ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مصر لاعب أم ملعوب به؟

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مصر لاعب أم ملعوب به؟ Empty مصر لاعب أم ملعوب به؟

مُساهمة من طرف حيدر خليل 6th سبتمبر 2009, 12:37

فهمي هويدي
من البداية قلنا إن الرئيس أوباما "يتطلع" للقاء الرئيس مبارك. ووصف إعلامنا الرسمي الزيارة بأنها تاريخية قبل أن تبدأ. وناجحة قبل أن تظهر نتيجتها. وجاملتنا السفيرة الأميركية في القاهرة مارغريت سكوبى بكلمتين أبرزهما الأهرام في عناوينه. فقرأنا على لسانها أن الزيارة فرصة لسماع "نصائح" مبارك حول مختلف القضايا. وشارك السيد صفوت الشريف في المزاد بعبارات رفع فيها السقف، فقال في اجتماع لإحدى أمانات الحزب الوطني إن النجاح المشهود الذي حققته الزيارة أعاد قوة الدفع إلى العديد من القضايا المهمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ولم يفته أن يشير إلى أن الرئيس بحكمته ودوره التاريخي في المنطقة أكد (في الزيارة) المبادئ الأساسية التي تتمسك بها مصر (الأهرام 20/Cool.
تحت هذا السقف قيل كلام كثير حول استعادة الدور التاريخي لمصر، والدروس التي لقنها الرئيس المصري لنظيره الأميركي، والانطلاقة المرتقبة لعملية السلام، والتحذيرات التي وجهتها الزيارة لأي دولة إقليمية تلعب بذيلها في المنطقة (لا تخطئ وتتصور أن إسرائيل هي المقصودة، لأن الرسالة موجهة إلى إيران)، قرأنا أيضا سيلا من التعليقات التي تحدثت عن مفاتيح القوة والنفوذ التي تملكها القاهرة، التي ظلت البوابة الوحيدة للمنطقة وحجر الزاوية فيها.. الخ.
وذلك كله كلام طيب يعبر عما نتمناه حقا، لكن ينقصه شيء واحد، هو أن يجد الدليل الذي يؤيده ويترجمه على أرض الواقع.
(2)
حين يتحدث المسؤولون في واشنطن مثلا عن أهمية الدور المصري ويشيدون به، فينبغي أن نتمهل في الحفاوة بتلك الشهادة حتى نجيب عن السؤال: في أي إطار يمارس ذلك الدور، وفي أي وعاء يصب؟
إن الكلام عن أهمية الدور المصري لا شك فيه، فذلك أمر الجغرافيا ودرس التاريخ. لكن مفهوم الأهمية هو الذي يكتنفه بعض الغموض والالتباس، فثمة أهمية تنطلق من تأثير مكتسب من قوة البلد السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، وثمة أهمية تتكئ على دور يقوم به البلد في إطار إستراتيجيات الدول الكبرى. إن شئت فقل إن الأهمية في الحالة الأولى تخدم مشروع الوطن والأمة. أما في الحالة الثانية فهي تخدم إستراتيجيات الدول السابقة الذكر.
من هذه الزاوية فحين يتحدث المسؤولون في واشنطن مثلا عن أهمية الدور المصري ويشيدون به، فينبغي أن نتمهل في الحفاوة بتلك الشهادة. حتى نجيب عن السؤال: في أي إطار يمارس ذلك الدور، وفي أي وعاء يصب؟
من الملاحظات التي لا تخفى دلالتها في هذا السياق أن أغلب الإشارات التي تتحدث عن أهمية الدور المصري تصدر عن المسؤولين الأميركيين وبعض نظرائهم الغربيين، في حين أن الإعلام الغربي يتحدث عن مصر بشكل مختلف تماما. ومن يقرأ مثلا مقالات "الواشنطن بوست"، والدراسة الأخيرة التي نشرتها مجلة "الإيكونوميست" البريطانية -وكل منهما لها ثقلها واحترامها- يقلقه الكلام المكتوب عن مصر، خصوصا أوضاعها السياسية والاقتصادية.
ولم يعد سرا أن سمعة مصر في مجال الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان لم يعد ممكنا الدفاع عنها، ناهيك عن أن مسألة توريث السلطة (السر المعلن) أصبحت موضوعا للتندر والتنديد (لا تنسَ أن زيارة الرئيس رتبت أثناء عطلة الكونغرس لتجنب إحراجه من جانب أعضائه)، باختصار فإنهم في العالم الخارجي صاروا يعرفون عن أوضاعنا السياسية مثلما نعرف. والكلام الطنان الذي قد ينطلي على البعض منا لم يعد ينطلي عليهم. ولذلك لم يكن مستغربا أن تصنف مصر ضمن الدول "الفاشلة" سياسيا.
أما من الناحية الاقتصادية، فيكفي أن تعرف أن الدخل الفردي لمصر يصنف الآن في المرتبة 112 (البعض يضعها في المرتبة 127) بين دول العالم (190ـ195). وفي حين وصل متوسط دخل الفرد في عالمنا المعاصر إلى 9 آلاف دولار في السنة، فهو في مصر يتراوح ما بين 1600 و200 دولار، أي أنه أقل من ربع المتوسط العالمي.
لا تسأل عن خدمات الصحة والتعليم والإسكان، لأن قارئ الصحف الصباحية صار يتابع كل يوم أخبار الفضائح التي تحدث في تلك المجالات، وما شرب المياه المختلطة بالمجارى، وري زراعات الخضراوات والفواكه بمياه الصرف الصحي، إلا أحدث لقطة في ذلك المسلسل.
حين يقول أوباما إن «الرئيس مبارك كان طوال ثلاثين عاما قائدا ومستشارا وصديقا», فهو كلام يثير السؤال المزعج التالي: هل كان الدور المصري شريكا بهذه الصفات في الممارسات الأميركية التي تمت في المنطقة العربية طوال تلك الفترة؟
مثل هذه "العورات" لا يسترها التاريخ أو الجغرافيا. ثم إنها لا تنال من هيبة البلد وسمعته فقط، ولا تهدد أمنه القومي فحسب، وإنما هي تفقد البلد قدرته على التأثير، ولا أبالغ إذا قلت إنها تجعل استعداده للتأثر أكبر وأقوى من أهليته للتأثير.
في ضوء هذه الخلفية فإن الحديث عن "التحالف الإستراتيجي" بين الولايات المتحدة ومصر، يصبح أمرا مقلقا يثير عديدا من الأسئلة حول دقة التعبير من ناحية، وموقع كل من البلدين في هذا التحالف من ناحية أخرى، الذي يوحى المصطلح فيه بأنه واقع بين أفعال، وليس بين أوزان مختلفة، على هيئة أشبه بالقاطرة والمقطورة.
لقد شعرت بغصة في حلقي حين قرأت على لسان الرئيس أوباما في المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام الزيارة (يوم 18/Cool قوله إن الولايات المتحدة ومصر عملا معا وبشكل وثيق طوال الثلاثين سنة الأخيرة، وإن "الرئيس مبارك كان طوال هذه الفترة قائدا ومستشارا وصديقا". وهو كلام يحتاج إلى تدبر وتفكير عميقين، لأنه يثير السؤال المزعج التالي: هل كان الدور المصري شريكا بهذه الصفات في الممارسات الأميركية التي تمت في المنطقة العربية طوال تلك الفترة؟ ولأن الرئيس الأميركي لا يلقى الكلام على عواهنه، فأي قدر من المرارة والألم يستشعره المرء حين تصدمه هذه الحقيقة؟.
(3)
لا نعرف شيئا عما دار في "الخلوة" التي تمت بين الرئيسين مبارك وأوباما. ويتعين لنا أن ننتظر معلومات الصحف الأميركية حتى نقف على ما جرى في ذلك الشق الغاطس والمسكوت عليه من المباحثات، وإلى أن يتحقق ذلك، فليس أمامنا سوى أن نتعامل مع ما تم إعلانه من مواقف، بعضها يتعلق بالشأن المصري، والبعض الآخر يتصل بالملف الإيراني، والثالث بالشأن الفلسطيني، ما خص الشأن المصري جاء مختصرا وعاما، فقد ذكر الرئيس مبارك أن المباحثات تناولت مسألة الإصلاح في مصر، وأنه أوضح أنه خاض الانتخابات الأخيرة على أساس برنامج للإصلاح جارٍ تنفيذه، وذكر تقرير للشرق الأوسط أن الرئيسين بحثا أيضا قضايا التنمية والتعليم (في مصر وليس في أميركا طبعا). ومن ثم فقد أحطنا علما بالعناوين ولم نعرف شيئا عن التفاصيل.
الجزئية الوحيدة التي ذكرت أثناء الزيارة جاءت غامضة للغاية. ذلك أن الرئيس مبارك حين سئل عن المستقبل في مصر أثناء الحوار التليفزيوني الذي أجري معه، قال إنه ليس معنيا بمن سيأتي بعده، لأنه مشغول بتنفيذ برنامجه الانتخابي. وإن ابنه جمال لم يفاتحه في مسألة ترشحه للرئاسة.
وهو كلام يحير المواطن المصري الذي يصعب عليه تصديقه، خصوصا إذا ما قارن محتواه بما يشاهده يوميا على أرض الواقع. ولم تكن الحيرة من نصيبنا وحدنا، لأن "الشروق" نشرت في عدد الخميس 20/8 أن أحد الخبراء الأميركيين فهم من كلام الرئيس أنه لن يتقاعد، وسيرشح نفسه للانتخابات القادمة.
حديث مبارك عن أن ابنه جمال لم يفاتحه في مسألة ترشحه للرئاسة, حير المواطن المصري الذي يصعب عليه تصديقه، خصوصا إذا ما قارن محتواه بما يشاهده يوميا على أرض الواقع
الموضوع الإيراني، الذي أرجح أن نصيبه من المباحثات يعادل الشأن الفلسطيني إن لم يكن أكثر، ولا أستبعد أن يكون أحد الموضوعات الأساسية التي نوقشت في الخلوة السابقة الذكر، تم تناوله أيضا بشكل مقتضب وعام في كلام الرئيسين. فقد قال أوباما في المؤتمر الصحفي إنه بحث مع مبارك "القلق المشترك لانتشار الأسلحة النووية في المنطقة، بما فيها تطوير إيران لأسلحة نووية، وكيف يمكن التعاون على تلك الجبهات"، أما الرئيس مبارك فقد نقلت عنه وكالة يونايتد برس قوله في لقائه مع زعماء الطائفة اليهودية: إن هناك انشقاقا داخل القيادة الإيرانية. والطريقة الأفضل للتعامل "مع البرنامج النووي الإيراني" هي الانتظار.. وأن الهجوم العسكري "على إيران" لن يؤدي إلا إلى الالتفاف حول قيادتهم.
لا أجد في هذا الكلام أي إيحاء بنجاح الزيارة ولا بفشلها. ولكنك لابد أن تلاحظ أن الشق المعلن منها في الشأن الإيراني تجاهل تماما إسرائيل النووية (كأنها لا تشكل خطرا)، وركز على كيفية التعامل مع المشروع النووي الإيراني، مما قد يعد تمهيدا لإثارة موضوع الأمن الإقليمي والمظلة النووية المزمعة إقامتها في المنطقة، بدعوى تبديد مخاوف منطقة الخليج ومصر من الخطر الإيراني. وهو خبر سار لإسرائيل. ليس فقط لأنه يشكل تأمينا إضافيا لها وردعا لإيران، ولكن أيضا لأنه يصرف الانتباه عن مشروعها النووي وما تمثله أطماعها من خطر حقيقي على المنطقة.
(4)
حين يردد الرئيسان المصري والأميركي مقولة إن عملية السلام في فلسطين "تمضى في الاتجاه الصحيح"، فإن ذلك يفاجئنا، لأنه يظل غير قابل للتصديق
لو أن متحدثا قال في أي جمع عربي إن جهود عملية السلام في فلسطين "تمضي في الاتجاه الصحيح"، لسخر منه السامعون واتهموه إما بالكذب أو بالهبل. لكن حين يردد المقولة الرئيسان المصري والأميركي، فإن ذلك يفاجئنا، لأنه يظل غير قابل للتصديق. لقد بنى الرئيس أوباما كلامه على أساس معلومات ذكرت أن نتنياهو قرر تجميد الاستيطان، فيما بدا أنه استجابة للمطلب الأميركي الداعي إلى التجميد من قبل الإسرائيليين، مقابل التطبيع من جانب العرب.

حيدر خليل
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مصر لاعب أم ملعوب به؟ Empty ملعوب به ملعوب

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 6th سبتمبر 2009, 14:53

عزيزي حيدر ... لقد سئمت من هذه المسرحيات البايخه التى تعرض فى العالم العربى وهى من بطولة الزعماء العرب وإخراج الغرب وعلى رأسه أمريكا.
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى