الهند والسند

الهند بلاد العجائب والغرائب

محطه اولي:العام 1989 20 يوليو عندما وطات قدماي ارض غاندي,حوالي الساعه السابعه صباحا وبرفقه 4 من الزملاء خرجنا من مطار (صحاري) وكما زكر المرحوم الاخ (عادل تطش) في مزكراته (دخلت مطار بومباي وخرجت منه ولم افهم شيء) نتلفت يمنة ويسري بانتظار تاكسي يقلنا الي مدينة بونا(الحنونه),كما يحلو لكل من درس بها ان يسميها بهذا الاسم,في انتظار التاكسي خارج المطار اليوم ممطر جدا رطوبه عاليه جدا رائحه كريه جدا دخنا التاكسي بدانا نتلفت علي امتداد الشارع من المطار الي وسط المدينه لا تفهم شي,اكتظاظ سكاني لم اره من قبل كل المساحات مسكونه تماما حتي تحت الكباري.
ساعتان بالتمام لكي نخرج من بومباي,كما اسلفت اليوم ممطر جدا والطريق مخيف لان العربه تسير من الشرق الي الغرب ماره بمرتفعات هضبة الدكن (يعني مقرح العباسيه بانسبه ليها زي نقطه مويه في بحر),ساعه ونصف من الرعب والخوف الا ان وصلنا منطقه في قمة الروعه والجمال تسمي (لونافلا) منطقه الطقس فيها بارد جدا بعكس بومباي,طبعا وصلنا (مهويين)جدا,انا وصفت للسائق قلت ليه (اكل),الحمد لله فهم مااقصد واتجه لاقرب مطعم, ولكن ناكل ايه!!!,اسماء غريبه من الماكولات النباتيه,عموما طلبنا حاجه اشبه بالطعميه لاحقا عرفنا اسمها (بجيه) يعني طعميه محشوه بالشطه والتوبل الحاره جدا.غمضنا وملينا البطون واصلنا الي ان وصلنا مدينة بونا,انا لا اعرف اي شي,المهم ذهب مع الاخوه الي (هوستل) (كلية بونا) حيث تجمع الطلبه السودانيين,وبدات اسال من الاخوه/محمد سعيد,معتصم عبد الرحيم ,اشرف بشري,ظهر احد الاخوه قال انه يعرف معتصم ابوكشوه,فقلت له اريد ان اذهب له فورا,فطلبت تاكسي ,فضحك وقال لي مافي تاكسي في بونا هنا عندنا (ركشه),فطلب لي ركشه وذهب معي الي (شقة) الاخوه,معتصم واشرف,الساعه تشير الي السادسه مساء استقبلوني استقبال حار جدا ويبدو انهم بجهزو في وجبة الغداء,والمفاجاه كانت ايه (عدس)...قلت يابختك ياحسن يبدو ان حظك (منيل عالاخر).

نواصل ان كان في العمر بقيه,

تحياتي

شكرا أبو الحسن الحمدلله إذ عملت للدهر حسابا ، هآنذا أسوق إعتذاري وأرفقه وسوف أعيد مداخلتي قبل غروب شمس هذا اليوم بمشيئة الرحمن ... بقيت لنا مداخلة ود المحلج.

لا أجد الكلمات لأسوق أسفي وإعتذاري للأخ حسن خليل الذي بدأ فعلا جميلا كما قلت أصابني فى مقتل وهو يروي شيئا من ذكرياته فى الهند ، عاد بي حسن لذكريات لي جميلة في الهند والتي زرتها كثيرا عدة مرات يافعا وفتيا وعلي أبواب خريف العمر ، تداخلت بسرعة حاكيا ذكريات زيارتي الأولى قبل حوالي ثلاثون عاما مضت وألصقت المداخلة واعدنا بالعودة اليوم بعد أن نكشت الأخ حسن مستدرجا إياه للمزيد و خاصة أن يقيني بأن فيصل وحيدر والإبن أشرف حيحكوا لنا العجائب عن بلاد العجائب ، وجدت نفسي قد ألصقت المداخلة مرتين ولا أدري كيف حصل ذلك ، وحاولت أن أحذف أحدى المداخلات ولم أحسن التعامل وذاك مرده لجهلي وظني بأنني أفهم فيما لا أفهم .. أمتلأني حزن عريض خاصة لأن حسن أفتقد موضوعات كثيرة ولعل ما أثار حزني المضاعف وبعث الأسى فى دواخلى أن الموضوع برمته سافر دون عودة ، أن تحكم على كتاب أو مقال بالإعدام تلك جريمة لا تغتفر وإن تحكم عليها خطأ دون قصد فتلك جريمة أخرى ، أرسلت للأخ ياسر فى محاولة يائسة عسى ولعل أن نجد الموضوع في ذاكرة المنتدي بإفتراض أن للمنتدي ذاكرة وذلك أيضا ما لا أفهم ... وإن شاء الله خير .. يا خبر النهار ده بفلوس بكرة ببلاش.

ولقد آليت على نفسي في محاولة للتكفير عن هذا الخطأ الشنيع بسرد ماذكره الأخ حسن وما جاء فى مداخلتي ولكني لم أقرأ مداخلة ود المحلج التي كانت أسفل مداخلتي عندما تم الحذف وأعتذر له وأجوا أن يعيد ود المحلج ما كتب فى مداخلته وله مني التحية والتقدير. سأعود لاحقا لموضوع الأخ حسن ومداخلتي وإلى لقاء .

الاعزاء ازهري وحسن خليل
أذكر انني كتبت ان الهند هي الدولة التي تمنيت زيارتها ... وانني شاهدت في قناة وثائقية
(وكتبت :بأن العبد لله مريض بالوثائقية) برنامج عن العرب وتجارتهم قديما ؛ و رأيت
مناطق جنوب الهند خلاااابه ؛ خاصة منطقة قواا ومدراس.
وقلت اتمني ان يمر من هنا أشرف وحيدر وفيصل ليكتبوا مشاهداتهم عن الدولة الغريبة.

يتبع؛؛؛

اتحاد الطلاب السودانيين بمدينة بونا الهنديه,هو بمثابة الملاذ الامن الذي يرجع له كل السودانيين بالمدينه بعد السادسة مساء,منابر سياسيه ,اجتماعيه,وثقافيه,هنا في الاتحاد يوجد رقم بريد فكل السودانيين ياتون مساء لمراجعة صندوق البريد الشي المهم طبعا ال
Register,( الحوالات الماليه )
ذهبت مع الاخ اشرف فهو( سنير) بالنسبه لي الي دار الاتحاد هنالك تعرفت علي كميه من الشباب,التقيت بالاخ راضي خليل عثمان متعه الله بالصحه والعافيه والاخ مختار خالد ,كما عرفني اشرف ببعض الاخوه في سكرتارية الاتحاد,فاستضافوني بكرم سوداني اصيل,كما دعوني الي برنامج يقوم به الاتحاد سنويا وهو رحله بالبص لكافه المعالم الاثريه والتاريخيه بمدينه بونا,
احد الاخوه في الاتحاد نوه بان كل الطلبه المرشحين للقبول في جامعة بونا عليهم الذهاب غدا لتكملة الاجراءت في الجامعه وعمل الفحوصات الطبيه والاستعداد للامتحان
) entrance exam(
الساعه تشير الي العاشره مساء,احد الشباب يدعونا لتناول العشاء في (الايراني),وهو تجمع للسودانيين والعرب في منطقه تسمي كوارتر قيت وهو ايراني حريف جدا في عمل الفول والفلافل,تناولنا الفول وذهبنا راجلين الي شارع يسمي مهاتما غاندي رود وهو من اكبر المحال التجاريه في بونا وشارع جميل جدا وبنهايته شمالا مطعمي ال كافيناز و الماهناز ,تجولنا في هذا الشارع هنالك رايت كميه من الاخوه السودانيين (يتضهبون) في هذا الشارع وهو مشهور للطبقات الراقيه جدا والبراهمن يعني كل البضاعه نظيفه.طيب احد الاخوه قدم لنا دعوة لتناول shoping لانه
(لاسي) ,اللاسي هو لبن رايب يسمي بالغباشه ولكن في هذا المحل له طعم خاص وتوضع به مكسرات ونكهته جميله.
بعد ان رشفنا اكواب اللاسي ذهبنا راجلين الي محطة البص في منطقة (كوارتر قيت),لاول مره اشاهد بص (دبل)طابقين طبعا لم اري ارقي وادق من نظام المواصلات الداخليه في الهند,كل البصات مرقمه مثلا بص رقم 150 يذهب الي المنطقه كذا كذا,فقط تكون حافظ للارقام.طبعا انا كنت مسطح خالص,ذهبنا الي الشقه برفقه الاخوه فكنت منتظر وعلي احر من الجمر بذوغ الفجر للذهاب الي جامعة بونا لتكملة اجراءت القبول.
تحياتي

طبعاً يا حسن أنا جيت هناك وقعدت أكثر من شهر( يوليو أغسطس )1991 وانتظرتك ولم تأت فقد كنت أنت في إجازة بالسودان وقابلت عمار وعلي إبراهيم وعاصم وفائز أحمد آدم أخو طارق لاعب الهلال وكان ساكن مع محمد سعيد في الدكن ومشينا لوناولا( بتهجية الهنود) وهي رهيبة خاصة منطقة الخزان وأكلت فيها عشريف بالشطة والليمون ..كل شيء عندهم بالشطة كان لاقين فرطة كان في الشاي كبوها وطبعاً اللاسي حاجة جميلة أنا هنا بضيف للروب زبيب تأسياً باللاسي وطبعاً تسوقت من ال M.G. Road ومشيت مطعم الإيراني ومطعم البغدادي في بومباي وسكنت في حي كُلاّبه ببومباي.
أما أروع المناطق كانت مدينة بنقالور والرحلة 18 ساعة بالقطار كانت روعة والدنيا كلها خضراء وزهور وحقول وتذكرت جبل مرة الذي زرته ومعي الحاج الجعلي سنة1967 ومن المدن الرائعة حقاً مدينة ميسور بلد الصندل والصندلية والحرير الميسوري وزرت فيها ضريح الشهيد سلطان الطيب زعيم مملة التيبو Teebo Sultan grave yard حيث قتل هو ووالده وأمه وزوجته وأولاده قتلهم الانجليز لعنة الله عليهم وقد رفضوا الاستسلام وصليت ركعتين بمسجده سائلا لهم الرحمة وقبول الشهادة.وزرت المهراجا بالاس (قصر المهراجا)وهو آية من الجمال خاصة بهو الرقص الذي تتغير ألوان بلاطه بحركة الشمس الظاهرية وبه تحف رهيبة ومتنوعة.
ثم توجهنا إلى ووتي والطريق تسود خضرته ورأينا الأفيال والنموروالطواويس وأنواع مختلفة من القرود
ووصلنا ووتي على ارتفاع 8000 قدم فوق سطح البحر على طريق متعرج لمدة 3 ساعات تقول لي مقرح العباسية والله لمن خفت وقلت في نفسي لو حصل ليك شيء مين يعرفك؟؟ درجة الحرارة صفر مئوى وأنا على القميص والبنطلون حتى وصلنا أعلى نقطة في الهضبة (Telescope Room) ثم زرت بعد ذلك مدينة على نفس الطريق حيث وجدت الممثل الشهير سانجاي دود ومعه الممثلة مادوري ديكشت وأخذت معهم صور جميلة... وطبعاً ووتي مليانة قشطة الواحدة زي كفر الكورة طبعاً تذكرت هاشم أبوزلازل لأنه مجنون قشطة.
ثم رجعت إلى بنقالور ومنها إلى بونا ولقد وثقت هذه الرحلة بأكثر من خمسمائة صورة فوتغرافيا رائعة
ولازالت نفسي تحدثني بزيارة الهند ثانية لأرى أماكن أخرى في هذه البلاد الجميلة.

العزيز حسن تحياتي لك وأنت تعيد تلك الذكريات العطرة في بونا الحنونة كما كان يسميها السودانيون الذين درسوا بها ...ومعذرة لتأخري في المداخلة.. أنها تجربة نعتز بتفردها ..أياماً في الذاكرة ومحطات من مطار صحاري ببومباي و زحمتها الجميلة الي دادار ستيشن ثم الي لونافلا التي عرفنا عندها كم هي جميلة الهند ثم الي بونا و يالجمالها من جنة دخلناها والمطر يغسل عنها غبار الشقاء , خضراء يانعة و كلها حركة و إلفة من (Poona college) مرورا بإتصالات فريدا ثم رجوعا عبر الماتون ماركت من خلال مقهى الاتحاديين الي إتصالات انصاري ثم مقهى المجستيك حيث تجد جليل باي كالربان علي سفينته التي تمور حركة ومن ثم الي إتحاد الطلاب السودانيين (s.s.u) و العشاء من الايراني و كل سبت (weekend) وروعة الـ (MG ROAD) بوروده ورائحة الفل تعبقه و قدلة من الكافيناز مرورا بالماهيناز الي مطعم جورج ثم الـ (EAST STREET)و مطعم الدايموند كوين بالدنيا و ما فيها .
انها المدعوة (بونا) الفناها و حفظناها عن ظهر قلب بأحيائها ..فاتيما..وانوري وجامبراتنا.. لولا نقر.. و كندوا و الدكن والسيمبيوسيس و بمبري و يارودا و شادل بابا و نقر رود و كلياني و كوريغن بارك و دولي باتيل رود والبوت كلوب وسوجاتا والباند قاردن واديا كولج والدي لايت و الكامب و جامعة بونا وحتي تمثال شيفاجي بحصانه و كل التفاصيل و تفاصيل التفاصيل في القلب و بالذاكرة أناس أعزاء و اماكن ...شريط من الذكريات يدار في ساعات الصفاء و علي انغام كانت لنا ايام و لسان الحال يلهج بونا مدينة من نور وعشق ...وخصوصاً هذه الأيام والمونسون(فصل الخريف) في عنفوانه ،.......... وزيارة الخال فضل سأعود لها لاحقاً وأذكره بالـ murog chicken ورحلتنا بالباخرة إلى الـ elephant island في قلب المحيط وهي جزيرة بالقرب من ساحل بومبي وعلى بعد ساعة من الساحل بالباخرة ، والخال أزهري زياراته كانت كثيرة ولكن جميعها كانت زيارات عمل لذلك لم يجد الوقت ليستمتع بهذا البلد شبه القارة ..ولك تحياتي حسن ولي عودة وأرجو أن تواصل في سردك الجميل.

اين حيدر وفيصل ...منتظرين مداخلاتكم

حسن منتظرينك تكمل شريط الذكريات

حياك الله ابو الشوش انشاءالله حاواصل في الموضوع,بس في ترتيب بسط لشريط الزكريات ولكن علي وعدنا.
تحياتي

لكم الحب و الشكر و لكن؟

هناك عدت زكريات فى هذا البلد العجيب و مع اخوة اعزاء.

سوف اكتفى بالمداخلات فقط فى الوقت الراهن على امل ان تسعفنى الزاكرة فيما بعد.

تزكرت فى هذا الوقت الاخوة عبد المجيد عبد الحليم و جلال فضل الله حماد و ( نعمة ) و نعمة

كانت تعمل معنا بالشقة و لها ايضا زكريات جميلة مع اخونا جلال.

و قال فيها جلال فضل الله حماد ( نعمة موعودة خطاوى ليهل بنسير دفة الزمن المودع لى شرايين الجليد نعمة يا ناس هى الرصيد )

نتلاقى

تحياتي فيصل ... عبدالمجيد عبد الحليم أظنه شقيق أسامة عبدالحليم وهو الذي عاصرته انا وكان يسكن في (shivagi housing society) ،اما جلال فضل الله حماد بقي لفترة طويلة بالهند وكذلك شقيقه محمد فضل الله حماد ووالدهم كان حاكماً لإقليم او وزير لا ادري في عهد النميري رحمه الله وهم من كردفان(لقاوة تحديداً) وأيضاً إبن خالتهم محمد طيب الأسماء حسين ابوضامر وهو الآن بالولايات المتحدة وعلى ما أظن جلال كذلك.

جلال موجود بالسودان و والدهم حى يرزق اطال الله ايامه.

اما ابوضامر فهو بامريكا.

تحياتى

رحمه الله هذه كنت أعني بها النميري ....تحياتي

الاخ اشرف اشكرك اسامة اخو عبدالمجيد وكان يسكن معنا انا ومحمد سعيد واسامة محمد الحسن وهوالان بالخرطوم ومجاهد عثمان وهويعمل بقناة ام بي سي بدبي وقد غادرنا وتركنا اسامة ومحمد سعيد في تلك الشقة وكان الاخ اسامة زهجان طول الوقت وكنت اجده جالسا علي مسطبة في شكل دكة علي شارع سينابات بابات روود في مدخل السكن وكنت اقول ليه يااسامة انت قايل نفسك في السودان طول الوقت قاعد في الشارع وحسب ماعرفت من الاخ عبدالمجيد انو الاخ اسامة مازال زهجان وقهران ولمتين ماعارف

أذكر هؤلاء الأخوان يا أشرف دعوني ذات مساء فى مقهى راقي ، لهم مني التحية ولا أنسى أبدا كل الذين يولوننا الجميل.

نعم تذكرت كان ذلك في مقهي فندق الـبلو دايموند (Blue Dimond) في حي كوريغان بارك (Koregan Park)، وكان ذلك في بداية التسعينات في زيارتك تلك و التي قطعتها بسبب أحداث الخليج ودخول صدام الكويت.

علمت من زملاء هنود فى العمل أن بونا أو بونيّ أسمها الجديد عُزلت لتفشي فيروس اتفلونزا الحيوان القبيح ، مات حوالي 15 شخص وتوقفت الحياة العامة فيها ( سحروها الجميلة) نسأل الله لأهل بونا الحنونة الستر والعافيه.

3 وفيات جديدة في السعودية
800 طالب بحريني في بونا سالمون من «انفلونزا الخنازير»
أكد عدد من الطلبة البحرينيين الذين يتلقون تعليمهم الجامعي في ولاية بونا الهندية أن جميع الطلبة البحرينيين الذين يناهز عددهم الـ 800 طالب بخير ولم يصابوا بمرض انفلونزا الخنازير، وذلك بحسب ما صرح به مسئولون في وزارة الصحة الهندية التقوا مجموعة من هؤلاء الطلبة.

وعمد أولياء أمور بعض الطلبة إلى حجز تذاكر في أقرب وقت ممكن لعودة أبنائهم إلى البحرين، وذلك عقب تفشي مرض انفلونزا الخنازير في تلك الولاية الهندية، حيث تتحدث تقارير عن إغلاق معظم مؤسسات الولاية أبوابها، كما عطلت المدارس والجامعات في إطار إجراءات تتخذها السلطات هناك لمواجهة تفشي المرض.

من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة السعودية أمس (الأحد) عن ثلاث وفيات جديدة بمرض انفلونزا الخنازير (إتش1 إن1) في مناطق مختلفة من المملكة ليبلغ بذلك عدد الوفيات هناك جراء المرض إلى 14 حالة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن وزارة الصحة قولها في بيان صحافي لها إن الحالة الأولى لمواطنة عمرها 28 عاما، والثانية لطفلة عمرها 11 عاما لديهما أمراض مزمنة، والثالثة لمقيم هندي الجنسية.

وقبل أن نبدأ في رحلة قطف الشاي بصحبة فتيات التاميل"ذوات الأصابع الذهبية" فإنه لزاما علينا أن نعيد اكتشاف سنرديب أو سيلان أو سيرلانكا، وكلها أسماء أطلقت في فترات تاريخية متفاوتة على هذه البلاد.. التي تعيش اليوم على أمل إعادة حلقات التواصل مع العالم العربي والإسلامي، وهي جديرة بذلك حيث وجد فيها تجار المسلمين منذ أقدم العصور مكانا لترويج سلعهم، وموطنا لنشر الإسلام، فسيرلنكا تعتز اليوم بذلك الجزء من تاريخها، نجد ذلك ماثلا في إفساح الطريق أمام الجالية السيرلنكية المسلمة التي لا تتجاوز نسبتها 8% وتحتل اليوم الصدارة في المناصب الإدارية، ومكانة عليا بين الطبقة الأرستقراطية في البلاد، كما نجد ذلك في ذاكرتها الوفية في مدينة بنتوتا (نسبة الى ابن بطوطة)، وفي بعض شوارعها الرئيسية التي أطلقت عليها أسماء رموز الثورة العرابية الذين تم نفيهم في نهاية القرن الثامن عشر من قبل الاحتلال البريطاني (عرابي باشا، ومحمود باشا البارودي) وغيرهم.
فسيرلانكا الراقدة في المحيط الهندي امتازت بمحافظتها وقيمها الراسخة وتنوعها الإثني .

قصة الشاي
في رحلتنا إلى حدائق الشاي التي تبدأ قرب مدينة نوريليا ذات الوجه الجميل الهادئ المتسم بالربيع طوال العام.. تبدأ أسراب من الحمام -كما سيخيل إليك- تغازل ناظريك على مرتفعات المنطقة التي تكسوها حدائق الشاي، لكن المرشد السياحي أكد لنا أن هذه الأسراب ليست سوى قاطفات الشاي اللائي يذهبن في أسراب إلى أعلى مرتفعات جبال نوريليا لقطف محصول الشاي الذي يسقيه الغمام في أعلى القمم مباشرة.
وهنا في هذه الجنان، توجهنا إلى أحد المصانع لمعايشة قصة الشاي الذي جلب بذوره اللورد البريطاني جيمس ستيلار من الصين عام 1867 م محولا مستعمرة سيرلانكا في ذلك الوقت إلى مزرعة شاي للتاج البريطاني.
كانت في استقبالنا مجموعة من قاطفات الشاي، وهن فتيات تاميليات جلبت أجيالهن الأولى من الهند قبل نحو قرنين على أيدي البريطانيين لقطف الشاي، وقد استطاعت أجيالهن الاندماج مع هذه المهنة عبر أجيال وأجيال في رحلة بدأت بما يشبه الرق من قبل الاحتلال البريطاني، ولكن فتيات الشاي أو ذوات الأصابع الذهبية استطعن التأقلم في سيرلانكا بعد الاستقلال خاصة، حيث وجدن الاهتمام والاستقرار والحياة .. فتزوجن وأنجبن أجيالا من قاطفات الشاي، ويبدو أنها المنطقة الوحيدة في العالم التي تعد فيها المولودة الأنثى خيرا من المولود الذكر، فمهنة الأنثى مضمونة هنا لتوفر الحقول وكثرتها.
راقبنا عن قرب أنامل ناعمة وسريعة كالبرق تلامس أعلى الغصن لقطف ورقتين فقط هما أعلى ما في شجرة الشاي بسرعة فائقة وسير حثيث مستمر يخيل إليك أن الأوراق هي التي تتمايل مقدمة أعناقها لقاطفات الشاي، راقبنا هذه الأعجوبة، وحاولنا عبثا أن نشارك بقطف بعض الأوراق لكن هيهات، فقد امتنعت عنا تلك الأوراق مما زرع ابتسامة عريضة على أفواه التاميليات، وكأن لسان حالهن يقول "دعوا القطف لنا واستمتعوا بالشاي"، استمرينا وحملنا معهن بعض السلال المليئة بالشاي، وهناك في المصنع سلمنا سلالنا لنراقب عن كثب عملية الإنتاج، التي تمر بعدة مراحل تبدأ بفرز الورق واستخلاص أفضله، ثم مرحلة تصنيف الشاي وغربلته إلى ما يصل إلى نحو 20 عملية، ينتج في آخرها مالا يقل عن 9 أنواع من الشاي، أفخرها إطلاقا المستخرج من ساق ورقة الشاي ويسمى الشاي الفضي.
ولا شك أن استئثار سيرلانكا بزراعة الشاي كان بسبب مناخها الاستوائي، وهو ما جعل عملية الحصاد مستمرة طوال العام، فالعاملة الواحدة تقطف يوميا ما معدله 20 كيلو غراما، مع الإشارة إلى أن شجرة الشاي يصل طولها إلى نحو 15 مترا، ولكن يتم قطع الشجرة باستمرار ليبقى طولها في حدود متر واحد، وهو ما سيمكن ويساعد في عملية القطف دون أي عناء يذكر.
تجمع المصانع المتعددة حصادها بين حين وآخر ليعرض في مزادات الشاي في العاصمة السيرلانكية كولومبو، وهناك يتنافس سماسرة الشاي الدوليون في المزاد فترتفع الأسهم وتنخفض، حسب جودة المحصول وكميته.
توقعت أثناء الرحلة أن اكتشف نوعا جديدا من أنواع تقديم الشاي في سيرلانكا بحكم زراعته هناك مثل الطقوس الصينية أو المغربية في تقديم الشاي وفيما يبدو فالسيرلانكيون اكتفوا بالتفنن في زراعة الشاي وحصاده وتصنيعه فقط دون أن يكتشفوا طرقا أو أساليب جديدة لتقديمه، ربما لأن البريطانيين الذين جلبوا الشاي لم يكن اهتمامهم ينصب على ذلك. لكن هذا لم يمنعهم من ابتكار مئات النكهات الذكية والمعطرة، التي يقدم غالبها في شتى فنادق البلاد، ومتاجر الشاي الفاخرة المنتشرة في مدن البلاد، وهناك يمكنك شراء أفضل الأنواع الفاخرة والهدايا القيمة للعودة بأجمل ذكريات أرض سيلان.
ولا يفوتنا أن نشير إلى أن سيرلانكا ليست حديقة الشاي الأولى في العالم فحسب، بل تعد بحكم طبيعتها الخلابة ومناخها الاستوائي واحدة من جنان الله على الأرض، إذ توجد فيها أكبر محميات طبيعية لشتى مخلوقات الله، منها ما اعتبره العلماء أول محمية طبيعية للحياة البرية في العالم يرجع تاريخها للقرن الثالث قبل الميلاد، و"طيور الجنة" التي جعلت هذه البلاد فردوسا لأغرب وأجمل طيور الدنيا التي تصل أنواعها إلى 472 نوعا ، ناهيك عن قمة الفراشات التي تعد أعجوبة من أعاجيب الدنيا ورائعة طبيعية من روائع أرضنا، تلك القمة التي تؤوي قرابة 300 نوع من أجمل وأرق الفراشات التي تعيش في هضبات منخفضة يصل ارتفاعها إلى 3000 قدم فوق مستوى سطح البحر، كما يعيش بعضها في ارتفاع يصل إلى 4 آلاف قدم، تذهب جميعا في هجرات جماعية إلى سري آباد حيث "قدم آدم" (الجبل المقدس عن البوذيين في سيرلانكا).
إنها قصة الطبيعة الخلابة التي تتعايش فيها كائنات الله في تلك الجزيرة الأسطورية الخلابة .. التي أضحت موطنا دائما لعدد من علماء الطبيعة والسياح، الذين يجوبون قممها وأوديتها يستنطقون شلالاتها ومروجها، متأملين قصة بداية الكون بدءا من أثر أبي البشر آدم عليه السلام وانتهاء بشلال النعيم المستمر التي لا يزيدها الحصاد إلا تكاثرا ووفرة، قصة جميلة في أرض سرنديب تستحق أن يعاد اكتشافها مرات ومرات.