القارئ : الشيخ : صديق أحمد حمدون . الله يرحمه

ولد الشيخ صديق عليه رحمة الله في قرية الهبيكة عكود جنوب مدينة رفاعة عام 1925 ، الشيخ صديق من اسرة متدينة بعثت به الى الكتاتيب لقراءة القران الكريم وحفظه وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره. اشتهرت المنطقة من مسيد ود عيسى الى مدينة واد مدني حاضرة ولاية الجزيرة بانتشار الخلاوي القرانية، منذ عهد غلام الله بن عائد رحمه الله منذ قرون طويلة واستمرت الى يومنا هذا برغم مضايقة المستعمر البغيض لها ، مما حبب كثير من سكان تلك المناطق على النشئة القرانية والتخلق باخلاق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. كان والده ميسور الحال وراعي للقران، اتم الشيخ حفظ كتاب الله في الحادية عشرة من عمره، ومن ثم التحق الشيخ صديق بمعهد واد مدني لقراءة الفقه والعلم ومن ثم ذهب الشيخ لمدينة امدرمان التي عمل فيها بتجارة الاقمشة والاذاعة السودانية وجامعة امدرمان الاسلامية ومسجد امدرمان الكبير وايضا كانت له حلقة تلاوة في منزل الشيخ عثمان احمد محجوب . كان الشيخ احمد ود المقبول يمت بصلة قرابة للشيخ صديق وهو ايضا كان يشار اليه بالبنان في ذلك الوقت نسبة لعلمه الواسع بالقران الكريم وخاصة التلاوة، وكان تلقى تعليمه على يد الشيخ الشريف احمد ود الامين ابو صالح وكان له الاثر الفعال في تبني الشيخ صديق و من اكثر المتابعين للشيخ حتى في الاذاعة السودانية ويقال ان الشيخ احمد ود المقبول كان ينصت لتلاوة الشيخ ويعاتبه معاتبة شديدة اذا راى اي لحن خفي في تلاوة الشيخ صديق وذلك نسبة الى ما عرف عن الشيخ احمد من غيرته الشديدة على القران الكريم. يحكي ابناء الشيخ واهله عن ان الشيخ كان لا ينام الليل ويظل قائماً لله تعالى حتى ساعات الفجر. سافر الشيخ الى ليبيا وزنجبار وماليزيا لنشر القران الكريم. اشتهر الشيخ عليه رحمة في حلقات تفسير القران الكريم مع العلامة الدكتور عبدالله الطيب في ذلك البرنامج الاذاعي المشهور الذي كان وما ذال يستمع اليه جميع اهل السودان، يقال ان الدكتور عبدالله الطيب عليه رحمة الله كان يرجع للشيخ عندما يشتبه عليه امر في قراءة الدوري او قراءة حفص للتأكد من الامر. من الطرائف التي قيلت عن الشيخ عليه رحمة الله عندما كان يسأل عن مسافة معينة او المكان الفلاني الى المكان الفلاني كان يقول عنها انها مسافة قراءة جذء واحد او نصف جزء او صورة معينة ، وكان ايضا يقول وقفت بباب فلان انتظره ان يخرج الي فخرج بعد ان قرائت صورة كذا او كذا، نفهم من ذلك ان كل معايره كانت تقاس بالقران الكريم. كان الشيخ كريما باراً بوالدته واهله وكان عندما يذهب الى قرية الهبيكة يحمل معه كل شئ من القماش الى المواد التموينية من ماله، اضافة الى ان بعض تجار امدرمان ومن شدة حبهم للشيخ صديق كانو يحملونه في سفراته تلك كلاً حسب تجارته وبضاعته ومنهم من يدفع المال . توفي الشيخ الصديق احمد حمدون في شهر نوفمبر سنة 1985 في الساعة الواحدة من فجر الخميس ووري الثرى جثمانه الطاهر في مقابر احمد شرفي في مدينة امدرمان صباح ذاك اليوم وكانت اخر كلامته في تلك الليلة التي بدأ فيها متعبا بعد سال اهل بيته عن احوالهم، ظل يردد صورة الاخلاص والمعوذتين الى ان نطق الشيخ بالشهادتين التي سمعها اهل بيته وكانت حسن الخاتمة منهياٍ مسيرة رمز قراني سوداني عاش في وجدان جميع السودانيين الى يومناهذا ، للشيخ الجليل نجلان هما الشيخ اسامة والشيخ صابر هذه نبزة بسيطة عن هذا الشيخ الجليل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيه خيركم من تعلم القران وعلمه. الا رحم الله الشيخ الجليل الصديق احمد حمدون ويرحمنا ويرحم جميع المسلمين والمسلمات وان يرزقنا حسن الخاتمة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اهله وسلم والحمد لله رب العالمين

رحم الله الشيخ صديق أحمد حمدون بقدر ماقدمه للأمة الإسلامية من تلاوات عظيمة للقرآن الكريم
كنت أتابعه بإستمرار عبر برنامج دراسات في القرآن في إذاعة ام درمان للعلامة عبدالله الطيب وكان يتلوالقرآن بصوته الرخم بقراءتي حفص عن عاصم وقراءة ابي عمر الدوري
عليهما الرحمة والمغفرة