ياجارة الوادي - احمد شوقي

يا جارةَ الوادي ، طَرِبْتُ وعادني

ما يشبهُ الأَحلامَ من ذكراك

مَثَّلْتُ في الذكرى هواكِ وفي الكرى

والذكرياتُ صَدَى السنينَ الحاكي

ولقد مررْتُ على الرياض برَبْوَةٍ

غَنَّاءَ كنتُ حِيالَها أَلقاك

ضحِكَتْ إِليَّ وجُوهها وعيونُها

ووجدْتُ في أَنفاسها ريّاك

لم أدر ما طِيبُ العِناقِ على الهوى

حتى ترفَّق ساعدي فطواك

وتأَوَّدَتْ أَعطافُ بانِك في يدي

واحمرّ من خَفَرَيْهما خدّاك

ودخَلْتُ في ليلين : فَرْعِك والُّدجى

ولثمتُ كالصّبح المنوِّرِ فاكِ

ووجدْتُ في كُنْهِ الجوانحِ نَشْوَةً

من طيب فيك ، ومن سُلاف لَمَاك

وتعطَّلَتْ لغةُ الكلامِ وخاطبَتْ

عَيْنَىَّ في لغة الهوى عيناك

ومَحَوْتُ كلَّ لُبانةٍ من خاطري

ونَسِيتُ كلَّ تَعاتُبٍ وتشاكي

لا أمسِ من عمرِ الزمان ولا غَدٌ

جُمِع الزمانُ فكان يومَ رِضاك

عذبة هذه القصيدة وصوت فيروز أعذب .... لقاء العمالقة شوقى ومحمد عبدالوهاب وفيروز .... أى إبداع هذا؟؟

أزهرى الحاج البشير كتب:عذبة هذه القصيدة وصوت فيروز أعذب .... لقاء العمالقة شوقى ومحمد عبدالوهاب وفيروز .... أى إبداع هذا؟؟

ومن الأبيات يا أزهري التي درسنا لها المرحوم الأستاذ الفذ الطيب عبد الرحمن الشيخ عليه رحمة الله:
أدباؤكِ الزُّهر الشموسُ ولا أرَ أرضاً تمخَّض بالشموس سواكِ
من كلِّ أروعَ علمه في شعره ويراعه من خُلُقهِ بملاكِ
جمع القصائدَ من رباكِ وربما سرق الشمائلَ من نسيم صَبَاكِ
أنت الخيال بديعهُ وغريبه الله صاغكِ والزمانُ رواكِ
رحمة الله على الطيب ومحجوب كرداوي وأطال عمر خميس برة علي ، لهم الفضل بعد الله في صياغة حسنا وذوقنا الأدبي والنحوي .