ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية ؟

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية  ؟ Empty هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية ؟

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 26th يونيو 2010, 16:51




إبراهيم عيسى يكتب : تلك الحقيقة التي تريد ألا تعرفها أبدًا




هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية ؟



إبراهيم عيسى – رئيس تحرير صحيفة الدستور المصرية




هذا السؤال قد يبدو ساذجا ومستفزا، هل مصر فعلا صاحبة فضل على البلاد العربية أو بالأحرى على الشعوب العربية؟ حيث يبدو أن هناك إجماعا عاما واسعا ومسلماً به بين المصريين على هذا الأمر باعتباره حقيقة لا تقبل النقاش وأن الشيء الوحيد المسموح به (وعلى استحياء هذه الأيام) هو لوم وتقريع خفيف لزوم العشم بألا نعاير العرب بذلك،

أي أن حقيقة أننا أصحاب فضل مفروغ منها والجدل (الخافت والمستحي) هو حول شرعية المعايرة وليس على ثبوت وإثبات تلك الحقيقة، الأمر الذي يستوجب فعلا مصارحة بيننا تستلزم أن نفتح عقولنا ونسأل أنفسنا عن أشياء باتت موضع البدهيات بينما هي في الأصل موضع شبهات أو بأكبر قدر ممكن من المجاملة مشتبهات!


مبدئيا فإن شعبا يلوك في فمه كلاما من نوع: «ده إحنا فضلنا على الكل، أو هؤلاء نسيوا فضل مصر، ده إحنا اللي عملناكم وإحنا اللي حررناكم»، وهذا اللغو المسكين يعبر عن استجداء المصريين للآخرين أكثر منه معايرة، وكأننا نقول لهم : والنبي قولوا إننا كويسين، وحياتكم كلموني عن جمالي وروعتي، شيء ما في إلحاح المصريين على طلب اعتراف الآخرين بفضل مصر يشبه تلك المرأة العجوز المسنة التي تريد ممن حولها أن يتذكروا كم كانت جميلة؟ وكم يطربها أن يتحدث الآخرون عن جمالها، بينما صورتها في المرآة حاليا كاشفة لتجاعيد تملأها قهرت جمالها السابق وتحيله الآن قبحاً !





المصريون الآن أشبه بأحفاد رجل أصيل الأصل وغني المال وعظيم الأخلاق وواسع الثروة مات فبدد أبناؤه وأحفاده قصوره ومصانعه ومزارعه وثروته وقعدوا كحيانين على الرصيف لا يملكون ما يقولونه وما يفعلونه سوي الحديث عن مجد جدهم دون أن ينتبهوا أنه مات وأنهم ضيعوا ثروته ومرمغوا سمعته وحلاً!

لاحظ أنني حتى هذه الفقرة أساير وأسير مع الذين يقولون إن لمصر فضلا وأناقش الطريقة لا الحقيقة، الطريقة التي تعبر عن ناس لا يعرفون الفضل والفضائل لكن يثرثرون عنه طول الوقت فصاحب الفضل إن كان فضلا وإن كان صاحبه يفقد قيمته وقيمه حين يتباهي به ويتنابز حوله ويرتكب حين يردد هذا اللغو، فعلا غير أخلاقي، فمن هو الإنسان المحترم الذي يفعل فعلا نبيلا شريفا ثم يعاير الناس به ثم أيضا يطلب مقابل هذا الفعل بل يريد أن يكون الناس أسرى أو عبيدا لفضله وكأنه خسيس فعل شيئا قيما في حياته نادرا واستثنائيا وما صدق أنه فعله فأخذ يعاير الناس به ويطلب مقايضة أمامه حتى كره الناس فضله وكان يوم أسود بستين نيلة يوم ما قبلت تسلفني يا أخي! !

بينما نقول عن الشخص الذي ينسي الفضل إنه ندل، فإننا نصف الشخص الذي يطلب مقابل فضله وكأنه ماسك ذلة بذات الصفة.... الندالة !!

المذهل هنا أن أجيال المصريين الحالية ومنذ أربعين عاما تحديدا هي أكثر أجيال تخلت وولت وخلعت وفرت واستندلت مع العرب ومع ذلك فهم -وليس أجدادهم وآباءهم -الذين يطالبون الآخرين بسداد قيمة الفضل (إن وجد)، وهم هنا يسيئون ويهينون ذكرى أجدادهم كما يعرون مادية وانتهازية تفكيره!
لكن دعنا من هذا كله رغم أهميته، وتعال لنسأل السؤال الجاد الناشف الجاف: هل نحن فعلا أصحاب فضل على العرب؟


أولاً مكرر: هل نحن فعلا أصحاب فضل على العرب؟


في علم السياسة وعلاقاتها كلمة فضل كلمة غريبة ومهجورة ليس لها أي محل ولا مجال ولا مكان لها في العلاقات بين الشعوب وبين الدول، والحديث عن الفضل خساسة مضحكة ومثيرة للشفقة فلم نسمع يوما من الأمريكان أنهم أصحاب فضل على أوروبا وبالتحديد على ألمانيا مثلا حيث خرجت برلين مهزومة ومنسحقة ومفلسة من الحرب العالمية الثانية فتولت أمريكا في مشروعها الشهير مشروع مارشال إعادة بناء الاقتصاد الألماني عبر حجم هائل من المنح والقروض ساهم المشروع مع علم وعمل ووعي وعقل الألمان في نهضة هذا الشعب وتجديد هذه الدولة لتصبح واحدة من الدول الثماني العظمي في الكرة الأرضية، فهل تطاول أمريكي وقال يوما لمستشار (رئيس) ألمانيا أو للصحف الألمانية: تذكروا فضل أمريكا عليكم يا عرر يا جرابيع يا نازيين!!!

لن أطيل عليكم في سرد تجارب دولية كبري في مساندة الشعوب الصديقة والجارة والتي تربطها مصالح مشتركة عميقة ومهمة وأهداف واحدة وثقافة تكاد تكون موحدة، لكن المحصلة أنه لا أحد في العالم يقول هذا الكلام الفارغ بتاع الفضل وكلام الناس العاجزة الخايبة!

ثم في مجال الأخلاق السياسية والسياسة الأخلاقية كلام مثل هذا معيب وجارح للطرفين، فالذي يقول إنه صاحب فضل كأنما هو تاجر البندقية شيلوك اليهودي الذي يريد أن يقتطع لحم الناس المدينين له كي يوفوا بسداد ديونهم كما أنه أمر يثير عدوانية الطرف الذي نال الفضل (لاحظ مازلت ماشي معاك في أننا أصحاب فضل وهذا غير صحيح بالمرة وتماما) فأنت عندما تعاير شخصا وتضغط عليه فأنت في الحقيقة تبتزه ابتزازا رخيصا كي يكون تابعا أو خادما أو مكسورا أمامك وهو ما ينقلب إلى عكس ما تطلبه وضد ما ترجوه فللصبر حدود وللطاقة احتمال محدد!
لكننا فعلا لسنا أصحاب فضل على العرب!
أعرف أنك لن تستطيع معي صبرا لكنك لو صبرت لاستطعت !


ثانيا :إذا كان لأحد فضل على العرب فهي ليست مصر بل جمال عبد الناصر !

نعم الجملة شديدة الوضوح، إذا كان لأحد فضل على العرب فهي ليست مصر بل جمال عبد الناصر، ما نتحدث عنه باعتباره عطاء مصريا عظيما و بلا حدود للعرب وللدول العربية أمر يخص مصر جمال عبد الناصر ولا دخل بمليم فيه لمصر أنور السادات وطبعا مصر حسني مبارك، وإلا قل لي وحياة أبيك ماذا قدمت مصر للعرب منذ تولي الرئيس مبارك حكم مصر؟

ما فضل مصر على العرب؟
ما فضل مصر على ليبيا مثلا؟ حتى يتذكر الشعب الليبي فضل مصر فتنهال دموعهم وتنسال أنهارا من فيض الفضل المصري؟ ربما تكون العلاقات التجارية التي مارستها مصر مبارك مع ليبيا خلال الحصار الدولي عليها موضع تذكير وفخر من حفنة تعرف بذلك في دوائر السياسة الحاكمة، لكن الحقيقة هذه العلاقات أفادت مصر أكثر من ليبيا ثم إن ليبيا كانت تقيم ذات العلاقات سرية وتحتية مع شركات ودول أخري في تبادل فوائد مشتركة فهو أمر لا يخص مصر مبارك بميزة ولا يقدم لمصر فضلا!

طيب ما فضل مصر على الشعب السوداني؟ ممكن تحكي لي شوية عما فعلناه للسودان مثلا، ولا أي حاجة، حكومة وشعبا، بل نسينا السودان ونتغافل عن مشاكله ولا نتعامل مع همومه ولا حتي نستفيد من خيراته وفرص استثماراته؟
حد فيكم فاكر أي فضل لمصر على السودان منذ استقلال السودان، بلاش منذ استقلاله، بل منذ 28عاما هي حكم الرئيس مبارك، ألا تتذكرون معي أننا كنا مقاطعينه أصلا بعد انقلاب البشير ومنذ محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا وكانت هناك فجوة كبيرة وجفوة أكبر، وقبلها كانت خناقات للدجي مع حسن الترابي (وكذا المهدي وحزب الأمة أيضا) وكنا ننتصر لجعفر النميري ديكتاتور السودان حتي تخلصت منه ثورة سودانية شعبية، هل فعلا عملنا أي شيء كي يدين لنا سوداني واحد بإيقاف مذبحة دارفور، أو منع انفصال الجنوب (ربما ساهمنا بتكريس انفصاله!!) هل رحبنا باللاجئين السودانيين كما يجب علينا مع اللاجئين ومع السودانيين؟ هل نشطنا تجارة واستثمارا مع السودان كما فعلت الصين وتكاد تكون المستثمر رقم واحد في السودان؟ هل انتهينا إلي حل محترم يصون حقوق البلدين في خلافنا حول شلاتين وحلايب (ألم تسمع أن حكومة الخرطوم تعاملت مع حلايب باعتبارها دائرة انتخابية سودانية!)

حد يقول لي أي حاجة في فضلنا على العراق؟

وماذا فعلنا للجزائر ومع الجزائريين منذ أربعين عاما!!

وما فضل حضرة أي واحد فينا على تونس مثلا وقد كنا نخاصم الحبيب بورقيبة منذ أيام عبد الناصر ثم لا نتذكر عن علاقاتنا مع تونس سوى مباريات كرة القدم ذات الخيبة! وأن الفرق التونسية كانت تمثل حتى حين عقدة للفرق المصرية!!

أما المغرب فمش عايز أسمع ولا كلمة عنا معها فقد انتهي وجودنا فيها بعد رحيل عبد الحليم حافظ وحفلاته وأغنياته للملك الحسن الثاني !

بينما موريتانيا أنا أتحدى أي مصري يقول لي اسم رئيسها الحالي؟ أو عدد سكانها؟ أو اسم جورنال واحد فيها؟، بل أظن أن معظم المصريين لا يعرفون أن موريتانيا تتحدث اللغة العربية!!

ندخل بقى على المشرق العربي!


كلموني شوية عن فضلنا على لبنان... الحقيقة لبنان ذات فضل متبادل يخص نانسي عجرم وهيفاء وهبي وإليسا وأفلامنا السينمائية التي صورناها في بيروت بعد النكسة وكان القلع والخلع فيها فوق الركب، ثم تفرجت مصر على الحرب الأهلية في لبنان خمسة عشر عاما ولا حيلة لنا إلا جملة ارفعوا أيديكم عن لبنان بينما لم تكن لنا فيها يد، وحتى الآن فإن حكومتنا تتعامل مع نصف لبنان باعتباره خصما لها (حزب الله وحركة أمل وتيار ميشيل عون وقلبنا مؤخرا على وليد جنبلاط فلبنان بالنسبة لحكمنا الرشيد هي سعد الحريري وسمير جعجع!!).

أما فضلنا على سوريا فبلا حدود طبعا فيكفي أن مالناش دعوة بيها منذ 1973تقريبا ورغم محاولات فنانين مصريين أنصاف موهوبين وأنصاف مثقفين طرد ممثليها من حياتنا المصرية إذا بنجوم سوريا يسطعون في مصر!


وهذه فرصة لطيفة جدا للكلام الفارغ الآخر الخاص بموضوع أن مصر تفتح ذراعيها للفنانين العرب وكأن هذه منة أو منحة، لكن الحقيقة أن مصر بلا فنانين عرب لا تملك أن تقول عن نفسها ولا كلمة من عينة هوليوود الشرق والذي منه، ثم هوليوود الأصل يا بتوع الأصول هي التي تفتح ذراعيها لكل فنان ولأي فنان من أي مكان في العالم وهذا شرط التميز وأس النجاح!

ثم إذا كان فتح مصر ذراعيها للفنانين العرب فضلا فأرجو أن يكون واضحا لدي كل أعضاء نقابة المهن التمثيلية الذين يبدو أنهم في حاجة ماسة إلي دورات تثقيفية في التاريخ فالذي أدخل المسرح إلي مصر يا بهوات يا بتوع الفن هم السوريون والشوام، هم الذين علمونا يعني إيه مسرح وهم الذين بنوا المسرح المصري وخلقوه على شكله المعاصر من عدم، ثم الشوام والفنانون العرب يا نجوم مقصورة استاد المريخ في الخرطوم هم الذين أسسوا فن السينما في مصر وأنتجوا وأخرجوا ومثلوا أفلامنا الأولي الرائدة واقرأوا تاريخكم الفني لتعرفوا وتفهموا فضل العرب والشوام على كل فنان مصري!

وبالمرة بقي طالما جئت إلى الذي يوجع فإن الصحافة المصرية هي صحافة صنعها شوام العرب من سوريين ولبنانيين وهم رواد فن الصحافة المصرية الأوائل بل هم مؤسسوها وأصحابها من أول الأهرام والمصور والهلال والمقطم ودار المعارف حتى روزاليوسف ... إلخ إلخ !


ثم ما فضل مصر على السعودية؟ وعلى الخليج العربي؟ (لم يأت دور فلسطين حتى الآن فصبرا جميلا والله المستعان).



آه هنا ستسمع كلاما حقيقيًا عن دور المدرسين المصريين والأطباء والمهندسين وغيرهم الذين ساهموا في تعمير وإعمار وتعليم وتطبيب أهل السعودية والخليج!

هذا صحيح لكنه ليس فضلا

هذا عمل ولا أقول واجبا



بذمتك ودينك هل سافر مئات الآلاف من المدرسين والأطباء للسعودية والخليج حبا في أهل هذه البلاد أو رغبة في خدمة الإنسانية أو كرما أو عشقا لسواد عيون المواطن العربي في الخليج (أو في ليبيا والجزائر حيث سافر المصريون ليعملوا هناك).



يا أخي عيب ... ، لا يزال السفر لهذه الدول حلما لدى كل شاب مصري كي يكون نفسه ويعمل قرشين ويتزوج أو يبني بيتا، ومحدش يقولي إحنا اللي علمناهم!
فالحقيقة أنهم يتعلمون الآن في أوروبا وأمريكا ولم نسمع عن أن أوروبا وأمريكا تعايرهم، ثم إذا كنا علمناهم فأنا وعلى مسئوليتي الشخصية أزعم أن نصف بيوت أقاليم مصر إن لم يكن أكثر من نصفها كثيرا تم بناؤه بفلوس مصريين يعملون في الخليج والسعودية، يعني بنوا بيوتنا وصرفوا على أهالينا مقابل ما تعلموه أو اتعالجوا بيه، كان عملا ولم يكن فضلا ولا حتى رسالة! وكان حلم أي مدرس فيكي يا مصر أن يأتي اسمه في كشوف الإعارة للدول العربية، هل بسبب إنه سيذهب لرسالة العلم ونشر الثقافة ورفع راية التنوير ؟ ... أبداً ... ولكن بسبب أنه سيقدر على بناء البيت أو تزويج البنات وتجهيزهن أو توفير مبلغ للزمن أو غير ذلك من مقتضيات ضرورات الحياة!

طبعًا لم أذكر اليمن حتى الآن متسائلا عن فضلنا عليها خصوصا إنه كل شوية يفكرك واحد من إياهم إننا حاربنا لأجل اليمن بينما نحن حاربنا كذلك لأجل الكويت، وهذا ما يقودنا مرة أخري إلي فضل جمال عبد الناصر.
فالمؤكد أن العمل العربي الوحيد المشترك الذي فعلته مصر لأجل شعب عربي منذ 28عاما كان مشاركة قواتها في حرب تحرير الكويت عام 1991، لكن دعني أذكرك أن هذه المشاركة كانت تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية!! ثم كان إسقاط ديون مصر الخارجية تاليا لهذه المشاركة (لا أقول ثمنا وقد تقول، ولا أقول مقابلاً وقد تقول، وإذا قلت أنت ذلك لن أجادلك).
لعلنا في السياق نفسه نتذكر أن مصر أمدت العراق بسلاح في حرب صدام مع إيران وبموافقة ورعاية أمريكية ثم بمقابل مالي ضخم وليس حبا في العروبة (ربما كرها في إيران)، وساعدنا زعيما عربيا مجنونا ومستبدا هو صدام حسين على تبديد ثروة شعبه وقتل الملايين من أبناء وطنه في حرب بلا طائل وبلا هدف إلا خدمة الأمريكان والصهاينة!

الحقيقة أنه من 28سبتمبر 1970ليلة وفاة جمال عبد الناصر فإن الشعب المصري ليس له أن يفتح عينه أمام أي شعب عربي ليقول له إنني منحتك أو أعطيتك أو تفضلت عليك خلال أربعين عاما، ومع ذلك فإن مصر جمال عبد الناصر لم تكن هي أيضا صاحبة فضل على العرب!


ثالثا: ومع ذلك فإن مصر جمال عبد الناصر لم تكن هي أيضا صاحبة فضل على العرب!


جمال عبد الناصر كان زعيما مؤمنا بالعروبة وحالما بالوحدة بين الدول (الشعوب) العربية، هذا صحيح، لكنه ساند ودعم حركات التحرر العربية ضد الاحتلال والثوار العرب ضد الحكومات التابعة للغرب إدراكا منه حقيقيا وعميقا وبعيد النظر للمصلحة المصرية التي هي مع المصلحة العربية في موضع التوأم الملتصق (لم تكن ظاهرة التوائم الملتصقة قد انتشرت كما تنتشر الآن)، مصر كي تتقدم وتتطور وتكبر وتصبح قوة إقليمية قادرة على بناء ذاتها ومد نفوذها وتلبية احتياجات شعبها لابد أن تملك محيطا حليفا لها ومؤمنا بمبادئها ينسق معها ويخطط معها وينفذ معها، على سبيل المثال كي يقوم جمال عبد الناصر بتأمين احتياجاتنا المصيرية من مياه النيل والحفاظ على اتفاقية وقعها مع دول حوض النيل وهي تحت الانتداب أو الاحتلال فلابد أن تكون هذه الشعوب التي تملك مفاتيح ماء النيل صديقة لمصر وحليفة لها، من هنا يمد لها يد العون ويزود ثوارها بالسلاح والمال كي يتحرروا ويتمكنوا من قيادة بلادهم وهذا ما كان في كل الدول الأفريقية التي صار بطلها جمال عبد الناصر حيث مصر موجودة بالقوة المادية وبدعم السلاح والمعلومات وبالأزهر الشريف وشيوخ الدين وبالمدارس والجامعات وبالتأييد لهذه الشعوب في المحافل الدولية سواء الأمم المتحدة أو حركة عدم الانحياز أو غيرهما، لتصبح مصر ساعتها الحليفة والصديقة بل الأخت الكبيرة التي ضحت وساعدت ودعمت وتحصل بالمقابل وبدون أي تردد وبكل حب ونبل على ما تريده من هذه الشعوب والحكومات،

ويكفي يا سادة للمفارقة فقط أن جميع الدول الأفريقية صوتت لصالح مرشحنا المصري فاروق حسني على منصب مدير عام اليونسكو بينما الرئيس مبارك لم يشارك في مؤتمر الوحدة الأفريقية منذ 15عاما تقريبا! ! كما أن أجهزة إعلام مصر كانت تشير طوال الوقت إلي خوفها من أن تتم رشوة الدول الأفريقية للتصويت ضد مصر! ! وهكذا جهل واضح وغياب مطلق وخلعان كامل يجعلنا بلا قيمة وبلا دور في أفريقيا الآن رغم احتفاظنا بآثار قديمة في قلوب الأفارقة، آثار عهد وقيمة جمال عبد الناصر،

انظر الحصيلة: جمال عبد الناصر الذي قطع رجل إسرائيل من أفريقيا بمواقفه وبطولة مصر مع حركات التحرر في أفريقيا صنع أمانا رائعا لمصر من أي اختراق إسرائيلي لمياه النيل أو للدول الأفريقية، ثم إذا بإسرائيل خلال أربعين عاما من حكم الرئيسين السادات ومبارك ترتع في أفريقيا بل ووصلت حتى سدود على نيلك! !

بنفس المنهج كان عبد الناصر يساند الجزائر وثورتها وشعبها لأن مصر عبد الناصر كانت تنتصر للشرف وللحرية ولكرامة الشعوب في مواجه العدوان والاحتلال، ولأن مصر عبد الناصر كانت في حاجة لأن يكون العرب في حاجتها ومحيطها، ولأن وجود فرنسا محتلة للمغرب العربي معناه أن استقلال مصر وأي دولة عربية منقوص ومهدد، وأنه لا يمكن لاستعمار مجاور لك ومحيط بك أن يسمح لك بالتقدم الاقتصادي أو الاستقلال السياسي أو الصعود التنموي، مصر عبد الناصر كانت تساند وتدعم لأجل نفسها قبل الآخرين ومن أجل مستقبل أبنائها ومواطنيها قبل أي أحد آخر، كذلك فعل عبد الناصر في اليمن (بدون ما تسقط عنه ديون مصر الخارجية بل زادت)، وكذلك كان السودان في قلب اهتمامات جمال عبد الناصر بل في قمة وعيه وخططه، ويكفي أن شعب الخرطوم وأبناءه حملوا سيارة جمال عبد الناصر من فوق الأرض حبا يفوق الوصف واعترافا يفوق الحب بمكانة مصر حين زار الخرطوم في مؤتمر قمة عربي بعد نكسة يونيو المريرة والرهيبة!!

الأمر إذن لم يكن مجرد مبادئ عبد الناصر المؤمنة بالحرية والوحدة بل كذلك كانت خطة عبد الناصر لتحويل مصر قوة إقليمية ودولية مهمة، وقد كانت كذلك فعلا حتى أن عشرات الخطط وضعها جهازا المخابرات الأمريكية والبريطانية لاغتيال عبد الناصر (ظني أن إحدى هذه الخطط أفلحت وقتلوا الرجل في 28سبتمبر 1970فعلا)، ثم كانت نكسة يونيو لتكسير عظام عبد الناصر وإنهاء مشروع مصر الرائدة لبداية مشروع مصر التابعة!!

هنا نتوقف عند فضل مصر على فلسطين لأكاد أقسم لك بالله أن مصر لا فضل لها على فلسطين، بل إن مصر ضيعت فلسطين ولو كنت فلسطينيا لركعت لله وسجدت أدعوه أن تحل مصر عن فلسطين كي تتحرر !!

مصر حاربت إسرائيل في 1948 فانتهت الحرب بضياع نصف فلسطين وبالنكبة الكبرى حيث قامت دولة إسرائيل بينما كانت مصر الدولة الأكبر والجيش الأكبر وانهزم أمام عصابات صهيونية، ومن ثم فالمؤكد أن مصر هي المسئولة الأولي عن نكبة 48وهي بالمناسبة شاركت في هذه الحرب لأن أهداف إسرائيل التوسعية والاستعمارية لا تغيب عن أي حمار فما بالك بالعاقل النابه الذي يعرف أن إسرائيل تبحث عن دولتها الكبرى من النيل للفرات، ومن ثم فالسكوت عنها وهي تحتل فلسطين كأنه رضوخ وموافقة لأن تحتل بعدها من نيلنا المصري السوداني إلي فراتنا العربي!
أما حرب 67فإن إسرائيل هي التي بدأت وشنت الحرب وقد أضعنا فيها نصف فلسطين حيث كانت القدس تحت ولاية الأردن، وغزة تحت ولاية مصر؛ فانهزمنا وضيعنا القدس وغزة وسيناء والجولان بالمرة.

أما حرب أكتوبر فقد كانت حربا من أجل سيناء وليست من أجل فلسطين وليس في خطتها التي وضعها عبد الناصر أو التي وضعها السادات كلمة واحدة عن فلسطين، فهي حرب مصرية تحاول استعادة أرض مصرية وشاركتنا في الحرب دول عربية كثيرة سواء بسلاح البترول (حد يكلمنا عن فضل البترول) أو بالمدرعات والدبابات كما فعلت الجزائر وكان منوطا بقواتها الدفاع عن القاهرة ضد محاولات احتلالها بعد الثغرة واحتلال السويس، أو بالأبطال الغر الميامين كما فعل الفدائيون الفلسطينيون.

ومن يومها فض اشتباك أول وفض اشتباك ثان ولا فلسطين ولا غيره حتى إننا تحولنا في عصر الرئيس مبارك إلي دولة تقف على الحياد كما يقول هو نفسه بين إسرائيل والفلسطينيين (لا يقول فلسطين بل الفلسطينيين!)، وصارت مصر الدولة الوسيطة والسمسارة السياسية للصفقات بين طرفي النزاع والصراع وتتباهي بأنها موضع ثقة الطرفين، ثم لا تكف مصر عن لعب دور السنترال في أي أزمة تحيط بالشعب الفلسطيني، حيث تتصل طوال الوقت بوزراء ورؤساء دول أجنبية ترجو منهم وقف إطلاق النار المفرط وتدين بالمرة اللجوء إلي العنف!!. ثم نغلق معبر رفح حتى في لحظات العدوان الإسرائيلي على غزة، ويملك كثير من المصريين الجسارة أن يقولوا إن هذا عدل وحق، ثم نسمع عن مخاوف من أن يأتي الفلسطينيون إلي سيناء يا خويا ويقعدوا فيها وهيه ناقصة، بينما يقاتل ويناضل اللاجئون الفلسطينيون كي يعودوا إلي أرضهم يخشي عوام منا وغوغاء من بيننا أن يأتينا فلسطينيون من غزة إلي سيناء وكأن نخوة المصريين جفت وكأن ما نسمعه ونراه من تدين المصريين مقصور على النقاب واللحية والسبحة وتكفير الأقباط وحرق البهائيين، أما الانتصار للحق ونصرة المظلوم وإغاثة اللاجئ والاعتصام بحبل الله فكلام لا يعرفه المصريون ولا عايزين يعرفوه!!


رابعا: هل مصر فوق الجميع فعلاً ؟


آه ... جينا للي يزعل أكتر
هل مصر فوق الجميع؟

السؤال الواجب هنا هو أي جميع؟ من هم الجميع الذين مصر تقف أو تجلس فوقهم؟

هل جميع المصريين؟ أم جميع البشر؟ أم جميع الدول؟



الغريب أن دولتين فقط من بين كل دول العالم رفعتا هذا الشعار، الأولي هي ألمانيا النازية، وشعارها ألمانيا فوق الجميع، ألمانيا أدولف هتلر العنصرية العدوانية وكان هذا بشكل رسمي ولفترة مؤقتة (سوداء على العالم كله)، والثانية التي هي مصر بشكل غير رسمي وفي عهد الرئيس مبارك حيث تتجرأ بعض قيادات الحزب الوطني وببغاوات الإعلام ودببة الفضائيات ويكررون شعار مصر فوق الجميع دون وعي بنازيته وعنصريته وربما دون وعي بمعناه ومغزاه أصلا؟



هذا الشعار عنصري رفعته دولة في فترة عنصرية آمنت فيه فئة مهووسة في مرحلة متطرفة وفي أجواء ديكتاتورية بأن الألمان جنس مختلف ومتميز عن العالم كله، وأن الجنس الألماني نبيل متفوق على غيره من الأجناس والتي هي أجناس أدني أو قذرة تستحق إفناءها أو قتلها والتخلص منها، أي المقصود والمفهوم من ألمانيا فوق الجميع أنها أعلى وأهم من الشعوب الأخرى وأكثر رقيا وتفوقا بحكم الجينات والهرمونات، وأن الألمان يستحقون وفق هذا الإيمان أن يحكموا ويتحكموا في العالم وأن تكون الأجناس الأخرى مجرد عبيد وأرقاء وأقنانا عند الجنس الألماني اللي فوق بينما الجميع تحت!!



من إذن أدخل هذا الشعار المجنون إلي بلدنا وجعل حمقى أحيانا ومخلصين جهلة أحيانا أخري وسياسيين متحمسين حينا يرددون هذا الهوس الخرف دون فهم ودون تفكير؟



ثم ماذا يعني هذا الشعار الأخرق؟



هل يعني أن مصر فوق بقية الدول؟ ... و النبي تتلهى !!

فمصر التي تحتل المركز الأخير بين دول العالم في سوق كفاءة العمل، والتي تقبع في المركز 111بين دول العالم من حيث النزاهة والشفافية، والتي لا تزرع قمحها وتستورد رغيف عيشها، والتي لا تشكل أي صناعة فيها أي أهمية في العالم، والتي لا تمثل أي تجارة لديها أي أهمية في العالم والتي لا تظهر في قائمة الدول العشرين الأكثر تصديرا في العالم ولا قائمة المائة، والتي لا تضم جامعة واحدة ضمن أهم خمسمائة جامعة في العالم والتي والذي والذين، هل يمكن أن يصدق أي مهفوف أنها فوق الجميع!


غالبا يتم استخدام هذا الشعار في مواجهة الدول العربية، وهو ما يعود بنا إلى أصل الموضوع وهو هذا الإحساس الزائف عند الشعب المصري بأنه جنس مخصوص غير العرب كلهم وأنه متفوق عليهم وأنه أعظم منهم وأنهم ولا حاجة أمام المصريين ... ، وإذا لم يكن هذا الكلام عنصريا فهو ألعن، فسيصبح كلام ناس عيانة يستحسن ذهابها فورا لطبيب نفسي فهذا مرض شهير معروف بالبارانويا وهو جنون العظمة مقرونة بجنون الاضطهاد، وهذا عين حالتنا السياسية (والشعبية) الراهنة؛ حيث نشعر أننا أعظم ناس على وجه الأرض، ثم إن العالم كله يتآمر علينا ويتحالف ضدنا ولا نسأل أنفسنا ليه؟
ليه بيتأمروا علينا، هل نشكل أي تهديد لأي دولة في العالم؟

هل ننافس أي دولة أو شعب في التفوق العلمي والاختراعات الهائلة أو الصعود للفضاء أو امتلاك الرءوس النووية؟

هل نهدد الصين في قدرتها على التصدير ونشكل خطرا على أمريكا في امتلاكها الفيتو؟ هل يرتجف منا نتنياهو وقادة تل أبيب أم يصفوننا بالأصدقاء والحلفاء؟
لماذا تحقد علينا الشعوب العربية؟

هل تحقد علينا لأننا نتمتع بأقوى صحة بدنية في المنطقة فلا عندنا فيروس سي ولا فشل كلوي وكبدي ولا ينتشر فينا السرطان وأمراض السكر والضغط، أو لأننا نشكل أكبر عدد مرضي بالاكتئاب في الوطن العربي مما يستدعي حقد الشعوب العربية علينا لأننا مفرطو الحساسية؟

هل يحقدون علينا لأننا اكتفينا ذاتيا في الزراعة والصناعة مثلا؟

هل يحقدون علينا لأننا صرنا ننافس كوريا الجنوبية في التصنيع وهونج كونج في التجارة والهند في الكمبيوتر وتركيا في الديمقراطية؟

هل يحقدون علينا لأن رئيسنا عندما يزور دولة عربية يخرج ملايين لتحيته والهتاف باسمه ورفع سيارته فوق الأكتاف؟

كلها أسئلة أليس كذلك؛ فهل تملك أنت إجابات عنها؟

أم أنك ستكتفي بأن مصر فوق الجميع!

أما إذا كان مقصودا بأن مصر فوق الجميع أي أن لها الأولوية الأولي في أي حسابات أو أي قرارات تصدر عن حكومتنا فهذا كلام بدهي ينطبق على مصر كما ينطبق على أي دولة في الوجود الإنساني، فلا توجد دولة تتخذ موقفا أو قرارا في غير مصلحتها ووفق أولوياتها وإلا تبقي دولة يحكمها مجانين أو عملاء!
أما إذا كان مقصودا أن مصر أهم من مواطنيها فالحقيقة أن لا دولة محترمة تتعامل بأنها أهم من مواطنيها فالوطن هو مواطنوه،

وقيمة وكرامة وكبرياء الوطن من كرامة وكبرياء مواطنيه، وأن حق كل مواطن أن يكون رقم «واحد» في أي قرارات خاصة بالدولة ومن الدولة

ومع ذلك فإن مصر بلد الكوسة والمحسوبية وحيث يحصل أقل من عشرين في المائة من مواطنيها على أكثر من ثمانين في المائة من الناتج القومي لها،

بلد أنت مش عارف أنا مين

وتوريث الحكم والمناصب للأبناء والأصهار وتكويش خمسين عائلة على ثروة وحكم البلد،

دولة هذا حالها لا يمكن أن تخدع نفسها إلي حد أن تتصور أنها فوق الجميع، فالجميع من السيد الرئيس حتى أصغر مسئول في الحزب أو الحكم فوق مصر!





خامسا: طبعا من السهل جداً اتهام هذه السطور وكاتبها




سهل حيث يلجأ البعض حين سماع كلام لا يحبه إلي كراهية من يقوله لا مناقشة ما قاله، ومن ثم طبيعي جدا أن تخرج اتهامات لكاتب هذه السطور بأنه:


-لا يحب مصر.
- أنه متشائم ونظارته سوداء.
- أنه مأجور وعميل.
-أنه يعارض الرئيس لهذا يريد أن يحط من شأن البلد في عهد السيد الرئيس.

أما عن الاتهام الأول فلا أنت ولا اللي خلفوا حضرتك يملك أن يتهمني أنني لا أحب بلدي ولا أنا مطالب أن أثبت لجنابك أنني أحبها.

أما ردا على الاتهام الثاني فأعترف أن نظري ناقص سبعة العين الشمال، وناقص خمسة العين اليمين، وعندي استجماتيزم وحصلت على إعفاء من الخدمة العسكرية، بسبب ضعف نظري، ومع ذلك فإن نظارتي بيضاء ولا أحب ارتداء نظارات شمس ملونة أو سوداء طبعا «وإن كنت أحب نادية لطفي وهي ترتديها في فيلم النظارة»، السوداء ثم إنني لست متشائما ولست متفائلا ولا أجد أي ضرورة للتشاؤم والتفاؤل في السياسة بقدر ضرورة الإرادة والعزيمة.



أما الاتهام الثالث فالمأجور والعميل أسهل تهمة يلقيها العملاء والمأجورون على الناس.

أما الاتهام الرابع فأنا أعارض الرئيس مبارك طبعا وقطعا، فأقول كلاما ويرد علينا غيرنا بكلام (ويردون بشتائم أحيانا كثيرة وبقضايا ومحاكم وأحكام بالسجن أحيانا أخرى)،

وشوف أنت الكلام الذي تصدقه فصدقه دون تفتيش في نوايا أي من المعارض والمؤيد،

ثم أعارض الرئيس مبارك لكنني لا أعارض مصر، ومصر ليست الرئيس مبارك رغم أن ما فعله فيها الرئيس مبارك ربما جعلها غير مصر التي نعرفها،

وأخشى أن يورثها لدرجة أن تصبح مصر تلك التي لا تريد أن تعرفها!





سادسا: هل مصر دولة صغيرة وعليها أن تعرف حجمها عشان تتكلم على قدها؟


كل ما كتبته هنا وسأكتبه لاحقا يهدف إلى أن تسمع تلك الحقيقة التي لا تريد أن تعرفها أبدا، ثم لهدف أكبر هو أن نكبر فعلا؟
ماذا يعني كل هذا الكلام؟

معناه أن مصر دولة عظيمة مرهون تألق عظمتها بشعبها، برئيسها ورجالها،

إما أن يكون الشعب المصري في مرحلة ما من تاريخه يليق بهذا البلد فيرفع من مكانته ويعلى من مقامه وتقدم الأمم وقود منطقته العربية،

وإما أن يكون الشعب في مرحلة ما (مثل التي نعيشها من 28عاما) خامل الهمة خانع الروح مهدور الكبرياء منكفيا منحنيا معزولا ومنعزلا عن محيطه ومنطقته فيتراجع البلد مكانة وشأنا ويتحول إلي التباهي الممرض والابتزاز العاطفي المريض، وتزوي قيمه ويصبح دوره هشيما تذروه الرياح !









http://ar.wikipedia.org/wiki/إبراهيم_عيسى

إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى، صحفي مصري ولد في نوفمبر 1965، ويتولى الآن رئاسة تحرير صحيفة الدستور المصرية اليومية.

o


بدايته في العمل الصحافي
التحق بالعمل في مجلة روز اليوسف منذ أن كان طالباً في السنة الأولى من كلية الإعلام. يتولى الآن رئاسة تحرير صحيفة الدستور اليومية واسعة الانتشار في مصر، كما أنه أحد أعضاء الهيئة الاستشارية للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.

يقدم برنامج الفهرس إسبوعياً على قناة دريم الفضائية، كما كان يقدم برنامج سياسي اسمه على القهوة في نفس القناة إلى أن منعت السلطات المصرية بثه. وتتميز كتاباته باسلوب ساخر وتلقائي ثاقب وعميق في الوصف والتشبيه كما إنه سهل ممتنع يتسلل إلى قلب القارئ بمهارة وحنكة بالغة.

إبراهيم عيسى والسلطة
يمكن اعتباره أكثر الصحفيين المصريين نشاطاً وإحتجاجاً على ممارسات السلطة السياسية في مصر، ونتيجة لمواقفه أغلقت له ثلاث صحف كان يرأس تحريرها كما صودرت إحدى رواياته (مقتل الرجل الكبير)وله أيضا رواية أشباح مصرية.

تم إتهامه بالسب والقذف والتحريض والإهانة والتطاول على رئيس الجمهورية هو والصحفية سحر زكي والمحامي سعيد عبد الله وذلك عندما كتبت الصحفية سحر مقالاً بجريدة الدستور تحت عنوان
"مواطن من وراق العرب يطالب بمحاكمة مبارك وأسرته ورد مبلغ 500 مليار جنيه قيمة القطاع العام والمعونات الخارجية".

في 26 يونيو 2006 حكم علىه بالسجن لمدة عام وكفالة 10 ألاف جنيه، غير أن محكمة الاستئناف خففت الحكم إلى غرامة تصل إلى 4000 دولار.[1]

تعرض لمحاكمات من قبل أجهزة الأمن المصرية بتهمة نشر أخبار كاذبة عن صحة رئيس الجمهورية، وصدر يوم 13 سبتمبر 2007 حكم ضده بالسجن سنة، وتمت إعادة محاكمته أمام دائرة أخرى و التي أصدرت في 28 سبتمبر 2008 حكمها علىه بالحبس لمدة شهرين، وكان الحكم مشمول بوجوبية النفاذ فسلم نفسه للسلطات في نفس اليوم، ولكن الرئيس حسني مبارك أصدر قراراً جمهورياً بالعفو عنه في 6 أكتوبر 2008.[2]

عيسى و جريدة الدستور
صدرت الدستور في ديسمبر 1995 بتصريح من قبرص، وهي الحيلة التي إبتدعها الصحفيون المصريون للالتفاف حول القوانين المقيدة لحرية إصدار الصحف. وكان صدور الصحيفة مفاجأة هزت الأوساط الصحفية بشدة، وذلك لأنها جاءت مبتكرة جديدة جريئة في كافة أشكال العمل الصحفي والإخراج الفني والقضايا الجريئة التي تثيرها وانفراداتها الصحفية. وظلت الدستور تصدر لمدة تزيد على العامين بأربعة أشهر أثارت فيها العديد من القضايا وتناولت بجرأة نقد الكثير من المسؤولين بدرجة غير مسبوقة، وفضحت بعض قضايا الفساد الأمر الذي جعلها هدفا للكثيرين.

في عام 1998 أوقفت الدستور عن الصدور بعدما نشرت بياناً منسوباً لإحدى الجماعات الإسلامية، وهو ما اعتبرته وزارة الإعلام بياناً غير مقبول، وقد يكون مثيراً للفتنة الطائفية. ولكن أعيد أصدار الجريدة في عام 2004 وكان يرأس تحريرها ومع جريدة صوت الأمة إلى أن إنفرد بتحرير جريدة الدستور الأسبوعي واليومي معاً الذي صدر في 2007.

نال إبراهيم عيسى، رئيس تحرير صحيفة "الدستور" اليومية المصرية جائزة جبران تويني لعام 2008، التي يمنحها سنويا الإتحاد العالمي للصحف (WAN) تكريما لرئيس تحرير أو ناشر صحفي في المنطقة العربية.

وتثمّن هذه الجائزة، الممنوحة لتخليد ذكرى جبران تويني، الناشر الصحفي اللبناني وعضو مجلس إدارة الإتحاد العالمي للصحف الذي سقط ضحية إعتداء بسيارة مفخخة بالمتفجرات في العاصمة اللبنانية بيروت يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2005، التزام السيد إبراهيم عيسى بحرية الصحافة وشجاعته وحنكته القيادية وطموحه ومقدراته الإدارية والمهنية العالية.




أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية  ؟ Empty رد: هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية ؟

مُساهمة من طرف فيصل خليل حتيلة 27th يونيو 2010, 11:39


اذا كان الكاتب يقصد أجب بلا او نعم فالاجابة..........لا.

لا مصر لها فضل على الدول العربية و لا الدول العربية لها فضل على نفسها.

تحياتى
فيصل خليل حتيلة
فيصل خليل حتيلة
مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
مشرف إجتماعيات أبوجبيهة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية  ؟ Empty رد: هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية ؟

مُساهمة من طرف حيدر خليل 27th يونيو 2010, 13:51

فمصر التي تحتل المركز الأخير بين دول العالم في سوق كفاءة العمل، والتي تقبع في المركز 111بين دول العالم من حيث النزاهةوالشفافية، والتي لا تزرع قمحها وتستورد رغيف عيشها،
والتي لا تشكل أي صناعة فيها أي أهمية في العالم، والتي لا تمثل أي تجارة لديها أي أهمية في العالم والتي لا تظهر في قائمة الدول العشرين الأكثر تصديرا في العالم ولا قائمة المائة، والتي لا تضم جامعة واحدة ضمن أهم خمسمائة جامعة في العالم والتي والذي والذين، هل يمكن أن يصدق أي مهفوف أنها فوق الجميع!
بس فلاحته في حصار غزة
لك الشكر ابوالزهور

حيدر خليل
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية  ؟ Empty رد: هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية ؟

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 27th يونيو 2010, 16:14

شكرا أولاد أبونا خليل ... والكاتب أجاب بلا .. وشهد شاهد من أهلها.
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية  ؟ Empty رد/ هل مصر ذات فضل علي الدول العربية

مُساهمة من طرف مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد 28th يونيو 2010, 14:50

أتفق معكم في أنه لا فضل الان لمصر علي أحد و ليست فوق الجميع
ولكن أين نحن حتى نحكم بهذه الأشياء
نحن نقبع في مؤخرة الصفوف بعد ال 111 بعشرات الأرقام و في الشفافية الدولية أما الطيش او قبل الطيش و في الفساد لا يوجد بعدنا ألا الصومال التي لا تساوي دولة. و نحن من أكثر النظم هشاشة
جامعاتنا كاد الأنجليز أن يقللو أعتمادها لدرجة الدبلوم. و في اغلب الدول لا تعتمد شهادات الغالبية من جامعات ثورة التعليم العالي.
حقيقة لا يحق لنا التكلم عن دولة غيرنا فنحن حققنا الأرقام القياسية في كل ما هو سيئ.
نحن لم نصل بعد لمرحلة المقارنة مع مصر أو غيرها و حتى نصل تلك المرحلة انتكلم عن مساوئنا.
مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد
مرتضى عبدالعظيم عبدالماجد
مشرف المنتدى العلمى
مشرف المنتدى العلمى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية  ؟ Empty رد: هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية ؟

مُساهمة من طرف فيصل خليل حتيلة 28th يونيو 2010, 15:03


لماذا تم حزف هذا الموضوع يا جماعة؟

فيصل خليل حتيلة
فيصل خليل حتيلة
مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
مشرف إجتماعيات أبوجبيهة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية  ؟ Empty رد: هل مصر فعلاً صاحبة فضل على البلاد العربية ؟

مُساهمة من طرف moneertom 28th يونيو 2010, 21:59

ابو الزهور ....
المقال حلو
من لذتو قريتو مرتين ....
وقبلت تاني قريتو مرتين وحليت بي المقال ده


كتب إبراهيم عيسى: سيادة الرئيس مبارك، سأقول لك مالم يقله لك مفتيك ولا شيخك ولا
خطباؤك ولا فقهاؤك الذين عينتهم وأجلستهم بجوار كرسى عرشك يبررون ويحللون ما حرمه الله من تعذيب واعتقال وفساد واستبداد، ويحرمون ماحلله الله من قولة حق أمام سلطان جائر أو حتى عادل، وسأقول لك مالم تسمعه من بطانتك التى تنافقك وتمتدحك وتصعد بك إلى مصاف الأبرار المقدسين ولا تنطق إلا بآيات شكرك وحمدك على مناصبهم ونفوذهم وفلوسهم، سأقول لك مالم تقرأه من كتبتك ومداحيك وطبالى مواكب نفاق السلاطين ومصاحبيك على جناح طائرتك وعرشك، أقول لك سيادة الرئيس إنك ميت .. وإنهم ميتون!أظن أنه فى زحام سلطانك وسلطاتك وفى مشاغل لقاءاتك وتدابيرك وقراراتك ربما نسيت ياسيادة الرئيس أو تناسيت أو تجاهلت أنك ستموت كما نموت جميعا، فأنت لم تفعل مثلما فعل الفاروق عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين بعد نبى وخليفة حين نقش على خاتمه هذه الكلمات (كفى بالموت واعظا ياعمر). عمر بن الخطاب الذى كان يبكي عند سيرة الموت وهو الصحابي العظيم، كان يذكر نفسه وهو الحاكم الآمر الناهي، بالموت، كفى بالموت واعظا ياسيادة الرئيس، هل قلتها لنفسك من قبل؟ هل وعيتها ورددتها؟ ماهى آخر مرة قلت إن الكفن بلا جيوب، تعرف متى، منذ خمسة وعشرين عاما، قلتها فى خطبتك الأولى أمام مجلس الشعب، ثم كانت آخر جملة قلتها مؤخرا أمام نفس المجلس وربما ذات الوجوه أنك باق فى الحكم حتى آخر نفس ومع آخر نبض، أين ذهبت سيرة الكفن الذى قلت أنه بلا جيوب، ثم انفتحت جيوب الوطن والمسئولين كأنها لم تعرف موتا ولا كفنا، فالبقاء فى الحكم خمسة وعشرين عاما تأمر وتنهى وترمى هؤلاء فى السجون وأولئك فى الغياهب، وتمنح مليارات وتمنع ملايين، وتعين وتفصل وترفع وتخفض، ويمضى قرارك وحكمك فى الناس سيفا قاطعا، ولا يناقشك أحد ولا يردك راد، ولا يقضي قاض على قضائك، ولا يملك شخص أن يعارضك ويرفضك، ويسبح كل من تلقاهم بمجدك وحمدك، مما يجعل أي شخص فى مكانك ومكانتك -ورغم سنك التى قاربت الثمانين- ينسى الموت، نعم السلاطين والرؤساء الأبديون ينسون الموت، وهذا مايفسر هذا التمسك المريب بالمادة 77 فى الدستور التى تجعل الرئيس أبديا فى الحكم بلا حد أقصى (مدتين فقط)، فأنت شأن كل الرؤساء الذين يمكثون فى السلطة كل هذه السنوات، صرت لاتتصور أن تنزع قميصا ألبسه الله لك كما يتخيل كل حاكم وملك يتمتع بسلطة مطلقة على شعبه الخانع الخاضع، ولهذا كان الخلفاء المسلمين مثل هارون الرشيد يستدعي واعظا كل مدة؛ فقط ليذكره بالموت، يقول له ياهارون يارشيد ياخليفة المسلمين وسلطان نصف الكرة الأرضية أنت ستموت، كان هارون الرشيد يسمع ابن السماك الواعظ المشهور الذى قال له " ياأمير المؤمنين .. اتق الله واحذره، لاشريك له، واعلم أنك واقف غدا بين يدي الله، ثم مصروف إلى إحدى منزلتين لاثالث لهما، جنة أو نار " فبكى الرشيد (أخيرا لقينا حاكما عنده دم!)، فأقبل الفضل بن الربيع –أحد بطانات الحاكم – وقال للواعظ معاتبا "سبحان الله هل يخالجك شك فى أن أمير المؤمنين مصروف إلى الجنة، إن شاء الله، لقيامه بحق الله وعدله فى عباده" ..هاهو شخص نراه سيادة الرئيس فى صور كثيرين ممن حولك الذين يصعدون بالحاكم إلى مصاف الأنبياء المرسلين، وأشك كلية أنك قد سمعت أحدا من حولك يقول لك إنك أخطأت ياسيادة الرئيس، بل إنك لم تعترف أبدا ولم تقل أصلا إنك أخطأت فى كذا وكذا فى يوم من الأيام، ولم تعترف ولم تعتذر، فاسمع تحذير وحذر الموت ولا تستمع لتخدير وخدر النفاق، دعك من النفس الأمارة، فما بالك بنفس رئيس يحكم خمسة وسبعين مليونا لمدة خمسة وعشرين سنة ولا يسمع منهم كلمة لا، اطرد غواية خيلائك وغرور إحساسك بالبقاء والخلود من طول سلطتك وانفرادك بالحكم، فأنت ميت وإنهم ميتون، سيدى الرئيس (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) سورة الجمعة آية 8 ، وتذكر يوم مات الرئيس جمال عبد الناصر فى ساعة زمن بين دخول بيته مرهقا ثم صعود سلالم ثم صعود روحه إلى بارئها فى لحظة خلت من الزعامة والرئاسة، اعتبر من مقتلة الرئيس السادات حيث كان فى بروجه المشيدة وحصونه المنيعة وجاءه الموت، لانتمنى لك هذا ولا نريده، فلا حاجة لمصر بإرهاب وقتل، ولكن الموت قادم فى فراشك كما فى طريقك كما فى مكتبك، لاتعلم بأى أرض تموت، ولكنك ونحن سنموت، فتذكر وأنت في خطبة مجلس الشعب أو في جلسة مع ترزية الدستور وتعديلاته، أو فى اجتماع مع وزير داخليتك ووزير عدلك، وأنت تتحكم فى مصائر البلاد والعباد، تذكر قول الله عز وجل (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) آل عمران: آية 18،زحزح عن النار ياسيادة الرئيس، فبيننا وبينها زحزحة، إما فيها وقانا الله وإياك جحيمها وجهنمها، وإما نتزحزح لننجو ونفوز بالجنة وعدنا ووعدك الله بها وسائر الناس، لتردد قبل كل خطاب أو قرار هذه الجملة القرآنية (فمن زحزح عن النار)، ساعتها ستراجع قرارا وتتراجع عن كثير من متاع الغرور في قصر العروبة أو شرم الشيخ أو في مبنى لاظوغلي أو فى مقر الحزب الوطني بكورنيش النيل، فقد تنجو قدم من نار وقد تفوز عين بجنة، وهذا ماأتمنى أن تسمعه. ياسيادة الرئيس محمد حسنى مبارك: إنك ميت وإنهم ميتون، الموت كما قال السابقون هو المصيبة العظمى والرزية الكبرى، وأعظم منه وأخطر الغفلة عنه والإعراض عن ذكره وقلة التفكير فيه، قد يطول العمر ولكنه قصير، قد تزيد المدة ولكنها سريعة، فاحتسب لنفسك يامبارك بلا ألقاب ولا أوصاف كما ستنادى يوم القيامة (إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى) سورة طه:آية 74 حيث لاحرس شرف ولا تشريفات ولا مواكب تعطل مرور الناس ولا قناصة ولا موتوسيكلات ولا أجهزة لاسلكي ولا هيبة ولا رهبة ولا صف من كبرات البلد الذين وضعتهم على رقاب الناس ينتظرونك ولا سائق تقول له "لف وارجع"، ولا عسس ولا مخبرون ولا مخابرات ولا أمن دولة، لن يحرسك حبيب العادلي ولن ينحني أمامك فتحي سرور، ولن يقف خلفك ابن فى وقفة طاووسية، ولن يرتجف رئيس وزراء في حضورك، ولن تصل رأس مفيد شهاب حتى يديك، ولن يمنع عنك زكريا عزمي صخبا ولا غضبا، ستكون وحدك تماما أمام الله عز وجل (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) النجم الآية 31، فبئست الدار لمن اطمئن عليها وهو يعلم أنه تاركها، وقد وصفها الله ووصف الزعامات والأمراء والعالين فى الأرض بقوله سبحانه (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) سورة الشعراء 128-130،ومعنى كلمة آية كما جاء فى تفسير الطبري هى البيوت الشاهقة والعلامات البارزة، وتعبثون بمعنى تلعبون وتلهون، أما المصانع فمعناها القصور الضخمة، ستترك كل هذا وتبقى وحدك بلا سطوتك ولا عزوتك ولا سلطتك ولا عرشك وحرسك ولا أولادك ورجال أعمالك ولا أصدقاءك أو وزراءك، لا أحد، روى مسلم عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: "يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك.. أين الجبارون أين المتكبرون .." .ستكون أنت وحدك أمام الله، سيسألك عن هؤلاء الذين ماتوا فى سجونك وأولئك الذين قتلهم رجالك وقراراتك وقوانينك، وعن ملايين الجوعى من شعبك، وعن الفقراء محدودى الدخل الذين اضطرتهم فترة حكمك للفساد والرشوة حتى يطعموا أطفالهم، وعن سرقة مال الأمة، وعن موالاة اليهود والأعداء، وعن صحة شعبك التي اعتلت، وعن وباء الفيروس سي والتهاب الكبد فى عصرك، وعن السرطان والسموم التى زرعها رجالك فى غذاء عباد الله، وعن ماء تلوث، وعن غرقى وحرقى، وعن وطن تخلف، وعن منافقين تحلقوا حولك، وبطانة سوء وشر تمكنت من شعبك واحتلت قصرك (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) الأنعام :94، سيسألك الله ويحاسبك، ولن ينفعك دستور وضعته أو عدلته لصالحك ولمصلحتك، فدستور الله هو الذى سيحاسبك وصراط الله الذى سيمتحنك، فاذكر وتذكر، المشكلة أن الرئيس الذى يسعى للخلود على مقعد ومال وسلطة فى الدنيا يبتعد عنه الخلود فى التاريخ، وقد يقترب منه الخلود فى النار، والحاكم الحق هو الذى يفر من استمراره فى الإمارة والرئاسة، وليس من يصر عليها ويتشبث بها، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة) البخاري الحديث رقم 7148 كتاب الأحكامهذه هى الحكمة النبوية المعطرة حين تكشف عن أمراء سوف يحكمون وهم حريصون على البقاء فى الحكم، ويحذرهم أنها ستكون ندامة يوم القيامة، ألا يستحق هذا أن تتأمل سيادة الرئيس، فالبخاري الذى أورد الحديث ليس إخوانيا ولا عضوا فى الجماعة المحظورة حتى تنفر منه أو يقبض عليه وزير داخليتك لأنه تجرأ وروى حديثا يحذر حاكما وحكاما من أن الحرص على الإمارة سيؤدى للندامة يوم القيامة، وهو يوم قريب منك ومنا وإن بدا بعيدا عن رئيس يتمتع بالسلطة والخلود على المقغد، وعن أبي موسى رضى الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي فقال أحد الرجلين: أمرّنا يارسول الله (أى اجعلنا أمراء)، وقال الآخر مثله، فقال رسول الله:" إنا لانولي هذا من سأله، ولا من حرص عليه " ( البخارى حديث 7149)، هذا صوت رسول الله يأتيك كما يأتينا، ويأمرنا كما يأمرك بأنه لاولاية ولا إمارة لمن يطلبها بل ولمن يحرص عليها، فهل هناك أحق من رسول الله حين يقضي ويقرر بأن الحاكم الأمير لا يبقى للأبد فى حكمه، فهذا حرص من الحاكم على الإمارة يستوجب نزعها منه وعدم تكليفه بها.سيدى الرئيس تهيب وتأهب للموت وليوم القيامة واعمل حسابا لتلك الساعة الآتية مهما فعلت ومهما وصل حكمك ومهما بلغت سلطتك، قد تسجننا وقد تسجن مصر كلها لو أردت، قد تمنع وتصادر وتغلق أفواها وصحفا وأحزابا، قد تعدل دستورا وتزور استفتاء، لكنك ستموت كما يموت البشر، وستترك هذا كله كما تركه الفانون من قبلك، ولن ينفعك بمثقال ذرة، وسيكون حملا عليك يوم القيامة، يحيط بك ويلاحقك وأنت أمام المولى عز وجل، لن نراك ولن نعرفك ساعتها وسنكون مشغولين بمصائرنا بين يدي الرحمن، لكنك ستكون وحدك وقد نزعنا عنك حجتك يوم القيامة أن تقول للمولى سبحانه وتعالى أن أحدا من خلقه لم يقل لك وينصحك ويذكرك، بل قلناها لتسمعها (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ِلكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )" عبس آية 34- 37"وقد جاء فى تفسير الطبري عن أنس قال: سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: يارسول الله بأبي أنت وأمي إني سائلتك عن حديث أخبرني أنت به، قال " إذ كان عندي منه علم " قالت " يانبى الله كيف يحشر الرجال؟" قال "حفاة عراة" ثم انتظرت ساعة فقالت :: يانبى الله كيف يحشر النساء؟ قال "كذلك حفاة عراة" قالت : واسوأتاه من يوم القيامة (خافت السيدة عائشة العظيمة الرائعة المبرأة من انكشافها عارية يوم القيامة، فماذا كان رد النبي؟ قال "وعن ذلك تسأليني، إنه قد نزلت على آية لايضرك كان عليك ثياب أم لا" قالت: أى آية هي يانبي الله؟ قال: ( ِلكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)، سنكون عرايا حفاة، وستكون عاريا حافيا ياسيادة الرئيس ..فهل أنت مستعد ..عاريا حافيا...تذكّر! إبراهيم عيسى - جريده الدستور
moneertom
moneertom
نشط مميز
نشط مميز


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى