غناء الطمبور
صفحة 1 من اصل 1
غناء الطمبور
[size=24]من المعروف أن تراث منطقتنا جنوب كردفان تزخر بالعديد من ألوان الفنون التي تصاحب الحياة الاجتماعية لقبائل المنطقة المتعددة. وإذا تناولنا أحد ضروب هذا التراث المتمثل في فن الغناء الشعبي، نجد أن مفردات هذا الفن من ناحية الكلمات والألحان والإيقاع والرقص تكاد تكون متقاربة جداً ما عدا البسيط جداً من التباين الذي يضفي على فنون كل قبيلة نكهتها الخاصة بها. وبالرغم من أن ريفنا الحبيب لا زال يمارس تلك الفنون دون أن يتأثر كثيراً بالتغيير الذي بدأ يدب في أوصال الثقافة السودانية بفعل الثقافات الدخيلة التي بدأت تغزونا بواسطة وسائل الإعلام والاتصال التي دخلت كل بيت تقريباً، إلا أنني هنا أدق ناقوس الخطر آملاً أن تقوم الجهات المختصة بتدوين التراث في هذه المناطق قبل أن تغرقه هذه الثقافات الدخيلة
وسأستعرض في هذه الصفحة لبعض ألوان الغناء الشعبي في بلدنا والذي تشتهر به قبيلة اهلنا كنانة 0
يقوم بأداء هذا اللون من الغناء الذي يتخلله "الطمبور" الجنسين من الشباب، مع قيام الفتيات بالرقص "وطريقة أدائه حيث أنه شبيه برقصة "الرقبة". ويتبارى في إنشاء ونظم كلمات هذا النوع من الغناء الجنسين من الشباب أيضاً. وتكون ممارسة هذا الفن في العادة خلال موسم حصاد الزراعة الذي تصاحبه الأفراح من زواج وختان وخلافه بعد أن كانالاهالي محرومون من ممارسة ذلك طيلة فترة الخريف حيث العمل والكد. وما أروع لهو وسمر الاهالي في الليالي المقمرة التي يتخللها سريان نسيم الليل الذي يضاعف من النشوة والبهجة لديهم
وهذا الضرب من ضروب الغناء لدىالاهل يصور حياتهم ويعبر عن مشاعرهم وأحاسيسهم, والبارع في صياغة أشعار هذا اللون من الغناء من الجنسين له مكانة خاصة عند أولئك االاهالي
والآن أدلف بكم إلى إحدى حلبات الرقص لنشاهد ما يحدث. نجد أن الشبان والشابات يقفون في شكل دائري وتبدأ الفتيات بالصفقة والغناء. وينبري شاب ليصف حالة الشوق الذي تعتريه لرؤية الفتيات حيث أنه لم يرهن طيلة فصل الخريف الذي هو موسم كد واجتهاد لا مكان فيه للهو، فينبري مغنياً:
الشهير هل والمنام قل
حي من نارهن الفي القليب ملة
الشهير" طبعاً تصغير للشهر، ويعني أنه بحلول هذا الشهر وغالباً ما يكون ذلك بداية شهر جديد خلال موسم الحصاد، وسبق أن قلنا أنهم لا يسمرون ما لم ينقض فصل الخريف ويبدأ موسم الحصاد، وعند بدء الحصاد يقل نومهم حيث يسهرون ويسمرون حتى الفجر وتتخلل ليلهم أصوات الشدو الرخيمة والكل منتشي.
وينبري شاب آخر يصف فتاته قائلاً
نسيم الجنة هب لي نفس اللينة صندلية
ويقصد أن النسمات حملت إليه أريجاً طيباً من الجهة القادمة منها فتاته حتى خيل إليه أن هذا النسيم آتى من الجنان. والمعني أن فتاته قد أتت متمخضة بالصندلية، والصندلية في ريفنا الحبيب أعز من كل أنواع العطور بما في ذلك الباريسية
وهذا شاب آخر ربما أن فتاته تقطن بمنطقة معينة بعيدة من حرم من رؤيتها
ويقصد بالجداول شلوخ الفتيات وخضار أم زين يعني به فتيات أم زين السمراوات كما يعبر عن اشتياقه للعودة إلى أم زين لرؤية قتاته
وهذا شاب يشكو حالة فتاته "اللينة فيقول:
جات طالعة من البواح يا اللينة أنا نومي راح
النجيم اللجا الصباح المزود زايد سماح
إنه يخاطب فتاته قائلاً أيتها اللدنة البضة، إن طرفي ظل ساهراً ولم أنم طيلة البارحة حتى ظهر في الأفق ذلك النجم الذي يشير إلى بزوغ الفجر، وأنت أيتها الناعسة "المغريد" تزدادين جمالاً كل صباح بينما أذبل أنا من فرط الجوى
وهذا شابا آخر مسكين يشكو فقره وعدم قدرته على الزواج من فتاته وقد رأى البنات اجتمعن في مكان حفل زفاف
وهذا لبيب أخر يصف العورس في ليلية زفافها وهي في طريقها إلى "السباتة" و"السباتة" هي الفرش الذي يفرش على الأرض مكان رقص العروس و"قطع الرهط" وقد وصلت العروس وهي تتمايل ذات اليمين وذات الشمال وحولها وزيرتان وهي متضخمة بالصندلية وريف دامور. فيقول صاحبنا واصفاً يد العروس بأنها أشبه بجدلة الحرير الخالص الذي لم تبعث به يد قبل
كبرتوه وجابوه يمشي يترتل
ايده جدله حرير لي الليلة ما اتفتل الآن
وهذا شاب آخر يصف محبوبته بجدي الريل قائلاً
:
جدي الريل العاتي الفي مشيهو يتاتي
أنا كان جنيت ماني خاتي
العاتي تعني القوي وهو "يتاتي" في مشيته أي يمشى الهوينى، ويقول بأنه إذا حدث أن جن من فرط حبه لها الذي ملك عليه فؤاده فهذا ليس بالمستغرب
وهذا لبيب آخر يصف محبوبته بأنها ناعمة خضراء اللون ممتلئة كشجرة الليمون التي تسقي ليلاً حيث لا سموم ولا طير
وهذه فتاة أخرى تركها حبيب العمر لظروف قاهرة تصف نفسها قائلة
زارعنو في الطينة حارسنو بمرتيناالدنيا الفرقتينا مسحنا دموعنا ورضينا
وتعني أن خضراء ريانة العود مثل النبات المزروع في الطينة ومحروس بسلاح "المرتين". وقد تركها الحبيب ولا تدري هل يعود أم لا ولكنها بالرغم من ذلك راضية بحالها
هذا جزء قليل من تراث اهلنا ومن لديه مذيد فمرحب به
تحياتي
وسأستعرض في هذه الصفحة لبعض ألوان الغناء الشعبي في بلدنا والذي تشتهر به قبيلة اهلنا كنانة 0
يقوم بأداء هذا اللون من الغناء الذي يتخلله "الطمبور" الجنسين من الشباب، مع قيام الفتيات بالرقص "وطريقة أدائه حيث أنه شبيه برقصة "الرقبة". ويتبارى في إنشاء ونظم كلمات هذا النوع من الغناء الجنسين من الشباب أيضاً. وتكون ممارسة هذا الفن في العادة خلال موسم حصاد الزراعة الذي تصاحبه الأفراح من زواج وختان وخلافه بعد أن كانالاهالي محرومون من ممارسة ذلك طيلة فترة الخريف حيث العمل والكد. وما أروع لهو وسمر الاهالي في الليالي المقمرة التي يتخللها سريان نسيم الليل الذي يضاعف من النشوة والبهجة لديهم
وهذا الضرب من ضروب الغناء لدىالاهل يصور حياتهم ويعبر عن مشاعرهم وأحاسيسهم, والبارع في صياغة أشعار هذا اللون من الغناء من الجنسين له مكانة خاصة عند أولئك االاهالي
والآن أدلف بكم إلى إحدى حلبات الرقص لنشاهد ما يحدث. نجد أن الشبان والشابات يقفون في شكل دائري وتبدأ الفتيات بالصفقة والغناء. وينبري شاب ليصف حالة الشوق الذي تعتريه لرؤية الفتيات حيث أنه لم يرهن طيلة فصل الخريف الذي هو موسم كد واجتهاد لا مكان فيه للهو، فينبري مغنياً:
الشهير هل والمنام قل
حي من نارهن الفي القليب ملة
الشهير" طبعاً تصغير للشهر، ويعني أنه بحلول هذا الشهر وغالباً ما يكون ذلك بداية شهر جديد خلال موسم الحصاد، وسبق أن قلنا أنهم لا يسمرون ما لم ينقض فصل الخريف ويبدأ موسم الحصاد، وعند بدء الحصاد يقل نومهم حيث يسهرون ويسمرون حتى الفجر وتتخلل ليلهم أصوات الشدو الرخيمة والكل منتشي.
وينبري شاب آخر يصف فتاته قائلاً
نسيم الجنة هب لي نفس اللينة صندلية
ويقصد أن النسمات حملت إليه أريجاً طيباً من الجهة القادمة منها فتاته حتى خيل إليه أن هذا النسيم آتى من الجنان. والمعني أن فتاته قد أتت متمخضة بالصندلية، والصندلية في ريفنا الحبيب أعز من كل أنواع العطور بما في ذلك الباريسية
وهذا شاب آخر ربما أن فتاته تقطن بمنطقة معينة بعيدة من حرم من رؤيتها
الجداول البسقن في خضار أم زين
قلب داير العودة يا كريم لمتين
قلب داير العودة يا كريم لمتين
ويقصد بالجداول شلوخ الفتيات وخضار أم زين يعني به فتيات أم زين السمراوات كما يعبر عن اشتياقه للعودة إلى أم زين لرؤية قتاته
وهذا شاب يشكو حالة فتاته "اللينة فيقول:
جات طالعة من البواح يا اللينة أنا نومي راح
النجيم اللجا الصباح المزود زايد سماح
إنه يخاطب فتاته قائلاً أيتها اللدنة البضة، إن طرفي ظل ساهراً ولم أنم طيلة البارحة حتى ظهر في الأفق ذلك النجم الذي يشير إلى بزوغ الفجر، وأنت أيتها الناعسة "المغريد" تزدادين جمالاً كل صباح بينما أذبل أنا من فرط الجوى
وهذا شابا آخر مسكين يشكو فقره وعدم قدرته على الزواج من فتاته وقد رأى البنات اجتمعن في مكان حفل زفاف
البنات لمة والفقر حاصل
تشبهي الدوقل الفي الخلا جافل
زينة يا زينة زينة القادرتشبهي العالي البلش نادر
تشبهي الدوقل الفي الخلا جافل
زينة يا زينة زينة القادرتشبهي العالي البلش نادر
وهذا لبيب أخر يصف العورس في ليلية زفافها وهي في طريقها إلى "السباتة" و"السباتة" هي الفرش الذي يفرش على الأرض مكان رقص العروس و"قطع الرهط" وقد وصلت العروس وهي تتمايل ذات اليمين وذات الشمال وحولها وزيرتان وهي متضخمة بالصندلية وريف دامور. فيقول صاحبنا واصفاً يد العروس بأنها أشبه بجدلة الحرير الخالص الذي لم تبعث به يد قبل
كبرتوه وجابوه يمشي يترتل
ايده جدله حرير لي الليلة ما اتفتل الآن
وهذا شاب آخر يصف محبوبته بجدي الريل قائلاً
:
جدي الريل العاتي الفي مشيهو يتاتي
أنا كان جنيت ماني خاتي
العاتي تعني القوي وهو "يتاتي" في مشيته أي يمشى الهوينى، ويقول بأنه إذا حدث أن جن من فرط حبه لها الذي ملك عليه فؤاده فهذا ليس بالمستغرب
وهذا لبيب آخر يصف محبوبته بأنها ناعمة خضراء اللون ممتلئة كشجرة الليمون التي تسقي ليلاً حيث لا سموم ولا طير
وهذه فتاة أخرى تركها حبيب العمر لظروف قاهرة تصف نفسها قائلة
زارعنو في الطينة حارسنو بمرتيناالدنيا الفرقتينا مسحنا دموعنا ورضينا
وتعني أن خضراء ريانة العود مثل النبات المزروع في الطينة ومحروس بسلاح "المرتين". وقد تركها الحبيب ولا تدري هل يعود أم لا ولكنها بالرغم من ذلك راضية بحالها
هذا جزء قليل من تراث اهلنا ومن لديه مذيد فمرحب به
تحياتي
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
مواضيع مماثلة
» أنا أم درمان ..... لعبدالمنعم عبدالحي .....غناء أحمد المصطفى
» من روائع مصطفى سيد أحمد .. بتصرف..غناء العزلة للصادق الرضي
» الصخرة غناء العاقب محمدالحسن
» عايز اكون$$$غناء بن البادية
» يا فلسطين اسلمي غناء عبد الكريم الكابلى
» من روائع مصطفى سيد أحمد .. بتصرف..غناء العزلة للصادق الرضي
» الصخرة غناء العاقب محمدالحسن
» عايز اكون$$$غناء بن البادية
» يا فلسطين اسلمي غناء عبد الكريم الكابلى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى