ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصيدة... زهور لأمل دنقل

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصيدة... زهور لأمل دنقل Empty قصيدة... زهور لأمل دنقل

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 14th ديسمبر 2012, 07:43


تزوج أمل الصحفية زميلته عبلة الرويني .. في هدوء وبساطة 1979..كان لايملك شقة كانا يؤجران غرفة من فندق لفندق .. ثم اكتشف أنه مصاب بالسرطان الخبيث .. لم يكن يملك حق الدواء كتب الكتاب لكي تعالجه الدولة ولكن الشاعر المعارض للنظام لا تعالجه الدولة ولايهتم وزير تقافتها به... وجمع له بعض أصدقائه بعض المال فادخل مستشفى معهد الذرة في الغرفة رقم 8 .. حيث كتب هذه القصيدة وكل قصائده الأخيرة التي نزلت في كتاب أشرفت عليه زوجته بعد أن لملمت قصائدة من حواشي الجرايد اليومية التي تصله في الغرفة من أصدقائه حاملين معها باقات الزهور..وانظر للمقارنة الجميلة بين اغتيال الزهرة بيد قاطفها واغتيله بواسطة الدولة .. قال في وصيته لزوجته : خبري أهلي ألا يبكوا علي فقد بكيت في هذه الحياة مايكفي.. واكتبوا على شاهد قبري فلان بن فلانة بن فلان كل من عليها فان

قصيدة زهور لأمل دنقل


وسلالٌ منَ الورِد,

ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقة

وعلى كلِّ باقةٍ

اسمُ حامِلِها في بطاقة

***

تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلة

أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً -

لحظةَ القَطْف,

لحظةَ القَصْف,

لحظة إعدامها في الخميلة!

***

تَتَحدثُ لي..

أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين

ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ

أيدي المُنادين,

حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ

***

تَتَحدثُ لي..

كيف جاءتْ إليّ..

وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ

كي تَتَمني ليَ العُمرَ!

وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!!

***

كلُّ باقهْ..

بينَ إغماءة وإفاقهْ

تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ

وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ...

اسمَ قاتِلها في بطاقة!

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصيدة... زهور لأمل دنقل Empty رد: قصيدة... زهور لأمل دنقل

مُساهمة من طرف إيمان عبدالرازق الحاج 14th ديسمبر 2012, 10:03

الاستاد احمد مختار اول تلا علينا قصيدة لامل دنقل
في المدرسة وبعدها بحثت عن هدا الشاعر
حتى اقتنيت الديوان
فأمل لا يشابه الا أمل
اتمنى ان الاستاد أحمد مختار يكون معكم في المنتدي
لانو حيمتعكم ياعمو فضل
لاتصالح




(1 )

لا تصالحْ!

..ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى..:

ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،

حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،

هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،

الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..

وكأنكما

ما تزالان طفلين!

تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:

أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

صوتانِ صوتَكَ

أنك إن متَّ:


للبيت ربٌّ


وللطفل أبْ

هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟

أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..

تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟

إنها الحربُ!

قد تثقل القلبَ..

لكن خلفك عار العرب

لا تصالحْ..

ولا تتوخَّ الهرب!

(2)


لا تصالح على الدم.. حتى بدم!

لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ

أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟

أقلب الغريب كقلب أخيك؟!

أعيناه عينا أخيك؟!

وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك

بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

سيقولون:

جئناك كي تحقن الدم..

جئناك. كن -يا أمير- الحكم

سيقولون:

ها نحن أبناء عم.

قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

إلى أن يجيب العدم

إنني كنت لك

فارسًا،

وأخًا،

وأبًا،


ومَلِك!


(3)

لا تصالح ..

ولو حرمتك الرقاد

صرخاتُ الندامة

وتذكَّر..

(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)

أن بنتَ أخيك "اليمامة"

زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-

بثياب الحداد

كنتُ، إن عدتُ:

تعدو على دَرَجِ القصر،

تمسك ساقيَّ عند نزولي..

فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-

فوق ظهر الجواد

ها هي الآن.. صامتةٌ

حرمتها يدُ الغدر:

من كلمات أبيها،

ارتداءِ الثياب الجديدةِ

من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!

من أبٍ يتبسَّم في عرسها..

وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..

وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،

لينالوا الهدايا..

ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)

ويشدُّوا العمامة..

لا تصالح!

فما ذنب تلك اليمامة

لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،

وهي تجلس فوق الرماد؟!

(4)

لا تصالح

ولو توَّجوك بتاج الإمارة

كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟

وكيف تصير المليكَ..

على أوجهِ البهجة المستعارة؟

كيف تنظر في يد من صافحوك..

فلا تبصر الدم..

في كل كف؟

إن سهمًا أتاني من الخلف..

سوف يجيئك من ألف خلف

فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة

لا تصالح،

ولو توَّجوك بتاج الإمارة

إن عرشَك: سيفٌ

وسيفك: زيفٌ

إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف

واستطبت- الترف

(5)


لا تصالح

ولو قال من مال عند الصدامْ

".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."

عندما يملأ الحق قلبك:

تندلع النار إن تتنفَّسْ

ولسانُ الخيانة يخرس

لا تصالح

ولو قيل ما قيل من كلمات السلام

كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟

كيف تنظر في عيني امرأة..

أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟

كيف تصبح فارسها في الغرام؟

كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام

-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام

وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟

لا تصالح

ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام

وارْوِ قلبك بالدم..

واروِ التراب المقدَّس..

واروِ أسلافَكَ الراقدين..

إلى أن تردَّ عليك العظام!

(6)

لا تصالح

ولو ناشدتك القبيلة

باسم حزن "الجليلة"

أن تسوق الدهاءَ

وتُبدي -لمن قصدوك- القبول

سيقولون:

ها أنت تطلب ثأرًا يطول

فخذ -الآن- ما تستطيع:

قليلاً من الحق..

في هذه السنوات القليلة

إنه ليس ثأرك وحدك،

لكنه ثأر جيلٍ فجيل

وغدًا..

سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،

يوقد النار شاملةً،

يطلب الثأرَ،

يستولد الحقَّ،

من أَضْلُع المستحيل

لا تصالح

ولو قيل إن التصالح حيلة


إنه الثأرُ

تبهتُ شعلته في الضلوع..

إذا ما توالت عليها الفصول..

ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)

فوق الجباهِ الذليلة!

(7)

لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم

ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..

كنت أغفر لو أنني متُّ..

ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.

لم أكن غازيًا،

لم أكن أتسلل قرب مضاربهم

لم أمد يدًا لثمار الكروم

لم أمد يدًا لثمار الكروم

أرض بستانِهم لم أطأ

لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!

كان يمشي معي..

ثم صافحني..

ثم سار قليلاً

ولكنه في الغصون اختبأ!

فجأةً:

ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..

واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!

وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ

فرأيتُ: ابن عمي الزنيم


واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم

لم يكن في يدي حربةٌ

أو سلاح قديم،

لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

(Cool

لا تصالحُ..

إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:

النجوم.. لميقاتها

والطيور.. لأصواتها

والرمال.. لذراتها

والقتيل لطفلته الناظرة

كل شيء تحطم في لحظة عابرة:


الصبا

- بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى
برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب

حين يرى طائر الموتِ


وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة

كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة

والذي اغتالني: ليس ربًا..

ليقتلني بمشيئته

ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته

ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة

لا تصالحْ

فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..

(في شرف القلب)

لا تُنتقَصْ

والذي اغتالني مَحضُ لصْ

سرق الأرض من بين عينيَّ

والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

(9)

لا تصالح

ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ

والرجال التي ملأتها الشروخ

هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم

وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ

لا تصالح

فليس سوى أن تريد

أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد

وسواك.. المسوخ!

(10)

لا تصالحْ
لا تصالح
منقول
إيمان عبدالرازق الحاج
إيمان عبدالرازق الحاج
نشط ثلاثة نجوم
نشط ثلاثة نجوم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصيدة... زهور لأمل دنقل Empty رد: قصيدة... زهور لأمل دنقل

مُساهمة من طرف إيمان عبدالرازق الحاج 14th ديسمبر 2012, 10:40

كلمات سبارتكوس الأخيرة





رقم القصيدة : 63770 نوع القصيدة : فصحىملف صوتي: سماع







( مزج أوّل ) :

المجد للشيطان .. معبود الرياح

من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "

من علّم الإنسان تمزيق العدم

من قال " لا " .. فلم يمت ,

وظلّ روحا أبديّة الألم !

( مزج ثان ) :

معلّق أنا على مشانق الصباح

و جبهتي – بالموت – محنيّة

لأنّني لم أحنها .. حيّه !

... ...

يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين

منحدرين في نهاية المساء

في شارع الاسكندر الأكبر :

لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ

لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر

فلترفعوا عيونكم إليّ

لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ

يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه !

" سيزيف " لم تعد على أكتافه الصّخره

يحملها الذين يولدون في مخادع الرّقيق

و البحر .. كالصحراء .. لا يروى العطش

لأنّ من يقول " لا " لا يرتوي إلاّ من الدموع !

.. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق

فسوف تنتهون مثله .. غدا

و قبّلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق

فسوف تنتهون ها هنا .. غدا

فالانحناء مرّ ..

و العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى

فقبّلوا زوجاتكم .. إنّي تركت زوجتي بلا وداع

و إن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع

فعلّموه الانحناء !

علّموه الانحناء !

الله . لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا !

و الودعاء الطيّبون ..

هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى

لأنّهم .. لا يشنقون !

فعلّموه الانحناء ..

و ليس ثمّ من مفر

لا تحلموا بعالم سعيد

فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !

وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..

و دمعة سدى !

( مزج ثالث ) :

يا قيصر العظيم : قد أخطأت .. إنّي أعترف

دعني- على مشنقتي – ألثم يدك

ها أنذا أقبّل الحبل الذي في عنقي يلتف

فهو يداك ، و هو مجدك الذي يجبرنا أن نعبدك

دعني أكفّر عن خطيئتي

أمنحك – بعد ميتتي – جمجمتي

تصوغ منها لك كأسا لشرابك القويّ

.. فان فعلت ما أريد :

إن يسألوك مرّة عن دمي الشهيد

و هل ترى منحتني " الوجود " كي تسلبني " الوجود "

فقل لهم : قد مات .. غير حاقد عليّ

و هذه الكأس – التي كانت عظامها جمجمته –

وثيقة الغفران لي

يا قاتلي : إنّي صفحت عنك ..

في اللّحظة التي استرحت بعدها منّي :

استرحت منك !

لكنّني .. أوصيك إن تشأ شنق الجميع

أن ترحم الشّجر !

لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانقا

لا تقطع الجذوع

فربّما يأتي الربيع

" و العام عام جوع "

فلن تشم في الفروع .. نكهة الثمر !

وربّما يمرّ في بلادنا الصيف الخطر

فتقطع الصحراء . باحثا عن الظلال

فلا ترى سوى الهجير و الرمال و الهجير و الرمال

و الظمأ الناريّ في الضلوع !

يا سيّد الشواهد البيضاء في الدجى ..

يا قيصر الصقيع !

( مزج رابع ) :

يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء

منحدرين في نهاية المساء

لا تحلموا بعالم سعيد ..

فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد .

و إن رأيتم في الطريق " هانيبال "

فأخبروه أنّني انتظرته مديّ على أبواب " روما " المجهدة

و انتظرت شيوخ روما – تحت قوس النصر – قاهر الأبطال

و نسوة الرومان بين الزينة المعربدة

ظللن ينتظرن مقدّم الجنود ..

ذوي الرؤوس الأطلسيّة المجعّدة

لكن " هانيبال " ما جاءت جنوده المجنّدة

فأخبروه أنّني انتظرته ..انتظرته ..

لكنّه لم يأت !

و أنّني انتظرته ..حتّى انتهيت في حبال الموت

و في المدى : " قرطاجه " بالنار تحترق

" قرطاجه " كانت ضمير الشمس : قد تعلّمت معنى الركوع

و العنكبوت فوق أعناق الرجال

و الكلمات تختنق

يا اخوتي : قرطاجة العذراء تحترق

فقبّلوا زوجاتكم ،

إنّي تركت زوجتي بلا وداع

و إن رأيتم طفلى الذي تركته على ذراعها .. بلا ذراع

فعلّموه الانحناء ..

علّموه الانحناء ..
علّموه الانحناء ..
إيمان عبدالرازق الحاج
إيمان عبدالرازق الحاج
نشط ثلاثة نجوم
نشط ثلاثة نجوم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصيدة... زهور لأمل دنقل Empty رد: قصيدة... زهور لأمل دنقل

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 14th ديسمبر 2012, 15:52

ابنتي إيمان إنه جعل من ملحمة حرب البسوس قضية.. ليوقظ أشجان الثأر من بني صهيون بعد معاهدة كامب ديفيد والذين هندسوها مع السادات أحدهم اليوم عايز يبقى رئيس في مصر وهو عمرو موسى والطقم المكون من بطرس غالي وأسامة الباز بعد أن استقال اسماعيل الشافعي ثم محمد إبراهيم كامل ثم يأتي المسوخ بعدهم ليقيموا السلام المائل

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصيدة... زهور لأمل دنقل Empty رد: قصيدة... زهور لأمل دنقل

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 15th ديسمبر 2012, 19:30

استاذ فضل عجبتني دراسة نقدية للــ" الزهور " ........ في غاية الدقة و لتصوير
اتخذ الشاعر هنا من الزهور معادلا موضوعيا للحديث عن الذات ولذلك رأينا في القصيدة العديد من المفارقات والتي نبعت من صدر يختنق وعقل منهك منشغل بالموت وصدمة النهايات
بدأت هذه المفارقات من العنوان وفكرة اختياره للزهور كمعادل موضوعي بما تحمله من معانِ مضادة والتي نعبر من خلالها عن مشاعر متناقضة كأن نتهادي بها في الفرح والحزن أو أن نبارك بها عرسا أو ننعي بها فقيدا ،فهذا التناقض الذي تحمله الزهور كان خير معبر عما يدور بذهن الشاعر ولا شك يزيد الرؤية وضوحا ونصاعة

ويبدأ الشاعر القصيدة بايضاح علاقته مع الزهور
وسلال من الورد
ألمحها
بين اغفاءة وافاقة


هذه العلاقةالتي هي في أصلها علاقة مع المرض تتم في حالة من الوعي واللا وعي من الشاعرو لم تكن أبدا وليدة اللحظة بل هي مستمرة منذ فترة والدليل علي ذلك بدايته بحرف العطف (الواو ) بدلالته علي التتابع والاستمرار
ثو يظهر لنا حالة الوهن والضعف التي هوعليها بقوله (ألمحها )فعلاقته بالزهور التي في غرفته لاتصل الي حد الادراك والابصار الكامل من شدة المرض
ثم يوضح لنا أن كل باقة من الورد مكتوب اسم الذي يحملها عليها في بطاقة لتحمل لنا مفارقة أيضا مع نهاية القصيدة
وعلي كل باقة
اسم حاملها في بطاقة
وتتعمق الروؤية من المقطع الثاني وتبرز قدرة الشاعر علي التشخيص المحكم عندما تبدأ الزهور في الحديث عن حالها ووصف ماتعانيه من كرب نري من خلاله اندماجا بينها وبين الشاعر
تتحدث لي الزهرات الجميلة


أن أعينهاأتسعت -دهشة -
لحظة القطف
لحظة القصف
لحظة اعدامها في الخميلة
تتحدث لي
أنها سقطت من علي عرشها في البساتين
ثم أفاقت علي عرضها في زجاج الدكاكين
أو بين أيدي المنادين
حتي اشترتها اليد المتفضلة العابرة

أول مانلمحه أنه لازالت صورة الموت وتوقع النهاية يغلف رؤيته ويسيطر عليه بشدة فأول ما بدأت به الزهور حديثها لحظة القطف أي لحظة النهاية
ويالها من نهاية مأسوية للزهور أو قل ان شئت للشاعر ، فكيف أفاقت الزهرات الجميلة بعد لحظة قطف غير عادلة لتجد نفسها تسقط من علي عرشها المتوج في البساتين لتلقي مصيرا لم تكن تتمناهدون علة أو ذنب

ثم يصل بنا الشاعر الي قمة تشخيصه للزهور

تتحدث لي
كيف جاءت اليّ
وأحزانها الملكية ترفع أحزانها الخضر
كي تتمني لي العمر
وهي تجودبأنفاسها الأخرة

كيف أصبحت الزهور هنا شخصا بكل ماتحمل الكلمة من معني تروح وتجيء وتتحدث وتحزن وتري وتتمني وتضحي من أجل الأخرين
فنراها هنا تتجسد فتتمني العمر للشاعر في نفس لحظة نهايتها

ثم يصل بنا الشاعر لحالة من الاندماج الكامل التي تصل لدرجة التوحد حين يصف لنا كيف انتهت حياة هذه الزهور
كل باقة
بين اغفاءة وافاقة
تتنفس مثلي -بالكاد - ثانية ..ثانية
وعلي صدرها حملت - راضي
اسم قاتلها في بطاقة

فهنا اندماجا كاملا توضحه لنا العبارات والصور وتصفه لنا حالة كل منهما
لقد اشترك الشاعر والزهور في نفس الحالة ( الاغفاء والافاقة )
كذلك اشتركا في حالة الوهن والضعف فالزهور تتنفس من شدة المرض بالكاد مثل الشاعر تماما
اذا فما حديث الزهور عن نهايتها ولحظة قطفها الا توقعا لما يشعر به الشاعر من نهاية مماثلة وما سقوط الزهور من علي عرشها في الببساتين فجأة في عز أريجها الا سقوط للشاعر من علي عرش الشعر والحياة فجأة أيضا ودون سابق انذار هكذا اتضح الربط والندماج وبهذه المفارقات التي اختتمها مع نهاية القيدة بقوله ( اسم قاتلها في بطاقة )
اليس هذا الاسم - اسم فاتلها - هوهو نفسه اسم حاملها الذي ذكره مع بداية القصيدة بها اتضحت الروؤية تماما وانكشف ما يصبو اليه الشاعر وما يدور بداخله من هواجس الموت
فاستطاع بكل انسيابية وبساطة اعتاد عليها ان يعبر عن رؤيته للحياة والموت وليس الموت في عمومه وانما ( موت الفجأة )لتنتهي الحياة التي يتشابه فيها جميع الموجودات
استطاع كذلك انتقاء مفرداته بعناية شديدة لتعبر عن هذه الرؤية وسخر كلماته الاعتراضية لتزيد الرؤية وضوحا وصدقا كقوله تتنفس مثلي -بالكاد- لييدل علي المعناة وقرب النهاية
وكذلك حملت - راضية - ليؤكد أنه سوف يرضي بالقدر مهما كان فهو لا يستطيع تغييره
ولا ننسي دور القافية الساكنة في ابراز الحالة النفسية التي يعانيها الشاعر علي مدي القصدة من حزن ويأس فالسكون دائما خير معبر عن النهايات
.

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصيدة... زهور لأمل دنقل Empty رد: قصيدة... زهور لأمل دنقل

مُساهمة من طرف خدورة أم بشق 16th ديسمبر 2012, 06:22

نعم يالفاتح هذا ما كنت أعنيه حين لفت نظر القارئ إلى (اغتيال الزهرة بيد قاطفها واغتياله بواسطة الدولة)

خدورة أم بشق
مشرف منتدى الشعر
مشرف منتدى الشعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصيدة... زهور لأمل دنقل Empty رد: قصيدة... زهور لأمل دنقل

مُساهمة من طرف إيمان عبدالرازق الحاج 16th ديسمبر 2012, 09:54

كلام جميل جدا
بالرغم من الالم والمعاناة
تحياتي اخي الفاتح
عايزة تلفون لناس البيت
في الخاص
شكرا
إيمان عبدالرازق الحاج
إيمان عبدالرازق الحاج
نشط ثلاثة نجوم
نشط ثلاثة نجوم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصيدة... زهور لأمل دنقل Empty رد: قصيدة... زهور لأمل دنقل

مُساهمة من طرف الفاتح محمد التوم 17th ديسمبر 2012, 17:05

خدورة أم بشق كتب:نعم يالفاتح هذا ما كنت أعنيه حين لفت نظر القارئ إلى (اغتيال الزهرة بيد قاطفها واغتياله بواسطة الدولة)
نعم أستاذي العزيز فضل ..............
ومالنا إلاّ البكاء بين يدى زرقاء اليمامة !!!!!!!!!!

الفاتح محمد التوم
مشرف المنتدى السياسى
مشرف المنتدى السياسى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى