ميسون بنت بحدل النجدية... أم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
صفحة 1 من اصل 1
ميسون بنت بحدل النجدية... أم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
كانت ميسونُ بنت بحدلٍ النجدية ذاتَ جَمالٍ باهر وحُسنٍ عامر، أُعجِبَ بها معاوية وتزوجها، وهَيأَ لها قَصراً مُشرفاً على الغوطَةِ بِدِمشق، زَيَّنَهُ بأنواعِ الزخارف ووضع فيه مِن أواني الذهب والفضة ما لا يُضاهيه، ونَقلَ إليه مِن الديباج الرومي المُلَّون والموشي ما هو لائقٌ به. ثُمَّ أسكنها مع وصائفَ لها كأمثال الحور العين، فلَبِسَت يوماً أفخرَ ثيابِها وتزينت وتطيبت بما أُعِدَّ لها مِن الحُلي والجواهر الذي لا يوجَدُ مِثلُه، ثم جلست في روشنها وحولها الوصائف، فنظرت إلى الغوطة وأشجارها وسمعت تجاوب الطير في أوكارها، وشمت نسيم الأزهار، وروائح الرياحين والنوار فتذكرت نجداً وحنت إلى أترابها وأُناسِها، وتذكرت مسقط رأسها، فبكت وتنهدت، فقالت لها إحدى وصيفاتها ما يُبكيكِ وأنتِ في مُلكٍ يُضاهي مُلكَ بلقيس ؟! فقالت - مشتاقة إلى حياتها في البادية - :
لَبَيتٌ تَخفِقُ الأرياحُ فيه -- أَحَبُّ إليَّ مِن قَصرٍ مُنيفِ
ولُبسُ عَباءَةٍ وتَقَرَّ عيني -- أَحَبُّ إليَّ مِن لبسِ الشُفوفِ
وأكلُ كُسَيرَةٍ مِن كَسرِ بيتي -- أحبُّ إلي مِن أكل الرغيفِ
و أصواتُ الرياحِ بِكُلِّ فَجٍّ -- أحبُّ إليّ مِن نَقرِ الدُّفوفِ
وكَلبٌ يَنبَحُ الطُّراقَ دوني -- أحبُّ إليَّ مِن قِطٍ أليفِ
وخَرقٌ مِن بني عمي نَحيفٌ -- أحبُّ إليَّ مِن عِلجٍ عَلوفِ
خُشونَةُ عِيشَتي في البدو اشهى -- إلى نفسي مِن العيشِ الظريف
فلما دخل معاوية، عَرَّفَتهُ الوصيفةُ بما قالت، وقيل إنه سمعها وهي تنشد ذلك، فقال : ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني عِلجاً علوفاً؟ هي طالق! مُروها فلتأخذ جميع ما في القصر فهو لها ثُمَّ سَيَّرها إلى أهلِها بنجد، وكانت حاملاً بيزيد فولدته بالبادية وأرضعته سنتين، ثُمَّ أخذهُ معاوية منها بعد ذلك.
لَبَيتٌ تَخفِقُ الأرياحُ فيه -- أَحَبُّ إليَّ مِن قَصرٍ مُنيفِ
ولُبسُ عَباءَةٍ وتَقَرَّ عيني -- أَحَبُّ إليَّ مِن لبسِ الشُفوفِ
وأكلُ كُسَيرَةٍ مِن كَسرِ بيتي -- أحبُّ إلي مِن أكل الرغيفِ
و أصواتُ الرياحِ بِكُلِّ فَجٍّ -- أحبُّ إليّ مِن نَقرِ الدُّفوفِ
وكَلبٌ يَنبَحُ الطُّراقَ دوني -- أحبُّ إليَّ مِن قِطٍ أليفِ
وخَرقٌ مِن بني عمي نَحيفٌ -- أحبُّ إليَّ مِن عِلجٍ عَلوفِ
خُشونَةُ عِيشَتي في البدو اشهى -- إلى نفسي مِن العيشِ الظريف
فلما دخل معاوية، عَرَّفَتهُ الوصيفةُ بما قالت، وقيل إنه سمعها وهي تنشد ذلك، فقال : ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني عِلجاً علوفاً؟ هي طالق! مُروها فلتأخذ جميع ما في القصر فهو لها ثُمَّ سَيَّرها إلى أهلِها بنجد، وكانت حاملاً بيزيد فولدته بالبادية وأرضعته سنتين، ثُمَّ أخذهُ معاوية منها بعد ذلك.
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
مواضيع مماثلة
» نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَـمْ تَنَلْـهُ يَـدِي
» نالت علي يدها ليذيد بن معاوية
» (((( ++ حوادث وجرائم محلية وعالمية ++ ) ))
» ذات الوشاح ليزبد بن معاوية ....هدية لمعتصم المصطفى بابكر
» بلاغة شعر يذيد بن معاوية
» نالت علي يدها ليذيد بن معاوية
» (((( ++ حوادث وجرائم محلية وعالمية ++ ) ))
» ذات الوشاح ليزبد بن معاوية ....هدية لمعتصم المصطفى بابكر
» بلاغة شعر يذيد بن معاوية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى