مخرجات الحوار: أكبر برلمان في العالم!!

{ زيادة عدد أعضاء المجلس الوطني ببضع مئات من (نواب) معينين أو منتخبين، وفق توصية لجنة الحكم ومخرجات الحوار الوطني، مقترح كارثي مضر بالعملية النيابية ومهدر لموارد الدولة.
{ فكيف يصبح عدد أعضاء البرلمان (800) أو أكثر، ليصبح أكبر برلمان من ناحية (الكم) لا (الكيف) في أفريقيا والعالم العربي، وربما في العالم، بعد برلمان جمهورية "الصين الشعبية"!!
{ عدد أعضاء مجلس "الدوما" الروسي (497) عضواً، والكونغرس الأمريكي (435) نائباً بالإضافة إلى (100) سناتور بمجلس الشيوخ، أما برلمان "الهند" فعدد أعضائه (547) فقط.. من مجموع سكان بلغوا (مليار ومائتا وخمسون مليون) نسمة!!
{ (547) يمثلون (مليار وربع مليار) مواطن هندي، ونحن في السودان (30) مليوناً لا أكثر، يمثلنا حالياً (426) نائباً بالمجلس الوطني هذا غير أعضاء مجلس الولايات، بفارق (9) أعضاء فقط عن عدد أعضاء مجلس النواب الأمريكي!!
{ إذن البرلمان السوداني بتشكيلته الحالية مترهل، وغير متناسب مع عدد سكان الدولة، مقارنة مع برلمانات أخرى في المنطقة أقل عدداً وأكثر فاعلية ونفوذاً، مثل مجلس الأمة الكويتي الذي لا تزيد عضويته عن (50) نائباً تعودوا على سحب الثقة عن الوزراء والإصرار على استجواب رئيس الوزراء، ما يجبر الحكومة على الاستقالة، فلا يجد سمو أمير البلاد من خيار سوى تسمية رئيس وزراء جديد لتشكيل حكومة جديدة!
{ مؤسسات الدولة في السودان مترهلة و(متكرشة) من الحكومة الاتحادية إلى الهيئة التشريعية القومية (مجلس وطني + مجلس ولايات)، بالإضافة إلى حكومات الولايات والمحليات وهيئات ومفوضيات ولجان عليا ودنيا و... و... فهل بعد كل هذه الجيوش الجرارة من الدستوريين التي أثقلت كاهل المواطن السوداني الغلبان، تريد لجان الحوار الوطني أن تزيد الطين بلة وتضيف للأزمات أزمات؟!
{ إذا مضت مخرجات الحوار الوطني على هذا المنوال، فإننا سنكون بحاجة إلى (حوار آخر) للتخلص من مخرجات هذا الحوار (المكلف جداً)!!

المجهر السياسي
الهندي عزالدين