تغريبة المهاجر قصيدة مؤثرة لسميح القاسم بعد الخروج من بيروت
صفحة 1 من اصل 1
تغريبة المهاجر قصيدة مؤثرة لسميح القاسم بعد الخروج من بيروت
تغـريـبــة... إلـى محـمـود درويش
للشاعر الكبير سميح القاسم
كتبها سميح القاسم منذ زمن عندما اعتقد أن محمود درويش مات بنار القذائف… أيام حصار بيروت
في مطلع الثمانينات .... وشاءت الأقدار لهما أن يلتقيا في باريس !!!!
لبيروت وجهان
وجه لحيفا
و نحن صديقان
سجنا ومنفى
قطعنا بلادا وراء بلاد
و ها نحن ، في تعتعات الدوار
نعود
وزاد المعاد
عناق سريع بباب مطار
أكان اللقاء اعتذارا ؟
أكان الوداع فرارا؟
بدون كلام نمد اليدين
ويا ليل يا عين
لا الليل ليل
ولا العين عين
يفرقنا العالم اليعربي
ويجمعنا العالم الاجنبي
و نبقى أجانب في العالمين !
و يبقى الرحيل
مع الريح من منزل في الجليل
الى الريح
في فندق غامض
يعانق فيه القتيل القتيل
بدون سلام
بدون كلام
تقبّل في عنقي قلب َ أمك
و ربّ أخ لك ..
ألقي بهمي على صدر همك
ونبكي ونضحك
في غربتين..
أتسألني كيف حالي
وأنت جوابُ السؤالِ
عذابي فله
و موتي قبله
بلا شفتين
ذهبتُ بعيدا
وعدت وحيدا
يتمتم فيّ عجوزُ حقود:
متى ؟ كيف ؟ أين ؟
متى ؟
كيف ؟
أين ؟
للندنَ وجهان
وجه لحيفا
ونحن رفيقان
خصما وإلفا
يؤرّخنا الحب والموت
في دفتر الارض
تغريبة للمهاجر
و تغريبة للوطن
ونفضي بأسرارنا للقباب
وننقش أحزاننا في القناطر
و نطلق من جرحنا عندليبا
يزلزل صمت الزمن
ونعجن بالدمع
خبزَ المجازر
أتذكر ضرعا شهياً
رضعناه دون شهيّة ؟
و زيتونة غادرتنا
كسائحة أجنبية ؟
و عاشقة
ما رحمنا هواها ،
و ظلت وفيّة ؟
أتذكر أيام جُعنا
معاً
و شبعنا
معاً
ثم جعنا
معا
و عشقنا
معا
ثم ضعنا ؟
سلام عليك
سلام عليّا
على الحب
يولد
ثم يموت
- سلام عليه -
و يُبعث حيّا ؟
لكل المغنين
أمّ حزينه
وكل مغن
مدينه
تنام
وفي قلبها نجمة
وتصحو
وفي جرحها ..غنغرينه ؟
ونحن ،
شروق الاغاريد كنّا
فهل سنكون
غروب الضغينه؟!
من" الرامة " الخائفه
إلى " البروة " السالفه
إلى دمعة بيننا واقفه
تقوم على الرمل دنيا
و تسقط في الوحل دنيا
و أعداؤنا
لعنةُ
يُحجم الموت
وهي على رسلها زاحفه
و أنصارنا
عملة زائفه
فماذا عساني أفعل وحدي
وماذا ستفعل وحدك
وقد صار لحديَ مهدي
و مهدك لحدك
أأنشد عنك
وتنشد عني
لصحراء قاحلة قاحلة
يموت على ساعديها المغني
وتتركه خلفهما القافله ؟
أتخرج حورية البحر
من صدف القاع
أم أوصدَ البحر أسراره
و انتهينا ،
نتمتم سخطاً :
متى ؟
كيف ؟
أين ؟!
تساءلت في ساعة القصف
هل أدركته القذائف
مكباً على نبأ في جريدة ؟
و هل أخطاته القذائف
ليشرب كاساً جديدة
و يودع لوعته في قصيدة !
تساءلت : كيف هو الآن
غضبان
جوعان
بردان
خائف ؟
وهل فاجأته القذائف ؟
وهل أمهلته القذائف ؟
و أدنيتُ كفي لوجهك
حاولت أن ألمسه على شاشة التلفزيون
في ضوء قنبلة مشمسه
و كانت قربك جثة طفله
على وجهها وجه حبّي " محمد "
و " وضّاح " يزعق رعبا
على شاشة التلفزيون
يزعق رعبا
و يجذب زند " عمر "
لعل ملاذاً ببعض الحُفر
و متًّ
و متًّ
ومات البشر
جميع البشر
ومات القمر
وراحت تكفنه الريح سراً
و تدفنه في هشيم الشجر
ولم يبقَ من عالم الله والناس
الا خبر
شظايا خبر !
و كانت بقربك جثه
الى جنب جثه
و في القلب جثه
وما كان بالقرب مني
سوى دمع عيني
و ربّ أخِ ..
لباريس وجهان
وجه لحيفا
ونحن شقيقان
حِلماً و سُخفا
وتعرف قلبي
و تعرف حزني
ووردة حبي
وخيبة ظني
و تبصر بيتك في وهج صوتي
و أسمع صوتك
في صمت بيتي
وربّ أخ ٍ لك ..
فكّرت فيك
ولم يبقَ في الأرض
غير الذين
يحبوننا ميّتين
وإن قدر الله حسن النوايا
فقد يقبلون بنا لاجئين
و مستضعفين
و مسنزقين
وفكرت فيك
و فكرت فيّ
لأن الشهيد
صديق وفيّ !
لبيروت وجهان
وجه لحيفا
ونحن صديقان
سجنا ومنفى
للندن وجهان
وجه لحيفا
ونحن رفيقان
حبا وخوفا
لباريس وجهان
وجه لحيفا
ونحن شقيقان
قمعا وعسفا
لتونس وجهان
وجه لحيفا
ونحن غريبان
نحن غريبان
نحن غريبان
ما من زمان
وما من مكان
لماذا ؟ لماذا ؟
و أين ؟
و كيفا ؟
ووجه ... لحيفا
للشاعر الكبير سميح القاسم
كتبها سميح القاسم منذ زمن عندما اعتقد أن محمود درويش مات بنار القذائف… أيام حصار بيروت
في مطلع الثمانينات .... وشاءت الأقدار لهما أن يلتقيا في باريس !!!!
لبيروت وجهان
وجه لحيفا
و نحن صديقان
سجنا ومنفى
قطعنا بلادا وراء بلاد
و ها نحن ، في تعتعات الدوار
نعود
وزاد المعاد
عناق سريع بباب مطار
أكان اللقاء اعتذارا ؟
أكان الوداع فرارا؟
بدون كلام نمد اليدين
ويا ليل يا عين
لا الليل ليل
ولا العين عين
يفرقنا العالم اليعربي
ويجمعنا العالم الاجنبي
و نبقى أجانب في العالمين !
و يبقى الرحيل
مع الريح من منزل في الجليل
الى الريح
في فندق غامض
يعانق فيه القتيل القتيل
بدون سلام
بدون كلام
تقبّل في عنقي قلب َ أمك
و ربّ أخ لك ..
ألقي بهمي على صدر همك
ونبكي ونضحك
في غربتين..
أتسألني كيف حالي
وأنت جوابُ السؤالِ
عذابي فله
و موتي قبله
بلا شفتين
ذهبتُ بعيدا
وعدت وحيدا
يتمتم فيّ عجوزُ حقود:
متى ؟ كيف ؟ أين ؟
متى ؟
كيف ؟
أين ؟
للندنَ وجهان
وجه لحيفا
ونحن رفيقان
خصما وإلفا
يؤرّخنا الحب والموت
في دفتر الارض
تغريبة للمهاجر
و تغريبة للوطن
ونفضي بأسرارنا للقباب
وننقش أحزاننا في القناطر
و نطلق من جرحنا عندليبا
يزلزل صمت الزمن
ونعجن بالدمع
خبزَ المجازر
أتذكر ضرعا شهياً
رضعناه دون شهيّة ؟
و زيتونة غادرتنا
كسائحة أجنبية ؟
و عاشقة
ما رحمنا هواها ،
و ظلت وفيّة ؟
أتذكر أيام جُعنا
معاً
و شبعنا
معاً
ثم جعنا
معا
و عشقنا
معا
ثم ضعنا ؟
سلام عليك
سلام عليّا
على الحب
يولد
ثم يموت
- سلام عليه -
و يُبعث حيّا ؟
لكل المغنين
أمّ حزينه
وكل مغن
مدينه
تنام
وفي قلبها نجمة
وتصحو
وفي جرحها ..غنغرينه ؟
ونحن ،
شروق الاغاريد كنّا
فهل سنكون
غروب الضغينه؟!
من" الرامة " الخائفه
إلى " البروة " السالفه
إلى دمعة بيننا واقفه
تقوم على الرمل دنيا
و تسقط في الوحل دنيا
و أعداؤنا
لعنةُ
يُحجم الموت
وهي على رسلها زاحفه
و أنصارنا
عملة زائفه
فماذا عساني أفعل وحدي
وماذا ستفعل وحدك
وقد صار لحديَ مهدي
و مهدك لحدك
أأنشد عنك
وتنشد عني
لصحراء قاحلة قاحلة
يموت على ساعديها المغني
وتتركه خلفهما القافله ؟
أتخرج حورية البحر
من صدف القاع
أم أوصدَ البحر أسراره
و انتهينا ،
نتمتم سخطاً :
متى ؟
كيف ؟
أين ؟!
تساءلت في ساعة القصف
هل أدركته القذائف
مكباً على نبأ في جريدة ؟
و هل أخطاته القذائف
ليشرب كاساً جديدة
و يودع لوعته في قصيدة !
تساءلت : كيف هو الآن
غضبان
جوعان
بردان
خائف ؟
وهل فاجأته القذائف ؟
وهل أمهلته القذائف ؟
و أدنيتُ كفي لوجهك
حاولت أن ألمسه على شاشة التلفزيون
في ضوء قنبلة مشمسه
و كانت قربك جثة طفله
على وجهها وجه حبّي " محمد "
و " وضّاح " يزعق رعبا
على شاشة التلفزيون
يزعق رعبا
و يجذب زند " عمر "
لعل ملاذاً ببعض الحُفر
و متًّ
و متًّ
ومات البشر
جميع البشر
ومات القمر
وراحت تكفنه الريح سراً
و تدفنه في هشيم الشجر
ولم يبقَ من عالم الله والناس
الا خبر
شظايا خبر !
و كانت بقربك جثه
الى جنب جثه
و في القلب جثه
وما كان بالقرب مني
سوى دمع عيني
و ربّ أخِ ..
لباريس وجهان
وجه لحيفا
ونحن شقيقان
حِلماً و سُخفا
وتعرف قلبي
و تعرف حزني
ووردة حبي
وخيبة ظني
و تبصر بيتك في وهج صوتي
و أسمع صوتك
في صمت بيتي
وربّ أخ ٍ لك ..
فكّرت فيك
ولم يبقَ في الأرض
غير الذين
يحبوننا ميّتين
وإن قدر الله حسن النوايا
فقد يقبلون بنا لاجئين
و مستضعفين
و مسنزقين
وفكرت فيك
و فكرت فيّ
لأن الشهيد
صديق وفيّ !
لبيروت وجهان
وجه لحيفا
ونحن صديقان
سجنا ومنفى
للندن وجهان
وجه لحيفا
ونحن رفيقان
حبا وخوفا
لباريس وجهان
وجه لحيفا
ونحن شقيقان
قمعا وعسفا
لتونس وجهان
وجه لحيفا
ونحن غريبان
نحن غريبان
نحن غريبان
ما من زمان
وما من مكان
لماذا ؟ لماذا ؟
و أين ؟
و كيفا ؟
ووجه ... لحيفا
الفضل الحاج البشير- مشرف منتدى الشعر
مواضيع مماثلة
» تغريبة المَهَاجر لسميح القاسم
» غوانتانامو قصيدة جديدة لسميح القاسم
» حوارية حزن لسميح القاسم
» سميح القاسم في قصيدة غونتانامو
» حكاية قصيدة ولكل قصيدة مناسبة شارك معنا قصيدة خال فاطمة
» غوانتانامو قصيدة جديدة لسميح القاسم
» حوارية حزن لسميح القاسم
» سميح القاسم في قصيدة غونتانامو
» حكاية قصيدة ولكل قصيدة مناسبة شارك معنا قصيدة خال فاطمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى