ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فلسفة الردى عند صلاح أحمد إبراهيم في رثاء أحبائه

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

فلسفة الردى عند صلاح أحمد إبراهيم في رثاء أحبائه Empty فلسفة الردى عند صلاح أحمد إبراهيم في رثاء أحبائه

مُساهمة من طرف الفضل الحاج البشير 1st ديسمبر 2009, 12:32

قالها بعيد استشهاد صديقه وزوج أخته الشفيع أحمد الشيخ


نحن والردى
الشاعر : الراحل صلاح احمد ابراهيم

يا ذكي العود بالمطرقة الصماء والفأس تشظى
وبنيران لها ألف لسان قد تلظى
ضع على ضوئك في الناس اصطبارا ومآثر
مثلما ضوع في الأهوال صبرا آل ياسر
فلئن كنت كما أنت عبق
فاحترق

يا منايا حوّمي حول الحمى واستعرضينا واصطفي
كل سمح النفس بسام العشيات الوفي
الحليم العف كالأنسام روحا وسجايا
أريحي الوجه والكف إفتراراً وعطايا
فإذا لاقاك بالباب بشوشا وحفي
بضمير ككتاب الله طاهر
انشبي الاظفار في أكتافه واختطفي
وأمان الله منا يا منايا
كلما اشتقت لميمون المحيا ذي البشائر .. شرّفي
تجدينا مثلا في الناس سائر
نقهر الموت حياة ومصائر

هذه اجنابنا مكشوفة فليرم رامي
هذه أكبادنا لكها وزغرد يا حقود
هذه أضلاعنا مثلومة وهي دوامي
وعلى النطع الرؤوس
فاستبدي يا فؤوس
وادخلي أبياتنا واحتطبي
وأديري يا منايانا كؤوسا في كؤوس
من دمانا واشربي

ما الذي اقسى من الموت؟ فهذا قد كشفنا سره
واستسغنا مره
صدئت آلاته فينا ولا زلنا نعافر
ما جزعنا ان تشهانا ولم يرض الرحيل
فله فينا اغتباق واصطباح ومقيل
آخر العمر قصير ام طويل
كفن من طرف السوق وشبر في المقابر
ما علينا
ان يكن حزنا فللحزن ذبالات مضيئة
أو يكن قصدا بلا معنى ،
فللمرء ذهاب بعد جيئة
أو يكن خيفة مجهول
فللخوف وقاء ودريئة
من يقين ومشيئة
فهلمي يا منايانا جحافل
تجدينا لك أنداد المحافل
القرى منا وفينا لك والديوان حافل
ولنا صبر على المكروه- ان دام- جميل

هذه أعمالنا مرقومة بالنور في ظهر مطايا
عبرت دنيا لأخرى تستبق
نفذ الرمل على أعمارنا إلا بقايا
تنتهي عمرا فعمرا وهي ند يحترق
ما انحنت قاماتنا من حمل أثقال الرزايا
فلنا في حلك الأهوال مسرى وطرق
فإذا جاء الردى كشر وجها مكفهرا
عارضا فينا بسيف دموي ودرق
ومغيرا
بيد تحصدنا ، لم نبد للموت ارتعادا أو فرق
نترك الدنيا وفي ذاكرة الدنيا لنا ذكر وذكرى
من فعال وخلق
ولنا إرث من الحكمة والحلم وحب الكادحين
وولاء، حينما يكذب أهليه الأمين
ولنا في خدمة الشعب عرق

هكذا نحن ففاخرنا وقد كان لنا أيضا سؤال وجواب
ونزوع للذي خلف الحجاب
برهة من سرمد الدهر أقمنا ومشينا
ما عرفنا بم أو فيم أتينا وانتهينا
وخبرنا تفه الدنيا وما من بهرج فيها حقير
عرضاً فان لفانين فما نملكه يفلت من بين يدينا
أو ذهبنادونه حين بقي
فكما كان لدينا ،صار ملكا لسوانا،وغرور
لغرير غافل يختال في الوهم الهويني
في حبور

رب من ينهل من بحر الغوايات
ظمي والذي يملك عينين ولا لب ..عمي
والذي تفتنه الدنيا ولم يدر المصير
أبله يمرح في القيد وفي الحلم يسير
ريثما توقظه السقطة في القاع ولا يعرف أينا

كل جيل بعده جيل، ويأتي بعد جيل
بليت جدته،مرتقباًً في غبطة أو غفلة أو قلق
فقعة الآمال في جيل بديل
طالع أو طامع مستبق

أمس قد كنا سقاة القوم بالكأس المرير
وغداً يحملنا ابناؤنا كي نستقي
فالذي تخلي له مضيفة الدنيا سيدعي لرحيل
حين يبدو قادم في الافق
وكلا القائم والقادم في دفترها ابن سبيل

كل طفل جاء للدنيا -أخي -ىمن عدم
مشرق الوجنة ضحاك الثنايا والفم
يسرج الساعات مهراً لإقتحام القمم
سابحاً في غرة للهرم
فإذا صاح به الموت اقدم
كان فوت الموت بعض المستحيل

عجبي من رمة ترفل بين الرمم نسيت سوء مآل الامم
وسعت في باطل عقباه غير الألم ومطيف الندم والسأم..
غصة الموت،وان مد لها في فسحة العيش قليل
فالذي يعقبه الرمس وإن طال مدي ليس طويل
والسؤال الحق ماذا بعد؟ماذا بعد؟ماذا بعد في هذا السبيل
يرتجيه الآدمي ؟
أإذا متنا إنتهينا للابد ؟غير مااسماه دهري طبيعة؟
أم بدأنا من جديد .. كيف أو أين سؤال هائل لن نستطيعه؟
أفمن يذهب عنا سيعود مثلما تزعم شيعة ..ثم هل عاد أحد ؟
ام له في داره الاخري خلود
بعد ان يسترجع الله الوديعة
بكتاب وامد

ضل من يبحث في سر الوجود بالذي انكر أو فيه اعتقد
فاجعل الموت طريقا للبقاء
وابتغ الحق شريعة
واسلك الفضل وقل يا هؤلاء
خاب قوم جحدوا الفضل صنيعه
إن للفضل وإن مات ذووه لضياء ليس يخبو
فاسألوا أهل النهى
رب ضوء لامع من كوكب حيث انتهى ..ذلك الكوكب آلافا وآلافاً سنينا

يا رياح الموت هبي إن قدرت اقتلعينا
اعملي اسياخك الحمراء في الحي شمالاً ويمينا
قطعي منا الذؤابات ففي الأرض لنا غاصت جذور
شتتينا فلكم عاصفة مرت ولم تنس أياديها البذور
زمجري حتى يبح الصوت ، حتى يعقب الصمت الهدير
اسحقينا وامحقينا تجدينا .. نحن أقوى منك بأساً ماحيينا
وإذامتنا سنحيا في بنينا
بالذي يبعث فيهم كل ما يبرق فينا
فلنا فيهم نشور

طفلنا حدق في الموت مليا ومرارا
ألِف الأحزان تأتينا صغاراً وكبارا
وسرى الدمع غزيراً ورعى النوم غرارا
ورأى والده يخطرللموت ونعشاً يتوارى
لن يراه مرة ثانية قط إلى يوم الحساب
ذاكراً عنه حناناً وحديثاً وابتسامات عذاب
كشموس لا يني يأمل أن تشرق من باب لباب

كل يوم ولنا في البيت مأتم
وصغير ذبحت ضحكته يوم تيتم
كلما مرت بنا داهية تسأل عيناه عن الشر المغير
ويرى من حوله أمراً مريباً وغريباً ورهيباً فيثور
أمه في جلد تدعوه أن يسكت
لكن صوتها فيه اضطراب
واكتئاب
وهو يدري ،فعيون الأم للابن كتاب
وهو بالمحنة والموت الذي جندلنا جد بصير
حلمه صار حكيماً وهو طفل في سرير
فهو يزداد بما حاق بنا حزناً وحزماً ووقارا
وانفعالا كلما عاث بنا دهر وجارا
هكذا يطرق فولاذ البطولات ويسقى بالعذاب
فله في غده يوم كبير يوم أن يدلج في وادي طوى
يقبس نارا
والجاً هولاً مهولاً، خائضاً نقعاً مثارا
وغمارا
ضاحكاً في حنك الموت علي الموت عتواً واقتدارا
وقد استل كسيف وامض جرحاً عميقاً في الضمير
خبراني - لهف نفسي - كيف يخشى الموت من خاشنه الموت صغير

في غد يعرف عنا القادمون
أي حب قد حملناه لهم
في غد يحسب فيهم حاسبون
كم أياد أسلفت منا لهم
في غد يحكون عن اناتنا
وعن الآلام في ابياتنا
وعن الجرح الذي غنى لهم
كل جرح في حنايانا يهون حين يغدو ملهما يوحي لهم
جرحنا دام ونحن الصامتون حزننا جم ونحن الصابرون
فابطشي ماشئت فينا يا منون
كم فتى في مكة يشبه حمزة؟

بالخشوع المحض والتقديس والحب المقيم
واتضاع كامل في حضرة الروح السماوي الكريم
التحيات لها
وبشوق ابدي عارم ينزف من جرح أليم
وامتنان لا يفيه قدرة قول لا ولا فعل حديث أو قديم
التحيات لها
ليت لي في الجمر والنيران وقفة
وأنا أشدو بأشعاري لها
ليت لي في الشوك والأحجار والظلمة زحفة
وأنا أسعى بأشواقي لها
ليت لي في زمهرير الموت رجفة
وأنا ألفظ أنفاسي لها
ليت من ألم طاغ محفّه
وأنا أحمل قربانا لها .. وهدية
فأنادي باسمها الحلو بلهفة
لك يا أم السلام وهي ترنو لي وتصفو للتحية .. بابتسام
وجبيني في الرغام
التحيات الزكيات لها ، نفس زكية
رسمها في القلب كالروض الوسيم
صنعتنا من معانيها السنيه
وستبقى منبع النور العظيم
يا قبوراً في عراء الله حسب الابدية
إنكم من ذوقها العالي صميم
سنوات عشتموها اينعت .. حُفّلاً بالخير والبر الحقيقي
ومضيتم فتركتم أثراً.. نبش اسماعيل في القفر السحيق
يا أحبائي ويا نبض عروقي
كنتم القدوة بالحب الوريق
فاهنأوا انتم كما نحن على ذاك الطريق

رب شمس غربت والبدر عنها يخبر
وزهور قد تلاشت وهي في العطر تعيش
نحن اكفاء لما حل بنا بل أكبر
تاجنا الابقى وتندك العروش

ولمن ولي جميل يُوثر ولمن ولي حديث يُذكر

الفضل الحاج البشير
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فلسفة الردى عند صلاح أحمد إبراهيم في رثاء أحبائه Empty العود احمد ...

مُساهمة من طرف nashi 1st ديسمبر 2009, 13:31

ان يكن حزنا فللحزن ذبالات مضيئة
أو يكن قصدا بلا معنى ،
فللمرء ذهاب بعد جيئة
أو يكن خيفة مجهول
فللخوف وقاء ودريئة
من يقين ومشيئة
فهلمي يا منايانا جحافل
تجدينا لك أنداد المحافل
القرى منا وفينا لك والديوان حافل

ولنا صبر على المكروه- ان دام- جميل



قصيدة حزينة ....إلا ان آخر العلاج الكي...
nashi
nashi
مشرف المنتدى الرياضى
مشرف المنتدى الرياضى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فلسفة الردى عند صلاح أحمد إبراهيم في رثاء أحبائه Empty رد: فلسفة الردى عند صلاح أحمد إبراهيم في رثاء أحبائه

مُساهمة من طرف محمد كمبال 1st ديسمبر 2009, 14:24

لهما الرحمه والمفغرة
شكراً اخ الفضل وعوداً حميداً بعد الغيبة التي نتمني ان لا تتكرر

محمد كمبال
نشط ثلاثة نجوم
نشط ثلاثة نجوم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فلسفة الردى عند صلاح أحمد إبراهيم في رثاء أحبائه Empty رد: فلسفة الردى عند صلاح أحمد إبراهيم في رثاء أحبائه

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 2nd ديسمبر 2009, 09:59

رحل صلاح بجروحه الغائرة وترك لنا قصائد عذبة ستخلد ذكره
يا مريــــــــــــّـــا
ليت لي إزميل فدّياس وروحا عبقر يـــّــا
لكنت أبدعتك يا ربة حسني بيديــــــّـــــــــــا
ربما لانلتقي من بعد ذلك يا مريــــــــــــــــــــــــّــــــــــــا
فتعالي وقعّي أسمك بأحرف من نار في شفتيّــــــــــــــــــــــــا
وقولي وداعا يا مريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــّــاأ
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فلسفة الردى عند صلاح أحمد إبراهيم في رثاء أحبائه Empty ...

مُساهمة من طرف اشرف بشرى إدريس 2nd ديسمبر 2009, 17:41

منقول ..صحيفة الاخبار السودانية:
هل كان خليلك وحبيبك صلاح أحمد إبراهيم يقصد أحدا إلا أنت وهو يكتب في إلياذة الشعر السوداني "نحن والردى"..

يا مناي حوّمي حول الحمى واستعرضينا واصطفي
كل سمح النفس بسام العشيات الوفي
الحليم العف كالأنسام روحا وسجايا
أريحي الوجه والكف افترارا وعطايا
فإذا لاقاك بالباب بشوشا وحفي
بضمير ككتاب الله طاهر
أنشبي الأظفار في أكتافه واختطفي

ومن مثلك سمح النفس بسام العشيات الوفي، البسيط لحد التلاشي، تفيض بساطته الحنينة على جميع من حوله؟
قالوا إن صلاح أواخر أيامه كان لا يمل من سماع "إن طلعت القمرة ..الخير يا عشاي تودينا لي أهلنا...بيسالوك مننا" وتنزل دموعه مدرارا، فماذا كنت تسمع وتتمنى؟
يقرأك القراء فيحسون بالألفة معك ومع أحرفك، أما لو كانوا محظوظين فجالسوك فذلك هو السحر بعينه.
تدير عيناك في الجالسين بلطف، ثم تسال أحدهم :من وين إنت" ومن أي مكان في السودان جاء فلك في ذلك حكايا وقصص وربما أشعار ومعارف. كنت انتظر بلهفة أن تسألني ونحن نجالسك في شقة الدكتور الباقر أحمد عبد الله بشارع إسماعيل محمد بالزمالك ذات ليلة قاهرية محفورة في الذاكرة، وأنا ادخر مفاجأتي للجميع. سألتني، ويا لحظي، فأجبت بأني من قرية صغيرة مجهولة في الشمال غير موجودة على الخارطة، ضغطت على الحروف لأجذب الانتباه، وقلت لك اسمها، انتفضت في مجلسك وأنت تقول لي "انت ما ود عمي عديل، انت عارفك بلدكم تبعد من حلتنا كم؟" كنت أعرف أن المسافة لا تتجاوز نصف ميل، يتوسطها خور كبير هو الحدود الفاصلة بين القريتين الصغيرتين، كنت أتطاول تيها وأنت تتحدث عن "بلدنا" وتجمعني معك في ذلك. حكيت لي عن شخصيات من بلدنا وبلدكم درسوا معا بالمسيد وعن مغامرات مشتركة على شاطئ النيل. كنت أود دليلا موثقا بخول لي أن أقول أني من بلد الطيب صالح، وقد نلته.
ثم تحينا الفرصة لتعرج على سيرة الشعر والشعراء، وينساب صوتك العميق محدثا عن المتنبئ الذي لا تذكر اسمه إلا مقرونا بلفظ "سيدنا". ثم تعرج على الصوفية فاكتشف فيك متصوفا كبيرا يقضي ليالي رمضان القاهرية متبتلا وذاكرا.
من أين لك هذا الصوت الدافئ والعميق، سمعتك مرة في إذاعة أمدرمان وأنت تقرأ مقاطع من "مريود" حين كانوا يحملون جسد مريوم للقبر، كان صوتك يتهدج ويتعرج في انحناءات عجيبة. تذكرت كيف قرأت مرة عن جلسة لندنية جمعت بين أسر عربية كبيرة وكيف أنك قرأت قصيدة "بلقيس" لنزار قباني بصوتك، خيم الصمت والاندهاش الممتع على الجميع ولم ينتبهوا إلا على صوت سيدة خليجية تقول بصوت متهدج أنها مستعدة أن تموت الآن لو كتب فيها مثل هذا الشعر، فأجبتها بلا تفكير "يا سيدتي إن حياة امرأة نحبها أغلى لدينا من كل قصائد الدنيا".
وداعا يا حبيبنا، ها أنت تأتي أخيرا إلى أمدرمان لتحتضنك ثراها، وأن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا
ما الذي أقسى من الموت؟
فهذا قد كشفنا سره .. وخبرنا أمره واستسغنا مره
وصدئت آلاته فينا وما زلنا نعاف
اشرف بشرى إدريس
اشرف بشرى إدريس
مبدع مميز
مبدع مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى