مدينة امريكية في السودان

اعلن المسئولون الامريكان عن قرب افتتاح سفارتهم الجديدة في السودان على مساحة اربعين الف متر جنوب الخرطوم
shabdaziz@hotmail.com



مفكرة الاسلام: أثارت الزيارات الأخيرة لبعض المسئولين الأمريكان، وبعضهم من العيار الثقيل مثل جون كيري المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة، والعضو النشط في الكونجرس الأمريكي، إلي السودان الكثير من الآراء ووجهات النظر عن طبيعة هذه الزيارات والمغزى من ورائها، في ظل التراشق الإعلامي الواسع بين البلدين منذ عهد طويل، والذي احتدم علي خلفية تطورات قضية دارفور، واتهام السودان المباشر لأمريكا بدعم المتمردين في دارفور، ثم جاءت التصريحات المتفائلة من الجانبين عقب الانتهاء من المباحثات لتؤكد علي صفقة ما قد تمت داخل الأروقة المغلقة، أسفرت عن عودة بعض المنظمات الخيرية الأمريكية للعمل بالسودان ودارفور، مع تصريحات مريحة من الجانب الأمريكي بخصوص قضية الرئيس السوداني البشير ومحاكمته دولياً، إلي آخر هذه التصريحات التي يغلب عليها الدبلوماسية والإعلامية .

ولكن الثمرة الكبرى لهذا التقارب الأمريكي السوداني في الفترة الأخيرة تمثل في الإعلان عن قرب الانتهاء من مبني السفارة الأمريكية الجديد في السودان، ولكن هل مبني السفارة الجديد يستحق هذا التقارب الأمريكي من بلد مازال مصنفاً على لائحة الإرهاب الأمريكي، ضمن الدول الراعية للإرهاب، ورئيسها ملاحق دولياً ؟

سفارات أمريكا في السودان

خلال الخمسين سنة الماضية تنقلت السفارة الأمريكية في السودان، وهي عمر العلاقات الدبلوماسية الأمريكية السودانية، أربع مرات، بدء بمكتب اتصال في شارع الملك نمر بالخرطوم، وهو حالياً المركز الثقافي الألماني، ثم المبني السكني للعاملين بالسفارة بأرض جسر المنشية شرق العاصمة الخرطوم، ثم في السبعينيات في شارع الجمهورية أهم شوارع الخرطوم في مبني مكون من ثمانية طوابق، ما لبث أن أصبح أربعة فقط، بسبب التوترات المتبادلة بين البلدين وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بينهما، وأخيراً البناية التي تقع في شارع البرلمان قبالة مبني وزارة الخارجية السودانية سابقاً .

سفارة أم مدينة

السفارة الأمريكية الجديدة في السودان، والتي دشنت عهداً جديداً في العلاقات المتبادلة بين الطرفين، تقع علي مساحة أربعين ألف متر مربع، جنوب العاصمة الخرطوم، في ضاحية سوبا علي مسافة أربعين كيلو متر من العاصمة، علي الطريق البري الرئيسي ، ويضمن المبني وحدات سكانية للعاملين بالسفارة، ومواقع رصد متقدمة، ووحدات إنذار مبكر، ومحطات بث فضائية، وقبل هذا كله ترسانة مدججة من القوات الأمريكية المتواجدة باستمرار للدفاع عن السفارة .

هذه المواصفات القياسية للسفارة الجديدة يجعلها السفارة الأكبر في إفريقيا علي الإطلاق، في أكبر من سفارتي أمريكا في مصر وجنوب إفريقيا، وتماثل السفارة الأمريكية في العراق المتواجدة في المنطقة الخضراء، والتي تعتبر السفارة الأكبر في الشرق الأوسط، مما يجعلها تستحق وصف مدينة أقرب منها إلي سفارة، نظراً للحالة الاقتصادية التي عليها بلد مثل السودان، مما يجعلنا ننظر بعين الريب والشك عن طبيعة دور هذه السفارة الجديدة، خاصة وأن القائم علي شئونها الأن ألبرتو فرنانديز، وهو رجل صاحب خبرة طويلة في العمل بالمنطقة العربية، ويجيد التحدث بالعربية، ومن أقدر الدبلوماسيين الأمريكان علي التوصل مع المنطقة، رغم أورمته الكولومبية .

فمن الواضح بجلاء أن هذه السفارة الجديدة ستلعب دوراً محورياً كبيراً في المنطقة، وسيتجاوز هذا الدور حتماً دورها الدبلوماسي، لتشمل أدوار أمنية ونشاطات تجسس ومراقبة، في ظل تعاون أمني وشيك بين أمريكا والسودان، التي رفعت سقف التنازلات، ووسعت دائرة المسموح به في التعامل مع الاختراقات الأمريكية في المنطقة، من أجل تجاوز أزمتها الحالية، والخروق الكثيرة التي أصابت ثوب سياستها للبلاد، والتي علي ما يبدو قد اتسعت علي الراكع أسف أقصد الراقع السوداني، فاستدعي أسهل الحلول وأضمن السبل، وأعطي الأمريكان ما أرادوا .

وبافتتاح هذه السفارة تكون أمريكا قد أحكمت قبضتها الأمنية والدبلوماسية علي المنطقة، وبسطت سيطرتها ومراقبتها علي بوابة إفريقيا، لتتمكن من تنفيذ سياستها التفتيتية في القارة السوداء، ولتحجم الدور الصيني المتنامي في القارة .

ومهما يكن من مبررات السودان في قبول مثل هذا النوع من السفارات العابرة للقارات، والتي هي دولة مستقلة داخل الدولة، فإن عواقب هذا التنازل عادة خسراً، وسألوا من كان قبلكم، والنميري ما زال حياً يرزق !

الموضوع قديم لكن حبيت تراجعوه

الناس دي ما يدوني لي 350 متر ساي من المساحة ام 40,000 متر دي .. لان انا عندي قطعتين ارض كلها عشوائي يعني ( كيري ) داير لي قطعة مخططه اسكن بجوار الجماعه ديل ..

شكرا للبوست ام محمد ..

ابوالزهور الزعيم سلامات
صحتك واخبارك انشاءالله كويس
ود عشمان قال عايز 350 م متفائل لابعد الحدود المنطقة دي بدوا فيها بالكتير اوضة اواوضتين يعني8 امتار او عشرة....
الفاتح اخوي دي محن اخر الزمان.....