ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عندما بكى عباس محمود العقاد في الخرطوم

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

عندما بكى عباس محمود العقاد في الخرطوم Empty عندما بكى عباس محمود العقاد في الخرطوم

مُساهمة من طرف الفضل الحاج البشير 22nd يونيو 2009, 19:26

دائماً وكلما قيض الله لي أن أرى مدرستي الحبيبة أبوجبيهة الأميرية الوسطى تخنقني العبرة وأنا أرى حالها ...فأُسرح بصري في فصولها وساحاتها وداخلياتها وأرض حديقتيها الشرقية والغربية حيث أقفرت عرصاتها من الزهر والورد من الزحفة والقولد ماري(Gold Mary) والمتسلقة والموز الكاذب والأشجار دائمة الخضرة من نيم ومهوقني ومنقة وجوافة بيضاء وحمراء وقشطة وليمون فأمسح عن جرح بقلبي ولكنني ظللت أرى ماضيها في اساتذة أجلاء أُكن لهم حباً واحتراما وكثيراً ما أتأرق وأنا أجتر ذكرياتي معهم ..فهم نجوم زهر قلما تراها في سماء مدارس اليوم.
منهم من صاغ حياتنا الفكرية والأدبية والثقافية. منهم من غيبه الموت ومنهم من لازال يضرب هائماً في أرض الله
وأخص في هذه السانحة طيب الذكراستاذي محجوب عبد الودود كرداوي استاذ اللغتين العربية والانجليزية .. وهو من أبناء بارا البررة .. طيب الله ثراه .. كنت بالصف الثالث بالقرب من مكتب الناظر( المدير) بابكر محمود الجنيد رحمة الله عليه وكان استاذ محجوب يدرسنا اللغتين وكان غالباً مايخرج عن نص المنهج الوزاري في المحفوظات ويفرضها علينا حفظاً وامتحاناً .. لكنه كان ينقي لنا الدرر فمثلاً ليت هنداً لعمر بن أبي ربيعة وغادة اليابان لحافظ إبراهيم وأبعداً نرجي لعباس محمود العقاد وهي القصيدة محور موضوعي وشاء الله أن يكون أحد المعلقين عليها أستاذنا الجليل محجوب عمر باشري ( دكشنري لغات ) والآن أترككم مع هذا النص لحسن نجيلة حينما زار عباس محمود العقاد السودان عام 1943 أبان الحرب العالمية الثانية:

عندما بكى العقاد في الخرطوم

كان ذلك فى يوليو عام 1942 ، ابان الحرب العالمية الثانية ، فى ذلك الوقت اشتد لهيب الحرب، وكانت جيوش هتلر وموسلينى بقيادة روميل تكتسح جيوش الحلفاء فى شمال افريقيا ، حتى وصلت العلمين ، واصبحت قاب قوسين او ادنى من القاهرة ، التى كانت مكفهرة الوجه ، تعج بالجنود والجواسيس من كل جنس وتهيأت جيوش روميل لدخول مصر ، بينما احتلت جيوش موسلينى كسلا والكرمك وتهيأت لاحتلات السودان.

فى مثل تلك الظروف ، كان لا بد ان يتراجع صوت الفكر ويعلو صوت السلاح ، مصداقا لقول ابى تمام " السيف اصدق انباءا من الكتب ... " عندها ضاق المفكر الكبير عباس محمود العقاد بمصر كلها وقرر ان يهجر القاهرة مؤقتا ، وهى الحبيبة الى نفسه ، وكان ان شد الرحال الى الاخوة والأشقاء فى جنوب الوادى (السودان).

كانت زيارة العقاد الى السودان فى حد ذاتها حدثا ادبيا كبيرا لم تقلل من اهميته ظروف الحرب، وقد وصف احد أدباء السودان كيف استقبل وزملاءه خبر وصول العقاد الى الخرطوم قائلا "وذات ليلة ونحن حول المذياع نرقب تطورات الحرب واخبارها ، جاء المغفور له الاستاذ عثمان شندى ، وباسلوبه المرح الضاحك ، ذف الينا خبر وصول الأستاذ عباس محمود العقاد للخرطوم ، ولم يكن هذا النبأ بأقل اهمية وخطورة مما كنا نسمع من الراديو . " حسن نجيلة - ملامح من المجتمع السودانى - الطبعة الاولى ص 235".

كانت للعقاد - مثله فى ذلك مثل الكثيرين من ابنا جيله - صلات واسعة مع الشعراء والادباء فى السودان ، حيث راسله بعضهم وعرفه البعض الاخر عن قرب ، ولم يكن معروفا فى السودان والدول العربية فحسب وانما تعدى كل ذلك للعالمية، وقد وصل العقاد الى تلك المنزلة الرفيعة بفضل علمه الغزير وثقافته العالية ومساهماته الواسعة وكتاباته القيمة فى ميادين الادب والفكر والسياسة وارائه الجريئة التى كان يرسلها فى شجاعة غير عابئ بغضب الناس عليه او رضاهم عنه.

أتاحت زيارة العقاد لأبناء السودان فرصة نادرة ، اغتنمها الادباء لتكريم ذلك العبقرى الفذ ، فتوافدوا على مكان اقامته ، وأقاموا لاستقباله العديد من الليالى والمهرجانات الشعرية. وكانت فترة اقامته فى العاصمة السودانية (نحو اربعين يوما) سلسلة متصلة من اللقاءات الادبية والفكرية. وقد وصفها احد الادباء قائلا " مضت ايام العقاد بيننا كلها اعياد ثقافة وادب" ، كيف لا وقد كانو يعتبرونه من افذاذ رواد الثقافة فى اسمى معانيها. و كان لا بد ان يترك كل ذلك اثره العميق فى نفس ذلك الاديب الكبير.

ومن اهم اللقاءات الفكرية فى تلك الفترة كانت تلك المحاضرة عن الثقافة والتى القاها العقاد فى دار الثقافة بالخرطوم ، وقد اجمع مؤرخو تلك الفترة من الرواد على ان دار الثقافة لم تشهد قبل ذلك اليوم مثل ذلك الحشد من المثقفين وعشاق المعرفة الذين حرصوا على الاستفادة من علمه الغزير. وأقام الادباء السودانيون فى نفس الدار حفلا ادبيا نادرا لتكريم الكاتب الكبير ، شمل اراء ودراسات نخبة من الادباء السودانيين فى انتاج العقاد الفكرى ، سوى كان ذلك شعرا أو نثرا. وشارك العقاد فى ذلك الحفل شارحا ومحللا وناقدا.

وفى مناسبة اخرى زار العقاد دار الخريجين بام درمان بدعوة من بعض الادباء السودانيين ليتعرف على اعضائه من الشعراء والادباء ، وجلس بينهم يتسامر معهم فى ود ويدير الحديث فى اتجاهات مختلفة باسلوب شيق ساحر، وبعد ان تشعبت بهم الاحاديث قال قائل للعقاد ان الشاعر محمود الفضلى يجيد انشاد الشعر ، فالتفت اليه العقاد وطلب منه أن ينشده شعرا ، فانطلق ينشد قصيدة العقاد (ليلة الوداع) والتى مطلعها :

أبعدا نرجى أم نرجى تلاقيا
كلا البعد والقرب يهيج ما بيا
اذا انا احمدت اللقاء فاننى
لأحمد حينا للفراق أياديا
ألا من لنا فى كل يوم بفرقة
تجدد ليلات الوداع كما هيا
ليالٍ يبيح فيها الدلذث زِمَامَهُ
ويرخص فيها الشوق ماكان غاليا
غداً ننظر البدر المضوئ فوقنا
وحيدين من دارين لم تتلاقيا
بنا أنت من بدر وددت لو أنه
يبدو على الأفق أينما كنت ثاويا

استرسل محمود فى انشاده الشجئ لذلك الشعر العذب السلس والعقاد متكئ على مقعده ، وقد أرهف السمع. والقوم يتطلعون الى وجهه خلسة ويرقبون تعابير ذلك الوجه ، ومضى الصوت العذب فى انشاده:

أشم شذى الأنفاس منك وفى غد
سيرمى بنا البين المشت المراميا
وألثمه كيما أبرد غلتى
وهيهات لا تلفى مع النار راويا
فقبلت كفيه ، وقبلت ثغره
وقبلت خديه وما زلت صاديا
وتلمَّس كفي شعره فكأنني أعارض
سلسالاً من الماء صافيا
كأنا نذود البين بالقرب بيننا
فنشتد من خوف الفراق تدانيا


ويصف حسن نجيلة ذلك المشهد قائلا :
"أخذت أمعن النظر فى العقاد ومحمود ينشد هذا الشعر السلس العذب : ان يدى العقاد ترتجفان ... وقد ارتسمت على وجهه انفعالات من يعانى ثورة نفسية حادة " . وكان العقاد يصغى بكل حواسه ومحمود لا يزال ينشد:

ولما تقضى الليل الا أقله
وحان التنائى جشت بالدمع باكيا
فأقبل يرعانى ويبكى ، وربما
بكى الطفل للباكى وان كان لاهيا
وزحزحنى عنه بكف رقيقة
واسبل اهداب الجفون السواجيا
واسلمت كفى كفه فأعادها
وقلبى ! فهلا أرجع القلب ثانيا
فلم أر ليلاً كان أطيب مطلعاً
وأكأب أعقاباً وأشجى معانيا
فيا من يعيد الدهر من حيث بدا
اعد لي ليلات بمصر خواليا
إن كان لي في مقبل العيش مدة
فياليت يغدو مقبل العيش ماضيا

و يستمر حسن نجيلة فى وصفه لذلك المشهد الفريد :" وهنا انهار العقاد ، و اذا بوجهه يختلج والدموع تترقرق فى عينيه ثم تنساب تباعا. وصمتنا برهة ذاهلين ، ولكن محمودا يعود فيصل انشاد ما بقى من القصيدة التى اثارت كوامن ذكريات العقاد حتى دمعت عيناه... وانتهى محمود من انشاده ، وران على مجلسنا الصمت وابصارنا عالقة بالعقاد الذى ما زال متكئا على المقعد وقد غطى وجهه بيده اليسرى كمن استغرق فى حلم طويل

رواية اخرى لنفس الحادثة ، وصف محجوب عمر باشرى ذلك المنظر المؤثر بقوله :" وبكى العقاد ونزلت دموعه ، وصاح الشاعر حيدر موسى ... لقد بكى الجبار " ( محمود عمر باشرى - رواد الفكر السودانى، ص 356).

نعم ، فى ذلك الموقف الفريد ، وعلى الرغم من كبريائه وعزة نفسه ، لم يملك العقاد - وهو العصى الدمع - الا أن يترك لدموعه العنان على مرأى من الناس ، خلافا لما فعل أبو فراس الحمدانى عندما قال:

أراك عصى الدمع شيمتك ااصبر
أما للهوى نهى عليك ولا أمر
بلى ، أنا مشتاق ، وعندى لوعة
ولكن مثلى لا يذاع له سر
اذا الليل اضوانى بسطت يد الهوى
وأذللت دمعا من خلائقه الكبر

بكى العقاد وهو يجد تلك الحفاوة من أشقائه فى السودان ، ويلمس اكبارهم له ولوعتهم لفراقه ، وهو يتأهب للعودة للقاهرة.

الفضل الحاج البشير
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما بكى عباس محمود العقاد في الخرطوم Empty عاجل : العقاد يصل السودان لاجئا ( منقول - حسن الأفنـــدي )

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 14th سبتمبر 2012, 19:23


عندما بكى عباس محمود العقاد في الخرطوم Hasan%20Lafandi%20(new)(1)
لا تعجب من العنوان ولست كاذبا أو مبالغا , تلك كانت الحقيقة والحقيقة المجردة , جاء العقاد إلى السودان فارا من مصر الشقيقة , ولا غرو ولا غرابة , فالسودان عمق استراتيجى لمصر وأمن مصر ولكل أشقائنا المصريين , تماما مثلما نحس نحن أن مصر ـ أمنا ـ هي حبنا وإحساسنا بالقوة والملاذ والملجأ والسند عند كل ملمة لا قدر الله. مصر والسودان شقيقان توأمان , رغم كل ما يمر من تقلبات الحكم والظروف , رضي من رضي وأبى من أبى ........................ابتلي العالم وقتها بقيادات مهووسة بأفكار غريبة وجنون العظمة وعداء السلطوية للآخرين , وتفضيل جنس بشري على بقية البشر فى صلف زائف , تماما مثلما يجرى فى عالم اليوم من قطب أحادي القوة والقرار , فكانت الحرب العالمية الثانية بقطبيها النازى الهتلرى والفاشى الموسولينى من جهة والتحالف الآخر من جهة أخرى وعلى رأسه بريطانيا العظمى , ولم يكن لعالم شامل مثل العقاد أن يؤازر فكرا نازيا أو فاشيا وذلك بطبيعة الحال لا يتوافق مع العلم والفكر النفاذ الوقاد , فوقف ضد النازية بآرائه وكتاباته , ولكن جيوش النازيين والفاشيين أصبحت مصر منها على مرمى حجر كما يقولون , فقرر العقاد السفر إلى السودان , وهكذا هيأت الظروف للعقاد العالم الشامل أن يكون بالخرطوم لتستقبله بالأحضان والفرح والقبلات , وكما يقول إخواننا بالخليج تستقبله بالطش والرش وماء الورد بالغرش , كانوا يحبون الرجل ويقدرون علمه , وكانت تربطه بهم صلات قوية ولعله خال الشاعر السودانى المجدد ـ بل أول من جمع بين القديم والتجديد فى كف واحدة ـ المرحوم حمزة الملك طمبل , وكتب عنه العقاد منوها مشيدا , وقد التقيت طفلا بهذا الشاعر وكان ظريفا مرحا , وهو من أبناء أرقو فى شمال السودان , من نفس بلدتى التى ولد فيها أيضا الشاعر السودانى المعاصر المعروف أخى وزميلى محيى الدين فارس الذى عمل معى رئيسا لشعبة اللغة العربية بمدرسة ثانوية كنت مديرا لها , وكان والد الشاعر حمزة ملكا لمملكة أرقو كما يذكر نعوم شقير فى كتابه تاريخ السودان , وهو من استقبل من تبقى من المماليك بعد مذبحة القلعة الشهيرة مستضيفا لهم , وللشاعر حمزة الملك طمبل قصر من طابقين فى الناحية الشمالية من مدينة أرقو مبني بطوب مصنوع من الطين , وعرض جداره ربما يكون أكثر من المتر , ويقع على شاطئ النيل مباشرة , وقد زرت هذا القصر وتجولت بين حجراته وأروقته , ولا أدرى هل تأثر بغضب النيل فى سنوات خلت انقطعت فيها عن بلدتى أم ما يزال صامدا يتحدى ثورات النيل وفيضاناته والعواصف والأنواء ؟
وأعد السودانيون البرامج الحافلة للتعبير عن الترحيب بالعقاد , فلحن الموسيقار السودانى الكبير المرحوم إسماعيل عبد المعين قصيدة العقاد المعروفة :


يا نديــــم الصبوات = أقبـــل الليــل فهــات
واقتــــل الهم بكأس = سميت كأس الحــياة
هاتها باسـم حبيبى = قـــاتـل الله عــــداتى
أترى نحـرم حتى = ذكره فى الخـــلـوات
ذهبي الشعـر ساجى الطرف حـلو اللفـتــــات
وحـيــي لا يحـيـــــيك بغــــيـر البســـــــمات
هاتها عشرا وكرر = وصفـه العذب مـئات
ودع التلميح واجهر = باســمـه دون تـقــاة


ليغنيها فى حضرة العـقاد والقصيدة طويـلـة ولكنى لا أحفظها , بل أنسانيها الزمان , وليس لى من وثائق قربى أعتمد عليها .
كما حفظ المرحوم الأستاذ محمود الفضلى , ذلك الأديب الشقيق للسياسى الوطنى الوزير المرحوم يحيى الفضلى , وكان محمود ذا صوت شجي , فرأى المحتفلون أن ينشد للعقاد قصيدته الرائعة (ليلة الوداع) من بحر الطويل , وأذكر منها :

أبعـــدا نرجى أم نرجى تلاقيا
كلا البعــد والقربى يهيّـج ما بـيا
إذا أنا أحمـــدت اللقاء فإنـنى
لأحـمد حـيــنا للفــراق أيـاديـا
ألا من لــنا فى كل يوم بفرقة
تجدد ليــلات الـوداع كما هـيـا
ليــالٍ يبيح الـدل فيها زمامــه
ويرخص فيها الشوق ما كان غاليا
ويا لـيـلتى لــما أنست بقـربه
وقـد ملأ الــبـدر المـنير الأعالـيا
تطلّع لا يثنى عن البدر طرفه
فقلت حـيـاء مـا أرى أم تغـاضـيا
بنا أنت من بدر وددت لو أنه
على البعـد يبـدو أينما كنت ثـاويـا
وتلمس كـفى شعـــره فكأننى
أعارض سلسالا من الماء صافيا
وأشكوه ما يجنى فينفر غاضبا
وأعطفـه نحوى فيعـطف راضيا
إلى أن يقول العقاد :
فيا من يعيد الدهر من حيث ما أتى
أعــد لـي ليـــلات بمـصر خوالـيا
إذا لـى فـى مـقـــبل العـيش مـــدة
فيا رب فاجعل مقبل العيش ماضيا


والقصيدة على هذا النسق الرائع الجميل ومن عيون الشعر العربي بلا أدنى شك , لشاعر عالم حوى العلم وكان فيه بحرا عبابا , فقد كان الشاعر والأديب والعالم والسياسى والفيلسوف والمفكر والفلكى والفقيه فى الديانات , استفادت منه العربية أكثر مما استفادت من أبنائها العرب , فالرجل من أصول كردية كريمة مثلما كان شوقى وكان القائد صلاح الدين الأيوبى الخالد .
وجاء اليوم الموعود للاحتفال بأحد الأندية الثقافية المعروفة بالخرطوم , فطرب العقاد للقصيدة المغناة , وبكى عند وصول المنشد لليلة الوداع للبيتين الأخيرين حتى خرجـت صحف الخرطوم فى اليوم التالى تحمل العــناوين البارزة ( دموع الجبار ) و ( الجبار يبكى ) , وقرأها العقاد فقال : ومن قال لكم إن الجبار لا يبكى ؟
واعتلى المنصة شاعـر كبير يعـرف بشاعـر المؤتمر ( يعـنى مؤتمر الخريجين الذى كان يناضل ضد الاحتلال الإنجليزى وانتهى باستقلال السودان بعد رئاسة الشهيد الأزهرى لرئاسة الوزراء خلال سنوات الحكم الذاتى ) , ولشاعـر المؤتمر على نورـ رحمه الله ـ أبياته الشهيرة :

كل امرئ يحتل فى السودان غير مكانه
المال عند بخيــــــله والسيف عند جبانه
والمـرء ليس بأصغريـه بقـلبه ولســـانه
بل باكـتمـال روائـه وريـائه ودهـانــــه
وطن لو أن الحر لا يصبـو إلى أوطانه
ما كان لى شأن بذلـــته ورفعــة شـــانه

طبعا هذه الأبيات كانت عما كان يجرى فى زمان ذلك الشاعر ورؤية ذلك الشاعر ولا أكثر من ذلك , حتى لا تفهمونا غلطا أو خطأ وبغض الطرف عن موافقتى لها أو معارضتى لمضمونها , فلكل شاعر رؤيته وتفكيره وفلسفته . وأنا من المؤمنين بحرية الكلمة مهمــا كانت الظروف , إذ فى ظل مثل هذه الظروف يكون الإبداع وتتطور الأمم . أقول : اعـتلى المرحوم / على نور المنصة مرحـبا بالعقاد , ومن ضمن ما قال : وددت أن لو احتضنت العقاد الأديب الشاعر مقبلا لـه , وبإحدى يدي سكين أطعن بها العقاد السياسى فأرديه قتيلا !
كان يتصور الشاعر على نور أن معارضة العقاد وخلافه مع الفكر النازى والفاشى يعنى تأييده للإنجليز الذين يحتلون مصر والسودان معا بينما يحتدم نضال الشعبين ضد ذلك الاحتلال . تأثر العقاد بذلك كثيرا ووقف وقال : لا يعنى بالضرورة عدم إيمانى بالنازية والفاشية تأييدى للإنجليز وكان عليك التمييز فى ذلك . ولعل العقاد رد بذلك شاعرنا إلى صوابه بعد تفكيره الذى تغلب عليه فى تقديرى ورأيى حماسه الزائد والوطنى ضد الاستعمار الإنجليزى , فلم يتركه حماسه أن يفكر فى موقف العقاد بعمق وروية .
وهزم هتلر وموسولينى وانتصر الحلفاء ووضعت الحرب أوزارها وعاد العقاد إلى مصر مودعا ومثلما استقبل به من حفاوة وترحاب وحبابك عشرة .
مضوا وتبقى ذكراهم إلى أمد بعيد ..... نرحل وتبقى كلماتنا وبصماتنا .....

**********************************************************************************
استاذ فضل ............... قرأت قبل ايام ..... عن العقاد

رائع البنية ملكي الطلعة خلاب اللسان خبير بمواضع الرضا لدى النساء
من أئمة العارفين بمقامات الكلام وحياته ثرية المنابع وزاخرة بالأفكار
أهيب الناس وأكثرهم إيناسًا وأرقهم حاشية ولديه شمم وإباء الصعايدة
فنان يحب الحياة وعذب مرهف الحس يهتم بالعالم كأنه شأنه الشخصي


عندما طالعت قصيدة ...... منير صالح عبدالقادر
عقاد في السودان
ومطلعها ......
حقّق اللهُ حائراتِ الأماني
يومَ حلَّ العقّادُ بالسودانِ
خفقتْ حوله القلوبُ وجاشت
جيشانَ الورودِ بالأفنان
حنَّ شطرُ الوادي الخصيب إلى
الـمَنْبعِ بعد الصدودِ والهجران
فأفقنا على ابتسام رؤى الأَحْـلام
في موكب الهوى والحنان
وانتشينا من فورةِ الأمل
ا لناضرِ، نشدو بأعذب الألحان


فوجدتك قد وثقت للزمن الجميـــــــــل ........... تسلم استاذنا

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما بكى عباس محمود العقاد في الخرطوم Empty رد: عندما بكى عباس محمود العقاد في الخرطوم

مُساهمة من طرف ود عشمان 15th سبتمبر 2012, 02:03


الاخوان (الفطاحله) الفاضل و الفاتح

حاولو اختصرو لان المواضيع الطويله دي ( بطوشش ) عيونا بالقرايه .. المواضيع قسموها لينا ( شويه .. شويه )

فائق التقدير و الاحترام ..
ود عشمان
ود عشمان
مشرف تعريف المنتدى
مشرف تعريف المنتدى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى