ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطائرة ماتزال مختطفة،ولكن الأمل باقٍ: صالح عمار

اذهب الى الأسفل

الطائرة ماتزال مختطفة،ولكن الأمل باقٍ: صالح عمار Empty الطائرة ماتزال مختطفة،ولكن الأمل باقٍ: صالح عمار

مُساهمة من طرف مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد 3rd أبريل 2010, 17:08

الطائرة ماتزال مختطفة،ولكن الأمل باقٍ
صالح عمار

للذين وضعوا آمالاً عريضة علي برنامج الأمل والتغيير الذي طرحه السيد ياسرعرمان، شكل إعلانه بمقاطعة الانتخابات، صدمة كبيرة لهم خلفت إحباط، لتخطئها العين وتلتقطها الأذن أينما كانت هناك جموع المتطلعين للتغيير، وممن أنهكتهم نوائب ومحن العشرين عاماً الماضية.
ولكن في تقديري، أن القرار كان متوقعاً، وكل من يقرأ الملعب جيداً بعيداً عن العواطف، يدرك أن ذلك ماسيحدث، لان كل شئ كان يقول ذلك.

ولكن وقبل الخوض، في هذه القراءة، لابد من القول أن القرار جانبه التوفيق، مكاناً وزماناً وفي طريقة الإخراج، وهذا عائد في بعض جوانبه لضعف في التكتيك، تعاني منه الحركة الشعبية كغيرها من أحزاب المعارضة. فمن ناحية الإخراج، كان قرار المقاطعة يحتم علي الحركة أن تبدأ قبل أيام من إعلانه، في تهيئة جماهيرها وعموم الشعب للقرار، أخذةً في الاعتبار التعبئة والعمل المكثف الذي قامت به خلال الأشهر الماضية، وما نتج عنه من ارتفاع سقف مطالب وأشواق هذه الجماهير. وهذه من أبجديات العمل السياسي، أن كل قرار من العيار الثقيل ـ مثل هذا ـ يحتاج لتهيئة الأجواء، ليس هذا فحسب، بل كان يجب أن تتواجد قيادات الحركة لحظة إعلان القرار ولأيام بعدها وسط جماهيرها، وتعقد سلسلة من الندوات واللقاءات الجماهيرية لشرح القرار وأبعاده، وما يجب علي هذه القاعدة فعله بعد المقاطعة. وما حدث أن حالة من البلبلة سادت الشارع العام، ووجد خصوم الحركة الساحة خالية لتصفية حساباتهم، والسخرية والتهكم من الحركة عموماً، ومن قطاع الشمال والسيد عرمان علي وجه الخصوص. من ناحية الزمان والمكان، كان يجب الانتظار لحين عقد أحزاب تحالف جوبا لاجتماعهم، وإعلان القرار معهم بشكل موحد، وكان هذا سيعزز من رصيد الحركة ـ في الشمال تحديداً ـ ويقوي موقف أحزاب المعارضة بشكل جماعي. بالعودة للقرار نفسه، ولمحاولة قراءة الموضوع بشكله الكلي، أعتقد أننا نحتاج للاستعانة بسيناريو وقصة لتقريب المسافة، لان محاولة تحليل وقراءة تداعيات وتطورات السياسة السودانية بالعبارات فقط، مهمة عسيرة، وتنتهي في الغالب بفشل المحاولة، بل ومزيداً من التشويش في بعض الأحيان!. القصة وردت من قبل علي لسان مفكرين، وخلاصتها أن هناك طائرة مختطفة، علي متنها مجموعة كبيرة من الأطفال والنساء والرجال، والخاطفين مجموعة من محترفي هذا النوع من العمل، مدججين بكل أنواع الأسلحة والمتفجرات، ولديهم الاستعداد والقدرة لفعل أي شئ برهائنهم. الطائرة هنا السودان، والرهائن الشعب، والخاطفين (ليحتاجون لتعريف).ومن عندي أضيف للسيناريو، أن اختطاف الطائرة مستمرُ لأكثر من عشرين عاماً، فرض الحصار خلالها علي المخطوفين، ولم يعودوا يعرفون شيئا غير خاطفيهم، ومن يعرف يفرض عليه الواقع أن ينسي أنه يعرف شيئا، وهي أوضاع ساعدت الخاطفين علي إقناع بعض ضحاياهم أنهم مافعلوا ذلك إلا لمصلحتهم ولمصلحة العقيدة، وأقنعوا آخرين بعد ذلك أنهم من بني جلدتهم، وأن "بني عبس" و"بنو قينقاع" و"العجمان" كانوا يريدون الفتك بهم، وان اختطافهم للطائرة كان لإنقاذهم من هذه المجموعات، وتحالف نفر من هؤلاء مع خاطفيهم واستفادوا من كل الامتيازات ومصادر القوة المتوفرة لديهم. وأضيف أيضاً، أنه وبعد فترة من الوقت، استطاع عدد من الركاب السيطرة علي ثلث مساحة الطائرة، ولكن الخاطفين كانوا يسيطرون علي الجزء المتبقي، وأهم مافيه كابينة القيادة. وتمرد هذا الثلث ساعد بعض الركاب علي العصيان، ولكنهم لم يستطيعوا أن يمضوا للنهاية، لان الخاطفين يملكون القدرة علي تفجير الطائرة بأكملها، ويضعون في كل جزءٍ من أجزائها عبوات يمكن تفجيرها في أي لحظة، وقاموا بالفعل ببعض مايدعم هذه الفرضية، كما أن عدداً من ركاب الطائرة أنفسهم كانوا يتصدون لهم. اوليس هذا السيناريو بالضبط، هو المعبر عن واقعنا؟. كيف سيتصرف من كان قلبه علي الطائرة وركابها ويريد المحافظة علي حياتهم في هذه اللحظة، بالطبع سيضع الأمن والهدؤ في مقدمة أولوياته، وسيسلك طرقاً ويبتدع أساليب، ليس من بينها قطعاً الدخول في مواجهة نهائية مع الخاطفين، وهزيمة المؤتمر الوطني في هذه الأيام شبيهة بهذا الوضع. ولنفترض جدلاً في المقابل وفي واقع مثل هذا، أن السادة عرمان اوالمهدي اونقد وغيرهم، فاز بالرئاسة، ماذا تعتقدون أنه كان سيفعل؟، بالنسبة لي الإجابة واضحة لألبس فيها، وهي أنه لن يفعل شيئا، ولن يختلف وضعه عن وضع السيد النائب الأول سلفاكير في السنين الخمسة الماضية، اوحتي وضع السيد موسي محمد احمد!. الافتراض السابق كان فقط لغرض النقاش، ولكن هل كنا علي قناعة في ظل هذه الأوضاع أن هؤلاء سيفوزون، وان المؤتمر الوطني سيسقط؟. الحقيقة أن المؤتمر الوطني وقبل أشهر من توقيع نيفاشا، عندما علم أن هناك انتخابات، بدأ في الترتيب لها، وأعد كل سيناريوهاته، وقسم الأدوار مابين عناصره، من يتبني خط "الإنتباهة" ومن يمضي في طريق الدبلوماسية!. وجاءته الهدية مبكراً، بوفاة رئيس الحركة الشعبية وقائدها د.جون قرنق، فتعامل معها بسرعة فائقة، بغض الطرف وسحب كل أجهزته الامنية يومي الإثنين والثلاثاء، ليلعب من بعد علي التناقضات الاجتماعية التي خلفتها الأحداث، ومن نتائج غياب د.جون كان أيضاً ان عاشت الحركة لأكثر من عامين حالة من التو هان، لم تستيقظ منها إلاآواخر العام 2008. وفي ظل حالة التوهان هذه للحركة والمعارضة في السنين الماضية، مررت قوانين وسياسات وخطط وبرامج لأحصر لها، وأعاد الوطني مسنوداً بقوة الدفع الرباعي لأموال البترول بناء كل مؤسسات الدولة والمجتمع وفقاً لمصالحه وعلي مقاسه، ومن نظرة واحدة لن يختلف معي أحد أن الدولة والإعلام والمال والمجتمع المدني والأهلي (وحتي الدين!) يسيطر عليه الوطني، إذاً فماذا كان قد تبقي؟، ماتبقي كان بعض الإجراءات الفنية المرتبطة بالتعداد السكاني وسجل الناخبين وتوزيع الدوائر وقانون الانتخابات وتشكيل المفوضية، وهذه اكتملت بكل بساطة ولم يتبقي إلا يوم التتويج. والمعطيات السابقة لم تكن تحتاج لجهد لتتوصل لها قيادات المعارضة ومن بينها الحركة، ولكنها مضت في الطريق الصحيح وهي تقرر المشاركة في الانتخابات، وتؤجل قرار الانسحاب للنهاية. وبالفعل، فقد تحققت مكاسب كبيرة من المشاركة، أولها وأهمها علي الإطلاق الاحتكاك والتواصل الجماهيري، وغياب هذا العامل طوال السنين الماضية عامل رئيسي في فشل الأحزاب وعزلتها. كما استفادت الأحزاب من الحملة الانتخابية في إحداث حراك تنظيمي داخل قواعدها، وإثبات وجودها ودحض شائعات انتهاء عهدها، وانصراف الجماهير عنها. وفي تقديري أنها لوكانت بدأت هذا العمل قبل أعوام اوحتي قبل أشهر، لكان المشهد مختلفاً ولكان بإمكانها مواصلة العملية الانتخابية حتى نهاياتها، رغم عوامل القوة التي يمتلكها المؤتمر الوطني وذكرناها سابقاً (لانها في النهاية غير مستمدة من الناس ورغباتهم الحقيقية،والزبد يذهب جفاءً ويمكن ان يتداعي بسرعة وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض)، ولكن المعارضة بدأت حملتها في الوقت الضائع، والخصم أحرز عدداً كبيراً من الأهداف. وبالعودة للحركة الشعبية وواقعها، تمتلكني الدهشة في أحيان كثيرة عندما أستمع لآراء البعض عن خذلانها لهم، وانا هنا لااود التعليق علي الرأي والمعلومة إن كان صحيحة اوغير صحيحة، ولكن مصدر الدهشة عندي تناسي أشياء جوهرية بهذا الخصوص : الحركة الآن ليست حزباً سياسياً (وفقط)، وإنما هي دولة وجيش، وفوق ذلك ممثل لشعب جنوب السودان، وهنا بيت القصيد!.لن ينسي من قتل منه أكثر من مليونين من شعبه وجرح منه أضعافهم ونزح الملايين من أهله وتشرد أطفاله وعمل نساؤه في المنازل وقصف أهله بالطائرات، لن ينسي من تعرض لهذه المأساة ماجري له بهذه السهولة، ولن ينساها ـ إذا اجبر نفسه علي ذلك ـ إلابشئ شبيه بماجري في جنوب أفريقيا، فهل سيمضي المؤتمر الوطني والمجموعات التي تقف من خلفه في هذا الطريق؟، لابل دعونا من الوطني ولنتجه لأحزاب المعارضة نفسها، ونتساءل هل السيد الصادق المهدي وحزبه مستعدون لتقديم اعتذار عن أخطاء الحرب الأهلية عندما كانوا علي كرسي السلطة؟ وهل يمكن للدكتور الترابي أن يعتذر عن سنين التسعينيات وما حدث فيها من فظائع؟، وهل هم مستعدين للتراضي علي دولة المواطنة الكاملة؟. الإجابة معلومة، ولهذا ستضع الحركة شعب جنوب السودان في مقدمة اولوياتها، ولن تفرط في ذلك. ولوأنني وضعت نفسي مقام هذا الشعب بأوضاع السودان الحالية فقراري كان سيكون اختيار الاستقلال بلاشك، ومن بعد يمكن الدخول في وحدة علي أسس جديدة إذا أراد أهل الشمال ذلك. ولكن ماالذي يمنع من أن تتلاقي مصالح شعب جنوب السودان مع مطالب الاحزاب الشمالية المعارضة في هذه المرحلة، لاشى يمنع، واحداث الشهور الماضية أكدت ذلك، فقط علي هذه الأحزاب ان تشمر عن سواعدها وتكون مستعدة لكل شئ بنفسها، وبمعني آخر عليها أن تعتمد علي نفسها ولا تنظر للحركة كحصان طروادة تصل من خلاله لمبتغاها، وتتحسب في أي لحظة ليس لانسحاب الحركة فقط، بل وللأسف حتي لانفصال الجنوب في يناير القادم. والآن وبعد إعلان قرار المقاطعة، الذي قلت إنه كان قراراً صائباً، أعتقد أن الجهد يجب أن ينصب علي إعداد رؤى وخطط متكاملة لكيفية حكم السودان، وحل أزماته المزمنة، واليات وأدوات تنزيل هذه الرؤى والخطط. وبعد أن تمتلك الأحزاب وقوي المجتمع المدني هذه الرؤية فمن السهل ان يلتف حولها الشعب، لاأنه وصل مرحلة الانفجار، وعلي إستعداد لفعل أي شئ، يخرجه من الورطة التي هو فيها.ولكن هذا بالطبع يحتاج لعمل، والعمل يحتاج لعزيمة، والعزيمة مصدرها الفكرة، والفكرة بدايتها وختامها يجب أن تكون الشعب، الإلتصاق بالناس ومعايشة قضاياهم ومشكلاتهم اليومية هو طريق النجاح الأول والأخير، ولهذا يبذل الوطني كل مافي وسعه لتعطيل الأحزاب وكل معارضيه من التواصل مع الجماهير وقواعدها. أعود فأقول، إن الصراع مع الوطني ليس بالنزهة ـ مع قناعتي في المقابل أنه لابد منهزم في نهاية المطاف وهو يسير في تضاد مع سنن الكون والحياة ـ لان له برنامجاً ورؤية متكاملة لكيفية الحفاظ علي السلطة، ولأنه ـ وهذا هو الأخطر ـ نجح في إقناع شرائح اجتماعية عريضة أن مصيره مربوط بمصيرهم!.وهو نفس ماحدث في العراق حينما استطاع صدام حسين إقناع العرب السنة، أن مصيرهم مربوط باستمراره شخصياً واستمرار حزب البعث في السلطة، ولهذا انقسم العراق لثلاث دول في عهده، واستمر رغم ذلك في السلطة، ولم تستطع المعارضة إزاحته من السلطة إلا علي ظهور الدبابات الأمريكية. والوطني في اعتقادي، علي استعداد لتكرار هذا النموذج، ونظرة واحدة للمطارات والسدود والكباري التي تقام في منطقة واحدة، تؤكد هذه النظرة. وإذا نجحت المعارضة في الانتباه لهذه الزاوية، وفصلت الوطني من أي امتدادات اجتماعية، وحاصرته في الإطار السياسي، واتبعت ذلك ببرنامج متكامل للحفاظ علي التعايش الاجتماعي، فإن الزرقاء تنبئني أن بضع عشرات من المتظاهرين في وسط الخرطوم، سيقذفون به ـ لااقول لمذبلة التاريخ تأدباً وشفقةً علي المزابل ـ لسلة المهملات ودنيا النسيان.

أجراس الحرية
مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد
مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد
مشرف المنتدى العلمى
مشرف المنتدى العلمى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الطائرة ماتزال مختطفة،ولكن الأمل باقٍ: صالح عمار Empty مقال جميل

مُساهمة من طرف مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد 3rd أبريل 2010, 17:10

رغم أن كاتب المقال كان متحيزا للحركة الشعبية و لكن أعجبني تصويره للحالة السودانية الأن و سيناريهات الأنتخابات و الأنسحاب.
مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد
مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد
مشرف المنتدى العلمى
مشرف المنتدى العلمى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى