ابوجبيهه


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابوجبيهه
ابوجبيهه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في ذكري معركة كرري .. مؤرخ أمريكي يعيد رسم اللوحة الحقيقية للمعركة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

في ذكري معركة كرري .. مؤرخ أمريكي يعيد رسم اللوحة الحقيقية للمعركة Empty في ذكري معركة كرري .. مؤرخ أمريكي يعيد رسم اللوحة الحقيقية للمعركة

مُساهمة من طرف الفاتح حسن ابوساره 29th سبتمبر 2014, 14:09

[rtl]كشف النقاب عن شهادات مراسلي صحف عالمية شهيرة من ارض المعركة ![/rtl]

[rtl]09-01-2014 10:58 PM[/rtl]

د. محمد المصطفي موسي


معركة كرري التاريخية الحاسمة بتاريخ 2 سبتمبر 1898 او " The Battle of Omdurman" .. كما درجت أدبيات المؤرخين الغربيين علي تسميتها .. ظلت تلك المعركة الفاصلة وأحداثها الجسام محوراً لحركة بحثية مستمرة من خلال جهود أكاديمية معاصرة لمؤرخين من النصف الشمالي للكرة الأرضية .. حركتهم النزعة الأكاديمية المحايدة لإعادة استقراء ما حدث بالضبط علي ميدان المعركة علي الرغم من مرور اكثر من 116 عاما علي انقضائها .. لقد أدت هذه المجهودات البحثية لكشف النقاب عن شهادات مراسلين حربيين أجانب لم تحظي في وقتها بالاهتمام اللائق بها بينما أُسقط بعضها لأسباب مجهولة .. والمدهش حقاً ان معركة كرري تعد من اكثر معارك القرن العشرين أهمية من حيث التغطية الإعلامية بالمراسلين الحربيين ابتداءا من ونستون تشرتشيل "المراسل الحربي آنذاك " ومروراً بالمراسل الحربي البريطاني الأشهر آنذاك "G.W.Steveens " .. وانتهاءا بمراسلي " Le Temps " الباريسية الشهيرة .. وقد فسر المؤرخ البريطاني المعاصر و الصحفي المعروف فيرغس نيكول" صاحب كتاب "مهدي السودان ومقتل الجنرال غردون " .. فسر ذلك التواجد الإعلامي المكثف بانه.. " جاء مترجما للشعور القومي البريطاني الجارف بضرورة الانتقام لكبرياء بريطانيا الذي إصابته الثورة المهدية في مقتل عندما لقي خيرة جنرالاتها حتفهم بأسلحة الثورة المهدية ففقدت بريطانيا وليام هكس وستيوارت وتشارلز غوردون .. وفي سبيل ذلك لم تتواني بريطانيا عن جرجرة مصر الخديوية معها في مواجهة المهدية بالتلويح في وجهها بجزرة إعطائها شيئا من أراضي السودان الذي ملكته في يوم من الأيام فعجلت الثورة المهدية باقصائها من ترابه" .. ولعل مما يعزز كلام نيكول تلك الاغنية الشعبية الرائجة في بريطانيا آنذاك والتي تتحسر علي مقتل بطل بريطانيا القومي الجنرال غردون .. علي يد قوات الثورة المهدية.. بكلماتها المكلومة :
Too late , Too late to save him
He was England 's pride when lived
! He was England's pride when he died
وقد راجت تلك الاغنية الشعبية ردا علي جلادستون رئيس الوزراء البريطاني إبان حصار الخرطوم في 1885 والذي عارض في البدء فكرة إرسال جيش لإنقاذ غردون قائلا " لا يمكنني ان احارب شعبا يبحث عن حريته" وان تراجع اخيراً تحت ضغط الرأي العام البريطاني المحموم آنذاك !
ويعد المؤرخ الامريكي جي إيه روجرز J.A.ROGERS من اكثر المؤرخين المعاصرين تعرضا لافادات المراسلين الحربيين المدونة من خلال كتابه " اعظم رجال العالم من ذوي البشرة الملونة" فنقل اولا بعض إفادات جي دبليو ستيفنس والذي قال واصفا ما شاهده بنفسه في ارض المعركة :

" لقد كانت اشرس معركة في في اشرس يوم .. تقدمت الراية الزرقاء .. راية الخليفة عبدالله .. مقدمة الجيش المهدوي برجالها الأشداء .. المخلصين حتي الموت .. وكان هناك خياران أمامهم .. النصر او الجنة !
" It was victory or paradise"
ثم يستطرد قائلا " لا اعتقد ان ان هناك جيوشا بيضاء قد واجهت الموت من قبل كما واجهه هؤلاء .. ولكن هؤلاء الرجال اصحاب البشرة السمراء .. تقدموا نحو حتفهم بثبات .. لقد قصفتهم مدفعيتنا قصفا شديدا ولكنك رغم ذلك كنت تري صفوفهم المتراصة تتقدم نحونا .. وعندما كانوا في مرمي مدافع المكسيم .. كلما تتساقط جثث قتلاهم .. كانوا يجّمعون صفوفهم ويتقدمون للامام بشجاعة فائقة .. لقد كان هذا اليوم اخر ايام المهدية ولكنه كان بحق - أعظمها علي الإطلاق .. لم يتراجع العدو قط .. لم تكن كرري معركة .. بل كانت حادثة إعدام ابطال !
ان جاز لي ان أقول ان قواتنا قد بلغت الكمال .. فلابد لي ان اعترف بان المهدويون بروعتهم.. قد فاقوا حد الكمال ! لقد كان جيشهم في كرري من اعظم وأشجع الجيوش التي حاربناها طوال مواجهاتنا الطويلة في حروب المستعمرات .. وكان دفاعهم مستميتاً عن امبراطورية شاسعة و مترامية الأطراف افلحوا في الحفاظ عليها لوقت طويل وبكفاءة عالية . لقد تصدي لنا حملة البنادق منهم ببنادقهم المهترئة وذخيرتهم المحلية التصنيع واستماتوا هم وفرسانهم حول الراية الخضراء والراية الزرقاء ببسالة عجيبة .. اما حملة الرماح فقد تحدوا الموت في كل لحظة بلا يأس او خنوع حتي افناهم الموت عن اخرهم ولم يتبقي من ورائهم الا ثلاثة جياد ! حتي من جرُح منهم بقي في مكانه يصلي للرب ان يقتل احد منا قبل ان يموت ! " .. ثم يمضي ليذكر واقعة نالت إعجابه كثيرا .." وكمثال لهذه الشجاعة الأسطورية فقد شاهدت بنفسي طفلا من أطفالهم كان في العاشرة من عمره تقريبا .. رأيته يقف باكيا عند جثة ابيه القتيل في ميدان المعركة .. فلما اقتربنا منه تناول بندقية ملقاة علي الارض وأطلق النار نحونا .. لقد عمل الطفل الشجاع كل ما كان بوسعه عمله ! "

اما مراسل صحيفة Le Temps الفرنسية .. فقد أورد الامريكي جي اي روجرز شهادته من خلال كلمات قصار .. موجزات .. معبرات :
" ان المرء منا لا يملك الا ان يحيّ بسالة هؤلاء الجنود المهدويون .. لأنهم بلاشك لا يقلون عن نظرائهم الذين كانوا تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي بسالةً واقداماً ولاشك ان ريتشارد قلب الأسد لم يكن اشجع رجاله يفوق مستوي هؤلاء الرجال وخصوصا عند الالتحام يداً بيد .. لقد كان مسرح المعركة تراجيديا معقدة الفصول .. لن تغيب بمشاهدها عن ضمير اي شاعر او مؤرخ " ..
ويتطرق روجرز للروح الانتقامية العمياء التي تميزت بها قيادة كتشنر الميدانية لمعركة كرري ويذكر كيف انه امر بإعدام 20 الف جريح ببربرية تتناهي مع كل قيم الانسانية مما عرضه لانتقادات جارفة في البرلمان البريطاني في حملة تزعمها اللورد ريتشارد ريدموند والذي لقب كتشنر ب " جزار امدرمان " .. ولعل من سخرية الأقدار ان كتشنر نفسه لقي حتفه بعد كرري ب 17 عاماً بصورة مأساوية في العام 1916 حينما غرقت الباخرة التي كانت تقله قبالة شواطئ روسيا الشمالية فلم يُعثر له علي جسد حتي الان .. رغم جهود سلاح البحرية الملكي البريطاني والتي امتدت للقرابة العام للبحث عن حطام السفينة الغارقة !

ثم يصف صاحب الكتاب المؤرخ الامريكي J.A.Rogers ما حدث بعد ذلك :

" لقد ابقي الخليفة عبدالله علي جذوة المقاومة مشتعلة الي حين سقوطه في ارض معركة ام دبيكرات ..بينما ظل العنيد عثمان دقنة مقاوماً حتي وقع في الأسر " ولم يغفل روجرز ان يورد تعليقه الشخصي علي إفادات المراسلين الحربيين قائلا :

"ولكن ستظل المهدية اعظم مثال .. للبطولة والتفاني .. يمكن ان يوفره لنا التاريخ الإنساني "

"The Mahdist are as fine an example of heroism and devotion as history provides"


رحم الله رجال كرري وكفي بالمثل الشعبي مخلدا لهم في الذاكرة الوطنية الجماعية للشعب السوداني .. " الرجال .. ماتوا في كرري ! " وباستشهادهم خرجت صحف بريطانيا الرئيسية الثلاثة .. التايمز .. والدايلي تليغراف .. والدايلي ميرور.. بعنوان احتفالي موحد بتاريخ سبتمبر 1898 " Gordon Avenged" وترجمتها " ثأرنا لغردون " .. !


مصادر :


1) كتاب " اعظم رجال العالم من ذوي البشرة الملونة " .. للمؤرخ الامريكي جي إيه روجرز
طبعة العام 1996 ..
World's Great Men of colour
J.A.Rogers
published 1996
2) " مهدي السودان ومقتل الجنرال غردون" لفيرغس نيكول .. إصدار العام 2004

( The Mahdi of Sudan and the death of General Gordon )
Published 200
The British Museum , Collindale (3



[email=ana_omdurman@hotmail.com]ana_omdurman@hotmail.com  /* <![CDATA[ */ (function(){try{var s,a,i,j,r,c,l,b=document.getElementsByTagName("script");l=b[b.length-1].previousSibling;a=l.getAttribute('data-cfemail');if(a){s='';r=parseInt(a.substr(0,2),16);for(j=2;a.length-j;j+=2){c=parseInt(a.substr(j,2),16)^r;s+=String.fromCharCode(c);}s=document.createTextNode(s);l.parentNode.replaceChild(s,l);}}catch(e){}})(); /* ]]> */ [/email]
الفاتح حسن ابوساره
الفاتح حسن ابوساره
مشرف تاريخ ابوجبيهه
مشرف تاريخ ابوجبيهه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

في ذكري معركة كرري .. مؤرخ أمريكي يعيد رسم اللوحة الحقيقية للمعركة Empty رد: في ذكري معركة كرري .. مؤرخ أمريكي يعيد رسم اللوحة الحقيقية للمعركة

مُساهمة من طرف محمود منصور محمد علي 30th سبتمبر 2014, 10:28

الف شكر استاذنا الفاتح


اضاءات مهمة تتناول بالصدق والحقائق  جزء من تاريخ الثورة المهدية


لقد كانوا دوما ابطال... واثبتوا للمستعمر انهم قوم بايعوا الله ورسوله لمحاربة المستعمر الذي صعقته المفاجاة من قوة وصلابة الجندي السوداني




الف شكر والمجد والخلود لشهداء كرري
محمود منصور محمد علي
محمود منصور محمد علي
مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
مشرف المنتدى العام و  مصحح لغوي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى