ست اللبن ...

((قالت حليمة بائعة اللبن لآمنة - وقد جاءت كعادتها قبل شروق الشمس - وهي تكيل لها لبنا بقرش :
"سمعت الخبر ؟ الزين مو داير يعرس " .
وكاد الوعاء يسقط من يدي آمنة . واستغلت حليمة انشغالها بالنبأ فغشتها اللبن .
كان فناء المدرسة " الوسطى " ساكنا خاويا وقت الضحى ، فقد أوى التلاميذ إلى فصولهم ، وبدأ من بعيد صبي يهرول لاهث النفس ، وقد وضع طرف ردائه تحت إبطه حتى وقف أمام باب " السنة الثانية " وكانت حصة الناظر .
" يا ولد يا حمار . إيه أخرك ؟ "
ولمع المكر في عيني الطريفي :
" يا فندي سمعت الخبر ؟ "
" خبر بتاع إيه يا ولد يا بهيم ؟ "
ولم يزعزع غضب الناظر من رباطة جأش الصبي ، فقال وهو يكتم ضحكته :
" الزين ماش يعقدو له بعد باكر " )) … من رواية عرس الزين للطيب صالح- العلامة السوداني

لا يخفي عليكم ان ورود ست اللبن في رواية الطيب صالح الشهيرة اعطي مدلولاَ قويا علي ان لست اللبن دور في الحراك الحياتي اليومي في الحياة السودانية اذا كان في القرية او المدن الصغيرة التي تحمل طابعين المدينة والقرية في ان واحد...
حتي لا ننسي دورها في الحباك متعونا بسردكم!!..

بدرالدين محمد دفع الله : سليمة بائعة اللبن
سليمة بائعة اللبن

*****



بنياتن لي سليمة في بيتنا جن

قاصدات زيارة أم الحسن

قعدن مسافة وروحن

سألت أمي

سليمة لسة بتبيع اللبن؟

ضحكت وقالت

إت بي صحّك يا الحسن

والله عندك جنس محن

ولا في شان كنت غائب في اليمن

الحمد لله الماقلتو قدامن

كانن بكن

سليمة البقيرات باعتن

في شان تسوي لوليدها الجواز

وباقي أغراض السفر

لي دار الحجاز

قصّير الفوقنا ده حولو

وقالوا إلليل ما اشتغل

ياكل ينوم متل البغل

وسليمة رجعت تشتغل

وشن الشغل

ترى العواسة الفي التكل

تعوس لي محاسن وسميّة وزحل

والبنيّات الشفتهن

الكبيرة تلقط في القطن

والصغيرة تقرأ في مدرسة المهل

والصغار حايمين متل النحل

المسكينة صبحت من غير عقل

سليمة بتبيع اللبن؟

إنشاء الله خشمك فوقو اللبن

دحين مع السفر فضلت بهيمة بتنحلب

ولا فضل جنايّاً يحويلو بقرة

الكل سافر وإغترب

ما فضل زول بين العرب

الأّ الكبار المتل أبوك

الما فيهم سبب

ويا حليل زمان وكتين يقولو

طه بالبهائم سرب

والبنيّات يفزعن للحطب

كلو إنتهى وحلّ الغضب

من رب العباد

شان العباد دايره تاكل بالغصب

والدنيا باقيالهم درب

نسألك يا ربي العفو والعيشة الكريمة

ونسالك يا ربنا ترجّع البقيرات لي سليمة

عشان تبيع لينا اللبن

أعلاه تأكيدا لدورها فى الحراك اليومي ولى عودة لأشهر بائعات اللبن فى الحبّاك ... هؤلاء اللائي أعانن أمهاتنا فى تنشأتنا ....

شكراَ عموابو الزهور علي المرور والله القصيدة جميلة جدا وربنا يديك الصحة والعافية ويطيل في عمرك!!!