ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زكريات أول يو فى المدرسه

اذهب الى الأسفل

زكريات أول يو فى المدرسه Empty زكريات أول يو فى المدرسه

مُساهمة من طرف yasir ali aburfas 30th أكتوبر 2012, 12:56

العام1989
.وفى شهريوليو/تموز... مايزال جسدى المنهوك من طول السفر لم يسترح بعد..
كنا (انا والاسره) قريبا قد رجعنا من أطول سيره (من أبوجبيهه ـ الخرطوم ــ شندى ـ المتمه ـ وبالعكس).. كانت المدارس قد قرعت أجراس بدايه العام الدراسى الجديد
فى وقت لم يكن هناك من يتصور ذلك



فالخرطوم .. وقبل شهر واحد منصرم لتوه كانت غير خرطوم هذا الشهر
الاعلام ترفرف .. الجنود منتشرين فى كل مكان..بما يشبه اعياد الاستقلال المجيد
المزياع لم يكف من نشر الاناشيد الوطنيه ..
صباح أحدى ايام حزيران.. والطريق الى المدرسه (مدرسه أم درمان الجديده شمال المزدوجه بنيين) لم يسلم كثيرا من ما تبقى من آثار الخريف الذى عاس فى المدينه ما لا يمكن وصفه ..
كنت أتوسط أمى (آمنه بت الدخرى) واخى الاكبر (تاج السر) .يمسكانى بشكل كنت احس فيه .. بخوف من فرط أهتمامهما بى ..
وكأنى اساق لكبيرٍ ما !
كان اول عهدى بالمدرسه .. كم كان خوفى من كثره الطلاب .. احجامهم كبيرة ..أصواتهم مختلفه .. لم أعهدها عند من كنت معهم بالروضه أيام ماما (الله معانا)
وفى غرفه المدير ـ هكذا عرفتها فيما بعد ـ كان رجلا يشعرك بشئء مختلف لا تكاد تبينه .. مره خوف ان نظر اليى من فوق نظارته السميكه
بعينين جاحظتين.. واخرى بإحترام .. عندما يربت على كتفى بكفه الغليظه ..وتاره .. لاادرى .. ربما هو ارتباك ... سيما بعد ان طلب من أخى مغادره المكتب الذى كانت تحيطه هيبه ما .. وأمره للذهاب لـ(طابور الصباح ) الذى كان جرسه يقرع باكاد تسمعه وسط ضجيج التلاميذ..
كنت أحس بأن الحديث الذى بين أمى والديريخصنى .. كلما تحدثت نظر الى .. وتنظر الى كلما تحدث.. وانا مشدوه الخواطر زائق العينين.. كان الحديث على كجل بفدر ماهو مهم .. وربما لم تكن هذة هى المره الاولى التى تأتى امى الى المدرسه.. لان أشياء عنى كان يعرفها ـ او هى كذلك ـ واخرى تطرقان اليها لمماً..
واخرين من هم فى سنى ينتظرون خارج المكتب ربما عليهم مقابله المدير فى صحبه ابٍ لهم او ام .. بينما عم ياسين الفراش كان يرتب لهم ذلك ..
خرجت وامى بعد ان طلب المدير من العم ياسين ان يضعنى فى طابور فصلى (أولى عمر) فى طابورالذى كان التلاميذ يتبارون فى تقديم الاناشيد والفقرات المفيدة فيجدون الترحيب والحفاوه من اخوانهم والمعلمين..
انفرجت اساريرى قليلا وان ارى (دادى) يؤشر لى باسلام لقد كان مع فى روضه (ماما الله معانا) روضه الام الحنونه.. لم البث كثير ا..حتى اجد ام تطبع قبله على خدى ليس كتلك التى فعلتها صباحا .. وانما كانت هذة لوداعى .. وعم ياسين يسوقنى للطابور.. لم اتمالك نفسى فدموع منذ الصباح كان يخامرها شعور بان تنزل غير ان شعور اخر لم يسعفها.. بكيت حينها وعم ياسين ينتهرنى .. ويمسك بزراعى بيده الغليظه وصوتى يعلو .. ويعلو .. زيغرينى فى ذلك تمهل أمى .. ونظره حن كانت ترمقنى بها..وتلوح لي ..
علو صوتى .. جاء باحد المعلمين ..ليخذنى.. من بين يدى عم ياسين..ز غير انه لم يكن باحسن حالا منه..فتتعود امى ولكن ليس لتأخذنى معها.. كما اريد .. ولكن عادت لتقنعنى بالمكوث فهذه هى المدرسه ..انت ماعاوز تبقى دكتور .. طيب اقعد واحضر الحصه والتاج اخوك قااااعد جنبك..
ساعئذ ... تخليت من امنيتى .. انا ما عاوز ابقى دكتور ولا حاجه..
طيب داير شنو ؟
انا داير امشى معاك بس.. انا داير امشى البيت..!
ويتواصل الجدال حتى تدخلت احدى المعلمات .. وما ان اصبحت طرفا فى الحديث .. سكينه ما غشيتنى .. كانت تشبه (ماما الله معانا) لطيفه بقدر ضخامه جثتها..حنونه .. .بقدر ثقل وبطء خطواتها.. امسكت بيدى محاوله ان تفك طوق ساعدي من امى ..مسحت خديى بكفها .. كانت هى استاذه (نجوى) أم أولى عمر حضنتى .. وهى تطالب أمى بالمغادره.. وتفعل وتتخلى عنى..
ونشيق ُ يشق انفى ..شوف (دادى .. حلااااتو واقف مع اخوان الجُداد انت ما فالح.. ) والحديث لماما نجوى..
وعندما انتهى طابور الصباح ... ادرجتنى فى صف طوييييل يدخل اوله وما يزال اخره بالخارج ..( أولى عمر)
جلست بالقرب من (دادى) ـ فى الحقيقه جلسنا بالقرب من بعض .ز فلم يكن اكثر جلداً منى .. فقط قد حضر قبلى .. واتم دورة وفصل بكاءه ..عيناه المتورمتان.. قول ذلك.. لم ان اعرف ان لديه اسما غير دادى ... منذ الروضه ..والحله .. ولعبنا معا .. لم يكن احد يناديه .. بغير هذا الاسم..
وماما نجوى عند ازاعه اسماء تلاميذ الصف كانت تقول (منتصر...) يتردد قليلا ويجيب :نعم!
كنت احس .. بانقلاب لكل شيى .. اصدقائي .. المكان اصبح اكبر من ذى قبل ..
هنالك من هم ابر من رغم ان اخى كان من بينهم ولكن اشعر بشيئ مختلف ...
وانا اتمعن غفى شرودى .. وماما نجوى تخبرنا عن سوره الحمدو..
وتتلوها ويردد من خلفها التلاميذ .. الحمدو للهى ربى العالمييين تماما كـ( الله معانا)..
وتنتهى الحصه واغادر الصف تاركن حتى صديقى لانتظر اخى عند مدخل المكاتالحمدو للهى رب اب كما طلب منى فى الصباح كنت احمل (فطورى) زلكن .. لم استطع اكله .. وبعد .ز حضر التاج..
واخذنى الى صفه (خامسه عمر) كنت اعرف اغلبهم فقد كانو ياتووننا فى البيت بعد انتهاء الحصص او اذا كان ليدهم درس عصر فيمرون عليه بامنزل ليترافقون ،،
ضُرب جرس انتهاء فسحه الفطور..
ورجعنا للصف ..كنت اظن ان ماما نجوى جاءت لتعيد لنا سوره الحمدو.. فكثيرين لم يكونوا من الحافظين لها .. عندما طلبت من من يحفظها ان يتلوها ويصفق له الاخرون .وكنت من من حظوا بتصفيق وثناء .. فوالدى (على) رحمه الله عليه كان قد حفظنيها منذ وقت باكر ..ربما قبل ارسالى للروضه..
دخلت ماما نجوى .. لتخبرنا بإنه علينا العوده للمنزل .. ولانلعب فى الطريق ..زعشان البلقوه بيلعب فى الشارع بيجيبوه لاستاذ جعفر(المدير) ..ز
فى الواقع لم اكن فى حاجه لمثل هذة النصائح .. ولكن ما ان سمعت اسم المدير .. كان كافيا لان اسرع.. وخرجا زمراً
وانا اسير مسرع .. دون التفات للوراء.. حتى هُد ت قواى .. واخاف ان اتوقف . .واتزكر استاذ جعفر.. فاسرع اكثر... حتى سمعت صوت ينادينى .زفظننته هو وركدت .. حتى سقط .. ويدين غليظتين كيدى استاذ جعفر ترفعنى ..
فقد كان (هارون الحلاق) ... يعرف والدى ولكم كان يزين رؤسنا فى كل عيد.

ولن انسى ان نسيت يو ان طلب والدى من اخى تاج السر اصطحابى للحلاق ويقص شعري نمره زيرو لم اكن اعرف وقتذاك انه يقصد الصلعه .. ربما كان زلك خوفاً من ان يصيبنى ما اصاب جارنا ( .. ود احسان) كان القمل قد اتخز من شعره مأوى لم تفلح محاولات امه بصب الجاز عليه طيله اليوم ..
.وبعد ... اعطانى عم هارون ماء ما لاشرب ثم مسح على وجهى .. وقبل ان تفارق كفه ما حجبت من عينيي .. لمحت امى امامى وكانها كانت مختبأءه خلف كفه.. .. فعدت للبكاء مجدداً . وهذه المره لا ادري لما؟؟
.
..ولكن كان بحرقه سرّبت الى ظنى الجاهل ان امى لا تحبنى ولاتريدني لذلك تركتنى وحدى لـ استاذ جعفر وعم ياسين وصراخ التلاميذ فى اللاشيئ
معزره للجميع .. ربما علينا بين فيّنه واخرى ان نستزكر ايام كن نظن فيها بظن نكتشف خيبته الفاضحه لجهلنا ..
او لمعرفه كم كنا حمقى عندما كنا صغاراً..
ورغم زلك مازلنا نتمى ـ فى صغرنا ـ ان لو غدونا كباراـ والعكس هو ذاته ما يخالج شعورى الآن كما صاغ هذة الحبكه المعضله فى حياتنا الشاعر اللبنانى ميخائيل نعيمه فى همسه للجفون

نتمنى وفى التمنى شقاء
وننادى ياليت كانوا وكنا
ونصلى فى سرنا للأمانى
والأمانى فى الجهر يضحكنا منا
صغير كم تمنيت ان لو صرت كبيراا
وكبيرا اتمنى لو ان عدت صغيرا
. هلا فعلتم


عدل سابقا من قبل yasir ali aburfas في 30th أكتوبر 2012, 17:19 عدل 2 مرات (السبب : تنسيق)
yasir ali aburfas
yasir ali aburfas
نشط ثلاثة نجوم
نشط ثلاثة نجوم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى