ود ابو قرعة يضرب عن الطعام.

حرضنى اخى طارق كمبال للكتابة عن هذة الاسرة الكبيرة و العريقة فى ابوجبيهه.

سوف اتناول هنا بايجازبعض من قفشات عمنا ابكر ود ابوقرعة و سوف اترك المسرح بعدها

للاخوان أزهرى و حيدر بحكم احتكاكهم الشديد بهذه الاسرة و الاخ جاويش كونه مؤرخ للمدينة

و لكنى كنت اتمنى من أستاذنا الكبير بشير الحاج ان يتحفنا ببعض من هذه الحكاوى.

على العموم فى مرحلة من مراحل التاريخ ( مرحلة مفصلية ) فى ابوجبيهه كان قد بدا ان تظهر على

الجميع معالم التعب بعد ان ضرب الركود كل الانشطة الاقتصادية فى المنطقة ( الزراعة - البستنة -التجارة

قطاع الخدمات و توقف المحلج ) وحينها كان عمنا ابكر ود ابوقرعة يعمل فى التجارة وله دكان بالسوق.

و لما بلغ به الفلس درجة لا يمكن معها ان تستمر الحياة قرر عمنا ابكر ود ابو قرعة الاضراب عن الطعام.

و بالفعل دخل الاضراب حيز التنفيذ و تدخل كل وجهاء المدينة ( جودية ) لعمنا ود ابو قرعة لرفع هذه الحالة

لكنه رفض و اصر اصرار شديد على مواصلة الاضراب عن الطعام. وبعد ثلاثة ايام من المجابدة دخل عمنا

فى غيبوبة و حمل الى المستشفى و تم اسعافة و اخذ قسطا من الراحة بالمستشفى و خرج من المستشفى و تدفقت

علية الجموع فى منزلهم و سأله واحد عن اسباب الاضراب عن الطعام.

رد علية ود ابو قرعة ما هى فائدة الطعام من اصلة؟ و أضاف انا قررت عدم تناول الطعام حتى لا اذهب للحمام

( دى طبعا بالجديد ) يا جماعة ما ( بالقديم ).

تحياتى و معذرة لعدم اجادة حبك القصص ( الجود بالموجود يا طارق كمبال )

عمنا مصطفى كان مؤذنا وكان بلغة أهل التصوّف رجلا ( غرقان ) كثير التسبيح ولا ينقطع عن الذكر وكان مع ذلك رجلا بسيطا وزاهدا فى الدنيا وطامعا فى الآخرة ويعمل لها بجد أخرجه من دائرة الدنيا ويختلف كثيرا عن أخيه الأصغر مصطفى ، كان يقوم بالتنبيه لصلاة الفجر بصوت وطريقة مميزة وهو مؤذن متطوع لا يتقاضى على ذلك أجرا. وفى صبيحة يوم من أيام الخريف الرطبة والممطرة دخل عمنا مصطفى فى نومة عميقة وتأخر عن التنبيه لصلاة الفجر وصحي مذعورا من نومه وأنطلق نحو المسجد فقابله عمنا مصطفى الشفيع خارجا من المسجد ذاهبا نحو داره بعد أن صلى الفجر وعلم منه عمنا مصطفى ود أب قرعه أنه لم يدرك الصلاة ، فجلس عمنا ود أب قرعه يبكي على فوات الصلاة وهو يقول ( لا كيره فى دنيا ولا آكره) أي أنه لا خيرا أصاب فى الدنيا وفقد الآخره بضياع صلاة الفجر .. ذلك الرجل.

لك الشكر اخي فيصل
هذا الرجل له صيحات انجزابية مميزة يوم الجمع فبل وبعد الصلاة
ولكن كونه يضرب عن الطعام بسبب الفلس في الزمن داك هذا هو العجب
والله لو حضر الزمن ده وشاف الفلس بسوي في الناس شنو كان اضرب عن المويا زاتا
زمان الدنيا بخيرها لو الواحد مشى الجناين جاب ليه قش بطلع مصاريفو

أبكر ود ابوقرعة هو الاخ الاصغر للعم مصطفى ذلك الذى يحدث هذه الصيحات الانجزابية.

تحياتى

المجذوب هو مصطفى المؤذن أما المضرب عن الطعام فهو أبكر صاحب القفشات، وهناك أخ لهم إسمه يوسف الشهير بأزرق حلمي وهذا قصته تطول ولهم أخ أصغر فى عمرنا تقريبا نسيت إسمه ولعل أحدا ينبرى ليحكى لنا قصةأزرق حلمي ويتذكر إسم أخيهم الأصغر ولقد عّمرت والدتهم وتوفيت عن عمر كبير.

شكرا اخوتي فيصل وابو الزهور
يبدو انه اختلط علي الامر للخ فيصل انا كنت بقصد ود ابوقرعة المجزوب

نعم يا طارق حيدر و ازهرى افضل من يحكى عن عمنا مصطفى ود ابو قرعة.

تحياتى و معذرة لعدم تمكنى من الحضور للفطور.

لكم التحية الاخوان ازهري وفيصل وطارق طبعا حسب الاعمار واشكركم وعمنا مصطفي ليهو قصص وحكاوي كتيرة وهو مؤذن قديم في مسجد ابوجبيهه العتيق ولكن ليس مؤذن راتب انما هو مؤذن هاوي بمعني انه ليس معين بصفة رسمية ولا يتغاضي اجر انما رجل هاوي الاذانة ويؤذن وقتما يراه مناسب يعني ممكن يؤذن في صلاة المغرب اوالصبح ومرات في غير اوقات الصلاة وزي ماقال ابوالزهور هو رجل غرقان وعنده تعبيرات غريبة فعلا تدل ان ان الرجل مجذوب فمثلا يقول ليك لاخير في الدنيا ولا خير في الاخرة كلام مامفهوم وعندو كلام كذلك غير مفهوم بيقولوا يوم الجمعة قبل ان يبدا المؤذن الشريف وكذلك عمي مصطفي كثيرا ما يقوم بنظافة المسجد وتبخيره ومرات تحصل بعض المناوشات بينه والمؤذن الشريف الذي يري انه هو المسؤل ولكن سرعان ما يتم احتواء هذه المشاكل البسيطة ويتصافوا

نعم رجل له عالم خاص به لا يشغله عن أمر دينه أي شئ آخر خلال يومه ، ويختلف تماما عن أبكر ويوسف .. ويوسف هذا من عمر ناس فضل تقريبا ويومها كان صغيرا وأختفى لفترة من الوقت وأقام فى نواحي جنوب شرق سنار ، وأعتقد أنه يتعامل مع عالم السفليات وأصبح شيخا عند أهل المنطقة التى يقيم فيها ، مستفيدا من سفلياته وواهما بعض السُذّج والبسطاء بأنه شيخ وعمل ليهو حيران وجمع مالا كثيرا وأتى يتبعه حيرانه بسيارة ذات دفع رباعي والشيخ يوسف قام والشيخ يوسف قعد وقدم لأبوجبيهة مع حيرانه وأنكر عليه أخوانه مصطفى و أبكر ذلك وطردوه هو وحيرانه وأتباعه شر طرده. الطريف أن أتباعه كانو ينادونه بأزرق حلمي على وزن أزرق طيبة ، المحيرنى كلمة حلمي دى أصلها شنو هل هى إسم المنطقة التى بيّن فيها كما يدّعى أم أنه حّلم شخصا بمشيخته ، تلك أسئلة ربما وجدنا لها إجابة عند بشير الحاج وسأقوم بسؤاله اليوم عسى أن أكمل لكم باقى القصة .

قال بشير الحاج " أصلو هو بتاع طلاميس وسفلى وكنا أنا وهاشم محمد ساني ومحمد يوسف الضو نجمع له أولاد اللالوب وبعر الغنم ويقلبهم لينا فول وبلح ، وعلم أخوانه بذلك فجن جنونهم خاصة الأصغر وأسمه جدو وطردوه فذهب إلى نواحى سنار منطقة إسمها فارس على وجه التحديد وعرف بأزرق حلمى ومازال يتنقل فى مناطق النيل الأزرق .. أنتهى "