ظـــاهــرة تحــتـاج لتشخـــيـص وعــلاج!!
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ظـــاهــرة تحــتـاج لتشخـــيـص وعــلاج!!
ظـــاهــرة تحــتـاج لتشخـــيـص وعــلاج!!
التفاصيل
نشر بتاريخ الأحد, 20 كانون2/يناير 2013 13:00
الصادق الرزيقي - الانتباهة
خرجت ظاهرة تعلُّق الشباب السوداني وصغار السن بنجوم الرياضة والفن من إطارها الصحيح، إلى مشكلة حقيقية تستحق النظر والتدقيق في أسبابها وتلافي عواقبها، عطفاً على ما حدث في وفاة الفنان محمود عبد العزيز ــ غفر الله له ورحمه رحمة واسعة ــ، وما جرى في الطرقات وفي مطار الخرطوم الذي تم احتلاله بالكامل لساعات طويلة قبل تدخل الشرطة يوم الخميس الماضي.
ولا يساور أحد شك في أن ظاهرة الانفلات والطيش والفراغ المميت التي يعيشها الشباب اليوم، تنذر بخطر ماحق، وتستدعي تضافر جهود جهات عديدة لدراستها وسبر أغوارها ووضع الحلول المناسبة لها، وهي حالة من الانحدار والتردي القيمي وصلت لمرحلة العدمية لدى البعض خاصة ما رأيناه في المقابر أو التعبيرات التي ــ للأسف ــ نقلتها الكثير من قنواتنا الفضائية والإذاعات التي تحوّلت لبيوت مآتم مبثوثة في الهواء.
وتحتاج الدولة للتوقف طويلاً عند هذه الظاهرة، هل هي نتاج افتقاد القدوة وارتجاج وتهشم صورة الكبير بكل أبعادها في المجتمع، والتيه في التبصر والتوجه، وانعدام برامج موجهة لصياغة فضاء واسع من القيم والأفكار يعيش تحته الشباب ويرتبط بقضايا حقيقية وينفعل بها، بدلاً عن امتصاص الفراغ لطاقاته وقدراته.
ولا يساورنا شك في أن تمييع الشباب وتتفيه وتسخيف اهتماماتهم، وعملية وفن صناعة النجوم في المجتمع السوداني اليوم، لهي أكبر من أن تنشأ من اللاشيء والتلقائية المحضة، هناك ظروف وعوامل مختلفة ربما قادت إلى هذه الصورة الشائهة التي ظهرنا بها في مناسبات وأحداث كثيرة من قبل وآخرها وفاة محمود عبد العزيز، فالحزن شيء مباح ولا غبار عليه، لكن هذا الجنون الجارف والطيش والفوضى والتعلُّق الأعمى بالنجوم مهما كانوا وتصور أنهم مخلوقات فوق البشر لا يدركها الموت أو يشق على غيرهم الحياة بدونهم، فتلك محنة كبرى لا يجوز تجاهلها على الإطلاق.
وسبق أن قيل كلام كثير جداً وسال مداد من علماء ومفكرين ودعاة ومراقبين وحادبين، عن تسلل جهات هدامة تعمل على صناعة الوهم الكبير لدى الشباب وتوجه دفة اهتماماتهم إلى حضيض بائس من الاهتمامات تدغدغ العواطف وتثير الغرائز وتجعل الحياة مجرد جيشان شعور جارف على هامش الحياة، خاصة أن الفنون غير الناضجة والملتزمة هي أوسع أبواب الالتباس لدى الكثير من الناس.
وما يثير الحزن أن شبابنا غائب ومغيَّب عن واقعه بما لا يعطيه سانحة لمعرفة حقيقة ما يواجهه وما يعانيه، فبلد لا يزال يكابد في التنمية والبناء والنهضة ويسعى للخروج من التخلُّف والجهل والمرض، يساق شبابه للاحتفاء بمرقشات الحياة وقشورها وليس لباب القضايا المركزية فيه.
كم من عالم نحرير في مجالات الطب والهندسة والزراعة والكيمياء والفيزياء والقانون والأدب والاقتصاد وغيرها، قدموا لهذه البلاد ما لم يقدمه غيرهم، فارقوا الحياة في صمت ولم يبكِ عليهم أحد ولم يحزن على موتهم إلا ذووهم وعارفو أفضالهم!، وكم من رجل وامرأة قدموا لهذه الأمة عظيم العمل وجليل العطاء، لم يقف على قبورهم ولم يقم للصلاة عليهم إلا نفر بعدد الأصابع، وتركوا الحياة وبصماتهم خالدة وجزاؤهم الأوفى عند مليك مقتدر.
لماذا لا تتساوى الأشياء في ضباب هذا المدى الشاحب في وطن تبنيه العقول الحيّة والأفكار الكبيرة ومداد العلماء، وليس التهافت الرسمي الذي رأيناه من الحكوميين والتنفيذيين والتشريعيين يتسابقون لزرف الدموع ويزايدون حتى على المكلومين بالحزن على مطربهم الفقيد.
الرسالة الوحيدة التي وجهها التهافت الرسمي والستاهل مع الفوضى التي كانت في الشوارع وفي مدرَج مطار الخرطوم، وما فعلته وسائل الإعلام الأخرى التي جعلت كل السودان يقف على سارية دموع، إن هذا النموذج من الشباب هو الذي تريده الدولة بعد أن عجزت عن صناعة شبابها وتوجهاتهم واهتماماتهم.
الفاتح حسن ابوساره- مشرف تاريخ ابوجبيهه
رد: ظـــاهــرة تحــتـاج لتشخـــيـص وعــلاج!!
ظاهره فعلا تستحق النقاش
شكرا ابوساره
شكرا ابوساره
ابو كليقا- نشط ثلاثة نجوم
رد: ظـــاهــرة تحــتـاج لتشخـــيـص وعــلاج!!
حقيقة.
ظاهرة تخوف وتريع وتنذر بالاخطار المحدقة بالمجتمع لاسيما الشياب
خاصة ان اغلب الشباب اصابتهم عدوى السطحية وانتشرت في اوساطهم ثقافة التمسك بسفاسف الامور...
شكرا استاذ الفاتح وعبرك الشكر موصول للكاتب الصادق الرزيقي وفعلا هو صادق واصاب عين الحقيقة المرة
ظاهرة تخوف وتريع وتنذر بالاخطار المحدقة بالمجتمع لاسيما الشياب
خاصة ان اغلب الشباب اصابتهم عدوى السطحية وانتشرت في اوساطهم ثقافة التمسك بسفاسف الامور...
شكرا استاذ الفاتح وعبرك الشكر موصول للكاتب الصادق الرزيقي وفعلا هو صادق واصاب عين الحقيقة المرة
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: ظـــاهــرة تحــتـاج لتشخـــيـص وعــلاج!!
العزيزين ابو كليقا ومحمود مشكورين على المرور والتعليق وقد اثبتت هذه الحادثة فشل مشروعنا الحضاري ودولتنا الرسالية وكل الكلام الكبار الذي مللنا سماعه لعقود
الفاتح حسن ابوساره- مشرف تاريخ ابوجبيهه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى