ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

امرأة نخلة ـ شعر محى الدين الفاتح

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

امرأة نخلة  ـ شعر محى الدين الفاتح Empty امرأة نخلة ـ شعر محى الدين الفاتح

مُساهمة من طرف Ahmed kuku Ahmed 21st أبريل 2013, 17:00



وأنا طفل يحبو
لا اذكر كنت أنا طفل يحبو
بل قل شبحا يمشى يكبو
أتذكر لي سنوات ست
ولبضع شهور قد تربو
أتفاعل في كل الأشياء
أتساءل عن معنى الأسماء
والنفس الطفلة كم تشتط لما تصبو
وفى يوما ما !!
إذ لمعت فيه الأشياء
أدخلت اذكر في غرفه
ما كنت اعرف لها اسما
لكنى أدركها وصفا
كبرت جسما ..
بهتت رسما ..
عظمت جوفا ..
بعدت سقفا ..
وعلى أدراج خشبية
كنا نجلس صفا صفا
والناظر جاء ...
وتلى قائمة الأسماء
أشار لافخرنا جسدا
أن كن ألفا
فكن الالفه الفه .. اتذكره
إن جلس فمجلسه أوسع
وان قام فقامته ارفع
وان فهم فأطولنا إصبع
لذا فينا كان الالفه
كم كان كثيرا لا يفهم
لكن الناظر لا يرحم
من منا خطاه الالفه

كنا نهديه قطع العملة والحلوى
لتقربنا منه زلفى
مضت الأيام ...
مضت تتبعها الأعوام
أرقام خطتها الأرقام
انفلتت من بين أصابعنا
وسياط الناظر ... تتبعنا
اللحم لكم .... والعظم لنا
ومخاوفنا تكبر معنا ..
السوط الهاوي في الأبدان
ضربا .. رهبا .. رعبا .. عنفا
الباعث في كل جنان
هلعا .. وجفا .. فزعا .. خوفا
والصوت الداوى في الاذان ...
شتما قذفا
فقد نسيتنا الرحمة لو ننسى يوما رقما ..
او نسقط في حين حرفا
والمشهد دوما يتكرر
وتكاد سهامي تتكسر
لكانى احرث إذ أبحر
لا شط أمان لا مرفأ
وجراحي كمصاب السكر
لا تهد بالا لا تفتر ...
لا توقف نزفا لا تشفى
غدت تخرسنا الأجراس
وتكتم فينا الأنفاس
وتبعثرنا فكرا حائرة
والناظر منا يترأى وهما
للعين لنا الناظر
في الفصل على الدرب وفى البيت
يشقينا القول كمثل الصمت
فانفض بداخلنا السامر
وانحسرت آمال الآتي

من وطأة الآم الحاضر
لكنى اذكر في مرة !!!
من خلف عيون الرقباء كنا ثلة
قادتها الحيرة ذات مساء ..
للشاطى في يوما ما
إذ قامت في الضفة نخلة ..
تتعالى رغم الأنواء ..
تتراقص في وجه الماء ..
فإذا من قلتنا قلة
نرمى الأحجار إلى أعلى
نرمى حجرا تلقى ثمرا .. حجرا نرمى تلقى ثمرا
حجرا .. ثمرا .. حجراثمرا .. حجرا ثمرا ..
مقدار قساوتنا معطاء ..
يا روعة هاتيك النخلة
كنا ندنو كانت ترنو وبنا تحنو ..
تهتز وما فتئت جزلى
من ذاك الحين وأنا مفتون بالنخلة
والحب لها وليوم الدين ..
مطبوع في النفس الطفلة ..
مضت السنوات ولها في القلب خطوات
صارت عندي مثلا أعلى ..
يجذبني الدرس إذا دارت
القصة فيه عن نخلة ..
ويظل بقلبي يترنم ..
الوحي الهاتف يا مريم
أن هزي جذع النخلة
في اعظم قصة ميلاد
في الأرض لها كانت دولة
... مضت الايام ...
جفت صحف رفعت أقلام
فإذا أيام الدرس المرة مقضية
وبدانا ساعتها نبحث عن ..
وهم يدعى الحرية ..
كان حلما راودني والنفس صبية ..
تتعشق لو تغدو يوما
نفسا راضية مرضية ..
تتنسم أريج الحرية
وكدت أساق إلى الإيمان
أن الإنسان قد أوجد داخل قضبان
والبعض على البعض السجان
في سجن يبدو أبديا
فالناظر موجود أبدا في كل زمان ومكان
فتهيأ لي أن الدنيا ..
تتهيا أخرى للطوفان
وأنا إذ أمشى اتعثر ..
لكأني احرث إذ أبحر
لا شط أمان لا مرفأ
وجراحي كمصاب السكر
لا تهدأ بالا لا تفتر ..
لا توقف نزفا لاتشفى
أعوام تغرب من عمري وأنا اكبر
لافتش عن ضلعي الأيسر
وتظل جراحي مبتلة
تتوهد قلبي بالسقيا ..
أتطلع لامرأة نخلة ...
تحمل عنى ... احمل عنها ثقل الدنيا
تمنحنى معنى أن احيا ..
أتطلع لامرأة ...
لتجنب اقدامى الذلة
وذات مساء ...
وبلا ميعاد كان الميلاد وتلاقينا
ما طاب لنا من عرض الأرض تساقينا
وتعارفنا .. وتآلفنا وتحالفنا
لعيون الناس ترائينا ...
لا يعرف من يدنو منا جفنا أو من يعلو عينا
وتشاركنا وتشابكنا ...
كخطوط الطول إذا التفت بخطوط العرض
كوضوء سنته اندست في جوف الفرض
كانت قلبا وهوان ..
العرف فكنت النبض
كانت مزنا وهوان ..
الغيث فكنت الأرض
وأنا ظمآن جأتنى حبا وحنانا
اروتنى دفئا وأمانا
كانت نخلة تتعالى فوق الأحزان
وتطل على قلبي حبلى ..
بالأمل الغض الريان
وتظل بأعماقي قبلة
تدفعني نحو الإيمان
كانت لحنا عبر الأزمان
جاءتني من غور التاريخ
يستعلي فوق ذرى المريخ
صارت تملأني في صمتى ..
ترنيمة سعد في صوتي
أتوسم فيها اكسيرا ..
أبدا يحيني في موتى
.. وبذات مساء وبلا ميعاد او وعد
إذا كان لقاء ...
والشوق يشد على الأبدان
فتوقف نبض السنوات
في أقسى أطول لحظات
تتساقط بعض الكلمات
تنفرط كحبات العقد ...
.. فكان وداع دون دموع
كان بكاء ...
لافارق اجمل ما عندي
وكان قضاء أن تمضى ..
أن أبقى وحدي لكني باق في عهدي
فهواها قد أضحى قيدي
وبدت سنوات تلاقينا
من قصر في عمر هلال
لقليل لوح في ..

كظلال سحاب رحال
كندى الأشجار على الأوراق
يتلاشى عند الإشراق
كنا رغم تفرقنا ..

يجمعنا شي في الأعماق
نتلاقى دوما في استغراق
في كل حكايات الأبطال
نتلاقى مثل الاشواق ..
نستبق جليل العشاق
نتلاقى في كل سؤال يبدو
بعيون الأطفال
ولئن ذهبت ساكون لها وكما قالت ..
فبقلبي أبدا أبدا ما زالت ..

ريحا للغيمة تدفعها حتى ترحل
ماء للحنطة تسقيها حتى تثمر
ريقا للوردة ترعاها حتى تزهر
أمنا للخائف والمظلوم ...
عونا للسائل والمحروم ..
فلئن ذهبت ... فلقد

صارت عندي جرحاً يأوى قدحاً
يغلق صبحا يبنى صرحا
لاكون بها إيقاعا من غناء
لو يصحو ليل الأحزان ..

وخشوعا في كل دعاء
يسعى لعلو الايمان ..
ترنيما في كل مساء ..
من اجل نما الإنسان
من اجل بقاء الإنسان
من اجل إخاء الإنسان ..
Ahmed kuku Ahmed
Ahmed kuku Ahmed
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

امرأة نخلة  ـ شعر محى الدين الفاتح Empty رد: امرأة نخلة ـ شعر محى الدين الفاتح

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 21st أبريل 2013, 17:51


Ahmed kuku Ahmed كتب:
أشار لافخرنا جسدا
أن كن ألفا
فكن الالفه الفه .. اتذكره
إن جلس فمجلسه أوسع
وان قام فقامته ارفع
وان فهم فأطولنا إصبع
لذا فينا كان الالفه
..

والله يا أحمد تـــورتــا فينا الوٍردة " الحمى ".......
هذا الأستاذ الطيبي رئة تنفس عبرها معظم محبي الشعر .....
وشعلة وقادة أضاءت مدارس القبس ....
عانقت هذه القصيده مسمعي من زمان ......
اما وصف " الألفـــة " الذي اقتبسته اعلاه....
يذكرني كلما تلوتها " الألفة " بتاعنا
صديقي ابراهيم الدخــــيري ( ألله يذكرو بالخير يارب)
حيث كان الأطول والأضخم صوتاً
تميز بشخصية قوية وكان ينوبه دوماً
صابر محمد مطـــر" يرحمه الله بالجنه"
يشاركه نفس الصفات

واليك يا أحمد من محي الدين الفاتح

ليكِ أحـنُ يَا طَابت
إليكِ أحنُ يا طابتْ
و في نفسي لواعِجُ شوقيَ المسعورِ لا ابتلت و لا غابتْ
إليكِ أعودُ يا أغرودة الصبحِ
إلى ساحاتكِ النشوى و ساعاتِ اللقاء السمحِ
و نسماتٍ تهب مع قدوم الفجر
ترقصُ من طلاوتها حقولُ القطنِ و القمحِ
إليكِ أعودُ يا طابتْ
و لي قلبٌ يرَى في كلِ أغنية ملامحَ ليلك الأخضرْ
أحن إليكِ يا طابت
لحلقاتِ وقيت العصر
ينظمها سعيد صاحب المتجرْ

****
كل بيت فيها يجعلني أحن الى أبوجبيهـــه ......
بكل الصـــور و الأخيلــــة
وسعيد هذا يذكرني كنتين عمنا " الزين عشانه " على مشارف " حلة الدبيبة "...وذاك التحلق!!!!
بصمة دماغية مذ كنا نشتري السكر و الفحم والحلوى " قبل افتتاح "تعاون المحلج " _ (المحلج مول ) بلغة اليوم "

...... إيــــه والله أحكـــام يازمن ؟؟؟؟؟؟؟؟...........

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

امرأة نخلة  ـ شعر محى الدين الفاتح Empty رد: امرأة نخلة ـ شعر محى الدين الفاتح

مُساهمة من طرف الحازمي 21st أبريل 2013, 21:17

من قصايد محي الدين الفاتح
ودقت الأجراس
كانت تشير ساعتي الأنيقة
تلك التي تحمل اسم أجمل الساعات في سويسرا
وفقاً لمقتضى الصناعة الدقيقة
كانت تشير بالساعة والدقيقة
إلى تمام النصف بعد الثامنة صبيحة الأول من يناير المجيد
في عودةٍ حميدةٍ جديدة
تباركت أعيادنا السعيدة
* * * *
خرجت في الصباح حين كانت الإذاعة
تضجُّ بالكلام والنشيدْ
وكان صاحبي الذي أزور
عائداً لتوّه من بلد الآمال والأحلامْ
وحسب ما أذكر لم يغب فيها سوى
عام وبعض عامْ
لكنّه يا نضّر الرحمن وجهه ونضّر الحقائب الكبيرة العديدة
اللون هادئٌ والوجه مشرقٌ والجلد أملسٌ والثوب من رخامْ
وبعد أن تلونا كل ما نحفظ من
أجندة السلامْ
ومن لوازم استمرار حالة الكلامْ
جلست أرمق العائد من غربته السعيدة
يلبس لحيةً أنيقةً جديدة
مسبحة من الصندل في اليمينْ
في اليسار قد تلوّن المنديلْ
يا روعة الألوان في المنديلْ
تلك التي تدفع عن أنوفنا الغبار
والزكامْ
من روائح الفقر التي تفوح من
غوابر الأيامْ
ويا دعاء ابراهيم واسماعيل إذ
يمتد من دجلة حتى النيلْ
الآن قد عرفت سرّ هذه البلاغة
مسبحةٌ ولحيةٌ كناية عن بلد الرسولْ
وحلّة زاهيةٌ كناية عن بلد الريال والبترولْ
* * * *
مشتاقين بالأكثر .. ومرحباً وكيف الحال والأحوالْ
أعدنا غير مرّة مراسم السلامْ
وبعد ربع ساعةٍ تبخّر الكلامْ
لكنّ صاحبي الذي أزور عاد
مفتحاً منقحاً بعد انقضاء عامْ
مدّ لي ببسمةٍ رشيقةٍ وكوب
قهوةٍ ونسخةٍ من الجريدة
وقال أنه ولما لم يجد صحيفة
الأيامْ
هناك في مطار جدّة الكبير
اضطر واشترى من الخرطوم
رغم ما يصاحب الشراء هذه
الأيامْ
من زمر الآهات والآلامْ
بالرغم من جهوده التي قدرت لكي
يوفر الجريدة
مشاركاً بماله سودان يناير في
فرحته الأكيدة
دفعتها إليه قائلاً لقد قرأتها
.. قال لا إنها جريدة الصباح إنها جديدة
قرأتها جديدة .. قرأتها حفظتها
قرأتها بالأمس قبل الأمس قبل
شهر قبل عامْ
ومنذ أن عرفت أحرف القراءةْ
ومنذ أن أسقط كل مفردات الطهر
والبراءةْ
من ذلك اليوم الذي نسميه
استقلالْ
قرأت كلّ ما يمكن أن يقالْ .. في أي احتفالْ
وما يكتب كل يومٍ في الجريدة
.. حفظته كمثل ما قصيدة
من قولهم يا أيها الأحرارْ
إلي قولهم أعاده الله على
بلادنا بالخير واليمن والبركاتْ
وكلّ يوم أعيدها من غير أن
أقرأها
ومن سجلّ الذاكرة أمسك بها
إليكْ .. أعيدها عليكْ
الصفحة الأولى عليها صورة
الرئيسْ
وخبر الوفد الذي يهنئ الرئيسْ
وكلمة الأيامْ .. في احتفال هذا
العامْ
الصفحة الثانية العالم في سطورْ
بيروستريكا موسكو .. ردود فعل واشنطن
وقمة تعقد في باريسْ
الصفحة الثالثة التحقيق عن أزمة
البترول
والصابون والسكر واللحوم
والكبريت والدقيقْ
مع قصيدة عنوانها نفديك يا
سودان بالنفس والنفيسْ
وصفحة التهاني .. وصفحة
الإعلانِ .. وفي دوائر البوليسْ
في صفحة الثقافة فكرة عن
التناصي في شعر أودونيسْ
وأين تقضي سهرة الخميسْ
ومسرحية بقاعة الصداقة عنوانها
قد قتلوا العريسْ
وكان صاحبي يغوص في مقعده
الوثير حين مال للشمال ثم قالْ
نسيت أهم ما يمكن أن يقالْ
..نسيت أن فتية المريخ قد تفوقوا على الهلالْ
بالهدف الذي أحرزه كمالْ
من كرةٍ مرتدةٍ في شكل موزة بعد
الفرصة التي أهدرها كدوسْ
ولما لم أكن من الذين يفهمون
مثل هذه اللغةْ
أخفيت جهلي في صعوبة بالغةْ
وكان أن أشرت بالموافقةْ
وقلت في انصراف محاولاً أن أحول
الكرة عن ملعب القدم
أذكر أنني في ذات عام
في قرية قد ساقني إليها عمل
التدريس
فكرت أن أقوم باحتفال في شكل
كرنفال
جهزت حزمة من الأشرطة التي تعج
بالنشيد .. القديم والجديدْ
من كان اسمها أم درمان إلى وطن
الجدودْ
وكان لا بدّ من لافتة تدعو إلى
السلامْ
وكان لابدّ من الأعلامْ
وعلم كبير يزرع في الفناءْ
.. يكمل المساحة المزينة
حراً يرفرف فوق أرضنا الفضاءْ
فتشت بطن السوق ظهر السوق قلبت
كل السوق
لم أجد قماشة ملوّنة ما كان في
يديّ غير عودْ
وعدت في يدي عود .. ومن خلال
أسفٍ شديدْ
حدثني الناظر أنّ في زمانهم ذاك
الذي غير بعيدْ
كانت لهم حكومة رشيدة تعرف
بالتحديدْ .. وقت العيدْ
تستورد القماش للأعلام قبل شهرٍ
أو يزيدْ
لكنه الذي مضى ولن يعاد وقد مضى
السداد والرشادْ
ومنذ أن تقلّص الإيرادْ .. ما
عاد في بلادنا تجارة ولا صناعة ولا اقتصادْ
وصاح صاحبي وإن يكن قد قالها
فقد صدق
لأنني من كثرة الفساد وقسوة
الحكم على العبادْ
وغير آسفٍ هجرت هذه البلادْ
هاجرت حيث لا صفوف للرغيف لا
زحامْ
الوقت بين النوم والصلاة
والدوامْ
والشراب والكساء والشراء والطعامْ
وكل شئ عندنا تمامْ
وكل يوم قبل أن أنام أحقن مصل
الصمت في أوردة الكلامْ
حتى نسيت معظم الكلامْ
ولم يعد يهمّني في داخل
السودانْ
غير أن أشجّع المريخ وأنعم
بالغناء من زيدانْ
الحمد لله الذي أخرجني من قلب
هذه المشكلة
وواضعاً شريط تسجيل على المسجلة
أضاف صاحبي بهذه المناسبة "في
الليلة ديك" أغنيتي المفضّلة
فهل سمعتها
قلت بلى سمعتها مليون ألف مرّة
مفروضة عليّ في الأفراح
والأتراح
والمواصلات والمرطبات والليالي
الحالمة
أضاف في ابتسامةٍ طرية وناعمة
وهل سمعت أنها أغنية الدجاجة
المفضّلة
رددت في سرّي " في الليلة ديك "
أغنية الدجاجة المفضّلة
دجاجة عاشقة من دجاج آخر
الزمانْ
زمان من لا يفهم في السودانْ
غير أن يشجع المريخ أو زيدانْ
وعندها استعدت ملئ خاطري دجاجنا
القديم
دجاجنا الذي لم يعرف الأنوارْ
دجاجنا الذي ما مرّ بالمطارْ
وقفزت في خاطري حكاية الدجاجة
الصغيرة الحمراءْ
يا ليت ما يقرأه الصغار لو
يفهمه الكبارْ
تلك التي تعرف ما ينزل من
السماءْ
وعندما يخضرّ وجه الأرض من
معزوفة الأمطارْ
دجاجة صغيرة .. لا دجاج هذا
العالم الملئ بالأخبارْ
أذكر كيف كنت معجباً بقولها
بل كنت معجباً بفعلها
حقيقة الفول فولها وكله لها
لأنها ووحدها قد زرعت وحصدت
وجمعت
وطبخت وطاب أكلها
هتفت ملء خاطري لها
ولتسقط الأرانب ولتسقط الفئرانْ
مع دجاج آخر الزمانْ
* * * * *
سألت صاحبي وكان داخلاً بعد
غيبة قصيرة
اثر سلام خارج الديوانْ
سألته هل أجد كتيباً عن سيرة
الرسولْ
أجاب لا
وهل أجد كتيباً عن قصة البترولْ
أجاب لا
وقبل أن أزيد
أضاف أنه قد غادرت عيونه الكتاب
منذ أن غادرت أرجله الفصول
للبحث عن كفيل
وقبل أن ينتصف النهارْ
حملت أقدامي لبيتنا الذي يرشق
ملء السمع والأبصارْ
إنجاز يناير مثل كل بيت بصورة
التلفاز ملء وجهه
وصيحة المذياع ملء الصوت
بالصحف الكبيرة الكثيرة الحروف
الصفحات والأشعارْ
تلك التي تحجب أن ترى وراءها
شيئاً من الأشياءْ
أدرت موجة المذياع في يناير
السودانْ
ما زلت سيداتي سادتي أواصل
الأنباء
من إذاعة أم درمانْ
السيد الرئيس يخاطب الجمهور في
المساءْ
سيادة الرئيس يلتقي بلجنة تمثل
النساءْ
وفي الصباح كان قد تلقى التهنئة
من جلالة الملوك من فخامة
الرؤساءْ
بلادنا تواصل احتفالها وا
.. وا .. وا
نفس الذي يبثه التلفاز أو ترصده
الجريدة
وزاد فاصلاً من النشيد .. وصلةً
من الغناءْ
وهامشاً من التعليق عن إزالة
العناءْ
وهامشاً آخر عن مسيرة العالم في
إعادة البناءْ
بيروستريكا إعادة البناءْ
وحينما أغلقت من جريدتي
الصفحاتْ
وصورة التلفاز والأصواتْ
وجدتني أثقب المكان بالنظراتْ
ما احتجتُ أن أكون واحداً من
الذين يوصفون بالبكاءْ
لكي أرى أن الذي أحاط بي من شعر
رأسه إلى بواطن القدم
مستوردٌ في زمن الأفراح والبكاءْ
في زمن الصياح والسكونْ
.. مستوردٌ في زمن التعقل المجنونْ
الورق .. التلفاز .. ما ألبس
والمذياع والنيونْ
الشاي والسكر والساردين والرغيف
والمشط وعلبة الدخان والأخبار
والأفكارْ
والأحزابُ والكتاب في رواية عن
مالك الحزينْ
وقاعة الدروس والكرت والفرشاة
والسبورة السوداء والحيطانْ
والعلوم والآداب والفنونْ
والعلم الذي يخفق في ألوانه
الثلاثة
بل إنها تلك التي اقتضت ضرورة
التطوير أن تصير أربعة
وبارك الله لنا النسمة التي
تهزه ذات اليسار تارةً وتارةً إلى اليمينْ
يا نسمةً من وطني العزيزْ
من ترى يا وطني يخرج منا
الإنجليزْ
وبعد تمكن المساءْ في لبسةٍ
صوفيةٍ خرجت علها تقي من وطأة الشتاءْ
أنيقة فيها براعة الإنجليز
مصنوعة كما البينسون للسودانْ
لبرده القارس قرب خطّ الاستواءْ
فالعالم الجديد دائماً يموت في
التطويرْ
ويكره الجمود مثلما يبارك
التغييرْ
كما يقول عندنا الإعلام في
الصباح والمساءْ
في الصيف في الشتاءْ .. بيروستريكا إعادة البناءْ
ما زلت سيداتي سادتي أواصل
الأنباء من إذاعة أم درمانْ
كعادة الذين يؤمنون بالتعدد
الحزبي والفكري
قد كان في المدينة الصغيرة
عشرون إحتفالْ
أمسية تحت شعار " المجد
للشهداءْ وليلة الفداءْ "
وجلسة للشعر والشعراءْ
ومسرح عن نهضة النشيد والغناءْ
.. ومسرح العرائسْ
وحلقة موضوعها هوية السودان
والبحث عن انتماءْ
وحلقة موضوعها دور الشباب في
إعادة التعميرْ
وأنها انتصار ذلك المعسكر الذي
تقوده أمريكا
لكن آخرين في المدينة الصغيرة
يحكون أنها انتصار روسيا
لكن لم استمع فيها عن موقع
السودان في إعادة البناءْ
ما زلت سيداتي سادتي أمارس
الأنباءْ
لربما كان الذي يدعونه
بيروستريكا
رقية جديدة لربما تقاوم الغناءْ
أم عودة للأرض والإنسان بعد عصر
التيه في الفضاءْ
أو أنها شئٌ من الحياءْ
من حامض الهزيمة الذي غرر
باللسانْ
من انطفاء النجمة الحمراءْ في
سماء أقرب الجيرانْ
أم أنها نهاية الأسطورة التي
خطها الشقاءْ
لمارد الهلاك مفجر الدموع
والدماءْ
من عيون قادة الإصلاح من أوردة
"الكولاك"
أم أنها تهدئة لخاطر الذين
صفقوا وصدقوا الضجيج والضوضاءْ
ورددوا الأغنية القديمة
البلهاءْ
ستالين لم يمت "بيروستريكا"
أم إنعتاق العالم الجديد من
أسورة الجليد والحديد والشتاءْ
أم أنها جميع هذه الأشياء أو
أنها لا شئ من جميع هذه الأشياءْ
أو سمّ ما تريد من أسماءْ
فكر كما تحب أو أترك الأمر كما
تشاءْ
أو أنها حقيقة الدب في نيابه
حين شاخ دقّ عنقه كما يحب
ما كان إلا حشوة من الورقْ
وحين أوغل المساء في نيابه وفوز
الشفقْ
الدب دب في النيران إحترقْ
بيروستريكا وصفة ناجعة جديدة
موديل فكرة دقيقة مستوردة
تخرج هذا العالم المكبوت من
حصونه الشهيرة
لذا فكل الناس في سودان يناير
يبحثون عن حلولْ
تطوعالمعلوم والمجهولْ .. ويهتفونْ
لم تدق هذه الأجراس لم تدمدم
الطبولْ
فالبعض دائماً يقولْ
الحل في العروبة .. وآخر يقول إنها أكذوبة
الحل في أفرقة السودانْ
وآخر يقول الوجهة المطلوبة
سودنة السودانْ
والبعض يقترح حسم قضية الهوية
بعيداً عن عالم الأديانْ
وآخر ينادي الحل ميمنة .. الحل
عند القوة المهيمنة
وغيره الحل ميسرة .. ما أكثر
الحلول عندنا يا مسخرة
وهكذا .. هكذا جرى
لكنما المدهش الحل عند البعض في
إعادة البناءْ
معذرة يا سادتي آنساتي
أن أقطع الأنباءْ "موافقون"
فقط علينا أولاً أن نجد البناءْ
ثم يتم الهدم كي نعيد ذلك
البناءْ
ما رأيكم يا سادتي آنساتي ما
رأيكمْ
لو أنني قلت لكم لأني أعلم
أنكمْ
وإن تعددت آراؤكمْ .. فقد توحدت
همومكمْ
ما رأيكم لو أنني قلت لكمْ
الحل في حكاية الدجاجة الصغيرة
الحمراءْ
وعاشت الدجاجة الصغيرة الحمراءْ لأنها
قد زرعت وحصدت وجمعت وطبخت فطاب
أكلها
فالفول فولها وكله لها
فالفعل فعلها .. والقول قولها
وعاشت الدجاجة الصغيرة الحمراءْ
وعاشت وحدة السودانْ
ولتسقط الأرانب ولتسقط الفئرانْ
من أجل نماء السودان
من أجل بناء السودان
الحازمي
الحازمي
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى