ولا نور”. لكن مع ذلك استطاعتْ زينب أنْ تُحرز الدرجة الكاملة، وتنال المركز الأول على ولاية شمال دارفور. وهذا يدل – في رأيه - على نبوغها، وجديتها ومثابرتها. مواصلاً بأنّ أمثال زينب كثيرات في المعسكر، حيث لا يجدن أدنى رعاية أو اهتمام، بعيداً عن معسكرات النزوح، ووابل الرصاص.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]




 الفاشر: سيف الدين سليمان بخت- حكايات
محمود منصور محمد علي
محمود منصور محمد علي
مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
مشرف المنتدى العام و  مصحح لغوي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى