هاشم صديق - ومطر في الدواخل

وعاد المبدع هاشم صديق لينسج لنا كلمات من خيوط الضوء وجدائل الروعة ويرسم قصيدة جديدة لها ألوان الضمير وندي الانسانية . فقد نشر على صفحات الاهرام اليوم قصيد ة بعنوان ( مطر الفواصل في الدواخل بها ( إجترار ) لمكنونات الدواخل وقد كتبنا - قبل هذا قراءة اولى في قصيدته وهاهي القراءة الثانية
انظر في الابيات التالية إلى احساس الشاعر وهو يلبس منظار وردي لمستقبل مجهول ينظر بتفائل رغم المحن والاحن والحروب والتقاوي الفاسدة : ( عندي احساس .. إنو باكر .بيكون أجمل .. والأماسي الشارقة من ضلفة عيونك... شوفها أنبل) ..و
وينظر هاشم للغد بلون الفل ورائحة ( البن ) ..ينظر لها وله حنان وفهم وذوق( صباحك فل .. جبنة وضل ..بخور مطلوق .. حنان ما بحوق .. يابت ياذوق .. يا ست الكل ..) ....!
وكما قلنا في القراءة السابقة أن هاشم يعيش في حالة اندهاش كونه خارج إيقاع الزمن ) ، وبعيدا عن تطور الاحداث، مصدوم بتبدل الأحول يغني ( مشاترا) لجوقة الجيل الحالي وهو يقول: ( أنا بره الشبكة ...وبره القون . إتفتت ...إتشتت.. غبار في الكون ولسه بكابر ماتجرست .. أكوس العون ..لسه مسافر ...طااير ونافر.. ماركيت .. في وادي عيون ... الزمن اتغير .. وانا متحير .. لسه مصفد ... وقاشر أسود .. حزنر ممدد ... لبس الكون ..) لله درك ياهاشم كيف تحمل مثل هذا الحزن على مر العقود كيف تحمل في داخلك وطن تلوك من أجله الصبر وتلعق الأسى وإلى متي إلى أن تقول ( مساك قمرا نزل.. في سيرة .. في أمدرمان رتينة اتقالدت .. مبخر بخور تيمان .. تلاوة في حلقة القران سلام .زندا الآذان ضحك بلل شغوف آخبان ...مساك بحة حنين وحنان غنوة نبيلة للأوطان)
وهاشم يدوعنا للرجوع إلي زمن هو اسير فيه . فالمعجم الحسي لا يستطيع ترجمة محدثات العصر وسط زيف العاطفة ونفاق الضمير أتمني أن تستمتعوابهذه القصيدة وهي منشورة في الصفحة الأخيرة لجريدة الاهرام اليوم بتاريخ 13-62011)

ونجد ان هاشم صديق منذ قصيدته الاولى اصبح الوطن هو الهاجس بالنسبة له يريد ان يراه وطناً يسع الجميع باختلاف مشاربه وتغنى له في كل قصائده وكان لديه هو الرمز احياناً والمباشرة احياناً في تسامي نادر من شاعر صارت اسلحته هي الحروف والكلمات ضد الظلم والضيم ،ينادي بان يكون الشعب السوداني صاحب خطوة وحظوة في خيارات البلاد من دون انكسار أو خنوع ونجده في ديوانه جواب مسجل للبلد وفي قصيدته بعنوان الديوان يعتز بأسرته ووالديه في كبرياء الابطال وهو صاحب التاريخ الشعري الزاخر بالمجد والبطولات:-
يا بلد اسمعيني وهاك كل البيعة
كاملة:-
اسمي هاشم.. أمي آمنه
أبويا ميت وكان خضرجي
ومرة صاحب قهوة
في ركن الوزارة
بيتنا طين واقع مشرم
ولما حال الطين يحنن
نشقى شأن يلقى الزبالة
خلي ألقاب الجرايد
من ممثل ولا شاعر
ولا كاتب ولا ناقد
كلو زي يفط الدكاكين
والمطاعم.
وبرغم شاعرية هاشم وصيته وشهرته وملكاته فإن ذلك لا يدعوه ان ينسى الغلابة وبيوت الطين ان كان ذلك في أسرته أو في الأسر السودانية من عامة الشعب التي ينتمي إليها وان الألقاب لا تدعوه أن يعيش في برج عاجي «برج المشاهير» وينسى قضايا أمته التي سن قلمه للحديث باسمها والدفاع عنها ولم يكن كمتوهمي النجومية الذين ينتجون عملاً واحداً فقط ويتحدثون عنه طوال السنوات أي «يقصون الجرة» ولكن ظل ومازال ينتج في كل يوم جديد وطال ما به نفس شعراً ومسرحاً شارع أبواب الفكر مفتوحة لعطاء متجدد من خلال تراكم خبراته
********************....................********************
تسلم يا ود الشـــيخ ...... فقدتك الساحة و المســاحة

هاشم صديق - ومطر في الدواخل

هاشم صديق - ومطر في الدواخل

رد: هاشم صديق - ومطر في الدواخل