ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

"متى يفيق أهل الإنقاذ من غيبوبة سكرة السلطة"؟

اذهب الى الأسفل

"متى يفيق أهل الإنقاذ من غيبوبة سكرة السلطة"؟ Empty "متى يفيق أهل الإنقاذ من غيبوبة سكرة السلطة"؟

مُساهمة من طرف مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد 17th أبريل 2010, 23:27

"متى يفيق أهل الإنقاذ من غيبوبة سكرة السلطة"؟

عبد المنعم عبد القادر عبد الماجد

الشاعر أبو الطيب المتنبئ شاعر سيف الدولة أسرف في الاعتداد بنفسه حتى لقي حتفه بعد مقتله عندما كان عائداً من حلب إلى بغداد.. فأهل الإنقاذ كذلك أسرفوا في هذه الأيام الغبراء الاعتداد بأنفسهم وأخذ الغرور مأخذه في نفوسهم وفاق كل غرور فاندفع أكثرهم في غير روية ولا أناة وبلا مبرر يكيلون الذم والقدح على الأحزاب، وقادة الأحزاب الذين قاطعوا الانتخابات فهذه الأحزاب هذا هو رأيهم وصلوا إلى قناعة تامة بمقاطعتها وكانوا على حق فلماذا كل هذا الهجوم عليهم؟.. إن الغرور خديعة للنفوس وأهلك العديد من الحكام والطغاة حينما اتخذوه أجندة لهم وقذف بهم خارج دائرة السلطة، والمستقرئ للأحداث التي تجري في السودان يرى عجباً فالوضع السياسي الآن في البلاد سيء للغاية، وهناك خلل كبير في الأداء السياسي والأداء الاقتصادي والأداء الاجتماعي ومكامن الخلل داخل أجهزة الدولة أصبحت مكامن خلل مزمنة يستعصي علاجها، والنظام الحاكم "الجديد" بإجراء هذه الانتخابات يريد استحداث غطاء سياسي له يحميه من المساءلة الدولية بشأن المحكمة الجنائية الدولية، فبهذه الانتخابات أراد النظام أن يتصدى للمحكمة الجنائية، وهذا هو شأنه وهذه هي قضيته ولكن نحن يهمنا السودان يكون أو لا يكون، فالسودان بلا ديمقراطية لن يكون إطلاقاً إن لم تكن هناك ديمقراطية حقيقية تسود في البلاد؛ لأن الديمقراطية هي صمام الأمان والاستقرار في السودان ولن يكون هناك استقرار عام إن لم تكن هناك ديمقراطية حقيقية يتم من خلالها تداول السلطة تداولاً ديمقراطياً سلمياً تسقط من خلالها الحكومات من داخل البرلمان بأغلبية التصويت.. هذه هي الممارسة الديمقراطية القومية والسليمة مثلما سقطت حكومة الزعيم الأزهري عام 1954م من داخل البرلمان عندما لم يجز النواب ميزانية حكومته لكنه عاد بعد 72 ساعة عاد رئيساً للوزراء كذلك من داخل البرلمان وبأغلبية التصويت فكم من صفات سياسية مضيئة لحكومة الأزهري وقتها ووقفات مشرفة وقفتها حكومته لكن كل ذلك لم يشفع له في أن تسقط حكومته من داخل البرلمان.. هذه هي الديمقراطية التي يريدها الشعب السوداني وطيلة قيام الانتخابات التأريخية منه عام 1953 لم يحدث في تأريخ هذه الانتخابات أي تلاعب أو تزوير بصناديق الاقتراع فكل الانتخابات الديمقراطية التي أجريت في البلاد في ظل الأنظمة الشمولية حصاد هشيمها بداية من نظام الفريق إبراهيم عبود أراد هذا النظام امتصاص الملل الشعبي الذي بدأ يزحف ويخرج من قمقمه فقام الفريق إبراهيم عبود بصناعة "المجلس المركزي" وتمّ اختيار أعيان له من قبل المواطنين على أساس أنّ هذا المجلس "برلمان" وكل أعضائه تمّ تعيينهم أي مجلس ديكوري وكان يرأسه ضابط برتبة أميرلاي ولكن لم يجد هذا المجلس أي قبول شعبي كان مثله ومثل قيام الجمعية التشريعية عام 1948م لسان حال الاستعمار البريطاني. وفي عهد النظام المايوي العسكري الشمولي أقام النظام المايوي "الاتحاد الاشتراكي" واستمد الفكرة من مصر وقتها بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر ثم أقام مجلس الشعب وانتخاباته الديكورية ثم جاء نظام الإنقاذ كذلك ليمتص غضب الجماهير أقام أول مجلس وطني بالتعيين وهكذا تظل الأنظمة الشمولية تدور في فلك صناعة المجالس الصورية التي هل لا تمثل الشعب السوداني إطلاقاً وما هم نواب الشعب، فنواب الشعب الحقيقيون الذين يمثلون الشعب يأتي بهم الشعب عبر بوابة انتخابات حرة ونزيهة 100% مثل انتخابات عام 1986م "لا غالب ولا مغلوب والنصر للشعب بسلوكه الحضاري وتوجهه الديمقراطي، وبدء إعلان نتائج انتخابات الجمعية التأسيسية "البرلمان" وبإعلان أسماء الفائزين بثقة الشعب إيذاناً بمولد أولى المؤسسات الأساسية في بناء صرح الحكم الديمقراطي، الذي وضعت الجماهير لبنته في السادس من أبريل عام 1985م هذه هي الديمقراطية الحقيقية والأصلية المطلوبة. أمّا أن تقام انتخابات تحت سقف القوانين المقيدة للحريات "بوابة الإنقاذ الحديدية" في محاولة من قبل النظام الحاكم في محاولة إقناع الجماهير بأن هذه الانتخابات نزيهة وشفافة فهذا لعمري شيء غير مقبول وغير منطقي وشاهد الجميع المهزلة السياسية التي حدثت مؤخراً خلال هذه الانتخابات، فهل بعد كل الذي جرى يريد أهل الإنقاذ إقناع الشعب بأنّ انتخاباتهم جاءت نظيفة كصحن الصيني؟ هذا أمر مرفوض والغريب في الأمر أنّ أحد كتاب الإنقاذ كتب في صحيفته قبل أيام وهو يطبل للنظام الحاكم كعادته كتب بلا استحياء "أنّ التيار العام السوداني أصبح إنقاذي الهوى وأن الأنصار والختمية باتوا يقفون اليوم مع الإنقاذ من أجل التنمية فهل يا ترى كتب ذلك بناء على مشاركة الحزب الاتحادي في مهزلة الانتخابات ربما لذلك كتب، ولكن أقول له إن هذه المشاركة من قبل الحزب الاتحادي هي بالنسبة لنا كجماهير اتحادية مرفوضة، ونحن نلعن هذه المشاركة المشبوهة وقاطعنا كجماهير اتحادية هذه الانتخابات. أمّا الأنصار فحزب الأمة قاطعها تماماً. أمّا التيار العام السوداني ما كان أبداً إنقاذي الهوى إنما صاحب ذلك القلم وكل من شايعه هم الذين يهوون نظام الإنقاذ ويحرقون البخور تحت محرابه ويطيعون ويزمرون للإنقاذ لشيء في نفس يعقوب.. إنها أقلام قصفت بالهدايا والهبات والعطايا وقال أحدهم كذلك يجب أن نجعل المؤتمر الوطني أكثر انفتاحاً على الجماهير.. فمنذ 21 عاما والمؤتمر الوطني أغلق كل نوافذ وأبواب الحرية في وجه الجماهير وصادر النظام الحاكم كل أبواب ونوافذ الديمقراطية وسمموا الهواء والمناخ الذي كان يشع منه نور الأزهري وشعلة زروق وضياء الفضلي وصوت الرفاعي الذي كان يجلجل بداخل نادي الخريجين شيخ الأندية بأمدرمان عام 1948م لقد أفسد نظام الإنقاذ مناخ الحياة السياسية في البلاد، وما عاد الناس يفرزون الصالح من الطالح، عجنوا الحياة السياسية بأسوأ عجين شمولي حتى باتت الجماهير تتخبط في مسلك حياتها اليومي، جنوا على أمة بحالها.. باسم الدين وباسم شعاراتهم الجوفاء؛ حتى الدين جعلوا منه "هراوة" غليظة لقمع خصومهم من أصحاب الرأي الآخر والفكر المستنير، وراح الكاتب "الهمام" كاتب الإنقاذ يعبث بعواطف الجماهير بالكلمات المعسولة فكتب عن التنمية المزعومة، وقال إن التنمية تعني الزواج وتماسك الأسرة وتعني حق العمل وتعني تحرير السودان من ربقة الحاجة والعوز والفقر "سبحان الله" ونحن نعيش 21 عاما عجافا كلها عوز وفقر على الكفاف والعفاف حتى يومنا هذا والكاتب يتحدث عن تحرير السودانيين من الفاقة والفقر فبالله عليكم أليست هذه مهزلة جديدة من مهازل أقلام الموالاة للنظام وهي تكتب عن الزواج؟ وأين هو هذا الزواج الذي أصبح بعيد المنال عن الشباب من الجنسين حتى أصبحت العزوبية هي سيدة الموقف.. فتيات في عمر الزهور والورود والأخلاق الحميدة لم يطرق بابهن فارس الأحلام طلباً للزواج حتى أنّ أكثرهن فاتهنّ قطار الزواج، فالفقر المدقع قضى على استقرار الكثير من الأسر السودانية وأحال حياتهم إلى كابوس يراودهم صباح مساء فأين هو تماسك الأسر وهجمات شرسة على البيوت عند الصباح والمساء بالأحياء جبايات الماء والعوائد والنفايات؟ هذه عواصف الجبايات تجتاح الأسر كل يوم وبعد كل ذلك يتحدث الكاتب عن تحرير السوداني من ربقة الحاجة والفقر؛ والشيء المضحك وشر البلية ما يضحك كتب "إنّ كثيراً من النخب الملتفة حول البشير مستعدة للتضحية بالنفس والوظيفة في سبيل السودان" يا سلام على كاتب الإنقاذ الذي أتحفنا بقلمه "المستنير" وهو يكتب عن التضحية والتخلي عن المناصب في سبيل السودان لا تعليق لديّ وأترك التعليق للقراء ولكن أقول "آن الوقت لأبي حنيفة أن يمدد قدميه إلى الأمام" فلتصمت ولتخرس أقلام الفتنة المتجولة الشبيهة بعربة الدعاية الانتخابية للمؤتمر الوطني المتجولة التي وصلت إلى كل أقاليم السودان ورحم الله عربة السينما المتجولة إبان طفولتنا البريئة الخالية من الشقاوة حينما كانت هذه العربة تنشر بالأقاليم والبوادي والقرى الثقافة السينمائية بين الأهالي يوم أن كان الوطن بالنسبة لي هو المرحوم والدي وهو يتلو سورة "يس" وسورة "مريم" ويوم أن كان الوطن متماسكاً شعباً وتراباً فلا أحقاد بين أبناء الوطن الواحد، أسرة سودانية واحدة يفوح منها عطر الجود والكرم والمروءة والشهامة والبر والإحسان، يتجول حول أموال المحسنين يوزعونه للفقراء والمساكين أين هذه الآن تلك الأشياء؟ غيروها منذ 21 عاما اندثر كل شيء كان جميلاً وسط المجتمع السوداني، ما عادت مشاهد التواصل والتراحم بين الناس ما عادت هذه المشاهد النبيلة نشاهدها وسط المجتمع تمزقت شباك المروءة والشهامة والجود والكرم تحت ضربات الفقر المدقع والبؤس الذي أصبح حزاماً يرتديه 97% من سواد هذا الشعب، كل هذا حدث بفعل السياسات الخاطئة التي سلك طريقها نظام الإنقاذ. والشيء المؤلم حقاً أنهم يتحدثون عن مجانية العلاج ومجانية التعليم وعن الخدمات التي تقدم للمواطن وأشياء كثيرة من إنجازات يتحدثون عنها بينما الواقع غير ذلك، فلا مجانية للتعليم ولا مجانية للعلاج ولا خدمات يقدمونها للجماهير إنّما لكمات تنهال على المواطن لكمات النفايات والعوائد والضرائب والمياه فأصبح رب الأسرة عندما يطرق بابه طارق عند الصباح يقوم فزعاً يتحسس جيوبه عسى ولعل يجد ما يدفعه لجماعة "الموية" صور حزينة يا حليمة نشاهدها يومياً أمام البيوت بالأحياء واليوم يبشرون الناس بأنّ المرحلة القادمة ستكون مرحلة رخاء الإنقاذ ففي هذه الأيام استعدوا تماماً لقيادة المرحلة الجديدة نحو الرخاء والهناء يمطرون الناس بالأماني والأحلام والآمال بينما هم يستحقون المنى والأماني لصبايا البنات اللاتي لا زال أكثرهنّ يقفن يومياً في طوابير الزواج الطويلة انتظاراً في قدوم "العريس" لدخولهن القفص الذهبي حتى لا يفوتهن قطار الزواج لكن بدلاً من ذلك وهن وقوفاً بمحطة الآمال والأحلام انتظاراً لوصول قطار الزواج اليهن بدلاً من ذلك يطل عليهن قطار الطوفان وهو يطلق صافرة طويلة إيذاناً بدخوله المحطة.. إنّه قطار طوفان أحلامهنّ وآمالهنّ يبعثرها مثلما بعثر التتار ثقافة بغداد وكنوزها الثقافية وأودعوها قاع نهري دجلة والفرات.

اجراس الحرية
مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد
مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد
مشرف المنتدى العلمى
مشرف المنتدى العلمى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى