قصة المثل : إياك أعني واسمعي ياجاره !!!.

أول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري،وذلك أنه خرج يريد النعمان ،فمر ببعض أحياءطيئ،فسأل عن سيد الحي،فقيل له:حارثة، فأنزل رحله ولم ير حارثه،فسارعت أخت حارثة قائلةً:انزل على الرحب والسعة،فنزل فأكرمته ،ثم خرجت من خبائها فرأها في أجمل صورة لأهل دهرها وأكملهم،وكانت عقيلةقومها وسيدةنسائها،فوقع في نفسه منها شيئ، , فطفق صامتاً لا يدري كيف يرسل إليها ما يوافقها من حديث ،جلس بفناء الخباء يوما وهي تسمع كلامه ، فجعل ينشد ويقول:
ياأخت خيرالبدو والحضاره
كيف ترين في فتى فزاره؟
أصبح يهوى حرةمعطاره
إياك أعني واسمعي ياجاره
فلما سمعت قوله عرفت أنه إياها يعني،فقالت:ماذا بقول ذي عقل أريب ،ولا رأي مصيب ، ولا أنف نجيب،فأقم ما أقمت مكرما ثم ارتحل متى شئت مسلما.ويقال أجابته نظما فقالت:
إني أقول يافتى فزاره
لا أبتغي الزوج ولا.....
ولا فراق أهل هذي الجاره
فارحل إلى أهلك باستخاره
فاستحيا الفتى،وقال:ما أردت منكرا أبداً واسوأتاه،فقالت:صدقت،
"وكأنها استحيت من تسرعها إلى إتهامه في أنه يريدها في نفسها "،فارتحل الفتى حزيناً، ثم أتى النعمان فحباه وأكرمه،فلما رجع نزل على أخيها،فبينا هو مقيم عندهم رأته وتطلعت إليه نفسها، وأيقنت أنه فتى شهماً هادئاً وذكيــاً عفيفا ،فأرسلت إليه أن اخطبني إن كان لك إلي حاجة يوما من الدهر،فإني سريعة إلى ماتريد،فخطبها وتزوجها وساربها إلى قومه.
المثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره.
المصدر : مجمع الأمثال"النيسابوري رحمه الله تعالى".