قافلة الوفاء .. أبوجبيهة شندي

بسم الله الرحمن الرحيم
أ/ محمد عثمان أحمد سالم
كلية التربية جامعة شندي
• بعد أربعين عاماً طلاب أبو جبيهة المتوسطة يكرمون معلميهم بشندي.
• الدرس كان عنوانه الوفاء للشموع .. فاختلطت الكلمات بالدموع .
• وزير الثقافة بجنوب كردفان يبكي بكل اللغات وشندي تضحك بلغة الصمت والدموع
• بكينا فرحاً بحياة الوفاء النبيل بعد أن ظننا أنه قد مات في الزمن الجميل
لا أدري من أين أبدأ وإلى أين انتهي وكيف أعبر، فالموقف أبلغ من كل الحروف وأشرف من كل الكلمات وأصدق من كل الحكايات .
الحدث والحكاية أعزائي القراء تصلح أن تكون درساً في الدين وفي التاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس والجغرافيا والأخلاق والتربية الوطنية .
ليت حروفي تطاوعنى في تصوير الحدث ورسم الحكاية والتي تقول أن مجموعة من المعلمين النجباء المخلصين إلتحقوا في باكورة شبابهم بمهنة التدريس ، واختاروا بمحض إرادتهم الإتجاه غرباً حيث تغرب شمس الكون ، وكأني بهم ذهبوا وهم يحملون شمس المعرفة التي لا تغيب ، فكانت أبو جبيهة المقام ، و أبو جبيهة المتوسطة العمل والرسالة ، على رأس هؤلاء الأستاذ الجليل الطيب المجذوب محمد باهي القادم من أرياف متمة ود سعد ، ورفاقه الأكارم عبد السلام عبد الله المغواري – (الطيب عبدالرحمن الشيخ – سيد أحمد كردمان) والآخيرين نسأل الله لهما الرحمة والمغفرة والقبول وهم جميعاً من أبناء شندي الكبرى . وامتد العمل بهذه المدرسة العريقة من العام 1969- 1974م .
بعد ذلك تفرقت بالجميع السبل معلمين وطلاب وجرفتهم تيارات الحياة التي لا تهدأ وتمر السنوات خلف السنوات حتى وصل عددها الأربعين سنة ، وفجأة يطرق جرس الهاتف الآذان ليتحدث التاريخ ، بأن هنالك حدثاً عظيماً سيخلخل الدواخل ويلهب المشاعر والأفكار والوجدان .................. وكان الخبر .
مجموعة من أفاضل الرجال وأعظمهم من أبناء هذا الوطن الحبيب من خريجي وطلاب مدرسة أبو جبيهة المتوسطة في الأعوام 1969-1974م سيطوون المسافات حضوراً إلى شندي لتكريم معلميهم وأساتذتهم الأجلاء تقديراً ووفاءً لجهودهم في حمل رسالة العلم والتعليم ولأنهم كانوا مشاعلاً للنور أزاحت الجهل وبددت الظلام وأضاءت الطريق وجميعنا يترقب اللحظات في لهف وشوق واندهاش ، وكلُ منا يحدث نفسه أي وفاء هذا وأي قلوب هذه التي ظلت تحتفظ طوال هذه العقود بمساحة الود فيها مسجلة باسم الطيب ورفاقه .
رحم الله شيخ شعراء السودان المعلم المطبوع عبدالله الشيخ البشير وهو يقول
لو كان لي ألفا لسان شاعر أوفيتكم مدحاً وكان لزاما
والمدح هنا مدحان ، مدحاً للمعلمين الأجلاء ومدحاً مضاعفاً للتلاميذ النبلاء .
جاء اليوم الذي إنتظرناه وهو يوم ليس كباقي الأيام ، وحانت ساعة اللقاء وهو لقاء أنبل وأصدق من كل اللقاءات ، لقاء كان يجب أن تحتفي به كل شندي ، وأهل شندي بل وكل أهل السودان ، بل يحتفي به كل المعلمين بطول البلاد وعرضها .
الزمان: السابعة مساء الجمعة المبارك الرابع والعشرين من شهر يناير 2014م
المكان: فندق الكوثر على ضفاف النيل الخالد بشندي .
الحضور: نفر كريم من الأهل والعشيرة والزملاء والأصدقاء وأسر المحتفى بهم.
إنطلق الحفل البهي الرائع الخالد الفريد وكان خير المبتدأ القرآن الكريم .
ومن ثم كان حديث الضيوف الأوفياء على لسان ممثلهم أ/ عصام الدين جادالله دياب والذي تحدث حديثاً جعل المناديل أقرب إلى العيون منها إلى الجيوب وهو يرسل كلمات الشكر والثناء لأساتذته ويثبت لهم الفضل بعد المولى عز وجل في فتح دروب الحياة لهم جميعاً بل والصعود إلى سلالم المجد ، بل أجزم أن هؤلاء المعلمون لم يأتوا إلى ديارهم بأبي جبيهة لمهنة بأجر بل هم أصحاب رسالة وقد حملوها بحقها وزادوا.
لذا كان واجب علينا أن نأتي اليوم إلى شندي لنرد بعضاً من الدين علينا ولنقول لأساتذتنا شكراً جميلاً لكم ، شكراً وعرفاناً منا ومن أهلينا وزملائنا الذين حالت ظروفهم من حضور هذا اللقاء.
ثم تواصل اللقاء وتواصل الاندهاش مع الأخ عوض السيد محمد عبدالله وهو يقدم الضيوف ليعرفوا بأنفسهم وليعبروا عن مشاعرهم وواجب علينا أن نحييهم فرداً فرداً وهم :
( أ ) الذين حضروا الإحتفال بمدينة شندي
العمل الحالي الإسم
سفير وممثل الجامعة العربية بالصومال محمد عبد الله إدريس 1
وزير الثقافة والإعلام والسياحة بولاية جنوب كردفان صالح عبد الرحمن حسين 2
لواء معاش طيار بقوات الشعب المسلحة شمس الدين عيسى إدريس 3
مدير إدارة تجارة الخام بوزارة النفط عبد العزيزعلى محمد خير 4
مهندس وإقتصادى مستشار تقنية الإتصالات خضر آدم الحاج 5
طبيب بيطري بالمملكة العربية السعودية عوض السيد محمد عبد الله 6
عميد الطلاب بكلية إفريقيا الجامعية عصام الدين جاد الله دياب 7
مدير العلاقات الخارجية بشركة كفاءة قادم عبد الرحمن النو 8
مهندس مساحة بولاية نهر النيل علي محمد على لى 9
مهندس بمساحة ولاية الخرطوم عبد الرحيم عبد الصمد آدم 10
رجل أعمال ومزارع حسن أحمد إبراهيم 11
رائد بالسلاح الجوي الطيران الرئاسي عبد الله جار النبي 12
إدارة الخدمات بجامعة الخرطوم محمد عثمان سراج 13
رجل أعمال ومحامى الفاتح عبد العظيم عبد الماجد 14
رجل أعمال الشاذلي مختار عوض الكريم 15
مكتب تعليم أبوجبيهة إدارة التوجيه حسن حمد آدم 16
رجل أعمال حسن وقيع الله 17
بنك الصادرات إبراهيم محمد على 18
معلم بالتعليم العام نور الدين مدنى 19

( ب ) الذين حالت ظروفهم من حضور الإحتفال بمدينة شندي
فريق شرطة عمر محمد على لى 1
لواء بالقوات المسلحة الطيران والمظلات هلال محمد هارون 2
عضو المجلس الوطني عبد الرحمن على أحمد 3
مدير مساحة ولاية الخرطوم محمد موسى صالح 4
مدير إدارة الإستثمار بجامعة الخرطوم نادر الزين الطيب 5
مهندس ورجل أعمال إسماعيل إبراهيم برتاوي 6
المحامى وموثق العقود عبد الله عبد القادر آدم 7
رجل أعمال على محمد المصطفي 8
محاضر بمركز تدريب التعاونين بريمة آدم نورين 9
ناشط في العمل بالمنطمات الطوعية فيصل خليل حتيلة 10
رجل أعمال قيس الجيلى إسماعيل 11
مهندس ورجل أعمال محمد علي محمد المهدي 12
رجل أعمال ومترجم مكي عوض الله 13
ضابط إداري حسن خالد البشير 14
مدير مدرسة أوائل النابغين الثانوية الخاصة نزار مالك الريح 15
رجل أعمال عبد العظيم مختار عوض الكريم 16
مدير مدرسة بمرحلة الأساس عثمان علي مصطفي 17
وبعد هذا التطواف في الأسماء والأماكن والمعاني رمى الأخ إمام مقدم البرنامج – له التحية الكرة في ملعبنا نحن زملاء وأصدقاء الأستاذ الطيب المجذوب محمد باهي في معهد التربية شندي ومن ثم جامعة شندي وكان عليّ أن أتقدم ممثلاً لزملائي، وبدأت حديثي بفاتحة القرآن والسلام والتحيات للحضور وقلت:
أني اعتذر اعتذاراً شديداً عن عجزي وقلة حيلتي في التعبير عن هذه اللحظات الخالدات، فكل مفردات اللغة تظل عاجزة عن التعبير، بل وكل مواعين الكلمات تظل ضيقة عن حمل المعاني المتدفقة نحوكم جميعاً ونحو هذا الموقف السامي النبيل.
إخوتي الحضور الآن تنبري أقلام التاريخ لتسجل بأحرف من نور صفحات عن الوفاء والعشق النبيل ، وترسم لوحات عن معدن الرجال الأصيل .
الإخوة الأفاضل الطيب المجذوب عرفناه قبل أكثر من عقدين من الزمان ، عرفناه رجل بقامة النخيل وعطاء النيل وبكل ماهو جميل. تشيء الأقدار أن نزامله ونحن ندخل بوابة التدريس في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي ، بل ونعتز بعد ذلك بقيادته لنا وهو عميد لمعهد إعداد المعلمين بشندي ، فمنه تعلمنا الكثير لأنه كان واسع العلم – نافذ البصيرة – عميق الرؤى – ناضج التجربة – صادق الانتماء – وافر العطاء ، كان كذلك وأكثر فهو حقاً تنطبق عليه هذه الأبيات :-
كالبحر يقذف للقريب جواهراً جوداً ويبعث للبعيد سحائبا
كالشمس في كبد السماء وضوئها يغشى البلاد مشارقاًُ ومغاربا
إخوتي الكرام ، القراء الأعزاء أستاذنا الطيب المجذوب شرفنا وشرف وطنه السودان وهو يعمل بسلطنة عمان فكان أهلاً للتقدير والتبجيل والتكريم من قادة التعليم والإخوة العمانيين ، وهذه قصة تطول وحكايات لا تنتهي نسورها بقول الشاعر:
من يصنع المعروف لايعدم جوازيه لا يذهب الفضل بين الله والناس
عاد الطيب إلى بلاده بعد سنوات الغربة وهو يردد ومازال:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة أهلي وإن ضنوا عليّ كرام
النظرة العامة والتمهيد عند أهل التربية أمر مهم وقد قلناه ، موضوع الدرس والسير فيه امر صعب الآن ، ولكن نقفز إلى كتابة الملخص – طلعوا الكراسات .
معلم أغبش ريفي الأصل والطباع ، حمل الطباشير سلاح والسبورة درعاً حارب الجهل في بقاع هذا الوطن العزيز بعزة وعزم ثم هاجر إلى عمان وهو يحمل ذات الرسالة بذات الأمانة رجع بعد أن علا الشيب الرأس (ما الغربة أقسى نضال عند الكابلي) وعند "جرماكي" (الغريب لامن يموت في باله رجعه) .
رجع وكل مدخراته عربة "ميني بص" بداخلها مستلزمات البيت والأسرة هذه العربة بما فيها وصلت إلى ميناء بورسودان قبل أكثر من عقدين ونصف تقريباً ولكنها خرجت ولم تعد حتى الآن !!!!! كل أولي الأمر وصلتهم الشكوى ولكن لا مجيب!!
إستأذنا أستاذنا ونحن على المنصة لنقول ذلك ونعلم أنه قد كره ذلك ولكن ....
الإخوة الضيوف أنتم تعرفون الطيب ونحن ندّعي ذلك ولكننا متفقون ومتيقنون أنه هو الإنسان الذي يصحى ليعطي الآخرين أحلامه وهو كل ما يملك .
فالطيب سادتي الحضور .. تشرفت به المناصب ولم يتشرف بها بل هو الرجل العصامي الذي لا يرى عيباً في الفقر ولاشرفاًَ في الثراء .
تواصلت مسيرة الحياة أخوتي الحضور لننتقل للعمل بجامعة شندي عند تأسيسها في العام 1994م وليعمل الأستاذ الطيب مسجلاًَ لكلية التربية لإعداد معلمي مرحلة الأساس ومن ثم مساعداً لوكيل الجامعة .
ونشهد الله إن ما بذله الأستاذ الطيب المجذوب في إنشاء وتأسيس هذه الجامعة وروافدها يفوق كل الجهود .. كان يهيئ المكاتب الوثيرة المكيفة ، والمعينات للآخرين وكان مكتبه ظلال الأشجار ويمتد عمله إلى ساعات المساء في أحايين كثيرة عملاً ميدانياً مخلصاً متجرداً ، ترشيداً ، وتوظيفاً للموارد الشحيحة حتى كانت هذه الجامعة واقعاً بعد أن كانت حلماً يراود الكثيرين من أبناء المنطقة . وهنا لابد من تقديم التحية والتجله للبروفسر علي بري المدير المؤسس للجامعة وللأخ البروفيسر إبراهيم أحمد عمر وزير التعليم العالي الأسبق اللذين قدرا جهد الرجل وكرماه مع آخرين في واحدة من مناسبات الجامعة كما كرم لاحقاً بمنحه درجة الماجستير الفخري في التربية تقديراً لمساهماته اللامحدودة في كل برامج الجامعة ونشاطاتها .
ا

الأخوة الكرام – ضيوفنا الأماجد ..................
التحية في هذا المساء الطيب نسوقها لأستاذنا وأخينا الأكبر الطيب المجذوب ورفاقه الأكارم الذين أحسنوا الإختيار بالذهاب إلى هذه البقعة الطاهرة أبو جبيهة – وأبو جبيهة المتوسطة، التحية والتهنئة بهذا الغرس الطيب الذي نما وأينع وجاد بظلاله وثمره لكل أهل السودان بل وثمراً للإنسانية جمعاء، ثمر يسمن ويغني من جوع بل يشع ألقا يسر الناظرين ، في حياتنا الدنيا وصدقة جارية للآخرة ، التحية للمحتفى بهم وهم يفجرون ينابيع الحب والحضارة من أبي جبيهة المتوسطة في وسط الجبال الشامخات لتكتسي النفوس خضرة وسماحة وجمال ...
الحضور الجميل النبيل الضيوف الأفاضل نكرر لكم التحيات النواضر في هذا المساء الذي تتحدث فيه القلوب حديثاً تعجز الألسن عن شرح معانيه، مساء يجمعنا بالرجال الذين يعرفون قدر الرجال.
القارئ الكريم ، الوفاء قيمة إنسانية وأخلاقية عظيمة:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وحقاً نحن محتاجون إلى العلم ولكن حاجتنا إلى الأخلاق أكثر .
شكراً لكم أخوتي الكرام وأنتم تقدمون لنا درساً بليغاً في الإخاء والوفاء وصدق العلائق الإنسانية وهذه الصلات المتينة التي لم تمحها سنوات التاريخ أو مسافات الجغرافيا ولكن نحسب بل نجزم أن ذلك ما هو إلا كالذي على طرفي خيط مطاطي ما ابتعد إلا ليرتد أكثر قرباً .
وقبل أن أبرح مكاني هذا أقول :
شرفٌ للأستاذ الطيب ولزملائه أن تكونوا أنتم طلابهم، وشرف لكم أنتم أن يكون هؤلاء هم معلموكم وشرفٌ وفخرٌ لنا ٌ نحن زملاؤهم وأسرهم أن نكون حضوراً اليوم في هذا اللقاء ، التحية لكم والتحية عبركم لكل خريجي أبو جبيهة المتوسطة .
تواصل الحفل بعد ذلك وكانت كلمة الدكتور الطيب علي القاضي من جامعة شندي والذي تحدث عن زميله الطيب المجذوب ونبوغه بين أقرانه منذ أن كان يافعاً وقدم شكره للضيوف على هذه اللفتة وهذا التكريم وهذا الوفاء كما قدم التحية والتهنئة للمحتفى بهم من أبناء شندي وقال أن هذا اللقاء يعتبر بكل المقاييس فخراً لشندي وأهلها .
جدير بالذكر والتقدير فقد وصلتنا برقيتان إلى الحفل، الأولى من الأخ الأستاذ أسامة محمد عبدالله حيا فيها الحضور وحيا هذه المواقف النبيلة والمحتفى بهم مقدماً الشكر للضيوف الأكارم على هذه اللفتة الرائعة .
أما البرقية الثانية فقد جاءت من البروفيسر يحيى فضل الله مختار المدير السابق لجامعة شندي والتي دفق فيها مشاعره وأحاسيسه فقد بدأها باعتذاره وأسفه لعدم تمكنه من حضور هذا اللقاء الخالد ومن ثم قدم الإشادة والتقدير لهذا الوفاء النادر وهذه اللفتة الرائعة من هؤلاء الطلاب الأفاضل الذين بروا أساتذتهم وحفظوا لهم الجميل فكان حضورهم إلى شندي، كما أشاد الدكتور يحيى بجهود المحتفى بهم وشمائلهم ونبل رسالتهم كما ثمن جهود أخيه الطيب المجذوب وحسن صحبته في جامعة شندي وتفانيه وعفته وعلمه وتجاربه والتي وظفها لخدمة الجامعة وخدمة البلاد.
القراء الأعزاء صعب الإحاطة بكل تفاصيل هذا اليوم، فاللقاء حمل العديد من المواقف والمشاهد الناطقة ، وكم تمنيت لو أن كل كاميرات الدنيا إلتقطت هذه الصور وعكست هذه المواقف وبثتها في الفضاء العريض لكل الناس في أرجاء المعمورة.
الموقف الأول: لوحة إصطفاف هؤلاء العظماء في طابور واحد في انتظار أستاذهم الطيب المجذوب والذي وصل إلى حيث الإستقبال بمنزل أبناء محمد عبدالله المغواري – لهم التحية – على هذا الكرم وهذه الحفاوة ، وكان العناق وكانت الدموع .
الموقف الثاني: كلمة الأخ وزير الثقافة الأستاذ صالح عبدالرحمن المتحدث اللبق الذي خاطب الحضور بكل اللغات، ليتكم سمعتم وشاهدتم الوزير الرائع والطالب النابه وهو يتحدث عن أستاذه الطيب المجذوب ويسترجع مفردات في اللغة الإنجليزية ويردد نطقها الذي علمه له أستاذه الطيب وهو يقارن بينه وبين الآخرين ويرى البون شاسع ليتكم سمعتموه وهو يؤكد أن دراسته للغات والترجمة يرجع الفضل فيها لأستاذه الطيب المجذوب، عموماً الكلمة كانت محاضرة رائعة قدمها الوزير بطريقة مدهشة ولخص حديثه بكلمات قوية ومؤكدة "أن في نفسه وعقله ووجدانه الكثير من الطيب ومن هؤلاء الخُلص.
الموقف الثالث: عند تقديم الهدايا التذكارية تخليداً لهذه المناسبة صعد أبناء المحتفى بهم وزملاؤهم إلى المنصة وقد إمتلأت نفوسهم بالفخر و الإعتزاز فعبروا عن ذلك قولاً وفعلاً
وتواصلت الكلمات الرائعة والمعبرة من الأخوة الضيوف فكانت تمتزج الحروف بالدمعات ونقول للأخ الكريم / عبدالعزيز علي محمد خير ورفاقه المهندس خضر آدم الحاج والأستاذ عصام الدين جاد الله دياب و د. عوض السيد محمد عبد الله ، وهؤلاء هم الذين قاموا بالتنظيم والتنسيق في جمع ثلة من زملائهم الكرام الذين أثروا هذا اللقاء ، ما أعظم دموع الرجال وما أشرفها في المواقف النبيلة.
المحتفى بهم تقدموا للحديث فكانت البداية للأستاذ عبد السلام عبدالله المغواري الذي حيا الحضور والضيوف شاكراً لطلابه هذه المبادرة ومعدداً صفات وشمائل أهل أبوجبيهة وشمائل طلاب أبو جبيهة المتوسطة وجدهم مؤكداً أنه الآن تيقن أنه كان وزملاؤه يسيرون على الدرب الصحيح فقد تحققت الأهداف والغايات فكان الغرس الطيب وكان الثمر الأطيب، وتمنى في ختام كلمته أن يعود إلى تلك الديار وقد عاد إليها في مرات سابقة وزار مدرستها المتوسطة وقبل جدرانها، ووجهه دعوة أطلقها من شندي لأبنائه وطلابه بأن يتكاتفوا لترميم هذه المدرسة وصيانتها وإعادة مجدها مؤكداً أنه وزملاءه سيكونون شركاء في هذا الفضل.
وكان المسك والختام حديث الأستاذ الطيب المجذوب الذي جاء حديث القلب للقلب فقد ادهشني وهو يعدد المواقف ويسترجع الذكريات والأمكنة والشخوص وكل التفاصيل بما يؤكد أن كل ذلك ظل محفورا في الذاكرة والوجدان وقد عدد صفات وشمائل أهل كردفان ومواطني أبوجبيهة وطلابه في أبو جبيهة المتوسطة الذين اتصفوا بمكارم الأخلاق فأجبروهم على التفاني ولكن الأستاذ الطيب تحدث عن مغزى ومعنى هذا اللقاء مؤكداً أن هذه اللحظة هي الحد الفاصل بين ما كان وما سيكون لحظة تستوجب إعادة التقييم والتقويم لكل مسارات الحياة ماضي وحاضر ومستقبل لنجعل من العلم والتعليم جسراً للتواصل الاجتماعي وقيماً وعادات يلتقي عندها كل أبناء الوطن الحبيب، كذلك الطيب لم يخف هذه الزفرات الحرى التي أخرجها من جوفه وهو يتحدث ويتساءل عن ما يجري في تلك البقعة الطاهرة ويقارن بين سنوات الماضي الزاهي والآمن وهو ظل يردد ما الذي جرى ما الذي جرى ، وفي ختام كلمته كرر شكره وتقديره للحضور متمنياً زيارة أبو جبيهة ومدرستها وأهلها.
القراء الأعزاء عذراً إن أطلت وعذراً أكثر إن جاءت هذه الكلمات دون الموقف والمقام . والسلام .
أ/ محمد عثمان أحمد سالم
كلية التربية جامعة شندي
26/ يناير 2014

ما أجمل الوفاء من أهل الوفاء ... رفعتم رأسنا .. أثابكم الله عن أبي جبيهة كل خير.... نعم الوفاء آسر وجميل

الوفاء يا اوفياء

انتم رائعون

الدموع .... الدموع ..... ولا تعليق ....

يا سلام يا فاتح إنت دائماً ذوقك رفيع . ونثني إقتراحك .        إحترامي .

تسلم استازي الغالي ابو الزهور فهذا عهدنا بك دوما ونتمنى ان يتبنى المنتدى هذا التكريم مما سيكون له اثر كبير على نفوس معلمينا الذين قدموا الكثير وللامانة كانت هذه الفكرة تجول في خاطري قبل ان يتطرق اليها اخي العزيز د. شيبة ابوزلازل في اتصال هاتفي معه  ونيابة عنه طرحتها في المنتدى فله ولكم جميعا فائق الشكر والتقدير.

الاعزاء الاوفياء
لكم الشكر والعرفان وانتم من يستحق التكريم سادتي على ما قمنتم به من مجهود جبار
نعم انتم من يستحق التكريم في زمن اصبح فيه الجحود اكثر من العرفان بالفضل
لكم التحية