مرسي يحاور مرسي
صفحة 1 من اصل 1
مرسي يحاور مرسي
مقال رائع منقول
مرسي يحاور مرسى جريدة الشروق –
وائل قنديل
نعيش عصر الكاريكاتير السياسى بامتياز، تصريحات أقرب للهلوسة، وخطاب إعلامى
وسياسى أشبه بصيحات تصدر عن حلقة زار، تكرار ممل لكليشيهات ممجوجة وإفيهات
مستهلكة، فقدت صلاحيتها للتأثير أو حتى إثارة الضحك.
يدعون إلى الحوار والتفاوض والمناقشة فى كل القضايا المثارة فيتهربون من المواجهة ويختبئون
« خلف حوائط المقاطعة، ثم لا يتورع أحدهم عن إطلاق كلمات فولكلورية عن أن مرسى يحاور مرسي
ثم يشد الرحال إلى عالم النكتة والقفشة متسربلا بمسوح الحكمة والخبرة متهما كل
الناس بالعبث والجنون وهو وحده الجاد العاقل الرزين
يتحدثون عن أن النظام فقد شعبيته وما كان له من قاعدة جماهيرية، ثم حين تأتيهم الفرصة
للإطاحة بهذا النظام وإزاحته عبر انتخابات يطلقون قنابل الدخان ويهربون داخل سحبها الكثيفة.
وبالتوازى مع ذلك تستمر ماكينة عصر الأكاذيب فى عملها بمنتهى الكفاءة، فتسمع ثغاء عن بيع
الأهرامات وقناة السويس ومياه النيل وينسجون الحواديت المسلية ثم يتعاملون معها على أنها
حقائق دامغة، الأمر الذى يفجر أنهارا من السخرية من هذا الإفك، والشفقة على هذا الانحدار فى
افتراض أنهم يخاطبون شعبا من المجانين.
الذين احتفلوا قبل شهور بزوال حكم العسكر بعد ستين عاما من هيمنته على البلاد كما يقولون،
يبوسون أقدام المؤسسة العسكرية الآن لكى تعود وتعيد عقارب الساعة إلى بدايات
الخمسينيات، وينشطون فى اختراع الفكاهات، من جمع توكيلات للجيش بإدارة البلاد، إلى حشد
الوقفات العكاشية للتشجيع على الانقلاب، والتحريض على هدم المبنى على رءوس من فيه. ثم
بعد ذلك يقدمون أنفسهم باعتبارهم حماة المدنية والديمقراطية.
هى حالة هيستيرية تخرجك من زمرة الوطنية إن لم تشارك فى حفلات اللهو بالمولوتوف
الإعلامى، وتجردك من الانتساب لهذه الثورة إن لم تكن ضليعا فى البذاءة وتدخل المشتمة وتسب
الرئيس آناء الليل وأطراف النهار. وإن لم تفعل فأنت خائن للقضية وعديم المسئولية ومن عملاء
النظام.
لقد بلغ الإفلاس السياسى حدا جعل عتاة الليبرالية يريدونها عسكرية، لكن الأفدح هو هذا
الإفلاس الفكرى الذى ذابت معه الفواصل بين الخطاب العكاشى وخطاب رموز النضال فى التحرير،
فيصفقون ويهتفون احتفالا بكل إخفاق اقتصادى ويقيمون المهرجانات الصاخبة فرحا بكل قطرة
تنزفها مصر ماليا أو أمنيا.
وفى وسط هذه الغابات من الابتزاز والوقاحة لا تملك إلا أن تشعر بالأسى على هذا القحط
الروحى وتعتصم بما يمليه عليه ضميرك.
لقد كانت جلسة الحوار الوطنى أمس الأول منقولة على الهواء مباشرة، ليخرج كل مشارك ما
بداخله من آراء ومطالب وأسئلة، ويختلف ويشتبك ويعترض ويهم بالانسحاب، ورغم ذلك هى
بتعبير أولئك الذين قضوا عمرهم يلتقطون ساقط الفتات من » مرسى يحاور مرسى « تمثيلية و
أسفل موائد نظام مبارك، ويمرحون فى فنائه الخلفى متسللين من سلم الخدم خلسة
مرسي يحاور مرسى جريدة الشروق –
وائل قنديل
نعيش عصر الكاريكاتير السياسى بامتياز، تصريحات أقرب للهلوسة، وخطاب إعلامى
وسياسى أشبه بصيحات تصدر عن حلقة زار، تكرار ممل لكليشيهات ممجوجة وإفيهات
مستهلكة، فقدت صلاحيتها للتأثير أو حتى إثارة الضحك.
يدعون إلى الحوار والتفاوض والمناقشة فى كل القضايا المثارة فيتهربون من المواجهة ويختبئون
« خلف حوائط المقاطعة، ثم لا يتورع أحدهم عن إطلاق كلمات فولكلورية عن أن مرسى يحاور مرسي
ثم يشد الرحال إلى عالم النكتة والقفشة متسربلا بمسوح الحكمة والخبرة متهما كل
الناس بالعبث والجنون وهو وحده الجاد العاقل الرزين
يتحدثون عن أن النظام فقد شعبيته وما كان له من قاعدة جماهيرية، ثم حين تأتيهم الفرصة
للإطاحة بهذا النظام وإزاحته عبر انتخابات يطلقون قنابل الدخان ويهربون داخل سحبها الكثيفة.
وبالتوازى مع ذلك تستمر ماكينة عصر الأكاذيب فى عملها بمنتهى الكفاءة، فتسمع ثغاء عن بيع
الأهرامات وقناة السويس ومياه النيل وينسجون الحواديت المسلية ثم يتعاملون معها على أنها
حقائق دامغة، الأمر الذى يفجر أنهارا من السخرية من هذا الإفك، والشفقة على هذا الانحدار فى
افتراض أنهم يخاطبون شعبا من المجانين.
الذين احتفلوا قبل شهور بزوال حكم العسكر بعد ستين عاما من هيمنته على البلاد كما يقولون،
يبوسون أقدام المؤسسة العسكرية الآن لكى تعود وتعيد عقارب الساعة إلى بدايات
الخمسينيات، وينشطون فى اختراع الفكاهات، من جمع توكيلات للجيش بإدارة البلاد، إلى حشد
الوقفات العكاشية للتشجيع على الانقلاب، والتحريض على هدم المبنى على رءوس من فيه. ثم
بعد ذلك يقدمون أنفسهم باعتبارهم حماة المدنية والديمقراطية.
هى حالة هيستيرية تخرجك من زمرة الوطنية إن لم تشارك فى حفلات اللهو بالمولوتوف
الإعلامى، وتجردك من الانتساب لهذه الثورة إن لم تكن ضليعا فى البذاءة وتدخل المشتمة وتسب
الرئيس آناء الليل وأطراف النهار. وإن لم تفعل فأنت خائن للقضية وعديم المسئولية ومن عملاء
النظام.
لقد بلغ الإفلاس السياسى حدا جعل عتاة الليبرالية يريدونها عسكرية، لكن الأفدح هو هذا
الإفلاس الفكرى الذى ذابت معه الفواصل بين الخطاب العكاشى وخطاب رموز النضال فى التحرير،
فيصفقون ويهتفون احتفالا بكل إخفاق اقتصادى ويقيمون المهرجانات الصاخبة فرحا بكل قطرة
تنزفها مصر ماليا أو أمنيا.
وفى وسط هذه الغابات من الابتزاز والوقاحة لا تملك إلا أن تشعر بالأسى على هذا القحط
الروحى وتعتصم بما يمليه عليه ضميرك.
لقد كانت جلسة الحوار الوطنى أمس الأول منقولة على الهواء مباشرة، ليخرج كل مشارك ما
بداخله من آراء ومطالب وأسئلة، ويختلف ويشتبك ويعترض ويهم بالانسحاب، ورغم ذلك هى
بتعبير أولئك الذين قضوا عمرهم يلتقطون ساقط الفتات من » مرسى يحاور مرسى « تمثيلية و
أسفل موائد نظام مبارك، ويمرحون فى فنائه الخلفى متسللين من سلم الخدم خلسة
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى