مناظير بت ضكرة وشعب معلم!! زهير السراج

مناظير

بت ضكرة وشعب معلم!!

زهير السراج

* وجد اضراب الأطباء إجماعا منقطع النظير وأيدته أغلبية الجماهير والجماعات والأحزاب والتنظيمات السودانية في الداخل والخارج، الأمر الذى ساهم في نجاحه الباهر، وأعطى المضربين قوة دفع معنوية كبيرة وطمأنهم بأن ما فعلوه كان هو الإجراء الصحيح لحماية مهنتهم وتحقيق مطالبهم العادلة، وهى مطالب لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن مطالب الشعب السوداني الذي أدرك ذلك بحسه الوطني العالي فلم يتردد لحظة واحدة في تأييد ما قام به أطباؤه والوقوف خلفهم والدفاع عنهم بأغلى ما يملك إذا لزم الأمر!!
* كل الجماعات والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والأفراد، حتى رجل الشارع البسيط وربة المنزل اللذين تجرفهما مشاغل الحياة ولا تترك لهما مجالا للتوقف والتأمل في الأمور العامة، بل والبسطاء في الأرياف البعيدة والأصقاع النائية الذين لا تصلهم الأخبار إلا لماما ويعيشون حالة فظيعة من البؤس بسبب سياسة التجاهل الحكومى لهم، تفاعلوا مع الإضراب وأحسوا بأنه قضيتهم قبل أن يكون قضية الأطباء فدبت فيهم الروح وأخذوا يتسقطون الأخبار ويبدون تأييدهم الكاسح مع كل حدث جديد، وقد حكى لي صديق عبر مكالمة هاتفية بأن (جدته) قالت بلغتها الخاصة تعبيرا عن افتخارها بشجاعة الدكتورة ناهد محمد الحسن عندما أخبرها بإضرابها عن الطعام .. ( بت ضكرة)..!!
* وقد ظل السودانيون بالخارج في حالة انفعال مستمر بالحدث ومتابعة دقيقة لأخباره وبالمشاركة الايجابية ببيانات وبرقيات التأييد والمقترحات العملية المفيدة، والدليل الأبرز نقابة الأطباء السودانيين بالمملكة المتحدة وايرلندا التى ظلت في حالة انعقاد مستمر واتصال لا ينقطع بجمعيتها العمومية وبلجنة أطباء الإضراب .. تتابع وترصد وتقترح بما عرفت به من مقدرات وخبرات كبيرة في العمل المهني والنقابي وهي التي كان لها الدور الأكبر في إلغاء القرار البريطاني بعدم اعتماد الشهادات الصادرة من كليات الطب السودانية الذي كان سيلحق الكثير من الضرر بالسودان، وسيكون هذا الموضوع أحد أجندة الإجتماع السنوي العام للأطباء السودانيين بالمملكة المتحدة وإيرلندا الذي سينعقد في السابع عشر من الشهر القادم ويناقش موضوع تدريب الأطباء وأوضاع كليات الطب السودانية!!
* لقد أكد إضراب الأطباء السودانيين أن الروح الوطنية التي يتحلى بها السودانيون في الداخل والخارج لا تزال متوهجة كما كان العهد بها، وأن الشعب السوداني قادر على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب وتطبيقه بكل فعالية وجماعية يندر ان يتحلى بها شعب آخر، كما انه أحيا الأمل في النفوس بإمكانية التغيير وحماية المصالح العليا للوطن والمواطنين، ولو لم يحقق الإضراب غير هذا الهدف لكان ذلك نجاحا كبيرا له!!
* يبقى ان يحافظ الأطباء على هذا النجاح الكبير ويحسبوا الخطوة القادمة بدقة وعناية لتحقيق كافة مطالبهم المشروعة ولهم في التجارب الوطنية الثرة القدوة والمثل!!.