ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلمي والخواطر : دموع على اسوار المدينة .......

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

قلمي والخواطر : دموع على اسوار المدينة ....... Empty قلمي والخواطر : دموع على اسوار المدينة .......

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 3rd سبتمبر 2010, 16:01

أنتم لا احد يشبهكم .. لا أجيد الوصف حينما أراكم تضحكون, تبتسمون , حينها أرى شموساً تشرق من شفاهكم ,,,, تفتح نافذة في وسط الظلام , ليست شموس النهار الحارقة, شموس تبعث السعادة في القلوب الحزينة, تنشر الابتسامة ,وتزرع الحب في العيون الغارقة بالدموع, أنتم يا حكاية جميلة..في زمان ندرت فيه الحكايات الجميلة
ما زلت ,,,ابحث فيكم عن أسرار لم تكشف بعد العلاقة التي تربطكم بمعادلة الحياة مع الحروف الأبجدية ..من الألف إلى الياء , أنتم لا غيركم ,,, أنتم آخر القطرات التي انزلقت من عنق الزجاجة...
زجاجة الطهر و النقاء و العفاف والبراءة و الذكاء والدهاء والعبقرية, زجاجة أبحرت عبر أمواج الحياة , و نشرت الرسالة,وضاعت في أمواج العاصفة, رسمتكم أطفالاً تلعبون في أرجوحة المدينة يوم العيد, حولكم طيور تغرد بحلو الكــلام ,, نظمت القصيد ,,, أنتم والقصيدة والبراءة تكبرون .. حولكم أشجار خضراء جملت المدينة.. ماء.. وأزهار ,, جداول .,,, يالها من لوحة جميلة تضيء المدينة..
وجوهكم ملائكية أشرقت بها أسوار المدينة.. وغابت فيها شمس وجدي,,,,,وأزالت الغيوم..وأضحت السماء صافية.. تلك هي مملكتكم ,,, أمراء بلا قصور ..وأميرات لم يحكمن المدينة ,,,, حكمن قلوب أهل المدينة... فجأة انتبهت المدينة .. واختفت خلف الوهج القادم منكم الى المدينة ,,, عيون تمنت زوال هذا البهاء وعيون أرسلت سهاماً حاقده لتطفئ هذا البريق والكبرياء........ وعيون ترقب هذا المهرجان الملائكي بفرح غامر بصدق ,,, وبقيت هذه الصورة حبيبة الى تلك العيـــون ,,,,صورة أطفال أبرياء يلعبون في أرجوحة المدينة ,,أطفال لا يقبلون إلا بأدوار البطولة..,,, أنتم المعجـــزة ,, في زمن الخطايا والخطوب ,لا أحد من حولكم يفوقكم , صدقاً وحبــــاً , لذا لا يرضون لكم بالعرش مكاناً والعـــلو إمكانا ,,, لا تنتبهوا الى تلك العيون التي ترمقكم شذراً وماؤها رمادي , لا تبتأسوا فعين الله سترعاكم ....وتبقى الحقيقة .....أنتم ملائكةً تمشي على الأرض ,, وتلك دموع على أسوار المدينة....

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قلمي والخواطر : دموع على اسوار المدينة ....... Empty من الخوف الى الشوق – تحول نظرة الأدب الى الذئب

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 4th سبتمبر 2010, 14:04


كلما ذكر اسم الذئب، يفهم معناه عالميا، بأنه حيوان خاص مميز بين الحيوانات، إنه مخادع شرس قاس محب للدماء من جهة وصبور وصمود وذكي ومتعاون من جهة أخرى. فعندما كان بنو البشر ضعفــاء , لم يتمكنوا من السيطره عليه , لذا جعلوا منه عدوا لدودا. وبالتالي كانت صورة الذئب في الأدب سلبية دائما، على سبيل المثال قصص الأطفال ((القبعة الحمراء)) و((الذئب الذي يتنكرفي فروة الغنم))... والمثل "الذئب لن تتغير طبيعته"، "لن يخلو عرين الذئب من العظام"، و لمن يتناول الأكلات شرها يقال: فلان يأكل أكلة الذئب، ولمن يغدر ويرد الخير بالشر: فلان ذو قلب ذئب، ولمن ترك شريرا أو عدوا يدخل بيته "فلان أدخل الذئب الى البيت". وكذلك : "إذا ذكرت الذيب فأعد له العصا"، و" الذئب أقلق راحة الأسد"، قولهم "فلان أخون من الذئب" صفة لمن يخون ويغدر كثيرا، وقولهم "إن لم تكن ذئبا فسوف تأكلك الذئاب " تشجيع للإنسان ليكون قويا، وقولهم " لا يجتمع الذئب والحمل " دلالة على أنه من المستحيل جمع الاثنين المتضادين......
((عواء ليلة مقمرة )) خاطرة تميزت بهذا النوع من الشعر الذي جعل من الذئب موضوعاً في الأدب والخواطر... لكني لا أستحضرها الان....
عموماً أحبتي رواد المنتدى :-
عندما نلقي نظرنا الى الأدب العربي، وجدنا نفس الاهتمام بالذئب منذ فترة من الزمن. هناك كتاب ((شعراء وذئاب)) لـ د. ثائر زين الدين، يكتشف جمالية فنية خاصة وشكلا متميزاً في الساحة الثقافية الأدبية، حاول الكاتب جمع صور الذئاب في الشعر العربي القديم معا، للتعبير عن الشوق والتوق لتلك العصور التي فيها ذئاب، والتبجيل والتقدير لأولئك الشعراء العظماء الذين كانوا يتعايشون مع الذئاب. . كما قال بعض الباحثين إنه الى جانب ذلك " قدم في السنوات الماضية، تجربة شعرية، انكشفت على الداخل النفسي والوجداني للإنسان المعاصر، ماسحة عن جبينه أشواك الطريق، وصدى الأسى، ما استطاعت إلى ذلك سبيلا." وكتابه ((شعراء وذئاب)) من الكتب الهامة في الدراسات الأدبية التي تقرأ حقاً". وفي هذا الكتاب خمسة موضوعات، والأول والأهم منها موضوع العلاقة بين الشعراء والذئاب. وهناك كتاب ثان هو كتاب ((الذئب في الشعر والتراث)) لـِ عايد عمرو الصادر عن " فضاءات للنشر والتوزيع" حيث يجمع حكايات وروايات تاريخية تُحدثنا وتُعرّفنا أكثر عن الذئب.
شبه الجزيرة العربية والمناطق المحيطة بها واسعة قليلة السكان، يعيش فيها الذئب منذ قديم الزمان، والذئب العربي أصغر من الذئب الآسيوي، لونه أصفر مائل الى الرمادي، أطرافه طويلة، سريع الجري خاطف الحركة، وقد صار من الحيوانات المهددة بالانقراض. الذئب مهم جدا عند العرب، لأنهم يتأثرون بشجاعته وعزة نفسه تأثرا بالغا، فيأخذون صفاته التي تشدهم كأبناء الصحراء فالحذر والاحتراس والترصّد والإغارة كلها من صفات الذئب التي تعجب العرب. وجاء ذكر الذئب في كثير من قصائد الشعراء سواء أكانت الفخر والحماس أو التوجد أو الرثاء أو غيرها بشكل يعكس ما لهذا الضاري من صفات ميزته عن سائر وحوش الصحراء والبراري. لولا الذئاب لما كانت لامية العرب، وما شابهها من الأشعار الجميلة الخالدة .
فقد أشار كاتب ((شعراء وذئاب)): وجدنا أن للذئبِ حضوراً لافتاً، ومتنوّعاً في الشعر المُعبّر عن ذلك، حضوراً يختلفُ باختلاف الشاعِرِ وتكوينِهِ وشجاعتِهِ وحقبتِهِ التاريخيّة وظرفِهِ الاجتماعي وغيرها من العوامل الذاتيَة والموضوعيّة! وقد ضرب لنا أمثلة كثيرة وأخذت منها ثلاثة:

....
نتابع

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قلمي والخواطر : دموع على اسوار المدينة ....... Empty ((شعراء وذئاب)) نمــــاذج.....

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 4th سبتمبر 2010, 14:13

المرقش الأكبر والذئب:
المرقّش الأكبر (توفي عام 550م )شاعرٌ جاهليٌ فحل، شعرُهُ من الطبقة الأولى وفي قصيدةٍ يفتتحها المُرقّش الأكبر بالوقوفِ على أطلال أسماء حبيبته ثم يقدّم لنا صورةً أخّاذة لزيارة الذئب:

ولمّا أضأنا النار عِنْدَ شوائنا عرانا عليها أطْلَسُ اللون بائسُ

نبذتُ إليهِ حُزَّةً من شِوائنا حياءً وما فُحشي على مَنْ أُجالسُ

فآضَ بها جذلانَ ينفُضُ رأسَهُ كما آبَ بالنهبِ الكميُّ المحُالِسُ

ومنزلُ ضنكِ لا أريدُ مَبيتَهُ كأني بهِ من شدّة الرَّوعِ آنِسُ

وتسمَعُ تَزْقاءً من البوم حولنا كما ضُربت بعدَ الهدوءِ النواقس

زقوُ بومٍ لعلّهُ ينذرُ بأن رحلة الشاعر صوبَ ديار أسماء الجديدة هي رحلةٌ باتجاه الموت، لكنّ الشاعرَ الفارس العاشق لا يهتم لذلك، ها هو ذا ينزلُ عن راحلتِهِ ويشعلُ النار ويعدُّ الشواء، فيستضيفُهُ الذئبُ، ذئبٌ أغبرُ اللون إلى سواد، حزين وبائس، فيحسُّ المُضيفُ ـ وهو ابن الصحراء ـ بحالِ ضيفه، وتأبى عليهِ عاداتُ قومِه أن ينهرَه، أو يسيءَ مُعاملته وهو على ما هو عليهِ من جوعٍ وسغبٍ وبؤسٍ، فيقتطعُ لَهُ من شوائِهِ حُزَّةً ويرميها إليهِ فيقبضُ عليها، ويرجعُ بها سعيداً، يهزُّ رأسَهُ محبوراً، وأمام هذا المشهد يسترفدُ المرقّش قاموسُ فروسيّته،

الشنفرى والذئب
الشنفرى (توفي عام 525 م )أحد أهم أغربة العرب وذؤبانها وصعاليكها، إنه بعد أن انقطعت سُبُل المودّة والتراحم والشفقة بينَه وبين أمّه، آثَرَ أن وَضَعَ الذئبَ القوي السريع في أول قائمةِ أهلِهِ الجُدد، وقد بلغَ الرجُلُ من الإحساس بالغربة في مجتمع البشر الى أن يبتعِدَ عن الأذى والبغضاء واجداً بين وحوش الفلاة مُتَعزّلاً:

أقيموا بني أُمّي صدورَ مطيّكم فإني إلى قوم سواكم لأميلُ

وفي الأرضِِ منأىً للكريم عن الأذى وفيها لمن خافَ القِلى مُتعزّلُ

ولي دونكم أهلونَ: سيدٌ عَمّلسٌ وأرقَطُ زهلولٌ وعرفاءُ جيألُ

هم الأهلُ لا مستودَع السِر ذائعٌ لديهم، ولا الجاني بما جُرَّ يُخذَلُ

وكلٌ أبيٌّ باسِلٌ غير أنني إذا عرضت أولى الطرائد أبْسَلُ

وأصبحَ عنّي بالغُميصاء جالساً فَريقانِ: مسؤولٌ وآخر يسألُ

فقالوا: لقد هَرّت بليلٍ كلابُنا فقلنا: أذئبٌ عَسَّ، أم عَسّ فُرعُلُ"

للشنفرى قصيدةٌ لاميّة تقعُ في ثمانية وستينَ بيتاً، سَمّتها الناسُ فيما بعد "لاميّةَ العرب"، وسمي أيضا "نشيدَ الصحراء"، وقد خّصّ الشاعِرُ الذئبَ بعشرة أبياتٍ منها. ابتدأها بإعلانِهِ انصرافَهُ عن قومِه مبيّناً أسبابَهُ، ثُمّ قدّم مفهومَه للرجل الحقيقي من خلالِ استعراضِ مجموعة من النماذج البشريّة المرفوضة؛ منها نموذَج الراعي الذي يترك قطِعَ الجمالِ منذ الصباح حتى المساء دون رعاية، مخافةَ الشمسِ والعطش، ثُمّ يسبقُ صغار الإبلِ إلى حليب أُمّهاتِها ليتركها جائعة، ومنها نموذج الرجل الجبان المُلاصَقَ لامرأتِهِ يستمعُ إلى رأيها ويأخذ بهِ، ومنها نموذج المخنّث الذي لا ينفك يَطيّب ويتكّحل ويجالس النساء، ورأى أن لا علاقة لَهُ بهذهِ النماذج، التي يفضّلُ عليها ثلاثةَ أصحاب: قلبٌ شجاعٌ مقدام، وسيفٌ بتّارٌ مجرّدٌ من غمدِه، وقوسٌ متينة مُزّينة بسيورٍ جلديّةٍ وخرز بعد ذلك يقدّم الشاعِرُ وصفاً عميقاً لحياتِهِ وسلوكِهِ؛ من صبرٍ وتجلّدٍ على الجوع والعطشِ إلى نومٍ أقربُ ما يكون لنوم الوحوش خشونةً وحذراً. وفي هذا المقطع يشبّهُ الشاعرُ نفسه ـ في تحمّله الجوع ـ بالذئب، ويصفُ لنا في لوحةٍ أخّاذة مشهدَ قطيعِ الذئاب الجائعة، ليصف بعد ذلك نفسه وهو يسابقُ القطا إلى الماء فيسبقها ويشربُ قبلها. ويخلُصَ في هذا المقطع إلى نتيجةٍ مفادها أن هذا الأسلوبَ من الحياة هو الذي يحفظ لَهُ كرامته وحرّيته، ويلوحُ لَهُ عالم الإنس من جديد فيستحضر همومَه ومشاكله مع بني البشر ويتساءَل بأي جنايةٍ سيؤخّذ، ثُمّ يستذكر متفاخراً غَزوةً له "بغميصاء"، ويروي مزهوَّاً حيرةَ أعدائِهِ وهم يحاولونَ معرفةَ من غزاهم فينسبونَ فعلته تلك إلى الذئبِ أو ابن الضبع أو الجن؛ فالإنسُ لا يستطيعون فعل ذلك؟!

كعب بن زهير والذئب

كعبُ بن زهير بن أبي سُلمى (توفيَ سنةَ 645 م) شاعِرٌ من الشعراء المخضرمين الفحول، ينتمي إلى بيتٍ من أعرقِ بيوت العرب في الشعر، واشتهر بلاميته المشهورة معتذراً أمام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، التي مطلعها:

بانتَ سعادَ فقلبي اليوم مبتولُ متيمٌ إثرها، لم يُفدَ مكبولُ

لكعب بن زهير لاميّة معروفة مطلعها:

ألا بكَرتْ عرسي تلومْ وتعذِلُ وغير الذي قالتْ أعفُّ وأجمَلُ

تقعُ في ثلاثةٍ وخمسينَ بيتاً، خَصّ الشاعِرُ مشهدَ الذئب فيها بسبعةَ عَشَرَ بيتاً يقول فيها:
وصرماءَ مذكارٍ كأنّ دويَّها بُعَيدَ جنانِ الليل ممّا يُخيَّلُ

حديثُ أُناسيٍّ فلّما سمعتُهُ إذا ليس فيه ما أبينُ فأعقِلُ

قطعتُ يُماشيني بها مُتضائلٌ من الطُلسِ أحياناً يخبُّ ويعسلُ

يحبُّ دنوَّ الأُنسِ منه وما بهِ إلى أحدٍ يوماً من الأنسِ منزِلُ

تقرّبَ حتى قلتُ لم يدنُ هكذا من الأنسِ إلا جاهِلٌ أو مضلَّلُ

مدى النبلِ، تغشاني إذا ما زجرتُهُ قُشعريرةٌ من وجهِهِ وهو مقبلُ

إذا ما عَوى مُستقبلَ الريحَ جاوبت مسامِعَهُ فاهُ على الزّاد مُعْوِلُ

كسوبٌ إلى أن شبَّ عن كسبِ واحدٍ مُخالِفُهُ الإقتارُ لا يتحوّلُ

كأن دخانَ الرِمثِ خالَطَ لونَهُ يُغلُّ بهِ من باطنٍ ويُجَلَّلُ

بصيرٌ بأدغالِ الضَّراءِ إذا خَدَا يعيلُ ويخفى بالجهادِ ويمثُلُ

تراهُ سميناً ما شتا وكأنّهُ حَميٌّ إذا ما صافَ أو هو أهْزَلُ

كأنَ نَساهُ شرعَةٌ وكأنَّهُ إذا ما تمطّى وجهةَ الريحِ مِحْمَلُ

وحَمْشٌ بصير المقلتينِ كأنّهُ إذا ما مشى مستكرِهَ الريحِ أقزَلُ

يكادُ يرى ما لا ترى عينُ واحدٍ يثيرُ لَهُ ما غيَّبَ التُربُ مِعْولُ

إذا حضراني قلتُ لو تعلمانِهِ ألم تعلما أني من الزادِ مُرمِلُ

غُرابٌ وذئبٌ ينظرانِ متى أرى مُناخَ مبيتٍ أو مقيلاً فأنزِلُ

أغارا على ما خَيَّلتْ وكلاهُما سيخلُفُهُ منّي للذي كانَ يأمَلُ
.... نتابع

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قلمي والخواطر : دموع على اسوار المدينة ....... Empty رد: قلمي والخواطر : دموع على اسوار المدينة .......

مُساهمة من طرف أزهرى الحاج البشير 4th سبتمبر 2010, 14:48

شكرا الفاتح صاحب القلم السيّال وأنت توثق للذئب .. وأود أن أضيف أن معظم الحيوانات لا تفترس إلا وهي جائعة بعكس الذئب الذي يفترس دون أي سبب وهو شِبع .. لذا يخشى الناس الذئاب وتحضرني هنا قصيدة الفزدق الجميلة التي كتبها في ليلة زاره فيها ذئب وهو مسافرون

وكان الفرزدق قد خرج من الكوفة هو وبعض أصحابه، ولما طال بهم المسير أناخوا ركابهم في منتصف الليل وناموا، وكانوا قد هيؤوا للعشاء شاة وسلخوها وعلقوها على جمل لهم، ولكن النوم غلبهم فاستجابوا له، وبينما هم في نومهم إذ هجم ذئب على تلك الشاة المسلوخة وأخذ ينهشها، فاستيقظ الفرزدق، وأناخ الإِبل وقطع رجل الشاة ورماها للذئب، فأخذها الذئب وتنحى جانباً وأكلها ثم عاد، فما كان من الفرزدق إلا أن قطع له يد الشاة فأخذها الذئب وذهب لسبيله. وفي الصباح قص الفرزدق على أصحابه ما كان بينه وبين الذئب، وكان قد صنع هذه الأبيات


.وَأطْلَسَ عَسّالٍ، وَما كانَ صَاحباً، دَعَوْتُ بِنَارِي مَوْهِناً فَأتَاني
فَلَمّا دَنَا قُلتُ: ادْنُ دونَكَ، إنّني وَإيّاكَ في زَادِي لمُشْتَرِكَانِ
فَبِتُّ أسَوّي الزّادَ بَيْني وبَيْنَهُ، على ضَوْءِ نَارٍ، مَرّةً، وَدُخَانِ
فَقُلْتُ لَهُ لمّا تَكَشّرَ ضَاحِكاً وَقَائِمُ سَيْفي مِنْ يَدِي بمَكَانِ
تَعَشّ فَإنْ وَاثَقْتَني لا تَخُونُني، نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذئبُ يَصْطَحبانِ
وَأنتَ امرُؤٌ، يا ذِئبُ، وَالغَدْرُ كُنتُما أُخَيّيْنِ، كَانَا أُرْضِعَا بِلِبَانِ
وَلَوْ غَيْرَنا نَبّهَت تَلتَمِسُ القِرَى أتَاكَ بِسَهْمٍ أوْ شَبَاةِ سِنَانِ
وَكُلُّ رَفيقَيْ كلِّ رَحْلٍ، وَإن هُما تَعاطَى القَنَا قَوْماهُما، أخَوَانِ
فَهَلْ يَرْجِعَنّ الله نَفْساً تَشَعّبَتْ على أثَرِ الغادِينَ كُلَّ مَكَانِ
فأصْبَحْتُ لا أدْرِي أأتْبَعُ ظَاعِناً، أمِ الشّوْقُ مِني للمُقِيمِ دَعَاني
وَمَا مِنْهُمَا إلاّ تَوَلّى بِشِقّةٍ، مِنَ القَلْبِ، فالعَيْنَانِ تَبتَدِرَانِ
ولَوْ سُئِلَتْ عَني النَّوَارُ وَقَوْمُهَا، إذاً لمْ تُوَارِ النّاجِذَ الشّفَتَانِ
لَعَمْرِي لَقَدْ رَقّقْتِني قَبلَ رِقّتي، وَأشَعَلْتِ فيّ الشّيبَ قَبلَ زَمَاني
وَأمْضَحتِ عِرْضِي في الحياةِ وَشِنتِهِ، وأوْقَدْتِ لي نَاراً بِكُلّ مَكَانِ
فَلوْلا عَقَابِيلُ الفُؤادِ الّذِي بِهِ، لَقَدْ خَرَجَتْ ثِنْتَانِ تَزْدَحِمَانِ
وَلَكِنْ نَسِيباً لا يَزالُ يَشُلُّني إلَيْكَ، كَأني مُغْلَقٌ بِرِهَانِ
سَوَاءٌ قَرِينُ السَّوْءِ في سَرَعِ البِلى عَلى المَرْءِ، وَالعَصْرَانِ يَختَلِفَانِ
تَمِيمٌ، إذا تَمّتْ عَلَيكَ، رَأيتَها كَلَيْلٍ وَبَحْرٍ حِينَ يَلْتَقِيَانِ
همُ دونَ مَن أخشَى، وَإني لَدُونَهمْ، إذا نَبَحَ العَاوِي، يَدِي وَلِسَاني
فَلا أنَا مُخْتَارُ الحَيَاةِ عَلَيْهِمُ وَهُمْ لَنْ يَبيعُوني لفَضْلِ رِهَاني
مَتى يَقْذِفُوني في فَمِ الشّرّ يكفِهمْ، إذا أسْلَمَ الحَامي الذّمَارِ، مَكَاني
فلا لامرِىءٍ بي حِينَ يُسنِدُ قَوْمَهُ إليّ، ولا بالأكْثَرِينَ يَدَانِ
وَإنّا لَتَرْعَى الوَحْشُ آمِنَةً بِنَا، وَيَرْهَبُنا، أنْ نَغضَبَ، الثّقَلانِ
فَضَلْنَا بِثِنْتَينِ المَعَاشِرَ كُلَّهُمْ: بِأعْظَمِ أحْلامٍ لَنَا وَجِفَانِ
جِبالٌ إذا شَدّوا الحُبَى من وَرَائهم، وَجِنٌّ إذا طَارُوا بِكُلّ عِنَانِ
وَخَرْقٍ كفَرْجِ الغَوْلِ يُخَرَسْ رَكْبُهُ مَخَافَةَ أعْدَاءٍ وَهَوْلِ جِنَانِ
قَطَعْتُ بِخَرْقَاءِ اليَدَيْنِ، كأنّها، إذا اضْطَرَبَ النِّسعانِ، شاةُ إرَانِ
وَماءُ سَدىً من آخرِ اللّيلِ أرْزَمَتْ لِعِرْفَانِهِ مِنْ آجِنٍ وَدِفَانِ
وَدَارِ حِفَاظٍ قَدْ حَلَلْنا، وَغَيرُهَا أحَبُّ إلى التِّرْعِيّةِ الشّنآنِ
نَزَلْنَا بِهَا، والثّغْرُ يُخشَى انْخَرَاقُه، بِشُعْثٍ على شُعْثٍ وَكُلِّ حِصَانِ
نُهِينُ بِهَا النّيبَ السّمَانَ وَضَيْفُنَا بهَا مُكْرَمٌ في البَيْتِ غَيرُ مُهَانِ
فَعَنْ مَنْ نُحامي بَعدَ كلّ مُدجَّجٍ كَرِيمٍ وَغَرَّاءِ الجَبِينِ حَصَانِ
حَرَائِرُ أحْصَنّ البَنِينَ وَأحْصَنَتْ حُجُورٌ لهَا أدّتْ لِكُلّ هِجَانِ
تَصَعّدْنَ في فَرْعَي تَمِيمٍ إلى العُلى كَبَيْضِ أداحٍ عَاتِقٍ وَعَوَانِ
وَمِنّا الّذِي سَلّ السّيُوفَ وَشَامَها عَشِيّةَ بَابِ القَصْرِ مِنْ فَرَغَانِ
عَشِيّةَ لمْ تَمْنَعْ بَنِيهَا قَبِيلَةٌ بِعِزٍّ عِرَاقيٍّ وَلا بِيَمَانِ
عَشِيّةَ مَا وَدّ ابنُ غَرّاءَ أنّهُ لَهُ مِنْ سِوَانَا إذْ دَعَا أبَوَانِ
عَشِيّةَ وَدّ النّاسُ أنّهُمُ لَنَا عَبِيدٌ، إذِ الجَمْعَانِ يَضْطَرِبانِ
عَشِيّةَ لمْ تَسْتُرْ هَوَازِنُ عامِرٍ وَلا غَطَفَانٌ عَوْرَةَ ابنِ دُخَانِ
رَأوْا جَبَلاً دَقَّ الجِبَالَ، إذا التَقتْ رُؤوسُ كَبِيرَيْهِنّ يَنْتَطِحَانِ
رِجَالاً عَنِ الإسْلامِ إذ جاء جالَدوا ذَوِي النَّكْثِ حتى أوْدَحوا بهَوَانِ
وَحتى سَعَى في سُورِ كُلّ مَدِينَةٍ مُنَادٍ يُنَادي، فَوْقَهَا، بِأذَانِ
سَيَجْزِي وَكِيعاً بالجَماعَةِ إذْ دَعَا إلَيْهَا بِسَيْفٍ صَارِم وَسِنَانِ
خَبيرٌ بِأعْمالِ الرّجالِ كما جَزَى بِبَدْرٍ وَباليَرْمُوكِ فَيْءَ جَنَان
لَعَمرِي لنِعَمَ القَوْمُ قَوْمي، إذا دَعا أخُوهُمْ على جُلٍّ مِنَ الحَدَثَانِ
إذا رَفَدُوا لمْ يَبْلُغِ النّاسُ رِفْدَهمْ لضَيْفِ عَبيطٍ، أوْ لضَيْفِ طِعَانِ
فَإنْ تَبْلُهُمْ عَنّي تَجِدْني عَلَيْهِمُ كَعِزّةِ أبْنَاءٍ لَهُمْ وَبَنَانِ






عدل سابقا من قبل أزهرى الحاج البشير في 6th سبتمبر 2010, 09:31 عدل 1 مرات
أزهرى الحاج البشير
أزهرى الحاج البشير
مشرف عام
مشرف عام


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قلمي والخواطر : دموع على اسوار المدينة ....... Empty الـذئـب بين الحقيقة والجهل

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 5th سبتمبر 2010, 17:53

جزيت خيراً أستاذي ازهري .... أضفت لنا معلومة ربطت ما كتبته في البدايه وما سقته في لغة الأدب والذئب ,,, يعني الذئب ده بعملها " مضّرة وبس " لا مصلحة لتصرفه بالجوع ......
قلمي والخواطر : دموع على اسوار المدينة ....... Arabian20wolf20egybt

.... البعض يحترم الذئاب الحيوانية ويصفها بأنها أكثر وداعة ومنطقية من الذئاب البشرية ......
لا زال الناس يعتقدون أن الذئاب غادرة وظالمة وشرسة لا تعرف الرحمة وهي من شرار الحيوانات بل وأقبحها عبثاً ودماراً. وقالوا أغدر من ذئب وأختل وأخبث وأخون وأعتى ....وأظلم وأجرا وأنشط أوقح وأجسر وأيقظ وأعق وأجوع. ولو رجعنا إلى كل من راقب هذه الثد ييات من علماء سلوك وطبائع الحيوانات رأوا عكس ما تصوره البعض، فقد قالوا أن تشبيهها بالأشرار ظلم لها وحط من قدرها، ولو سمعت لها محاكم القضاءلحكمت على المشبه بالقذف وعاقبته عقاب القاذفين، فإن الذئاب لا تحتكر الطعام كما يفعل محتكرو السلع حتى يغتنوا بغلائها ولو مات الفقراء جوعا.
ولا يقوم أقوياؤها على ضعفائها فيقتلنهم قتلاً كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثا إطاعة لأمر ظالم أوسلطة كما هو حال اليوم. والذئب إذا مرض أو جرح لم تثب عليه الذئاب المفترسة كما يفعل الناس بأخوتهم المستضعفين بل اجتمعت حوله ورثت لبلواه.فأغضى وأغضت واتسى واتست به مراميل عزاها وعزته مرمل على ما قاله الشنفري شاعر العرب الذي كان يعرف من طباع الذئاب
أكثر مما عرف منها القزويني والدميري، لأنه رآها مرأى العين ودرس أفعالها وأطوارها.
وتحاول أولاً أن تعرف ما هو مصاب الجريح أو المريض ومما شكواه،أما هو فيرى أن الشكوى لا تجديه غير التأسي فيخرج من بينها ويمضي حتى إذا اشتد به الألم رفع رأسه وعوى فتجيبه عاوية مثله، لكنه يرى أن عواءها لا يجدي فيبقى سائراً إلى أن يجد كهفاً يلجأ إليه ويجلس فيه يلحس جرحه كأنه يعلم أن الراحة خير دواء طبيعي واللعاب من أحسن علاج لميكروبات الفساد وكأنها تعلم ذلك أيضا،ً فلا تتبعه لتزعجه وتقلقه بل تمضي لشأنها تفتش عن طعامها وطعامه فيعلم هو أين سارت وكلما جاع اقتفى أثرها وأكل من الصيد الذي اصطادته لها وله.
تصنيف الذئاب:
هناك أنواع كثيرة للذئاب وهي تنتمي إلى فصيلة الكلاب (كانيدي)التي تضم بدورها 14 جنساً حياً، وهي من رتبة اللواحم (كارنيفورا)وتتبع طائفة اللبائن (أي الثدييات) (ماماليا) التابعة لشعبة المحبولات (كورداتا) في عالم الحيوان. وتستوطن الذئاب أوروبا (عدا سويسرا وهولندا والدنمارك وبريطانيا) وأسيا (عدا الجنوب الشرقي منها) وأمريكا (من المكسيك جنوباً حتى الشمال).

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى