زوجات الرسول ==صلي الله علية وسلم ---11 امراة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
زوجات الرسول ==صلي الله علية وسلم ---11 امراة
عدد زوجات الرسول و اسماء زوجات الرسول
عدد زوجات الرسول و اسماء زوجات الرسول
عدد زوجات الرسول و اسماء زوجات الرسول
اولا تزوج الرسول (ص) وكان عمرة 25سنة
عدد زوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم ) 11 امراة
1-السيدة خديجة بنت خويلد
2-السيدة سودة بنت زمعة
3-السيدة عائشة بنت ابي بكر
4- السيدة حفصة بنت عمر
5-السيدة هند ام سلمه
6-السيدة زينب بنت جحش
7-السيدة جويريه بنت الحارث
8-السيدة صفيه
9-السيدة أم حبيبه بنت ابي سفيان
10-السيدة ماريا القطبيه
11- السيدة ميمونة بنت الحارث
وكانت اول امراءة أرملة في الاسلام هي زوجة الرسول (ص) سوداء بنت زمعة وتزوجها الرسول (ص) وكان عمرها 80 سنه
وكانت أول زوجة من زوجات الرسول (ص) تزوجها بكريه هي السيدة عائشة بنت ابي بكر وأول زوجات الرسول (ص) هي السيدة خديجة بنت خويلد تزوجها وكانت اكبر منه 25 سنه
الحازمي- نشط مميز
رد: زوجات الرسول ==صلي الله علية وسلم ---11 امراة
أمهات المؤمنين
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
هذه المقالة جزء من سلسلة
الإسلام
العقائد[أظهر]
الشعائر[أظهر]
مصادر التشريع[أظهر]
شخصيات محورية[أظهر]
الفرق[أظهر]
التاريخ والجغرافيا[أظهر]
انظر أيضا[أظهر]
أم المؤمنين، هو مصطلح إسلامي يُطلق على زوجات نبي الإسلام محمد بن عبد الله– صلى الله عليه وسلم. وقد ورد هذا اللقب في القرآن، حيث جاء في سورة الأحزاب: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}[1]. لهن فضل ومزية عن بقية نساء المسلمين بنص القرآن الكريم في سورة الأحزاب أيضًا: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن}[2].
وقد ذكر الحافظ عبد الرحيم العراقي الاختلاف في عدد أزواج النبي اللاتي دخل بهن على قولين؛ أنهنّ إثنتا عشر أو إحدى عشر[3]، وسبب الاختلاف هو في مارية القبطية، هل هي زوجة له أم ملك يمين. فالمتَّفق عليه من زوجاته إحدى عشرة. القرشيات منهن ست، هن: خديجة بنت خويلد، وسودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وأم سلمة، وأم حبيبة بنت أبي سفيان والعربيات من غير قريش أربع، هن: زينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة، وميمونة بنت الحارث. وواحدة من غير العرب وهي صفية بنت حيي من بني إسرائيل. وتبقى مارية القبطية وهي من مصر. وتوفِّيت اثنتان من زوجات النبي محمد حال حياته، وهما خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة، وتُوفي هو عن تسع نسوة.
وقد أثبت الحافظ عبد الرحيم العراقي وابن القيم وغيرهما أنه كان هناك عدد ممن عقد عليهن رسول الله ، ولكن لم يدخل بهن. فقال ابن القيم: وأما من خطبها ولم يتزوجها، ومن وهبت نفسها له، ولم يتزوجها، فنحو أربع أو خمس، وقال بعضهم هن ثلاثون امرأة، وأهل العلم بسيرته وأحواله—لا يعرفون هذا، بل ينكرونه والمعروف عندهم أنه بعث إلى الجونية ليتزوجها، فدخل عليها ليخطبها، فاستعاذت منه، فأعاذها ولم يتزوجها، وكذلك الكلبية، وكذلك التي رأى بكشحها بياضاً. فلم يدخل بها، والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سورة من القرآن، هذا هو المحفوظ والله أعلم[4]. وقال الحافظ أبو محمد المقدسي: وعقد على سبعةٍ ولم يدخل بهن.
محتويات [أخف]
1 من عقد عليهن ودخل بهن
1.1 خديجة بنت خويلد
1.2 سودة بنت زمعة
1.3 عائشة بنت أبي بكر
1.4 حفصة بنت عمر بن الخطاب
1.5 زينب بنت خزيمة
1.6 أم سلمة
1.7 زينب بنت جحش
1.8 جويرية بنت الحارث
1.9 مارية القبطية
1.10 أم حبيبة
1.11 صفية بنت حيي
1.12 ميمونة بنت الحارث
2 من عقد عليهن ولم يدخل بهن
2.1 عمرة الكلابية
2.2 قُتيلة الكندية
2.3 سَنَا السُلمية
2.4 شَرَاف الكلبية
2.5 العالية الكلابية
2.6 ليلى الأوسية
2.7 أسماء بنت النُّعمان
3 شعر يجمع ذكر أمهات المؤمنين
4 الأبناء
5 البنات
6 طالع أيضا
7 المصادر
8 مراجع
9 وصلات خارجية
9.1 كتب حول محمد
[عدل]من عقد عليهن ودخل بهن
جزء من سلسلة حول الاسلام
أمهات المؤمنين
خديجة بنت خويلد
سودة بنت زمعة
عائشة بنت أبي بكر
حفصة بنت عمر بن الخطاب
زينب بنت خزيمة
هند بنت أبي أمية
زينب بنت جحش
جويرية بنت الحارث
رملة بنت أبي سفيان
ريحانة بنت زيد
صفية بنت حيي
ميمونة بنت الحارث
مارية القبطية
وهن على الترتيب الزمني لزواج النبي بهن، كما ذكره الحافظ العراقي[5]:
الزوجة سنة الزواج سنة الوفاة الأولاد
خديجة بنت خويلد 28 ق.هـ 3 ق.هـ عبد الله، والقاسم، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة
سودة بنت زمعة 3 ق.هـ 54 هـ -
عائشة بنت أبي بكر 2 ق.هـ 56 هـ -
حفصة بنت عمر بن الخطاب 2 هـ أو 3 هـ 45 هـ -
زينب بنت خزيمة 3 هـ أو 4 هـ 4 هـ -
أم سلمة 4 هـ 58 هـ -
زينب بنت جحش 4 هـ أو 5 هـ 20 هـ -
جويرية بنت الحارث 5 هـ أو 6 هـ 50 هـ -
مارية القبطية 7 هـ 16 هـ إبراهيم
أم حبيبة 7 هـ 44 هـ -
صفية بنت حيي 7 هـ 50 هـ -
ميمونة بنت الحارث 7 هـ 51 هـ -
[عدل]خديجة بنت خويلد
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسدية، تجتمع مع النبي محمد صلي الله عليه وسلم في جده قصي، وأول أزواجه، تزوجها وكان سنها أربعين سنة وهو في الخامسة والعشرين، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت، وكل أولاده منها سوى إبراهيم فهو من مارية القبطية رضي الله عنها. يقول ابن إسحاق: وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال.
[عدل]سودة بنت زمعة
هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، تجتمع مع النبي في جده لؤي بن غالب، تزوَّجها بعد وفاة خديجة بقليل، عقَد عليها بمكة، وقيل: دخَل عليها بمكة أو المدينة، وتُوفّيت سنة 54 هـ. زوّجه إياها سليط بن عمرو، ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ود بن نصر بن مالك بن حسل، وأصدقها النبي محمد أربعمائة درهم. قال ابن هشام: ابن إسحاق يخالف هذا الحديث، يذكر أن سليطا وأبا حاطب كانا غائبين، بأرض الحبشة في هذا الوقت. وكانت قبله عند السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن حسل.
[عدل]عائشة بنت أبي بكر
أسلمت عائشة بنت أبي بكر في بداية دعوة رسول الله للإسلام وذكر ابن إسحاق أن عائشة في من أول من أسلم أول البعثة، قال: وهي يومئذ صغيرة. وأنها أسلمت بعد ثمانية عشر فقط[6] وهناك حديث شكك في صحتة يقول بأن عمرها عند العقد ست سنوات[7] وخطبها النبي محمد بمكة، وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنوات وهو مختلف فية حيث أنه "الحديث" يذكر أنها كانت مخطوبة لمطعم بن عدي ثم رجع عن خطبتها! وكذالك قياساً على عمر أختها أسماء رضي الله عنها والتي هي أسن منها بعشر سنين وتوفيت عام 73 هـ وعمرها 100 عام فيكون سنها عام الهجرة 27 وسن أختها 17 ولم يتزوج محمد بكراً غيرها، زوجه إياها أبوها أبو بكر الصديق، وأصدقها رسول الله أربعمائة درهم. توفيت سنة 56 هـ أو بعدها وقد قاربت السبعين.[8]
شجرة نسب أمهات المؤمنين والتقاءه بنسب رسول الله.
[عدل]حفصة بنت عمر بن الخطاب
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب، زوّجه إياها أبوها عمر بن الخطاب، وأصدقها أربعمائة درهم، وكانت قبله عند خنيس بن حذافة السهمي. تزوَّجها في السنة الثانية أو الثالثة بعد الهجرة، وتوفيت سنة 45 هـ.
[عدل]زينب بنت خزيمة
كانت تُلقَّب في الجاهلية بأمِّ المساكين، تزوَّجها في شهر رمضان سنة ثلاث أو أربع من الهجرة، وتوفِّيت في السَّنة الرَّابعة، ومدة مكْثها عند النبي شهران أو ثلاثة، وقيل ثمانية. أرسل النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى زينب بنت خزيمة يخطبها إلى نفسه، وما أن يصل الخبر إلى المهاجرة الصابرة التي أفجعها فراق زوجها الشهيد عبد الله بن جحش في غزوة أحد، امتلأت نفسها سعادة ورضى من التكريم النبوي لها، فهي ستكون إحدى زوجاته فما كان منها إلا أن أرسلت إلى الرسول: أني جعلت أمر نفسي إليك.
[عدل]أم سلمة
هي أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، واسمها هند، زوجه إياها سلمة بن أبي سلمة ابنها، وأصدقها فراشا حشوه ليف، وقدحا، وصحيفة، ومجشة، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد، واسمه عبد الله. تزوّجها النبي بعد وفاة زوجها في السنة الرابعة من الهجرة، وتوفِّيت سنة 58 هـ أو بعدها.
[عدل]زينب بنت جحش
هي زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية زوجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش وأصدقها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعمائة درهم، تزوَّجها سنة 3 هـ أو 4 هـ أو 5 هـ، وكانت قبله عند زيد بن حارثة، مولى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويؤمن المسلمون أن الآية القرآنية "فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها" نزلت فيها. تُوفِّيت سنة 20 هـ أو بعدها.
[عدل]جويرية بنت الحارث
هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية، كانت تحت ابن عم لها يقال له مسافع بن صفوان المصطلقي، وقد قُتل يوم المريسيع، ثم غزا النبي قومها بني المصطلق فكانت من جملة السبي، ووقعت في سهم ثابت بن قيس.
تزوجها رسول الله في السنة الخامسة للهجرة، وكان عمرها إذ ذاك عشرين سنة، ومن ثمار هذا الزواج المبارك فكاك المسلمين لأسراهم من قومها. ففي الحديث عن عائشة أم المؤمنين قالت: لما قسم رسول الله سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، وكاتبته على نفسها، فأتت رسول الله تستعينه في كتابتها، فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، وقد أصابني ما لم يخف عليك، فوقعتُ في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، فقال لها: فهل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي كتابتك وأتزوجك، قالت: نعم يا رسول الله، قال: قد فعلت، وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: أصهار رسول الله، فأرسلوا ما بأيديهم -أي أعتقوا- من السبي، فأعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها.[9]
وروى ابن سعد في الطبقات أنه لما وقعت جويرية بنت الحارث في السبي، جاء أبوها إلى النبي فقال: إن ابنتي لا يُسبى مثلها؛ فأنا أكرم من ذاك، فخل سبيلها، فقال: "أرأيت إن خيّرناها، أليس قد أحسنّا؟"، قال: بلى، وأدّيت ما عليك، فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيّرك فلا تفضحينا، فقالت: فإني قد اخترت رسول الله. وغيَّر النبي محمد اسمها، فعن ابن عباس قال: "كان اسم جويرية بنت الحارث برة، فحوّل النبي اسمها، فسماها جويرية"[10]. توفيت أم المؤمنين جُويرية في المدينة سنة خمسين، وقيل سنة سبع وخمسين للهجرة وعمرها 65 سنة.
[عدل]مارية القبطية
مارية القبطية هي جارية أهداها ملك مصر إلى رسول الله محمد، مع أختها واسمها سرين وعند وصولها إلى النبي أعلنت إسلامها وتزوجها النبي وأنجبت منه ولدا سماه إبراهيم مات صغيرا. توفيت سنة 12 أو 16 هـ.
[عدل]أم حبيبة
واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب، زوجه إياها خالد بن سعيد بن العاص، وهما بأرض الحبشة سنة سبع من الهجرة، وأصدقها النجاشي عن الرسول محمد أربعمائة دينارا، وهو الذي كان خطبها على الرسول، وكانت قبله عند عبيد الله بن جحش الأسدي. توفِّيت سنة 44 هـ.
[عدل]صفية بنت حيي
من يهود بني النضير، وقعت في الأسر فاشتراها النبي من دَحْية، وتزوَّجها في غزوة خيبر سنة سبع من الهجرة، وأولم رسول الله وليمة، ما فيها شحم ولا لحم، كان سويقاً وتمراً، وكانت قبله عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق. تُوفِّيت سنة 50 هـ.
[عدل]ميمونة بنت الحارث
هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، زوجه إياها العباس بن عبد المطلب في السنة السابعة من الهجرة في عُمْرَة القضية، وأصدقها العباس عن الرسول أربعمائة درهم، وكانت قبله عند أبي رهم بن عبدالعزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي؛ ويقال أنها التي وهبت نفسها للنبي، وذلك أن خطبته انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت : البعير وما عليه لله ولرسوله، وفيها كانت الآية القرآنية: "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي". تُوفِّيت في "سرف" سنة 51 هـ.
[عدل]من عقد عليهن ولم يدخل بهن
[عدل]عمرة الكلابية
بنت يزيد بن رواس بن كلاب. بلغ رسول الله أن بها بياضاً، فطلّقها ولم يدخل بها[11].
[عدل]قُتيلة الكندية
بنت قيس بن معدي كرب بن جبلة الكندّية، أخت الأشعث بن قيس، قُبض رسول الله قبل خروجها إليه من اليمن، فخلف عليها عكرمة بن أبي جهل، وكانت سبب تزوجه إياها؛ أن الأشعث قال للنبي -لما بلغه تَعوَّذ أسماء منه-: والله يا رسول الله لأزوجنك من هي أشرف وأجمل وأنبت منها، فزوَّجه قتيلة أخته[12].
[عدل]سَنَا السُلمية
بنت أسماء بن الصَّلتْ بن حبيب بن جابر بن حارثة بن هلال بن حرام بن سّمَّال بن عوف السُلمي، ماتت قبل أن يصل إليها رسول الله [13].
[عدل]شَرَاف الكلبية
أخت دِحْية الكلبي الذي كان جبريل يأتي رسول الله على صورته، ماتت قبل دخول النبي عليها[14].
[عدل]العالية الكلابية
بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب. روي أنها مكثت عند رسول الله م ما شاء الله ثم طلّقها[15].
[عدل]ليلى الأوسية
بنت الخطيم الأوسي، أتته وهو متنبه لها، فتخطت منكبه، فقال: (من هذا أكله الأسد؟) قالت: أنا ليلى بنت الخطيم، بنت مطعم الطير، جئتك لأعرض عليك نفسي، قال: قد قبلتُك. فرجعت إلى أهلها، فقلن لها: إن رسول الله كثير الضَّرائر وأنت امرأة غيور، ولسنا نأمن أن تغضبيه فيدعو عليك، فأتته، فأقالها، فدخلت حيطان المدينة فشدَّ عليها الأسد فأكلها[16].
[عدل]أسماء بنت النُّعمان
هي بنت النعمان بن الجوْن بن شراحبيل، وقيل: أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحبيل بن النعمان من كِندة، أجمعوا على أنَّ رسول الله تزوجها[17]، واختلفوا في قصة فراقه لها، فقال بعضهم: لما دخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، فأبت أن تجيء. وقال بعضهم إنها قالت: أعوذ بالله منك. فقال: (قد عذت بمعاذ، وقد أعاذك الله مني)[18] فلما قالت ذلك فارقها، فكانت تُسمِّي نفسها الشقية.
[عدل]شعر يجمع ذكر أمهات المؤمنين
ذكر الحافظ العراقي في ألفيته[19]:
زوجاته اللاَّتي بهِن قد دخل ثنتا أو إِحدى عشرة خُلْف نُقِل
خديجة الأولى تليها سودة ثم تلي عائشة الصدّيقة
وقيل قبل سودة فحفصة فزينب والدها خزيمة
فبعدها هند أي أم سلمه فابنة جحش زينب المكرَمه
تلي ابنة الحارِث أي جويريه فبعدَها ريحانة المَسبيّه
وقيل بل مِلك يمين فقط لم يتزوجها وذاك أضبط
بنت أَبي سفيان وهي رملة أم حبيبة تلي صفية
من بعدها، فبعدها ميمونة حِلاًّ وكانت كاسمها ميمونة
وابن المثَنَّى (مَعْمَرٌ) قد أَدْخلا في جملة اللاتي بهن دخلا
بنت شُرَيْح واسمها فاطمة عرَّفها بأنها الواهِبَة
ولم أجد من جمع الصَّحابة ذكرها ولا بأُسد الغابة
عَلَّهَا الَّتِي اِسْتَعَإذَتْ مِنْهُ وَهْيَ اِبْنَةُ الضحاك بانت عنه
وغير من بنى بها أو وهبت إِلى النبي نفسها أو خطِبَت
ولم يقع تزوِيجها فالعِدَّةُ نحو ثلاثين بِخُلْف أثبَتوا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
هذه المقالة جزء من سلسلة
الإسلام
العقائد[أظهر]
الشعائر[أظهر]
مصادر التشريع[أظهر]
شخصيات محورية[أظهر]
الفرق[أظهر]
التاريخ والجغرافيا[أظهر]
انظر أيضا[أظهر]
أم المؤمنين، هو مصطلح إسلامي يُطلق على زوجات نبي الإسلام محمد بن عبد الله– صلى الله عليه وسلم. وقد ورد هذا اللقب في القرآن، حيث جاء في سورة الأحزاب: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}[1]. لهن فضل ومزية عن بقية نساء المسلمين بنص القرآن الكريم في سورة الأحزاب أيضًا: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن}[2].
وقد ذكر الحافظ عبد الرحيم العراقي الاختلاف في عدد أزواج النبي اللاتي دخل بهن على قولين؛ أنهنّ إثنتا عشر أو إحدى عشر[3]، وسبب الاختلاف هو في مارية القبطية، هل هي زوجة له أم ملك يمين. فالمتَّفق عليه من زوجاته إحدى عشرة. القرشيات منهن ست، هن: خديجة بنت خويلد، وسودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وأم سلمة، وأم حبيبة بنت أبي سفيان والعربيات من غير قريش أربع، هن: زينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة، وميمونة بنت الحارث. وواحدة من غير العرب وهي صفية بنت حيي من بني إسرائيل. وتبقى مارية القبطية وهي من مصر. وتوفِّيت اثنتان من زوجات النبي محمد حال حياته، وهما خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة، وتُوفي هو عن تسع نسوة.
وقد أثبت الحافظ عبد الرحيم العراقي وابن القيم وغيرهما أنه كان هناك عدد ممن عقد عليهن رسول الله ، ولكن لم يدخل بهن. فقال ابن القيم: وأما من خطبها ولم يتزوجها، ومن وهبت نفسها له، ولم يتزوجها، فنحو أربع أو خمس، وقال بعضهم هن ثلاثون امرأة، وأهل العلم بسيرته وأحواله—لا يعرفون هذا، بل ينكرونه والمعروف عندهم أنه بعث إلى الجونية ليتزوجها، فدخل عليها ليخطبها، فاستعاذت منه، فأعاذها ولم يتزوجها، وكذلك الكلبية، وكذلك التي رأى بكشحها بياضاً. فلم يدخل بها، والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سورة من القرآن، هذا هو المحفوظ والله أعلم[4]. وقال الحافظ أبو محمد المقدسي: وعقد على سبعةٍ ولم يدخل بهن.
محتويات [أخف]
1 من عقد عليهن ودخل بهن
1.1 خديجة بنت خويلد
1.2 سودة بنت زمعة
1.3 عائشة بنت أبي بكر
1.4 حفصة بنت عمر بن الخطاب
1.5 زينب بنت خزيمة
1.6 أم سلمة
1.7 زينب بنت جحش
1.8 جويرية بنت الحارث
1.9 مارية القبطية
1.10 أم حبيبة
1.11 صفية بنت حيي
1.12 ميمونة بنت الحارث
2 من عقد عليهن ولم يدخل بهن
2.1 عمرة الكلابية
2.2 قُتيلة الكندية
2.3 سَنَا السُلمية
2.4 شَرَاف الكلبية
2.5 العالية الكلابية
2.6 ليلى الأوسية
2.7 أسماء بنت النُّعمان
3 شعر يجمع ذكر أمهات المؤمنين
4 الأبناء
5 البنات
6 طالع أيضا
7 المصادر
8 مراجع
9 وصلات خارجية
9.1 كتب حول محمد
[عدل]من عقد عليهن ودخل بهن
جزء من سلسلة حول الاسلام
أمهات المؤمنين
خديجة بنت خويلد
سودة بنت زمعة
عائشة بنت أبي بكر
حفصة بنت عمر بن الخطاب
زينب بنت خزيمة
هند بنت أبي أمية
زينب بنت جحش
جويرية بنت الحارث
رملة بنت أبي سفيان
ريحانة بنت زيد
صفية بنت حيي
ميمونة بنت الحارث
مارية القبطية
وهن على الترتيب الزمني لزواج النبي بهن، كما ذكره الحافظ العراقي[5]:
الزوجة سنة الزواج سنة الوفاة الأولاد
خديجة بنت خويلد 28 ق.هـ 3 ق.هـ عبد الله، والقاسم، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة
سودة بنت زمعة 3 ق.هـ 54 هـ -
عائشة بنت أبي بكر 2 ق.هـ 56 هـ -
حفصة بنت عمر بن الخطاب 2 هـ أو 3 هـ 45 هـ -
زينب بنت خزيمة 3 هـ أو 4 هـ 4 هـ -
أم سلمة 4 هـ 58 هـ -
زينب بنت جحش 4 هـ أو 5 هـ 20 هـ -
جويرية بنت الحارث 5 هـ أو 6 هـ 50 هـ -
مارية القبطية 7 هـ 16 هـ إبراهيم
أم حبيبة 7 هـ 44 هـ -
صفية بنت حيي 7 هـ 50 هـ -
ميمونة بنت الحارث 7 هـ 51 هـ -
[عدل]خديجة بنت خويلد
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسدية، تجتمع مع النبي محمد صلي الله عليه وسلم في جده قصي، وأول أزواجه، تزوجها وكان سنها أربعين سنة وهو في الخامسة والعشرين، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت، وكل أولاده منها سوى إبراهيم فهو من مارية القبطية رضي الله عنها. يقول ابن إسحاق: وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال.
[عدل]سودة بنت زمعة
هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، تجتمع مع النبي في جده لؤي بن غالب، تزوَّجها بعد وفاة خديجة بقليل، عقَد عليها بمكة، وقيل: دخَل عليها بمكة أو المدينة، وتُوفّيت سنة 54 هـ. زوّجه إياها سليط بن عمرو، ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ود بن نصر بن مالك بن حسل، وأصدقها النبي محمد أربعمائة درهم. قال ابن هشام: ابن إسحاق يخالف هذا الحديث، يذكر أن سليطا وأبا حاطب كانا غائبين، بأرض الحبشة في هذا الوقت. وكانت قبله عند السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن حسل.
[عدل]عائشة بنت أبي بكر
أسلمت عائشة بنت أبي بكر في بداية دعوة رسول الله للإسلام وذكر ابن إسحاق أن عائشة في من أول من أسلم أول البعثة، قال: وهي يومئذ صغيرة. وأنها أسلمت بعد ثمانية عشر فقط[6] وهناك حديث شكك في صحتة يقول بأن عمرها عند العقد ست سنوات[7] وخطبها النبي محمد بمكة، وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنوات وهو مختلف فية حيث أنه "الحديث" يذكر أنها كانت مخطوبة لمطعم بن عدي ثم رجع عن خطبتها! وكذالك قياساً على عمر أختها أسماء رضي الله عنها والتي هي أسن منها بعشر سنين وتوفيت عام 73 هـ وعمرها 100 عام فيكون سنها عام الهجرة 27 وسن أختها 17 ولم يتزوج محمد بكراً غيرها، زوجه إياها أبوها أبو بكر الصديق، وأصدقها رسول الله أربعمائة درهم. توفيت سنة 56 هـ أو بعدها وقد قاربت السبعين.[8]
شجرة نسب أمهات المؤمنين والتقاءه بنسب رسول الله.
[عدل]حفصة بنت عمر بن الخطاب
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب، زوّجه إياها أبوها عمر بن الخطاب، وأصدقها أربعمائة درهم، وكانت قبله عند خنيس بن حذافة السهمي. تزوَّجها في السنة الثانية أو الثالثة بعد الهجرة، وتوفيت سنة 45 هـ.
[عدل]زينب بنت خزيمة
كانت تُلقَّب في الجاهلية بأمِّ المساكين، تزوَّجها في شهر رمضان سنة ثلاث أو أربع من الهجرة، وتوفِّيت في السَّنة الرَّابعة، ومدة مكْثها عند النبي شهران أو ثلاثة، وقيل ثمانية. أرسل النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى زينب بنت خزيمة يخطبها إلى نفسه، وما أن يصل الخبر إلى المهاجرة الصابرة التي أفجعها فراق زوجها الشهيد عبد الله بن جحش في غزوة أحد، امتلأت نفسها سعادة ورضى من التكريم النبوي لها، فهي ستكون إحدى زوجاته فما كان منها إلا أن أرسلت إلى الرسول: أني جعلت أمر نفسي إليك.
[عدل]أم سلمة
هي أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، واسمها هند، زوجه إياها سلمة بن أبي سلمة ابنها، وأصدقها فراشا حشوه ليف، وقدحا، وصحيفة، ومجشة، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد، واسمه عبد الله. تزوّجها النبي بعد وفاة زوجها في السنة الرابعة من الهجرة، وتوفِّيت سنة 58 هـ أو بعدها.
[عدل]زينب بنت جحش
هي زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية زوجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش وأصدقها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعمائة درهم، تزوَّجها سنة 3 هـ أو 4 هـ أو 5 هـ، وكانت قبله عند زيد بن حارثة، مولى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويؤمن المسلمون أن الآية القرآنية "فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها" نزلت فيها. تُوفِّيت سنة 20 هـ أو بعدها.
[عدل]جويرية بنت الحارث
هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية، كانت تحت ابن عم لها يقال له مسافع بن صفوان المصطلقي، وقد قُتل يوم المريسيع، ثم غزا النبي قومها بني المصطلق فكانت من جملة السبي، ووقعت في سهم ثابت بن قيس.
تزوجها رسول الله في السنة الخامسة للهجرة، وكان عمرها إذ ذاك عشرين سنة، ومن ثمار هذا الزواج المبارك فكاك المسلمين لأسراهم من قومها. ففي الحديث عن عائشة أم المؤمنين قالت: لما قسم رسول الله سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، وكاتبته على نفسها، فأتت رسول الله تستعينه في كتابتها، فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، وقد أصابني ما لم يخف عليك، فوقعتُ في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، فقال لها: فهل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي كتابتك وأتزوجك، قالت: نعم يا رسول الله، قال: قد فعلت، وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: أصهار رسول الله، فأرسلوا ما بأيديهم -أي أعتقوا- من السبي، فأعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها.[9]
وروى ابن سعد في الطبقات أنه لما وقعت جويرية بنت الحارث في السبي، جاء أبوها إلى النبي فقال: إن ابنتي لا يُسبى مثلها؛ فأنا أكرم من ذاك، فخل سبيلها، فقال: "أرأيت إن خيّرناها، أليس قد أحسنّا؟"، قال: بلى، وأدّيت ما عليك، فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيّرك فلا تفضحينا، فقالت: فإني قد اخترت رسول الله. وغيَّر النبي محمد اسمها، فعن ابن عباس قال: "كان اسم جويرية بنت الحارث برة، فحوّل النبي اسمها، فسماها جويرية"[10]. توفيت أم المؤمنين جُويرية في المدينة سنة خمسين، وقيل سنة سبع وخمسين للهجرة وعمرها 65 سنة.
[عدل]مارية القبطية
مارية القبطية هي جارية أهداها ملك مصر إلى رسول الله محمد، مع أختها واسمها سرين وعند وصولها إلى النبي أعلنت إسلامها وتزوجها النبي وأنجبت منه ولدا سماه إبراهيم مات صغيرا. توفيت سنة 12 أو 16 هـ.
[عدل]أم حبيبة
واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب، زوجه إياها خالد بن سعيد بن العاص، وهما بأرض الحبشة سنة سبع من الهجرة، وأصدقها النجاشي عن الرسول محمد أربعمائة دينارا، وهو الذي كان خطبها على الرسول، وكانت قبله عند عبيد الله بن جحش الأسدي. توفِّيت سنة 44 هـ.
[عدل]صفية بنت حيي
من يهود بني النضير، وقعت في الأسر فاشتراها النبي من دَحْية، وتزوَّجها في غزوة خيبر سنة سبع من الهجرة، وأولم رسول الله وليمة، ما فيها شحم ولا لحم، كان سويقاً وتمراً، وكانت قبله عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق. تُوفِّيت سنة 50 هـ.
[عدل]ميمونة بنت الحارث
هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، زوجه إياها العباس بن عبد المطلب في السنة السابعة من الهجرة في عُمْرَة القضية، وأصدقها العباس عن الرسول أربعمائة درهم، وكانت قبله عند أبي رهم بن عبدالعزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي؛ ويقال أنها التي وهبت نفسها للنبي، وذلك أن خطبته انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت : البعير وما عليه لله ولرسوله، وفيها كانت الآية القرآنية: "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي". تُوفِّيت في "سرف" سنة 51 هـ.
[عدل]من عقد عليهن ولم يدخل بهن
[عدل]عمرة الكلابية
بنت يزيد بن رواس بن كلاب. بلغ رسول الله أن بها بياضاً، فطلّقها ولم يدخل بها[11].
[عدل]قُتيلة الكندية
بنت قيس بن معدي كرب بن جبلة الكندّية، أخت الأشعث بن قيس، قُبض رسول الله قبل خروجها إليه من اليمن، فخلف عليها عكرمة بن أبي جهل، وكانت سبب تزوجه إياها؛ أن الأشعث قال للنبي -لما بلغه تَعوَّذ أسماء منه-: والله يا رسول الله لأزوجنك من هي أشرف وأجمل وأنبت منها، فزوَّجه قتيلة أخته[12].
[عدل]سَنَا السُلمية
بنت أسماء بن الصَّلتْ بن حبيب بن جابر بن حارثة بن هلال بن حرام بن سّمَّال بن عوف السُلمي، ماتت قبل أن يصل إليها رسول الله [13].
[عدل]شَرَاف الكلبية
أخت دِحْية الكلبي الذي كان جبريل يأتي رسول الله على صورته، ماتت قبل دخول النبي عليها[14].
[عدل]العالية الكلابية
بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب. روي أنها مكثت عند رسول الله م ما شاء الله ثم طلّقها[15].
[عدل]ليلى الأوسية
بنت الخطيم الأوسي، أتته وهو متنبه لها، فتخطت منكبه، فقال: (من هذا أكله الأسد؟) قالت: أنا ليلى بنت الخطيم، بنت مطعم الطير، جئتك لأعرض عليك نفسي، قال: قد قبلتُك. فرجعت إلى أهلها، فقلن لها: إن رسول الله كثير الضَّرائر وأنت امرأة غيور، ولسنا نأمن أن تغضبيه فيدعو عليك، فأتته، فأقالها، فدخلت حيطان المدينة فشدَّ عليها الأسد فأكلها[16].
[عدل]أسماء بنت النُّعمان
هي بنت النعمان بن الجوْن بن شراحبيل، وقيل: أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحبيل بن النعمان من كِندة، أجمعوا على أنَّ رسول الله تزوجها[17]، واختلفوا في قصة فراقه لها، فقال بعضهم: لما دخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، فأبت أن تجيء. وقال بعضهم إنها قالت: أعوذ بالله منك. فقال: (قد عذت بمعاذ، وقد أعاذك الله مني)[18] فلما قالت ذلك فارقها، فكانت تُسمِّي نفسها الشقية.
[عدل]شعر يجمع ذكر أمهات المؤمنين
ذكر الحافظ العراقي في ألفيته[19]:
زوجاته اللاَّتي بهِن قد دخل ثنتا أو إِحدى عشرة خُلْف نُقِل
خديجة الأولى تليها سودة ثم تلي عائشة الصدّيقة
وقيل قبل سودة فحفصة فزينب والدها خزيمة
فبعدها هند أي أم سلمه فابنة جحش زينب المكرَمه
تلي ابنة الحارِث أي جويريه فبعدَها ريحانة المَسبيّه
وقيل بل مِلك يمين فقط لم يتزوجها وذاك أضبط
بنت أَبي سفيان وهي رملة أم حبيبة تلي صفية
من بعدها، فبعدها ميمونة حِلاًّ وكانت كاسمها ميمونة
وابن المثَنَّى (مَعْمَرٌ) قد أَدْخلا في جملة اللاتي بهن دخلا
بنت شُرَيْح واسمها فاطمة عرَّفها بأنها الواهِبَة
ولم أجد من جمع الصَّحابة ذكرها ولا بأُسد الغابة
عَلَّهَا الَّتِي اِسْتَعَإذَتْ مِنْهُ وَهْيَ اِبْنَةُ الضحاك بانت عنه
وغير من بنى بها أو وهبت إِلى النبي نفسها أو خطِبَت
ولم يقع تزوِيجها فالعِدَّةُ نحو ثلاثين بِخُلْف أثبَتوا
الحازمي- نشط مميز
رد: زوجات الرسول ==صلي الله علية وسلم ---11 امراة
جزيت خيرا اخي الحازمي وفي ميزان حسناتك
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: زوجات الرسول ==صلي الله علية وسلم ---11 امراة
زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
(أمهات المؤمنين)
(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)
المقدمـة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم... وبعد.
فلقد تناولت في هذا البحث سيرة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن أجمعين-، ففي سيرتهن الكثير من المواقف المشرفة والأحداث الهامة التي تنفع سائر المسلمين ويقدمن لهم مثلاً صادقاً على سلوك المرأة المسلمة المجاهدة في سبيل الله والحافظة لبيتها وزوجها، فمن أجل ذلك وجب علينا التعرف على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى حياتهن وفضلهن، ومكانتهن في الإسلام بعد دخولهن بيت النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الثريات المضيئة التي سطعن في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم واهتدين بهديه صلى الله عليه وسلم، وننهل من هذه الينابيع الدافقة بنور العلم والمعرفة، العامرة بنور الإيمان.
ولما لسيرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن من قيمة كبيرة في حياة الأمة الإسلامية، فهن معلمات وقدوة لنساء البشرية، لذا أردت كتابة هذا البحث، وتناولت شخصياتهن من خلال عدة مباحث أساسية وهي كالآتي:
المبحث الأول: التعريف بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلهن ومكانتهن في الإسلام.
المبحث الثاني: مواقفهن الخالدة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
المبحث الثالث: دورهن في نقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتعريف بأحواله الاجتماعية الخاصة.
المبحث الرابع: حقوق أمهات المؤمنين الواجبة لهن.
وفي ختام هذا البحث أسأل الله سبحانه وتعالى أن يقبل منا هذا الجهد المتواضع وينفع به المسلمين ويهديهم، ويجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة.
المبحث الأول
التعريف بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلهن ومكانتهن في الإسلام:
1- خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-:
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، كانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم. فكانت ذات شرف ومال كثير، تزوجت خديجة وهي بكر (عتيق بن عائذ) فولدت له حارثة ثم هلك عنها، فتزوجت أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة، ثم هلك، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت أربعين سنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة، وقال أبو عمر وأجمع أهل العلم: " أن خديجة – رضي الله عنها- ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع بنات هن: زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم - رضي الله عنهن-، وأجمعوا أنها ولدت له القاسم، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم [1].
لقد كانت خديجة –رضي الله عنها- امرأة تاجرة، ذات شرفٍ ومال، تستأجر الرجال في مالها، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يتجر بمالها فوافق صلى الله عليه وسلم وذهب مع غلامها (ميسرة) في تجارة إلى بلاد الشام، وعاد من رحلته برزق وفير وأرباح طائلة [2].
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها غيرها، وأن أولاده كلَّهم منها إلا إبراهيم - رضي الله عنه - فإنه من سُرِّيّته مارية[3]. وأن الله سبحانه وتعالى بعث إليها السلام مع جبريل فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك,وبشرها الرسول بالسلام من رب العالمين، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السَّلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب)، كما أنها لم تسوؤه قط ولم تغاضبه، ولم ينلها منه إيلاء ولا عَتبُّ قط ولا هجر، وكفى به منقبة وفضيلة.وهي أوّل امرأة آمنت بالله ورسوله من هذه الأمة من النساء والرجال[4].
وفي شأنها قال عليه الصلاة والسلام: (أفضل نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم)وفضل خديجة لصبرها الجميل وجليل ما صنعته من أعمال صالحة وآثار نافعة قيمة، وفضل فاطمة لأنها بضعة من محمد صلى الله عليه وسلم، وأم النسل الشريف كله [5].
2- سَوْدةُ بنت زمْعَة - رضي الله عنها:
وهي سودة بنت زمعة بن قيس، بن عبدشمس، بن عبد وُدّ، بن نصر، بن مالك بن حِسْل، بن عامر، بن لؤي، وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار،تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد وفاة خديجة قبل العقد على عائشة، فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، ومن خواصها - رضي الله عنها - أن سودة بنت زمعة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أود أن أُحشر في زمرة أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد ما تريد النساء، وأنها آثرت بيومها حِبَّ النبي صلى الله عليه وسلم تقرباً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحُباً له، وإيثاراً لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها. وهي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها – [6]. توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب، وقيل: توفيت سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية[7].
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها-:
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان التيمَّي السَّعْديِّ القرشي, وكانت تُكنَّى بأمَّ عبد الله، وأمُّها أمُّ رُومان بنت عامر الكنانية، تَيمَّية، قرشّية، تزوجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بثلاث سنين، وهي بنتُ ست سنين وقيل سبع سنين وبنى بها وهي بنت تسع سنين في المدينة المنورة أول مقدمه في السنة الأولى؛ فكانت أحبَّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سُئل: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: (عائشة) قيل: فمن الرجال؟ قال: (أبوها)، كما أنه لم يتزوج امرأة بكراً غيرها، وكان الوحي ينـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها [8].
كما أن الله - عز وجل- لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: (ولا عليك أن لا تَعْجلي حتى تسْتأمري أبَوْيك)، فقالت: أفي هذا استأمر أبويّ؟ فإني أريد الله ورسوله والدَّار الآخرة. فاستنّ بها بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت.وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، فهي التي برأها الله سبحانه وتعالى مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يُتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة.
وتُوفي الرسول صلى الله عليه وسلم في بيتها، وفي يومها، وبين سحْرها، ودُفن في بيتها[9]. ثم أن المَلَك أرى صورتها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن يكنْ هذا من عند الله يُمضه)، كما أن الناس كانوا يتحرّون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقرباً إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فيُتحفونه بما يُحبُّ في منزل أحبّ نسائه إليه - رضي الله عنهم أجمعين-.
قال أبو عمر: وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين، ودفنت من ليلتها بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة[10].
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنها-:
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى بن رياح بن عبدالله بن قريط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب. ولدت وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين[11].
وقد نشأت حفصة رضي الله عنها مثل أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما يتميز به من جرأة وصلابة وقوة في الشخصية وكلمة نافذة واثقة، وقد قالت عائشة رضي الله عنها في وصف حفصة أنها: " بنت أبيها ". وكان أهم ما تعلمته حفصة القراءة والكتابة وإجادتها، ويعد هذا شيئاً غير عادي في ذلك الوقت[12].
تزوجت خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي، وهاجرت معه إلى المدينة ولكنه مات، تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرا " قبل أحد، وقال أبو عمر: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاث من الهجرة، وقيل: تزوجها سنة اثنتين من التاريخ[13].
وطلَّقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ عمر ذلك فحثا على رأسه التراب، وقال: ما يعبأ الله بعمر ولا ابنته. فنزل جبريل عليه السلام من الغد فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمةً بعمر[14]. وأوصى إليها أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - وأوصت هي إلى أخيها عبد الله بما أوصى به عمر، وبصدقة تصدَّقت بها. وأمها زينب بنت مظعون الجمحي القرشي.
ومن فضلها ومكانتها ما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه و أهل السيرة وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها، فأتاه جبريل فقال: (إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة) [15].
وعندما نذكر حفصة فلابد أن نذكر فضلها العظيم على الإسلام وعلى المسلمين حيث أول من احتفظت في بيتها بكتاب الله تعالى وهو القرآن الكريم وذلك على ألواح وجلود وعظام وشقف، وبهذا حفظت للمسلمين القرآن[16].
5- زينب بنت خزيمة - رضي الله عنها-:
هي " زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة العامرية القيسية", فهي هلالية قيسية، وأمها هند بنت عوف بن الحارث بن حماطة، وكانت من أكرم العرب أصلاً ونسباً. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة ثلاث من الهجرة. وكانت تُسمى " أم المساكين " في الجاهلية، حيث اشتهرت بالسخاء والكرم الزائد والعطف على الفقراء والمساكين وأن فضيلة الحب والرحمة والرفق بالفقراء والمساكين هي من الفضائل المتأصلة في نفسها رضي الله عنها[17]. وكان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة، وتوفيت في حياته -عليه الصلاة والسلام- في آخر ربيع الآخر[18]، ودفنت بالبقيع وكان سنها يوم توفيت نحو ثلاثين سنة[19].
6- أمُّ سلمة بنت أبي أمية - رضي الله عنها-:
هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة كعب بن لُؤي بن غالب بن فهر القرشي، أما أمها فهي عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جزيمة بن علقمة الكنانية، من بني فراس.
كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ابن عمها، وكان من كبار الصحابة فرُزقت منه: عُمر,ودُرَّة, وسلمة، وزينب، ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى الحبشة، وقيل: إنها أوّل من هاجر إلى المدينة من الظعائن، فتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليالٍ بقين من شوال سنة أربع، وماتت سنة اثنتين وستين في عهد إمارة يزيد بن معاوية وهي آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم موتاً، وقيل بل ميمونة[20].
7- زينب بنت جَحْش - رضي الله عنها-:
زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان أسد ابن خزيمة، وكان أسمها برَّة فسماها الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بعد زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم، أما أمها فهي: أمية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت في مكة قبل البعثة بعشرين سنة. وكانت رضي الله عنها من السباقات إلى الإسلام في مكة.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة، وقيل: ثلاث. وكانت قبله تحت زيد بن حارثة، فطلَّقها, فزوجها الله إياها من فوق سبع سماوات وأنزل عليه: ﴿ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا ﴾ [21]، وكانت - رضي الله عنها - تفخر بذلك على سائر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: زوَّجكن أهاليكن، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات[22].
ومن خصائصها: كانت من أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعده، ولحُوقاً به، وصلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وقال صلى الله عليه وسلم لنسائه: (أسرعكنّ لحاقاً بي أطولكن يداً) فكنَّ يتطاولن أيتهن أطولُ يداً. قالت عائشة - رضي الله عنها-:" فكانت زينب أطولنا يداً، لأنها كانت تعمل بيديها وتتصدق"، تُوفيت سنة عشرين، وهي أوَّل من غطَّي نعشها بعد وفاة فاطمة - رضي الله عنه -[23].
8- جُويرية بنت الحارث - رضي الله عنها-:
جُويرية بنت الحارث، هي برّة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جُويرية كما سمى ميمونة. وهي جويرية بنتُ الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مَالك بن جُذَيْمة – وهو المصطلق- بن سعد بن كعب بن عمرو، هو خُزاعة بن ربيعة بن حارثة بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن عسَّاف بن الأزد. من بني المصطلق، سباها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم المريسيع، فصارتْ لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، أو لابن عمِّ له، وكاتباها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله في مكاتبتها، فقال: (أو خير من ذلك , أشتريك وأعتقك وأتزوَّجك؟) قالت: نعم، فتزوجها، فأطلق الناسُ ما بأيديهم من السَّبي وقالوا: قد صاهر إليهم النبيُّ عليه الصلاة والسلام، وكانت جُويرية أعظم امرأة بركة على قومها، وكان زواجه منها سنة خمس بعد الهجرة، وتُوفيت سنة ستِّ وخمسين - رضي الله عنها- [24].
ومن فضائلها أن المسلمين قد أعتقوا ما لديهم من سبايا أهل بيتها من الرقيق، وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك من بركتها على قومها-رضي الله عنها -.
9- أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها-:
أم حبيبة، واسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، وهي ابنة أبي سفيان و أخت معاوية -رضي الله تعالى عنهما-، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً وهاجرت مع زوجها عبُيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة، فولدتْ له حبيبة بأرض الحبشة، وكان عُبيد الله بن جحش هاجَر مسلماً، ثم تنصَّر هناك وهلك على نصرانيته، وبقيت أمُّ حبيبة مسلمة بأرض الحبشة، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم إليها في سنة ست من الهجرة، وأنها تُوفيت سنة أربع وأربعين على الأرجح - رضي الله عنها- وعن كل أزواجه الطيبات الطَّاهرات إلى يوم الدين، وهي التي أكرمت فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم أن يجلسَ عليه أبوها (أبو سفيان) لمّا قدمَ المدينة قبل إسلامه، وقالت له: إنك رجل مشركُ فلم أحب أن تجلس عليه. ومنعته من الجلوس عليه[25].
10- صَفيَّةُ بنت حيي - رضي الله عنها-:
صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبُيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب ابن النضير النحَّام بن ينحوم، من سبط هارون بن عمران، وأمُّها برَّة بنت شموأل، من بني قريظة، وقد تزوجت مرتين. الأولى تزوجها: سلام بن مشكم، ثم تزوجها كنانة بن أبي الحقيق، فقُتل يومَ خيبر، وكانت مما أفاء الله على رسوله، فحجبها بعد أن اصطفاها، ثم أعتقها، وجعل عتقها صداقها. فأولم علهيا بتمر وسويق، وقسَم لها، وكانت إحدى أمهات المؤمنين، وذلك في سنة سبع من الهجرة. قال أنس: أمهرها نفسها، وصار ذلك سنة للأمة إلى يوم القيامة، يجوز للرجل أن يجعل عتق جاريته صداقها، وتصيرُ زوجته[26].
قال الترمذي: حدثنا إسحاق بن منصور، وعبد بن حُميد، قالا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر، عن ثابت عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: صفية بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (ما يبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لابنة نبيٍّ، وإن عمّك لنبي، وإنك لتحت نبي، فبم تفخرُ عليك؟) ثم قال: (اتَّق الله يا حفصة) قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. وهذا من خصائصها - رضي الله عنها-.
وكانت صفية حليمة عاقلة، وتُوفيت في رمضان في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - سنة خمسين، - رضي الله عنها-، وصلى عليها مروان بن الحكم ودفنت في البقيع[27].
12- ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها-:
هي برة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش.
كانت تزوجت أبو رُهمْ بن عبد العُزَّى،والذي كان مشركاً ومات على شركه وترك ميمونة أرملة في السادسة والعشرين من عمرها، وبعد وفاة زوجها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين وقد عرفت رضي الله عنها بالزهد والتقوى وكثرة الصلاة والتقرب إلى الله تعالى، كما روت عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تتضمن معظمها أحكاماً فقهية [28].
وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيها نزل قوله تعالى: ﴿ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [29].
وتُوفيت في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها، ودفنت بسرف في البقعة التي شهدت دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، وصلّى عليها عبد الله بن عباس، - رضي الله عنهم[30].
فضلهن ومكانتهن في الإسلام:
ما ورد في فضلهن كلهن مجملا، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليهن في كتابه فقال: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [31].
عن عوف بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه: (إن الذي يحبو عليكن بعدي لهو الصادق البار اللهم اسق عبدالرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة).
قال إبراهيم فحدثني بعض أهلنا من ولد عبد الرحمن أن عبد الرحمن باع ماله بكيدمة وهو سهمه من بني النضير بأربعين ألف دينار فقسمه على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم هذا حديث غريب من حديث عوف بن الحارث أبي الطفيل المدني عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن عبدالرحمن التميمي وقد روى عاليا من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد عنه والله أعلم. وإنما سمي بارا لأنهن أمهات المؤمنين فكان كالبار بأمه[32].
وعن أبي سعيد الخدري عن أم سلمه -رضي الله عنها- قالت: " نزلت هذه الآية في بيتي إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، قلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال إنك إلى خير إنك من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم [33]. لقد فضلت عائشة بأفضال على نساء النبي صلى الله عليه وسلم منها: أن الوحي أنزل في بيتها " لحافها" وأنها كانت ترى جبريل، وأن الله سبحانه وتعالى برأها بآية من السماء في سورة النور قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[34]، وعن ذلك تقول عائشة رضي الله عنها: " فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر: قيل: ما هن يا أم المؤمنين؟ قالت:لم ينكح بكراً قط غيري، ولم ينكح امرأة أبوها مهاجران غيري، وأنزل الله عز وجل براءتي من السماء، وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة، قال تزوجها فإنها امرأتك، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه، ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري، وقبض الله نفسه وهو بين سحري ونحري، ومات في الليلة التي يدور علي فيها ودفن في بيتي[35].
وقد ورد حديث في البخاري عن عائشة أنها قالت:
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً: يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى ".
هذا وقد كانت عائشة من المهاجرات للمدينة، شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معظم غزواته، وكانت من المجاهدات في الحروب، وتوفي صلى الله عليه وسلم في بيتها بعد أن تسوك بسواك تسوكت هي به رضي الله عنها.
وكانت تنفق بسخاء في سبيل الله ودون حساب كالسيل المتدفق.
وقد زادت مكانة السيدة عائشة رضي الله عنها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما نزل فيها من الآيات تشهد لها بالطهر والنقاء من فوق سبع سماوات.
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج غازياً خيبر في جمادى الأولى سنة سبع من الهجرة – بعد نحو عام من محنة الإفك- ليتخذ رايته الأولى من برد لزوجته عائشة تدعى العقاب[36].
وكان المسلمون يعلمون مدى حب الرسول لعائشة وإيثاره إياها فينتظرون حتى يكون في بيتها من يبعثون إليه بالهدايا. وقد ورد حديث عن أنس بن مالك قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " [37].
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
وأما ورد في فضل خديجة -رضي الله عنها- روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب..)، لقد تفردت خديجة بهذا الفضل.. ومن أجل ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، دائم الذكر لها والحنين إليها، يترحم عليها، ويتحدث بأيامها، ويبر صواحبها، ويتهلل لمن يراه من أهلها[38].
وتُعَّد سودة - رضي الله عنها - من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى أرض الحبشة. تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير، ونزلت بها آية الحجاب، فسجد لها ابن عباس. وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقة[39].
أما فضل زينب بنت جحش فتقول: أن الله سبحانه وتعالى زوجني من فوق سبع سماوات[40]. وكانت -رضي اله عنها- كثيرة الإنفاق في سبيل الله.
المبحث الثاني
مواقفهن الخالدة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
مواقف مضيئة في حياة أم سلمة رضى الله عنها:
كان لأم سلمة رأي صائب عندما أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وذلك أن النبي - عليه الصلاة والسلام- لما صالح أهل مكة يوم الحديبية وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم حلقوا. فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت له أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فقام - عليه الصلاة والسلام - فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا [ كناية عن سرعة المبادرة في الفعل ] [41].
وقد صحبت أم سلمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوات كثيرة وهي غزوة خيبر وفي مكة وفي حصار الطائف وغزوة هوازن وغزوة ثقيف ثم خرجت معه حجه الوداع.
ولا ننسى موقفها من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما جاء يحدثها في شأن مراجعة أمهات المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإغضابهن له فقالت: عجباً لك يا بن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبغى أن تدخل بين الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه؟
وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلت وفية لذاكره شديدة الأسى لفراقه، صوامة قوامة لا تبخل بعلم ولا بحديث عن رسول صلى الله عليه وسلم.
وقد روت رضي الله عنها الكثير من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن زوجها أبى سلمة وعن فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، وروى عنها الكثيرون ومنهم أبناؤها وكبار الصحابة والمحدثون[42].
ومن مواقفها المشهودة كذلك موقفها يوم فتح مكة عندنا خرج النبي بجيشه الكبير الذي لم يشهد مثله العرب فخرج إليه مشركو قريش لملاقاته وإعلان توبتهم وإسلامهم.
وكان من هؤلاء أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة ابن عمة الرسول وأخو أم سلمة لأبيها.
وعندما استأذنا في الدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى أن يأذن لهما بالدخول لما لاقاه منهما من أذى شديد قبيل أن يهاجر من مكة.
فقالت له أم سلمة وهي تستعطفه على ذويها وذوية:
• يا رسول الله.. ابن عمك وابن عمتك وصهرك.
فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حاجة لي بهما، أما ابن عمى فقد أصابني منه سوى وأما ابن عمتي وصهري فقد قال بمكة ما قال.
وقد بلغ ذلك أبا سفيان ابن عم الرسول فقال: والله ليؤذنن لي.. أو لآخذن بيد ابنى هذا.. وكان معه ولد جعفر – ثم تستعطفه حتى رق قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وأذن لهما بالدخول.. فدخلا عليه وألما بين يديه وأعلنا توبتها[43].
ومن المواقف الفريدة لرملة بنت أبي سفيان أم حبيبة – أم المؤمنين – عندما وصل والدها أبو سفيان إلى المدينة وكبر عليه أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة، ولكنه ذهب إلى بيت ابنته أم حبيبة وهو مشرك قبل فتح مكة، ويدخل بيتها ويهم بالجلوس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخطف فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إليه وتعلن له صراحة بأنه لا يمكن له أن يقترب من فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهر حتى لا ينجسه، أو حتى لا يسيء إلى رسول الله وهو ما يزال بعد مشركا فدهش وشعر بالصدمة وخيبية الأمل[44].
ومن أروع مواقف إحسان الظن بالمسلمين موقف زينب بنت جحش، من حادثة الإفك وكانت هي التي تسامي عائشة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والضرائر مجبولات على الغيرة، ولا شك أن هبوط سهم عائشة يرفع من قدر ضرتها ـ لكن ورعها رضي الله عنها وديانتها أبت لها حين سألها النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة إلا أن تقول: أحمى سمعي وبصري! ما علمت إلا خيراً، وقريب من هذا قول أسامة بن زيد لما استشارة النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عائشة، قال: يا رسول الله أهلك، وما نعلم إلا خيراً، ولقد ورد على لسان بعض هؤلاء نفس العبارة التي أراد الله من الخائضين أن يتوقفوا عندها، قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [45]، وقد أنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم آيات البراءة قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[46] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أبشرى يا عائشة: قد أنزل الله براءتك) وهكذا تولى الله تعالى بنفسه الدفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل قرآنا يتلى إلى يوم الدين يشهد ببراءة الصدّيقة بنت الصدّيق مما أشيع في حقها، ويظهر منزلة رسول الله وأهل بيته عنده، وكرامتهم عليه[47].
المبحث الثالث
دورهن في نقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتعريف بأحواله الاجتماعية الخاصة:
لقد كان لزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم دور عظيم في حفظ السنة النبوية ونقلها إلى المسلمين ومن خلال روايتهن للحديث الشريف.
لقد عاشت السيدة عائشة رضي الله عنها لتكون المرجع الأول في الحديث والسنة، والفقيهة الأولى في الإسلام.
قال الإمام الزهري: لو جمع علم عائشة، إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل.
وقال هشام بن عروة عن أبيه: " ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة[48].
لقد كان علم السيدة عائشة رضي الله عنها واسعاً غزيراً، فهي ملمة بكل ما تصل بالدين من قرآن وسنة وفقه، وفي ذلك قال الحاكم في المستدرك إن ربع أحكام الشريعة نقلت عنها (أي السيدة عائشة). وقال أبو موسى الأشعري الصحابي الجليل: "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً قط إلا وجدنا عندها منه علماً"[49].
فقد كان الصحابة يستفتونها في الأمور التي لا يستطيعون اتخاذ الرأي بشأنها، كما كانت تصحح لكبار الصحابة والعلماء الآيات والأحكام والأحاديث وتوضح لهم ما خفي عنهم. ومن أمثلة ذلك: رجوع أبو هريرة رضي الله عنه عما يرويه عن الفضل ابن عباس: أن من أدركه الفجر وهو جنب فلا يصم فلما سألت في ذلك عائشة وأم سلمة قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من غير حلم ثم يصوم)، وعندما علم أبو هريرة بذلك قال: هما أعلم ورد ما كان يقول في ذلك[50].
وكانت حجرتها المباركة تعد مدرسة يختلف إليها طلاب العلم والمعرفة الذين وفدوا من مختلف الأقطار لينهلوا من هذا النبع الغزيز من العلم والمعرفة وكانت تحجب عن الطلاب غير المحار، كما كانت لا تفتي إلا بوجود الدليل من الكتاب والسنة[51].
وتعد السيدة عائشة -رضي الله عنها- من كبار حفاظ السنة النبوية الشريفة وقد وضعها المحققون في المرتبة الخامسة في حفظ الأحاديث وروايتها بعد أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالك وابن عباس رضي الله عنهم، ولكنها تنفرد دونهم بميزة هامة وهي أنها كانت تروي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة ولم تنقلها عن أحد. ولذلك فقد روت أحاديث لم يروها غيرها، بذلك حفظت لنا جزءاً كبيراً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته في بيته، وكان كبار الحفاظ يذهبون إلى حجرتها حتى يتحققوا من صحة الأحاديث وقوتها، وكانوا إذا اختلفوا في شيء احتكموا إليها وعملوا برأيها[52].
ويقول أبو سلمة بن عبدالرحمن عن علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: " ما رأيت أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إذا احتيج إليه ولا أعلم بآية فيم نزلت ولا فريضة من عائشة "[53].
فكانت -رضي الله عنها- زعيمة الآخذين بناصر المرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين.
وتروي السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار، سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض، فعلّمها كيف تغتسل، ثم قال لها: خذي فرصة ممسكة (أي قطعة من القطن بها أثر الطيب) فتطهري بها.. قالت: كيف أتطهر بها..؟ قال: تطهري بها، قالت: كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال لها: سبحان الله تطهري بها..!! قالت السيدة عائشة: فاجتذبتها من يدها، فقلت: ضعيها في مكان كذا وكذا، وتتبعي بها أثر الدم، وصرحت لها بالمكان الذي تضعها فيه.
وفي حديث أم سلمة قالت: جاءت أم سليم (زوج أبي طلحة) رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق.. هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: نعم إذا رأت الماء.
فقالت أم سلمة (أم المؤمنين): لقد فضحت النساء، ويحك أوَ تحتلم المرأة؟ فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إذاً فبمَ يشبهها ولدها..؟
وكان المؤمنات يسألنه عن كل ما يعرض لهن على اختلاف درجاتهن في الحياء حتى كان بعضهن يشكو إليه هجر بعولتهن لهن اشتغالا بالتعبد أو لغير ذلك. وكان لا بد من تعليمهن وإنصافهن من بعولتهن.
مثل هذه الأسئلة الخاصة كانت تحرج النبي صلى الله عليه وسلم، فتتولى أمهات المؤمنين شرحها وتبيانها[54].
تقول السيدة عائشة: رحم الله نساء الأنصار، ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.. كانت المرأة من هؤلاء تأتي إلى السيدة عائشة -رضي الله عنها- لتسألها عن بعض أمور الدين، وعن أحكام الحيض والنفاس والجنابة وغيرها من الأحكام التي تستحي المرأة عادة من ذكرها.. كآداب المعاشرة والجماع والزينة وغيرها..
ومن المعروف أنّ السنة المطهّرة ليست قاصرة على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل تشمل قوله، وفعله، وتقريره.. وكل هذا من التشريع الذي يجب على الأمة إتباعه، فمن ينقل لنا أخباره وأفعاله صلى الله عليه وسلم في المنزل، غير هؤلاء النسوة اللواتي أكرمهن الله فكن أمهات للمؤمنين وزوجات لرسوله الكريم؟[55].
كان الرجال والنساء يرجعون بعده صلى الله عليه وسلم إلى أمهات المؤمنين في كثير من أحكام الدين ولاسيما الزوجية فمن كان له قرابة منهن كان يسألها دون غيرها[56].
فكان أكثرُ الرواة عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أختَها أمَّ كلثوم وأخاها من الرضاعة عوف بن الحارث، وابن أخيها القاسم وعبد الله ابني محمد بن أبي بكر، وحفصة وأسماء بنتي أخيها عبد الرحمن، وعبد الله وعروة ابني عبد الله بن الزبير من أختها أسماء. وروى عنها غيرهم من أقاربها ومن الصحابة والتابعين وهم كثيرون جدّا.
كذلك كان أكثر الرواة عن السيدة حفصة -رضي الله عنها- أخاها عبد الله بن عمر وابنه حمزة وزوجه صفية بنت عبيد وأم بشر الأنصارية -رضي الله عنهم أجمعين-.
وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، عاشت ميمونة رضي الله عنها حياتها بعد النبي صلى الله عليه وسلم في نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم بين الصحابة والتابعين؛ لأنها كانت ممن وعين الحديث الشريف وتلقينه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنها شديدة التمسك بالهدي النبوي والخصال المحمدية، ومنها حفظ الحديث النبوي الشريف وروايته ونقله إلى كبار الصحابة والتابعين وأئمة العلماء. وكانت أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها- من المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف والحافظات له، حيث أنها روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستاً وسبعين حديثاً، وأكثر الرواة عن السيدة ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- أبناء أخواتها ولاسيما أعلمهم وأشهرهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
وأشهر الرواة عن السيدة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها ابنتها حبيبة وأخوها معاوية وعنبسة وابنا أخيها وأختها -رضي الله عنهم أجمعين-.
أما السيدة صفية بنت حيي -رضي الله عنها- فقد روى عنها ابن أخيها رضي الله عنه[57].
وهكذا نرى كل واحدة من أمهات المؤمنين قد روى عنها عِلمَ الدين كثيرٌ من أولي قرباها ومن النساء والرجال الآخرين.
كما روت سودة - رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعد بن زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري[58].
أما دور أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- فقد روت عنها الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقي بن مخلد (378) ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا. اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر. ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف (158) مائة وثمانية وخمسون حديثًا.
كان وجود أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنهما- خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة (58هـ)، تربعت أم سلمة -رضي الله عنها- على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن.... إلخ..
• أما أم سلمة فإن معظم مروياتها في الحديث الشريف في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج. وفي أحكام الجنائز، وفي الأدب، وفي ستر العورة، وفي رفع الرأس إلى السماء عند الخروج من البيت، والمرأة ترخي من إزارها ذراعًا، وروت في الأشربة، والنهي عن عجم النوى طبخًا وخلط النبيذ بالتمر، وفي النكاح، روت زواجها، وفي الإحداد والرضاع كما روت في المغازي، والمظالم والفتن، في الجيش الذي يخسف به، وفي المهدي، وروت في المناقب في ذكر علي وذكر عمار.وهذا يدل على قوة حافظة أم سلمة واهتمامها بالحديث -رضي الله عنها-. كما نقل عنها مروياتها جيل من التلاميذ رجالاً ونساء، من مختلف الأقطار، حيث روى عنها - رضي الله عنها - خلق كثير[59].
وكانت السيدة زينب - رضي الله عنها - من النساء اللواتي حفظن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ورويت عنها، وقد روت - رضي الله عنها- أحد عشر حديثا، واتفق الإمامان البخاري ومسلم لها على حديثين منها. لقد روى عنها العديد من الصحابة؛ منهم: ابن أخيها محمد بن عبدالله بن جحش، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومذكور مولاها. وروى عنها أيضا الكثير من الصحابيات منهن: " زينب بنت أبي سلمة وأمها أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان المعروفة بأم حبيبة - رضي الله عنها -، وأيضا كلثوم بنت المصطلق[60].
ومن الأحاديث الشريفة التي رويت عنها - رضي الله عنها - " عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، أنها أخبرتها: دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمست منه، ثم قالت: والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم تحد على الميت فوق ثلاث ليال، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا".
فهذه رملة بنت أبي سفيان - أم حبيبة - أم المؤمنين - رضي الله عنها - فقد كانت تحفظ من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على الألفي حديث.
حيث روت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنها بعض الصحابة والمحدثين ومما روته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى اثنتى عشرة ركعة في يومه وليلته بُني له بيت في الجنة.قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم "[61] أخرجه مسلم.
وفي مجال الاجتهاد في العبادة والزهد وكلهن – رضي الله عنهن – مثل لذلك، إلا أن حفصة بنت عمر – رضي الله عنها – تسبقهن في ذلك.
ومما أخرجه البخاري " عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا يقول:" لا إله إلا الله، ويل للعرب، من شرٍ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه (وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها) قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: " نعم إذا كثر الخبث" [62].
• أما جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- فقد نقلت الحديث: فحدث عنها ابن عباس، وعبيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وجابر بن عبد الله. بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان. وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم، في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدفة، كما روت في العتق.
وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- اسمها في عالم الرواية، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما تيسر لها ذلك. ومن الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ -رحمه الله- عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال: " أصمت أمس"؟ قالت: لا، قال: "تريدين أن تصومي غدا"؟ قالت: لا، قال: "فأفطري"، وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه[63].
• أما صفية بنت حيي رضي الله عنها لها في كتب الحديث عشرة أحاديث. أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه- روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب، وزين العابدين بن علي بن الحسين، وإسحاق بن عبدالله بن الحارث، ومسلم بن صفوان[64].
وجملة القول: إن أمهات المؤمنين التسع اللائي توفي عنهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كنّ كلهن معلمات ومفتيات لنساء أمته ولرجالها مما لم يعلمه عنه غيرهن من أحكام شرعية وآداب زوجية، وحكم نبوية[65].
المبحث الرابع
حقوق أمهات المؤمنين الواجبة لهن
هؤلاء هن أمهات المؤمنين اللاتي يجب على كل مسلم الإقرار بفضلهن والاعتراف بعظم منزلتهن وأنهن أمهات المؤمنين كما أطلق الله ذلك عليهن وأن من طعن فيهن أو واحدة منهن كان بعيدا عن الله ورسوله وعباده المؤمنين.
إن الإسلام الذي نؤمن به قد جعل للأم منزلة عظيمة، ومكانة سامية، وحسبها شرفاً وفخراً أن يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه وقد جاء يسأله:" من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك قال ثم من؟ قال: أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من؟ قال أبوك ".
ومن حقوق أمهات المؤمنين ما جاء في السنة من الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء)؛ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أي: من نكحهن صلى الله عليه وسلم . وهن -رضي الله عنهن- قد أثنى الله عليهن وبين منزلتهن في قوله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [66] وهذا الخبر من الله عز وجل فيه بيان ما لهن -رضي الله عنهن- من المنزلة، فهن أمهات المؤمنين، ومعنى الأمومة هنا أي: في الحرمة والاحترام والتوقير والإعظام والإكرام، وليست أمومة نسب بلا شك، ولا توجب محرمية، أي: ليست أمومة تبيح الخلوة، وتبيح ما يستبيحه الإنسان من النظر إلى أمه وما إلى ذلك، وإنما هي أمومة احترام وإجلال وتقدير لما لهن -رضي الله عنهن- من المنزلة، فهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وأزواجه في الآخرة، فهن -رضي الله عنهن- في أصل هذه المنزلة سواء باستحقاقهن ذلك. يقول: (المطهرات المبرآت من كل سوء) المطهرات: اللواتي طهرهن الله جل وعلا، وذلك في قوله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [67] فلا شك أن المراد بأهل البيت في هذه الآية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فهن من أهل البيت بنص القرآن؛ لأن الكلام السابق واللاحق كله في شأن زوجاته صلى الله عليه وسلم وفي شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: (المبرآت من كل سوء) أي: أنهن سليمات بريئات من كل سوء يلحقه أحد بهن، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم منهن من توفيت في حياته ومنهن من توفيت بعده. [68].
وأمهات المؤمنين حقهن أكبر وأسمى من أمهات العصب والدم في المكانة، وأعلى منزلة، لذلك الأدب مع أمهات المؤمنين ويجب أن يكون الآتي:
معرفة فضلهن ومحبتهن:
قال أبو بكر الباقلاني:" ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة – رضي الله عن الجميع - ونقر بفضل أهل البيت –بيت رسول الله– وأنهن أمهات المؤمنين، ونبدع ونفسق ونضلل من طعن فيهن أو في واحدة منهن لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقاً للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك "[69].
الإقتداء بهن ودراسة سيرتهن:
ومن حسن الأدب مع أمهات المؤمنين الاقتداء بهن في كل شيء، فمثلا لقد ضربت أمهات المؤمنين أروع الأمثلة في طاعة الزوجة لزوجها مهما كلفتها الطاعة من مشاق.
فهذه خديجة -رضي الله عنها- تتقدم على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في نصرة الزوج وتصديق النبي من أول لحظة بعث فيها إلى الناس بشيراً ونذيراً، وتقف بجانبه في أصعب اللحظات كما:" كلا أبشر. فوالله! لا يخزيك الله أبدا. والله! إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق "[70].
وفي العلم الشرعي والتفقه في الدين:
فهذا جبريل – عليه السلام – ينزل من السماء فيقول للرسول صلى الله عليه وسلم وقد طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة: " أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة " [71].
وفي مجال التصدق على الفقراء والإحسان إليهن، لا نستطيع أن ننكر على إحداهن – رضي الله عنهن- أنها لم تتصدق على الفقراء وتحسن إليهن، إلا أننا نجد زينب بنت جحش – رضي الله عنها – تتفوق على غيرها في هذا المجال، وقد شهد لها الرسول بذلك[72].
منقول
(أمهات المؤمنين)
(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)
المقدمـة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم... وبعد.
فلقد تناولت في هذا البحث سيرة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن أجمعين-، ففي سيرتهن الكثير من المواقف المشرفة والأحداث الهامة التي تنفع سائر المسلمين ويقدمن لهم مثلاً صادقاً على سلوك المرأة المسلمة المجاهدة في سبيل الله والحافظة لبيتها وزوجها، فمن أجل ذلك وجب علينا التعرف على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى حياتهن وفضلهن، ومكانتهن في الإسلام بعد دخولهن بيت النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الثريات المضيئة التي سطعن في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم واهتدين بهديه صلى الله عليه وسلم، وننهل من هذه الينابيع الدافقة بنور العلم والمعرفة، العامرة بنور الإيمان.
ولما لسيرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن من قيمة كبيرة في حياة الأمة الإسلامية، فهن معلمات وقدوة لنساء البشرية، لذا أردت كتابة هذا البحث، وتناولت شخصياتهن من خلال عدة مباحث أساسية وهي كالآتي:
المبحث الأول: التعريف بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلهن ومكانتهن في الإسلام.
المبحث الثاني: مواقفهن الخالدة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
المبحث الثالث: دورهن في نقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتعريف بأحواله الاجتماعية الخاصة.
المبحث الرابع: حقوق أمهات المؤمنين الواجبة لهن.
وفي ختام هذا البحث أسأل الله سبحانه وتعالى أن يقبل منا هذا الجهد المتواضع وينفع به المسلمين ويهديهم، ويجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة.
المبحث الأول
التعريف بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلهن ومكانتهن في الإسلام:
1- خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-:
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، كانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم. فكانت ذات شرف ومال كثير، تزوجت خديجة وهي بكر (عتيق بن عائذ) فولدت له حارثة ثم هلك عنها، فتزوجت أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة، ثم هلك، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت أربعين سنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة، وقال أبو عمر وأجمع أهل العلم: " أن خديجة – رضي الله عنها- ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع بنات هن: زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم - رضي الله عنهن-، وأجمعوا أنها ولدت له القاسم، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم [1].
لقد كانت خديجة –رضي الله عنها- امرأة تاجرة، ذات شرفٍ ومال، تستأجر الرجال في مالها، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يتجر بمالها فوافق صلى الله عليه وسلم وذهب مع غلامها (ميسرة) في تجارة إلى بلاد الشام، وعاد من رحلته برزق وفير وأرباح طائلة [2].
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها غيرها، وأن أولاده كلَّهم منها إلا إبراهيم - رضي الله عنه - فإنه من سُرِّيّته مارية[3]. وأن الله سبحانه وتعالى بعث إليها السلام مع جبريل فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك,وبشرها الرسول بالسلام من رب العالمين، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السَّلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب)، كما أنها لم تسوؤه قط ولم تغاضبه، ولم ينلها منه إيلاء ولا عَتبُّ قط ولا هجر، وكفى به منقبة وفضيلة.وهي أوّل امرأة آمنت بالله ورسوله من هذه الأمة من النساء والرجال[4].
وفي شأنها قال عليه الصلاة والسلام: (أفضل نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم)وفضل خديجة لصبرها الجميل وجليل ما صنعته من أعمال صالحة وآثار نافعة قيمة، وفضل فاطمة لأنها بضعة من محمد صلى الله عليه وسلم، وأم النسل الشريف كله [5].
2- سَوْدةُ بنت زمْعَة - رضي الله عنها:
وهي سودة بنت زمعة بن قيس، بن عبدشمس، بن عبد وُدّ، بن نصر، بن مالك بن حِسْل، بن عامر، بن لؤي، وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار،تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد وفاة خديجة قبل العقد على عائشة، فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، ومن خواصها - رضي الله عنها - أن سودة بنت زمعة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أود أن أُحشر في زمرة أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد ما تريد النساء، وأنها آثرت بيومها حِبَّ النبي صلى الله عليه وسلم تقرباً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحُباً له، وإيثاراً لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها. وهي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها – [6]. توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب، وقيل: توفيت سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية[7].
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها-:
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان التيمَّي السَّعْديِّ القرشي, وكانت تُكنَّى بأمَّ عبد الله، وأمُّها أمُّ رُومان بنت عامر الكنانية، تَيمَّية، قرشّية، تزوجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بثلاث سنين، وهي بنتُ ست سنين وقيل سبع سنين وبنى بها وهي بنت تسع سنين في المدينة المنورة أول مقدمه في السنة الأولى؛ فكانت أحبَّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سُئل: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: (عائشة) قيل: فمن الرجال؟ قال: (أبوها)، كما أنه لم يتزوج امرأة بكراً غيرها، وكان الوحي ينـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها [8].
كما أن الله - عز وجل- لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: (ولا عليك أن لا تَعْجلي حتى تسْتأمري أبَوْيك)، فقالت: أفي هذا استأمر أبويّ؟ فإني أريد الله ورسوله والدَّار الآخرة. فاستنّ بها بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت.وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، فهي التي برأها الله سبحانه وتعالى مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يُتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة.
وتُوفي الرسول صلى الله عليه وسلم في بيتها، وفي يومها، وبين سحْرها، ودُفن في بيتها[9]. ثم أن المَلَك أرى صورتها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن يكنْ هذا من عند الله يُمضه)، كما أن الناس كانوا يتحرّون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقرباً إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فيُتحفونه بما يُحبُّ في منزل أحبّ نسائه إليه - رضي الله عنهم أجمعين-.
قال أبو عمر: وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين، ودفنت من ليلتها بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة[10].
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنها-:
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى بن رياح بن عبدالله بن قريط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب. ولدت وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين[11].
وقد نشأت حفصة رضي الله عنها مثل أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما يتميز به من جرأة وصلابة وقوة في الشخصية وكلمة نافذة واثقة، وقد قالت عائشة رضي الله عنها في وصف حفصة أنها: " بنت أبيها ". وكان أهم ما تعلمته حفصة القراءة والكتابة وإجادتها، ويعد هذا شيئاً غير عادي في ذلك الوقت[12].
تزوجت خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي، وهاجرت معه إلى المدينة ولكنه مات، تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرا " قبل أحد، وقال أبو عمر: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاث من الهجرة، وقيل: تزوجها سنة اثنتين من التاريخ[13].
وطلَّقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ عمر ذلك فحثا على رأسه التراب، وقال: ما يعبأ الله بعمر ولا ابنته. فنزل جبريل عليه السلام من الغد فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمةً بعمر[14]. وأوصى إليها أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - وأوصت هي إلى أخيها عبد الله بما أوصى به عمر، وبصدقة تصدَّقت بها. وأمها زينب بنت مظعون الجمحي القرشي.
ومن فضلها ومكانتها ما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه و أهل السيرة وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها، فأتاه جبريل فقال: (إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة) [15].
وعندما نذكر حفصة فلابد أن نذكر فضلها العظيم على الإسلام وعلى المسلمين حيث أول من احتفظت في بيتها بكتاب الله تعالى وهو القرآن الكريم وذلك على ألواح وجلود وعظام وشقف، وبهذا حفظت للمسلمين القرآن[16].
5- زينب بنت خزيمة - رضي الله عنها-:
هي " زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة العامرية القيسية", فهي هلالية قيسية، وأمها هند بنت عوف بن الحارث بن حماطة، وكانت من أكرم العرب أصلاً ونسباً. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة ثلاث من الهجرة. وكانت تُسمى " أم المساكين " في الجاهلية، حيث اشتهرت بالسخاء والكرم الزائد والعطف على الفقراء والمساكين وأن فضيلة الحب والرحمة والرفق بالفقراء والمساكين هي من الفضائل المتأصلة في نفسها رضي الله عنها[17]. وكان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة، وتوفيت في حياته -عليه الصلاة والسلام- في آخر ربيع الآخر[18]، ودفنت بالبقيع وكان سنها يوم توفيت نحو ثلاثين سنة[19].
6- أمُّ سلمة بنت أبي أمية - رضي الله عنها-:
هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة كعب بن لُؤي بن غالب بن فهر القرشي، أما أمها فهي عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جزيمة بن علقمة الكنانية، من بني فراس.
كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ابن عمها، وكان من كبار الصحابة فرُزقت منه: عُمر,ودُرَّة, وسلمة، وزينب، ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى الحبشة، وقيل: إنها أوّل من هاجر إلى المدينة من الظعائن، فتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليالٍ بقين من شوال سنة أربع، وماتت سنة اثنتين وستين في عهد إمارة يزيد بن معاوية وهي آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم موتاً، وقيل بل ميمونة[20].
7- زينب بنت جَحْش - رضي الله عنها-:
زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان أسد ابن خزيمة، وكان أسمها برَّة فسماها الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بعد زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم، أما أمها فهي: أمية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت في مكة قبل البعثة بعشرين سنة. وكانت رضي الله عنها من السباقات إلى الإسلام في مكة.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة، وقيل: ثلاث. وكانت قبله تحت زيد بن حارثة، فطلَّقها, فزوجها الله إياها من فوق سبع سماوات وأنزل عليه: ﴿ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا ﴾ [21]، وكانت - رضي الله عنها - تفخر بذلك على سائر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: زوَّجكن أهاليكن، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات[22].
ومن خصائصها: كانت من أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعده، ولحُوقاً به، وصلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وقال صلى الله عليه وسلم لنسائه: (أسرعكنّ لحاقاً بي أطولكن يداً) فكنَّ يتطاولن أيتهن أطولُ يداً. قالت عائشة - رضي الله عنها-:" فكانت زينب أطولنا يداً، لأنها كانت تعمل بيديها وتتصدق"، تُوفيت سنة عشرين، وهي أوَّل من غطَّي نعشها بعد وفاة فاطمة - رضي الله عنه -[23].
8- جُويرية بنت الحارث - رضي الله عنها-:
جُويرية بنت الحارث، هي برّة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جُويرية كما سمى ميمونة. وهي جويرية بنتُ الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مَالك بن جُذَيْمة – وهو المصطلق- بن سعد بن كعب بن عمرو، هو خُزاعة بن ربيعة بن حارثة بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن عسَّاف بن الأزد. من بني المصطلق، سباها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم المريسيع، فصارتْ لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، أو لابن عمِّ له، وكاتباها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله في مكاتبتها، فقال: (أو خير من ذلك , أشتريك وأعتقك وأتزوَّجك؟) قالت: نعم، فتزوجها، فأطلق الناسُ ما بأيديهم من السَّبي وقالوا: قد صاهر إليهم النبيُّ عليه الصلاة والسلام، وكانت جُويرية أعظم امرأة بركة على قومها، وكان زواجه منها سنة خمس بعد الهجرة، وتُوفيت سنة ستِّ وخمسين - رضي الله عنها- [24].
ومن فضائلها أن المسلمين قد أعتقوا ما لديهم من سبايا أهل بيتها من الرقيق، وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك من بركتها على قومها-رضي الله عنها -.
9- أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها-:
أم حبيبة، واسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، وهي ابنة أبي سفيان و أخت معاوية -رضي الله تعالى عنهما-، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً وهاجرت مع زوجها عبُيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة، فولدتْ له حبيبة بأرض الحبشة، وكان عُبيد الله بن جحش هاجَر مسلماً، ثم تنصَّر هناك وهلك على نصرانيته، وبقيت أمُّ حبيبة مسلمة بأرض الحبشة، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم إليها في سنة ست من الهجرة، وأنها تُوفيت سنة أربع وأربعين على الأرجح - رضي الله عنها- وعن كل أزواجه الطيبات الطَّاهرات إلى يوم الدين، وهي التي أكرمت فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم أن يجلسَ عليه أبوها (أبو سفيان) لمّا قدمَ المدينة قبل إسلامه، وقالت له: إنك رجل مشركُ فلم أحب أن تجلس عليه. ومنعته من الجلوس عليه[25].
10- صَفيَّةُ بنت حيي - رضي الله عنها-:
صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبُيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب ابن النضير النحَّام بن ينحوم، من سبط هارون بن عمران، وأمُّها برَّة بنت شموأل، من بني قريظة، وقد تزوجت مرتين. الأولى تزوجها: سلام بن مشكم، ثم تزوجها كنانة بن أبي الحقيق، فقُتل يومَ خيبر، وكانت مما أفاء الله على رسوله، فحجبها بعد أن اصطفاها، ثم أعتقها، وجعل عتقها صداقها. فأولم علهيا بتمر وسويق، وقسَم لها، وكانت إحدى أمهات المؤمنين، وذلك في سنة سبع من الهجرة. قال أنس: أمهرها نفسها، وصار ذلك سنة للأمة إلى يوم القيامة، يجوز للرجل أن يجعل عتق جاريته صداقها، وتصيرُ زوجته[26].
قال الترمذي: حدثنا إسحاق بن منصور، وعبد بن حُميد، قالا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر، عن ثابت عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: صفية بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (ما يبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لابنة نبيٍّ، وإن عمّك لنبي، وإنك لتحت نبي، فبم تفخرُ عليك؟) ثم قال: (اتَّق الله يا حفصة) قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. وهذا من خصائصها - رضي الله عنها-.
وكانت صفية حليمة عاقلة، وتُوفيت في رمضان في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - سنة خمسين، - رضي الله عنها-، وصلى عليها مروان بن الحكم ودفنت في البقيع[27].
12- ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها-:
هي برة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش.
كانت تزوجت أبو رُهمْ بن عبد العُزَّى،والذي كان مشركاً ومات على شركه وترك ميمونة أرملة في السادسة والعشرين من عمرها، وبعد وفاة زوجها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين وقد عرفت رضي الله عنها بالزهد والتقوى وكثرة الصلاة والتقرب إلى الله تعالى، كما روت عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تتضمن معظمها أحكاماً فقهية [28].
وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيها نزل قوله تعالى: ﴿ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [29].
وتُوفيت في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها، ودفنت بسرف في البقعة التي شهدت دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، وصلّى عليها عبد الله بن عباس، - رضي الله عنهم[30].
فضلهن ومكانتهن في الإسلام:
ما ورد في فضلهن كلهن مجملا، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليهن في كتابه فقال: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [31].
عن عوف بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه: (إن الذي يحبو عليكن بعدي لهو الصادق البار اللهم اسق عبدالرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة).
قال إبراهيم فحدثني بعض أهلنا من ولد عبد الرحمن أن عبد الرحمن باع ماله بكيدمة وهو سهمه من بني النضير بأربعين ألف دينار فقسمه على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم هذا حديث غريب من حديث عوف بن الحارث أبي الطفيل المدني عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن عبدالرحمن التميمي وقد روى عاليا من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد عنه والله أعلم. وإنما سمي بارا لأنهن أمهات المؤمنين فكان كالبار بأمه[32].
وعن أبي سعيد الخدري عن أم سلمه -رضي الله عنها- قالت: " نزلت هذه الآية في بيتي إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، قلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال إنك إلى خير إنك من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم [33]. لقد فضلت عائشة بأفضال على نساء النبي صلى الله عليه وسلم منها: أن الوحي أنزل في بيتها " لحافها" وأنها كانت ترى جبريل، وأن الله سبحانه وتعالى برأها بآية من السماء في سورة النور قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[34]، وعن ذلك تقول عائشة رضي الله عنها: " فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر: قيل: ما هن يا أم المؤمنين؟ قالت:لم ينكح بكراً قط غيري، ولم ينكح امرأة أبوها مهاجران غيري، وأنزل الله عز وجل براءتي من السماء، وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة، قال تزوجها فإنها امرأتك، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه، ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري، وقبض الله نفسه وهو بين سحري ونحري، ومات في الليلة التي يدور علي فيها ودفن في بيتي[35].
وقد ورد حديث في البخاري عن عائشة أنها قالت:
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً: يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى ".
هذا وقد كانت عائشة من المهاجرات للمدينة، شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معظم غزواته، وكانت من المجاهدات في الحروب، وتوفي صلى الله عليه وسلم في بيتها بعد أن تسوك بسواك تسوكت هي به رضي الله عنها.
وكانت تنفق بسخاء في سبيل الله ودون حساب كالسيل المتدفق.
وقد زادت مكانة السيدة عائشة رضي الله عنها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما نزل فيها من الآيات تشهد لها بالطهر والنقاء من فوق سبع سماوات.
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج غازياً خيبر في جمادى الأولى سنة سبع من الهجرة – بعد نحو عام من محنة الإفك- ليتخذ رايته الأولى من برد لزوجته عائشة تدعى العقاب[36].
وكان المسلمون يعلمون مدى حب الرسول لعائشة وإيثاره إياها فينتظرون حتى يكون في بيتها من يبعثون إليه بالهدايا. وقد ورد حديث عن أنس بن مالك قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " [37].
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
وأما ورد في فضل خديجة -رضي الله عنها- روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب..)، لقد تفردت خديجة بهذا الفضل.. ومن أجل ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، دائم الذكر لها والحنين إليها، يترحم عليها، ويتحدث بأيامها، ويبر صواحبها، ويتهلل لمن يراه من أهلها[38].
وتُعَّد سودة - رضي الله عنها - من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى أرض الحبشة. تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير، ونزلت بها آية الحجاب، فسجد لها ابن عباس. وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقة[39].
أما فضل زينب بنت جحش فتقول: أن الله سبحانه وتعالى زوجني من فوق سبع سماوات[40]. وكانت -رضي اله عنها- كثيرة الإنفاق في سبيل الله.
المبحث الثاني
مواقفهن الخالدة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
مواقف مضيئة في حياة أم سلمة رضى الله عنها:
كان لأم سلمة رأي صائب عندما أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وذلك أن النبي - عليه الصلاة والسلام- لما صالح أهل مكة يوم الحديبية وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم حلقوا. فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت له أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فقام - عليه الصلاة والسلام - فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا [ كناية عن سرعة المبادرة في الفعل ] [41].
وقد صحبت أم سلمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوات كثيرة وهي غزوة خيبر وفي مكة وفي حصار الطائف وغزوة هوازن وغزوة ثقيف ثم خرجت معه حجه الوداع.
ولا ننسى موقفها من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما جاء يحدثها في شأن مراجعة أمهات المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإغضابهن له فقالت: عجباً لك يا بن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبغى أن تدخل بين الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه؟
وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلت وفية لذاكره شديدة الأسى لفراقه، صوامة قوامة لا تبخل بعلم ولا بحديث عن رسول صلى الله عليه وسلم.
وقد روت رضي الله عنها الكثير من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن زوجها أبى سلمة وعن فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، وروى عنها الكثيرون ومنهم أبناؤها وكبار الصحابة والمحدثون[42].
ومن مواقفها المشهودة كذلك موقفها يوم فتح مكة عندنا خرج النبي بجيشه الكبير الذي لم يشهد مثله العرب فخرج إليه مشركو قريش لملاقاته وإعلان توبتهم وإسلامهم.
وكان من هؤلاء أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة ابن عمة الرسول وأخو أم سلمة لأبيها.
وعندما استأذنا في الدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى أن يأذن لهما بالدخول لما لاقاه منهما من أذى شديد قبيل أن يهاجر من مكة.
فقالت له أم سلمة وهي تستعطفه على ذويها وذوية:
• يا رسول الله.. ابن عمك وابن عمتك وصهرك.
فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حاجة لي بهما، أما ابن عمى فقد أصابني منه سوى وأما ابن عمتي وصهري فقد قال بمكة ما قال.
وقد بلغ ذلك أبا سفيان ابن عم الرسول فقال: والله ليؤذنن لي.. أو لآخذن بيد ابنى هذا.. وكان معه ولد جعفر – ثم تستعطفه حتى رق قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وأذن لهما بالدخول.. فدخلا عليه وألما بين يديه وأعلنا توبتها[43].
ومن المواقف الفريدة لرملة بنت أبي سفيان أم حبيبة – أم المؤمنين – عندما وصل والدها أبو سفيان إلى المدينة وكبر عليه أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة، ولكنه ذهب إلى بيت ابنته أم حبيبة وهو مشرك قبل فتح مكة، ويدخل بيتها ويهم بالجلوس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخطف فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إليه وتعلن له صراحة بأنه لا يمكن له أن يقترب من فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهر حتى لا ينجسه، أو حتى لا يسيء إلى رسول الله وهو ما يزال بعد مشركا فدهش وشعر بالصدمة وخيبية الأمل[44].
ومن أروع مواقف إحسان الظن بالمسلمين موقف زينب بنت جحش، من حادثة الإفك وكانت هي التي تسامي عائشة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والضرائر مجبولات على الغيرة، ولا شك أن هبوط سهم عائشة يرفع من قدر ضرتها ـ لكن ورعها رضي الله عنها وديانتها أبت لها حين سألها النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة إلا أن تقول: أحمى سمعي وبصري! ما علمت إلا خيراً، وقريب من هذا قول أسامة بن زيد لما استشارة النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عائشة، قال: يا رسول الله أهلك، وما نعلم إلا خيراً، ولقد ورد على لسان بعض هؤلاء نفس العبارة التي أراد الله من الخائضين أن يتوقفوا عندها، قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [45]، وقد أنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم آيات البراءة قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[46] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أبشرى يا عائشة: قد أنزل الله براءتك) وهكذا تولى الله تعالى بنفسه الدفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل قرآنا يتلى إلى يوم الدين يشهد ببراءة الصدّيقة بنت الصدّيق مما أشيع في حقها، ويظهر منزلة رسول الله وأهل بيته عنده، وكرامتهم عليه[47].
المبحث الثالث
دورهن في نقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتعريف بأحواله الاجتماعية الخاصة:
لقد كان لزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم دور عظيم في حفظ السنة النبوية ونقلها إلى المسلمين ومن خلال روايتهن للحديث الشريف.
لقد عاشت السيدة عائشة رضي الله عنها لتكون المرجع الأول في الحديث والسنة، والفقيهة الأولى في الإسلام.
قال الإمام الزهري: لو جمع علم عائشة، إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل.
وقال هشام بن عروة عن أبيه: " ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة[48].
لقد كان علم السيدة عائشة رضي الله عنها واسعاً غزيراً، فهي ملمة بكل ما تصل بالدين من قرآن وسنة وفقه، وفي ذلك قال الحاكم في المستدرك إن ربع أحكام الشريعة نقلت عنها (أي السيدة عائشة). وقال أبو موسى الأشعري الصحابي الجليل: "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً قط إلا وجدنا عندها منه علماً"[49].
فقد كان الصحابة يستفتونها في الأمور التي لا يستطيعون اتخاذ الرأي بشأنها، كما كانت تصحح لكبار الصحابة والعلماء الآيات والأحكام والأحاديث وتوضح لهم ما خفي عنهم. ومن أمثلة ذلك: رجوع أبو هريرة رضي الله عنه عما يرويه عن الفضل ابن عباس: أن من أدركه الفجر وهو جنب فلا يصم فلما سألت في ذلك عائشة وأم سلمة قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من غير حلم ثم يصوم)، وعندما علم أبو هريرة بذلك قال: هما أعلم ورد ما كان يقول في ذلك[50].
وكانت حجرتها المباركة تعد مدرسة يختلف إليها طلاب العلم والمعرفة الذين وفدوا من مختلف الأقطار لينهلوا من هذا النبع الغزيز من العلم والمعرفة وكانت تحجب عن الطلاب غير المحار، كما كانت لا تفتي إلا بوجود الدليل من الكتاب والسنة[51].
وتعد السيدة عائشة -رضي الله عنها- من كبار حفاظ السنة النبوية الشريفة وقد وضعها المحققون في المرتبة الخامسة في حفظ الأحاديث وروايتها بعد أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالك وابن عباس رضي الله عنهم، ولكنها تنفرد دونهم بميزة هامة وهي أنها كانت تروي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة ولم تنقلها عن أحد. ولذلك فقد روت أحاديث لم يروها غيرها، بذلك حفظت لنا جزءاً كبيراً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته في بيته، وكان كبار الحفاظ يذهبون إلى حجرتها حتى يتحققوا من صحة الأحاديث وقوتها، وكانوا إذا اختلفوا في شيء احتكموا إليها وعملوا برأيها[52].
ويقول أبو سلمة بن عبدالرحمن عن علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: " ما رأيت أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إذا احتيج إليه ولا أعلم بآية فيم نزلت ولا فريضة من عائشة "[53].
فكانت -رضي الله عنها- زعيمة الآخذين بناصر المرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين.
وتروي السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار، سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض، فعلّمها كيف تغتسل، ثم قال لها: خذي فرصة ممسكة (أي قطعة من القطن بها أثر الطيب) فتطهري بها.. قالت: كيف أتطهر بها..؟ قال: تطهري بها، قالت: كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال لها: سبحان الله تطهري بها..!! قالت السيدة عائشة: فاجتذبتها من يدها، فقلت: ضعيها في مكان كذا وكذا، وتتبعي بها أثر الدم، وصرحت لها بالمكان الذي تضعها فيه.
وفي حديث أم سلمة قالت: جاءت أم سليم (زوج أبي طلحة) رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق.. هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: نعم إذا رأت الماء.
فقالت أم سلمة (أم المؤمنين): لقد فضحت النساء، ويحك أوَ تحتلم المرأة؟ فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إذاً فبمَ يشبهها ولدها..؟
وكان المؤمنات يسألنه عن كل ما يعرض لهن على اختلاف درجاتهن في الحياء حتى كان بعضهن يشكو إليه هجر بعولتهن لهن اشتغالا بالتعبد أو لغير ذلك. وكان لا بد من تعليمهن وإنصافهن من بعولتهن.
مثل هذه الأسئلة الخاصة كانت تحرج النبي صلى الله عليه وسلم، فتتولى أمهات المؤمنين شرحها وتبيانها[54].
تقول السيدة عائشة: رحم الله نساء الأنصار، ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.. كانت المرأة من هؤلاء تأتي إلى السيدة عائشة -رضي الله عنها- لتسألها عن بعض أمور الدين، وعن أحكام الحيض والنفاس والجنابة وغيرها من الأحكام التي تستحي المرأة عادة من ذكرها.. كآداب المعاشرة والجماع والزينة وغيرها..
ومن المعروف أنّ السنة المطهّرة ليست قاصرة على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل تشمل قوله، وفعله، وتقريره.. وكل هذا من التشريع الذي يجب على الأمة إتباعه، فمن ينقل لنا أخباره وأفعاله صلى الله عليه وسلم في المنزل، غير هؤلاء النسوة اللواتي أكرمهن الله فكن أمهات للمؤمنين وزوجات لرسوله الكريم؟[55].
كان الرجال والنساء يرجعون بعده صلى الله عليه وسلم إلى أمهات المؤمنين في كثير من أحكام الدين ولاسيما الزوجية فمن كان له قرابة منهن كان يسألها دون غيرها[56].
فكان أكثرُ الرواة عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أختَها أمَّ كلثوم وأخاها من الرضاعة عوف بن الحارث، وابن أخيها القاسم وعبد الله ابني محمد بن أبي بكر، وحفصة وأسماء بنتي أخيها عبد الرحمن، وعبد الله وعروة ابني عبد الله بن الزبير من أختها أسماء. وروى عنها غيرهم من أقاربها ومن الصحابة والتابعين وهم كثيرون جدّا.
كذلك كان أكثر الرواة عن السيدة حفصة -رضي الله عنها- أخاها عبد الله بن عمر وابنه حمزة وزوجه صفية بنت عبيد وأم بشر الأنصارية -رضي الله عنهم أجمعين-.
وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، عاشت ميمونة رضي الله عنها حياتها بعد النبي صلى الله عليه وسلم في نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم بين الصحابة والتابعين؛ لأنها كانت ممن وعين الحديث الشريف وتلقينه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنها شديدة التمسك بالهدي النبوي والخصال المحمدية، ومنها حفظ الحديث النبوي الشريف وروايته ونقله إلى كبار الصحابة والتابعين وأئمة العلماء. وكانت أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها- من المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف والحافظات له، حيث أنها روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستاً وسبعين حديثاً، وأكثر الرواة عن السيدة ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- أبناء أخواتها ولاسيما أعلمهم وأشهرهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
وأشهر الرواة عن السيدة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها ابنتها حبيبة وأخوها معاوية وعنبسة وابنا أخيها وأختها -رضي الله عنهم أجمعين-.
أما السيدة صفية بنت حيي -رضي الله عنها- فقد روى عنها ابن أخيها رضي الله عنه[57].
وهكذا نرى كل واحدة من أمهات المؤمنين قد روى عنها عِلمَ الدين كثيرٌ من أولي قرباها ومن النساء والرجال الآخرين.
كما روت سودة - رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعد بن زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري[58].
أما دور أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- فقد روت عنها الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقي بن مخلد (378) ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا. اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر. ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف (158) مائة وثمانية وخمسون حديثًا.
كان وجود أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنهما- خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة (58هـ)، تربعت أم سلمة -رضي الله عنها- على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن.... إلخ..
• أما أم سلمة فإن معظم مروياتها في الحديث الشريف في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج. وفي أحكام الجنائز، وفي الأدب، وفي ستر العورة، وفي رفع الرأس إلى السماء عند الخروج من البيت، والمرأة ترخي من إزارها ذراعًا، وروت في الأشربة، والنهي عن عجم النوى طبخًا وخلط النبيذ بالتمر، وفي النكاح، روت زواجها، وفي الإحداد والرضاع كما روت في المغازي، والمظالم والفتن، في الجيش الذي يخسف به، وفي المهدي، وروت في المناقب في ذكر علي وذكر عمار.وهذا يدل على قوة حافظة أم سلمة واهتمامها بالحديث -رضي الله عنها-. كما نقل عنها مروياتها جيل من التلاميذ رجالاً ونساء، من مختلف الأقطار، حيث روى عنها - رضي الله عنها - خلق كثير[59].
وكانت السيدة زينب - رضي الله عنها - من النساء اللواتي حفظن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ورويت عنها، وقد روت - رضي الله عنها- أحد عشر حديثا، واتفق الإمامان البخاري ومسلم لها على حديثين منها. لقد روى عنها العديد من الصحابة؛ منهم: ابن أخيها محمد بن عبدالله بن جحش، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومذكور مولاها. وروى عنها أيضا الكثير من الصحابيات منهن: " زينب بنت أبي سلمة وأمها أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان المعروفة بأم حبيبة - رضي الله عنها -، وأيضا كلثوم بنت المصطلق[60].
ومن الأحاديث الشريفة التي رويت عنها - رضي الله عنها - " عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، أنها أخبرتها: دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمست منه، ثم قالت: والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم تحد على الميت فوق ثلاث ليال، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا".
فهذه رملة بنت أبي سفيان - أم حبيبة - أم المؤمنين - رضي الله عنها - فقد كانت تحفظ من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على الألفي حديث.
حيث روت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنها بعض الصحابة والمحدثين ومما روته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى اثنتى عشرة ركعة في يومه وليلته بُني له بيت في الجنة.قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم "[61] أخرجه مسلم.
وفي مجال الاجتهاد في العبادة والزهد وكلهن – رضي الله عنهن – مثل لذلك، إلا أن حفصة بنت عمر – رضي الله عنها – تسبقهن في ذلك.
ومما أخرجه البخاري " عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا يقول:" لا إله إلا الله، ويل للعرب، من شرٍ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه (وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها) قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: " نعم إذا كثر الخبث" [62].
• أما جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- فقد نقلت الحديث: فحدث عنها ابن عباس، وعبيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وجابر بن عبد الله. بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان. وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم، في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدفة، كما روت في العتق.
وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- اسمها في عالم الرواية، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما تيسر لها ذلك. ومن الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ -رحمه الله- عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال: " أصمت أمس"؟ قالت: لا، قال: "تريدين أن تصومي غدا"؟ قالت: لا، قال: "فأفطري"، وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه[63].
• أما صفية بنت حيي رضي الله عنها لها في كتب الحديث عشرة أحاديث. أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه- روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب، وزين العابدين بن علي بن الحسين، وإسحاق بن عبدالله بن الحارث، ومسلم بن صفوان[64].
وجملة القول: إن أمهات المؤمنين التسع اللائي توفي عنهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كنّ كلهن معلمات ومفتيات لنساء أمته ولرجالها مما لم يعلمه عنه غيرهن من أحكام شرعية وآداب زوجية، وحكم نبوية[65].
المبحث الرابع
حقوق أمهات المؤمنين الواجبة لهن
هؤلاء هن أمهات المؤمنين اللاتي يجب على كل مسلم الإقرار بفضلهن والاعتراف بعظم منزلتهن وأنهن أمهات المؤمنين كما أطلق الله ذلك عليهن وأن من طعن فيهن أو واحدة منهن كان بعيدا عن الله ورسوله وعباده المؤمنين.
إن الإسلام الذي نؤمن به قد جعل للأم منزلة عظيمة، ومكانة سامية، وحسبها شرفاً وفخراً أن يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه وقد جاء يسأله:" من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك قال ثم من؟ قال: أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من؟ قال أبوك ".
ومن حقوق أمهات المؤمنين ما جاء في السنة من الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء)؛ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أي: من نكحهن صلى الله عليه وسلم . وهن -رضي الله عنهن- قد أثنى الله عليهن وبين منزلتهن في قوله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [66] وهذا الخبر من الله عز وجل فيه بيان ما لهن -رضي الله عنهن- من المنزلة، فهن أمهات المؤمنين، ومعنى الأمومة هنا أي: في الحرمة والاحترام والتوقير والإعظام والإكرام، وليست أمومة نسب بلا شك، ولا توجب محرمية، أي: ليست أمومة تبيح الخلوة، وتبيح ما يستبيحه الإنسان من النظر إلى أمه وما إلى ذلك، وإنما هي أمومة احترام وإجلال وتقدير لما لهن -رضي الله عنهن- من المنزلة، فهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وأزواجه في الآخرة، فهن -رضي الله عنهن- في أصل هذه المنزلة سواء باستحقاقهن ذلك. يقول: (المطهرات المبرآت من كل سوء) المطهرات: اللواتي طهرهن الله جل وعلا، وذلك في قوله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [67] فلا شك أن المراد بأهل البيت في هذه الآية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فهن من أهل البيت بنص القرآن؛ لأن الكلام السابق واللاحق كله في شأن زوجاته صلى الله عليه وسلم وفي شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: (المبرآت من كل سوء) أي: أنهن سليمات بريئات من كل سوء يلحقه أحد بهن، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم منهن من توفيت في حياته ومنهن من توفيت بعده. [68].
وأمهات المؤمنين حقهن أكبر وأسمى من أمهات العصب والدم في المكانة، وأعلى منزلة، لذلك الأدب مع أمهات المؤمنين ويجب أن يكون الآتي:
معرفة فضلهن ومحبتهن:
قال أبو بكر الباقلاني:" ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة – رضي الله عن الجميع - ونقر بفضل أهل البيت –بيت رسول الله– وأنهن أمهات المؤمنين، ونبدع ونفسق ونضلل من طعن فيهن أو في واحدة منهن لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقاً للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك "[69].
الإقتداء بهن ودراسة سيرتهن:
ومن حسن الأدب مع أمهات المؤمنين الاقتداء بهن في كل شيء، فمثلا لقد ضربت أمهات المؤمنين أروع الأمثلة في طاعة الزوجة لزوجها مهما كلفتها الطاعة من مشاق.
فهذه خديجة -رضي الله عنها- تتقدم على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في نصرة الزوج وتصديق النبي من أول لحظة بعث فيها إلى الناس بشيراً ونذيراً، وتقف بجانبه في أصعب اللحظات كما:" كلا أبشر. فوالله! لا يخزيك الله أبدا. والله! إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق "[70].
وفي العلم الشرعي والتفقه في الدين:
فهذا جبريل – عليه السلام – ينزل من السماء فيقول للرسول صلى الله عليه وسلم وقد طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة: " أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة " [71].
وفي مجال التصدق على الفقراء والإحسان إليهن، لا نستطيع أن ننكر على إحداهن – رضي الله عنهن- أنها لم تتصدق على الفقراء وتحسن إليهن، إلا أننا نجد زينب بنت جحش – رضي الله عنها – تتفوق على غيرها في هذا المجال، وقد شهد لها الرسول بذلك[72].
منقول
الحازمي- نشط مميز
رد: زوجات الرسول ==صلي الله علية وسلم ---11 امراة
فقال:" أسرعكن لحاقاً بي أطولكم يدا ".
من الأدب معهن الذب عنهن والوقوف في وجه من يسيء إليهن: منذ عهد الصحابة إلى عصرنا هذا، لا يزال الصالحون يضعون أمهات المؤمنين في مكانة عالية ولا يسمحون لأي شائن مبغض أن يطعن فيهن، بل يرون ذلك من أفضل القربات والجهاد في سبيل الله في الذب عنهن وتوقيرهن واحترامهن وحسن الأدب معهن[73].
من الأدب معهن التسمي بأسمائهن: ينبغي على المسلمين تسمية البنات بأسماء أمهات المؤمنين، وأن نذكر بناتنا ونجعلهن دائما باتصال دائم وحب مستمر مع أمهات المؤمنين، وأن يتخلقن بأخلاقهن[74].
الخاتمة
إن سيرة أمهات المؤمنين اللواتي نزلت النصوص في بيوتهن، وكن التطبيق العملي لهذه التعاليم، طبقن ذلك تحت سمع وبصر النبي صلى الله عليه وسلم فسددهن وعلمهن، وأطلقهن معلمات لنساء ذلك الجيل، ومرشدات لأجيال النساء فيما بعد.
وما ذلك إلا مثل رائع ضربنه من خلال العظمة التي اكتسبنها في بيت النبوة، فأصبحن المثل الرائد، والقدوة المتفردة عبر العصور..
وارتفعت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي، وكانت أمهات المؤمنين رائدات التغيير في ذلك المجتمع قريب العهد من الجاهلية.
كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- من المناصرين للمرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين.
كما أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؛ زوجاته في الدنيا والآخرة وأمهات المؤمنين ولهن من الحرمة والتعـظيم ما يليق بهن كزوجات لخاتم النبيين فهن من آل بيته طاهرات, مطهرات, طيبات، بريئات مبرآت من كل سؤ يقدح في أعراضهن وفرشهن , فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات فرضي الله عنهن وأرضاهن أجمعين وصلى الله على نبيه الصادق الأمين.
منقول
من الأدب معهن الذب عنهن والوقوف في وجه من يسيء إليهن: منذ عهد الصحابة إلى عصرنا هذا، لا يزال الصالحون يضعون أمهات المؤمنين في مكانة عالية ولا يسمحون لأي شائن مبغض أن يطعن فيهن، بل يرون ذلك من أفضل القربات والجهاد في سبيل الله في الذب عنهن وتوقيرهن واحترامهن وحسن الأدب معهن[73].
من الأدب معهن التسمي بأسمائهن: ينبغي على المسلمين تسمية البنات بأسماء أمهات المؤمنين، وأن نذكر بناتنا ونجعلهن دائما باتصال دائم وحب مستمر مع أمهات المؤمنين، وأن يتخلقن بأخلاقهن[74].
الخاتمة
إن سيرة أمهات المؤمنين اللواتي نزلت النصوص في بيوتهن، وكن التطبيق العملي لهذه التعاليم، طبقن ذلك تحت سمع وبصر النبي صلى الله عليه وسلم فسددهن وعلمهن، وأطلقهن معلمات لنساء ذلك الجيل، ومرشدات لأجيال النساء فيما بعد.
وما ذلك إلا مثل رائع ضربنه من خلال العظمة التي اكتسبنها في بيت النبوة، فأصبحن المثل الرائد، والقدوة المتفردة عبر العصور..
وارتفعت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي، وكانت أمهات المؤمنين رائدات التغيير في ذلك المجتمع قريب العهد من الجاهلية.
كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- من المناصرين للمرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين.
كما أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؛ زوجاته في الدنيا والآخرة وأمهات المؤمنين ولهن من الحرمة والتعـظيم ما يليق بهن كزوجات لخاتم النبيين فهن من آل بيته طاهرات, مطهرات, طيبات، بريئات مبرآت من كل سؤ يقدح في أعراضهن وفرشهن , فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات فرضي الله عنهن وأرضاهن أجمعين وصلى الله على نبيه الصادق الأمين.
منقول
الحازمي- نشط مميز
مواضيع مماثلة
» نزار قباني في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
» خمسون معلومة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
» خادم الرسول (صلى الله عليه وسلم)
» هل تريد ان ترى الرسول "صلى الله عليه وسلم " ؟!
» اجمل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم (مختارات)
» خمسون معلومة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
» خادم الرسول (صلى الله عليه وسلم)
» هل تريد ان ترى الرسول "صلى الله عليه وسلم " ؟!
» اجمل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم (مختارات)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى